يدين مخدَّرتين
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“أن تمسكي السيف بهاتين اليدين اللتين لا إحساس فيهما حقًا؟” قال ببطء وقد غصّ صوته بالإعجاب.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
لكنّها لم تتوقف.
Arisu-san
دوّي!
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
(حين نلتقي غريبًا…)
الفصل 138: يدين مخدَّرتين
انحنى الصبيّ فوق الأرض، مطلقًا صوتًا خافتًا يشبه هدير الحيوان، كأنه يستعدّ للهجوم. لمّا رأت ملامحه المشوّهة بالغضب، تنفّست بعمق فاهتزّت رئتاها من ألَم البرد.
…
عَضّت على أسنانها، وحبست أنفاسها، فلا الألم الجسديّ ولا الخوف النفسيّ يُسمح لهما بأن يربكاها.
(البرد قاسٍ إلى حدّ لا يُحتمل… أين أمّي؟ وأين الخالة فينا؟ ستعودان إليّ، أليس كذلك؟)
(كيف يكون هذا ممكنًا؟ لقد اخترقتُ قلبها يقينًا… لكنها…)
جالت هذه الأفكار في ذهنها وهي ترتجف فوق الأرض المغطّاة بالثلج. كانت الريح تعصف بوجنتيها وعنقها، وتلسع بشرتها بوخزٍ يشبه حدَّ السكين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثمّ، حين تعجز عن الحركة أو تئنّ تحت الألم، كان سيدفع نصله بقوّة الإبادة إلى داخل جسدها، مخترقًا قلبها مباشرة. وربما لن يغوص السيف بعمقٍ كبير، لكنّه كان سيغوص بما يكفي لينزف دمها بغزارة.
حتى أطرافها أخذت تفقد إحساسها بسرعة.
تغيّر شكل السيفين المتشابكين قليلًا تحت الضغط، وتعالى صوت احتكاك الحديد حادًّا.
(وأين أخي وأختي الصغيران؟ وماذا عن العمّ إنزو؟)
أوقفت ميراندا هجوم خصمها مرّتين.
وخطر لها أنها تشتاق إلى فطائر تالِيا الساخنة، رغم أنّها كانت تكره الثوم الذي تفوح رائحته منها.
تنينغ! تينغ!
ومرّت بجانب رجلٍ مستلقٍ فوق الثلج. كان غارقًا في نومٍ عميق، وجسده ملتفّ على نفسه دون أن يتحرك، وعلى وجهه ابتسامةٌ وادعة.
وكان ثقب دائري محفورًا في واقية القبضة، يسمح لحامل السيف أن يمرّر سبّابته من خلاله.
كان حاجباه وشعره مغطيين بطبقةٍ من الصقيع، دون أن يشعر بذلك.
اندفعت قوّة الإبادة العنيفة من عضلات ذراعه وتسرّبت إلى السيفين المتشابكين!
(هذا “شخص مبتسم”) هكذا قالت لنفسها.
(يتحرك بسيفه بسرعة جنونية… وذلك الإحساس بأن الهرب مستحيل—أهو من قوة الإبادة لديه؟)
في الأمس، حين حاولت مسح الجليد عن وجوههم، ابتسم العمّ إنزو وأخبرها أنّ هؤلاء يسمَّون “المبتسمين”. إنهم ينامون في العراء شتاءً وهم يبتسمون، ولا يستيقظون إلا حين يأتي الربيع. والفتاة الصالحة لا ينبغي لها إزعاجهم، بل الأفضل أن تبقى بعيدة عنهم.
تنينغ! تينغ!
فأطاعت وواصلت السير.
“أراكِ لاحقًا، أيتها السيدة المخدَّرة.” انحنى كلاين قليلًا.
كان فستانها ممزقًا في موضعٍ ما، فأحزنها ذلك؛ فقد أهدتها إيّاه الخالة ليسيا قبل أن تغادر إلى العاصمة.
“أو…”
ثمّ مرّت بجوار “مبتسمٍ” ثانٍ: امرأة في عمر تالِيا تقريبًا، ترتدي ثيابًا قليلة، مستندة إلى صخرة، وعلى شفتيها انحناءة ابتسامة خفيفة. وفي حضنها طفلٌ صغير.
(إذن… قوى الإبادة لدى «سيف الكارثة» مشتقّة من الأصول…)
لكنّ الطفل لم يكن مبتسمًا؛ كانت عيناه وشفاهه منطبقة بإحكام، دون أي حركة.
(هذا “شخص مبتسم”) هكذا قالت لنفسها.
فشعرت بالضيق.
جالت هذه الأفكار في ذهنها وهي ترتجف فوق الأرض المغطّاة بالثلج. كانت الريح تعصف بوجنتيها وعنقها، وتلسع بشرتها بوخزٍ يشبه حدَّ السكين.
(لماذا لا يبتسم الطفل؟ أليس أهل الإقليم الشمالي يُفترض أن يبتسموا جميعًا؟) هكذا قال لها العمّ نولانور ذات مرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الدم ينساب من خصر ميراندا ومن خلف أذنها. وأمّا كلاين، فقد كان ساعده الأيسر ينزف.
تذكّرته عند اسطبلات القلعة الباردة، حين ضحك بصوتٍ عالٍ قبل رحيله مع أعمامها، واحتضنها كعادته، ثم حكّ ذقنه الخشنة على خدّيها رغم احتجاجها.
عَضّت على أسنانها، وحبست أنفاسها، فلا الألم الجسديّ ولا الخوف النفسيّ يُسمح لهما بأن يربكاها.
(حسنًا يا نولانور…) ارتسمت على شفتيها ابتسامةٌ ضعيفة وهي تستعيد صورته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع هذا، تابعت السير فوق الثلج بخطواتٍ متهاوية. كانت تعتمد على بصرها لتعرف موضع قدميها، إذ لم تعد تشعر بأطرافها منذ مدة.
(لو تظهر الآن… سأعفو لك عن لحيتك.)
لم تتكلم ميراندا. لم تفعل سوى أن حدّقت في يديها المغلّفتين بالقفازات، بذهول.
واصلت السير، فمرّت بثالثٍ ورابع وخامس وسادس… كثيرين، بلا عدد، من “المبتسمين”.
رفعت رأسها بعينين مطفأتين، فرأت صبيًا غريبًا عنها.
ثمّ رأت شخصًا ليس واحدًا منهم.
وثب بصر الرجل متوسط العمر إلى يديها المكسوّتين بالقفّازين الأسودين.
رفعت رأسها بعينين مطفأتين، فرأت صبيًا غريبًا عنها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم تنفع قوّة الإبادة الغريبة تلك، أليس كذلك؟”
كان يرتدي ثيابًا ممزقة، منحنيًا فوق أحد “المبتسمين”، يبحث عن شيءٍ ما. وما إن شعر بها تقترب، حتى رفع رأسه كوحشٍ مفترس.
“ولكن… لقد كنتِ على شفير الموت منذ البداية…” غمغم، ثم دفع السيف المغروس في صدرها بقوة أكبر.
كانت عيناه الحمراوان الداكنتان مرعبتين.
لكنّ الطفل لم يكن مبتسمًا؛ كانت عيناه وشفاهه منطبقة بإحكام، دون أي حركة.
“ابتعدي!”
“لا، ليست القفازات.” زفرت ميراندا بهدوء ورفعت رأسها وقالت الحقيقة مباشرة: “إنّها يداي فحسب.”
قبض الصبيّ بشراسةٍ على ما يحمله في صدره، وحدّق فيها بنظرةٍ وحشية: “لقد وجدته أولًا! الطعام، والثياب، وكل شيء… لي!
(هذه الفتاة… لتتمكن يداها المنعدمتا الحس من قبض قبضة السيف، والتلويح به آلاف المرّات… فلا بد أنّها ذاقت عذابًا كثيرًا.)
“اذهبي الآن! ابتعدي! اذهبي وابحثي في جثةٍ أخرى!”
قرصت خدّها المتجمّد محاولةً استعادة وعيها.
شهقت بضعف، وقد آلمتها الريح القاسية على وجنتيها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن سلاح القادم الجديد هو الذي اجتذب انتباه كوهين كلّه.
(يا له من فظّ…) فكّرت في نفسها، وبصرها يتشوّش شيئًا فشيئًا.
تخبّط الشاب الجريح محاولًا النهوض وابتعد مترنّحًا، لكن كوهين لم يلقِ له بالًا.
اندفع الهواء المثلّج إلى رئتيها، فاضطرب قلبها ارتجافًا.
ثمّ رأت شخصًا ليس واحدًا منهم.
ومع ذلك، تقدّمت نحوه.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“أيتها الحقيرة الصغيرة، لو خطوتِ خطوةً أخرى…” زمجر الصبيّ، كاشفًا أسنانه المرتجفة، “سأمزّقك بأسناني!”
وتحت نظرة الدهشة في عيني كلاين، تابعت ميراندا بثقة: “عذرًا… لكن هذه قوّة إبادة… أعرفها جيّدًا.”
لم تعره اهتمامًا؛ كان وعيها يخبو رويدًا.
“كانت يداكِ أول من لامس ‘لمسة الجشع’.” ضيّق الرجل متوسط العمر عينيه وهو يتفرّس في خصمه. “لكن لم يظهر أي ردّ فعل… أهو بسبب تلك القفازات؟”
وبدأ بصرها يتعتّم.
“وحين تعافيت، فُقد معظم الإحساس والوجع.” قالت ذلك ببرود، كأن الأمر لا يمتّ لها بصلة.
ومع هذا، تابعت السير فوق الثلج بخطواتٍ متهاوية. كانت تعتمد على بصرها لتعرف موضع قدميها، إذ لم تعد تشعر بأطرافها منذ مدة.
لكن تعابيره تجمّدت فجأة. فقد لاحظ الدم على سيفه… ولم يكن عليه سوى قطرات قليلة.
انحنى الصبيّ فوق الأرض، مطلقًا صوتًا خافتًا يشبه هدير الحيوان، كأنه يستعدّ للهجوم. لمّا رأت ملامحه المشوّهة بالغضب، تنفّست بعمق فاهتزّت رئتاها من ألَم البرد.
تفاجأ كلاين قليلًا.
لكنّها لم تتوقف.
ونظر إلى ذراعه اليسرى المشقوقة وقال بدهشة، “وقد أصبتِني فعلًا.”
وتحوّل وجه الصبي من الحذر إلى البغض، ثم إلى القسوة. مد ذراعه اليمنى من خلف ظهره، ممسكًا بمِخرزٍ صدئ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ابتعدي!”
(قالت أمّي: إن صادفنا غريبًا…)
“إنّها «مجد النجوم»، أليس كذلك؟”
انقضّ الصبيّ عليها فجأة، وطرحها فوق الثلج.
(البرد قاسٍ إلى حدّ لا يُحتمل… أين أمّي؟ وأين الخالة فينا؟ ستعودان إليّ، أليس كذلك؟)
(حين نلتقي غريبًا…)
…..
قرصت خدّها المتجمّد محاولةً استعادة وعيها.
ثمّ رأته يرفع المِخرز عاليًا، وهو يحدّق في وجهها بنظرةٍ متوحّشة، بينما هي تحاول أن ترسم ابتسامةً باهتة.
ثمّ رأته يرفع المِخرز عاليًا، وهو يحدّق في وجهها بنظرةٍ متوحّشة، بينما هي تحاول أن ترسم ابتسامةً باهتة.
دوّي!
(يجب أن نبتسم… أليس أهل الإقليم الشمالي جميعًا يبتسمون؟)
…
وفي اللحظة التالية، فتحت “ميراندا أروندي”، البذرة الأولى بين سَيّافي الإبادة، عينيها فجأة في أحد أزقّة مدينة سحب التنين.
“كانت يداكِ أول من لامس ‘لمسة الجشع’.” ضيّق الرجل متوسط العمر عينيه وهو يتفرّس في خصمه. “لكن لم يظهر أي ردّ فعل… أهو بسبب تلك القفازات؟”
كان سيفٌ أخدود محفورٍ في نصله قد اخترق درعها، وغاص بوصةً في جلدها عند يسار صدرها. وتوقّف قبل قلبها الذي ينبض بلا انقطاع.
(قالت أمّي: إن صادفنا غريبًا…)
تجمّدت ملامح سَيّاف الكارثة الذي أمامها.
تمزّق!
كان يحدّق في طرف سيف ميرندا المغروس في مجرى سيفه الغريب الممتدّ من رأس النصل إلى منتصفه—ذلك المجرى الذي منعه من اختراق قلبها.
كان زميل كوهين السابق في برج الإبادة وعضو جهاز الاستخبارات السرّي للمملكة الحالي، رافاييل ليندبيرغ، يحمل سيفه بيده اليسرى. وبعينين حمراوين تومضان، نظر إلى صديقه القديم الشرطي، كوهين كارابيَان، مبتسمًا.
قبل لحظات، وفي لحظةٍ فارقة، دفعت ميراندا سيفها بقوة، لتُدخله داخل ذلك المجرى، تمامًا كما يدقّ النجار الوتد في شقّ الخشب.
تقطّب جبين الرجل متوسط العمر.
قبضت ميرندا على مقبض سيفها بقبضتين مكسوّتين بقفازين أسودين، بلا تراجع، وعرقٌ بارد يتصبّب من جبينها من الألم والخوف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنتِ لا تعتمدين على حركات سيفٍ بارعة ولا على خُطا رشيقة عند القتال. بل تعتمدين على مهارتكِ في الملاحظة وحِسّكِ الدقيق.” انكمش بؤبؤا الرجل متوسط العمر قليلًا. “تُميّزين أنماط العدو وتوقيت ضرباته. وحتى بأسلوبٍ واهنٍ وحركاتٍ أقل شأنًا، إن ظهر المرء في الموضع الأنسب في اللحظة الأنسب، أمكنه توجيه أبرع الهجمات.”
(يتحرك بسيفه بسرعة جنونية… وذلك الإحساس بأن الهرب مستحيل—أهو من قوة الإبادة لديه؟)
تقطّب جبين الرجل متوسط العمر.
قال الرجل متوسط العمر، بصوتٍ ملؤه الإعجاب المكتوم: “أحسنتِ. ردود فعلك، وحِدّة ملاحظتك، ورباطة جأشك… كلها ممتازة. وأنتِ صغيرة السن، وهذا نادر. تلميذي ذكي، لكنه يفتقر للخبرة. سيحتاج خمس سنوات ليبلغ مستواك.”
وكان ثقب دائري محفورًا في واقية القبضة، يسمح لحامل السيف أن يمرّر سبّابته من خلاله.
“ولكن… لقد كنتِ على شفير الموت منذ البداية…” غمغم، ثم دفع السيف المغروس في صدرها بقوة أكبر.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
تغيّر شكل السيفين المتشابكين قليلًا تحت الضغط، وتعالى صوت احتكاك الحديد حادًّا.
وفي أقل من عشر ثوانٍ، تفادت ميراندا أربع ضربات قاتلة من عدوّها، وشنّت هجمة مضادة في اللحظة الأكثر حساسيّة.
اندفع الألم في صدرها كالسهم، فاحتقنت تقاسيم وجهها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع هذا، تابعت السير فوق الثلج بخطواتٍ متهاوية. كانت تعتمد على بصرها لتعرف موضع قدميها، إذ لم تعد تشعر بأطرافها منذ مدة.
لم يبقَ للسيف إلا بوصة واحدة ليغوص في جسدها ويسفك دمها.
لم ينطق الرجل متوسط العمر كلمة. بل رفع سيفه بسرعة خاطفة.
عَضّت على أسنانها، وحبست أنفاسها، فلا الألم الجسديّ ولا الخوف النفسيّ يُسمح لهما بأن يربكاها.
ومع ارتجاف ذراع الرجل متوسط العمر، تفجّرت من سيفه طاقة هادرة، كأنّ وحشًا ضاريًا مفترسًا قد أُطلق من عقاله.
أرهفت حواسها لإيقاع حركة خصمها، وأجبرت نفسها على الدخول في أقصى درجات التركيز.
(دَعْك من اغنية بيغاسوس… لكن ليدرك حتى… هذا؟)
كانت في وضعٍ قاتل منذ الضربة الأولى. كان عليها أن تجد ثغرة تقلب بها الموقف.
اختفى سيف الرجل متوسط العمر… ثمّ ظهر فجأة من جديد، كنجمة توهجت في ليلٍ دامس!
وبكل ما أوتيت من قوّة، قاومت سيفه، وفتحت عينيها على اتساعهما، تراقب خصمها تحت وهج الغروب.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
أطلق الرجل متوسط العمر تنهيدةً عميقة. “لم أرد هذا. لكن… كما يبدو الآن، فإن السيف والسرعة وحدهما لا يكفيان لإسقاطك بضربة واحدة، ودوريات الحرس ستصل خلال أربع دقائق.”
استدار كوهين بسرعة لمواجهة الوافد الجديد الذي كان جسده متجهًا نحو غروب الشمس.
ثمّ ارتسمت على وجه الرجل متوسط العمر ملامح ألم واضطراب.
“أنا ساراندي كلاين، سيّاف إبادة من خارج برج الإبادة. لقد كان شرفًا حقيقيًا أن أقاتلكِ وجهًا لوجه.”
اندفعت قوّة الإبادة العنيفة من عضلات ذراعه وتسرّبت إلى السيفين المتشابكين!
“ولكن… لقد كنتِ على شفير الموت منذ البداية…” غمغم، ثم دفع السيف المغروس في صدرها بقوة أكبر.
تغيّر وجه ميراندا.
خطا خارج ظلّ الزقاق.
(أهذا… هو ذاك النوع من قوّة الإبادة المتوحّشة المنفلتة الذي تحدّث عنه كوهين؟)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طنين!
ومع ارتجاف ذراع الرجل متوسط العمر، تفجّرت من سيفه طاقة هادرة، كأنّ وحشًا ضاريًا مفترسًا قد أُطلق من عقاله.
تراقصت حركات كلاين السريعة، وحركات ميراندا البديعة، في تلك المساحة الضيّقة.
واهتزّ السيفان بسرعة متزايدة، مُطلقَين أصواتًا تشبه أنين مرضى عاجزين عن احتمال أوجاعهم.
فبحسب الخطة الأصلية، كان يفترض لقوّته المتوحّشة أن تغزو جسدها بلا قدرة لها على صدّها، وأن تمزّق أحشاءها وتشوّش حركتها، بل وأن تلتهم قوّة إبادة ميراندا نفسها كضارٍ يتغذّى على فريسته.
شعرت ميراندا بطرف السيف المغروز في جسدها يهتزّ ويتقدّم نحو قلبها!
مستعدّة تمامًا، أظهرت ميراندا صرامة في ملامحها، وأدارت معصمها. اندفعت قوّة الإبادة في جسدها مع الحركة، معزّزةً قوّة يدها وهي تصوّب سيفها نحو خصمها.
(تبا.)
ذلك البرد الذي ينهش العظم…
وفي اللحظة التالية…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فشعرت بالضيق.
تمزّق!
تخبّط الشاب الجريح محاولًا النهوض وابتعد مترنّحًا، لكن كوهين لم يلقِ له بالًا.
تناثر الدم في كل اتجاه.
تفاجأ كلاين قليلًا.
وضعت ميراندا يدها اليسرى على صدرها متألّمة.
قبضت ميراندا على سيفها بقوّة.
لكن الأمر لم ينتهِ بعد.
“‘لمسة الجشع’؟ هذا اسم قوّة الإبادة خاصتك؟ اسم دنيء كهذا.” قالت ميراندا ببرودة.
طنين!
قطّب الرجل حاجبيه بإحكام.
ارتطم السيفان ببعضهما فتطاير الشرر، وانفصلا عن بعضهما في الهواء.
قبل لحظات، وفي لحظةٍ فارقة، دفعت ميراندا سيفها بقوة، لتُدخله داخل ذلك المجرى، تمامًا كما يدقّ النجار الوتد في شقّ الخشب.
اختفى سيف الرجل متوسط العمر… ثمّ ظهر فجأة من جديد، كنجمة توهجت في ليلٍ دامس!
لكنّها لم تتوقف.
واندفع بطعنته نحو ميراندا الجريحة.
استدار كوهين بسرعة لمواجهة الوافد الجديد الذي كان جسده متجهًا نحو غروب الشمس.
رفعت السيّافة سيفها بيدين مرتجفتين ولوّحت به بلا وعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (نسخة مطوّرة من… مجد النجوم؟ أهو يشير إلى تلك الوحشية؟)
تنينغ! تينغ!
انكمش بؤبؤا كوهين. لقد عرف ذاك السيف. بل كان مألوفًا لديه إلى حدٍّ يفوق المألوف.
لم يمضِ على انفصال السيفين سوى أقل من ثانية حتى اصطدما مجددًا في الهواء!
“لا، ليست القفازات.” زفرت ميراندا بهدوء ورفعت رأسها وقالت الحقيقة مباشرة: “إنّها يداي فحسب.”
أوقفت ميراندا هجوم خصمها مرّتين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولماذا… تفعل هذا الآن؟” حدّق في القادم الجديد وهو يعقد حاجبيه ويفكّهما مرارًا.
وتراجع كلاهما خطوة واحدة في اللحظة نفسها.
“أن تمسكي السيف بهاتين اليدين اللتين لا إحساس فيهما حقًا؟” قال ببطء وقد غصّ صوته بالإعجاب.
شاحبة الوجه، أسندت ميراندا ظهرها إلى الجدار خلفها وحدّقت بالرجل متوسط العمر بعينين متسعتين.
ابتلع كوهين ريقه بصعوبة وسأل بأكثر نبرةٍ صادمةٍ ومندهشة: “ما الذي أتى بك إلى هنا؟”
قال الرجل متوسط العمر، وهو يزفر ويقذف الدم عن سيفه، “آمل أن تحظَي بموتٍ هادئ، أيتها السيّافة.”
(دَعْك من اغنية بيغاسوس… لكن ليدرك حتى… هذا؟)
لكن تعابيره تجمّدت فجأة. فقد لاحظ الدم على سيفه… ولم يكن عليه سوى قطرات قليلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طنين! صفير!
(كيف يكون هذا ممكنًا؟ لقد اخترقتُ قلبها يقينًا… لكنها…)
استنشقت ميراندا بعمق وعدّلت وضع سيفها.
(هل قلبها في الجهة اليمنى؟ أم أنّ لديها حماية قادرة على صدّ قوى الإبادة؟ درع الكريستال المصقول عند الأقزام؟ درع الفضة الرفيعة لدى عائلة الجان الملكية؟ أم هلام السيليكا؟)
كانت في وضعٍ قاتل منذ الضربة الأولى. كان عليها أن تجد ثغرة تقلب بها الموقف.
رفع الرجل رأسه غير مصدّق، وحدّق بذهول في ميراندا التي استندت إلى الجدار واهنة.
“لا، ليست القفازات.” زفرت ميراندا بهدوء ورفعت رأسها وقالت الحقيقة مباشرة: “إنّها يداي فحسب.”
“لم تنفع قوّة الإبادة الغريبة تلك، أليس كذلك؟”
وتراجع كلاهما خطوة واحدة في اللحظة نفسها.
شهقت السيّافة بعمق ورفعت يدها اليسرى عن صدرها.
قطّب الرجل حاجبيه بإحكام.
كان جرحٌ طويل يمتدّ من صدرها إلى كتفها، لم يزد على خدش اخترق درعها الخفيف، وسال منه دمٌ يسير فقط.
هزّت ميراندا رأسها قبولًا باعترافه.
ساد الذهول وجه الرجل متوسط العمر.
وبرز في ذهنها مشهدٌ قديم في البراري.
فبحسب الخطة الأصلية، كان يفترض لقوّته المتوحّشة أن تغزو جسدها بلا قدرة لها على صدّها، وأن تمزّق أحشاءها وتشوّش حركتها، بل وأن تلتهم قوّة إبادة ميراندا نفسها كضارٍ يتغذّى على فريسته.
تراقصت حركات كلاين السريعة، وحركات ميراندا البديعة، في تلك المساحة الضيّقة.
ثمّ، حين تعجز عن الحركة أو تئنّ تحت الألم، كان سيدفع نصله بقوّة الإبادة إلى داخل جسدها، مخترقًا قلبها مباشرة. وربما لن يغوص السيف بعمقٍ كبير، لكنّه كان سيغوص بما يكفي لينزف دمها بغزارة.
أوقفت ميراندا هجوم خصمها مرّتين.
بعدها، كان سيهوي بسيفه بسرعة مرعبة، محركًا دمها كلّه، وفي أجزاء من الثانية ستندفع الدماء الشريانية القانية من صدر “سيّافة الإبادة” حتى اللحظة التي تفارق فيها الحياة.
أوقفت ميراندا هجوم خصمها مرّتين.
لكن خلافًا لكل توقّعاته… استطاعت أن تصدّ الهجمة التي كانت لتثقب صدرها ثقبًا مباشرًا…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “منذ زمن بعيد… أصيبت يداي بقضمة صقيع شديدة.”
حدّق الرجل متوسط العمر بالفتاة مذهولاً.
وفي أقل من عشر ثوانٍ، تفادت ميراندا أربع ضربات قاتلة من عدوّها، وشنّت هجمة مضادة في اللحظة الأكثر حساسيّة.
“منذ أن بدأتُ هجومي، كانت حركاتك طبيعية تمامًا، واستطعتِ أن تلوّحي بسيفك بانسياب. صدَدتِ ضربتي من دون تردّد. وهذا يعني أنّ…”
“أراكِ لاحقًا، أيتها السيدة المخدَّرة.” انحنى كلاين قليلًا.
وبعد ثوانٍ قليلة، بدا وكأنّه أدرك شيئًا، واتّسعت عيناه بدهشة: “مستحيل…”
قال الرجل متوسط العمر وهو يخطو ببطء، فانتقل سيف ميراندا معه، يراقب تحرّكه خطوةً بخطوة.
قطّب الرجل حاجبيه بإحكام.
ثمّ رأته يرفع المِخرز عاليًا، وهو يحدّق في وجهها بنظرةٍ متوحّشة، بينما هي تحاول أن ترسم ابتسامةً باهتة.
“أنتِ… أنتِ لا تتأثرين بـ‘لمسة الجشع’ إطلاقًا!”
وتحت نظرة الدهشة في عيني كلاين، تابعت ميراندا بثقة: “عذرًا… لكن هذه قوّة إبادة… أعرفها جيّدًا.”
استنشقت ميراندا بعمق وعدّلت وضع سيفها.
لكن الأمر لم ينتهِ بعد.
“‘لمسة الجشع’؟ هذا اسم قوّة الإبادة خاصتك؟ اسم دنيء كهذا.” قالت ميراندا ببرودة.
استدار كلاين وضرب الجدار بجانبه.
“لقد أخبرني رفيقي عن ذلك الشعور من قبل. قوّة إبادة منفلتة، متوحشة، هدفها التوغّل والفتك والتدمير.” رفعت سيفها وأشارت به إلى خصمها. “سيّافٌ عادي من سيّافي الإبادة سيجد نفسه عاجزًا أمام قوّةٍ مرعبة كهذه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اندفع الألم في صدرها كالسهم، فاحتقنت تقاسيم وجهها.
“لكن حين تظهر حالة لا تعمل فيها هذه القوّة… ماذا تفعلون عندئذٍ؟”
تقطّب جبين الرجل متوسط العمر.
لم ينطق الرجل متوسط العمر كلمة. بل رفع سيفه بسرعة خاطفة.
ابتسم كلاين قليلًا. “اليد اليمنى، إذن؟”
صفّر السيف ذو الأخدود وهو يشق الهواء، مُصوِّبًا نحو حنجرة السيّافة.
فمجرّد رؤية هذا الشخص… جعلته لا يرغب في الاهتمام بأي شيء آخر.
مستعدّة تمامًا، أظهرت ميراندا صرامة في ملامحها، وأدارت معصمها. اندفعت قوّة الإبادة في جسدها مع الحركة، معزّزةً قوّة يدها وهي تصوّب سيفها نحو خصمها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واصلت السير، فمرّت بثالثٍ ورابع وخامس وسادس… كثيرين، بلا عدد، من “المبتسمين”.
طنين! صفير!
حدّق الرجل متوسط العمر بالفتاة مذهولاً.
اندلعت شرارتان من شدّة التصادم. وفي لمح البصر التحم السيفان مرّتين. تحرّك الجسدان بسرعة، وبعد اصطدامٍ أخير بين السيفين، تراجعا فورًا، فاصطنعا مسافة خمسة خطوات بينهما.
“أنا ساراندي كلاين، سيّاف إبادة من خارج برج الإبادة. لقد كان شرفًا حقيقيًا أن أقاتلكِ وجهًا لوجه.”
تراجعت ميراندا، شاعرةً بالارتجاف في سيفها العريض، وتفكّرت بهدوء في خصائص عدوّها.
(إذن… قوى الإبادة لدى «سيف الكارثة» مشتقّة من الأصول…)
قال الرجل بهدوء، “لقد هاجمتُك بسيفي ثماني مرّات للتو. لم تستطيعي صدّي سوى مرّتين، وقد أصبتُك مرّة.”
“منذ أن بدأتُ هجومي، كانت حركاتك طبيعية تمامًا، واستطعتِ أن تلوّحي بسيفك بانسياب. صدَدتِ ضربتي من دون تردّد. وهذا يعني أنّ…”
ثم نظر إلى ساقها اليسرى المشقوقة وأردف، “أسلوبك في السيف مهلهل وعادي، ولا يمكنكِ اللحاق بسرعتي. جسدك خفيف، نعم، لكنكِ لستِ رشيقة حقًا. بل تعثرين أحيانًا وأنتِ تتفادين ضرباتي.”
(حين نلتقي غريبًا…)
“والمريب أنّ سيفك كان يرتجف قليلًا حين يلتقي بسيفي، حتى أثّر ذلك في حرفتك. وذلك خطأٌ يُرتكب في بدايات التعلّم.”
“ميراندا آروند، البذرة الرئيسة الرابعة والثلاثون بعد المئة في برج الإبادة… وبسبب شيءٍ ارتكبتموه بحق يد صديقتي اليمنى، فمن الصعب جدًا أن أقول: «كان شرفًا لي أنا أيضًا».”
“ما عدا تلك الصدّة المذهلة في البداية… فحرفتك بالسيف تكاد تكون عديمة الجدوى.” هزّ الرجل رأسه. “بقدرتك هذه على حمل السيف، كان ينبغي أن تموتي عشرة آلاف مرة. كيف عشتِ حتى الآن؟”
(حين نلتقي غريبًا…)
لم تجبه ميراندا. بل راحت تتفحّص الرجل متوسط العمر بعناية.
وبينما علت نظرة الحيرة وجه ميراندا، وضع كلاين سيفه بمحاذاة خصره. “إن أردتِ قول ذلك، فهي نسخة مطوّرة من ‘مجد النجوم’… من خارج البرج.”
ثمّ انفرجت شفتاه عن ابتسامة مفاجئة.
“لا تفسير سوى واحد.”
“لكن، من بين الهجمات الثماني التي شننتُها عليكِ، استطعتِ تفادي أكثر خمس ضربات قاتلة بدقّة، إمّا بالابتعاد أو بالمرور بمحاذاتها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اندفع الهواء المثلّج إلى رئتيها، فاضطرب قلبها ارتجافًا.
“وهاجمتِني في اللحظة الأدق.”
تجمّدت ملامح سَيّاف الكارثة الذي أمامها.
ونظر إلى ذراعه اليسرى المشقوقة وقال بدهشة، “وقد أصبتِني فعلًا.”
كان يحدّق في طرف سيف ميرندا المغروس في مجرى سيفه الغريب الممتدّ من رأس النصل إلى منتصفه—ذلك المجرى الذي منعه من اختراق قلبها.
تقلّصت ملامح ميراندا بعبوس.
كان سيفًا متوسط الطول، نصلُه بالغ الرقّة، وقبضته سوداء.
“لا تفسير سوى واحد.”
واندفع بطعنته نحو ميراندا الجريحة.
قال الرجل متوسط العمر وهو يخطو ببطء، فانتقل سيف ميراندا معه، يراقب تحرّكه خطوةً بخطوة.
فتح عينيه وحدّق بالقادم الجديد في ذهول.
“أنتِ لا تعتمدين على حركات سيفٍ بارعة ولا على خُطا رشيقة عند القتال. بل تعتمدين على مهارتكِ في الملاحظة وحِسّكِ الدقيق.” انكمش بؤبؤا الرجل متوسط العمر قليلًا. “تُميّزين أنماط العدو وتوقيت ضرباته. وحتى بأسلوبٍ واهنٍ وحركاتٍ أقل شأنًا، إن ظهر المرء في الموضع الأنسب في اللحظة الأنسب، أمكنه توجيه أبرع الهجمات.”
(يا له من فظّ…) فكّرت في نفسها، وبصرها يتشوّش شيئًا فشيئًا.
زفرت ميراندا في سرّها. (لقد اكتشف الأمر).
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“إنكِ تمارسين واحدة من القوى الأربع الأصلية للإبادة — اغنية بيغاسوس. وهي مشهورة بدقّة التوقيت وسيطرة الإيقاع.” أطلق الرجل متوسط العمر زفرة طويلة. “لقد مرّ زمن طويل منذ رأيتُ هذا الميراث من داخل برج الإبادة… وهو أيضًا السبب في أنّكِ لا تخافين من ‘لمسة الجشع’.” رفع رأسه. كان نظره ضاغطًا. “وأظنني قد خمّنت السبب كذلك.”
كان فستانها ممزقًا في موضعٍ ما، فأحزنها ذلك؛ فقد أهدتها إيّاه الخالة ليسيا قبل أن تغادر إلى العاصمة.
توقف ذهن ميراندا لحظة دهشة.
(تبا.)
وثب بصر الرجل متوسط العمر إلى يديها المكسوّتين بالقفّازين الأسودين.
(حين نلتقي غريبًا…)
“إنّها يداكِ… أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طنين!
حدّقت فيه ميراندا غير مصدّقة.
وتحت ستار من الغبار، اختفى أثره من أمام ناظرَي ميراندا.
(دَعْك من اغنية بيغاسوس… لكن ليدرك حتى… هذا؟)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استعاد ذهنها مشهدًا من داخل برج الإبادة، حين كان كوهين يمسك ذراعه المنتفخة ويصرخ من الألم.
قبضت ميراندا على سيفها بقوّة.
“ولكن… لقد كنتِ على شفير الموت منذ البداية…” غمغم، ثم دفع السيف المغروس في صدرها بقوة أكبر.
“كانت يداكِ أول من لامس ‘لمسة الجشع’.” ضيّق الرجل متوسط العمر عينيه وهو يتفرّس في خصمه. “لكن لم يظهر أي ردّ فعل… أهو بسبب تلك القفازات؟”
تذكّرته عند اسطبلات القلعة الباردة، حين ضحك بصوتٍ عالٍ قبل رحيله مع أعمامها، واحتضنها كعادته، ثم حكّ ذقنه الخشنة على خدّيها رغم احتجاجها.
لم تنطق ميراندا لبضع ثوانٍ.
وامتلأ نظره بالشفقـة…
وبرز في ذهنها مشهدٌ قديم في البراري.
انحنى الصبيّ فوق الأرض، مطلقًا صوتًا خافتًا يشبه هدير الحيوان، كأنه يستعدّ للهجوم. لمّا رأت ملامحه المشوّهة بالغضب، تنفّست بعمق فاهتزّت رئتاها من ألَم البرد.
ذلك البرد الذي ينهش العظم…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انقضّ الصبيّ عليها فجأة، وطرحها فوق الثلج.
“لا، ليست القفازات.” زفرت ميراندا بهدوء ورفعت رأسها وقالت الحقيقة مباشرة: “إنّها يداي فحسب.”
“كانت يداكِ أول من لامس ‘لمسة الجشع’.” ضيّق الرجل متوسط العمر عينيه وهو يتفرّس في خصمه. “لكن لم يظهر أي ردّ فعل… أهو بسبب تلك القفازات؟”
تقطّب جبين الرجل متوسط العمر.
تنينغ!
“منذ زمن بعيد… أصيبت يداي بقضمة صقيع شديدة.”
(هاتان اليدان… اليدان اللتان تلوّحان بالسيف… لا تشعران بالألم، ولا بالإحساس أصلًا؟)
وانتشر في ذاكرة ميراندا منظرُ حقول الثلج البيضاء.
تذكّرته عند اسطبلات القلعة الباردة، حين ضحك بصوتٍ عالٍ قبل رحيله مع أعمامها، واحتضنها كعادته، ثم حكّ ذقنه الخشنة على خدّيها رغم احتجاجها.
“وحين تعافيت، فُقد معظم الإحساس والوجع.” قالت ذلك ببرود، كأن الأمر لا يمتّ لها بصلة.
تنينغ! تينغ!
“لا أقدر على تدريب أو استعمال تلك الأساليب البديعة الغامضة للسيف. في البداية… لم أكن أقوى حتى على رفع فِنجان شاي.”
تمزّق!
“ومهما كان الألم الذي تسبّبه قوّتك مرعبًا، فإنّ يديّ لا تشعران به.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن سلاح القادم الجديد هو الذي اجتذب انتباه كوهين كلّه.
“فأمام هاتين اليدين المخدَّرتين منذ سنين، ماذا بوسع قوّة إبادةٍ متوغّلةٍ أن تفعل؟” رفعت ميراندا سيفها ببطء. وكان الرجفان في يديها ظاهرًا للعين المجرّدة.
صفّر السيف ذو الأخدود وهو يشق الهواء، مُصوِّبًا نحو حنجرة السيّافة.
حلّ الصمت.
لكن خلافًا لكل توقّعاته… استطاعت أن تصدّ الهجمة التي كانت لتثقب صدرها ثقبًا مباشرًا…
حدّق الرجل متوسط العمر بيديها الممسكتين بالسيف بذهول.
“ومهما كان الألم الذي تسبّبه قوّتك مرعبًا، فإنّ يديّ لا تشعران به.”
(هاتان اليدان… اليدان اللتان تلوّحان بالسيف… لا تشعران بالألم، ولا بالإحساس أصلًا؟)
ثمّ رأته يرفع المِخرز عاليًا، وهو يحدّق في وجهها بنظرةٍ متوحّشة، بينما هي تحاول أن ترسم ابتسامةً باهتة.
وامتلأ نظره بالشفقـة…
توقف ذهن ميراندا لحظة دهشة.
والتقدير.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
“أن تمسكي السيف بهاتين اليدين اللتين لا إحساس فيهما حقًا؟” قال ببطء وقد غصّ صوته بالإعجاب.
(يجب أن نبتسم… أليس أهل الإقليم الشمالي جميعًا يبتسمون؟)
(هذه الفتاة… لتتمكن يداها المنعدمتا الحس من قبض قبضة السيف، والتلويح به آلاف المرّات… فلا بد أنّها ذاقت عذابًا كثيرًا.)
تراقصت حركات كلاين السريعة، وحركات ميراندا البديعة، في تلك المساحة الضيّقة.
“لهذا نُقلت إليكِ «اغنية بيغاسوس». وهي بالفعل قُوّة الإبادة الأنسب لكِ.” أومأ الرجل متوسط العمر. وامتلأ نظره بإقرارٍ صريح واندفاع. “أن تتخلّي عمّا تستشعره يداكِ، وتعرضي عن الحركات المحدّدة، وتتبعي إيقاع المعركة بدلًا من ذلك… أن تعهدي بسيفك إلى الملاحظة والحدس والحكم. معلّمكِ… لا بد أنّه عبقري.”
حدّقت فيه ميراندا غير مصدّقة.
لم تتكلم ميراندا. لم تفعل سوى أن حدّقت في يديها المغلّفتين بالقفازات، بذهول.
كان جرحٌ طويل يمتدّ من صدرها إلى كتفها، لم يزد على خدش اخترق درعها الخفيف، وسال منه دمٌ يسير فقط.
“رجاءً… انسَي قلّة احترامي السابقة.” وضع الرجل متوسط العمر سيفه خلف ظهره وانحنى أمامها باحترام بأسلوب السيافين القدماء. “أنتِ سيّافة تستحقّ الإعجاب…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبعد ثوانٍ قليلة، بدا وكأنّه أدرك شيئًا، واتّسعت عيناه بدهشة: “مستحيل…”
“أنا ساراندي كلاين، سيّاف إبادة من خارج برج الإبادة. لقد كان شرفًا حقيقيًا أن أقاتلكِ وجهًا لوجه.”
وفي اللحظة التالية، اقتربا من بعضهما مجددًا!
أعادت ميراندا سيفها إلى غمده وردّت التحية بوجه خالٍ من الانفعال.
وانتشر في ذاكرة ميراندا منظرُ حقول الثلج البيضاء.
“ميراندا آروند، البذرة الرئيسة الرابعة والثلاثون بعد المئة في برج الإبادة… وبسبب شيءٍ ارتكبتموه بحق يد صديقتي اليمنى، فمن الصعب جدًا أن أقول: «كان شرفًا لي أنا أيضًا».”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الدم ينساب من خصر ميراندا ومن خلف أذنها. وأمّا كلاين، فقد كان ساعده الأيسر ينزف.
ابتسم كلاين قليلًا. “اليد اليمنى، إذن؟”
هزّت ميراندا رأسها قبولًا باعترافه.
استقام الاثنان. وظهر سيفاهما من جديد قربهما.
بعدها، كان سيهوي بسيفه بسرعة مرعبة، محركًا دمها كلّه، وفي أجزاء من الثانية ستندفع الدماء الشريانية القانية من صدر “سيّافة الإبادة” حتى اللحظة التي تفارق فيها الحياة.
وفي اللحظة التالية، اقتربا من بعضهما مجددًا!
فمجرّد رؤية هذا الشخص… جعلته لا يرغب في الاهتمام بأي شيء آخر.
تنينغ! تينغ!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبعد ثوانٍ قليلة، بدا وكأنّه أدرك شيئًا، واتّسعت عيناه بدهشة: “مستحيل…”
تراقصت حركات كلاين السريعة، وحركات ميراندا البديعة، في تلك المساحة الضيّقة.
(هذه الفتاة… لتتمكن يداها المنعدمتا الحس من قبض قبضة السيف، والتلويح به آلاف المرّات… فلا بد أنّها ذاقت عذابًا كثيرًا.)
وفي أقل من عشر ثوانٍ، تفادت ميراندا أربع ضربات قاتلة من عدوّها، وشنّت هجمة مضادة في اللحظة الأكثر حساسيّة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اغرب عن وجهي!” قال القادم الجديد بصوتٍ صافٍ موجّهٍ إلى سيّاف الكارثة الشاب. “اذهب وابحث عن معلّمك.”
كان الدم ينساب من خصر ميراندا ومن خلف أذنها. وأمّا كلاين، فقد كان ساعده الأيسر ينزف.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
“لقد تركتِ أثرًا لا يُنسى.” ابتعد كلاين وهو يزفر. “مع الوقت… يمكنكِ بلا شكّ بلوغ الفئة الفائقة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تنطق ميراندا لبضع ثوانٍ.
هزّت ميراندا رأسها قبولًا باعترافه.
(حين نلتقي غريبًا…)
(مهما بلغت سرعتك…) فكّرت ميراندا، (لا يمكنك تجاوز لحظة سحب السيف. ومع اللحظة يأتي الإيقاع — حركةٌ وسكون، هبوطٌ وصعود.)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولقد لاحظتُ أمرًا آخر أيضًا.” رمقت ميراندا خصمها وهي تتراجع خطوة. وقالت بنبرة خافتة: “هذه التي تسمّيها ‘لمسة الجشع’… تلك الوحشية المتواصلة…”
(وتنشأ عندها ثغرات يمكنني التحكّم بها وكسر حركته).
كان يرتدي ثيابًا ممزقة، منحنيًا فوق أحد “المبتسمين”، يبحث عن شيءٍ ما. وما إن شعر بها تقترب، حتى رفع رأسه كوحشٍ مفترس.
“ولقد لاحظتُ أمرًا آخر أيضًا.” رمقت ميراندا خصمها وهي تتراجع خطوة. وقالت بنبرة خافتة: “هذه التي تسمّيها ‘لمسة الجشع’… تلك الوحشية المتواصلة…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبكل ما أوتيت من قوّة، قاومت سيفه، وفتحت عينيها على اتساعهما، تراقب خصمها تحت وهج الغروب.
تفاجأ كلاين قليلًا.
ومألوفًا أكثر… بصاحبه.
وثبتت نظرة ميراندا بثبات.
ثمّ ارتسمت على وجه الرجل متوسط العمر ملامح ألم واضطراب.
“إنّها «مجد النجوم»، أليس كذلك؟”
كان سيفًا متوسط الطول، نصلُه بالغ الرقّة، وقبضته سوداء.
وتحت نظرة الدهشة في عيني كلاين، تابعت ميراندا بثقة: “عذرًا… لكن هذه قوّة إبادة… أعرفها جيّدًا.”
(حين نلتقي غريبًا…)
استعاد ذهنها مشهدًا من داخل برج الإبادة، حين كان كوهين يمسك ذراعه المنتفخة ويصرخ من الألم.
“بقي ثلاثون ثانية.” زفر كلاين. “انسَي الأمر… لم يعد هناك وقت.”
تلاقى بصرهما لحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولقد لاحظتُ أمرًا آخر أيضًا.” رمقت ميراندا خصمها وهي تتراجع خطوة. وقالت بنبرة خافتة: “هذه التي تسمّيها ‘لمسة الجشع’… تلك الوحشية المتواصلة…”
“احترم فيك مهارتك في الملاحظة، لكن الأمر ليس كذلك فحسب.” هزّ كلاين رأسه وضحك بخفوت. “‘لمسة الجشع’ ليست ‘مجد النجوم’.”
عَضّت على أسنانها، وحبست أنفاسها، فلا الألم الجسديّ ولا الخوف النفسيّ يُسمح لهما بأن يربكاها.
وبينما علت نظرة الحيرة وجه ميراندا، وضع كلاين سيفه بمحاذاة خصره. “إن أردتِ قول ذلك، فهي نسخة مطوّرة من ‘مجد النجوم’… من خارج البرج.”
وفي اللحظة التالية، اقتربا من بعضهما مجددًا!
تاهت ميراندا بين الذهول والشك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنينغ! تينغ!
(نسخة مطوّرة من… مجد النجوم؟ أهو يشير إلى تلك الوحشية؟)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنينغ! تينغ!
(إذن… قوى الإبادة لدى «سيف الكارثة» مشتقّة من الأصول…)
ثمّ رأته يرفع المِخرز عاليًا، وهو يحدّق في وجهها بنظرةٍ متوحّشة، بينما هي تحاول أن ترسم ابتسامةً باهتة.
“بقي ثلاثون ثانية.” زفر كلاين. “انسَي الأمر… لم يعد هناك وقت.”
استدار كوهين بسرعة لمواجهة الوافد الجديد الذي كان جسده متجهًا نحو غروب الشمس.
حدّقت ميراندا فيه مصدومة.
تراجعت ميراندا، شاعرةً بالارتجاف في سيفها العريض، وتفكّرت بهدوء في خصائص عدوّها.
“أراكِ لاحقًا، أيتها السيدة المخدَّرة.” انحنى كلاين قليلًا.
بعدها، كان سيهوي بسيفه بسرعة مرعبة، محركًا دمها كلّه، وفي أجزاء من الثانية ستندفع الدماء الشريانية القانية من صدر “سيّافة الإبادة” حتى اللحظة التي تفارق فيها الحياة.
عضّت ميراندا على أسنانها وركضت نحوه. “انتظر!”
“لا تفسير سوى واحد.”
استدار كلاين وضرب الجدار بجانبه.
وبرز في ذهنها مشهدٌ قديم في البراري.
دوّي!
تلاقى بصرهما لحظة.
وتحت ستار من الغبار، اختفى أثره من أمام ناظرَي ميراندا.
كان يحدّق في طرف سيف ميرندا المغروس في مجرى سيفه الغريب الممتدّ من رأس النصل إلى منتصفه—ذلك المجرى الذي منعه من اختراق قلبها.
وفي تلك اللحظة، ارتفعت أصوات عناصر الدورية من خارج الزقاق: “إنه قريب… يُشتبه بوجود قتال مسلّح غير قانوني، وأنّ أولئك الأشخاص يطارد بعضهم بعضًا بلا سبب. ما كان ذلك الصوت؟”
أعادت ميراندا سيفها إلى غمده وردّت التحية بوجه خالٍ من الانفعال.
تسعل ميراندا بلا انقطاع بسبب الغبار، وتحدّق بإصرار في الجهة التي غادر منها كلاين. وضربت الجدار بغيظ. ثمّ، ومع اقتراب خطوات رجال الدورية، أعادت سيفها إلى غمده وغادرت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن سلاح القادم الجديد هو الذي اجتذب انتباه كوهين كلّه.
…..
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تسعل ميراندا بلا انقطاع بسبب الغبار، وتحدّق بإصرار في الجهة التي غادر منها كلاين. وضربت الجدار بغيظ. ثمّ، ومع اقتراب خطوات رجال الدورية، أعادت سيفها إلى غمده وغادرت.
تنينغ!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وهاجمتِني في اللحظة الأدق.”
وبينما كان سيف كوهين على وشك أن يخترق حنجرة ذلك الشاب، ظهر سيف من العدم وردّ بقوة سيف الشرطي.
“إنّها «مجد النجوم»، أليس كذلك؟”
استدار كوهين بسرعة لمواجهة الوافد الجديد الذي كان جسده متجهًا نحو غروب الشمس.
تفاجأ كلاين قليلًا.
لكن سلاح القادم الجديد هو الذي اجتذب انتباه كوهين كلّه.
لم تجبه ميراندا. بل راحت تتفحّص الرجل متوسط العمر بعناية.
كان سيفًا متوسط الطول، نصلُه بالغ الرقّة، وقبضته سوداء.
تخبّط الشاب الجريح محاولًا النهوض وابتعد مترنّحًا، لكن كوهين لم يلقِ له بالًا.
وكان ثقب دائري محفورًا في واقية القبضة، يسمح لحامل السيف أن يمرّر سبّابته من خلاله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الأمس، حين حاولت مسح الجليد عن وجوههم، ابتسم العمّ إنزو وأخبرها أنّ هؤلاء يسمَّون “المبتسمين”. إنهم ينامون في العراء شتاءً وهم يبتسمون، ولا يستيقظون إلا حين يأتي الربيع. والفتاة الصالحة لا ينبغي لها إزعاجهم، بل الأفضل أن تبقى بعيدة عنهم.
انكمش بؤبؤا كوهين. لقد عرف ذاك السيف. بل كان مألوفًا لديه إلى حدٍّ يفوق المألوف.
كان سيفٌ أخدود محفورٍ في نصله قد اخترق درعها، وغاص بوصةً في جلدها عند يسار صدرها. وتوقّف قبل قلبها الذي ينبض بلا انقطاع.
ومألوفًا أكثر… بصاحبه.
“لا تفسير سوى واحد.”
“اغرب عن وجهي!” قال القادم الجديد بصوتٍ صافٍ موجّهٍ إلى سيّاف الكارثة الشاب. “اذهب وابحث عن معلّمك.”
عَضّت على أسنانها، وحبست أنفاسها، فلا الألم الجسديّ ولا الخوف النفسيّ يُسمح لهما بأن يربكاها.
تخبّط الشاب الجريح محاولًا النهوض وابتعد مترنّحًا، لكن كوهين لم يلقِ له بالًا.
فأطاعت وواصلت السير.
فتح عينيه وحدّق بالقادم الجديد في ذهول.
فمجرّد رؤية هذا الشخص… جعلته لا يرغب في الاهتمام بأي شيء آخر.
فمجرّد رؤية هذا الشخص… جعلته لا يرغب في الاهتمام بأي شيء آخر.
استدار كلاين وضرب الجدار بجانبه.
ابتلع كوهين ريقه بصعوبة وسأل بأكثر نبرةٍ صادمةٍ ومندهشة: “ما الذي أتى بك إلى هنا؟”
(دَعْك من اغنية بيغاسوس… لكن ليدرك حتى… هذا؟)
“ولماذا… تفعل هذا الآن؟” حدّق في القادم الجديد وهو يعقد حاجبيه ويفكّهما مرارًا.
(لماذا لا يبتسم الطفل؟ أليس أهل الإقليم الشمالي يُفترض أن يبتسموا جميعًا؟) هكذا قال لها العمّ نولانور ذات مرة.
“أتساءل عمّا أفعل؟” أطلق القادم الجديد شخيرًا ساخرًا وتقدّم نحوه.
واهتزّ السيفان بسرعة متزايدة، مُطلقَين أصواتًا تشبه أنين مرضى عاجزين عن احتمال أوجاعهم.
“لأصل قبل أن تفسدوا كل شيء يا حمقى.” أظهر القادم الجديد عينين حمراوين داكنتين في العتمة وقال ببرود: “ولأوقفكم جميعًا.”
أعادت ميراندا سيفها إلى غمده وردّت التحية بوجه خالٍ من الانفعال.
“أو…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبكل ما أوتيت من قوّة، قاومت سيفه، وفتحت عينيها على اتساعهما، تراقب خصمها تحت وهج الغروب.
خطا خارج ظلّ الزقاق.
ثمّ ارتسمت على وجه الرجل متوسط العمر ملامح ألم واضطراب.
“أقضي عليكم جميعًا؟”
واندفع بطعنته نحو ميراندا الجريحة.
كان زميل كوهين السابق في برج الإبادة وعضو جهاز الاستخبارات السرّي للمملكة الحالي، رافاييل ليندبيرغ، يحمل سيفه بيده اليسرى. وبعينين حمراوين تومضان، نظر إلى صديقه القديم الشرطي، كوهين كارابيَان، مبتسمًا.
“بقي ثلاثون ثانية.” زفر كلاين. “انسَي الأمر… لم يعد هناك وقت.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الأمس، حين حاولت مسح الجليد عن وجوههم، ابتسم العمّ إنزو وأخبرها أنّ هؤلاء يسمَّون “المبتسمين”. إنهم ينامون في العراء شتاءً وهم يبتسمون، ولا يستيقظون إلا حين يأتي الربيع. والفتاة الصالحة لا ينبغي لها إزعاجهم، بل الأفضل أن تبقى بعيدة عنهم.
وبينما كان سيف كوهين على وشك أن يخترق حنجرة ذلك الشاب، ظهر سيف من العدم وردّ بقوة سيف الشرطي.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات