93 - جيش الحجر.
اخترق سهمٌ الرأسَ الذي لا عيون فيه ولا آذان ولا أنف، فاندفع الغول الحجري ــ المصنوع من الصخر ــ بعيداً إلى الوراء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير أنّ الرأس، بما أنّه خالٍ من الملامح البشرية، لم يكن يُعَدُّ نقطةَ ضعفٍ قاتلة، ولذا لم تتوقف خطوات العدو المتقدِّم، سواء اخترق السهمُ رأسَه أو تحطّم جزءٌ منه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
???: [إن كان تحطيم الرأس لا يكفي… هولي!]
هولي: [حسناً~!]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الزعيمة السابقة، ذات الساق الاصطناعية، كانت قد سلّمت منصبها لأختها، لكنها الآن تندفع بجسدها الرشيق في القتال. وإن ظهر القائد الإلهي من صفوف الأعداء، ستكون هي أول من يواجهه.
تقدّمت الغيلان الحجرية بخطوات متثاقلة وأذرعها ممدودة نحوهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقد أثار منظرها ــ على صِغَر حجمها المماثل للبشر ــ وهي تتحرك بحركات غير إنسانية، شعوراً بالقرف في النفوس. صبّت هولي ذلك النفور في أصابعها، وما إن شدّت وتر القوس القوي حتى دوّى صوتٌ كالرعد.
انطلقت ثلاثة سهام في آنٍ واحد، فأصابت جذع الغول الحجري، ولم تخترقه أو تضرب موضعاً حرجاً، لكنها هشّمت جسده إلى أشلاء وأوقفت حركته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذ لو تحطّم الجسد بأسره إلى قطع، حتى الغول الحجري لن يعود قادراً على الحركة.
لم يكن ذلك وهماً من وهن وعيه، بل تغييراً فعلياً لا يمكن صرف النظر عنه――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير أنّ――
هولي: [هيه! كونا! انظري إلى هناك~!]
???: [بهذا القدر، لن نستطيع القضاء عليهم واحداً تلو الآخر!]
تاريتا: [هاينكل، أليس كذلك؟]
رفعت كونا بصرها إلى السور الهدف، الحصن الثالث، الذي قيل لها إنّه ثغرة في تشكيل العدو، لكن حين بلغت المكان، أربكها عدد الجنود المنتشرين وطبيعتهم حتى شعرت باليأس.
لقد كان الإشارة إلى ثغرة في دفاع العدو عملاً ذا جدوى، إذ تبيّن أنّ هذا الحصن وحده من بين الحصون الخمسة أضعف دفاعاً.
في كلا الحالين――
كان من المفترض أن يكون الحصن الثالث تحت حراسة “موغورو هاغاني”، أحد القادة التسعة العظام.
ورغم فقدانها ساقاً، كانت ميزيلدا قادرة على الصمود أمام أي خصم جاد――،
ولحسن الحظ، لم يكن موغورو نفسه ظاهراً على السور. أكان السبب أنهم لم يبلغوه بعد، أم أنّه موجود في موضعٍ آخر؟
فلو استمر الوضع على ما هو عليه، لداسهم سيل الأعداء الكاسح قبل أن يحظوا بأية فرصة.
في كلا الحالين――
هولي: [إنهم كالنمل المتزاحم حول صمغ الشجر~! لا أستطيع إسقاطهم على هذا النحو~!]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن ذلك وهماً من وهن وعيه، بل تغييراً فعلياً لا يمكن صرف النظر عنه――
كونا: [هذا ليس وقت تذمّرك! ارمِ، ارمِ، ارمِ! أطلقي أكبر عدد تستطيعينه!]
بل كان هناك شخص واحد فقط، هو من أراد أن يُهدي إليه ما يصنع.
؟؟؟: [طِر.]
هولي: [آه حقاً~! كونا، إنكِ صارمة جداً~!]
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"})
صرخت بنبرة قريبة من العويل، وسحبت سهاماً من الجعبة على ظهر كونا، لتطلقها تباعاً من قوسها القوي. كان كل سهم يُسقط اثنين أو ثلاثة من الغيلان الحجرية، لكن ذلك لم يكن كافياً لمجاراة عددهم الهائل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت تاريتا الأخت الصغرى لميزيلدا، وقد خلفتها كزعيمة لشعب الشودراك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كونا: [هذا ليس وقت تذمّرك! ارمِ، ارمِ، ارمِ! أطلقي أكبر عدد تستطيعينه!]
―― إذ كانوا بالمئات، بل بالآلاف، عدداً يفوق الحصر.
هاينكل: [تبا… هلمّوا إذاً، هلمّوا! بهذا وحده لن أستطيع حتى أن…]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كونا: [تبا… ماذا سنفعل…!]
إنها ميزيلدا، التي عوى صوتها الغاضب، مشوِّهاً جمالها الوحشي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نقرت بلسانها وتراجعت مبتعدة عن العدو، وهي تلعن “آبِل” الذي كلّفها بهذه المهمة.
وكأنّها جميعاً قد التقت بنظره دفعة واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فمن خلال ما بلغها من شائعات، فإن “موغورو هاغاني” ينتمي إلى عِرق خاص من أنصاف البشر يُعرف بـ “قوم الفولاذ”. وعلى خلاف “أبناء السلاح” الذين كانت أجسادهم جزئياً من معدن، قيل إن أجساد قوم الفولاذ بأكملها مؤلّفة من معادن.
فهل كانت إذن هذه الجموع التي لا تُحصى من الغيلان الحجرية أيضاً من ذلك العِرق؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهذا وحده جعله يرتجف رعباً.
هولي: [إنهم بلا حياة على الإطلاق~! حقاً يبدون كالدمى~!]
كونا: [وأنا أوافقك! ما سرّ هؤلاء بالضبط؟]
???: [إن كان تحطيم الرأس لا يكفي… هولي!]
وبينما كانت تحافظ على مسافةٍ معقولة، حدّقت حولها في جموع الغيلان الحجرية. ولأنها بلا عيون، فقد بدا وكأنها لا تملك وعياً ذاتياً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدّمت الغيلان الحجرية بخطوات متثاقلة وأذرعها ممدودة نحوهم.
كانت تكتفي بتطويق كل من يقترب، لتفتك به بالضرب والتهشيم عبر أطرافها الصلبة وقوتها الوحشية. والذين لم يسعفهم الفرار، أدركتهم الأيادي الصخرية، فكان مصيرهم الموت البائس تحت وطأة العنف العددي الجارف.
أما المتمرّدون الذين اقتحموا الحصن الثالث، فكانوا يُسحقون تحت أقدام تلك الجموع، وتُداس جثثهم حتى تتلاشى، فلا يبقى من رفاتهم ما يُذكَر إلا أثر تشكيلةٍ تهاوت. وكان ذلك المصير يقترب من كونا ورفاقها، ولم يكن أمراً يمكن أن يُستهان به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com موغورو: [――الثامن من بين الألوهية التسعة، موغورو هاغاني.]
فهل كانت إذن هذه الجموع التي لا تُحصى من الغيلان الحجرية أيضاً من ذلك العِرق؟
فلو استمر الوضع على ما هو عليه، لداسهم سيل الأعداء الكاسح قبل أن يحظوا بأية فرصة.
هولي: [آه حقاً~! كونا، إنكِ صارمة جداً~!]
كان خصومه تماثيل حجرية، ولا يكفي قطع رؤوسهم أو أطرافهم لإضعاف قوتهم القتالية. بل ما كان مطلوباً أكثر من براعة فنون السيف هو دفعهم إلى وضع يعجزون فيه عن الحركة، بهجوم أقرب إلى أسلوب القبائل الهمجية.
وقبل أن يحدث ذلك――
كونا: [إن ساءت الأمور كثيراً، سنضطر إلى الانسحاب، لكن…]
أطلقت هولي سهامها على التماثيل التي تحاصرهم، بينما هاجمتهم كونا بفأسها القصير وهي تعلق، فردّت عليها تاريتا بصوت حاد.
هولي: [هيه! كونا! انظري إلى هناك~!]
كونا: [بما أنّ نصيحتك لم تنفع، فلنفعلها بطريقتنا. اجمعوا السهام، وإن لم تكفِ، استخدموا عصياً أو أي شيء آخر. ثم نسحق العدو حتى الموت.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كونا: [هاه؟]
ذلك الرجل، ذو الملامح التي بدت وكأنها فقدت روحها، انخرط في القتال فجأة من غير أن يشعر به أحد، وأخذ يقطع الغيلان الواحد تلو الآخر صامتاً، في مشهدٍ أقرب إلى كابوسٍ يزور المرء في ليلة نومٍ رديئة.
هاينكل: [――――]
وبينما تضطران إلى دوس العشب الذي صار ساحة معركة، وتطلقان سهامهما في أثناء التراجع، التفتت كونا إلى مصدر صوت هولي، فإذا بمشهدٍ مدهش يدخل بصرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صرخت تاريتا، مطلقةً سهماً واحداً على رأس تمثال حجري كان يعترض طريق ميزيلدا. وعند سماعها صوت أختها، لوّحت ميزيلدا بيدها بشدة، مظهرةً أنها فهمت الوضع.
شخصية واقفة في وسط ساحة المعركة، ثم اندفع نحوها غول حجري وضرب بذراعيه الصخريتين عليها. بدا وكأن الضربة ستسقطها أرضاً وتتركها تلفظ أنفاسها وسط بركة دم――
???: [――لا تعترض طريقي، أيها الغول الحجري!!]
إنها ميزيلدا، التي عوى صوتها الغاضب، مشوِّهاً جمالها الوحشي.
وبينما تصرخ بحدّة، هوت بهراوتها الثقيلة بكلتي يديها، فحطمت رأس الغول الحجري وصدره، وقلبت موازين لعبته ضده.
ثم اندفع آخر من جانبه مستغلاً وسع ضربته، فحطّم وجهه بمقبض الغمد، واستل سيفه العزيز “أستريا” ليطعن به خصمه قاضياً عليه.
―― ولم تكن وحدها التي اختارت مهاجمة الغيلان الحجرية بدلاً من الفرار منها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تدلّى حاجبا تاريتا بتعبير مرتبك فيما كانت كونا وهولي تلحّان عليها.
وحين توافدت التهديدات من كل جانب، اندفع لمواجهتها: هو، وتلك المرأة من قبيلة الصيادين وهي تحمل عصاها، وذلك الرجل ذو العين الواحدة وسيفيه المزدوجين، والذي أظهر مهارة لا تليق بوجهه.
???: [ابتعدوا عن طريقي، اغربوا عن وجهي، ارحلوا أيها الأوغاد! أنتم عار الإمبراطورية، تجهلون سُلطة صاحب الجلالة الإمبراطور، فلا تجرؤوا على الوقوف في طريقي!]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ؟؟؟: [لا تدعوا ذاك الأحمر الشعر يحصد المجد وحده! تقدّموا نحن أيضاً!]
أُطلقت الضربة مع صرخة حشوية، ففصلت رقبة الغول الحجري عن جسده، ثم شطرت الرأس الطائر نصفين في الهواء. ولم يكتفِ بذلك، بل شقّ الجذع قُطرياً، وبتر الذراع من الكتف، ولما تأكد من توقّف الجسد عن الحركة، ركله أرضاً وتوجّه إلى التالي.
رجل غليظ الملامح بعينٍ واحدة مغطّاة برقعة، اقتحم صفوف الغيلان كما فعلت ميزيلدا.
تقدّمت تماثيل الحجارة الموحشة في صمت، فشطرها بسيفه أمام عينيه، قاطعاً اثنين منها طولاً إلى نصفين.
وكانت قوة هذين المهاجمين في القتال القريب كفيلة بإرباك قدرة الغيلان الحجرية على شنّ هجمات فعّالة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنه لم يكن يملك ترف الالتفات إلى هؤلاء المزيفين.
لكن ما أذهل كونا وهولي حقاً لم يكن أيّاً منهما.
لكن ما أذهل كونا وهولي حقاً لم يكن أيّاً منهما.
كان لكل ما يناله من ذلك الشخص وحده قيمة.
وبنظرةٍ متفحّصة، أصابت تاريتا كبد مشاعر كونا المرتبكة المثقلة بالكآبة.
كونا وهولي: [――――]
وبينما كانت كونا تقيّم الوضع، نظرت تاريتا إلى جعبتها على ظهرها،
زمجرت سيفٌ هائل، فاجتاح الغيلان الحجرية وذرّاها بعيداً.
كان ضرباً عنيفاً فوضوياً، بعيداً كل البعد عن الأناقة أو البراعة. غير أنّه كان أنسب أسلوب لمواجهة الغيلان التي لا بد من تحطيمها تماماً لشلّها.
هاينكل: [تبا… هلمّوا إذاً، هلمّوا! بهذا وحده لن أستطيع حتى أن…]
وذاك السيف الذي كان يحصد جموع الغيلان المندفعة، كان بيد مبارزٍ أشقر الشعر محمرّ الرأس―― رجل لا تعرفه كونا إلا باعتباره تابعاً للمتغطرسة المتعالية “بريسيلا”: هاينكل.
كونا: [وأنا أوافقك! ما سرّ هؤلاء بالضبط؟]
ذلك الرجل، ذو الملامح التي بدت وكأنها فقدت روحها، انخرط في القتال فجأة من غير أن يشعر به أحد، وأخذ يقطع الغيلان الواحد تلو الآخر صامتاً، في مشهدٍ أقرب إلى كابوسٍ يزور المرء في ليلة نومٍ رديئة.
هاينكل: [أيها الأحمق اللعين… هه]
وإن كان ما يحدث في الظاهر يصبّ في مصلحتهم، إلا أن كونا وهولي لم تجدا نفسيهما قادرتين على تقبّله بالفرح. فقد دارت في نفسيهما هواجس سلبية.
كونا: [أفهم ذلك من دون أن تقولي لي، يا زعيمة… لقد سرح ذهني قليلاً فقط.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وكان السبب جلياً―― إنه ملامح وجه هاينكل وهو يلوّح بسيفه.
وبنظرةٍ متفحّصة، أصابت تاريتا كبد مشاعر كونا المرتبكة المثقلة بالكآبة.
هولي: [يبدو ممتلئاً بالألم~.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com زمجرت سيفٌ هائل، فاجتاح الغيلان الحجرية وذرّاها بعيداً.
وبعد أن رأت كونا ما رأت هولي، لم يسعها إلا أن توافقها.
أفهذا هو السبب أنه لم يكن مبارزاً حقيقياً؟
لم تفهم تماماً مشاعر هولي وهي تعبّر بذلك، لكن من منظور كونا، بدا هاينكل وكأنه يتمنّى الموت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنه لم يكن يملك ترف الالتفات إلى هؤلاء المزيفين.
كونا: [نظرياً، نعم، ولكن…]
فقد يخرج المحاربون أحياناً إلى ساحة القتال بحثاً عن موضعٍ يلقَون فيه حتفهم. وحتى في “الشودراك”، كان بعض من شارفوا على نهاية أعمارهم يختارون اللحظة الأخيرة بأن يحملوا قوساً ويواجهوا الوحوش الكبرى في أعماق الغابة.
هاينكل: [――――]
وربما لم يكن ذاك خياراً ستختاره كونا، لكنها كانت تفهم تلك الرغبة.
وذاك السيف الذي كان يحصد جموع الغيلان المندفعة، كان بيد مبارزٍ أشقر الشعر محمرّ الرأس―― رجل لا تعرفه كونا إلا باعتباره تابعاً للمتغطرسة المتعالية “بريسيلا”: هاينكل.
غير أنّ رغبة هاينكل بدت مختلفة؛ فهي لم تكن رغبة محاربٍ يبحث عن ميتةٍ مشرّفة، بل رغبة إنسان يتمنّى الموت ويخشاه في آنٍ واحد. صورة تقاتل الموت بضراوة بينما تغرق في رعبه، صورة تبعث على الشفقة، مهما بلغت قوّته في دعم الجبهة. حتى إن كونا تمنّت لو يسقط هاينكل ويموت سريعاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن تماثيل الحجارة الواقفة فوق السور.
كان رجلاً يلوّح بسيفٍ يلفّه الحزن إلى حدّ يجعل من حوله يظنّون أنّه غارق في بؤسٍ لا يُطاق.
لم يكن ذلك وهماً من وهن وعيه، بل تغييراً فعلياً لا يمكن صرف النظر عنه――
???: [كونا! هولي!]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رجل غليظ الملامح بعينٍ واحدة مغطّاة برقعة، اقتحم صفوف الغيلان كما فعلت ميزيلدا.
بهذه الصرخة، تبدّل إيقاع المعركة من جديد، متجاهلاً تلك الصورة الذهنية التي استحوذت على كونا ورفيقتها.
التي نادتهما وتجاوزتهما كأنها تطير فوق العشب كانت “تاريتا”. تحمل جعبتها على ظهرها، وقد عادت لارتداء زيّ الشودراك التقليدي، حتى وصلت أمامهما.
وبينما تصرخ بحدّة، هوت بهراوتها الثقيلة بكلتي يديها، فحطمت رأس الغول الحجري وصدره، وقلبت موازين لعبته ضده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تاريتا: [التوقف هنا خطر. هذا الطريق قد مهّدته الأخت وجمال.]
ارتخت رئتاه، وخرج نفس متقطّع من حنجرته.
كونا: [أفهم ذلك من دون أن تقولي لي، يا زعيمة… لقد سرح ذهني قليلاً فقط.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وما الذي يرغبه حقاً؟
فالسيف بالنسبة له لم يكن سوى قيدٍ أثقل بكثير مما يبدو.
تاريتا: [هاينكل، أليس كذلك؟]
فلو كان هناك شخص واحد قوي حقاً، لما استطاع هاينكل أن يقود الهجوم على هذا النحو.
وبنظرةٍ متفحّصة، أصابت تاريتا كبد مشاعر كونا المرتبكة المثقلة بالكآبة.
لم يكن متصوراً أن تتعالى الأصوات خلف هاينكل الذي يقود الهجوم.
كانت تاريتا الأخت الصغرى لميزيلدا، وقد خلفتها كزعيمة لشعب الشودراك.
سابقاً، كانت خجولة مترددة، فتاة عُرفت بكونها أكثر جبناً من أن تكون حذرة.
غير أنّ شرط توليها منصب الزعامة، والتجربة التي عاشتها أثناء رحلتها إلى مدينة الفوضى “كيوس فليم”، كان لهما أثر بالغ، إذ أطفآ ذلك الجبن وغرسا في نفسها قوة رصينة.
محاولاً أن يتعامل مع الموقف بصرامة وبشيء من البراغماتية، رفع رأسه.
ويبدو أنّ وضوح رأيها الآن قد رافق ذلك التحوّل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير أنّ شرط توليها منصب الزعامة، والتجربة التي عاشتها أثناء رحلتها إلى مدينة الفوضى “كيوس فليم”، كان لهما أثر بالغ، إذ أطفآ ذلك الجبن وغرسا في نفسها قوة رصينة.
هولي: [زعيمتي، ألا تجدينه مخيفاً~؟]
كونا: [إجابة رائعة. …لا بأس عندي كذلك.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تاريتا: [أظن أنّ كلمة “مخيف” مباشرة جداً، ولكن… إن كان صحيحاً أنه يائس، وأنه سيصبح قوةً في حربنا، فلا اعتراض لديّ على القتال إلى جانبه.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تاريتا: [أظن أنّ هذه هي الروح المطلوبة. لكن، في وقت ما سيظهر القائد الإلهي الحقيقي. …كما حدث مع يورنا، فإن الجنرالات التسعة ليسوا عاديين أبداً. كونوا في غاية الحذر.]
غير أنّ السؤال: ما جدوى ذلك؟
كونا: [إجابة رائعة. …لا بأس عندي كذلك.]
هاينكل: [اللعنة الجحيمية.]
مع أنّ بعض الأمور بقيت غامضة، لم يكن هناك حاجة لتوضيحها في هذه اللحظة.
في الأصل، كانت تاريتا بارعة في تغيير نهجها أثناء الصيد، إن لم يكن في حياتها اليومية. والآن، بصفتها زعيمة، أصبحت قادرة على التكيف مع أي موقف بنجاح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما كانت كونا تقيّم الوضع، نظرت تاريتا إلى جعبتها على ظهرها،
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكان السبب جلياً―― إنه ملامح وجه هاينكل وهو يلوّح بسيفه.
تاريتا: [عدد السهام المتبقية قد قل كثيراً. ما دمنا نملك الفرصة، فلنجمع السهام الساقطة. من الأفضل ألا نصرف سهاماً كثيرة على خصم واحد.]
أمام الثنائي العاجز، أطلقت تاريتا بسرعة ثلاثة سهام من قوسها. ومع اقتراب ثلاثة من التماثيل الحجرية من ظهر ميزيلدا في البعيد، اخترقت السهام أجسادهم من الظهر والرأس والفخذ، فأسقطتهم قتلى.
كونا: [نظرياً، نعم، ولكن…]
كان رجلاً يلوّح بسيفٍ يلفّه الحزن إلى حدّ يجعل من حوله يظنّون أنّه غارق في بؤسٍ لا يُطاق.
هولي: [لا أستطيع إسقاطهم بسهم واحد~!]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تاريتا: [هناك حيلة لإسقاطهم من ضربة واحدة. اهدفي إلى القلب. ――هكذا.]
أمام الثنائي العاجز، أطلقت تاريتا بسرعة ثلاثة سهام من قوسها. ومع اقتراب ثلاثة من التماثيل الحجرية من ظهر ميزيلدا في البعيد، اخترقت السهام أجسادهم من الظهر والرأس والفخذ، فأسقطتهم قتلى.
وفي هذه اللحظة عاد ليتساءل: لماذا لا يزال حياً أصلاً؟
كونا: [انتظري، انتظري! لماذا سقطوا من سهم واحد!? القلب؟]
هولي: [لكنهم تماثيل حجرية، لا أعرف أين قلوبهم~]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت كرات بحجم قبضة اليد، متوهجة باللون الأخضر، تبدو للوهلة الأولى بريئة بلا خطر.
تاريتا: [أ-أحقاً؟ إن نظرتِ جيداً أظن أنكِ سترين مواضع ضعفهم، ولكن…]
صرخت بنبرة قريبة من العويل، وسحبت سهاماً من الجعبة على ظهر كونا، لتطلقها تباعاً من قوسها القوي. كان كل سهم يُسقط اثنين أو ثلاثة من الغيلان الحجرية، لكن ذلك لم يكن كافياً لمجاراة عددهم الهائل.
هولي: [تاريتا، ازدهارك يسعدنا أيضاً~.]
تدلّى حاجبا تاريتا بتعبير مرتبك فيما كانت كونا وهولي تلحّان عليها.
يبدو أنها لم تفعل أكثر من مجرد “النظر جيداً”. كانت تاريتا بالفعل أخت ميزيلدا، رغم أن شخصيتها كانت على النقيض منها تماماً.
وبصفتها من شعب الشودراك، كانت كونا فخورة بالنقاء العالي الذي تتحلى به الأختان الزعيمتان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كونا: [بما أنّ نصيحتك لم تنفع، فلنفعلها بطريقتنا. اجمعوا السهام، وإن لم تكفِ، استخدموا عصياً أو أي شيء آخر. ثم نسحق العدو حتى الموت.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك “عهد قديم”، وعد تبادله إمبراطور فولاكيا السابق مع شعب الشودراك، وعدٌ أصبح بعيداً عن الحاضر، ما جعل كونا والباقين غير ملومين إن نسوه.
كونا وهولي: [――――]
هولي: [لنضع حداً لهذه اللعبة الدُميّة~!]
بل كان هناك شخص واحد فقط، هو من أراد أن يُهدي إليه ما يصنع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تاريتا: [أظن أنّ هذه هي الروح المطلوبة. لكن، في وقت ما سيظهر القائد الإلهي الحقيقي. …كما حدث مع يورنا، فإن الجنرالات التسعة ليسوا عاديين أبداً. كونوا في غاية الحذر.]
هولي: [ينبغي أن تقولي هذا لميزيلدا~.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد توقفت تاريتا فعلاً عن الاختباء وراء ظهر أختها.
وعند رأي تاريتا الجاد، أومأت كونا نحو ميزيلدا، التي كانت تعيث فساداً بالفعل في الصفوف الأمامية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فقد أطاح بضربة جانبية على تماثيل الحجارة أمامه، ونظر نحو الأسوار المقبلة، فشدّ قوته في ساقيه وقفز إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هاينكل: [اللعنة الجحيمية.]
الزعيمة السابقة، ذات الساق الاصطناعية، كانت قد سلّمت منصبها لأختها، لكنها الآن تندفع بجسدها الرشيق في القتال. وإن ظهر القائد الإلهي من صفوف الأعداء، ستكون هي أول من يواجهه.
ورغم فقدانها ساقاً، كانت ميزيلدا قادرة على الصمود أمام أي خصم جاد――،
صرخت تاريتا، مطلقةً سهماً واحداً على رأس تمثال حجري كان يعترض طريق ميزيلدا. وعند سماعها صوت أختها، لوّحت ميزيلدا بيدها بشدة، مظهرةً أنها فهمت الوضع.
صرخت تاريتا، مطلقةً سهماً واحداً على رأس تمثال حجري كان يعترض طريق ميزيلدا. وعند سماعها صوت أختها، لوّحت ميزيلدا بيدها بشدة، مظهرةً أنها فهمت الوضع.
تاريتا: [أختاه، أرجوك لا تتهوري! ستموتين إن كنتِ وحدك!]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لأي سبب ظلّ يلوّح بسيفه بعد أن عرض كل هذا الخزي؟
ميزيلدا: [――――]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن مع أوامر زعيم قبيلة الصيادين، الذي كان يستخدم القوس أساساً، تبدّل حال المعركة، وعاد المتمردون الذين كانوا قد تراجعوا ليستعيدوا عزيمتهم.
صرخت تاريتا، مطلقةً سهماً واحداً على رأس تمثال حجري كان يعترض طريق ميزيلدا. وعند سماعها صوت أختها، لوّحت ميزيلدا بيدها بشدة، مظهرةً أنها فهمت الوضع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أثارت كلمات تاريتا دهشة كونا وأعجابها حقاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هاينكل: [――آه]
لقد توقفت تاريتا فعلاً عن الاختباء وراء ظهر أختها.
كونا: [لم أرَ ما حدث في ذلك الوقت مع ماريولي، لكن…]
الزعيمة السابقة، ذات الساق الاصطناعية، كانت قد سلّمت منصبها لأختها، لكنها الآن تندفع بجسدها الرشيق في القتال. وإن ظهر القائد الإلهي من صفوف الأعداء، ستكون هي أول من يواجهه.
هولي: [تاريتا، ازدهارك يسعدنا أيضاً~.]
كانت تكتفي بتطويق كل من يقترب، لتفتك به بالضرب والتهشيم عبر أطرافها الصلبة وقوتها الوحشية. والذين لم يسعفهم الفرار، أدركتهم الأيادي الصخرية، فكان مصيرهم الموت البائس تحت وطأة العنف العددي الجارف.
تاريتا: [هل هذا حقاً وقت قول هذا الكلام!? أنتما الاثنتان، اذهبا للقتال!]
هولي: [لا أستطيع إسقاطهم بسهم واحد~!]
أطلقت هولي سهامها على التماثيل التي تحاصرهم، بينما هاجمتهم كونا بفأسها القصير وهي تعلق، فردّت عليها تاريتا بصوت حاد.
ثم اندفع آخر من جانبه مستغلاً وسع ضربته، فحطّم وجهه بمقبض الغمد، واستل سيفه العزيز “أستريا” ليطعن به خصمه قاضياً عليه.
فأومأت كونا وهولي لبعضهما، وأطاعتا دون تردد توجيه زعيمتهما الموثوقة.
كان هناك “عهد قديم”، وعد تبادله إمبراطور فولاكيا السابق مع شعب الشودراك، وعدٌ أصبح بعيداً عن الحاضر، ما جعل كونا والباقين غير ملومين إن نسوه.
غير أنّ――
أفهذا هو السبب أنه لم يكن مبارزاً حقيقياً؟
غير أن هذه المعركة جاءت لتفي بذلك الوعد، وهي الآن بالتأكيد معركة يجب على كونا وهولي، كشعب شودرَك، أن يحرزا فيها النصر الحاسم.
أثارت كلمات تاريتا دهشة كونا وأعجابها حقاً.
كونا: [تبا… ماذا سنفعل…!]
تدفّقت التماثيل الحجرية نحوه مباشرة.
هاينكل: [كاه…]
وبلا وجوه، لم يكن لديهم لا نية عداء، ولا رغبة في القتل. وأثناء تأرجح سيفه في وجوه هؤلاء الخصوم، وهو يلعن محرّكهم الخفيّ الذي اختار هذه الدمى بلا رحمة، كان هاينكل أسترِيا يحدق في ساحة القتال.
لم يبقَ في وعيه إلا إدراك واحد: أنّه واجه تهديداً لا يملك حياله شيئاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ???: [――لا تعترض طريقي، أيها الغول الحجري!!]
لأي سبب كان يلوّح بسيفه في أراضي الإمبراطورية الواسعة؟
وحين توافدت التهديدات من كل جانب، اندفع لمواجهتها: هو، وتلك المرأة من قبيلة الصيادين وهي تحمل عصاها، وذلك الرجل ذو العين الواحدة وسيفيه المزدوجين، والذي أظهر مهارة لا تليق بوجهه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تاريتا: [هناك حيلة لإسقاطهم من ضربة واحدة. اهدفي إلى القلب. ――هكذا.]
لأي سبب ظلّ يلوّح بسيفه بعد أن عرض كل هذا الخزي؟
خصوم بلا وجوه، لا يتحركون إلا بما لُقّنوا من حركات، إن كان هذا هو القتال، فإنه قادر على حصدهم مهما كثروا.
كونا: [نظرياً، نعم، ولكن…]
لأي سبب، في أرض لا يتواجد فيها من ينبغي أن يشهد فائدته، كان هو هنا؟
هاينكل: [――تبا.]
وبضربة صاعدة من مرفقي تلك الأذرع الممتدة، تناثر الجزء العلوي من جسد خصمه بفعل أثر الضربة.
كان خصومه تماثيل حجرية، ولا يكفي قطع رؤوسهم أو أطرافهم لإضعاف قوتهم القتالية. بل ما كان مطلوباً أكثر من براعة فنون السيف هو دفعهم إلى وضع يعجزون فيه عن الحركة، بهجوم أقرب إلى أسلوب القبائل الهمجية.
أفهذا هو السبب أنه لم يكن مبارزاً حقيقياً؟
هاينكل: [اللعنة الجحيمية.]
مغيّراً قبضته على السيف، باعد رجليه واتخذ وضعية قتالية.
سابقاً، كانت خجولة مترددة، فتاة عُرفت بكونها أكثر جبناً من أن تكون حذرة.
وكأنّها جميعاً قد التقت بنظره دفعة واحدة.
وأطلق سيفه المعدّ عند خاصرته، فحطّم التماثيل التي اعترضت طريقه تحطيماً فظيعاً. لم يكن في ذلك ما يُضحك. لم يكن هناك شيء في الأمر كله يستحق الضحك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يتذكر يوماً أن كان التلويح بالسيف ممتعاً.
كان رجلاً يلوّح بسيفٍ يلفّه الحزن إلى حدّ يجعل من حوله يظنّون أنّه غارق في بؤسٍ لا يُطاق.
فالسيف بالنسبة له لم يكن سوى قيدٍ أثقل بكثير مما يبدو.
كانت تلك تحية محارب في ساحة الوغى، تعريفاً بنفسه بتقدير عظيم―― غير أنّ عظمته كانت غير طبيعية على الإطلاق.
هاينكل: [اللعنة.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنه لم يكن يملك ترف الالتفات إلى هؤلاء المزيفين.
وبينما يتفوه بالسباب، وجّه ضربة لخصم دخل في مدى سيفه.
لقد كان الإشارة إلى ثغرة في دفاع العدو عملاً ذا جدوى، إذ تبيّن أنّ هذا الحصن وحده من بين الحصون الخمسة أضعف دفاعاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قطع الأفكار الطبيعية المولودة من كينونة البشر، ذلك أمر لا يُتصوَّر لإنسان. فهل يعني ذلك أنّ المبارز القادر على التحرر من الأفكار لم يكن بشراً حقاً؟
لم يشغل رأسه سوى تساؤلات “لأي سبب؟”، وإزاحة كل تلك العوائق التي تحجب رؤيته، فظلّ يلوّح بسيفه. ظلّ يلوّح، ويضرب، ويكرر الضربات――.
هاينكل: [――تبا.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هاينكل: [اللعنة الجحيمية.]
سابقاً، كانت خجولة مترددة، فتاة عُرفت بكونها أكثر جبناً من أن تكون حذرة.
“حرّر عقلك من كل الأفكار المعيقة”، هكذا كان يُلقَّن في تدريبه على السيف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
طالما يتنفس، فمقدوره مواجهة عشرة أو عشرين بلا عناء.
“قوِّ تركيزك، تخلّص من المعيقات، وصِرْ واحداً مع السيف.” ――ومهما كُرّر هذا عليه، لم يفهم يوماً ما الذي يُراد منه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هاينكل: [اخرس أيها اللعين التافه!!]
هاينكل: [اللعنة الجحيمية.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فأي قيمة كان في هذه الأفعال؟
قيل له ألا يفكر، لكن إن حاول ذلك، صار يفكر في “عدم التفكير”، فلا يمكن لعقله أن يتحرر من العوائق أبداً.
كيف يمكن للمرء أن يركز كلياً على السيف ولا شيء غيره؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مغيّراً قبضته على السيف، باعد رجليه واتخذ وضعية قتالية.
???: [ابتعدوا عن طريقي، اغربوا عن وجهي، ارحلوا أيها الأوغاد! أنتم عار الإمبراطورية، تجهلون سُلطة صاحب الجلالة الإمبراطور، فلا تجرؤوا على الوقوف في طريقي!]
فالإنسان ما دام حياً، سيجوع. وسيتنفس. وسيشعر بحكة في جسده، ويغلبه النعاس. همومه لا تنتهي، وعائلته حاضرة دوماً في ذهنه. قلق على الغد، وعلى ما بعد عشر ثوانٍ، لا ينقطع. إخفاقات الأمس وما قبله وما هو أقدم، تظلّ هاجساً أبدياً. أفكار تتراكم بلا نهاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبينما يتفوه بالسباب، وجّه ضربة لخصم دخل في مدى سيفه.
تقدّمت الغيلان الحجرية بخطوات متثاقلة وأذرعها ممدودة نحوهم.
فكيف يمكن لإنسان أن يتحرر من تلك الأفكار كلها؟
فكيف يمكن لإنسان أن يتحرر من تلك الأفكار كلها؟
قطع الأفكار الطبيعية المولودة من كينونة البشر، ذلك أمر لا يُتصوَّر لإنسان. فهل يعني ذلك أنّ المبارز القادر على التحرر من الأفكار لم يكن بشراً حقاً؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكان السبب جلياً―― إنه ملامح وجه هاينكل وهو يلوّح بسيفه.
أفهذا هو السبب أنه لم يكن مبارزاً حقيقياً؟
هاينكل: [اللعنة عليكم جميعاً!]
لم يكن يبتغي شيئاً من أحد. لم يكن يرغب بشيء.
ذلك السيل اللامتناهي من الشتائم، لم يفلح مهما أفرغ منه في أن يمحو ما يثقل عقله.
وعند رأي تاريتا الجاد، أومأت كونا نحو ميزيلدا، التي كانت تعيث فساداً بالفعل في الصفوف الأمامية.
وكأنما ليجرفه دفعةً واحدة، أخذ هاينكل يلوّح بسيفه بتهوّر، محوّلاً التماثيل الحجرية التي تعترض طريقه إلى كومة من الحصى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فأي قيمة كان في هذه الأفعال؟
هولي: [زعيمتي، ألا تجدينه مخيفاً~؟]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كونا: [لم أرَ ما حدث في ذلك الوقت مع ماريولي، لكن…]
وقد أخفق في أداء ما وجب عليه أداؤه، في المكان الذي وجب أن يؤديه فيه، تاركاً لمن كان يريد نيل رضاه أن ينظف فوضاه، وفي النهاية، أصبح مديناً لشخص آخر أنقذه كي يواصل العيش.
كونا: [أفهم ذلك من دون أن تقولي لي، يا زعيمة… لقد سرح ذهني قليلاً فقط.]
إذن، هل سيكون هاينكل هو من يصل خيوط العنكبوت لما كانت بريسكيلا تتطلّع إليه، تعويضاً عن فشله في تلك المدينة الحصينة؟
بفعله تلك الأعمال مراراً وتكراراً، كم يا تُرى سيكون جزاؤه، ولأجل ماذا؟
لكن―― هل يصح أن تُسمى أضواءً؟
هاينكل: [آآه…]
؟؟؟: [آسف يا عجوز، لكن ذاتي المذهلة لا تملك أدنى فكرة عمّا تمرّ به.]
وبينما تصرخ بحدّة، هوت بهراوتها الثقيلة بكلتي يديها، فحطمت رأس الغول الحجري وصدره، وقلبت موازين لعبته ضده.
وكانت تلك الأفكار ساذجة ورخيصة للغاية، مثالية طفولية تثير في النفس رغبة في الضحك باستهزاء.
في رأسه، اختلطت ألفاظه السوقية بصوت آخر لشخصٍ ثانٍ. كان صوتاً فتيّاً، لا يزال طريّاً، وقد سمعه حين كان ثملاً على منصة المراقبة.
وكانت تلك الأفكار ساذجة ورخيصة للغاية، مثالية طفولية تثير في النفس رغبة في الضحك باستهزاء.
ورغم أنّه أعلن رفضه التام للحديث مع أحد، واعتزل بعيداً، فقد كان ذلك صوت الفتى الذي اقتحم عليه وحدته حينذاك بوقاحة.
فأومأت كونا وهولي لبعضهما، وأطاعتا دون تردد توجيه زعيمتهما الموثوقة.
؟؟؟: [ليست لدي فكرة إن كنت قد فشلت، ولا حتى عن حجم ما أفسدت. لكن استمع، لو المسألة تجربة فشل، فذاتي المذهلة قد ذاقت ذلك أيضاً.]
على الجدار الذي كان خالياً، انبثقت فجأة تلك الكرات المتلألئة.
لم تفهم تماماً مشاعر هولي وهي تعبّر بذلك، لكن من منظور كونا، بدا هاينكل وكأنه يتمنّى الموت.
بعد أن طرده مرّة بعبارات قاسية، عاد ذلك الفتى ليظهر مراراً. ومع أنّ ملامحه بدت حائرة، إلا أنّه حاول أن يتدخل في هموم هاينكل، حتى صار الحال على ما هو عليه.
هاينكل: [――هه.]
وكانت تلك الأفكار ساذجة ورخيصة للغاية، مثالية طفولية تثير في النفس رغبة في الضحك باستهزاء.
هولي: [لنضع حداً لهذه اللعبة الدُميّة~!]
؟؟؟: [ليس هناك أحد غيرك يستطيع يحدّد مقدار ما أفسدت. ولهذا كنت أقول لك يا عجوز، إن كنت ستفعل――]
الزعيمة السابقة، ذات الساق الاصطناعية، كانت قد سلّمت منصبها لأختها، لكنها الآن تندفع بجسدها الرشيق في القتال. وإن ظهر القائد الإلهي من صفوف الأعداء، ستكون هي أول من يواجهه.
وبصفتها من شعب الشودراك، كانت كونا فخورة بالنقاء العالي الذي تتحلى به الأختان الزعيمتان.
هاينكل: [اخرس أيها اللعين التافه!!]
الأفكار التي كانت تدور في رأسه قبل قليل: عن التخلّص من العوائق، وعن رغباته، وعن جبر فشله… كلها امّحت كأنها طُليت بالبياض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تشجيع أو مواساة، شفقة أو تعاطف، أياً يكن، لم يكن يكترث. كل ما يُوجَّه نحوه كان عبئاً ثقيلاً، ولم تكن عنده أدنى رغبة فيه.
لم يكن يبتغي شيئاً من أحد. لم يكن يرغب بشيء.
وأطلق سيفه المعدّ عند خاصرته، فحطّم التماثيل التي اعترضت طريقه تحطيماً فظيعاً. لم يكن في ذلك ما يُضحك. لم يكن هناك شيء في الأمر كله يستحق الضحك.
بل كان هناك شخص واحد فقط، هو من أراد أن يُهدي إليه ما يصنع.
وبصفتها من شعب الشودراك، كانت كونا فخورة بالنقاء العالي الذي تتحلى به الأختان الزعيمتان.
كان لكل ما يناله من ذلك الشخص وحده قيمة.
تدفّقت التماثيل الحجرية نحوه مباشرة.
وأما سائر ما يأتيه من غيره، فلم يكن سوى أثقال حجرية يجرّها وهو يسير.
وأما سائر ما يأتيه من غيره، فلم يكن سوى أثقال حجرية يجرّها وهو يسير.
هاينكل: [اللعنة الجحيمية.]
هاينكل: [――هه.]
تقدّمت تماثيل الحجارة الموحشة في صمت، فشطرها بسيفه أمام عينيه، قاطعاً اثنين منها طولاً إلى نصفين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم اندفع آخر من جانبه مستغلاً وسع ضربته، فحطّم وجهه بمقبض الغمد، واستل سيفه العزيز “أستريا” ليطعن به خصمه قاضياً عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تشجيع أو مواساة، شفقة أو تعاطف، أياً يكن، لم يكن يكترث. كل ما يُوجَّه نحوه كان عبئاً ثقيلاً، ولم تكن عنده أدنى رغبة فيه.
خصوم بلا وجوه، لا يتحركون إلا بما لُقّنوا من حركات، إن كان هذا هو القتال، فإنه قادر على حصدهم مهما كثروا.
طالما يتنفس، فمقدوره مواجهة عشرة أو عشرين بلا عناء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنه لم يكن يملك ترف الالتفات إلى هؤلاء المزيفين.
هاينكل: [اخرس أيها اللعين التافه!!]
غير أنّ السؤال: ما جدوى ذلك؟
هاينكل: [――――]
تسجيل هذه النقاط من غير أن يُريها لمن ينبغي أن يريها، أي معنى له؟
سابقاً، كانت خجولة مترددة، فتاة عُرفت بكونها أكثر جبناً من أن تكون حذرة.
؟؟؟: [يا عجوز، إن كنت ستفعل، فلتستعده بسيفك أنت.]
؟؟؟: [الْحقوا به――!]
هاينكل: [أيها الأحمق اللعين… هه]
وكانت تلك الأفكار ساذجة ورخيصة للغاية، مثالية طفولية تثير في النفس رغبة في الضحك باستهزاء.
مثير للسخرية أنّه لا يزال متشبثاً بضوءٍ آفل قد يكون موجوداً أو لا يكون.
وفي هذه اللحظة عاد ليتساءل: لماذا لا يزال حياً أصلاً؟
؟؟؟: [طِر.]
ماذا يريد أن يثبت عبر هذا السيف؟
ذلك السيل اللامتناهي من الشتائم، لم يفلح مهما أفرغ منه في أن يمحو ما يثقل عقله.
وماذا يريد أن ينال؟
وما الذي يرغبه حقاً؟
وحين توافدت التهديدات من كل جانب، اندفع لمواجهتها: هو، وتلك المرأة من قبيلة الصيادين وهي تحمل عصاها، وذلك الرجل ذو العين الواحدة وسيفيه المزدوجين، والذي أظهر مهارة لا تليق بوجهه.
هاينكل: [――――]
طالما يتنفس، فمقدوره مواجهة عشرة أو عشرين بلا عناء.
هاينكل: [اخرس أيها اللعين التافه!!]
وحين توافدت التهديدات من كل جانب، اندفع لمواجهتها: هو، وتلك المرأة من قبيلة الصيادين وهي تحمل عصاها، وذلك الرجل ذو العين الواحدة وسيفيه المزدوجين، والذي أظهر مهارة لا تليق بوجهه.
وكأنما ليجرفه دفعةً واحدة، أخذ هاينكل يلوّح بسيفه بتهوّر، محوّلاً التماثيل الحجرية التي تعترض طريقه إلى كومة من الحصى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت كرات بحجم قبضة اليد، متوهجة باللون الأخضر، تبدو للوهلة الأولى بريئة بلا خطر.
لكن مع أوامر زعيم قبيلة الصيادين، الذي كان يستخدم القوس أساساً، تبدّل حال المعركة، وعاد المتمردون الذين كانوا قد تراجعوا ليستعيدوا عزيمتهم.
فلو استمر الوضع على ما هو عليه، لداسهم سيل الأعداء الكاسح قبل أن يحظوا بأية فرصة.
فلو استمر الوضع على ما هو عليه، لداسهم سيل الأعداء الكاسح قبل أن يحظوا بأية فرصة.
لقد كان الإشارة إلى ثغرة في دفاع العدو عملاً ذا جدوى، إذ تبيّن أنّ هذا الحصن وحده من بين الحصون الخمسة أضعف دفاعاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفوراً، وبالتناقض مع ذلك الصوت الرتيب، ارتجّت الأرض بدويٍّ هائل، وإذا بريحٍ عاصفة تعصف، وقبضة حجرية عملاقة تمسك بالهاينكل في وثبته، وتلقي به بعيداً.
وكون هاينكل استطاع شق طريقه، كان دليلاً على ذلك.
على الجدار الذي كان خالياً، انبثقت فجأة تلك الكرات المتلألئة.
فلو كان هناك شخص واحد قوي حقاً، لما استطاع هاينكل أن يقود الهجوم على هذا النحو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفعت كونا بصرها إلى السور الهدف، الحصن الثالث، الذي قيل لها إنّه ثغرة في تشكيل العدو، لكن حين بلغت المكان، أربكها عدد الجنود المنتشرين وطبيعتهم حتى شعرت باليأس.
تاريتا: [هل هذا حقاً وقت قول هذا الكلام!? أنتما الاثنتان، اذهبا للقتال!]
؟؟؟: [الْحقوا به――!]
“قوِّ تركيزك، تخلّص من المعيقات، وصِرْ واحداً مع السيف.” ――ومهما كُرّر هذا عليه، لم يفهم يوماً ما الذي يُراد منه.
هولي: [لا أستطيع إسقاطهم بسهم واحد~!]
؟؟؟: [لا تدعوا ذاك الأحمر الشعر يحصد المجد وحده! تقدّموا نحن أيضاً!]
وبلا وجوه، لم يكن لديهم لا نية عداء، ولا رغبة في القتل. وأثناء تأرجح سيفه في وجوه هؤلاء الخصوم، وهو يلعن محرّكهم الخفيّ الذي اختار هذه الدمى بلا رحمة، كان هاينكل أسترِيا يحدق في ساحة القتال.
هاينكل: [أيها الأحمق اللعين… هه]
؟؟؟: [أسلوبه في السيف ليس سيئاً. لو حلق لحيته لتحسّن مظهره.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقد أثار منظرها ــ على صِغَر حجمها المماثل للبشر ــ وهي تتحرك بحركات غير إنسانية، شعوراً بالقرف في النفوس. صبّت هولي ذلك النفور في أصابعها، وما إن شدّت وتر القوس القوي حتى دوّى صوتٌ كالرعد.
لم يكن متصوراً أن تتعالى الأصوات خلف هاينكل الذي يقود الهجوم.
لكنه لم يكن يملك ترف الالتفات إلى هؤلاء المزيفين.
هاينكل: [تبا… هلمّوا إذاً، هلمّوا! بهذا وحده لن أستطيع حتى أن…]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صوت بلا مشاعر دوّى، وأمام عيني هاينكل بدأ الجدار الضخم يغيّر هيئته.
محاولاً أن يتعامل مع الموقف بصرامة وبشيء من البراغماتية، رفع رأسه.
كونا: [انتظري، انتظري! لماذا سقطوا من سهم واحد!? القلب؟]
فقد أطاح بضربة جانبية على تماثيل الحجارة أمامه، ونظر نحو الأسوار المقبلة، فشدّ قوته في ساقيه وقفز إليها.
صرخت بنبرة قريبة من العويل، وسحبت سهاماً من الجعبة على ظهر كونا، لتطلقها تباعاً من قوسها القوي. كان كل سهم يُسقط اثنين أو ثلاثة من الغيلان الحجرية، لكن ذلك لم يكن كافياً لمجاراة عددهم الهائل.
إن تمكن فوراً من الإمساك بالأسوار وطرد الأعداء فوق الجدار، فإن السيطرة على الحصن الثالث―― لكن، هل يكون ذلك إنجازاً حقاً إن لم يكن قد قتل قائداً للعدو؟
هاينكل: [――تبا.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذن، هل سيكون هاينكل هو من يصل خيوط العنكبوت لما كانت بريسكيلا تتطلّع إليه، تعويضاً عن فشله في تلك المدينة الحصينة؟
فالإنسان ما دام حياً، سيجوع. وسيتنفس. وسيشعر بحكة في جسده، ويغلبه النعاس. همومه لا تنتهي، وعائلته حاضرة دوماً في ذهنه. قلق على الغد، وعلى ما بعد عشر ثوانٍ، لا ينقطع. إخفاقات الأمس وما قبله وما هو أقدم، تظلّ هاجساً أبدياً. أفكار تتراكم بلا نهاية.
على الأقل، حتى لو قليلاً――
؟؟؟: [――أنت، قتلتني، أكثر الجميع.]
هاينكل: [――――]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حقاً، في اللحظة التي أمسك فيها بجدار الحصن بتهور، اخترق صوته أذنيه.
ارتخت رئتاه، وخرج نفس متقطّع من حنجرته.
لم يتعرض لهجوم، ولم يتفادَ ضربة، بل مجرد أنه سمع صوتاً.
مع أنّ بعض الأمور بقيت غامضة، لم يكن هناك حاجة لتوضيحها في هذه اللحظة.
وهذا وحده جعله يرتجف رعباً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الأفكار التي كانت تدور في رأسه قبل قليل: عن التخلّص من العوائق، وعن رغباته، وعن جبر فشله… كلها امّحت كأنها طُليت بالبياض.
لم يكن متصوراً أن تتعالى الأصوات خلف هاينكل الذي يقود الهجوم.
لم يبقَ في وعيه إلا إدراك واحد: أنّه واجه تهديداً لا يملك حياله شيئاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ???: [――لا تعترض طريقي، أيها الغول الحجري!!]
ذلك كان――
وقد أخفق في أداء ما وجب عليه أداؤه، في المكان الذي وجب أن يؤديه فيه، تاركاً لمن كان يريد نيل رضاه أن ينظف فوضاه، وفي النهاية، أصبح مديناً لشخص آخر أنقذه كي يواصل العيش.
يبدو أنها لم تفعل أكثر من مجرد “النظر جيداً”. كانت تاريتا بالفعل أخت ميزيلدا، رغم أن شخصيتها كانت على النقيض منها تماماً.
؟؟؟: [قتلتني، أكثر الجميع. لذلك، سأقتلك، أنت أيضاً.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أُطلقت الضربة مع صرخة حشوية، ففصلت رقبة الغول الحجري عن جسده، ثم شطرت الرأس الطائر نصفين في الهواء. ولم يكتفِ بذلك، بل شقّ الجذع قُطرياً، وبتر الذراع من الكتف، ولما تأكد من توقّف الجسد عن الحركة، ركله أرضاً وتوجّه إلى التالي.
صوت بلا مشاعر دوّى، وأمام عيني هاينكل بدأ الجدار الضخم يغيّر هيئته.
كان رجلاً يلوّح بسيفٍ يلفّه الحزن إلى حدّ يجعل من حوله يظنّون أنّه غارق في بؤسٍ لا يُطاق.
لم يكن تماثيل الحجارة الواقفة فوق السور.
وبينما تصرخ بحدّة، هوت بهراوتها الثقيلة بكلتي يديها، فحطمت رأس الغول الحجري وصدره، وقلبت موازين لعبته ضده.
ولم يكن التماثيل المنتشرة لحمايته.
كيف يمكن للمرء أن يركز كلياً على السيف ولا شيء غيره؟
بل كان التغيير في نفس حصن الأسوار النجمي، في الجدار السميك الذي يُدعى الحصن الثالث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com زمجرت سيفٌ هائل، فاجتاح الغيلان الحجرية وذرّاها بعيداً.
هاينكل: [――آه]
في نظر هاينكل الذي يلهث، وُلدت أضواء لا تُحصى على طول الأسوار الممتدة يميناً ويساراً.
هاينكل: [――――]
لكن―― هل يصح أن تُسمى أضواءً؟
كانت كرات بحجم قبضة اليد، متوهجة باللون الأخضر، تبدو للوهلة الأولى بريئة بلا خطر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد كان الإشارة إلى ثغرة في دفاع العدو عملاً ذا جدوى، إذ تبيّن أنّ هذا الحصن وحده من بين الحصون الخمسة أضعف دفاعاً.
غير أنّها لم تكن موجودة من قبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على الجدار الذي كان خالياً، انبثقت فجأة تلك الكرات المتلألئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي عيني هاينكل، بدت أشبه ما تكون بعيون كائن حي.
الأفكار التي كانت تدور في رأسه قبل قليل: عن التخلّص من العوائق، وعن رغباته، وعن جبر فشله… كلها امّحت كأنها طُليت بالبياض.
هاينكل: [كاه…]
وكأنّها جميعاً قد التقت بنظره دفعة واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كونا: [هذا ليس وقت تذمّرك! ارمِ، ارمِ، ارمِ! أطلقي أكبر عدد تستطيعينه!]
ثم بدا أنّها تحدّق فيه بقسوة، فارتعب.
وأما سائر ما يأتيه من غيره، فلم يكن سوى أثقال حجرية يجرّها وهو يسير.
هاينكل: [آآه…]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، تجمّد جسده كلّه، وضعف قبضته على السيف――
وبعد أن رأت كونا ما رأت هولي، لم يسعها إلا أن توافقها.
???: [كونا! هولي!]
؟؟؟: [طِر.]
وقد أخفق في أداء ما وجب عليه أداؤه، في المكان الذي وجب أن يؤديه فيه، تاركاً لمن كان يريد نيل رضاه أن ينظف فوضاه، وفي النهاية، أصبح مديناً لشخص آخر أنقذه كي يواصل العيش.
غير أنّ――
وفوراً، وبالتناقض مع ذلك الصوت الرتيب، ارتجّت الأرض بدويٍّ هائل، وإذا بريحٍ عاصفة تعصف، وقبضة حجرية عملاقة تمسك بالهاينكل في وثبته، وتلقي به بعيداً.
لم يبقَ في وعيه إلا إدراك واحد: أنّه واجه تهديداً لا يملك حياله شيئاً.
هاينكل: [كاه…]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مُبَدَّداً من رأسه حتى قدميه، طار في السماء بلا حولٍ ولا قوة.
وكما كان يفعل هو قبل قليل مع تماثيل الحجارة، صار التعبير المناسب الآن أنّه هو من يُركل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يتناثر دمه وهو يحلّق، وفي دوران رؤيته، أبصر المشهد وقد تبدّل كلياً.
وذاك السيف الذي كان يحصد جموع الغيلان المندفعة، كان بيد مبارزٍ أشقر الشعر محمرّ الرأس―― رجل لا تعرفه كونا إلا باعتباره تابعاً للمتغطرسة المتعالية “بريسيلا”: هاينكل.
لم يكن ذلك وهماً من وهن وعيه، بل تغييراً فعلياً لا يمكن صرف النظر عنه――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com على الأقل، حتى لو قليلاً――
؟؟؟: [يا عجوز، إن كنت ستفعل، فلتستعده بسيفك أنت.]
موغورو: [――الثامن من بين الألوهية التسعة، موغورو هاغاني.]
؟؟؟: [قتلتني، أكثر الجميع. لذلك، سأقتلك، أنت أيضاً.]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفعت كونا بصرها إلى السور الهدف، الحصن الثالث، الذي قيل لها إنّه ثغرة في تشكيل العدو، لكن حين بلغت المكان، أربكها عدد الجنود المنتشرين وطبيعتهم حتى شعرت باليأس.
كانت تلك تحية محارب في ساحة الوغى، تعريفاً بنفسه بتقدير عظيم―― غير أنّ عظمته كانت غير طبيعية على الإطلاق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد كان الإشارة إلى ثغرة في دفاع العدو عملاً ذا جدوى، إذ تبيّن أنّ هذا الحصن وحده من بين الحصون الخمسة أضعف دفاعاً.
هاينكل: [――――]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فالحصن الثالث من الأسوار النجمية، الذي كانوا على وشك الاستيلاء عليه، تحرّك بنفسه.
وإن كان ما يحدث في الظاهر يصبّ في مصلحتهم، إلا أن كونا وهولي لم تجدا نفسيهما قادرتين على تقبّله بالفرح. فقد دارت في نفسيهما هواجس سلبية.
وكان ذلك بلا ريب أحد “الألوهية التسعة”، الكائن الجبّار الذي قدّم نفسه باسم “موغورو هاغاني”.
صرخت تاريتا، مطلقةً سهماً واحداً على رأس تمثال حجري كان يعترض طريق ميزيلدا. وعند سماعها صوت أختها، لوّحت ميزيلدا بيدها بشدة، مظهرةً أنها فهمت الوضع.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات