وضع البقاء
الفصل 13 – وضع البقاء
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فتحتُ الثلاجة، وأمسكت بأول زجاجة شفافة رأيتها، وعبستُ على الفور لثقلها الخفيف. كان البلاستيك الرمادي الباهت ذابلًا ومليئًا بالثقوب، وليس الملصق سوى بقع ملونة عالقة على الجوانب. بدت وكأنها ذابت تقريبًا. لا قطرة ماء بداخلها.
في الظلام المفاجئ، احترق شكل الغول الشاحب والمنحني على شبكية عيني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عابسًا وأنا أحدّق في المرطبان، عدت إلى الخارج نحو الكافتيريا، أفكر إن كان يجب عليّ فقط كسره. لكن قد أهدر بعضه بذلك. ربما أجد شيئًا أستعمله في أحد المطابخ. مطعم التاكو قد يكون لديه فتاحة علب للفاصوليا. بالطبع، الأكل سيجعلني أكثر عطشًا. ما أحتاجه حقًا هو الماء. توقفت عند طاولة مطعم التاكو، أنظر نحو النوافذ التي غطتها قطرات المطر. ربما لو وجدت وعاءً نظيفًا أو اثنين يمكنني جمع مياه المطر… ثم آمل أن تكون آمنة بما يكفي للشرب. لكن من الأفضل أن أفعل ذلك في مكاتب المشعين حيث النافذة محطمة ويمكنني أيضًا البحث عن سلاح. كنت بحاجة لشيءٍ أدافع به عن نفسي إن أردت الوصول إلى غرفة الاتصالات.
ليس من الممكن إرسال نداء استغاثة اليوم. لم أستطع أن أشق طريقي عبر تلك الأشياء المرعبة في الظلام الدامس.
شددتُ أسناني صرخةً، ووضعتُ يدي على أنفي وفمي لأكتم أنفاسي المتقطعة، بينما ألصقتُ عمودي الفقري بالحائط كأنني أستطيع الاندماج فيه. أقسم أن عينيّ الوحش المضيئتين —كشعاعي ضوء رقيقين— حلتا عليّ مباشرةً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فحصتُ الباقي حتى وجدتهم جميعًا في نفس الحالة.
ألقيتُ نظرةً من فوق كتفي على كومة الحشرات داخل الجدار. همستُ، “هذا ما تريدون؟”
لم يُسمع هديرٌ صاخبٌ في حجرة الأطباء المظلمة، لكنني تراجعتُ ببطءٍ على طول الجدار نحو الردهة، متألمًا إذ صرّ حذائي. تجمدتُ في مكاني. ضاقت عيناي في الظلام، أتوقع لسانًا طويلًا يلتف حول الزاوية، يقود رأسًا أصلعًا باحثًا كالمقود.
هل سبق لي أن زرت هذا المكان؟ هناك لوحة بيضاء على الأرض، سقطت من بابٍ مُتهالك. داخل الغرفة الصغيرة، رأيتُ مربعاتٍ داكنة وموحدة عليها شعارات باهتة.
على الأقل هناك تقدم.. + تبين أن للفصول أسماءً؛ لكن الأخ اللي بجيب منه الفصول ما كان يضعهم.. سأبحث عن وأعدل الفصول.
تساقطٌ مستمرٌّ، تساقطٌ شدّ حواسي —مياهٌ جاريةٌ من العاصفة في الخارج تتسرب إلى المبنى المتداعي. من غرفة الممرضة، سمعتُ صوتَ خدش. شيءٌ ضخمٌ يتحرك دون أن يرفع قدميه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عابسًا وأنا أحدّق في المرطبان، عدت إلى الخارج نحو الكافتيريا، أفكر إن كان يجب عليّ فقط كسره. لكن قد أهدر بعضه بذلك. ربما أجد شيئًا أستعمله في أحد المطابخ. مطعم التاكو قد يكون لديه فتاحة علب للفاصوليا. بالطبع، الأكل سيجعلني أكثر عطشًا. ما أحتاجه حقًا هو الماء. توقفت عند طاولة مطعم التاكو، أنظر نحو النوافذ التي غطتها قطرات المطر. ربما لو وجدت وعاءً نظيفًا أو اثنين يمكنني جمع مياه المطر… ثم آمل أن تكون آمنة بما يكفي للشرب. لكن من الأفضل أن أفعل ذلك في مكاتب المشعين حيث النافذة محطمة ويمكنني أيضًا البحث عن سلاح. كنت بحاجة لشيءٍ أدافع به عن نفسي إن أردت الوصول إلى غرفة الاتصالات.
أطلقتُ زفيرًا بطيئًا. لم يرني الغول. لا يزال يتخبط بلا وعي، بلا اهتمام ولا دافع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت الوجبات الجاهزة صالحة لعقود، بكل بساطة. كيف فسدت؟ ليست هناك أي ثقوب في العبوة.
تسللتُ عائدًا من خلال الأبواب المتأرجحة وأنا أُصدر أنينًا خفيفًا من مفصلاتها. قبل أن أفكر في الإمساك بها، تأرجحت في الاتجاه الآخر، صادمةً رفيقها وانفتحت في الردهة. انحنيتُ، وقبل أن تُغلق الأبواب، خرج غولٌ من غرفة الفحص مُتثاقلًا. وبينما استدار نحو رفيقه، كانت النتوءات على ظهره، كأضلاعٍ مُمزقة من لحمه، تتموج بنقرات خفيفة.
في عرق بارد، ألقيت نظرة حول القاعة، باحثًا عن المزيد منهم يتأرجحون بلا مبالاة في الزوايا المظلمة.
في عرق بارد، ألقيت نظرة حول القاعة، باحثًا عن المزيد منهم يتأرجحون بلا مبالاة في الزوايا المظلمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عدتُ إلى الردهة وأنا أسير بخطوات بطيئة، ساقي مشتعلة، والدم يتسرب من ضمادتي المتسخة. وصلتُ إلى الدرج، واستقمتُ مع هسهسة بين أسناني، وتمسكتُ بالدرابزين، ناظرًا إلى الأسفل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فحصتُ الباقي حتى وجدتهم جميعًا في نفس الحالة.
حتى هنا. بقيت ثمانية طوابق قبل أن أصل إلى غرفة الاتصالات، وكلها قد تكون مليئة بتلك الأشياء المرعبة. قد تكون في أي مكان الآن، منتشرة حولي.
————————
نظرتُ إلى ثقل الورق. لا فائدة منه.
لعقتُ شفتي المتشققتين. أولًا وقبل كل شيء، أنا بحاجة إلى الماء. شككت في أن الجهاز سيعمل حتى لو وجدتُ مفتاح تشغيل. هناك ثلاجة عرض صغيرة، ومن خلال الواجهة الزجاجية المحطمة، لمحتُ رفوفًا مليئة بالزجاجات. جيد.
تحت دوي الرعد التالي، ظننتُ أنني سمعتُ هديرًا حنجريًا يتردد صداه أعلى الدرج. ثم، أكثر وضوحًا، وأقرب، دوى صوت البابين المزدوجين وهما يصطدمان ببعضهما، ويبدأان في الانفتاح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يُسمع هديرٌ صاخبٌ في حجرة الأطباء المظلمة، لكنني تراجعتُ ببطءٍ على طول الجدار نحو الردهة، متألمًا إذ صرّ حذائي. تجمدتُ في مكاني. ضاقت عيناي في الظلام، أتوقع لسانًا طويلًا يلتف حول الزاوية، يقود رأسًا أصلعًا باحثًا كالمقود.
استدرتُ، راكضًا عائدًا إلى طابق الكافتيريا. صرخت بعض القوارض الشرسة، المذعورة، وركضت مذعورًا أترنح إلى الغرفة الواسعة. جررتُ ساقي المجروحة خلفي، ورميتُ بنفسي خلف منضدة مطعم التاكو.
دفعتُ الشوكين أسفل الجزء السفلي المرتفع لآلة المشروبات، لكن هناك فجوةٌ مُقلقة. أمسكتُ بمقبض الكرنك المُتآكل بشدة بيديّ المُغطاتين بالقفازات، وضغطتُ عليه بكل قوتي لأُحركه، مُجهدًا حتى تطاير اللعاب من شفتيّ ونبض شريانٌ في جبهتي. تقشر الصدأ والطلاء مع دوران المقبض للخلف، وارتفعت الشوكين بزياداتٍ طفيفة، لكن بعد حوالي ثلاث دورات، لم أستطع رفعهما أكثر.
في عرق بارد، ألقيت نظرة حول القاعة، باحثًا عن المزيد منهم يتأرجحون بلا مبالاة في الزوايا المظلمة.
أضمّ ضلعي بخيطٍ بين ضلوعي، وقلبي يخفق بشدةٍ على صدري، ثم انزلقت بظهري على المنضدة لأجلس على الأرض. تسارع نبضي وأنا أستمع باهتمامٍ إلى ارتعاشةٍ في درابزين الدرج أو صوت ارتطام قدميّ. كل انزلاقٍ أو خدشٍ في الظلام جعلني أرتعش.
على الأقل هناك تقدم.. + تبين أن للفصول أسماءً؛ لكن الأخ اللي بجيب منه الفصول ما كان يضعهم.. سأبحث عن وأعدل الفصول.
كانت الحشرات تشبه النمل، لكنها بحجم العناكب القُمعية، ولها بطون سميكة تومض كيراعات. بدت وكأنها نوع متحوّر من كولبسيس ماغنا أو كولبس، وهي فصيلة نادرة من صنف الحشرات الضخم الذي يشمل دبابير النسّاج، وتوجد أحيانًا في الشقوق الكبيرة الغنية بالتنوع الحيوي. كانت تتسلق الحائط قرب آلة المشروبات بأقدام لاصقة، تزحف فوق تلة داكنة لامعة مليئة بالثقوب الصغيرة. كان الجدار متصدعًا، وكان الجهاز يخفيه سابقًا، والتلة تمتد بداخله. هذا ما كانت جرذان الريش تحاول الوصول إليه هناك.
بعد دقائق قليلة من الهدوء، ألقيتُ نظرة خاطفة. ثلاثة أشكال مُسنّنة تحوم حول الكومة المظلمة التي رأيتها تنمو على الجدار البعيد سابقًا. ومضت أضواء صغيرة كاليراعات عبرها، متناثرة من مخالب الوحوش وهي تُمزق قطعًا من الرواسب. بدت تقريبًا ككومة نمل أبيض. نمل إشعاع؟ كانت بعيدة بما يكفي لدرجة أنني لم أقلق بشأنها كثيرًا، مُحدّقًا في الحفرة المظلمة حيث ابتلعت الأرضية الدرجات.
تراكمت المهام إلى ذروة لا يمكن التغلب عليها، مما جعل عقلي يطن بمائة خطوة تالية وجسدي بلا قوة إرادة للقيام بأي منها.
لم يتبعني شيء. ولكن ما الذي منعهم من التجول هنا في النهاية؟
ليس هناك أي مجال للعودة إلى فخ الموت هذا حتى أُحسّن حالتي وأجد سلاحًا. لا بد من وجود واحد في مكان ما. أفضل خيار لي هو الصعود إلى الطابق العلوي، والتحقق من المكاتب.
بقدمين وساقين مؤلمين، استكشفت الرواق بأكمله بهذه الطريقة، ثم الذي يليه، وآخر بعد ذلك. اتخذت منعطفات متطابقة، ونظرت إلى أروقة متطابقة، كل شيء باهت وخافت إلى لون رمادي باهت وقذر. بدا الصمت مليئًا بالهمسات خارج نطاق السمع. وضع ميل المبنى الأرضية والأبواب المستطيلة في وضع مائل، ممتدًا ما كان ينبغي أن يكون خطوطًا مستقيمة إلى مسافات لا نهاية لها، مثل النظر من خلال تلسكوب ملتوٍ. لقد فرغ برطمان العسل قبل الأوان بكثير، تاركًا تذمرًا غير راضٍ في أحشائي. ارتجفت ساقي المصابة في كل مرة أضع وزني عليها. توقفت في مكتب أكبر به نافذة وأنا أشعر بالدوار من الجوع. في الخارج، استقرت العاصفة على مجرد رذاذ، وكانت الشمس على وشك الغروب، مما أدى إلى تحول السحب في الأفق إلى اللون الأحمر الغاضب.
بلا شيء في يدي، تسللتُ على أطراف أصابعي فوق الأرضية الإسمنتية التي كشف عنها السجاد المتعفن، ووقفتُ بجانب المكتب الأول، بابه المثقوب بآثار تعفن الخشب. من خلال الثقوب، حدقتُ في الغرفة المظلمة بحثًا عن أي أثر للحياة. لم أثق بعينيّ، فنقرتُ على المقبض، وأصدرتُ صوتًا لأرى إن كان هناك أي شيء في الداخل يستجيب.
نظرتُ إلى ساقي اليسرى، منحنية عند الركبة، بالكاد تلامس أصابع قدمي الأرض، غير راغبة في تحمل وزني. تشنج فخذي ووركي الأيمنان، منهكين من القيام بمهمتين. لم أستطع البحث هكذا. لكن كيف يُفترض بي أن أُنظف جرحي بدون إمدادات أو حتى ماء؟
لمحات من رحلتي راودتني. العفن في ثلاجة المطعم وتآكل أجهزته. كل الأثاث المتناثر والمتهالك هنا في برج الضوء. انفجار شق تسبب في تحطم النوافذ، واهتزاز ناطحات السحاب، وتغير الجغرافيا، ونمو الخضرة في كل مكان، ولكن ماذا عن كل هذا التحلل؟
تسللتُ ببطء على طول الحافة الخارجية للمنضدة، مبتعدًا عن هدفهم. راقبتني بعض العيون، لكن معظمها بقي على الحائط.
فكرة الماء جعلت لساني يجفّ ومعدتي تؤلمني. كنتُ بحاجة إلى طعام وماء ونوم هانئ، لكنني في حاجة أيضًا إلى سلاح، إلى إيصال رسالة، إلى هزيمة كولتر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عدت إلى المخزن الجاف في حالة من الضباب، وكان الصداع ينبض في إحدى عيني.
تراكمت المهام إلى ذروة لا يمكن التغلب عليها، مما جعل عقلي يطن بمائة خطوة تالية وجسدي بلا قوة إرادة للقيام بأي منها.
بدلاً من ذلك، ولتهدئة معدتي المتذمرة، فتحتُ باب الجزء الخلفي من مطعم التاكو. أثبت الثقب فيه أن جرذان الريش كانت هنا قبلي، لكنني ما زلتُ غير مستعد لمظهره القاحل والمقزز. كان الحوضان الكبيران صدئين. انثنت الأرفف السلكية التي كانت تُخزن فيها مواد جافة إلى الداخل، حاملةً صناديق بلاستيكية بدت وكأنها كانت تُخزن فيها تجارب بيولوجية —غطاها عفن أزرق أو طبقة من مادة لا أستطيع وصفها إلا بالبنيّة. سقط بعضها وانفتح، وتناثرت حولها بقع داكنة بدت وكأنها أكلت الأرض. لم يبقَ منها سليمًا سوى كريات القوارض.
ألقيتُ نظرةً من فوق كتفي على كومة الحشرات داخل الجدار. همستُ، “هذا ما تريدون؟”
أسندتُ رأسي على ذراعيّ المطويتين على المنضدة. انهمر المطر على النوافذ المتسخة. حجبت ثرثرة القوارض المتقطعة جفني عن الانغلاق تمامًا. لم أكن بأمان هنا، حتى مع وجود ما يشبه الفئران في الخزائن. تلك الأشواك والمخالب والأسنان الأمامية الحادة قد تقتلني أسرع مما أستطيع قتلها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرتُ إلى ثقل الورق. لا فائدة منه.
الفصل 13 – وضع البقاء
احترقت عيناي. ظل رأسي يتأرجح يسارًا بينما يحاول النوم أن يسلبني، لكن الضغط على أذني المؤلمة وعظمة وجنتي المتورمة أيقظاني فجأة. كدت أفقد الوعي وأسقط على ساقي المصابة إن لم أتحرك.
لعقتُ شفتي المتشققتين. أولًا وقبل كل شيء، أنا بحاجة إلى الماء. شككت في أن الجهاز سيعمل حتى لو وجدتُ مفتاح تشغيل. هناك ثلاجة عرض صغيرة، ومن خلال الواجهة الزجاجية المحطمة، لمحتُ رفوفًا مليئة بالزجاجات. جيد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان رفع رأسي مهمةً شاقة. نظرةٌ واحدةٌ حولي أثبتت أنني لن أكون بأمانٍ خلف هذه المنضدة. فهناك آثار مخالب جرذانٍ على الجدار بجوار آلة المشروبات.
احتكاك. احتكاك
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فحصتُ الباقي حتى وجدتهم جميعًا في نفس الحالة.
لعقتُ شفتي المتشققتين. أولًا وقبل كل شيء، أنا بحاجة إلى الماء. شككت في أن الجهاز سيعمل حتى لو وجدتُ مفتاح تشغيل. هناك ثلاجة عرض صغيرة، ومن خلال الواجهة الزجاجية المحطمة، لمحتُ رفوفًا مليئة بالزجاجات. جيد.
فكرة الماء جعلت لساني يجفّ ومعدتي تؤلمني. كنتُ بحاجة إلى طعام وماء ونوم هانئ، لكنني في حاجة أيضًا إلى سلاح، إلى إيصال رسالة، إلى هزيمة كولتر.
ليس هناك أي مجال للعودة إلى فخ الموت هذا حتى أُحسّن حالتي وأجد سلاحًا. لا بد من وجود واحد في مكان ما. أفضل خيار لي هو الصعود إلى الطابق العلوي، والتحقق من المكاتب.
فتحتُ الثلاجة، وأمسكت بأول زجاجة شفافة رأيتها، وعبستُ على الفور لثقلها الخفيف. كان البلاستيك الرمادي الباهت ذابلًا ومليئًا بالثقوب، وليس الملصق سوى بقع ملونة عالقة على الجوانب. بدت وكأنها ذابت تقريبًا. لا قطرة ماء بداخلها.
فحصتُ الباقي حتى وجدتهم جميعًا في نفس الحالة.
في عرق بارد، ألقيت نظرة حول القاعة، باحثًا عن المزيد منهم يتأرجحون بلا مبالاة في الزوايا المظلمة.
ألقيتُ نظرةً أخرى على الدرج، مُدركًا تمامًا كم من الوقت ظللتُ أدير ظهري إليه، وتساءلتُ إن كانت هناك طريقةٌ لأُحصّنه مؤقتًا. لكن بماذا؟ أي شيءٍ أستطيعُ رفعه، سيتمكنون من رفعه.
بدلاً من ذلك، ولتهدئة معدتي المتذمرة، فتحتُ باب الجزء الخلفي من مطعم التاكو. أثبت الثقب فيه أن جرذان الريش كانت هنا قبلي، لكنني ما زلتُ غير مستعد لمظهره القاحل والمقزز. كان الحوضان الكبيران صدئين. انثنت الأرفف السلكية التي كانت تُخزن فيها مواد جافة إلى الداخل، حاملةً صناديق بلاستيكية بدت وكأنها كانت تُخزن فيها تجارب بيولوجية —غطاها عفن أزرق أو طبقة من مادة لا أستطيع وصفها إلا بالبنيّة. سقط بعضها وانفتح، وتناثرت حولها بقع داكنة بدت وكأنها أكلت الأرض. لم يبقَ منها سليمًا سوى كريات القوارض.
لا أثر لعودة كولتر بعد. ربما ينتظر حلول الظلام.
مفتاح الإضاءة الذي وجدته لم يُجدِ نفعًا، وهو ما لم يُنبئ بما قد أجده داخل الثلاجة، لكنني انتقلت إليه على أي حال. واجهتُ صعوبة بالغة في فتح الباب الثقيل. كل هذا بلا جدوى. صُفت الأوعية الفضية من أعلى إلى أسفل الرفوف، ولكن مع كل غطاء أفتحه، أشم رائحة كريهة وقاعًا فارغًا. حسنًا، ليس فارغًا تمامًا. أظلمت قشرة سوداء جوانبها وجعلت قاعها يبدو كحديد الزهر. ليس هناك أي طعام هنا على الإطلاق.
تراكمت المهام إلى ذروة لا يمكن التغلب عليها، مما جعل عقلي يطن بمائة خطوة تالية وجسدي بلا قوة إرادة للقيام بأي منها.
أضمّ ضلعي بخيطٍ بين ضلوعي، وقلبي يخفق بشدةٍ على صدري، ثم انزلقت بظهري على المنضدة لأجلس على الأرض. تسارع نبضي وأنا أستمع باهتمامٍ إلى ارتعاشةٍ في درابزين الدرج أو صوت ارتطام قدميّ. كل انزلاقٍ أو خدشٍ في الظلام جعلني أرتعش.
عدت إلى المخزن الجاف في حالة من الضباب، وكان الصداع ينبض في إحدى عيني.
ماذا يحدث بحق الجحيم؟
دفعتُ الشوكين أسفل الجزء السفلي المرتفع لآلة المشروبات، لكن هناك فجوةٌ مُقلقة. أمسكتُ بمقبض الكرنك المُتآكل بشدة بيديّ المُغطاتين بالقفازات، وضغطتُ عليه بكل قوتي لأُحركه، مُجهدًا حتى تطاير اللعاب من شفتيّ ونبض شريانٌ في جبهتي. تقشر الصدأ والطلاء مع دوران المقبض للخلف، وارتفعت الشوكين بزياداتٍ طفيفة، لكن بعد حوالي ثلاث دورات، لم أستطع رفعهما أكثر.
نسيتُ شيئًا ما، لكن عقلي المنهك كافح لجمع القطع معًا.
لمحات من رحلتي راودتني. العفن في ثلاجة المطعم وتآكل أجهزته. كل الأثاث المتناثر والمتهالك هنا في برج الضوء. انفجار شق تسبب في تحطم النوافذ، واهتزاز ناطحات السحاب، وتغير الجغرافيا، ونمو الخضرة في كل مكان، ولكن ماذا عن كل هذا التحلل؟
هل أخطأتُ؟ هل كان الدمار نتيجة قنبلة أصلًا؟ قنبلة قذرة، مليئة بعامل كيميائي… لا، هذا أيضًا غير منطقي. هل يمكن أن يكون السبب هو جو الشق، الذي جلبه مع كل ما قذفه فوق المدينة؟ هل كان طعامنا غير متوافق مع بعض المكونات الكيميائية فيه؟ ولكن إذا كان الهواء مختلفًا، فكيف كنتُ أتنفسه جيدًا؟
ويبدو أن بعض أنواع الكولبس صالحة للأكل للبشر –على الأقل حسب بعض الحصّادين الذين علقوا في أحد الشقوق ليومين– لكنني سأحتاج أن أكون على وشك الموت جوعًا قبل أن أجرّب حظي مع الكماشات أو المواد الكيميائية المضيئة التي تجعل مؤخراتها تومض. والآن بعد أن فكّرت في الأمر، الأنواع التي قرأت عنها كانت تومض من قرون الاستشعار، لا من البطن. لم أقرأ عن هذه من قبل. بل في الواقع، لم أقرأ عن أغلب الكائنات الطفيلية التي خرجت من هذا الشقّ، الآن بعد أن فكرت في الأمر.
في حيرة من أمري، لم أجد إجابات أو خيارات أخرى، فالتفتُّ نحو الباب وتوقفتُ. في الزاوية المقابلة من غرفة المؤن، كانت رافعة نقالة مختبئة، وقد تقشر الطلاء الأحمر عن مقبضها وتآكلت إطاراتها، لكن مع ذلك… ربما أستطيع تحصين الدرج في النهاية. سأشعر براحة أكبر لو ليس هناك سوى أنا وفئران الريشة.
انتزعتُ نفسي من حافة النافذة التي كنتُ أستند عليها كعكاز، وسحبتُ جسدي المُتألم إلى الممرات، أتتبع ما ظننتُ أنه الطريق الذي سلكته. انعطفتُ يمينًا، وتوقفتُ، ثم نظرتُ إلى الطريق الأيسر، محاولًا إيجاد معلم بارز وسط بحر من المداخل.
واثقًا من سلامة المكان، دفعتُ الباب ودخلتُ. طلاء الحائط قد تقشر. غطّى زجاج إطارات الصور المفقودة جانبًا من الغرفة. بقي مكتب معدني وحيد، مغطىً بذلك الجدري البني تمامًا مثل مكتب السكرتيرات.
لم أعد أسمع هدير الوحوش الشراعية. لم أجد في مسحة سريعة أي عيون متوهجة. ثُقبت الكومة على الجدار، وليس هناك أي ضوء يُرى. هذا أفضل. مع ذلك، عندما دفعت العربة على حافتيها، شعرتُ بثقة أقل في خطتي.
دفعتُ الشوكين أسفل الجزء السفلي المرتفع لآلة المشروبات، لكن هناك فجوةٌ مُقلقة. أمسكتُ بمقبض الكرنك المُتآكل بشدة بيديّ المُغطاتين بالقفازات، وضغطتُ عليه بكل قوتي لأُحركه، مُجهدًا حتى تطاير اللعاب من شفتيّ ونبض شريانٌ في جبهتي. تقشر الصدأ والطلاء مع دوران المقبض للخلف، وارتفعت الشوكين بزياداتٍ طفيفة، لكن بعد حوالي ثلاث دورات، لم أستطع رفعهما أكثر.
————————
لم تكن الآلة بعيدة عن الأرض كما كنت أتمنى، وعندما بدأتُ بسحبها نحو مخرج الموظفين على الحواف المشوهة لرافعة الألواح، خدشت الأرجل المعدنية الأرض بصوت دقات المسامير على السبورة. لفت نظري الدرج.
لعقتُ شفتي المتشققتين. أولًا وقبل كل شيء، أنا بحاجة إلى الماء. شككت في أن الجهاز سيعمل حتى لو وجدتُ مفتاح تشغيل. هناك ثلاجة عرض صغيرة، ومن خلال الواجهة الزجاجية المحطمة، لمحتُ رفوفًا مليئة بالزجاجات. جيد.
انتظرتُ عشرَ أنفاسٍ وأنا أُنصت. ثم سحبتُها مجددًا. كنتُ قد دحرجتُها على بُعد قدمين تقريبًا من موضعها الأصلي عندما انكسر أحد الشوكات، وسقطَ على محاور العجلات. سقطَت الآلةُ مائلةً وترنحت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فتحتُ الثلاجة، وأمسكت بأول زجاجة شفافة رأيتها، وعبستُ على الفور لثقلها الخفيف. كان البلاستيك الرمادي الباهت ذابلًا ومليئًا بالثقوب، وليس الملصق سوى بقع ملونة عالقة على الجوانب. بدت وكأنها ذابت تقريبًا. لا قطرة ماء بداخلها.
اندفعتُ نحو المنضدة، لكن بدلًا من أن تسقط نحوي، ارتطمت بالحائط محدثةً دويًا هائلًا. تشبثتُ بالمنضدة، وراقبتُ الدرج وأنا أركل نفسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت الوجبات الجاهزة صالحة لعقود، بكل بساطة. كيف فسدت؟ ليست هناك أي ثقوب في العبوة.
أضواء صغيرة في أطراف رؤيتي جذبت انتباهي. نظرت للأسفل وأطلقت صرخة اشمئزاز “إييه!” وأنا أتمايل كدمية بخيوط لأتجنب الحشرات التي تعج الأرض. شعرت بإحداها تُسحق تحت حذائي بصوت طقطقة قاسٍ، فقفزت فوق الطاولة وقفزت إلى الجهة الأخرى.
لمحات من رحلتي راودتني. العفن في ثلاجة المطعم وتآكل أجهزته. كل الأثاث المتناثر والمتهالك هنا في برج الضوء. انفجار شق تسبب في تحطم النوافذ، واهتزاز ناطحات السحاب، وتغير الجغرافيا، ونمو الخضرة في كل مكان، ولكن ماذا عن كل هذا التحلل؟
كانت الحشرات تشبه النمل، لكنها بحجم العناكب القُمعية، ولها بطون سميكة تومض كيراعات. بدت وكأنها نوع متحوّر من كولبسيس ماغنا أو كولبس، وهي فصيلة نادرة من صنف الحشرات الضخم الذي يشمل دبابير النسّاج، وتوجد أحيانًا في الشقوق الكبيرة الغنية بالتنوع الحيوي. كانت تتسلق الحائط قرب آلة المشروبات بأقدام لاصقة، تزحف فوق تلة داكنة لامعة مليئة بالثقوب الصغيرة. كان الجدار متصدعًا، وكان الجهاز يخفيه سابقًا، والتلة تمتد بداخله. هذا ما كانت جرذان الريش تحاول الوصول إليه هناك.
لم يُسمع هديرٌ صاخبٌ في حجرة الأطباء المظلمة، لكنني تراجعتُ ببطءٍ على طول الجدار نحو الردهة، متألمًا إذ صرّ حذائي. تجمدتُ في مكاني. ضاقت عيناي في الظلام، أتوقع لسانًا طويلًا يلتف حول الزاوية، يقود رأسًا أصلعًا باحثًا كالمقود.
حدقت بي عشرات العيون الليلية. وقفت جرذان الريش في حلقة خشنة، وأنوفها الطويلة ترتعش. كشطت مخالبها الكثيفة الحفارة الحطام من طريقها وهي تقترب مني أكثر فأكثر، تراقبني.
ويبدو أن بعض أنواع الكولبس صالحة للأكل للبشر –على الأقل حسب بعض الحصّادين الذين علقوا في أحد الشقوق ليومين– لكنني سأحتاج أن أكون على وشك الموت جوعًا قبل أن أجرّب حظي مع الكماشات أو المواد الكيميائية المضيئة التي تجعل مؤخراتها تومض. والآن بعد أن فكّرت في الأمر، الأنواع التي قرأت عنها كانت تومض من قرون الاستشعار، لا من البطن. لم أقرأ عن هذه من قبل. بل في الواقع، لم أقرأ عن أغلب الكائنات الطفيلية التي خرجت من هذا الشقّ، الآن بعد أن فكرت في الأمر.
اندفعتُ نحو المنضدة، لكن بدلًا من أن تسقط نحوي، ارتطمت بالحائط محدثةً دويًا هائلًا. تشبثتُ بالمنضدة، وراقبتُ الدرج وأنا أركل نفسي.
لم تُبدِ الحشرات أي اهتمام بي، وحين لم يصعد أيّ منها إلى الدرج، استجمعت شجاعتي لأتجوّل في بعض الغرف الخلفية بحثًا عن طعامٍ صالحٍ للأكل. أكوام من الوحل، وبقع بنية منتشرة، وحاويات محترقة تفوح منها رائحة الموت كانت في انتظاري بكل غرفة، لكن حتى هذا لم يردع معدتي الجائعة. تابعت التنقيب، أقفز من طاولة إلى أخرى، ممتنًّا للقفازات التي وجدتها ما تزال في جيبي بينما أنبش بين الرفوف الكريهة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فحصتُ الباقي حتى وجدتهم جميعًا في نفس الحالة.
تسللتُ ببطء على طول الحافة الخارجية للمنضدة، مبتعدًا عن هدفهم. راقبتني بعض العيون، لكن معظمها بقي على الحائط.
في ركن الدجاج المقلي، انهارت الأرفف على نفسها، وكدت أستدير راجعًا، متخليًا عن الأمر، عندما لمحت رفًا سلكيًا ضيقًا ما زال مثبتًا على الجدار المائل. عليه مرطبان زجاجي محكم الإغلاق يحوي شيئًا بنيًا ذهبيًا… ما. طقطق حذائي على سجادة لامعة من شظايا الزجاج وأنا أشق طريقي إليه، مددت يدي ورفعته إلى مستوى عيني، ومعدتي تنقبض من الترقب عندما أدركت ما هو. عسل! بدا متبلورًا، لكن لونه ما زال شهيًا. أدرت غطاءه المعدني الصدئ، لكنه لم يتحرك. أسندته إلى جسدي وبذلت كل قوتي، لكن النتيجة الوحيدة كانت الصدأ على ملابسي.
————————
هبت ريحٌ من النافذة المكسورة، وشعرتُ بشعري وأنا أقترب بحذر من الفتحة، مُستندًا إلى الإطار مجددًا. مددت يدي الأخرى المُكبّلة إلى العاصفة، وارتشفتُ رشفاتٍ يائسة من ماء المطر، وكان السائل يتدفق أسرع من أن أتمكن من ابتلاع لقمةٍ مُرضية. وبينما كنتُ أبحث عن خطة، أخرجتُ برطمان العسل.
عابسًا وأنا أحدّق في المرطبان، عدت إلى الخارج نحو الكافتيريا، أفكر إن كان يجب عليّ فقط كسره. لكن قد أهدر بعضه بذلك. ربما أجد شيئًا أستعمله في أحد المطابخ. مطعم التاكو قد يكون لديه فتاحة علب للفاصوليا. بالطبع، الأكل سيجعلني أكثر عطشًا. ما أحتاجه حقًا هو الماء. توقفت عند طاولة مطعم التاكو، أنظر نحو النوافذ التي غطتها قطرات المطر. ربما لو وجدت وعاءً نظيفًا أو اثنين يمكنني جمع مياه المطر… ثم آمل أن تكون آمنة بما يكفي للشرب. لكن من الأفضل أن أفعل ذلك في مكاتب المشعين حيث النافذة محطمة ويمكنني أيضًا البحث عن سلاح. كنت بحاجة لشيءٍ أدافع به عن نفسي إن أردت الوصول إلى غرفة الاتصالات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
احتكاك. احتكاك
في الظلام المفاجئ، احترق شكل الغول الشاحب والمنحني على شبكية عيني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
زحفتُ خلفي، ومخالب تخدش الأرض. استدرتُ.
مفتاح الإضاءة الذي وجدته لم يُجدِ نفعًا، وهو ما لم يُنبئ بما قد أجده داخل الثلاجة، لكنني انتقلت إليه على أي حال. واجهتُ صعوبة بالغة في فتح الباب الثقيل. كل هذا بلا جدوى. صُفت الأوعية الفضية من أعلى إلى أسفل الرفوف، ولكن مع كل غطاء أفتحه، أشم رائحة كريهة وقاعًا فارغًا. حسنًا، ليس فارغًا تمامًا. أظلمت قشرة سوداء جوانبها وجعلت قاعها يبدو كحديد الزهر. ليس هناك أي طعام هنا على الإطلاق.
حدقت بي عشرات العيون الليلية. وقفت جرذان الريش في حلقة خشنة، وأنوفها الطويلة ترتعش. كشطت مخالبها الكثيفة الحفارة الحطام من طريقها وهي تقترب مني أكثر فأكثر، تراقبني.
واثقًا من سلامة المكان، دفعتُ الباب ودخلتُ. طلاء الحائط قد تقشر. غطّى زجاج إطارات الصور المفقودة جانبًا من الغرفة. بقي مكتب معدني وحيد، مغطىً بذلك الجدري البني تمامًا مثل مكتب السكرتيرات.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
لسان أسود نحيل يخرج من فمه كالأفعى، ينزلق بين أسنانه الأمامية البارزة. ارتطم ذيله الشبيه بالمجداف بالأرض كقندس، وبرزت أشواكه كالريش في موجة متلاطمة.
غادرتُ الردهة، وسلكتُ أقرب ممرّين، كان هذا الممرّ مليئًا بأبواب المكاتب، وينتهي بممرّ متقاطع فيه أبواب أخرى. تنهدتُ متسائلًا أين وضعتُ ثقل الورق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الصمت.
ثواب. ثواب. تبعه المزيد من المخلوقات، تضرب الأرض وتتفاخر بأشواكها —كل منها طويل وحاد بما يكفي لثقب شريان بسهولة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ألقيتُ نظرةً من فوق كتفي على كومة الحشرات داخل الجدار. همستُ، “هذا ما تريدون؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تسللتُ ببطء على طول الحافة الخارجية للمنضدة، مبتعدًا عن هدفهم. راقبتني بعض العيون، لكن معظمها بقي على الحائط.
ألقيتُ نظرةً أخرى على الدرج، مُدركًا تمامًا كم من الوقت ظللتُ أدير ظهري إليه، وتساءلتُ إن كانت هناك طريقةٌ لأُحصّنه مؤقتًا. لكن بماذا؟ أي شيءٍ أستطيعُ رفعه، سيتمكنون من رفعه.
صعدتُ الدرج بأقصى ما استطعتُ من ثقة وسرعة، مُتعرجًا حول الحافة الخارجية لحلقة إغلاق الوحوش. انفصل جرذا ريشتان لإفساح المجال لي، فاتخذتُه راكضًا مترنحًا حتى وصلتُ إلى الدرابزين. دون أن أنظر إلى أسفل، صعدتُ، عائدًا عبر قاعة الرقص إلى المكاتب المُفعَمة بالحيوية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ماذا يحدث بحق الجحيم؟
كان رفع رأسي مهمةً شاقة. نظرةٌ واحدةٌ حولي أثبتت أنني لن أكون بأمانٍ خلف هذه المنضدة. فهناك آثار مخالب جرذانٍ على الجدار بجوار آلة المشروبات.
هبت ريحٌ من النافذة المكسورة، وشعرتُ بشعري وأنا أقترب بحذر من الفتحة، مُستندًا إلى الإطار مجددًا. مددت يدي الأخرى المُكبّلة إلى العاصفة، وارتشفتُ رشفاتٍ يائسة من ماء المطر، وكان السائل يتدفق أسرع من أن أتمكن من ابتلاع لقمةٍ مُرضية. وبينما كنتُ أبحث عن خطة، أخرجتُ برطمان العسل.
عدتُ إلى الردهة وأنا أسير بخطوات بطيئة، ساقي مشتعلة، والدم يتسرب من ضمادتي المتسخة. وصلتُ إلى الدرج، واستقمتُ مع هسهسة بين أسناني، وتمسكتُ بالدرابزين، ناظرًا إلى الأسفل.
إذا تمكنت من كسرها من الأعلى فقط، فسأتمكن من ملئها بمياه الأمطار لمساعدتها على الذوبان.
في الظلام المفاجئ، احترق شكل الغول الشاحب والمنحني على شبكية عيني.
انتزعتُ نفسي من حافة النافذة التي كنتُ أستند عليها كعكاز، وسحبتُ جسدي المُتألم إلى الممرات، أتتبع ما ظننتُ أنه الطريق الذي سلكته. انعطفتُ يمينًا، وتوقفتُ، ثم نظرتُ إلى الطريق الأيسر، محاولًا إيجاد معلم بارز وسط بحر من المداخل.
ذهبت إلى مكتب، وارتديت نظارتي الواقية للحماية من الزجاج المتطاير، ووضعت المنحنى العلوي للبرطمان مع حافة المكتب، أسفل الغطاء مباشرة. ثم، ضرب. تحطم الزجاج وارتطم الغطاء بالأرض. بقيت مع برطمان نصف الحجم ذو قمة حادة للغاية ومسننة. كان العسل صلبًا جدًا لدرجة أنني استطعت قلب البرطمان رأسًا على عقب ورج الشظايا القليلة التي سقطت بالداخل. تأكدت من أنني حصلت عليها جميعًا، فحفرت إصبعًا في العسل دون انتظار الماء لخلطه، غير قادر على المقاومة. نحتت كتلة سميكة على إصبعي وامتصصت السكر المتبلور. أشعلت أول لعقة ألعابًا نارية في رأسي، وتصاعدت تنهيدة سعيدة من صدري. ومع ذلك، أصدرت معدتي هديرًا عاليًا، متوسلة للمزيد، وكشطت العسل المطاطي من إصبعي، وأنا أمضغه بشراهة. وبينما آكل إصبعًا آخر، ثم آخر، انقشع بعض ضباب الدماغ.
لا شيء. الكثير من الغبار وشظايا البلاستيك.
حدقت بي عشرات العيون الليلية. وقفت جرذان الريش في حلقة خشنة، وأنوفها الطويلة ترتعش. كشطت مخالبها الكثيفة الحفارة الحطام من طريقها وهي تقترب مني أكثر فأكثر، تراقبني.
بعد أن نظفتُ حواف البرطمان، أخرجتُه إلى المطر وشربتُ منه وأنا أُمسكه عاليًا وأسكبه في فمي المفتوح لتجنب جرح شفتيّ. محاولًا ألا أفكر في جزيئات الزجاج التي ربما كنتُ أبتلعها، ملأته مرة أخرى وتركته على المكتب لأستعيده لاحقًا، بعد أن بحثتُ في المكاتب، لئلا أتجول به في جيب ملابسي.
قفز قلبي، وامتلأت أطرافي بطاقة جديدة. حقائب طوارئ! حقائب مؤن للمهام الطويلة. تسللتُ إلى الداخل وجثوتُ على ركبتيّ أمام الأكوام، جاذبًا إحداها نحوي. امتلأ القماش الصناعي بالثقوب، كاشفًا عن غلاف فضي لامع لعدة وجبات جاهزة وزجاجات ماء زجاجية مُقوّاة. سقطتُ عليها بجنون. أمسكت إحدى الزجاجات، وشربتُ معظمها دفعة واحدة. كان طعمها باهتًا جدًا، كما لو أنها سُكبت عبر حذاء، ولكنه أفضل بكثير من لا شيء. بعد ذلك، فتحتُ وجبة جاهزة، وسكبتُ ما تبقى من الماء في كيس التسخين، ثم حشرتُ كيس الطعام بداخله.
يائسًا، جربتُ طبقًا آخر. يخنة لحم بقري. ملأَت الرائحة الكريهة هواء الخزانة، وضاعفت من روائح الأقدام المتعرقة والجثث المدفونة على الطريق.
غادرتُ الردهة، وسلكتُ أقرب ممرّين، كان هذا الممرّ مليئًا بأبواب المكاتب، وينتهي بممرّ متقاطع فيه أبواب أخرى. تنهدتُ متسائلًا أين وضعتُ ثقل الورق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد فقدت فرصة تخزين المزيد من الماء، وخرجت خالي الوفاض. لا سلاح واحد. بضعة أقلام حبرها جاف، وبقع عفن على شكل مجلدات، وقطع زجاج مكسورة.
بلا شيء في يدي، تسللتُ على أطراف أصابعي فوق الأرضية الإسمنتية التي كشف عنها السجاد المتعفن، ووقفتُ بجانب المكتب الأول، بابه المثقوب بآثار تعفن الخشب. من خلال الثقوب، حدقتُ في الغرفة المظلمة بحثًا عن أي أثر للحياة. لم أثق بعينيّ، فنقرتُ على المقبض، وأصدرتُ صوتًا لأرى إن كان هناك أي شيء في الداخل يستجيب.
الصمت.
بعد دقائق قليلة من الهدوء، ألقيتُ نظرة خاطفة. ثلاثة أشكال مُسنّنة تحوم حول الكومة المظلمة التي رأيتها تنمو على الجدار البعيد سابقًا. ومضت أضواء صغيرة كاليراعات عبرها، متناثرة من مخالب الوحوش وهي تُمزق قطعًا من الرواسب. بدت تقريبًا ككومة نمل أبيض. نمل إشعاع؟ كانت بعيدة بما يكفي لدرجة أنني لم أقلق بشأنها كثيرًا، مُحدّقًا في الحفرة المظلمة حيث ابتلعت الأرضية الدرجات.
واثقًا من سلامة المكان، دفعتُ الباب ودخلتُ. طلاء الحائط قد تقشر. غطّى زجاج إطارات الصور المفقودة جانبًا من الغرفة. بقي مكتب معدني وحيد، مغطىً بذلك الجدري البني تمامًا مثل مكتب السكرتيرات.
عرجتُ نحوه وفتحتُ كل درج، باحثًا عن أسلحةٍ متروكة. يا للعجب، فتاحة الرسائل ستكون شيئًا رائعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بلا شيء في يدي، تسللتُ على أطراف أصابعي فوق الأرضية الإسمنتية التي كشف عنها السجاد المتعفن، ووقفتُ بجانب المكتب الأول، بابه المثقوب بآثار تعفن الخشب. من خلال الثقوب، حدقتُ في الغرفة المظلمة بحثًا عن أي أثر للحياة. لم أثق بعينيّ، فنقرتُ على المقبض، وأصدرتُ صوتًا لأرى إن كان هناك أي شيء في الداخل يستجيب.
لا شيء. الكثير من الغبار وشظايا البلاستيك.
ويبدو أن بعض أنواع الكولبس صالحة للأكل للبشر –على الأقل حسب بعض الحصّادين الذين علقوا في أحد الشقوق ليومين– لكنني سأحتاج أن أكون على وشك الموت جوعًا قبل أن أجرّب حظي مع الكماشات أو المواد الكيميائية المضيئة التي تجعل مؤخراتها تومض. والآن بعد أن فكّرت في الأمر، الأنواع التي قرأت عنها كانت تومض من قرون الاستشعار، لا من البطن. لم أقرأ عن هذه من قبل. بل في الواقع، لم أقرأ عن أغلب الكائنات الطفيلية التي خرجت من هذا الشقّ، الآن بعد أن فكرت في الأمر.
بقدمين وساقين مؤلمين، استكشفت الرواق بأكمله بهذه الطريقة، ثم الذي يليه، وآخر بعد ذلك. اتخذت منعطفات متطابقة، ونظرت إلى أروقة متطابقة، كل شيء باهت وخافت إلى لون رمادي باهت وقذر. بدا الصمت مليئًا بالهمسات خارج نطاق السمع. وضع ميل المبنى الأرضية والأبواب المستطيلة في وضع مائل، ممتدًا ما كان ينبغي أن يكون خطوطًا مستقيمة إلى مسافات لا نهاية لها، مثل النظر من خلال تلسكوب ملتوٍ. لقد فرغ برطمان العسل قبل الأوان بكثير، تاركًا تذمرًا غير راضٍ في أحشائي. ارتجفت ساقي المصابة في كل مرة أضع وزني عليها. توقفت في مكتب أكبر به نافذة وأنا أشعر بالدوار من الجوع. في الخارج، استقرت العاصفة على مجرد رذاذ، وكانت الشمس على وشك الغروب، مما أدى إلى تحول السحب في الأفق إلى اللون الأحمر الغاضب.
كان رفع رأسي مهمةً شاقة. نظرةٌ واحدةٌ حولي أثبتت أنني لن أكون بأمانٍ خلف هذه المنضدة. فهناك آثار مخالب جرذانٍ على الجدار بجوار آلة المشروبات.
لقد فقدت فرصة تخزين المزيد من الماء، وخرجت خالي الوفاض. لا سلاح واحد. بضعة أقلام حبرها جاف، وبقع عفن على شكل مجلدات، وقطع زجاج مكسورة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعلم أنه يجب عليّ الاختباء. لكن أين؟ هذه الطوابق العليا ليست آمنة أيضًا. كيف لي أن أنام وأنا أعلم أن أعدادًا لا تُحصى من المخلوقات ذات المخالب والأنياب تتجول في المبنى؟ مخلوقات تكاد تكون منيعة ضد أي هراوة أو شفرة عادية يحملها صائع عظام يفتقر إلى الإشعاع. كنت بحاجة إلى سلاح عظام، على الأقل، قبل أن أحاول الاختباء في مكان ما لقضاء الليلة. هذا وربما فخٌ ما لردع أي شخص أو أي شيء يحاول التسلل إليّ.
ليس من الممكن إرسال نداء استغاثة اليوم. لم أستطع أن أشق طريقي عبر تلك الأشياء المرعبة في الظلام الدامس.
انتزعتُ نفسي من حافة النافذة التي كنتُ أستند عليها كعكاز، وسحبتُ جسدي المُتألم إلى الممرات، أتتبع ما ظننتُ أنه الطريق الذي سلكته. انعطفتُ يمينًا، وتوقفتُ، ثم نظرتُ إلى الطريق الأيسر، محاولًا إيجاد معلم بارز وسط بحر من المداخل.
في عرق بارد، ألقيت نظرة حول القاعة، باحثًا عن المزيد منهم يتأرجحون بلا مبالاة في الزوايا المظلمة.
لمست جبهتي النافذة القذرة، وعَلى أنين محاصر إلى حلقي.
تحت دوي الرعد التالي، ظننتُ أنني سمعتُ هديرًا حنجريًا يتردد صداه أعلى الدرج. ثم، أكثر وضوحًا، وأقرب، دوى صوت البابين المزدوجين وهما يصطدمان ببعضهما، ويبدأان في الانفتاح.
نظرتُ إلى الشارع البعيد. لم يتحرك شيء سوى أوراق الشجر في النسيم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد فقدت فرصة تخزين المزيد من الماء، وخرجت خالي الوفاض. لا سلاح واحد. بضعة أقلام حبرها جاف، وبقع عفن على شكل مجلدات، وقطع زجاج مكسورة.
لا أثر لعودة كولتر بعد. ربما ينتظر حلول الظلام.
زحفتُ خلفي، ومخالب تخدش الأرض. استدرتُ.
أعلم أنه يجب عليّ الاختباء. لكن أين؟ هذه الطوابق العليا ليست آمنة أيضًا. كيف لي أن أنام وأنا أعلم أن أعدادًا لا تُحصى من المخلوقات ذات المخالب والأنياب تتجول في المبنى؟ مخلوقات تكاد تكون منيعة ضد أي هراوة أو شفرة عادية يحملها صائع عظام يفتقر إلى الإشعاع. كنت بحاجة إلى سلاح عظام، على الأقل، قبل أن أحاول الاختباء في مكان ما لقضاء الليلة. هذا وربما فخٌ ما لردع أي شخص أو أي شيء يحاول التسلل إليّ.
الفصل 13 – وضع البقاء
ثم خطرت لي الفكرة. ربما سأحظى بفرصة امتلاك شقق فاخرة! كان المشعون يؤجرونها لأغراض متنوعة، من المبيت المريح بين البعثات، إلى حفلات عيد ميلاد أطفالهم السادس عشر، إلى حفلات صاخبة على طراز الأخويات للاحتفال مساء السبت. بالتأكيد، حيث كان المشعون ثملين بعد انتهاء مهمتهم، تكون بعض الأغراض المنسية.
انتزعتُ نفسي من حافة النافذة التي كنتُ أستند عليها كعكاز، وسحبتُ جسدي المُتألم إلى الممرات، أتتبع ما ظننتُ أنه الطريق الذي سلكته. انعطفتُ يمينًا، وتوقفتُ، ثم نظرتُ إلى الطريق الأيسر، محاولًا إيجاد معلم بارز وسط بحر من المداخل.
تسللتُ ببطء على طول الحافة الخارجية للمنضدة، مبتعدًا عن هدفهم. راقبتني بعض العيون، لكن معظمها بقي على الحائط.
هل سبق لي أن زرت هذا المكان؟ هناك لوحة بيضاء على الأرض، سقطت من بابٍ مُتهالك. داخل الغرفة الصغيرة، رأيتُ مربعاتٍ داكنة وموحدة عليها شعارات باهتة.
هبت ريحٌ من النافذة المكسورة، وشعرتُ بشعري وأنا أقترب بحذر من الفتحة، مُستندًا إلى الإطار مجددًا. مددت يدي الأخرى المُكبّلة إلى العاصفة، وارتشفتُ رشفاتٍ يائسة من ماء المطر، وكان السائل يتدفق أسرع من أن أتمكن من ابتلاع لقمةٍ مُرضية. وبينما كنتُ أبحث عن خطة، أخرجتُ برطمان العسل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قفز قلبي، وامتلأت أطرافي بطاقة جديدة. حقائب طوارئ! حقائب مؤن للمهام الطويلة. تسللتُ إلى الداخل وجثوتُ على ركبتيّ أمام الأكوام، جاذبًا إحداها نحوي. امتلأ القماش الصناعي بالثقوب، كاشفًا عن غلاف فضي لامع لعدة وجبات جاهزة وزجاجات ماء زجاجية مُقوّاة. سقطتُ عليها بجنون. أمسكت إحدى الزجاجات، وشربتُ معظمها دفعة واحدة. كان طعمها باهتًا جدًا، كما لو أنها سُكبت عبر حذاء، ولكنه أفضل بكثير من لا شيء. بعد ذلك، فتحتُ وجبة جاهزة، وسكبتُ ما تبقى من الماء في كيس التسخين، ثم حشرتُ كيس الطعام بداخله.
عدتُ إلى الردهة وأنا أسير بخطوات بطيئة، ساقي مشتعلة، والدم يتسرب من ضمادتي المتسخة. وصلتُ إلى الدرج، واستقمتُ مع هسهسة بين أسناني، وتمسكتُ بالدرابزين، ناظرًا إلى الأسفل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدقت في حالة من عدم التصديق.
جلست وشاهدته يتمدد أثناء تسخينه، متوقعًا رائحة الفلفل الحار والماك والجبن التي وعدت بها الملصق الباهت.
قفز قلبي، وامتلأت أطرافي بطاقة جديدة. حقائب طوارئ! حقائب مؤن للمهام الطويلة. تسللتُ إلى الداخل وجثوتُ على ركبتيّ أمام الأكوام، جاذبًا إحداها نحوي. امتلأ القماش الصناعي بالثقوب، كاشفًا عن غلاف فضي لامع لعدة وجبات جاهزة وزجاجات ماء زجاجية مُقوّاة. سقطتُ عليها بجنون. أمسكت إحدى الزجاجات، وشربتُ معظمها دفعة واحدة. كان طعمها باهتًا جدًا، كما لو أنها سُكبت عبر حذاء، ولكنه أفضل بكثير من لا شيء. بعد ذلك، فتحتُ وجبة جاهزة، وسكبتُ ما تبقى من الماء في كيس التسخين، ثم حشرتُ كيس الطعام بداخله.
بدلاً من ذلك، ملأت رائحة كريهة لاذعة الخزانة. وعندما بدت جاهزة، والبخار يتصاعد منها، خشيت فتحها. لكن بدافع الجوع، فعلت ذلك على أي حال… واضطررتُ إلى إبعاد وجهي عن موجة رائحة اللحم المتعفن والجبن الفاسد. رميتها بعيدًا بلعنة عالية، ناسيًا أنه كان من المفترض أن ألتزم الصمت.
بحق؟!
غادرتُ الردهة، وسلكتُ أقرب ممرّين، كان هذا الممرّ مليئًا بأبواب المكاتب، وينتهي بممرّ متقاطع فيه أبواب أخرى. تنهدتُ متسائلًا أين وضعتُ ثقل الورق.
كانت الوجبات الجاهزة صالحة لعقود، بكل بساطة. كيف فسدت؟ ليست هناك أي ثقوب في العبوة.
لمست جبهتي النافذة القذرة، وعَلى أنين محاصر إلى حلقي.
يائسًا، جربتُ طبقًا آخر. يخنة لحم بقري. ملأَت الرائحة الكريهة هواء الخزانة، وضاعفت من روائح الأقدام المتعرقة والجثث المدفونة على الطريق.
عرجتُ نحوه وفتحتُ كل درج، باحثًا عن أسلحةٍ متروكة. يا للعجب، فتاحة الرسائل ستكون شيئًا رائعًا.
حدقت في حالة من عدم التصديق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
————————
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عابسًا وأنا أحدّق في المرطبان، عدت إلى الخارج نحو الكافتيريا، أفكر إن كان يجب عليّ فقط كسره. لكن قد أهدر بعضه بذلك. ربما أجد شيئًا أستعمله في أحد المطابخ. مطعم التاكو قد يكون لديه فتاحة علب للفاصوليا. بالطبع، الأكل سيجعلني أكثر عطشًا. ما أحتاجه حقًا هو الماء. توقفت عند طاولة مطعم التاكو، أنظر نحو النوافذ التي غطتها قطرات المطر. ربما لو وجدت وعاءً نظيفًا أو اثنين يمكنني جمع مياه المطر… ثم آمل أن تكون آمنة بما يكفي للشرب. لكن من الأفضل أن أفعل ذلك في مكاتب المشعين حيث النافذة محطمة ويمكنني أيضًا البحث عن سلاح. كنت بحاجة لشيءٍ أدافع به عن نفسي إن أردت الوصول إلى غرفة الاتصالات.
على الأقل هناك تقدم.. + تبين أن للفصول أسماءً؛ لكن الأخ اللي بجيب منه الفصول ما كان يضعهم.. سأبحث عن وأعدل الفصول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اللهم يا واحد يا أحد، يا ملك يا مبين، ارزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعلهم في جنات النعيم. انصر المستضعفين، واكشف الغمّة، وفرّج الكرب، يا أرحم الراحمين. آمين.
لم يُسمع هديرٌ صاخبٌ في حجرة الأطباء المظلمة، لكنني تراجعتُ ببطءٍ على طول الجدار نحو الردهة، متألمًا إذ صرّ حذائي. تجمدتُ في مكاني. ضاقت عيناي في الظلام، أتوقع لسانًا طويلًا يلتف حول الزاوية، يقود رأسًا أصلعًا باحثًا كالمقود.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
حتى هنا. بقيت ثمانية طوابق قبل أن أصل إلى غرفة الاتصالات، وكلها قد تكون مليئة بتلك الأشياء المرعبة. قد تكون في أي مكان الآن، منتشرة حولي.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات