تغيّرات
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
انضمام شاو شوان في منتصف المراسم لم يكن سوى حلقة صغيرة في احتفال هذا العام، رغم أنه كان مختلفًا بوضوح عن غيره من الاحتفالات. غير أنّ الناس في القبيلة، مهما كثرت الظنون في قلوبهم، كان أكثر ما يشغلهم الآن هو أولئك الأطفال الذين يمرّون بمرحلة الاستيقاظ حول حفرة النار.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
فاللّهب الذي كان متجمّعًا على رأسه قد بدأ الآن بالامتداد إلى جسده كله. كانت رؤيته ممتلئة بالنار، ولم يكن واثقًا إن كان ما يراه هو اللهب المتصاعد فوق رأسه، أم اللهب المتدفّق من حفرة النار نفسها.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
لمّا رأى ساي شاو شوان واقفًا بجانبه مباشرة—وهو أصغر منه بسنتين—اضطربت دقّات قلبه. فكلّما تذكّر كيف تلقّى الضرب على يد شاو شوان والآخرين في الكهف قبل الشتاء، استشاط غضبًا. وفي الحقيقة، كان في غاية الحماسة حين اختاره الشامان هذا العام؛ فقد خطّط لإحضار وحشٍ مفترس بعد انضمامه إلى فريق الصيد الجديد عقب استيقاظ قوّته الطوطمية، ثم يلقي بجثّته عند مدخل كهف الأيتام، ليعاين أولئك الأوغاد الصغار صيده عن قرب—وخاصة شاو شوان. أمّا الآن… فما الذي يحدث بحقّ السماء؟
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سأل شاو شوان: “بعد أن استيقظت… هل لاحظت أي تغيّر في بصرك؟ البصر… يعني كيف ترى الأشياء… هل تشعر بتغيّر عن السابق؟”
الفصل 23 – تغيّرات
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
….
“أنت، هناك!”
انضمام شاو شوان في منتصف المراسم لم يكن سوى حلقة صغيرة في احتفال هذا العام، رغم أنه كان مختلفًا بوضوح عن غيره من الاحتفالات. غير أنّ الناس في القبيلة، مهما كثرت الظنون في قلوبهم، كان أكثر ما يشغلهم الآن هو أولئك الأطفال الذين يمرّون بمرحلة الاستيقاظ حول حفرة النار.
كان ساي بالغ الحماسة، يختبر بعناية التحوّلات الواضحة في جسده، ونقوش الطوطم التي ظهرت على ذراعيه. لكنه بطبيعة الحال لاحظ أيضًا أنّ شخصًا ما انضمّ إليهم فجأة دون مقدّمات. فحرّك رأسه قليلًا ليتبيّن الأمر، ليكتشف أنّه شاو شوان، مغطّى بكتلة من اللهب.
“أنت، هناك!”
العالم صغيرٌ حقًّا، وحديثو العداوة يلتقون دائمًا.
كان تغيّر اللهيب في الحفرة لطيفًا قبل لحظة، أمّا الآن فلم تعد الشرارات تتطاير، بل اندفعت النار اندفاعًا يشبه تدفّق الحمم، لتغمر كل من كان في ساحة الاحتفال، ثم تواصلت دون توقف نحو سفح الجبل.
ألم يكن هذا الفتى أصغر من اللازم؟ من المفترض ألا يبلغ العاشرة إلا بعد مهرجان الثلج هذا! فكيف وجد نفسه هنا؟
وبعد استيقاظ قوتهم الطوطمية، صار تنفّسهم أسهل، وكأن كل عضلة وكل عظمة قد أعيد تشكيلها، وامتلأت أجسادهم بقوة لا تنفَد. وإن بدوا من الخارج كما كانوا، فقد تغيّر باطنهم تغييرًا جذريًا.
لمّا رأى ساي شاو شوان واقفًا بجانبه مباشرة—وهو أصغر منه بسنتين—اضطربت دقّات قلبه. فكلّما تذكّر كيف تلقّى الضرب على يد شاو شوان والآخرين في الكهف قبل الشتاء، استشاط غضبًا. وفي الحقيقة، كان في غاية الحماسة حين اختاره الشامان هذا العام؛ فقد خطّط لإحضار وحشٍ مفترس بعد انضمامه إلى فريق الصيد الجديد عقب استيقاظ قوّته الطوطمية، ثم يلقي بجثّته عند مدخل كهف الأيتام، ليعاين أولئك الأوغاد الصغار صيده عن قرب—وخاصة شاو شوان. أمّا الآن… فما الذي يحدث بحقّ السماء؟
وتصاعدت ألسنة النار في حفرة النار بشدّة أكبر فأكبر. لم تعد تلك الحفرة الكبيرة ذات اللهيب الهادئ كما رآها شاو شوان في البداية، بل صارت أشبه ببركان ضخم على وشك الانفجار. لكنها لم تكن مخيفة كما من قبل، بل أيقظت في القلوب رغبة خاشعة في السجود.
شاو شوان بدوره لاحظ فور رميه في هذا المكان أنّه يقف إلى جانب ساي، غير أنّه لم يكن مهتمًّا البتّة بالتعامل معه الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد كان نطاق الامتداد أكبر بكثير من السنوات الماضية. بل إنّه، منذ تولّيه منصب الشامان، لم يشهد قطّ لهبًا ثالثًا يبلغ هذا المدى!
فهو من قبل لم يستطع سوى مراقبة حفرة النار من بعيد، أمّا الآن فقد تمكن أخيرًا من ملامسة وهجها الحقيقي. شعر كأنه غارق وسط بحر من النار، ولكن من غير أن يلسعه الحريق؛ لم يشعر سوى بالدفء، دفءٌ بدّد كل بقايا برد الشتاء المتجمّعة في جسده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سأل شاو شوان: “بعد أن استيقظت… هل لاحظت أي تغيّر في بصرك؟ البصر… يعني كيف ترى الأشياء… هل تشعر بتغيّر عن السابق؟”
كانت النقوش الطوطمية على أجساد الأطفال الواقفين حول حفرة النار متّقدة بحمرة اللهب. لقد أصبحت هكذا بعد دخول الشعلة إلى أجسادهم واستيقاظ القوة الكامنة في أجسامهم. وكانت العملية لديهم مضبوطة بشكل واضح.
كانت النقوش الطوطمية على أجساد الأطفال الواقفين حول حفرة النار متّقدة بحمرة اللهب. لقد أصبحت هكذا بعد دخول الشعلة إلى أجسادهم واستيقاظ القوة الكامنة في أجسامهم. وكانت العملية لديهم مضبوطة بشكل واضح.
لكنّ تغيّرات شاو شوان كانت أعنف بكثير.
فهو من قبل لم يستطع سوى مراقبة حفرة النار من بعيد، أمّا الآن فقد تمكن أخيرًا من ملامسة وهجها الحقيقي. شعر كأنه غارق وسط بحر من النار، ولكن من غير أن يلسعه الحريق؛ لم يشعر سوى بالدفء، دفءٌ بدّد كل بقايا برد الشتاء المتجمّعة في جسده.
فاللّهب الذي كان متجمّعًا على رأسه قد بدأ الآن بالامتداد إلى جسده كله. كانت رؤيته ممتلئة بالنار، ولم يكن واثقًا إن كان ما يراه هو اللهب المتصاعد فوق رأسه، أم اللهب المتدفّق من حفرة النار نفسها.
لمّا رأى ساي شاو شوان واقفًا بجانبه مباشرة—وهو أصغر منه بسنتين—اضطربت دقّات قلبه. فكلّما تذكّر كيف تلقّى الضرب على يد شاو شوان والآخرين في الكهف قبل الشتاء، استشاط غضبًا. وفي الحقيقة، كان في غاية الحماسة حين اختاره الشامان هذا العام؛ فقد خطّط لإحضار وحشٍ مفترس بعد انضمامه إلى فريق الصيد الجديد عقب استيقاظ قوّته الطوطمية، ثم يلقي بجثّته عند مدخل كهف الأيتام، ليعاين أولئك الأوغاد الصغار صيده عن قرب—وخاصة شاو شوان. أمّا الآن… فما الذي يحدث بحقّ السماء؟
شعر بألم خفيف في دماغه، وارتفعت حرارة جسده، فتجمّعت السخونة بين حاجبيه، ثم امتدّت إلى جبينه، ووجهه، ورقبته، وجذعه، وأطرافه…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سأل شاو شوان: “بعد أن استيقظت… هل لاحظت أي تغيّر في بصرك؟ البصر… يعني كيف ترى الأشياء… هل تشعر بتغيّر عن السابق؟”
ولعدم وجود مرآة، لم يستطع رؤية ما حلّ بملامحه، لكنه، إذ رأى النقوش القرمزية على وجوه الأطفال الآخرين، أيقن أنّ الشيء نفسه ظهر على وجهه. ولما أحسّ بالحرارة تمتدّ من كتفيه نزولًا نحو أطرافه، حرّك نظره إلى ذراعيه.
وتصاعدت ألسنة النار في حفرة النار بشدّة أكبر فأكبر. لم تعد تلك الحفرة الكبيرة ذات اللهيب الهادئ كما رآها شاو شوان في البداية، بل صارت أشبه ببركان ضخم على وشك الانفجار. لكنها لم تكن مخيفة كما من قبل، بل أيقظت في القلوب رغبة خاشعة في السجود.
كان قد خلع عباءته الفروية في محاولة لإطفاء النار، ولم يعد يرتديها، فبقي بثوبٍ بلا أكمام مصنوع من جلد الحيوان. وبدت النقوش الطوطمية على ذراعيه واضحة تمامًا مع امتداد الحرارة.
كانت النقوش الطوطمية على أجساد الأطفال الواقفين حول حفرة النار متّقدة بحمرة اللهب. لقد أصبحت هكذا بعد دخول الشعلة إلى أجسادهم واستيقاظ القوة الكامنة في أجسامهم. وكانت العملية لديهم مضبوطة بشكل واضح.
اشتدّ تدفّق اللهب والشرارات المتطايرة من حفرة النار مع مرور الوقت، وبدت النار داخل الحفرة وكأنها آخذة في التوسّع. كان الجميع منشغلين بالصلاة، ولهذا لم يبرز منظر شاو شوان المشتعل كثيرًا.
شاو شوان بدوره لاحظ فور رميه في هذا المكان أنّه يقف إلى جانب ساي، غير أنّه لم يكن مهتمًّا البتّة بالتعامل معه الآن.
وتصاعدت ألسنة النار في حفرة النار بشدّة أكبر فأكبر. لم تعد تلك الحفرة الكبيرة ذات اللهيب الهادئ كما رآها شاو شوان في البداية، بل صارت أشبه ببركان ضخم على وشك الانفجار. لكنها لم تكن مخيفة كما من قبل، بل أيقظت في القلوب رغبة خاشعة في السجود.
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) كان الشامان واقفًا قرب حفرة النار طوال الوقت بملامح جادة، لكنه الآن ابتسم أخيرًا ابتسامةً مفعمة بالسرور. لم يحتج حتى إلى النظر أسفل الجبل؛ فقد أحسّ بوضوح بمدى اتساع انتشار اللهب.
وصل غناء الشامان إلى مرحلته الثالثة، ومع المقطع الأخير، رفع الشامان ذراعيه ثم حرّك يده فجأة. فغطّت ألسنة اللهب المندفعة عباءته المصنوعة من جلود الحيوانات، الملوّنة بالرمادي والأبيض.
شعر بألم خفيف في دماغه، وارتفعت حرارة جسده، فتجمّعت السخونة بين حاجبيه، ثم امتدّت إلى جبينه، ووجهه، ورقبته، وجذعه، وأطرافه…
اللهب الثالث لحفرة النار – اللهب المُتَّسِع!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
كان تغيّر اللهيب في الحفرة لطيفًا قبل لحظة، أمّا الآن فلم تعد الشرارات تتطاير، بل اندفعت النار اندفاعًا يشبه تدفّق الحمم، لتغمر كل من كان في ساحة الاحتفال، ثم تواصلت دون توقف نحو سفح الجبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليمتدّ لهب القرن المشتعل أبدًا!” دوّى صوت القبيلة بأكملها. غمرت السعادة كل فرد. فطالما قال الشامان إن العام المقبل سيكون عامًا سعيدًا، فلا شك أنّه سيكون كذلك! وكيف لا يتهلّل الناس طربًا؟
وعند سفح الجبل، كان سيزر—الذي تُرك في الكهف بسبب المراسم—يحدّق في مدخل الكهف، مكتومًا بالهدير.
ومع ذلك، ظلّ شاو شوان متجمدًا قليلًا.
فخارج الكهف… كل شيء كان مغطّى بالنار.
إنه فأل حسن…
انتشر اللهب بسرعة على كامل الجبل، ولكنها لم تحرق قشًّا ولا شجرة واحدة. بدا وكأنها نار غير قاتلة، ومع ذلك فقد كان سيزر المختبئ في الكهف مرتعبًا منها. ولو استطاع لحفر الأرض ليدفن نفسه تحتها.
لكنّ شاو شوان وبقية الأطفال الذين استيقظت قواهم الطوطمية لم يستطيعوا المغادرة. فسيمكثون عند قمة الجبل فترةً من الزمن، ليستمعوا إلى محاضرة الشامان الثانية.
وفوق منطقة السكن، كانت طيور سنونو الليل التي تراجعت إلى مسافة بعيدة، تطير الآن مضطربة إلى مكان أبعد هربًا من النار الزاحفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ألم يكن هذا الفتى أصغر من اللازم؟ من المفترض ألا يبلغ العاشرة إلا بعد مهرجان الثلج هذا! فكيف وجد نفسه هنا؟
كان الشامان واقفًا قرب حفرة النار طوال الوقت بملامح جادة، لكنه الآن ابتسم أخيرًا ابتسامةً مفعمة بالسرور. لم يحتج حتى إلى النظر أسفل الجبل؛ فقد أحسّ بوضوح بمدى اتساع انتشار اللهب.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
لقد كان نطاق الامتداد أكبر بكثير من السنوات الماضية. بل إنّه، منذ تولّيه منصب الشامان، لم يشهد قطّ لهبًا ثالثًا يبلغ هذا المدى!
اللهب الثالث لحفرة النار – اللهب المُتَّسِع!
إنه فأل حسن…
وبعدها انقشع الجوّ الجادّ، وحلّ الفرح والبهجة. فراح الناس يغادرون الجبل جماعات صغيرة، ضاحكين، متحدثين، ومخطّطين لإقامة حفلات شواء مع أصدقائهم وعائلاتهم، مع بعض نبيذ الفاكهة، ثم نوم هانئ بانتظار العام الجديد الواعد.
“حظ!” صرخ الشامان.
العالم صغيرٌ حقًّا، وحديثو العداوة يلتقون دائمًا.
“حظ!” ردّ الجميع بحماسة.
“حظ!” صرخ الشامان.
“ليمتدّ لهب القرن المشتعل أبدًا!” هتف الزعيم آو بفرح.
ظلّ اللهب المتّسع نحو نصف ساعة، ثم بدأ يتراجع عن الجبل تدريجيًا. وفي النهاية لم يبق مشتعلاً إلا اللهب داخل حفرة النار، وظلّ الطوطم فوقه قائمًا.
“ليمتدّ لهب القرن المشتعل أبدًا!” دوّى صوت القبيلة بأكملها. غمرت السعادة كل فرد. فطالما قال الشامان إن العام المقبل سيكون عامًا سعيدًا، فلا شك أنّه سيكون كذلك! وكيف لا يتهلّل الناس طربًا؟
ومع ذلك، ظلّ شاو شوان متجمدًا قليلًا.
ظلّ اللهب المتّسع نحو نصف ساعة، ثم بدأ يتراجع عن الجبل تدريجيًا. وفي النهاية لم يبق مشتعلاً إلا اللهب داخل حفرة النار، وظلّ الطوطم فوقه قائمًا.
كان تغيّر اللهيب في الحفرة لطيفًا قبل لحظة، أمّا الآن فلم تعد الشرارات تتطاير، بل اندفعت النار اندفاعًا يشبه تدفّق الحمم، لتغمر كل من كان في ساحة الاحتفال، ثم تواصلت دون توقف نحو سفح الجبل.
وبعدها انقشع الجوّ الجادّ، وحلّ الفرح والبهجة. فراح الناس يغادرون الجبل جماعات صغيرة، ضاحكين، متحدثين، ومخطّطين لإقامة حفلات شواء مع أصدقائهم وعائلاتهم، مع بعض نبيذ الفاكهة، ثم نوم هانئ بانتظار العام الجديد الواعد.
وبعد أن نظر شاو شوان حوله مرارًا، تقدّم بضع خطوات، ثم نقر على كتف أحد الفتية الذين يتفاخرون أمام الآخرين:
وقاد غي الأطفال نحو كهف الأيتام. ولم يقلقوا بشأن هجمات طيور الليل تلك الليلة؛ فباستثناء سيزر، لن تجرؤ طيور أو وحوش على دخول منطقتهم السكنية.
وبعد مغادرة الجميع، بقي شاو شوان والآخرون قرب حفرة النار، فاقتادهم عدد من المحاربين إلى بيت حجري.
لكنّ شاو شوان وبقية الأطفال الذين استيقظت قواهم الطوطمية لم يستطيعوا المغادرة. فسيمكثون عند قمة الجبل فترةً من الزمن، ليستمعوا إلى محاضرة الشامان الثانية.
“أنت، هناك!”
وقف نحو ثمانين طفلًا بالقرب من حفرة النار، وقد نجح معظمهم في ايقاظ قوتهم الطوطمية، باستثناء أربعة غادروا بخيبة أمل. لكنّ التفكير في أنّهم سيستيقظون بالتأكيد في العام المقبل خفّف عنهم.
إنه فأل حسن…
وبعد مغادرة الجميع، بقي شاو شوان والآخرون قرب حفرة النار، فاقتادهم عدد من المحاربين إلى بيت حجري.
كان مضطرًّا للصمت… فكيف له أن يخبرهم بأن كل من يقع نظره عليه لا يراه إلا هيكلًا عظميًا؟
كان ذلك البيت الحجري أصلب بكثير من البيوت الخشبية التي رأها شاو شوان أسفل الجبل، واتساعه كان يكفي لأكثر من سبعين طفلًا.
وبعدها انقشع الجوّ الجادّ، وحلّ الفرح والبهجة. فراح الناس يغادرون الجبل جماعات صغيرة، ضاحكين، متحدثين، ومخطّطين لإقامة حفلات شواء مع أصدقائهم وعائلاتهم، مع بعض نبيذ الفاكهة، ثم نوم هانئ بانتظار العام الجديد الواعد.
وبعد استيقاظ قوتهم الطوطمية، صار تنفّسهم أسهل، وكأن كل عضلة وكل عظمة قد أعيد تشكيلها، وامتلأت أجسادهم بقوة لا تنفَد. وإن بدوا من الخارج كما كانوا، فقد تغيّر باطنهم تغييرًا جذريًا.
لكنّ شاو شوان وبقية الأطفال الذين استيقظت قواهم الطوطمية لم يستطيعوا المغادرة. فسيمكثون عند قمة الجبل فترةً من الزمن، ليستمعوا إلى محاضرة الشامان الثانية.
ومع ذلك، ظلّ شاو شوان متجمدًا قليلًا.
“ماذا…” التفت ساي، لكنّه ما إن رأى أنّه شاو شوان حتى تراجع خطوة بحذر، ثم عاد بقليل من التوتر، كأنه أراد إخفاء خوفه.
كان الأطفال الآخرون إمّا يناقشون إحساسهم بقوتهم الجديدة، أو يلوّحون بأذرعهم بحماسة. ولو لم يكن ثمة من يراقبهم، لانخرطوا في التنافس فورًا.
“حظ!” ردّ الجميع بحماسة.
وبعد أن نظر شاو شوان حوله مرارًا، تقدّم بضع خطوات، ثم نقر على كتف أحد الفتية الذين يتفاخرون أمام الآخرين:
وبعد أن نظر شاو شوان حوله مرارًا، تقدّم بضع خطوات، ثم نقر على كتف أحد الفتية الذين يتفاخرون أمام الآخرين:
“أنت، هناك!”
وفوق منطقة السكن، كانت طيور سنونو الليل التي تراجعت إلى مسافة بعيدة، تطير الآن مضطربة إلى مكان أبعد هربًا من النار الزاحفة.
“ماذا…” التفت ساي، لكنّه ما إن رأى أنّه شاو شوان حتى تراجع خطوة بحذر، ثم عاد بقليل من التوتر، كأنه أراد إخفاء خوفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعند سفح الجبل، كان سيزر—الذي تُرك في الكهف بسبب المراسم—يحدّق في مدخل الكهف، مكتومًا بالهدير.
“ماذا؟” قال ساي، وفي عينيه بقايا احتراز. فمع أنه كان أطول وأقوى من شاو شوان حتى قبل الاستيقاظ، إلا أنه تعرّض للهزيمة على يده عدة مرات، ولذلك حتى بعد حصوله على قوة الطوطم لم يجرؤ على التقليل من شأنه.
وتصاعدت ألسنة النار في حفرة النار بشدّة أكبر فأكبر. لم تعد تلك الحفرة الكبيرة ذات اللهيب الهادئ كما رآها شاو شوان في البداية، بل صارت أشبه ببركان ضخم على وشك الانفجار. لكنها لم تكن مخيفة كما من قبل، بل أيقظت في القلوب رغبة خاشعة في السجود.
سأل شاو شوان: “بعد أن استيقظت… هل لاحظت أي تغيّر في بصرك؟ البصر… يعني كيف ترى الأشياء… هل تشعر بتغيّر عن السابق؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سأل شاو شوان: “بعد أن استيقظت… هل لاحظت أي تغيّر في بصرك؟ البصر… يعني كيف ترى الأشياء… هل تشعر بتغيّر عن السابق؟”
وبما أنّ السؤال لم يكن تهديدًا، رفع ساي ذقنه بفخر وقال: “طبعًا!”
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) كان الشامان واقفًا قرب حفرة النار طوال الوقت بملامح جادة، لكنه الآن ابتسم أخيرًا ابتسامةً مفعمة بالسرور. لم يحتج حتى إلى النظر أسفل الجبل؛ فقد أحسّ بوضوح بمدى اتساع انتشار اللهب.
وانضمّ بعض الأطفال الذين لم يكن شاو شوان يعرفهم إلى النقاش بعدما سمعوا السؤال، وأخذوا يتحدّثون عن مدى بصرهم في الظلام، وكيف أنّ سمعهم وشمّهم ورؤيتهم كلها تحسّنت كثيرًا بعد استيقاظ قوة الطوطم.
فاللّهب الذي كان متجمّعًا على رأسه قد بدأ الآن بالامتداد إلى جسده كله. كانت رؤيته ممتلئة بالنار، ولم يكن واثقًا إن كان ما يراه هو اللهب المتصاعد فوق رأسه، أم اللهب المتدفّق من حفرة النار نفسها.
كان شاو شوان وحده صامتًا.
“ماذا؟” قال ساي، وفي عينيه بقايا احتراز. فمع أنه كان أطول وأقوى من شاو شوان حتى قبل الاستيقاظ، إلا أنه تعرّض للهزيمة على يده عدة مرات، ولذلك حتى بعد حصوله على قوة الطوطم لم يجرؤ على التقليل من شأنه.
كان مضطرًّا للصمت… فكيف له أن يخبرهم بأن كل من يقع نظره عليه لا يراه إلا هيكلًا عظميًا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الأطفال الآخرون إمّا يناقشون إحساسهم بقوتهم الجديدة، أو يلوّحون بأذرعهم بحماسة. ولو لم يكن ثمة من يراقبهم، لانخرطوا في التنافس فورًا.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“ليمتدّ لهب القرن المشتعل أبدًا!” هتف الزعيم آو بفرح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
