الساحرة الحمراء
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
منذ اللحظة التي فرّ فيها من سوق الشارع الأحمر، مرورًا بتلك التجربة الخطرة في قصر الكرمة، ثم محاولة الاغتيال أمام قصر النهضة، ظلّ الحارس المقنّع يخاطر بحياته مرارًا من أجل إنقاذ تاليس. وفي الحادثة الأخيرة، كاد يفقد حياته تمامًا.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
ظلت كالشان مبتسمة. “همم؟”
Arisu-san
ضحكات تتردّد من الجانب الآخر من القاعة. بدا أنّ أكثر من عشرة من نبلاء الشمال يلعبون لعبةً ما.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“جميعهم؟” زفر تاليس والتقط قطعة خبز مدهونة بالزبد بتثاقل. “إذًا كان حدسي صحيحًا؟ تلك السيدة كالشان هي…”
الفصل 140: الساحرة الحمراء
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فبالمقارنة مع الهيبة الطاغية والضغط الثقيل الذي يفرضه النبي الأسود، فإن الطريقة اللطيفة الهادئة التي ألقت بها كالشان مثل هذه المعلومة المقلقة جعلته يشعر بارتباك أشدّ، وأظهرته وكأنه عاجز تمامًا عن التعامل معها.
…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن تاليس لم يدرك أنّه يعرف القليل جدًا عن هذا الحارس السري الغامض للعائلة المالكة، إلا حين سمع اسمه يتردّد في مملكة التنين العظيم. فهو لم يعرف تقريبًا شيئًا عن شكله، ولا عمره، ولا خلفيته، ولا طباعه، ولا ما مرّ به من تجارب.
لو أن تاليس أنشأ قائمة تُسمّى “الأشخاص الذين أضع فيهم أعظم ثقتي”، لكان يودل، الذي لا يُظهر وجهه الحقيقي لأحد، يتصدّر القائمة تقريبًا بلا منازع، ضمن بلاط مملكة الكوكبة.
يوم غادر مدينة النجم الأبدي متّجهًا نحو إكستيدت، جاء الملك وبعض السادة ليودّعوه.
منذ اللحظة التي فرّ فيها من سوق الشارع الأحمر، مرورًا بتلك التجربة الخطرة في قصر الكرمة، ثم محاولة الاغتيال أمام قصر النهضة، ظلّ الحارس المقنّع يخاطر بحياته مرارًا من أجل إنقاذ تاليس. وفي الحادثة الأخيرة، كاد يفقد حياته تمامًا.
(الحارس السري لملك الكوكبة الأعلى هو في الواقع ابن رئيس استخبارات إكستيدت… آه، هاوية جديدة من الشائعات.)
وفوق ذلك، كان الحارس المقنّع هو الوحيد داخل بلاط مملكة الكوكبة الذي عرف بحقيقته بصفته “صوفي”، ومع ذلك حافظ على سرّه. ولطالما قدّر تاليس هذا الأمر تقديرًا بالغًا.
كان النظام المعدوم أصلًا في هذه المأدبة يتفكك كليًا؛ ثملٌ يترنح، ونبلاء يحيطون بالفتيات الخادمات ويغادرون القاعة، ثم تعلو أصوات غريبة في الخارج.
لكن تاليس لم يدرك أنّه يعرف القليل جدًا عن هذا الحارس السري الغامض للعائلة المالكة، إلا حين سمع اسمه يتردّد في مملكة التنين العظيم. فهو لم يعرف تقريبًا شيئًا عن شكله، ولا عمره، ولا خلفيته، ولا طباعه، ولا ما مرّ به من تجارب.
(هذه العجوز… مهلاً. عجوز؟)
واعترف في سرّه بشيءٍ من الحرج: بالنسبة إليه، كان يودل أشبه بغريبٍ مألوف. فعلى الرغم مما فعله يودل من أجله، لم يكترث تاليس قط بما يخصّ يودل نفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهنا وجد تاليس جوابه.
(لا… بل أعرف بعض الأشياء). هكذا فكّر. فقد أخبره غيلبرت سابقًا أنّ بين يودل و”جنرالات الحرب الخمسة” في إكستيدت عداوةً سحيقة.
“يا إلهي.” جاء صوت وايا خلفه بخفوت، “هل رأيت؟ تلك… الساحرة الحمراء؟”
فعلى سبيل المثال، طعن يودل فارس النار “تولجا” من اقليم الرمال السوداء في ظهره… ولهذا لا يستطيع دخول إكستيدت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن تاليس لم يدرك أنّه يعرف القليل جدًا عن هذا الحارس السري الغامض للعائلة المالكة، إلا حين سمع اسمه يتردّد في مملكة التنين العظيم. فهو لم يعرف تقريبًا شيئًا عن شكله، ولا عمره، ولا خلفيته، ولا طباعه، ولا ما مرّ به من تجارب.
لكن ما يخصّ الحارس المقنّع أكثر من مجرد تلك الحادثة. وتذكّر تاليس آخر حديث مطوّل وصادق جمعه بيودل في قاعة مينديس، وانقبض قلبه.
“ستكون أفضل منه.”
(يودل… لا).
