لون الوحشية
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
شعر وكأنّه داخل مصنع لمعالجة اللحوم…
Arisu-san
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
رمش شاو شوان بعينيه وأبعد نظره، ليجد أن كلّ الصبية في الكهف من حوله كانوا يحدّقون بعيون متلألئة نحو أولئك المتزينين “المتقدمين”، والغيرة تشتعل في أعينهم.
الفصل 20 – لونُ الوحشيّة
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
…
…
تلك الكلمات في الأغنية تحقّقت.
“هيا يا فتيان! انهضوا واستعدّوا! علينا الصعود إلى الجبل!”
شاو شوان كان يشعر برغبة جامحة في أن يصفع وجهه لأنه غنّى تلك الأغنية الحمقاء!
ارتفع الستار المصنوع من القش، وصرخ غي وهو يدخل من الخارج:
عندما أشرقت الشمس وذاب الثلج، اعترضه غي مع بضعة رجال، ووقفوا في طريق الصبية الذين كانوا يحملون أدوات الصيد، ويهمّون بالاندفاع نحو ضفّة النهر ليصطادوا.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وحين رأى شاو شوان ابتسامة غي المألوفة، ثم نظر إلى الرجال الذين أحضرهم معه، أدرك الصبية أخيرًا ما الذي يخطط له. اللعنة! في كلّ عام، حين ينتهي الشتاء، وقبل بدء طقوس مهرجان الثلج، كانوا يُساقون إلى الجدول ليأخذوا حمّامًا.
أبغض حمّام!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورأى شاو شوان صبية آخرين من القبيلة، من سفح الجبل، ومن منتصفه، ومن قرب القمة. كلّهم يرتدون ما يرتديه الكبار، لكن دون تلك الهالة الثقيلة. وأبرز ما كان واضحًا في نظر شاو شوان: كلّما ارتفع المرء في مكان السكن… ارتقى مستوى زينته.
وإن أردت قول ذلك بطريقة مهذّبة، فهو استحمامٌ مطلوب قبل طقوس القبيلة. أمّا في الحقيقة، فكلّ من يرفض الذهاب طوعًا للاستحمام يُحمَل قسرًا إلى الجدول، ويُغسَل بالفرشاة عنوة. ألقِ نظرة على أولئك المحاربين الذين جلبهم غي! سواء شاء الصغار أم أبوا… سيُفركون فركًا!
كاد شاو شوان ألا يتعرّف على غي حين رآه. كان يرتدي الآن قرنين لحيوان شرس، وفوق عنقه عقودٌ من العظام. أما ثياب الجلد التي يرتديها فلم تكن هي المعتادة؛ نقوشها كانت واضحة، وفراؤها منتصب كالإبر، بدا قاسيًا، والأرجح أنّه جلد وحشٍ مفترس.
ولحسن الحظ، كان شاو شوان يريد أن يستحم. طوال الشتاء لم يغسل وجهه مرّة واحدة، وشعره قد التصق بعضه ببعض منذ زمن. ولو لم يذكر غي الأمر، لما خطر بباله كيف صار شكله الآن.
وما إن اقترب منه غي، حتى قال شاو شوان فورًا:
اقترب شاو شوان من الجدول ونظر إلى انعكاسه في الماء. الصورة كانت مضطربة بسبب التموجات، لكنّه تمكّن على الأقل من رؤية هيئته المشعثة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلّ وجه شاو شوان متجمّد الملامح طوال الطريق. كانت تلك اللحظة أوّل مرة يشعر فيها بوضوحٍ بالغ أنه يعيش فعلًا… في قبيلة بدائية حقيقية.
المحاربون الأقوياء يستطيعون القفز مباشرةً في الماء الجليدي، أمّا الصبية فالأمر مختلف تمامًا. كان غي قد أمر أحدهم بغلي قدرٍ من الماء قبل وصولهم، ليخلط المحاربون الماء الساخن بماء الجدول البارد داخل مغرفة كبيرة، ويصبّوه فوق جَسد الصغير العاري الممدّد على صخرة مسطّحة، بينما يفركونه بحبال عشبية قاسية. ومع كلّ فركٍ، تتدفق مياه سوداء، وكأن تلك الأجساد الصغيرة كانت من الطين!
أبغض حمّام!
وبعد أن يُغمر الصغير بالماء ويُفرك حتى آخر رمق، يُرمى فوق كومة القش على الجانب. ثم يأتي أحدهم ويلفّه بجلد حيوان نظيف، ويحمله عائدًا إلى كهف الأيتام. أمّا جلود الحيوانات التي كانوا يرتدونها، والبطانيات التي كانوا يلتفون بها، فيأخذها نساء القبيلة ليُغسلنها ويُجفّفنها، ثم يُعدنها لاحقًا.
ارتعشت جفون شاو شوان وهو يشاهد ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وحين رأى شاو شوان ابتسامة غي المألوفة، ثم نظر إلى الرجال الذين أحضرهم معه، أدرك الصبية أخيرًا ما الذي يخطط له. اللعنة! في كلّ عام، حين ينتهي الشتاء، وقبل بدء طقوس مهرجان الثلج، كانوا يُساقون إلى الجدول ليأخذوا حمّامًا.
شعر وكأنّه داخل مصنع لمعالجة اللحوم…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي يوم مهرجان الثلج، كان الصبية جميعًا نائمين في الكهف. لن تبدأ الطقوس قبل الليل، وإلى ذلك الحين لم يُسمح لهم بالذهاب إلى النهر للصيد. فبقوا نائمين حتى يأتي من يوقظهم.
وما إن اقترب منه غي، حتى قال شاو شوان فورًا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل 20 – لونُ الوحشيّة
“أعطني مغرفة، وسأفعلها بنفسي!”
كل الصبية في الكهف كانوا في غاية الحماس للطقوس. فما من أحد في القبيلة يُعفى من حضورها، مهما كان مكانه أو منزلته. من سكان قمة الجبل إلى من يسكنون سفحه؛ من أقوى المحاربين إلى الرضّع الذين يبكون جوعًا؛ كلّهم يصعدون إلى القمة لحضور الاحتفال.
وبما أنّ شاو شوان كان راغبًا في التعاون، رمى له غي المغرفة، ووجّه اهتمامه نحو بقيّة الصبية. فهؤلاء الذين نجوا من الشتاء… لا يفلت واحدٌ منهم.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
وبعد أن غُسِلوا وفُرِكوا، أُخبر الصبية في الكهف بأنّ طقوس مهرجان الثلج ستُقام بعد غد. كانت تلك كلمة الشامان، وبالطبع… لا أحد يعترض، بل ولا أحد تُفكّر روحه في الرفض. وهذا يكفي لإثبات مدى نجاح عملية غسيل الدماغ التي يقوم بها ذلك الساحر العجوز. فعلى الرغم من كلّ ما تعرّضوا له، لم تتشكّل في نفوسهم ذرة شكوى تجاه الشامان.
وبالإضافة إلى الثياب، كان وجه غي مرسومًا بأصباغ نباتية. على خديه رسمتا خطوطٍ تشبه خطوط طوطم القبيلة. وعلى جبينه وأنفه وحنكه خطوطٌ أخرى. وكلما خرجت فرقة الصيد في مهمّة، كان محاربون الطوطم يرسمون تلك الرموز على وجوههم. ومع أنّ خطوط الطوطم تظهر تلقائيًا على أجسادهم أثناء الصيد، صار الرسم على الوجه عادةً وتقاليدًا وطقسًا. والطقوس هنا لا تختلف.
وبعد ثلاثة أيام على نهاية الشتاء، ذابت الطبقة السميكة من الثلج عند مدخل الكهف بسرعة. وبالطبع، اختفى الجليد الذي كان يسدّ فتحات التهوية. لكن ما دامت نهاية الشتاء قد حلّت، فقد ارتفعت درجة الحرارة بسرعة، ومع البطانيات المصنوعة من جلود الحيوانات لم يعد أحد يشعر بالبرد الشديد. بدا كلّ شيء ينبض بالحياة من جديد.
وبما أنّ شاو شوان كان راغبًا في التعاون، رمى له غي المغرفة، ووجّه اهتمامه نحو بقيّة الصبية. فهؤلاء الذين نجوا من الشتاء… لا يفلت واحدٌ منهم.
وأشدّ ما رسخ في ذاكرة شاو شوان خلال اليومين السابقين هو أنّ عددًا كبيرًا من الناس الذين كانوا لا يكترثون بمظاهرهم، ويبدون كالمتشرّدين، فجأةً نظّفوا أنفسهم وارتدوا ما يليق. حتى إن كانت ثيابهم من جلود ممزّقة هنا وهناك، فقد كانت نظيفة ومرتّبة. وشعورهم، طويلها وقصيرها، سُرّح بعناية.
وأثناء صعودهم، رأى شاو شوان آخرين يتسلّقون الجبل جماعاتٍ جماعات. كانوا جميعًا “متزيّنين”. على رؤوسهم قرون، أو أنصال، أو ريش، أو زينة لم يعرفها شاو شوان. وعلى أعناقهم عقودٌ من عظام وحوش شرسة. انظر إلى تلك الأنياب! ما يرتديه صبية كهف الأيتام ليس إلا لعبًا مقارنةً بها.
وفي يوم مهرجان الثلج، كان الصبية جميعًا نائمين في الكهف. لن تبدأ الطقوس قبل الليل، وإلى ذلك الحين لم يُسمح لهم بالذهاب إلى النهر للصيد. فبقوا نائمين حتى يأتي من يوقظهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المحاربون الأقوياء يستطيعون القفز مباشرةً في الماء الجليدي، أمّا الصبية فالأمر مختلف تمامًا. كان غي قد أمر أحدهم بغلي قدرٍ من الماء قبل وصولهم، ليخلط المحاربون الماء الساخن بماء الجدول البارد داخل مغرفة كبيرة، ويصبّوه فوق جَسد الصغير العاري الممدّد على صخرة مسطّحة، بينما يفركونه بحبال عشبية قاسية. ومع كلّ فركٍ، تتدفق مياه سوداء، وكأن تلك الأجساد الصغيرة كانت من الطين!
ارتفع الستار المصنوع من القش، وصرخ غي وهو يدخل من الخارج:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبصدق، كان ذلك أول حفل يشارك فيه شاو شوان. حين استيقظ في هذا المكان، كانت مواسم الطقوس قد مضت، ولم يكن في ذاكرته أيّ تجربة مشابهة. كان كلّ شيء جديدًا وغريبًا عليه.
“هيا يا فتيان! انهضوا واستعدّوا! علينا الصعود إلى الجبل!”
رمش شاو شوان بعينيه وأبعد نظره، ليجد أن كلّ الصبية في الكهف من حوله كانوا يحدّقون بعيون متلألئة نحو أولئك المتزينين “المتقدمين”، والغيرة تشتعل في أعينهم.
كاد شاو شوان ألا يتعرّف على غي حين رآه. كان يرتدي الآن قرنين لحيوان شرس، وفوق عنقه عقودٌ من العظام. أما ثياب الجلد التي يرتديها فلم تكن هي المعتادة؛ نقوشها كانت واضحة، وفراؤها منتصب كالإبر، بدا قاسيًا، والأرجح أنّه جلد وحشٍ مفترس.
عندما أشرقت الشمس وذاب الثلج، اعترضه غي مع بضعة رجال، ووقفوا في طريق الصبية الذين كانوا يحملون أدوات الصيد، ويهمّون بالاندفاع نحو ضفّة النهر ليصطادوا.
وبالإضافة إلى الثياب، كان وجه غي مرسومًا بأصباغ نباتية. على خديه رسمتا خطوطٍ تشبه خطوط طوطم القبيلة. وعلى جبينه وأنفه وحنكه خطوطٌ أخرى. وكلما خرجت فرقة الصيد في مهمّة، كان محاربون الطوطم يرسمون تلك الرموز على وجوههم. ومع أنّ خطوط الطوطم تظهر تلقائيًا على أجسادهم أثناء الصيد، صار الرسم على الوجه عادةً وتقاليدًا وطقسًا. والطقوس هنا لا تختلف.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
وبصدق، كان ذلك أول حفل يشارك فيه شاو شوان. حين استيقظ في هذا المكان، كانت مواسم الطقوس قد مضت، ولم يكن في ذاكرته أيّ تجربة مشابهة. كان كلّ شيء جديدًا وغريبًا عليه.
أبغض حمّام!
كل الصبية في الكهف كانوا في غاية الحماس للطقوس. فما من أحد في القبيلة يُعفى من حضورها، مهما كان مكانه أو منزلته. من سكان قمة الجبل إلى من يسكنون سفحه؛ من أقوى المحاربين إلى الرضّع الذين يبكون جوعًا؛ كلّهم يصعدون إلى القمة لحضور الاحتفال.
وأثناء صعودهم، رأى شاو شوان آخرين يتسلّقون الجبل جماعاتٍ جماعات. كانوا جميعًا “متزيّنين”. على رؤوسهم قرون، أو أنصال، أو ريش، أو زينة لم يعرفها شاو شوان. وعلى أعناقهم عقودٌ من عظام وحوش شرسة. انظر إلى تلك الأنياب! ما يرتديه صبية كهف الأيتام ليس إلا لعبًا مقارنةً بها.
إنه رمز بداية السنة، وأكثر أيام السنة بهجة.
ارتفع الستار المصنوع من القش، وصرخ غي وهو يدخل من الخارج:
مكان الطقوس يقع في أعلى الجبل، بالقرب من مقرّ الشامان.
اقترب شاو شوان من الجدول ونظر إلى انعكاسه في الماء. الصورة كانت مضطربة بسبب التموجات، لكنّه تمكّن على الأقل من رؤية هيئته المشعثة.
تبع شاو شوان الجميع خارج الكهف، وترك قيصر في الداخل.
وبالمقارنة معهم، بدا شاو شوان ورفاقه كفراخٍ هزيلة تمشي بين جماعة من القردة ضخمة الوجوه.
والعتمة كانت تزحف، فالليل على وشك الهبوط. طيور السنونو الليلي التي كانت نشطة طوال الشتاء بدا وكأنها شعرت بشيء، إذ لم يظهر أيٍ منها الليلة، ولم يرى شاو شوان أيًّا منها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورأى شاو شوان صبية آخرين من القبيلة، من سفح الجبل، ومن منتصفه، ومن قرب القمة. كلّهم يرتدون ما يرتديه الكبار، لكن دون تلك الهالة الثقيلة. وأبرز ما كان واضحًا في نظر شاو شوان: كلّما ارتفع المرء في مكان السكن… ارتقى مستوى زينته.
وأثناء صعودهم، رأى شاو شوان آخرين يتسلّقون الجبل جماعاتٍ جماعات. كانوا جميعًا “متزيّنين”. على رؤوسهم قرون، أو أنصال، أو ريش، أو زينة لم يعرفها شاو شوان. وعلى أعناقهم عقودٌ من عظام وحوش شرسة. انظر إلى تلك الأنياب! ما يرتديه صبية كهف الأيتام ليس إلا لعبًا مقارنةً بها.
تلك الكلمات في الأغنية تحقّقت.
كل محاربين الطوطم، رجالًا ونساء، رسموا الخطوط ذاتها على وجوههم كما فعل غي. رأى شاو شوان محاربةً تقف شامخةً، يزيّن رأسها ريش ملوّن، وعند عنقها عقود عظم، وعلى خصرها حزام مصنوع من جلد بعض الأفاعي الموشّاة بنقوش جميلة، وتعلّق على تنّورتها الجلدية عظام صغيرة ترتطم ببعضها فتصدر طقطقة مع كل خطوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com والعتمة كانت تزحف، فالليل على وشك الهبوط. طيور السنونو الليلي التي كانت نشطة طوال الشتاء بدا وكأنها شعرت بشيء، إذ لم يظهر أيٍ منها الليلة، ولم يرى شاو شوان أيًّا منها.
قال غي إنّها محاربة قوية ذات سمعة عالية في القبيلة، ورأى شاو شوان نظرات الإجلال والاحترام على وجوه النساء حين نظرن إلى زينتها.
وبالمقارنة معهم، بدا شاو شوان ورفاقه كفراخٍ هزيلة تمشي بين جماعة من القردة ضخمة الوجوه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبصدق، كان ذلك أول حفل يشارك فيه شاو شوان. حين استيقظ في هذا المكان، كانت مواسم الطقوس قد مضت، ولم يكن في ذاكرته أيّ تجربة مشابهة. كان كلّ شيء جديدًا وغريبًا عليه.
ورأى شاو شوان صبية آخرين من القبيلة، من سفح الجبل، ومن منتصفه، ومن قرب القمة. كلّهم يرتدون ما يرتديه الكبار، لكن دون تلك الهالة الثقيلة. وأبرز ما كان واضحًا في نظر شاو شوان: كلّما ارتفع المرء في مكان السكن… ارتقى مستوى زينته.
كل الصبية في الكهف كانوا في غاية الحماس للطقوس. فما من أحد في القبيلة يُعفى من حضورها، مهما كان مكانه أو منزلته. من سكان قمة الجبل إلى من يسكنون سفحه؛ من أقوى المحاربين إلى الرضّع الذين يبكون جوعًا؛ كلّهم يصعدون إلى القمة لحضور الاحتفال.
والصبي الذي يسير إلى جانب تلك المحاربة الشرسة كان يمشي كالطاووس نافش ريشه. بنظرة تقول: “ما هذه الخردة التي ترتدونها؟”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وحين رأى شاو شوان ابتسامة غي المألوفة، ثم نظر إلى الرجال الذين أحضرهم معه، أدرك الصبية أخيرًا ما الذي يخطط له. اللعنة! في كلّ عام، حين ينتهي الشتاء، وقبل بدء طقوس مهرجان الثلج، كانوا يُساقون إلى الجدول ليأخذوا حمّامًا.
رمش شاو شوان بعينيه وأبعد نظره، ليجد أن كلّ الصبية في الكهف من حوله كانوا يحدّقون بعيون متلألئة نحو أولئك المتزينين “المتقدمين”، والغيرة تشتعل في أعينهم.
كلّ شيء حوله كان شرسًا، عنيفًا.
وبعد ثلاثة أيام على نهاية الشتاء، ذابت الطبقة السميكة من الثلج عند مدخل الكهف بسرعة. وبالطبع، اختفى الجليد الذي كان يسدّ فتحات التهوية. لكن ما دامت نهاية الشتاء قد حلّت، فقد ارتفعت درجة الحرارة بسرعة، ومع البطانيات المصنوعة من جلود الحيوانات لم يعد أحد يشعر بالبرد الشديد. بدا كلّ شيء ينبض بالحياة من جديد.
وحشيًّا، غامضًا، يغمره لون البراري الكاسح.
إنه رمز بداية السنة، وأكثر أيام السنة بهجة.
ظلّ وجه شاو شوان متجمّد الملامح طوال الطريق. كانت تلك اللحظة أوّل مرة يشعر فيها بوضوحٍ بالغ أنه يعيش فعلًا… في قبيلة بدائية حقيقية.
وأثناء صعودهم، رأى شاو شوان آخرين يتسلّقون الجبل جماعاتٍ جماعات. كانوا جميعًا “متزيّنين”. على رؤوسهم قرون، أو أنصال، أو ريش، أو زينة لم يعرفها شاو شوان. وعلى أعناقهم عقودٌ من عظام وحوش شرسة. انظر إلى تلك الأنياب! ما يرتديه صبية كهف الأيتام ليس إلا لعبًا مقارنةً بها.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبصدق، كان ذلك أول حفل يشارك فيه شاو شوان. حين استيقظ في هذا المكان، كانت مواسم الطقوس قد مضت، ولم يكن في ذاكرته أيّ تجربة مشابهة. كان كلّ شيء جديدًا وغريبًا عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلّ وجه شاو شوان متجمّد الملامح طوال الطريق. كانت تلك اللحظة أوّل مرة يشعر فيها بوضوحٍ بالغ أنه يعيش فعلًا… في قبيلة بدائية حقيقية.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات