الفصل 2.5
حدقتُ في الخارج بينما انتهت أطلال الضواحي وبدأت الحضارة. تحول الأسفلت الوعر إلى طرق ناعمة ومُعتنى بها جيدًا، واصطف صف من المنازل الأنيقة على طول الشارع. أمامنا، كان الأفق عبارة عن سلسلة غير مستوية من ناطحات السحاب تحيط بها سلسلتان جبليتان، وتدفقت المدينة لتملأ الحوض بينهما. وفي النهار المتلاشي، بدأت الأضواء تومض بالحياة في جميع أنحاء الوادي.
انكمش كتفاي. “نعم… وماذا في ذلك؟ كنت في السابعة من عمري تقريبًا.”
احمرّ وجه المتظاهر، وشفتاه تتحركان كسمكة. لم يكن لديه رد حقيقي.
انعطفت السيارة الجيب يسارًا، بعيدًا عن وسط المدينة ونحو المنطقة المشعّة الأقرب إلى الجبال الشرقية.
بعد الدقائق العشر الأولى تقريبًا، لم أعد أشعر بالتحرر في نزهتي المنفردة، لكنني واصلتُ العمل حتى وصلتُ إلى الأبواب الدوارة لمبنى الشقق الشاهق الذي أسميته منزلي. مددتُ رقبتي، وحدّقتُ في مانع الصواعق في الأعلى: ضوء أحمر واحدٌ يومض لبرهةٍ في سماء الليل.
أطلق سيث شخيرًا حادًا غير صبور وضغط على الفرامل. انطلق جسدي إلى الأمام، وحزام الأمان يعض كتفي. تقلصت ونظرت لأعلى لأرى حقلًا من أضواء الفرامل الحمراء. سار العشرات من الناس في الشوارع وهم يلوحون بلافتات الاعتصام، ويعرقلون حركة المرور.
“بلى، سمعتُ، مع أنني لستُ متأكدة إن كان من المفترض أن أهنئك أم أواسيك.”
ضمّت شفتيها ولوحت بيدها مُبعدةً قلقي. “أستطيع رفع إبريق شاي يا تورين. إن كنت قلقًا لهذه الدرجة، يمكنك إحضار طبقك من الثلاجة وتسخينه.”
“اللعنة،” تأوهت. “مرة أخرى؟”
“مجانين،” تمتم جايس، مستلقيًا كما لو أنه قد يعود إلى قيلولته.
مع وداع أخير، تقدمتُ ببطء.
أمسك سيث بناقل الحركة ونظر من فوق كتفه، لكن عبوسه ازداد عمقًا تجاه السيارات التي اصطفت بالفعل خلفنا.
مر مئات الأشخاص من أمامي، جميعهم في عجلة من أمرهم أكثر مني —سيل من البشر يتدفق تحت الأضواء متعددة الألوان للعديد من الشاشات واللافتات النيون المعلقة من المباني الشاهقة على جانبي الممر.
نحن عالقون حتى ينتهى الاحتجاج أو يُفض.
سارت امرأة شقراء ترتدي بنطال يوغا أسود وسترة وردية زاهية على الخطوط المنقطة بين السيارات المتوقفة الآن بينما تسرب المزيد من الناس عبر حركة المرور المتوقفة خلفها. أمسكت بمكبر صوت على فمها ودفعت قبضتها الأخرى عاليًا فوق رأسها. تسربت الهتافات المكتومة للحشد المتزايد من خلال نوافذ الجيب.
ابتسمت، وفقدت عيناها التركيز. “أعني، بحقك، لقد تقدم لي بكل رومانسية كارتداء الجوارب.” نفخت، وهزت رأسها قليلًا. “لم يكن يومًا من النوع الذي يُجيد الكلام أو المشاعر يا تورين. أنت تعرف ذلك.”
سارت امرأة شقراء ترتدي بنطال يوغا أسود وسترة وردية زاهية على الخطوط المنقطة بين السيارات المتوقفة الآن بينما تسرب المزيد من الناس عبر حركة المرور المتوقفة خلفها. أمسكت بمكبر صوت على فمها ودفعت قبضتها الأخرى عاليًا فوق رأسها. تسربت الهتافات المكتومة للحشد المتزايد من خلال نوافذ الجيب.
“أبقوا الشقوق مفتوحة!” قطع صوتها المضخم ضجيج المدينة.
وضع سيث السيارة في موقف السيارات. “إذن يمكنك رؤية تهورها ولكن ليس تهورك؟”
“افتحوا الشقوق، حرروا الإشعاع!” رد زملاؤها المتظاهرون، وتزايد صوتهم كلما اقتربوا.
تمتمت، “ما كانت لتقول ذلك لو كانت داخل واحد من قبل.”
وضع سيث السيارة في موقف السيارات. “إذن يمكنك رؤية تهورها ولكن ليس تهورك؟”
نحن عالقون حتى ينتهى الاحتجاج أو يُفض.
“أتعلم، أعتقد أنني سأمشي إلى المنزل،” قلت، مقلدًا نبرة أخي المسطحة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لستُ جائعًا،” كذبتُ.
فتحت باب السيارة وتألمت عندما تحولت الهتافات المكتومة إلى هدير مدو. خضت في الحشد، عكس تيار حركة المشاة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بين نفسٍ وآخر، ابتلع التعب غضبي. كان دم التمساح الجافّ يتقشّر من بشرتي، تاركًا إياها خشنةً وحمراء، وبدأت ملابسي البالية تُهترئ.
بدلاً من إلقاء نكتة، أمسك بمرفقي ونظر إلي بابتسامة أخوية. “هل تعتقد حقًا أن سيث يراك طفلًا عاجزًا، أليس كذلك؟”
“افتحوا الشقوق، حرروا الإشعاع!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بين نفسٍ وآخر، ابتلع التعب غضبي. كان دم التمساح الجافّ يتقشّر من بشرتي، تاركًا إياها خشنةً وحمراء، وبدأت ملابسي البالية تُهترئ.
احنيتُ رأسي وركزتُ على قدميّ وأنا أشقّ طريقي بين المتظاهرين، وهتافاتهم تتداخل، ومقاطعهم تقفز أمامي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“…انخفضت معدلات الإصابة بالسرطان بنسبة سبعين بالمائة…”
“أبقوا الشقوق مفتوحة!” قطع صوتها المضخم ضجيج المدينة.
“…لكن حكومتنا تحتكر السلطة، تمامًا مثل الآخرين…”
“بالضبط.”
“الإشعاع يجعلنا أقوى!” صاح أحد المتظاهرين وهو يصطدم بي. استدار وضغط ورقة على صدري، والتقت عيناه الواسعتان بعينيّ بتوسل شديد. “نحن أكثر صحة بفضله، ومن حقنا الوصول إلى أكبر قدر ممكن منه!”
توقفت في مكاني، مما جعل جايس ينظر حوله، وبدأت أراقب. المدينة، التي ستضم مقر الفرع الجديد للأمم المتحدة، “قسم الدفاع العالمي”، كانت تمتد خارج حدود الشاشة على الرغم من أنها تبعد أميالًا خلف صفوف شاحنات المراسلين. ومع كل ثانية تمر، كانت ناطحات السحاب الشاهقة تختفي أكثر فأكثر بينما بدأت المدينة في الارتفاع. تطاير الإشعاع حول محيطها مثل ومضات البرق، إذ تغذت المواد الراتنجية التي تشغلها من بعضها البعض ومن الإشعاع الذي يخترق الغلاف الجوي. وتحت الشوارع البكر والأساسات الهائلة، كانت شبكة من الأنابيب الفضية تُغذي الرحلة الأولى، ينبض من خلالها الإشعاع الذهبي. وإذا سار كل شيء كما هو مخطط، فلن تلمس هذه المدينة الأرض مرة أخرى أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إذن اذهب له!” رميت المنشور المجعّد بعيدًا. “مع أننا نعلم أنك لن تفعل ذلك.”
حدقتُ في الخارج بينما انتهت أطلال الضواحي وبدأت الحضارة. تحول الأسفلت الوعر إلى طرق ناعمة ومُعتنى بها جيدًا، واصطف صف من المنازل الأنيقة على طول الشارع. أمامنا، كان الأفق عبارة عن سلسلة غير مستوية من ناطحات السحاب تحيط بها سلسلتان جبليتان، وتدفقت المدينة لتملأ الحوض بينهما. وفي النهار المتلاشي، بدأت الأضواء تومض بالحياة في جميع أنحاء الوادي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قالت بهدوء، “لا تغضب من سيث. أنت تعلم أن ما يقوله بدافع الحب.”
احمرّ وجه المتظاهر، وشفتاه تتحركان كسمكة. لم يكن لديه رد حقيقي.
عدت بذاكرتي إلى مقعد الحافلة الخانق، وأنا ألتقط خيطًا مفكوكًا من سروال السباحة البالي الخاص بي. كان سيث قد دخل ومعه عمودان. أراهن أنك لا تستطيع اصطياد سمكة.
لم تستطع حكومات العالم بعد التنبؤ بالعواقب طويلة المدى للتعرض المطول لإشعاعات الشقوق. صُنفت الكثير من تلك الأبحاث فوق تصريحي، ولكن مما رأيته في الشقوق، من الواضح تمامًا أنهم كانوا يعملون على مدار الساعة لمنع أسوأ السيناريوهات.
اللهم يا واحد يا أحد، يا ملك يا مبين، ارزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعلهم في جنات النعيم. انصر المستضعفين، واكشف الغمّة، وفرّج الكرب، يا أرحم الراحمين. آمين.
ركض قطٌّ سمين أحمرُ البشرة في الردهة بينما دخلتُ وانزلق بين ساقيّ، يفرك كاحليّ وهو يشمُّ بقع الدم على بنطالي. حملته بين ذراعيّ، فهدر وهو يلعق البقايا الجافة على كمّي.
هناك سبب لإعطاء كل مدينة رئيسية الأولوية لبناء المخابئ النووية، حتى لو لم يرغب أي منها في الاعتراف بذلك للعامة، لكن الفروق الدقيقة أو المخاطرة لم تهم هؤلاء المتظاهرين. لقد رأوا ما يريدون رؤيته، تمامًا مثل أي شخص آخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فكرتُ مليًا في كلمات جايس، محاولًا أن أجعلها تُحسّن مزاجي، لكنني ظللتُ مُتمسكًا آخر ما قاله عن سيث. سيث هو ما جعله العالم.
“مهلاً، تورين، انتظر،” نادى صوت جايس. استدرت لأراه يشق طريقه بسهولة عبر الحشد، ويصلح تدفق حركة المرور مثل سد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سخرت. “بالتأكيد يفعل.”
عادت نظراتي إلى يديّ المتسختين والمُلطختين بالدماء. تشابكتا كقبضتين. أغمضت عينيّ، ثقيلتين ولاذعتين. لم أستطع إلا أن أتساءل إن كان سيث مُحقًا. لو، ربما فقط، كنتُ مُتهورًا وعنيدًا.
دفعت يدي في جيبي، الجينز الآن متيبس بدم الوحش المتحول الجاف، وواصلت المشي، ولكن بالطبع، لحق بي.
شعرتُ بخطأ في ذلك. لقد كان مُلتويًا. ومع ذلك، لم أستطع إنكار حقيقة الأمر، الواقع البشع. كنا نعيش في عصر لم يعد فيه العالم ملكنا بالكامل، وبالكاد كنا نفهم الغزاة. كان على الناس التكيف والتصرف بسرعة. ربما للبقاء على قيد الحياة، وعليّ أيضًا أن أصبح من يُريده العالم.
ما كان يجب أن تضع نفسك في هذا الموقف، رن صوت سيث في رأسي.
“هل أرسلك سيث لرعايتي؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فكرتُ مليًا في كلمات جايس، محاولًا أن أجعلها تُحسّن مزاجي، لكنني ظللتُ مُتمسكًا آخر ما قاله عن سيث. سيث هو ما جعله العالم.
“إذن هل فكرت فقط في أن تمد ساقيك بعد يوم عمل كامل على قدميك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دفعت يدي في جيبي، الجينز الآن متيبس بدم الوحش المتحول الجاف، وواصلت المشي، ولكن بالطبع، لحق بي.
هناك سبب لإعطاء كل مدينة رئيسية الأولوية لبناء المخابئ النووية، حتى لو لم يرغب أي منها في الاعتراف بذلك للعامة، لكن الفروق الدقيقة أو المخاطرة لم تهم هؤلاء المتظاهرين. لقد رأوا ما يريدون رؤيته، تمامًا مثل أي شخص آخر.
بدلاً من إلقاء نكتة، أمسك بمرفقي ونظر إلي بابتسامة أخوية. “هل تعتقد حقًا أن سيث يراك طفلًا عاجزًا، أليس كذلك؟”
“يا للعجب، لقد نجحوا حقًا،” قلتُ، لكن جايس لم ينظر إليّ. كان يرفع يده إلى إحدى المشعّات التي استدارت على مقعدها وكانت تحدق فيه وهي تلعب بقشة الكوكتيل في فمها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اشتدت قبضتي على مقبض الباب.
سخرت. “بالتأكيد يفعل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لقد أخبرني أنني لا أستطيع فعل ذلك،” قلتُ بابتسامة ساخرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل أنت متأكد؟ لا تزال المسافة طويلة من هنا.”
“لا يفعل. أنا جاد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدلاً من الإنجاز، رأيت فقط كيف سيتفاعل الناس عندما يكتشفون أن المطور وراء هذه الأفكار لم يكن قادرًا حتى على تسخير الإشعاع اللازم لاستخدامها.
هدّأتُ نفسي، وسرتُ عبر الأبواب الدوارة وعبرتُ الردهة، مارًّا بعشرات صناديق البريد على الجدار الأيمن، نحو صفّ المصاعد في الخلف. تجاهلتُ موظفة الاستقبال خلف المكتب الرئيسي، التي عبست في اشمئزاز من حالتي، وضغطتُ على زر.
“وأنا أيضًا.” انزلقت من قبضته الخفيفة. “لا يظن أنني أستطيع فعل أي شيء. يعبّر عن ذلك وكأنه يحميني، وبالتأكيد، هذه هي نظرته الحقيقية للأمور، لكنه لا يختلف كثيرًا عن أي شخص آخر يناديني بالخامل. ليس حقًا.”
الفصل 2.5
“أنت مخطئ،” قال جايس بصوت منخفض لدرجة أنني كدتُ لا أفهمه بسبب الهتاف السخيف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في البعد، ترتفت حتى فوق أطول ناطحات السحاب المحيطة، توهطت أبراج جسر الضوء بآخر ضوء برتقالي محترق لغروب الشمس. تمايل الشق المعلق بين السقفين مثل السراب، والدوران المستمر لحلقة احتوائه الفريدة صارت مجرد ضبابية من هذه المسافة. حدقت في المباني المهيبة حيث تعلمت صياغة العظام.
تنهدت، قاومًا رغبتي في قلب عينيّ. سواءً كان وسيطًا أم لا، عندما يتعلق الأمر بذلك، كان جايس دائمًا في صف سيث. لم أرغب في إجراء هذه المحادثة، لذا أسرعت، على أمل أنه مع كل هذا الضجيج وتدافع الحشد، سيتوقف عن محاولة التحدث معي.
عدت بذاكرتي إلى مقعد الحافلة الخانق، وأنا ألتقط خيطًا مفكوكًا من سروال السباحة البالي الخاص بي. كان سيث قد دخل ومعه عمودان. أراهن أنك لا تستطيع اصطياد سمكة.
في البعد، ترتفت حتى فوق أطول ناطحات السحاب المحيطة، توهطت أبراج جسر الضوء بآخر ضوء برتقالي محترق لغروب الشمس. تمايل الشق المعلق بين السقفين مثل السراب، والدوران المستمر لحلقة احتوائه الفريدة صارت مجرد ضبابية من هذه المسافة. حدقت في المباني المهيبة حيث تعلمت صياغة العظام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت مساهمتي الأولى هناك هي اكتشاف طريقة معالجة أوتار العضلات التي تُستخدم الآن كدعامة تحت الدروع. ولم أكترث حتى لعدم حصولي على الفضل في ذلك. لقد كان الحماس الذي بدا على وجوه المشعّين حين صمد النموذج الأولي أمام ضربة بسيف مدعّم، كافيًا ليؤكد لي أن هذا هو المسار المهني الذي أحلم به.
عضضت على شفتي، أريد أن أصدق ذلك. لكن سيث الذي تحداني في البحيرة لم يكن مهووسًا بنقص الإشعاع لدي. كان سيث يبتسم بين الحين والآخر، ويمدحني من حين لآخر. “ربما كان يفعل ذلك من قبل،” قلتُ، متجنبًا عين جايس. “لكن، كان هذا سيث القديم. لم يعد ذلك الرجل منذ سنوات.”
دفعني الإحباط المتصاعد إلى الصراخ في وجه جايس. “إذا كنتُ مخطئًا بشأن سيث، فلماذا لا يسمح لي بأخذ هذه الترقية بسلام؟ إنه يعرف ما أريد أن أفعله في حياتي. لقد أخبرته أنني بحاجة إلى خبرة مباشرة، لأتعلم ما تحتاجهون أنتم في خضم المعركة.”
ضمّت شفتيها ولوحت بيدها مُبعدةً قلقي. “أستطيع رفع إبريق شاي يا تورين. إن كنت قلقًا لهذه الدرجة، يمكنك إحضار طبقك من الثلاجة وتسخينه.”
“الصيد.”
للنجاح بدون إشعاع، فأنا بحاجة إلى معرفة ما يمكن للمشعّين الوصول إليه هناك، ومدى سرعة تحلل جثث الوحوش المختلفة، والنقطة المثالية للحصاد. كان التنظيف بعد الغارات هو قدمي في الباب. الآن، بعد التقديم لأشهر، ستتاح لي الفرصة لتجربة الغارات أثناء حدوثها.
“أتتذكر ما الذي ساعدك على تجاوز الأمر؟” قالت ابتسامة جايس المائلة لأعلى إنه يعرف أنني أتذكر.
ظل جايس هادئًا بينما كنا ننتظر انعطاف الإشارة عند آخر معبر للمشاة قبل دخولنا حي المشعّين. بدأت السيارات في التحرك مرة أخرى، وتشتت المتظاهرون مع ضوء النهار الخافت. بمجرد أن وصلنا إلى الشوارع المألوفة، تحركت قدماي تلقائيًا. امتزج ضجيج الحديث المستمر مع رنين وأصوات العشرات من الأكشاك في سوق القطاع الليلي، لكنني بالكاد رفعت رأسي. تمامًا مثل المدينة، لم يتغير سوق الليل أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اعرف مكاني…
“هل تذكر كيف كنت تحاول أن تختبئ في أيام البحيرة؟” سأل جايس فجأة، بينما كانت أصوات القلي تتصاعد من المقلاة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عرضت شاشات التلفاز المثبتة في الحانة عدة مراسلين يقفون جميعًا أمام الأفق المتلألئ الفضي ذاته، الذي شاهدته يُبث مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الماضية. مدينة الأمم المتحدة الطائرة الجديدة تُقلع أخيرًا.
انكمش كتفاي. “نعم… وماذا في ذلك؟ كنت في السابعة من عمري تقريبًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كنا قد قضينا بضع سنوات في دار الأيتام آنذاك، وقتًا كافيًا ليجد العالم إيقاعًا جديدًا بعد فوضى ظهور الشقوق الأولى. القائمون على المكان قرروا أن يصطحبونا إلى بحيرة قريبة كل سبت خلال الصيف، ويتركونا نركض ونلهو كما نشاء. أما أنا، فكنت عادة أجلس في الحافلة أو في الحقل البعيد عن الضفة. بالنسبة لي، كانت المياه مجرد حفرة مظلمة. لم أكن أحب الأماكن المظلمة، ولا أن أكون عاجزًا عن رؤية ما قد يختبئ تحتها. رغم مرور ما يقارب الأربع سنوات على وفاة والدينا، كنت لا أزال أتخيل أفواهًا ذات أنياب وعيونًا صفراء في كل زاوية معتمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“اللعنة،” تأوهت. “مرة أخرى؟”
“أتتذكر ما الذي ساعدك على تجاوز الأمر؟” قالت ابتسامة جايس المائلة لأعلى إنه يعرف أنني أتذكر.
“الصيد.”
“من خلال العمل الجاد والتفاني،” قلت بجفاف، وأنا أضرب بقبضتي. “تصبحين على خير، هانا.”
انعطفت السيارة الجيب يسارًا، بعيدًا عن وسط المدينة ونحو المنطقة المشعّة الأقرب إلى الجبال الشرقية.
في الواقع، تعلق الأمر أكثر بصنع أعمدة أفضل فأفضل، وليس صنع طعوم متقنة تشبه الحياة. لاختبار إبداعاتي، كان عليّ البدء بركوب قارب التجديف، ثم في النهاية، عندما اصطدت ما يكفي من الأسماك الطبيعية تمامًا في البحيرة، قررت أن السباحة قد لا تكون سيئة للغاية.
“ومن الذي جعلك تهوى الصيد؟” قال جايس وهو يلوّح بيده بحركة، كأنّه يقول: تكلم!
“وأنت من أهل الخير،” قالت مع شرفة من فنجان الشاي الخاص بها.
راقبتُ جايس وهو يتذكر ببطء أنني كنت معه. نظر إليّ من فوق كتفه. “مهلًا—”
“سيث،” اعترفت. “ما قصدك؟”
لقد علقت في ذهني طريقة تلعثم الرجل الذي يقود مجموعة الدعم في كلماته أكثر من الكلمات نفسها. لو كنتُ قد تعلمتُ شيئًا من تواجدي مع الخاملين الآخرين، فهو عدم تصديق أحد منهم هراء “نحن جيدون بنفس القدر بطريقتنا الخاصة”.
تحولت ابتسامة جايس إلى ماكرة. “كيف دفعك إلى الصيد؟”
شعرتُ باحمرار في أذني. “هل سمعتِ بالفعل؟”
عدت بذاكرتي إلى مقعد الحافلة الخانق، وأنا ألتقط خيطًا مفكوكًا من سروال السباحة البالي الخاص بي. كان سيث قد دخل ومعه عمودان. أراهن أنك لا تستطيع اصطياد سمكة.
“سيث،” اعترفت. “ما قصدك؟”
“لقد أخبرني أنني لا أستطيع فعل ذلك،” قلتُ بابتسامة ساخرة.
بالكاد كتمتُ دهشتي. “واااه، ربما كان عليك أن تخطو خطوتك وتتزوج سيث قبل أن تأتي هانا.”
دخلت غرفتي وأغلقت الباب خلفي. قبل التوجه إلى حمامي للتنظيف، جلست أمام مكتبي الصغير وفتحت دفتر ملاحظاتي.
“بالضبط.”
“أتعلم، أعتقد أنني سأمشي إلى المنزل،” قلت، مقلدًا نبرة أخي المسطحة.
ضيّقتُ عينيّ على جايس، وتأكدت من كلامه. “هذا ليس ما يفعله الآن. إنه لا يتحداني؛ إنه لا يريدني حقًا في الشقوق. على الإطلاق. يريدني أن أحصل على وظيفة مكتبية.”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“صحيح. إن الدخول في الشقوق الحية أخطر بكثير من بحيرة. إنه قلق. لكن وجهة نظري هي أنه لم يدللك أبدًا. أنت مقتنع أنه يعتقد أنك غير كفء أو شيء من هذا القبيل، لكن هذا ليس صحيحًا.”
تحولت ابتسامة جايس إلى ماكرة. “كيف دفعك إلى الصيد؟”
ما كان يجب أن تضع نفسك في هذا الموقف، رن صوت سيث في رأسي.
نفختُ، محاولًا فك العقدة في صدري. “حسنًا، رائع، لا يظنني غبيًا، لكن منذ أن بدأنا العمل في التكتل، كان مهووسًا بحدودي، ولم يُقر أبدًا بنقاط قوتي.”
ابتسمت، وفقدت عيناها التركيز. “أعني، بحقك، لقد تقدم لي بكل رومانسية كارتداء الجوارب.” نفخت، وهزت رأسها قليلًا. “لم يكن يومًا من النوع الذي يُجيد الكلام أو المشاعر يا تورين. أنت تعرف ذلك.”
قبل أن أطرق، انفتح باب الشقة فجأةً. وقفت هانا، زوجة سيث، عند مدخل شقتنا المشتركة، حاجبيها مُقبَّضان من القلق. كانت تُمسك بطنها الحامل بيدٍ وتمسك مقبض الباب باليد الأخرى بينما تدرس وجهي.
“لطالما عرف أنك قادر. لهذا السبب يُصرّ.”
عضضت على شفتي، أريد أن أصدق ذلك. لكن سيث الذي تحداني في البحيرة لم يكن مهووسًا بنقص الإشعاع لدي. كان سيث يبتسم بين الحين والآخر، ويمدحني من حين لآخر. “ربما كان يفعل ذلك من قبل،” قلتُ، متجنبًا عين جايس. “لكن، كان هذا سيث القديم. لم يعد ذلك الرجل منذ سنوات.”
حدقتُ في الخارج بينما انتهت أطلال الضواحي وبدأت الحضارة. تحول الأسفلت الوعر إلى طرق ناعمة ومُعتنى بها جيدًا، واصطف صف من المنازل الأنيقة على طول الشارع. أمامنا، كان الأفق عبارة عن سلسلة غير مستوية من ناطحات السحاب تحيط بها سلسلتان جبليتان، وتدفقت المدينة لتملأ الحوض بينهما. وفي النهار المتلاشي، بدأت الأضواء تومض بالحياة في جميع أنحاء الوادي.
تنهد جايس. “سيث هو ما جعله العالم، لكنه لا يزال سيث.”
شعرتُ بخطأ في ذلك. لقد كان مُلتويًا. ومع ذلك، لم أستطع إنكار حقيقة الأمر، الواقع البشع. كنا نعيش في عصر لم يعد فيه العالم ملكنا بالكامل، وبالكاد كنا نفهم الغزاة. كان على الناس التكيف والتصرف بسرعة. ربما للبقاء على قيد الحياة، وعليّ أيضًا أن أصبح من يُريده العالم.
كان مليئًا بالملاحظات والخربشات: صيَغي للمذيبات، وتصميمات لتحسينات الدروع والأسلحة، ورسومات للوحوش المتحولة، ومئة فكرة أخرى لم أختبرها بعد.
بالكاد كتمتُ دهشتي. “واااه، ربما كان عليك أن تخطو خطوتك وتتزوج سيث قبل أن تأتي هانا.”
أغضبتني الفكرة. بدلًا من الانغماس في الغضب، فضّلتُ حرقه كوقودٍ لكلّ الليالي المتأخرة والصباحات الباكرة التي قضيتها. عليّ ذلك. بدون الإشعاع، كنتُ بحاجةٍ إلى المثابرة والإبداع وإحساسٍ مُتقدٍ بالهدف. سأصنع شيئًا سيُغيّر هذا العالم. شيئًا رائعًا. شيئًا لا يُضاهى وضروريًا بلا شك.
“صحيح. إن الدخول في الشقوق الحية أخطر بكثير من بحيرة. إنه قلق. لكن وجهة نظري هي أنه لم يدللك أبدًا. أنت مقتنع أنه يعتقد أنك غير كفء أو شيء من هذا القبيل، لكن هذا ليس صحيحًا.”
تردد صدى الضحك من حانة على يسارنا، مُغرقًا شخير جايس. ومن خلال الباب المفتوح، لم أتمكن إلا من رؤية الرجال الأقوياء يشربون في البار، وتفجر فرحهم يُجعد عيونهم. حتى خارج قطاع المشعين، كنت سأعرف وظائفهم من خلال عضلاتهم الضخمة المُجهدة على قمصانهم، التي لا تزال مُلطخة بالدماء الجافة.
عضضت على شفتي، أريد أن أصدق ذلك. لكن سيث الذي تحداني في البحيرة لم يكن مهووسًا بنقص الإشعاع لدي. كان سيث يبتسم بين الحين والآخر، ويمدحني من حين لآخر. “ربما كان يفعل ذلك من قبل،” قلتُ، متجنبًا عين جايس. “لكن، كان هذا سيث القديم. لم يعد ذلك الرجل منذ سنوات.”
عرضت شاشات التلفاز المثبتة في الحانة عدة مراسلين يقفون جميعًا أمام الأفق المتلألئ الفضي ذاته، الذي شاهدته يُبث مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الماضية. مدينة الأمم المتحدة الطائرة الجديدة تُقلع أخيرًا.
كان مليئًا بالملاحظات والخربشات: صيَغي للمذيبات، وتصميمات لتحسينات الدروع والأسلحة، ورسومات للوحوش المتحولة، ومئة فكرة أخرى لم أختبرها بعد.
حدثني عن ذلك. لقد كانت ساعة على الأقل. لكنني كنت أرغب في أن أكون وحدي. “أجل. سأستقل القطار لبقية الطريق.”
توقفت في مكاني، مما جعل جايس ينظر حوله، وبدأت أراقب. المدينة، التي ستضم مقر الفرع الجديد للأمم المتحدة، “قسم الدفاع العالمي”، كانت تمتد خارج حدود الشاشة على الرغم من أنها تبعد أميالًا خلف صفوف شاحنات المراسلين. ومع كل ثانية تمر، كانت ناطحات السحاب الشاهقة تختفي أكثر فأكثر بينما بدأت المدينة في الارتفاع. تطاير الإشعاع حول محيطها مثل ومضات البرق، إذ تغذت المواد الراتنجية التي تشغلها من بعضها البعض ومن الإشعاع الذي يخترق الغلاف الجوي. وتحت الشوارع البكر والأساسات الهائلة، كانت شبكة من الأنابيب الفضية تُغذي الرحلة الأولى، ينبض من خلالها الإشعاع الذهبي. وإذا سار كل شيء كما هو مخطط، فلن تلمس هذه المدينة الأرض مرة أخرى أبدًا.
هناك سبب لإعطاء كل مدينة رئيسية الأولوية لبناء المخابئ النووية، حتى لو لم يرغب أي منها في الاعتراف بذلك للعامة، لكن الفروق الدقيقة أو المخاطرة لم تهم هؤلاء المتظاهرين. لقد رأوا ما يريدون رؤيته، تمامًا مثل أي شخص آخر.
“يا للعجب، لقد نجحوا حقًا،” قلتُ، لكن جايس لم ينظر إليّ. كان يرفع يده إلى إحدى المشعّات التي استدارت على مقعدها وكانت تحدق فيه وهي تلعب بقشة الكوكتيل في فمها.
شعرتُ باحمرار في أذني. “هل سمعتِ بالفعل؟”
راقبتُ جايس وهو يتذكر ببطء أنني كنت معه. نظر إليّ من فوق كتفه. “مهلًا—”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“تفضل. أنا بخير.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قالت بهدوء، “لا تغضب من سيث. أنت تعلم أن ما يقوله بدافع الحب.”
“بالضبط.”
“هل أنت متأكد؟ لا تزال المسافة طويلة من هنا.”
“آسف.” استرخى كتفاي، وابتسمتُ لها ابتسامةً خفيفة. “ما كان عليكِ انتظاري، مع ذلك.”
حدثني عن ذلك. لقد كانت ساعة على الأقل. لكنني كنت أرغب في أن أكون وحدي. “أجل. سأستقل القطار لبقية الطريق.”
“أتعلم، خمس دقائق أخرى ولأصبحت مسؤولًا عن جعل امرأة حامل تتهادى في الشوارع ليلًا بحثًا عنك.” شمّت رائحةً وتجهم وجهها. “أعتقد أنني كنتُ لأكتشف أمرك بسرعة، على الأقل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بين نفسٍ وآخر، ابتلع التعب غضبي. كان دم التمساح الجافّ يتقشّر من بشرتي، تاركًا إياها خشنةً وحمراء، وبدأت ملابسي البالية تُهترئ.
مع ذلك، لم أكن أرغب في ذلك. لم أكن أرغب في العودة إلى المنزل الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عرضت شاشات التلفاز المثبتة في الحانة عدة مراسلين يقفون جميعًا أمام الأفق المتلألئ الفضي ذاته، الذي شاهدته يُبث مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الماضية. مدينة الأمم المتحدة الطائرة الجديدة تُقلع أخيرًا.
مع وداع أخير، تقدمتُ ببطء.
دوت همهمة ميلو المنخفضة في المطبخ بينما أتجه إلى غرفتي. وضعت يدي على مقبض الباب، مترددًا بينما ألقي نظرة خاطفة على باب غرفة نوم سيث وهانا المغلق في أقصى القاعة.
“صحيح. إن الدخول في الشقوق الحية أخطر بكثير من بحيرة. إنه قلق. لكن وجهة نظري هي أنه لم يدللك أبدًا. أنت مقتنع أنه يعتقد أنك غير كفء أو شيء من هذا القبيل، لكن هذا ليس صحيحًا.”
مر مئات الأشخاص من أمامي، جميعهم في عجلة من أمرهم أكثر مني —سيل من البشر يتدفق تحت الأضواء متعددة الألوان للعديد من الشاشات واللافتات النيون المعلقة من المباني الشاهقة على جانبي الممر.
تنهدت هانا وأعادت الغلاية إلى الموقد. رفعت فنجان الشاي إلى وجهها ونظرت إليّ من فوق حافته.
“…لكن حكومتنا تحتكر السلطة، تمامًا مثل الآخرين…”
فكرتُ مليًا في كلمات جايس، محاولًا أن أجعلها تُحسّن مزاجي، لكنني ظللتُ مُتمسكًا آخر ما قاله عن سيث. سيث هو ما جعله العالم.
“وحتى لو بدا قاسيًا وفظًا، فهو يهتم حقًا،” تأوهت وهي تحرك جسدها وتضع يدها الحرة على بطنها. “إنه ببساطة لا يعرف كيف يخبرك. لا يعرف أبدًا ماذا يقول. أنت تعرف كيف يتعامل مع مشاعره.”
شعرتُ بخطأ في ذلك. لقد كان مُلتويًا. ومع ذلك، لم أستطع إنكار حقيقة الأمر، الواقع البشع. كنا نعيش في عصر لم يعد فيه العالم ملكنا بالكامل، وبالكاد كنا نفهم الغزاة. كان على الناس التكيف والتصرف بسرعة. ربما للبقاء على قيد الحياة، وعليّ أيضًا أن أصبح من يُريده العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عادت نظراتي إلى يديّ المتسختين والمُلطختين بالدماء. تشابكتا كقبضتين. أغمضت عينيّ، ثقيلتين ولاذعتين. لم أستطع إلا أن أتساءل إن كان سيث مُحقًا. لو، ربما فقط، كنتُ مُتهورًا وعنيدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل تذكر كيف كنت تحاول أن تختبئ في أيام البحيرة؟” سأل جايس فجأة، بينما كانت أصوات القلي تتصاعد من المقلاة.
على الرغم من الساعات المُضنية والطاقة الإبداعية الهائلة التي بذلتها في صياغة العظام —وكوني أُؤخذ على محمل الجد كواحد منهم— ربما لم أكن أنتمي إلى الشقوق في النهاية. ربما كانت هذه الترقية العفوية، في الواقع، دليلًا على أن سيث محق. لم يكترث الرئيس فاليرا بأن هذه الترقية العشوائية قد تُودي بحياتي.
شعرتُ باحمرار في أذني. “هل سمعتِ بالفعل؟”
فتحت عينيّ وبدأتُ بالسير من جديد. ربما عليّ فقط أن أُبقي رأسي منخفضًا وأعرف مكاني…
“إذن هل فكرت فقط في أن تمد ساقيك بعد يوم عمل كامل على قدميك؟”
تنهدت، قاومًا رغبتي في قلب عينيّ. سواءً كان وسيطًا أم لا، عندما يتعلق الأمر بذلك، كان جايس دائمًا في صف سيث. لم أرغب في إجراء هذه المحادثة، لذا أسرعت، على أمل أنه مع كل هذا الضجيج وتدافع الحشد، سيتوقف عن محاولة التحدث معي.
“مكاننا…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اعتذارك مقبول،” قالت وهي تُومئ برأسها بحكمة وهي تتنحى جانبًا.
قبل أن أطرق، انفتح باب الشقة فجأةً. وقفت هانا، زوجة سيث، عند مدخل شقتنا المشتركة، حاجبيها مُقبَّضان من القلق. كانت تُمسك بطنها الحامل بيدٍ وتمسك مقبض الباب باليد الأخرى بينما تدرس وجهي.
عادت الكلمات عبر السنين فجأةً، فأوقعتني في حلقة الكراسي المزعجة. “مكاننا هو حيث نحن. هكذا بدأت الحضارة! مع مجموعة من… الناس العاديين.”
كان مليئًا بالملاحظات والخربشات: صيَغي للمذيبات، وتصميمات لتحسينات الدروع والأسلحة، ورسومات للوحوش المتحولة، ومئة فكرة أخرى لم أختبرها بعد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فكرتُ مليًا في كلمات جايس، محاولًا أن أجعلها تُحسّن مزاجي، لكنني ظللتُ مُتمسكًا آخر ما قاله عن سيث. سيث هو ما جعله العالم.
لقد علقت في ذهني طريقة تلعثم الرجل الذي يقود مجموعة الدعم في كلماته أكثر من الكلمات نفسها. لو كنتُ قد تعلمتُ شيئًا من تواجدي مع الخاملين الآخرين، فهو عدم تصديق أحد منهم هراء “نحن جيدون بنفس القدر بطريقتنا الخاصة”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اعرف مكاني…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أغضبتني الفكرة. بدلًا من الانغماس في الغضب، فضّلتُ حرقه كوقودٍ لكلّ الليالي المتأخرة والصباحات الباكرة التي قضيتها. عليّ ذلك. بدون الإشعاع، كنتُ بحاجةٍ إلى المثابرة والإبداع وإحساسٍ مُتقدٍ بالهدف. سأصنع شيئًا سيُغيّر هذا العالم. شيئًا رائعًا. شيئًا لا يُضاهى وضروريًا بلا شك.
قبل أن أطرق، انفتح باب الشقة فجأةً. وقفت هانا، زوجة سيث، عند مدخل شقتنا المشتركة، حاجبيها مُقبَّضان من القلق. كانت تُمسك بطنها الحامل بيدٍ وتمسك مقبض الباب باليد الأخرى بينما تدرس وجهي.
بين نفسٍ وآخر، ابتلع التعب غضبي. كان دم التمساح الجافّ يتقشّر من بشرتي، تاركًا إياها خشنةً وحمراء، وبدأت ملابسي البالية تُهترئ.
بالكاد كتمتُ دهشتي. “واااه، ربما كان عليك أن تخطو خطوتك وتتزوج سيث قبل أن تأتي هانا.”
بعد الدقائق العشر الأولى تقريبًا، لم أعد أشعر بالتحرر في نزهتي المنفردة، لكنني واصلتُ العمل حتى وصلتُ إلى الأبواب الدوارة لمبنى الشقق الشاهق الذي أسميته منزلي. مددتُ رقبتي، وحدّقتُ في مانع الصواعق في الأعلى: ضوء أحمر واحدٌ يومض لبرهةٍ في سماء الليل.
تنهد جايس. “سيث هو ما جعله العالم، لكنه لا يزال سيث.”
هذه هي الفرصة المثالية لاختبار عزيمتك، رد صوت كولتر. انظر إلى الموت في عينيه. أثبت للجميع —وخاصة نفسك— أنك تستطيع الحفاظ على هدوئك حتى في خضم الأمر.
هدّأتُ نفسي، وسرتُ عبر الأبواب الدوارة وعبرتُ الردهة، مارًّا بعشرات صناديق البريد على الجدار الأيمن، نحو صفّ المصاعد في الخلف. تجاهلتُ موظفة الاستقبال خلف المكتب الرئيسي، التي عبست في اشمئزاز من حالتي، وضغطتُ على زر.
لم تستطع حكومات العالم بعد التنبؤ بالعواقب طويلة المدى للتعرض المطول لإشعاعات الشقوق. صُنفت الكثير من تلك الأبحاث فوق تصريحي، ولكن مما رأيته في الشقوق، من الواضح تمامًا أنهم كانوا يعملون على مدار الساعة لمنع أسوأ السيناريوهات.
أدرك تمامًا كم أصبحتُ أسوأ بعد ساعات من المشي.
لحسن الحظ، تأخر الوقت، المصعد المفتوح شاغر. وبينما أُغلقت الأبواب وبدأت الآلات في الدوران، اتكأتُ على الحائط الخلفي وأغمضت عيني. شدّت أعصابي، وشعرتُ بعقدةٍ صلبةٍ في رقبتي لم تُرخَ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اعتذارك مقبول،” قالت وهي تُومئ برأسها بحكمة وهي تتنحى جانبًا.
سرعان ما تباطأ المصعد حتى توقف. توجهتُ نحو الباب الثالث على اليسار.
“بالضبط.”
“آسف.” استرخى كتفاي، وابتسمتُ لها ابتسامةً خفيفة. “ما كان عليكِ انتظاري، مع ذلك.”
اللعنة. لقد تركتُ حقيبتي والمفاتيح بالداخل في سيارة سيث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قالت بهدوء، “لا تغضب من سيث. أنت تعلم أن ما يقوله بدافع الحب.”
قبل أن أطرق، انفتح باب الشقة فجأةً. وقفت هانا، زوجة سيث، عند مدخل شقتنا المشتركة، حاجبيها مُقبَّضان من القلق. كانت تُمسك بطنها الحامل بيدٍ وتمسك مقبض الباب باليد الأخرى بينما تدرس وجهي.
ظل جايس هادئًا بينما كنا ننتظر انعطاف الإشارة عند آخر معبر للمشاة قبل دخولنا حي المشعّين. بدأت السيارات في التحرك مرة أخرى، وتشتت المتظاهرون مع ضوء النهار الخافت. بمجرد أن وصلنا إلى الشوارع المألوفة، تحركت قدماي تلقائيًا. امتزج ضجيج الحديث المستمر مع رنين وأصوات العشرات من الأكشاك في سوق القطاع الليلي، لكنني بالكاد رفعت رأسي. تمامًا مثل المدينة، لم يتغير سوق الليل أبدًا.
“أتعلم، خمس دقائق أخرى ولأصبحت مسؤولًا عن جعل امرأة حامل تتهادى في الشوارع ليلًا بحثًا عنك.” شمّت رائحةً وتجهم وجهها. “أعتقد أنني كنتُ لأكتشف أمرك بسرعة، على الأقل.”
اللعنة. لقد تركتُ حقيبتي والمفاتيح بالداخل في سيارة سيث.
“آسف.” استرخى كتفاي، وابتسمتُ لها ابتسامةً خفيفة. “ما كان عليكِ انتظاري، مع ذلك.”
“أتعلم، خمس دقائق أخرى ولأصبحت مسؤولًا عن جعل امرأة حامل تتهادى في الشوارع ليلًا بحثًا عنك.” شمّت رائحةً وتجهم وجهها. “أعتقد أنني كنتُ لأكتشف أمرك بسرعة، على الأقل.”
“اعتذارك مقبول،” قالت وهي تُومئ برأسها بحكمة وهي تتنحى جانبًا.
ركض قطٌّ سمين أحمرُ البشرة في الردهة بينما دخلتُ وانزلق بين ساقيّ، يفرك كاحليّ وهو يشمُّ بقع الدم على بنطالي. حملته بين ذراعيّ، فهدر وهو يلعق البقايا الجافة على كمّي.
“يا للعجب، لقد نجحوا حقًا،” قلتُ، لكن جايس لم ينظر إليّ. كان يرفع يده إلى إحدى المشعّات التي استدارت على مقعدها وكانت تحدق فيه وهي تلعب بقشة الكوكتيل في فمها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذن اذهب له!” رميت المنشور المجعّد بعيدًا. “مع أننا نعلم أنك لن تفعل ذلك.”
“توقف عن أكل قميصي يا ميلو. هذا مقرف.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لقد أعددتُ لك عشاءً.” أغلقت هانا الباب خلفي. “إنه بارد، لكنه شيءٌ ما. أعلم أنك ربما لم تأكل طوال اليوم.”
تنهدت هانا وأعادت الغلاية إلى الموقد. رفعت فنجان الشاي إلى وجهها ونظرت إليّ من فوق حافته.
سارت بخطوات متثاقلة في الردهة، ويدها على أسفل ظهرها، وتبعتها إلى المطبخ. ارتسم ضوء أزرق على الأرضية المظلمة بينما نمر بغرفة المعيشة، والتقطتُ نهاية نشرة أخبار خافتة عن بناء الصخرة الضخمة حول الشق الذي تركناه أنا وسيث في وقت سابق من ذلك المساء. توقفتُ، ويديّ في جيبي، وأنا أشاهد المقطع المسجل للسقالة وهي تُبنى في وضح النهار، لكنه سرعان ما تحول إلى إعلان.
سارت بخطوات متثاقلة في الردهة، ويدها على أسفل ظهرها، وتبعتها إلى المطبخ. ارتسم ضوء أزرق على الأرضية المظلمة بينما نمر بغرفة المعيشة، والتقطتُ نهاية نشرة أخبار خافتة عن بناء الصخرة الضخمة حول الشق الذي تركناه أنا وسيث في وقت سابق من ذلك المساء. توقفتُ، ويديّ في جيبي، وأنا أشاهد المقطع المسجل للسقالة وهي تُبنى في وضح النهار، لكنه سرعان ما تحول إلى إعلان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الواقع، تعلق الأمر أكثر بصنع أعمدة أفضل فأفضل، وليس صنع طعوم متقنة تشبه الحياة. لاختبار إبداعاتي، كان عليّ البدء بركوب قارب التجديف، ثم في النهاية، عندما اصطدت ما يكفي من الأسماك الطبيعية تمامًا في البحيرة، قررت أن السباحة قد لا تكون سيئة للغاية.
وبينما انضممت إلى هانا في المطبخ، صفّرت غلاية شاي. أمسكت بممسكة قدور من على المنضدة ورفعت الغلاية عن موقد الغاز، وسكبت الماء المغلي في فنجان شاي بسيط مرسوم على جانبه زهرة كرز. انبعثت رائحة الياسمين مع البخار.
قفز ميلو من بين يدي وهبط برشاقة على الأرض قبل أن يهرول إلى وعاء طعامه المُلصق بجدار المطبخ.
“أتعلم، أعتقد أنني سأمشي إلى المنزل،” قلت، مقلدًا نبرة أخي المسطحة.
“هانا، من فضلكِ اجلسي. لا يجب أن تقفي على قدميكِ.”
احمرّ وجه المتظاهر، وشفتاه تتحركان كسمكة. لم يكن لديه رد حقيقي.
“مهلاً، تورين، انتظر،” نادى صوت جايس. استدرت لأراه يشق طريقه بسهولة عبر الحشد، ويصلح تدفق حركة المرور مثل سد.
ضمّت شفتيها ولوحت بيدها مُبعدةً قلقي. “أستطيع رفع إبريق شاي يا تورين. إن كنت قلقًا لهذه الدرجة، يمكنك إحضار طبقك من الثلاجة وتسخينه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مع أنني كنت على وشك الالتفاف للمغادرة، توقفت لأستمع إليها.
“لستُ جائعًا،” كذبتُ.
تنهد جايس. “سيث هو ما جعله العالم، لكنه لا يزال سيث.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفعت حاجبها. “ولست تقوى ذلك لمجرد رغبتك في النوم وتجنب مواجهة سيث بشأن ما حدث اليوم؟”
تنهد جايس. “سيث هو ما جعله العالم، لكنه لا يزال سيث.”
شعرتُ باحمرار في أذني. “هل سمعتِ بالفعل؟”
بالكاد كتمتُ دهشتي. “واااه، ربما كان عليك أن تخطو خطوتك وتتزوج سيث قبل أن تأتي هانا.”
“بلى، سمعتُ، مع أنني لستُ متأكدة إن كان من المفترض أن أهنئك أم أواسيك.”
“أو يمكنكِ فقط توبيخ مؤخرتي كما فعل سيث.”
“صحيح. إن الدخول في الشقوق الحية أخطر بكثير من بحيرة. إنه قلق. لكن وجهة نظري هي أنه لم يدللك أبدًا. أنت مقتنع أنه يعتقد أنك غير كفء أو شيء من هذا القبيل، لكن هذا ليس صحيحًا.”
“ألفاظك،” وبختني هانا بلطف.
انكمش كتفاي. “نعم… وماذا في ذلك؟ كنت في السابعة من عمري تقريبًا.”
“آسف أيتها الحبة الصغيرة،” قلتُ للطفل. “كنتُ أقصد أن أقول أرداف.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“وها أنا أتساءل لماذا لم تُحضر فتاة إلى المنزل قط…” قلبت هانا عينيها.
“سيث،” اعترفت. “ما قصدك؟”
“إذن هل فكرت فقط في أن تمد ساقيك بعد يوم عمل كامل على قدميك؟”
“إنهم جميعًا مرعوبون جدًا من سعيي للتميز،” قلتُ مازحًا قبل أن أمنحها ابتسامة متعبة. “لكن في الحقيقة، أعتقد أنني سأخلد إلى النوم مبكرًا. شكرًا لكِ، مع ذلك.”
نحن عالقون حتى ينتهى الاحتجاج أو يُفض.
تنهدت هانا وأعادت الغلاية إلى الموقد. رفعت فنجان الشاي إلى وجهها ونظرت إليّ من فوق حافته.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
أشحت بنظري بعيدًا. لم أُرِد أن أخاطر برؤية الشفقة على وجهها.
سارت امرأة شقراء ترتدي بنطال يوغا أسود وسترة وردية زاهية على الخطوط المنقطة بين السيارات المتوقفة الآن بينما تسرب المزيد من الناس عبر حركة المرور المتوقفة خلفها. أمسكت بمكبر صوت على فمها ودفعت قبضتها الأخرى عاليًا فوق رأسها. تسربت الهتافات المكتومة للحشد المتزايد من خلال نوافذ الجيب.
قالت بهدوء، “لا تغضب من سيث. أنت تعلم أن ما يقوله بدافع الحب.”
مع أنني كنت على وشك الالتفاف للمغادرة، توقفت لأستمع إليها.
“وحتى لو بدا قاسيًا وفظًا، فهو يهتم حقًا،” تأوهت وهي تحرك جسدها وتضع يدها الحرة على بطنها. “إنه ببساطة لا يعرف كيف يخبرك. لا يعرف أبدًا ماذا يقول. أنت تعرف كيف يتعامل مع مشاعره.”
فتحت عينيّ وبدأتُ بالسير من جديد. ربما عليّ فقط أن أُبقي رأسي منخفضًا وأعرف مكاني…
ابتسمت، وفقدت عيناها التركيز. “أعني، بحقك، لقد تقدم لي بكل رومانسية كارتداء الجوارب.” نفخت، وهزت رأسها قليلًا. “لم يكن يومًا من النوع الذي يُجيد الكلام أو المشاعر يا تورين. أنت تعرف ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آسف أيتها الحبة الصغيرة،” قلتُ للطفل. “كنتُ أقصد أن أقول أرداف.”
أردت أن أسألها لماذا كان الجميع على استعداد لإخباري بما شعر به أخي باستثناء سيث نفسه، لكنني لم أستطع إقناع نفسي بالمجادلة معها. بدلاً من ذلك، أجبت ببساطة، “نعم.”
“وأنت من أهل الخير،” قالت مع شرفة من فنجان الشاي الخاص بها.
للنجاح بدون إشعاع، فأنا بحاجة إلى معرفة ما يمكن للمشعّين الوصول إليه هناك، ومدى سرعة تحلل جثث الوحوش المختلفة، والنقطة المثالية للحصاد. كان التنظيف بعد الغارات هو قدمي في الباب. الآن، بعد التقديم لأشهر، ستتاح لي الفرصة لتجربة الغارات أثناء حدوثها.
“حسنًا، إذا كنت لن تأكل، فاستحم على الأقل. عبست. “لا أعرف حتى كيف يمكن أن تكون رائحتك كريهة إلى هذا الحد.”
“من خلال العمل الجاد والتفاني،” قلت بجفاف، وأنا أضرب بقبضتي. “تصبحين على خير، هانا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أتتذكر ما الذي ساعدك على تجاوز الأمر؟” قالت ابتسامة جايس المائلة لأعلى إنه يعرف أنني أتذكر.
“وأنت من أهل الخير،” قالت مع شرفة من فنجان الشاي الخاص بها.
دوت همهمة ميلو المنخفضة في المطبخ بينما أتجه إلى غرفتي. وضعت يدي على مقبض الباب، مترددًا بينما ألقي نظرة خاطفة على باب غرفة نوم سيث وهانا المغلق في أقصى القاعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ما كان يجب أن تضع نفسك في هذا الموقف، رن صوت سيث في رأسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في البعد، ترتفت حتى فوق أطول ناطحات السحاب المحيطة، توهطت أبراج جسر الضوء بآخر ضوء برتقالي محترق لغروب الشمس. تمايل الشق المعلق بين السقفين مثل السراب، والدوران المستمر لحلقة احتوائه الفريدة صارت مجرد ضبابية من هذه المسافة. حدقت في المباني المهيبة حيث تعلمت صياغة العظام.
اشتدت قبضتي على مقبض الباب.
انعطفت السيارة الجيب يسارًا، بعيدًا عن وسط المدينة ونحو المنطقة المشعّة الأقرب إلى الجبال الشرقية.
هذه هي الفرصة المثالية لاختبار عزيمتك، رد صوت كولتر. انظر إلى الموت في عينيه. أثبت للجميع —وخاصة نفسك— أنك تستطيع الحفاظ على هدوئك حتى في خضم الأمر.
دفعني الإحباط المتصاعد إلى الصراخ في وجه جايس. “إذا كنتُ مخطئًا بشأن سيث، فلماذا لا يسمح لي بأخذ هذه الترقية بسلام؟ إنه يعرف ما أريد أن أفعله في حياتي. لقد أخبرته أنني بحاجة إلى خبرة مباشرة، لأتعلم ما تحتاجهون أنتم في خضم المعركة.”
لقد فهم كولتر ذلك. أفضل من سيث على أي حال. وهو محق.
انكمش كتفاي. “نعم… وماذا في ذلك؟ كنت في السابعة من عمري تقريبًا.”
دخلت غرفتي وأغلقت الباب خلفي. قبل التوجه إلى حمامي للتنظيف، جلست أمام مكتبي الصغير وفتحت دفتر ملاحظاتي.
كانت مساهمتي الأولى هناك هي اكتشاف طريقة معالجة أوتار العضلات التي تُستخدم الآن كدعامة تحت الدروع. ولم أكترث حتى لعدم حصولي على الفضل في ذلك. لقد كان الحماس الذي بدا على وجوه المشعّين حين صمد النموذج الأولي أمام ضربة بسيف مدعّم، كافيًا ليؤكد لي أن هذا هو المسار المهني الذي أحلم به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اشتدت قبضتي على مقبض الباب.
كان مليئًا بالملاحظات والخربشات: صيَغي للمذيبات، وتصميمات لتحسينات الدروع والأسلحة، ورسومات للوحوش المتحولة، ومئة فكرة أخرى لم أختبرها بعد.
كنا قد قضينا بضع سنوات في دار الأيتام آنذاك، وقتًا كافيًا ليجد العالم إيقاعًا جديدًا بعد فوضى ظهور الشقوق الأولى. القائمون على المكان قرروا أن يصطحبونا إلى بحيرة قريبة كل سبت خلال الصيف، ويتركونا نركض ونلهو كما نشاء. أما أنا، فكنت عادة أجلس في الحافلة أو في الحقل البعيد عن الضفة. بالنسبة لي، كانت المياه مجرد حفرة مظلمة. لم أكن أحب الأماكن المظلمة، ولا أن أكون عاجزًا عن رؤية ما قد يختبئ تحتها. رغم مرور ما يقارب الأربع سنوات على وفاة والدينا، كنت لا أزال أتخيل أفواهًا ذات أنياب وعيونًا صفراء في كل زاوية معتمة.
بدلاً من الإنجاز، رأيت فقط كيف سيتفاعل الناس عندما يكتشفون أن المطور وراء هذه الأفكار لم يكن قادرًا حتى على تسخير الإشعاع اللازم لاستخدامها.
مع وداع أخير، تقدمتُ ببطء.
لكنني رفضت أن أُعرَّف بافتقاري للإشعاع. لم يكن مهمًا أنني لم أتوهج بالإشعاع أو أنني لن أنمو بما يكفي لأنظر إليهم في أعينهم مباشرة. عندما أنتهي، سيرونني.
تمتمت، “ما كانت لتقول ذلك لو كانت داخل واحد من قبل.”
————————
“أو يمكنكِ فقط توبيخ مؤخرتي كما فعل سيث.”
بعد الدقائق العشر الأولى تقريبًا، لم أعد أشعر بالتحرر في نزهتي المنفردة، لكنني واصلتُ العمل حتى وصلتُ إلى الأبواب الدوارة لمبنى الشقق الشاهق الذي أسميته منزلي. مددتُ رقبتي، وحدّقتُ في مانع الصواعق في الأعلى: ضوء أحمر واحدٌ يومض لبرهةٍ في سماء الليل.
اللهم يا واحد يا أحد، يا ملك يا مبين، ارزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعلهم في جنات النعيم. انصر المستضعفين، واكشف الغمّة، وفرّج الكرب، يا أرحم الراحمين. آمين.
تنهدت هانا وأعادت الغلاية إلى الموقد. رفعت فنجان الشاي إلى وجهها ونظرت إليّ من فوق حافته.
ابتسمت، وفقدت عيناها التركيز. “أعني، بحقك، لقد تقدم لي بكل رومانسية كارتداء الجوارب.” نفخت، وهزت رأسها قليلًا. “لم يكن يومًا من النوع الذي يُجيد الكلام أو المشاعر يا تورين. أنت تعرف ذلك.”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
دوت همهمة ميلو المنخفضة في المطبخ بينما أتجه إلى غرفتي. وضعت يدي على مقبض الباب، مترددًا بينما ألقي نظرة خاطفة على باب غرفة نوم سيث وهانا المغلق في أقصى القاعة.
لقد علقت في ذهني طريقة تلعثم الرجل الذي يقود مجموعة الدعم في كلماته أكثر من الكلمات نفسها. لو كنتُ قد تعلمتُ شيئًا من تواجدي مع الخاملين الآخرين، فهو عدم تصديق أحد منهم هراء “نحن جيدون بنفس القدر بطريقتنا الخاصة”.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