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع تاليس رأسه. كان بيوتراي يحمل برميلًا من نبيذ الجاودار—تخصص قصر الروح البطولية—يترنح نحوهما بعينين نصف مغمضتين. تمتم قائلًا، “ولائم الكوكبة أكثر تحضّرًا، وأكثر لباقة. الجنون فيها… مخفي. فمثلًا، مضيف الحفل يجهز غرفًا خاصة للقاءات السرية. وهناك الحدائق المُشجرة… والأقبية الهادئة المعزولة.”
هزّ رأسه محاولًا طرد تلك الأفكار عن الجانب المظلم المحتمل ليودل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل 140: الساحرة الحمراء
فقد كان هناك الكثير من المرات التي أنقذه فيها يودل بعد ذلك.
أجبر تاليس نفسه على الابتسام.
(والآن…)
(تلك الجملة… تحمل قدرًا كبيرًا من المعلومات.)
ضحكات تتردّد من الجانب الآخر من القاعة. بدا أنّ أكثر من عشرة من نبلاء الشمال يلعبون لعبةً ما.
(هذه العجوز… مهلاً. عجوز؟)
أعاد تاليس بصره إلى تلك العجوز الودودة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما بيوتراي… نظر تاليس نحوه وأضاق عينيه. كان بيوتراي يعانق شماليين لا يُحصَون، يضحك معهم بصوت عالٍ. لم يملك تاليس إلا أن يتمتم في داخله.
(هذه العجوز من إكستيدت تدّعي أنّها…).
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (يودل… لا).
“سيّدتي، أنتِ… أم يودل؟” كان تاليس يمعِن النظر في تلك العجوز التي تُدعى كالشان، يحاول جاهدًا أن يجد أي شبه بينها وبين يودل، سوى “الغموض”. قال مترددًا: “أم يودل؟”
وما إن نطقها، حتى أدرك فجأة أن تعبيرًا غريبًا اعترى وجه العجوز.
“لا تشكّ في الأمر. في مثل سني، لِمَ أمزح بشأن ادّعاء ابن؟” هكذا قالت كالشان بابتسامة، وهي تهز رأسها.
(هذه العجوز… مهلاً. عجوز؟)
أومأ تاليس باضطراب، وألقى نظرةً حائرة باتجاه بيوتراي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (يودل… لا).
(ما الذي يحدث؟ من تكون هذه العجوز أصلًا؟)
“بالطبع ليست كذلك!”
ظلّ بيوتراي يحدّق بحذر في العجوز، لكن حين لمح نظرة تاليس، هزّ رأسه قليلًا.
“ممل.”
“لم أره منذ زمن طويل. أشتاق إليه كثيرًا.” لم تلقِ كالشان بالًا لتبادل النظرات بين تاليس وبيوتراي. كان وجهها يحمل حنينًا ومودّة وهي تتمتم: “ذلك الطفل لم يتحدث كثيرًا منذ صغره… عنيد، وسيّئ التعبير عن نفسه. وجوده وحده هناك يُقلقني. لا بد أنّه سبب لكم كثيرًا من المتاعب أثناء خدمته للعائلة الملكية.”
(الحارس السري لملك الكوكبة الأعلى هو في الواقع ابن رئيس استخبارات إكستيدت… آه، هاوية جديدة من الشائعات.)
تجمّد تاليس.
“ممل.”
(قليل الكلام… عنيد… سيّئ التعبير عن نفسه…)
(ألا تتجاوزي الحدود.)
ارتسمت صورة الحارس المقنّع الصامت في ذهنه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (طيب القلب؟)
وتذكّر يوم مواجهتهما في قاعة مينديس، وما قاله يودل يوم ظهر فجأة في قاعة النجوم.
(هذه العجوز… مهلاً. عجوز؟)
“ستكون أفضل منه.”
أدار تاليس عينيه بتململ، لكن بيوتراي فتحهما فجأة، وتغيّر تعبيره.
قال تاليس وهو يسترجع تلك اللحظات، وقد ضمّ شفتيه: “لا تقلقي. أعتقد أنّه يؤدي عمله على خير وجه الآن…”
ابتسم تاليس ابتسامة مشرقة، يرافقه وايا. “نعم.”
وفجأة دوّى صخب أشبه بالسخرية من وسط القاعة، إذ كان ضيفان يتشاجران فوق إحدى الطاولات.
أجبر تاليس نفسه على الابتسام.
أدرك تاليس أنّه يكمل كلمات كالشان دون وعي.
يوم غادر مدينة النجم الأبدي متّجهًا نحو إكستيدت، جاء الملك وبعض السادة ليودّعوه.
فتوقّف فورًا، وحدّق فيها بحذر.
ظلّ بيوتراي يحدّق بحذر في العجوز، لكن حين لمح نظرة تاليس، هزّ رأسه قليلًا.
لكنها اكتفت بالابتسام بلطف. “طالما أنّه بخير، فأنا مرتاحة. تحمّلوا عيوبه، رجاءً. فأنا، كأم، أعرف طبعه جيدًا.” أومأت كالشان بطمأنينة، ثم أطلقت تنهيدة خفيفة. “يودل طفل طيب القلب على نحو غير اعتيادي.”
وفوق ذلك، كان الحارس المقنّع هو الوحيد داخل بلاط مملكة الكوكبة الذي عرف بحقيقته بصفته “صوفي”، ومع ذلك حافظ على سرّه. ولطالما قدّر تاليس هذا الأمر تقديرًا بالغًا.
أجبر تاليس نفسه على الابتسام.
قطّب تاليس حاجبيه. “أتعرفين مورّات؟” واشتدتّ يقظته فجأة.
وتذكّر حين رفع يودل سيفه في الظلام وانتزع حياة رجل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حين تبلغ إكستيدت، بلّغ امرأة عجوز رسالةً من أجلي…”
(طيب القلب؟)
اتّسعت عينا تاليس. (هل أنا مُحتقَر إلى هذا الحد؟)
شعر بالاضطراب.
أطلق تاليس ضحكة خاوية. “يقول لكِ… ألا تتجاوزي الحدود.”
(أم يودل؟ لماذا هي هنا في إكستيدت؟)
(ألا تتجاوزي الحدود.)
(هذه العجوز… مهلاً. عجوز؟)
“أن تحافظ على موطئ قدمٍ في البلاط الملكي لإكستيدت كامرأة، وأن يشتهر اسمها كعرافة شريرة… يا صاحب السمو، عليك الحذر، فوجودها هنا ليس للفرجة قطعًا.”
ومضت ذكرى بعيدة في رأسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (طيب القلب؟)
“آه!”
حدّق أولسيوس في تاليس، ثم في الورقة، وتبدّل وجهه ببطء.
ارتعش تاليس وهو يتأمل كالشان. كانت لا تزال تبتسم له، بوقار ووجه ودود.
حدّق أولسيوس في تاليس، ثم في الورقة، وتبدّل وجهه ببطء.
تذكّر…
“لقد طلب من أميرٍ أن ينقل لي رسالة؟” رفعت كالشان حاجبيها، ثم منحت تاليس ابتسامة بلغت عينيها. “أتطلع بحقّ إلى سماعها، يا صاحب السمو.”
يوم غادر مدينة النجم الأبدي متّجهًا نحو إكستيدت، جاء الملك وبعض السادة ليودّعوه.
“في الحقيقة… هذا سرّ محفوظ داخل العائلة الملكية.” تناول تاليس شوكة معدنية ووخز بها بصلة بقوة.
وكان آخر من تقدّم نحوه ذلك الشيخ الكريه المظهر، يرتدي الأسود، متكئًا على عصاه…
صرف تاليس بصره عن قوامها الذي كان يبتعد ببطء.
“حين تبلغ إكستيدت، بلّغ امرأة عجوز رسالةً من أجلي…”
“يا إلهي.” جاء صوت وايا خلفه بخفوت، “هل رأيت؟ تلك… الساحرة الحمراء؟”
“… سوف تعرفها حين تراها.”
(كاسرو القلوب؟!)
“أيمكن… أن تكوني…” اتّسعت عينا تاليس.
توقف تاليس في منتصف الجملة مذهولًا.
ظلت كالشان مبتسمة. “همم؟”
هزّ رأسه محاولًا طرد تلك الأفكار عن الجانب المظلم المحتمل ليودل.
“آه، عذراً… لكن ثمة… شيخ ذكر لي شيئًا عنك.” قال تاليس وقد أدرك أنه نسي آدابه، وأضاف بخجل، “تعرفين…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزّ تابعه رأسه وقال، “سمعت من أصدقائي أنّ ولائم إكستيدت عادةً تمتدّ حتى الصباح. فوق ذلك، هذه وليمة الملك التي تحمل سمعة سحب التنين. كما أنها تجمع الآرشيدوقات الخمسة.”
“شيخ؟” ازداد بريق ابتسامتها. “دعني أخمّن. شيخ شرير يرتدي الأسود دوماً ويحب الظلام؟ سمعت أنّه في السنوات الأخيرة صار يتكئ على عصا؟”
Arisu-san
قطّب تاليس حاجبيه. “أتعرفين مورّات؟” واشتدتّ يقظته فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولم يستطع إلا أن يلاحظ أنّ النبلاء على اختلاف رتبهم، والعبيد، والحرس… كانوا جميعًا ينحنون لها باحترام ويفسحون لها الطريق.
من تُذكَر بالاسم على لسان رئيس دائرة الاستخبارات السرّية نفسه… لم يجد وصفًا آخر سوى “خطرة”.
(لا… بل أعرف بعض الأشياء). هكذا فكّر. فقد أخبره غيلبرت سابقًا أنّ بين يودل و”جنرالات الحرب الخمسة” في إكستيدت عداوةً سحيقة.
وحين سمع بيوتراي اسم “النبي الأسود”، تبادل النظرات بقلق مع الأمير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدّق في القصاصة الورقية التي وصلته، ثم في الشخص الذي يقف أمامه—أمير الكوكبة، تاليس جيدستار.
قالت كالشان باسمة، “يا صاحب السمو، أتخيّل شعورك جيدًا. لا يبدو من الميسور أن تربطك معرفة بذلك الرجل، أليس كذلك؟”
أطلق تاليس ضحكة خاوية. “يقول لكِ… ألا تتجاوزي الحدود.”
وهنا وجد تاليس جوابه.
ظلّ بيوتراي يحدّق بحذر في العجوز، لكن حين لمح نظرة تاليس، هزّ رأسه قليلًا.
ربما كان مورّات يحاول تحذيره.
“لقد طلب من أميرٍ أن ينقل لي رسالة؟” رفعت كالشان حاجبيها، ثم منحت تاليس ابتسامة بلغت عينيها. “أتطلع بحقّ إلى سماعها، يا صاحب السمو.”
تنفّس الأمير الصعداء. “قال لي إنه إن صادفت امرأة عجوز تتقدّم نحوك من تلقاء نفسها… آسف. هذه… هذه نصوص كلام مورّات نفسه.”
“أأنت مَن طلب مقابلتي؟”
“لا بأس. ذاك العجوز يبدو مهذّبًا، لكنه في الحقيقة لا يعرف شيئًا عن اللباقة.” هزّت كالشان رأسها باستخفاف، وقد ارتخت التجاعيد على وجهها. “وكاسرو القلوب هم الأفضل في التأثير على النفوس. لستُ من أولئك الذين يخدعون بسهولة.”
وتذكّر يوم مواجهتهما في قاعة مينديس، وما قاله يودل يوم ظهر فجأة في قاعة النجوم.
(كاسرو القلوب؟!)
تنهّد تاليس بضجر ورفع عينيه إلى السقف.
سقط فكّ تاليس قليلًا دهشةً، ثم أسرع بإطباقه.
ثم هدأ تاليس تنفّسه، ورفع رأسه، وحدّق بثبات في الرجل المُلتحي.
(تلك الجملة… تحمل قدرًا كبيرًا من المعلومات.)
“لا تشكّ في الأمر. في مثل سني، لِمَ أمزح بشأن ادّعاء ابن؟” هكذا قالت كالشان بابتسامة، وهي تهز رأسها.
أدار رأسه وقال بتلعثم، “في الحقيقة، النبي الأسود—أعني اللورد مورات هانسن—طلب منّي أن أنقل رسالة إليك.”
حدّق أولسيوس في تاليس، ثم في الورقة، وتبدّل وجهه ببطء.
“لقد طلب من أميرٍ أن ينقل لي رسالة؟” رفعت كالشان حاجبيها، ثم منحت تاليس ابتسامة بلغت عينيها. “أتطلع بحقّ إلى سماعها، يا صاحب السمو.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكان هنالك أيضًا من يشرب أكثر من اللازم ويأتي لاستفزازه، لكن اللورد ميرك كان يوفّر رجالًا يسحبون المتهوّرين في اللحظة المناسبة، فوجًا بعد فوج.
غير أنّ ابتسامتها الطيبة زادت تاليس شعورًا بالضغط.
حدّق من بعيد بشماليين يتصارعون بالأيدي بشراسةً بين الحشود، ثم قال محبطًا: “قد لا تصدقاني، لكن بعد رؤيتها… بدأت أشتاق إلى مورات.”
فبالمقارنة مع الهيبة الطاغية والضغط الثقيل الذي يفرضه النبي الأسود، فإن الطريقة اللطيفة الهادئة التي ألقت بها كالشان مثل هذه المعلومة المقلقة جعلته يشعر بارتباك أشدّ، وأظهرته وكأنه عاجز تمامًا عن التعامل معها.
وبعد ساعات، بينما كان يتابع القاعة المزدحمة، قال لوايا بضجر، “كم سيستمر هذا؟ أشعر وكأني أتحول إلى شمالي.”
أطلق تاليس ضحكة خاوية. “يقول لكِ… ألا تتجاوزي الحدود.”
تذكّر…
وما إن نطقها، حتى أدرك فجأة أن تعبيرًا غريبًا اعترى وجه العجوز.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن تاليس لم يدرك أنّه يعرف القليل جدًا عن هذا الحارس السري الغامض للعائلة المالكة، إلا حين سمع اسمه يتردّد في مملكة التنين العظيم. فهو لم يعرف تقريبًا شيئًا عن شكله، ولا عمره، ولا خلفيته، ولا طباعه، ولا ما مرّ به من تجارب.
(ألا تتجاوزي الحدود.)
ارتعش تاليس وهو يتأمل كالشان. كانت لا تزال تبتسم له، بوقار ووجه ودود.
أغمضت كالشان عينيها، واستنشقت بعمق، ثم خفضت رأسها بزفرة طويلة. كان على وجهها تعبير معقّد عصيّ على القراءة.
رمقه أولسيوس بازدراء، وهز رأسه، ثم استدار ليغادر.
تمتمت بخفوت، “وماذا في ذلك؟”
“سطعت الكوكبة، لكن ظلالها بقيت حالكة.
وقبل أن يفهم تاليس ما يجري، أفاقت من شرودها، وأخذت تتبسّم من جديد.
فتوقّف فورًا، وحدّق فيها بحذر.
“يا صاحب السمو، إنك في وضعٍ عصيب الآن. تكافح لتبقى على قيد الحياة بين شقوق الكوكبة والتنين، وتحاول جاهدًا الصمود وسط الزوبعة التي يثيرها الملك والآرشيدوقات.” تأملت تاليس بنظرة هادئة. “لكن صدّقني… مقارنةً بما يواجهه مورات، فكل هذا لا يساوي شيئًا.”
“لا تشكّ في الأمر. في مثل سني، لِمَ أمزح بشأن ادّعاء ابن؟” هكذا قالت كالشان بابتسامة، وهي تهز رأسها.
وفي اللحظة التالية، وبينما كان تاليس وبيوتراي يحدّقان مذهولين، انحنت السيدة العجوز بأناقة، ثم غادرت. “أشكركما على وقتكما.”
منذ اللحظة التي فرّ فيها من سوق الشارع الأحمر، مرورًا بتلك التجربة الخطرة في قصر الكرمة، ثم محاولة الاغتيال أمام قصر النهضة، ظلّ الحارس المقنّع يخاطر بحياته مرارًا من أجل إنقاذ تاليس. وفي الحادثة الأخيرة، كاد يفقد حياته تمامًا.
صرف تاليس بصره عن قوامها الذي كان يبتعد ببطء.
“آرشيدوق الرمال السوداء… تشابمان لامبارد!”
ولم يستطع إلا أن يلاحظ أنّ النبلاء على اختلاف رتبهم، والعبيد، والحرس… كانوا جميعًا ينحنون لها باحترام ويفسحون لها الطريق.
استطاع تاليس الاستمتاع بالمأدبة بسلام، رغم أن طفلًا في السابعة أو الثامنة لا يستطيع الأكل كثيرًا على أيّ حال.
قطّب تاليس حاجبيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أدرك تاليس أنّه يكمل كلمات كالشان دون وعي.
كان قادرًا على تخمين هويّتها إجمالًا.
“لم أره منذ زمن طويل. أشتاق إليه كثيرًا.” لم تلقِ كالشان بالًا لتبادل النظرات بين تاليس وبيوتراي. كان وجهها يحمل حنينًا ومودّة وهي تتمتم: “ذلك الطفل لم يتحدث كثيرًا منذ صغره… عنيد، وسيّئ التعبير عن نفسه. وجوده وحده هناك يُقلقني. لا بد أنّه سبب لكم كثيرًا من المتاعب أثناء خدمته للعائلة الملكية.”
“يا إلهي.” جاء صوت وايا خلفه بخفوت، “هل رأيت؟ تلك… الساحرة الحمراء؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (ما الذي يحدث؟ من تكون هذه العجوز أصلًا؟)
استدار تاليس ونظر إلى تابعه.
صرف تاليس بصره عن قوامها الذي كان يبتعد ببطء.
“آسف، ظننت أن جميعهم… كما تعلم… لا يظهرون أمام الآخرين بهذه السهولة.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“جميعهم؟” زفر تاليس والتقط قطعة خبز مدهونة بالزبد بتثاقل. “إذًا كان حدسي صحيحًا؟ تلك السيدة كالشان هي…”
وحين سمع بيوتراي اسم “النبي الأسود”، تبادل النظرات بقلق مع الأمير.
“صحيح.” أجاب بيوتراي بجدية، بصوت خبيرٍ يردد أنشودة.
اتّسعت عينا تاليس. (هل أنا مُحتقَر إلى هذا الحد؟)
“سطعت الكوكبة، لكن ظلالها بقيت حالكة.
“سيّدتي، أنتِ… أم يودل؟” كان تاليس يمعِن النظر في تلك العجوز التي تُدعى كالشان، يحاول جاهدًا أن يجد أي شبه بينها وبين يودل، سوى “الغموض”. قال مترددًا: “أم يودل؟”
وحلّق التنين عاليًا في السماء، لكن تحته امتدّت ظلمات لا نهاية لها.”
“آرشيدوق الرمال السوداء… تشابمان لامبارد!”
حدّق تاليس ووايا في بيوتراي في آن واحد.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“تلك السيدة شخصيةٌ رهيبة تعادل في خطرها نبيّ الكوكبة الأسود.” ضاقت عينا بيوتراي. وقال بصوت خفيض: “إنها المسؤولة الأولى عن ’الغرفة السرية’ في إكستيدت… كالشان، ’الساحرة الحمراء’.”
أطلق تاليس ضحكة خاوية. “يقول لكِ… ألا تتجاوزي الحدود.”
تنهّد تاليس بضجر ورفع عينيه إلى السقف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولم يستطع إلا أن يلاحظ أنّ النبلاء على اختلاف رتبهم، والعبيد، والحرس… كانوا جميعًا ينحنون لها باحترام ويفسحون لها الطريق.
“أن تحافظ على موطئ قدمٍ في البلاط الملكي لإكستيدت كامرأة، وأن يشتهر اسمها كعرافة شريرة… يا صاحب السمو، عليك الحذر، فوجودها هنا ليس للفرجة قطعًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهنا وجد تاليس جوابه.
حدّق من بعيد بشماليين يتصارعون بالأيدي بشراسةً بين الحشود، ثم قال محبطًا: “قد لا تصدقاني، لكن بعد رؤيتها… بدأت أشتاق إلى مورات.”
“لم أره منذ زمن طويل. أشتاق إليه كثيرًا.” لم تلقِ كالشان بالًا لتبادل النظرات بين تاليس وبيوتراي. كان وجهها يحمل حنينًا ومودّة وهي تتمتم: “ذلك الطفل لم يتحدث كثيرًا منذ صغره… عنيد، وسيّئ التعبير عن نفسه. وجوده وحده هناك يُقلقني. لا بد أنّه سبب لكم كثيرًا من المتاعب أثناء خدمته للعائلة الملكية.”
قضم تاليس رغيفه بحزن.
أطلق تاليس ضحكة خاوية. “يقول لكِ… ألا تتجاوزي الحدود.”
“بالمناسبة، من يكون يودل؟” سأل بيوتراي وهو يحدّق في تاليس بفضول. “هل يخدم العائلة الملكية؟”
“أن تحافظ على موطئ قدمٍ في البلاط الملكي لإكستيدت كامرأة، وأن يشتهر اسمها كعرافة شريرة… يا صاحب السمو، عليك الحذر، فوجودها هنا ليس للفرجة قطعًا.”
“في الحقيقة… هذا سرّ محفوظ داخل العائلة الملكية.” تناول تاليس شوكة معدنية ووخز بها بصلة بقوة.
ومع دخول المأدبة منتصف الليل، غادر آرشيدوق أوركيد المرموقة، رابيين أولسيوس، القاعة. كان يرافقه تابِعان. وقف قرب نافذة منعزلة خارج القاعة، يحدّق في القمر، وكأنه ينتظر أحدًا.
(الحارس السري لملك الكوكبة الأعلى هو في الواقع ابن رئيس استخبارات إكستيدت… آه، هاوية جديدة من الشائعات.)
واعترف في سرّه بشيءٍ من الحرج: بالنسبة إليه، كان يودل أشبه بغريبٍ مألوف. فعلى الرغم مما فعله يودل من أجله، لم يكترث تاليس قط بما يخصّ يودل نفسه.
في هذا الحفل المُقام خصيصًا لاستقبال أمير الكوكبة واجتماع الآرشيدوقات الخمسة، ورغم أنّ تاليس كان اسميًا ضيف الشرف، إلا أنه لقي برودًا واضحًا—لكن دون مشكلات. من حين لآخر يقترب بعض نبلاء الشمال المتلصصين لإلقاء التحية، وبنصيحة من بيوتراي كان يردّ تحيتهم بأدب.
قال نائب الدبلوماسي بصوت منخفض: “وصلتني إشارة شيليس.”
وكان هنالك أيضًا من يشرب أكثر من اللازم ويأتي لاستفزازه، لكن اللورد ميرك كان يوفّر رجالًا يسحبون المتهوّرين في اللحظة المناسبة، فوجًا بعد فوج.
كان النظام المعدوم أصلًا في هذه المأدبة يتفكك كليًا؛ ثملٌ يترنح، ونبلاء يحيطون بالفتيات الخادمات ويغادرون القاعة، ثم تعلو أصوات غريبة في الخارج.
استطاع تاليس الاستمتاع بالمأدبة بسلام، رغم أن طفلًا في السابعة أو الثامنة لا يستطيع الأكل كثيرًا على أيّ حال.
غير أنّ ابتسامتها الطيبة زادت تاليس شعورًا بالضغط.
وبعد ساعات، بينما كان يتابع القاعة المزدحمة، قال لوايا بضجر، “كم سيستمر هذا؟ أشعر وكأني أتحول إلى شمالي.”
توقف تاليس في منتصف الجملة مذهولًا.
فقد اندلع قبل قليل شجار عنيف بين عدد من النبلاء السكارى، وامتدّ القتال إلى ثلاث جهات مختلفة، مما زاد الصخب صخبًا. تدخل حرّس النصل الأبيض وحرس القصر معًا لإيقافهم بقبضاتهم.
تنهّد تاليس بضجر ورفع عينيه إلى السقف.
“سيستمر طويلًا. فالساعة الآن الحادية عشرة ليلًا فقط.” قال وايا وهو يحدّق أمامه بدهشة. كان أحد الضيوف، بوجه متورّم وأنف منتفخ، يعود إلى مقعده، ثم يشرب كأسًا أخرى وهو يسبّ، ويلقي الكأس في وجه رجلٍ آخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل 140: الساحرة الحمراء
هزّ تابعه رأسه وقال، “سمعت من أصدقائي أنّ ولائم إكستيدت عادةً تمتدّ حتى الصباح. فوق ذلك، هذه وليمة الملك التي تحمل سمعة سحب التنين. كما أنها تجمع الآرشيدوقات الخمسة.”
…
أغلق تاليس عينيه بثِقَل.
ارتعش تاليس وهو يتأمل كالشان. كانت لا تزال تبتسم له، بوقار ووجه ودود.
كان النظام المعدوم أصلًا في هذه المأدبة يتفكك كليًا؛ ثملٌ يترنح، ونبلاء يحيطون بالفتيات الخادمات ويغادرون القاعة، ثم تعلو أصوات غريبة في الخارج.
ومع دخول المأدبة منتصف الليل، غادر آرشيدوق أوركيد المرموقة، رابيين أولسيوس، القاعة. كان يرافقه تابِعان. وقف قرب نافذة منعزلة خارج القاعة، يحدّق في القمر، وكأنه ينتظر أحدًا.
حتى أتباع الآرشيدوقات الخمسة تركوا مقاعدهم، وانضموا إلى السكارى الصاخبين.
(ما بال هذا الرجل ينسجم مع الجميع إلى هذا الحد؟)
أما الملك نوڤين ونيكولاس فقد غادرا القاعة منذ وقت طويل، تاركين ميرك يشرف على الفوضى بهدوء.
“آه، عذراً… لكن ثمة… شيخ ذكر لي شيئًا عنك.” قال تاليس وقد أدرك أنه نسي آدابه، وأضاف بخجل، “تعرفين…”
أما بيوتراي… نظر تاليس نحوه وأضاق عينيه. كان بيوتراي يعانق شماليين لا يُحصَون، يضحك معهم بصوت عالٍ. لم يملك تاليس إلا أن يتمتم في داخله.
(تلك الجملة… تحمل قدرًا كبيرًا من المعلومات.)
(ما بال هذا الرجل ينسجم مع الجميع إلى هذا الحد؟)
“تلك السيدة شخصيةٌ رهيبة تعادل في خطرها نبيّ الكوكبة الأسود.” ضاقت عينا بيوتراي. وقال بصوت خفيض: “إنها المسؤولة الأولى عن ’الغرفة السرية’ في إكستيدت… كالشان، ’الساحرة الحمراء’.”
حطّ تاليس وجهه على الطاولة وزفر بتوجّع. “أرجو أن تخبرني أن ولائم الكوكبة ليست بهذه الجنون.”
“لم أره منذ زمن طويل. أشتاق إليه كثيرًا.” لم تلقِ كالشان بالًا لتبادل النظرات بين تاليس وبيوتراي. كان وجهها يحمل حنينًا ومودّة وهي تتمتم: “ذلك الطفل لم يتحدث كثيرًا منذ صغره… عنيد، وسيّئ التعبير عن نفسه. وجوده وحده هناك يُقلقني. لا بد أنّه سبب لكم كثيرًا من المتاعب أثناء خدمته للعائلة الملكية.”
“غالبًا ليست كذلك.” أجاب وايا بابتسامة محرجة.
حدّق أولسيوس في تاليس، ثم في الورقة، وتبدّل وجهه ببطء.
“بالطبع ليست كذلك!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لقد بذلت جهدًا كبيرًا لأظفر بفرصة لقائك على انفراد، يا صاحب السمو.” تقدم تاليس خطوة وقال بعبوس، “على الأقل استمع إلى ما لدي!”
رفع تاليس رأسه. كان بيوتراي يحمل برميلًا من نبيذ الجاودار—تخصص قصر الروح البطولية—يترنح نحوهما بعينين نصف مغمضتين. تمتم قائلًا، “ولائم الكوكبة أكثر تحضّرًا، وأكثر لباقة. الجنون فيها… مخفي. فمثلًا، مضيف الحفل يجهز غرفًا خاصة للقاءات السرية. وهناك الحدائق المُشجرة… والأقبية الهادئة المعزولة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهنا وجد تاليس جوابه.
“وبحسب معرفتي، فإن والدك، الملك كيسل، كان خبيرًا في هذه اللقاءات أيام شبابه.”
“لا بأس. ذاك العجوز يبدو مهذّبًا، لكنه في الحقيقة لا يعرف شيئًا عن اللباقة.” هزّت كالشان رأسها باستخفاف، وقد ارتخت التجاعيد على وجهها. “وكاسرو القلوب هم الأفضل في التأثير على النفوس. لستُ من أولئك الذين يخدعون بسهولة.”
أدار تاليس عينيه بتململ، لكن بيوتراي فتحهما فجأة، وتغيّر تعبيره.
لكن ما يخصّ الحارس المقنّع أكثر من مجرد تلك الحادثة. وتذكّر تاليس آخر حديث مطوّل وصادق جمعه بيودل في قاعة مينديس، وانقبض قلبه.
قال نائب الدبلوماسي بصوت منخفض: “وصلتني إشارة شيليس.”
(كاسرو القلوب؟!)
اعتدل تاليس في جلسته.
كان قادرًا على تخمين هويّتها إجمالًا.
“لقد غادر الملك، ورجال الآرشيدوقات مخمورون للغاية.” هزّ بيوتراي رأسه بجديّة. “أظن أن الوقت قد حان للحديث معهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدّق تاليس ووايا في بيوتراي في آن واحد.
ومع دخول المأدبة منتصف الليل، غادر آرشيدوق أوركيد المرموقة، رابيين أولسيوس، القاعة. كان يرافقه تابِعان. وقف قرب نافذة منعزلة خارج القاعة، يحدّق في القمر، وكأنه ينتظر أحدًا.
(ما بال هذا الرجل ينسجم مع الجميع إلى هذا الحد؟)
ارتفع وقع خطوتين خلفه—واحدة أثقل من الأخرى. استدار الآرشيدوق…
وحلّق التنين عاليًا في السماء، لكن تحته امتدّت ظلمات لا نهاية لها.”
فانقبض حاجباه فورًا.
وحين سمع بيوتراي اسم “النبي الأسود”، تبادل النظرات بقلق مع الأمير.
“أأنت مَن طلب مقابلتي؟”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
حدّق في القصاصة الورقية التي وصلته، ثم في الشخص الذي يقف أمامه—أمير الكوكبة، تاليس جيدستار.
وتذكّر يوم مواجهتهما في قاعة مينديس، وما قاله يودل يوم ظهر فجأة في قاعة النجوم.
ابتسم تاليس ابتسامة مشرقة، يرافقه وايا. “نعم.”
“ممل.”
حدّق أولسيوس في تاليس، ثم في الورقة، وتبدّل وجهه ببطء.
يوم غادر مدينة النجم الأبدي متّجهًا نحو إكستيدت، جاء الملك وبعض السادة ليودّعوه.
تنفّس تاليس بعمق. (حان الوقت. لقد بدأ.)
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
قال بتأنٍّ: “يا صاحب السمو—”
“آه، عذراً… لكن ثمة… شيخ ذكر لي شيئًا عنك.” قال تاليس وقد أدرك أنه نسي آدابه، وأضاف بخجل، “تعرفين…”
غير أنّ أولسيوس قاطعه بزفرة باردة قبل أن يكمل.
حدّق أولسيوس في تاليس، ثم في الورقة، وتبدّل وجهه ببطء.
توقف تاليس في منتصف الجملة مذهولًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (يودل… لا).
“ممل.”
صرف تاليس بصره عن قوامها الذي كان يبتعد ببطء.
رمقه أولسيوس بازدراء، وهز رأسه، ثم استدار ليغادر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقف أولسيوس فورًا. أدار رأسه ببطء، وحدّق بتعبير غريب.
اتّسعت عينا تاليس. (هل أنا مُحتقَر إلى هذا الحد؟)
فقد اندلع قبل قليل شجار عنيف بين عدد من النبلاء السكارى، وامتدّ القتال إلى ثلاث جهات مختلفة، مما زاد الصخب صخبًا. تدخل حرّس النصل الأبيض وحرس القصر معًا لإيقافهم بقبضاتهم.
“لقد بذلت جهدًا كبيرًا لأظفر بفرصة لقائك على انفراد، يا صاحب السمو.” تقدم تاليس خطوة وقال بعبوس، “على الأقل استمع إلى ما لدي!”
فعلى سبيل المثال، طعن يودل فارس النار “تولجا” من اقليم الرمال السوداء في ظهره… ولهذا لا يستطيع دخول إكستيدت.
“لا شيء لأقوله لطفلٍ في السابعة.” قال أولسيوس، دون أن يكلف نفسه الالتفات.
ارتفع وقع خطوتين خلفه—واحدة أثقل من الأخرى. استدار الآرشيدوق…
عضّ تاليس على أسنانه. (لا مفرّ إذًا.)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما بيوتراي… نظر تاليس نحوه وأضاق عينيه. كان بيوتراي يعانق شماليين لا يُحصَون، يضحك معهم بصوت عالٍ. لم يملك تاليس إلا أن يتمتم في داخله.
ثم صرخ بصوت يجلجل، موجّهًا كلماته إلى ظهر آرشيدوق أوركيد المرموقة المغادر.
“رابيين أولسيوس! أتدري من سيكون الملك القادم لإكستيدت؟”
(ما بال هذا الرجل ينسجم مع الجميع إلى هذا الحد؟)
توقف أولسيوس فورًا. أدار رأسه ببطء، وحدّق بتعبير غريب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (طيب القلب؟)
لهث تاليس وقال بانفعال، “لامبارد…”
اتّسعت عينا تاليس. (هل أنا مُحتقَر إلى هذا الحد؟)
تغيّر وجه أولسيوس قليلًا.
قال تاليس وهو يسترجع تلك اللحظات، وقد ضمّ شفتيه: “لا تقلقي. أعتقد أنّه يؤدي عمله على خير وجه الآن…”
ثم هدأ تاليس تنفّسه، ورفع رأسه، وحدّق بثبات في الرجل المُلتحي.
(قليل الكلام… عنيد… سيّئ التعبير عن نفسه…)
“آرشيدوق الرمال السوداء… تشابمان لامبارد!”
تنفّس تاليس بعمق. (حان الوقت. لقد بدأ.)
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
في هذا الحفل المُقام خصيصًا لاستقبال أمير الكوكبة واجتماع الآرشيدوقات الخمسة، ورغم أنّ تاليس كان اسميًا ضيف الشرف، إلا أنه لقي برودًا واضحًا—لكن دون مشكلات. من حين لآخر يقترب بعض نبلاء الشمال المتلصصين لإلقاء التحية، وبنصيحة من بيوتراي كان يردّ تحيتهم بأدب.
وكان آخر من تقدّم نحوه ذلك الشيخ الكريه المظهر، يرتدي الأسود، متكئًا على عصاه…
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات