3 - اليوم الذي ضحك فيه ألفا أوريونيس.
《١》
عندما مسحت إميليا دموعها المتدفقة بيدها، اتسعت عيناها عندما لاح أمامها فجأة ضوء خافت. وحين رفعت وجهها، رأت جسدها محاطًا بأضواء متوهجة لا حصر لها.
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
الطريقة التي قدَّم بها الفتى نفسه بابتسامة كانت جوهر الشذوذ بذاته.
بلمحة سريعة، بدا الفتى خاليًا من أي وضعية قتالية، وكأنه مليء بالثغرات. كانت عيناه تعكس الثقة والغرور، شيئًا لا يمكن أن يراه المرء في شخص حذر. ووجهه أوحى بأنه لا يمكنه حتى تخيل أدنى ضرر قد يلحق به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —كانت ترغب في البقاء في ذلك المكان ومراقبة جيوس.
في أوقات السلم، أو إن كان داخل حصن منيع، لما كان في ذلك أي مشكلة على الإطلاق. ومع ذلك، كان الفتى ضيفًا غير مرحب به، وأمامه وقفت فورتونا، وملامح العداء واضحة على وجهها ونظرة جادة في عينيها.
رغم أن الأمر ليس كذلك، فإن العالم قد تغيَّر استجابةً لرأي باندورا. المشهد الذي رأته فورتونا بأم عينيها قد تم إنكاره، وأُعيد كتابة التاريخ بطريقة خارقة للطبيعة بمشهد لم تملك أي ذكرى له.
—تسللت فتاة واحدة من بين الفجوات بين أشجار الغابة، وظهرت في ذلك المكان.
أن يحافظ على تلك الوضعية في مثل هذه الظروف تجاوز الهدوء إلى ما هو أبعد من الواقعي.
«—هو الختم، على ما أعتقد. لا أعلم كيف سمعوا عنه، لكن حتى تلك المرأة ظهرت من العدم…»
لكن هذا الرجل -ريغولوس- كان شاذًا بقدرته على فرض وجوده على الآخرين.
«لكن… لماذا إذًا عدتِ…؟ أنا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت هذه قوة تدميرية تكاد لا تُصدق، والأكثر رعبًا—
وأيضًا، تذكرت إميليا اللقب الذي يحمله هذا الرجل.
ورغم ذلك، استمرت المشاهد، والتي ليس لدى إميليا أي ذكرى منها، مما أوقعها في حيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة من طائفة الساحرة… مثل الأشخاص الذين هاجموا القصر وقرية إيرلهام!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
«لماذا يوجد شخص كهذا في هذه الغابة…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أيها الجليد العتيق الغامض، شديد البرودة، أبيض لدرجة تجعل الزمن يرتجف، جليد عظيمٌ تسكن فيه الروح للأبد.»
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
«—ريغولوس كورنياس، رئيس الأساقفة! لماذا أنت هنا؟!»
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
كان جيوس الواقف في غابة الماضي، هو مَن صرخ بصوت حاد بالسؤال الذي أرادت إميليا طرحه بكل شدة. كانت ملامحه جادة، كما لو أنه شخص مختلف تمامًا عن ذلك الذي أبدى حبًا عظيمًا للشابة إميليا وفورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد وُعدتُ بألا يتدخل أحد سواي في هذه الغابة وهذا الحدث!»
على الرغم من أن جيوس قد امتص ذلك الشيء منذ لحظات قليلة فقط، إلا أنه لم يروِّضه بأي حال من الأحوال. لقد سمح له فقط بانتهاك كيانه من الداخل بدلًا من الخارج.
«وُعدت؟ هل هو اتفاق وضعته بنفسك وبدأته بقرار فردي، أليس كذلك؟ يا له من روح مغرورة، تحاول فرض ذلك على الآخرين وتجبرهم على طاعته. هناك حدود لتدخل الآخرين في إرادتهم وأفكارهم، فهل يمكنك التوقف عن التدخل في ذهني وجسدي بالفعل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!!»
«هذا ليس ردًا! إذا لم تكن راضيًا عن الاتفاق، لكان يجب عليك إثارة القضية في الكنيسة! ومع ذلك، أظهرت وجهك هنا! بدايةً، مَن الذي أخبرك عن هذا المكا…؟»
وجهت فورتونا هذا السؤال إلى باندورا، التي ابتسمت برشاقة ووقفت هناك وكأن ذلك الأمر هو الأكثر طبيعية.
بدا أن جيوس الغاضب وريغولوس المتجهم يعرفان بعضهما البعض، لكن لم يكن هناك أي أثر للمودة بينهما، ولم تحمل محادثتهما أي أمل في الوصول إلى حل وسط.
«سيدتي فورتونا… تلك الفتاة… ربما ستكون بخير.»
ومع ذلك—
انفجرت مشاعر أرتشي في وجهها، وكان صوته مشحونًا بالبكاء والتوسل. الجان الشاب، الذي لا يزال صبيًا في قلبه، جلس على ركبتيه، وهو يشهق بينما ينظر إلى فورتونا. كان وجهه قد جعل فورتونا تتسع عيناها من الدهشة.
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
«—لأنني مَن أمره بفعل ذلك.»
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
فجأة، قطعت صوت امرأة رقيق مثل رنين الجرس النقاش الحاد بينهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أنه اكتسب تلك القوة بتكلفة باهظة، فإن هدفه ريغولوس ظلَّ غير متأثر، بل وكان يضحك عليه بسخرية.
«…أرتشي، من فضلك».
ظهرت نظرة خوف في عيني جيوس، وامتلأت عينا فورتونا بالغضب. وفي أحضان والدتها، تلبدت الدموع في عيني إميليا الصغيرة، بينما ارتسمت على شفتي ريغولوس ابتسامة خبيثة شريرة.
وبينما كانت إميليا تشاهد الماضي، شهقت بصدمة، بينما اكتفت إيكيدنا بالنظر بدهشة.
«نغه… ماذا تكون…؟ غه، آغهه! وااه!!»
—تسللت فتاة واحدة من بين الفجوات بين أشجار الغابة، وظهرت في ذلك المكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسامة الفتاة الساحرة كانت تثير شعورًا بالسعادة ينافس جميع الأشياء المباركة في العالم. وتسامح الفتاة المسماة باندورا، متجاوزة كل ما حولها، كان بمثابة نعمة للعالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توقفت الفتاة بجانب ريغولوس، لتقف في مواجهة إميليا والآخرين. كانت فتاة ذات جمال مروع وغير إنساني، جمال يرغم كل مَن ينظر إليها على الارتعاش دون قدرة على المقاومة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سماع كلمات فورتونا، كأم وكامرأة، جعل أرتشي يجهش بالبكاء، وقد غطى وجهه بيديه.
«—هذا لن يوصلنا إلى أي مكان. خلال هذا الجمود، يبدو أن هناك تطورات في المكان الذي ذهبتِ إليه.»
شعرها الطويل بلون البلاتين الشفاف، كأنه يشع وهجًا ناعمًا أشبه بضوء الشمس، خالقًا شلالًا من النور يمتد من كتفيها النحيلتين إلى أسفل ظهرها. أما عيناها، المحاطتان برموش طويلة، فكانتا زرقاوتين عميقتين، وكأنهما تسجنان العالم بداخلهما. ملامح وجهها كانت في غاية الروعة، حتى إنها جسدت الصورة المثالية لـ ”الجمال“ التي يحلم بها البشر.
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
لو كان ممكنًا حقًا القتل بالجمال وحده، لكانت تمتلك ذلك الجمال القاتل.
انحنت فورتونا بلطف، احتضنت إميليا وسحبتها نحوها.
أمامها مباشرة، رأت إميليا شجرة عظيمة مألوفة— وأمام الباب الذي يؤدي إلى غرفة الأميرة، كانت فورتونا تحاول إقناع إميليا الصغيرة الباكية بالاستماع إليها.
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
أمالت الفتاة ذات الجمال القاتل رأسها، وطرحت ذلك السؤال البسيط.
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
نبرتها، ونظرتها العابرة، وحقيقة أنها خصصت له وقتًا— كل ذلك قد يغمر أي رجل عادي بسعادة غامرة، حتى إنه لن يكون غريبًا إن توقف قلبه فرحًا.
وبينما كان أرتشي يركض عبر الغابة، برز صوت حاد، وقد قفز شخص إلى الطريق أمامه.
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
«مرةً تلو الأخرى… ما الذي يلزم لقتلك…؟!»
«لماذا… لماذا أنتِ هنا…؟ ريغولوس كورنياس! لماذا جلبتها معك؟!»
صكَّ جيوس أسنانه، وكأنه يحاول مقاومة الرغبات التي يصعب التصدي لها والتي تغلي بداخله. رفضه المشبع بالكراهية جعل ريغولوس يصدر صوتًا من ضجر، وعلامات الملل على وجهه واضحة.
«—تبـ… تبًا!!»
«هل تقول إنني جلبتها إلى هنا؟ لحظة، لا يعجبني أن يقرر الناس مثل هذه الأمور عبثيًا. أنت تعلم أنني أكره إكراه الآخرين أكثر من أي شيء آخر، أليس كذلك؟ وجودها معي كان برغبتها الخاصة. هل لديك ضغينة ضدي كي تلقي عليَّ اللوم في كل شيء؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رمق أرتشي بسرعة نظرة حذرة تجاه الشخص الذي ارتدي ثوبًا أسود وتسلل من خلال فجوة بين الأشجار. لكن الشخص الآخر استقبله برفع كلتا يديه، مشيرًا إلى أنه لا ينوي الأذى.
تساقطت الأوتاد الجليدية، كل واحدة منها بسماكة ذراع رجل بالغ، على باندورا بقوة هائلة. اخترقت الأطراف الحادة وجه الفتاة المذهولة، وانتشرت شظايا الجليد المتناثرة لتغطي الغابة باللون الأبيض.
«رئيس الأساقفة كورنياس، يبدو أن صديقنا مرتبك، فلا تكن قاسيًا عليه.»
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
«لن تقتربي منهم. أنتِ… لن… تمرِّي!!»
لم تعد الكلمات المكتوبة أو المنطوقة كافية لوصف الشذوذ الذي يعبر عنه هذا الرجل البغيض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نبرتها، ونظرتها العابرة، وحقيقة أنها خصصت له وقتًا— كل ذلك قد يغمر أي رجل عادي بسعادة غامرة، حتى إنه لن يكون غريبًا إن توقف قلبه فرحًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا. على أي حال، سأخرج الآن. لديَّ القوة القتالية الأكبر بين الجميع في الغابة، لذا ليس هذا وقت التباطؤ في مكان كهذا».
«هذا… ألا يُعتبر قاسيًا للغاية حتى بالنسبة لكِ، سيدة باندورا…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عرَّف الرجل الذي يرتدي الرداء نفسه، مما منح أرتشي شعورًا بالراحة. لم يمضِ وقت طويل حتى لاحظ الرجل أن أرتشي يحمل إميليا بين ذراعيه، وقد ظهرت عليه الصدمة. هزَّ أرتشي رأسه بجدية نحوه.
صوت جيوس، الذي كاد أن ينفد نفسه، جعل الفتاة ترتسم على وجهها ابتسامة رقيقة.
«—!»
ابتسامة الفتاة الساحرة كانت تثير شعورًا بالسعادة ينافس جميع الأشياء المباركة في العالم. وتسامح الفتاة المسماة باندورا، متجاوزة كل ما حولها، كان بمثابة نعمة للعالم.
أرادت أن تدعو أرتشي والجميع إلى غرفة الأميرة في المرة القادمة.
فتحت يديها الرقيقتين، وكأن ذراعيها الصغيرتين بإمكانهما احتضان كل شيء وكل أحد.
«أنا آسفة— لقد كنت على وشك أن أرفض عائلتي مرة أخرى».
«والآن، أحضر المفتاح والختم إلى هنا— حتى يتحقق أعظم أهداف طائفة الساحرة أخيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا أصدق…»
«باندووووورااا—!!»
تم إسقاط العديد من الأشجار؛ وأخرى استقرت على جوانبها، وقد انكسرت عند الجذور. امتلأت الأرض بحفر عميقة لا يظهر لها قاع. لو ادعى أحدهم أن هذا كان أثر كائن غير طبيعي يجتاح سطح العالم، فإن هذا الدمار الطاغي كان ليقنع الكثيرين بتلك الحكاية العجيبة.
«—آه.»
تداخل إعلان الفتاة الرقيق مع صرخة فورتونا الغاضبة.
يئن بألم، انهار الرجل الذي فقد ذراعيه على الأرض، وأخذ جذعه العلوي يتلوى. تدفق الدم الأسود من محاجر عينيه، ومن أنفه، ومن شحمتَي أذنيه، ومن أماكن أخرى، حتى توقَّف عن الحركة تمامًا.
حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
«عجبًا.»
تجاهلت فورتونا رشات التراب، محاولة تنقية المانا لتحضير هجوم مضاد، حين قام جيوس بدفعها نحو الأرض. اختار هذا التصرف عوضًا عن الدفاع أو الهجوم المضاد، فقد دفعها مباشرة نحو الأرض دون أن يكترث لكسر سقوطها— رفعت فورتونا صوتها، مستنكرة قرار جيوس… ثم رأت.
«سأعوض أخي بتحويلك إلى كومة من الأوتاد!!»
«أرتشي…؟»
كانت دموع الطفلة تتساقط باستمرار بينما حاول أرتشي جاهدًا أن يوصل كلماته إليها. كان جزء من ذلك لأنه أراد من إميليا أن تتوقف عن البكاء. وأكثر من ذلك، كان أيضًا لأنه رغب بشدة في أن يؤمن بذلك.
وبينما وقفت باندورا هناك بكل هدوء، أطلقت فورتونا هجومًا سحريًا لا رحمة فيه نحوها.
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
تساقطت الأوتاد الجليدية، كل واحدة منها بسماكة ذراع رجل بالغ، على باندورا بقوة هائلة. اخترقت الأطراف الحادة وجه الفتاة المذهولة، وانتشرت شظايا الجليد المتناثرة لتغطي الغابة باللون الأبيض.
«بهذا… ستختفين إلى الأبد—!!»
في اللحظة التالية، وجد ريغولوس جسده ينقلب فجأة وهو يُقذف عاليًا في السماء.
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
عبست فورتونا بغضب، وشوهت ملامحها الجميلة في قسوة، منهية المشهد المتألق بحزم شديد. انشقَّت السحب فوق الغابة، وسقطت كتلة جليدية ضخمة مباشرةً على باندورا، مرتطمة بالأرض الباردة كقبر جليدي.
《٣》
أمام هذا المشهد المهيب، ظلت إميليا الصغيرة، وحتى إميليا في الحاضر، عاجزة عن النطق.
«لا! سنقاتل! سيدتي فورتونا، من فضلكِ خذي إميليا بعيدًا عن الغابة!»
كانت تتساءل في داخلها إن كان بمقدورها، حتى وهي تستعين بقوة باك، استخدام سحرٍ مماثل لما فعلته والدتها الآن. لم تكن تنوي التقليل من قدرات فورتونا، إلا أن مستوى قتالها فاق كل توقعاتها، مما أثار دهشتها الشديدة. لكن—
«ربما… أنتِ مخطئة في أمر ما؟»
«—مهلًا. هل تتجاهلينني تمامًا الآن؟ ومع ذلك، رغم كل ذلك، حاولتِ ضمي إلى هجومك… ما هذا؟ ألا يعتبر ذلك انتهاكًا لحياتي، ووجودي، وحقوقي، وإنسانيتي ذاتها؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انطلقت كلمات مشبعة بالضغينة من وسط الضباب الأبيض. وفي اللحظة التالية، تكسَّر الجبل الجليدي المتساقط. كان مشهد ريغولوس واقفًا بكل أريحية وسط هذا المنظر السريالي لشظايا الجليد اللامعة مرعبًا ومثيرًا للرعب. أما باندورا، الواقفة خلفه دون أدنى ضرر، فقد كانت بنفس القدر من الإرباك.
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هو الختم، على ما أعتقد. لا أعلم كيف سمعوا عنه، لكن حتى تلك المرأة ظهرت من العدم…»
من الواضح أن ريغولوس قد وقف أمام باندورا ليحميها، لكن ما حدث لم يكن مجرد مسألة قدرة على الدفاع. لم تستطع إميليا حتى أن تستوعب ما حصل تمامًا.
واقفًا وسط سحابة من الغبار والدمار غير الطبيعي، بدا ريغولوس مستاءً. كان مشهد نجاته من كل هذا مشوهًا لدرجة بدت وكأن أحدهم قد وضع ملصقًا على لوحة مكتملة.
«إذًا، هذا هو تجسيد الجشع في هذا العصر. التفكير في أن لقاءً كهذا لا يحدث عادةً… إنه بالفعل مثير للاهتمام.»
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
«…إيكيدنا، هل تعلمين ما الذي حدث الآن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
«أستطيع أن أخمِّن، لكن لا أزال غير متأكدة تمامًا. كنت أرغب في مراقبة الوضع لفترة أطول قبل التكهن بسلطته… لكن يبدو أن الظروف لن تسمح بذلك— إنهم يتحركون.»
في تلك اللحظات، حين كان جيوس على شفا الموت، نظر إليه ريغولوس من الأعلى، وتحدث دون حقد أو كراهية أو أي مشاعر أخرى؛ فلم يجد حاجة في تدخل العواطف الشخصية حين اقتصر على سرد حقائق.
شعرت إميليا بالضيق من معرفة إيكيدنا الواسعة بما يجري، لكنها قررت تركيز اهتمامها على الماضي.
صكَّت فورتونا أسنانها غضبًا من تصديهم لهجومها الأول. في تلك اللحظة، مد جيوس ذراعه أمامها.
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
«يؤسفني قول ذلك، لكن طالما أنها في هذه الغابة، فسيجدونها في نهاية المطاف. هدفهم…»
«سيدتي فورتونا! أرجو أن تأخذي السيدة إميليا وتنسحبي من هذا المكان! حاليًا، نحن بلا حول ولا قوة أمام ريغولوس كورنياس!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «جيوس—!!»
«لا…! هل تطلب مني الانسحاب بينما تقف تلك المرأة أمامي؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في هذه الحالة… سيدتي فورتونا… اتركي الأمر لي…»
«أرجوكِ فكِّري في الوضع! مَن تحمين الآن؟!!»
بوجهٍ يعكس الألم العميق، وهو يتجرع نعمة باندورا التي كانت كأنها نصلٌ ينغرس في قلبه، فتح جيوس الصندوق الأسود الذي في يده— كان في داخله شيءٌ أسود متلوٍ يتحرك.
«…نـ-نعم».
«أرك…!»
بالنسبة لإميليا، كانت فورتونا دومًا نموذجًا يُحتذى به، قوية وشامخة… والدتها كانت شخصًا تقدره، وكانت تؤمن بكل يقين أنه لا يوجد في جسدها عظمة ضعيفة واحدة. لم تتخيل يومًا أن تراها بهذه الدرجة من الألم، غارقة في حزن يكاد لا يُحتمل، والدموع الحارة تتدفق بحرية.
وبخ جيوس فورتونا على موقفها العدائي. جعلها تعليقه تفتح عينيها على اتساعهما؛ تذكرت فورتونا أن ابنتها الحبيبة، التي تقف خلفها، كانت تتشبث بملابسها.
«باندووووورااا—!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا كنتَ لا تحبذ فكرة انتزاع طرف واحد منك، سأنتزع الأطراف الأربعة جميعها! سأجعلك تندم على استهزائك بي… على استهزائك بالجشع!!»
«أ-أمي…»
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
«إميليا…»
وبينما رفعت فورتونا إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تحدث جيوس بصوت هادئ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!!»
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
«أرجوكِ انسحبي. واطلبي المساعدة فورًا من المستوطنة. إنني والتابعين الذين أتوا معي نتشارك نفس الرغبة. إنهم بلا شك سيكونون عونًا لكِ.»
«ولكن إذا فعلت ذلك، ماذا سيحل بك؟»
كانت كلمات قصيرة أطلقها ليبعثها في طريقها. حتى مع التردد الذي لاح في عينيها، أدركت أن حالة أرتشي ليست طبيعية إطلاقًا بينما كانت تنظر بينه وبين الزهور مرارًا وتكرارًا.
وبحاجة إلى دعم ليبقى مستندًا، أسند جسده الساقط على جذع شجرة. أرتشي، الذي غمره العرق جراء الألم الشديد لفقدان ساقه، عضَّ على أسنانه، متحملًا إحساسًا أشبه بنار تشتعل في عقله وهو يواصل ترديد التعويذات.
«—اطمئني. لا أنوي البقاء هنا دون خطة.»
—تسللت فتاة واحدة من بين الفجوات بين أشجار الغابة، وظهرت في ذلك المكان.
واجه جيوس نظرة فورتونا الكئيبة بابتسامة، رغم أن التوتر كان يتسرب من كل مسام في جسده.
أمام وجهه المبتسم بفخر، أغمضت فورتونا عينيها بقوة، كأنها تقطع كل تردد لديها.
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
بينما تهاوت عزيمتها، قام جيوس باستخدام يده اليمنى المستعادة ليمسك بخدَّها ويضغط عليه.
«سأعود لإنقاذك— سأفعل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم انطلقت فورتونا، حاملةً إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تجري في أعماق الغابة، تاركةً تلك الكلمات وراءها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هنا… هنا تكمن الآمال، والإيمان العظيم الذي لا يُنسى نحو أهل هذا المكان…»
في حضن والدتها، كانت إميليا الصغيرة تتحرك بعصبية، تصرخ بأعلى صوتها نحو جيوس الذي كان يتلاشى بعيدًا عنها.
واقفًا وسط سحابة من الغبار والدمار غير الطبيعي، بدا ريغولوس مستاءً. كان مشهد نجاته من كل هذا مشوهًا لدرجة بدت وكأن أحدهم قد وضع ملصقًا على لوحة مكتملة.
«جيوس—!!»
كان صوته هادئًا، خاليًا من أي مشاعر على ما يبدو. لكن هذا الهدوء تلاشى لحظة بعد ذلك.
تذمر ريغولوس بصوتٍ عالٍ، ثم غرس ذراعيه مرة أخرى في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار هذا الهجوم.
جلبت تلك المشاعر الطفولية البريئة ابتسامة هادئة على وجه جيوس، وهو يرفع يده مودعًا. وفي لحظات، غابت إميليا في أعماق الغابة، حتى لم تعد ترى جسد جيوس النحيل.
ما الذي كان يحدث الآن؟ ولماذا كان كل ذلك يحدث فجأة؟
ورغم ذلك، استمرت المشاهد، والتي ليس لدى إميليا أي ذكرى منها، مما أوقعها في حيرة.
«لقد انفصل جيوس عنا… ماذا سيحدث الآن في المحاكمة؟!»
«لا!! أمي، أريد أن أكون معكِ! من فضلكِ! أرجوكِ أرجوكِ! أنا أطلب منكِ بلطف! دعيني أبقى معكِ!! لا أريد… لا أريد أن أكون وحدي!!»
«سيدتي فورتونا، أرجوكِ تماسكي!»
«بالطبع، ستستمر. هذا ماضٍ لم تشهديه من قبل، لكن كتاب المعرفة يعمل على تعديل مسار هذا العالم المستنسخ. وبما أنها محاكمة، فعليكِ متابعة ذاتك الخاصة. ما الذي ستفعلينه؟»
لم يأتِها رد. الأرواح الصغرى شكَّل فقط دربًا من الضوء يقودها نحو أعماق الغابة.
أجابت إيكيدنا على سؤال إميليا بتصريح مفاجئ، مشيرة إلى ضرورة تتبعها لفورتونا.
هذا الاقتراح أغرى قلب إميليا. كانت تسعى بكل يقين لاجتياز المحاكمة. ليس لديها أدنى شك بأن عليها متابعة ماضيها من أجل ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك ماضٍ يتجاوز النضال الشجاع لجيوس، ماضٍ حقيقي نسيته إميليا.
ومع ذلك، كانت هذه اللحظة التي قاتل فيها جيوس بشجاعة، معركة وضع فيها كل ما لديه من أجل أن تهرب فورتونا، بل وأيضًا إميليا الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك—
استثير الرجل بكلمات أرتشي، وانحنى بعمق للجان الشاب الذي يضم طفلته الأمل بين ذراعيه بقوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
«هه، هل ستبقين هنا؟»
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
للمرة الثانية، تحمل ريغولوس هجمات فورتونا المفاجئة دون أن يصاب بأذى. كانت تكره أن تعترف بذلك، لكنها لم تستطع هزيمته— ولم يستطع جيوس أيضًا، وأي محاولة أخرى ستعرِّض حياته للخطر.
«إيكيدنا، من طريقة حديثكِ الآن… يبدو وكأنكِ تلمحين لعدم وجود سبب معين للبقاء هنا.»
«ستتمكنون على الأرجح من الهروب بأمان…»
كلمات باندورا، التي نُطقت بدون خبث، جعلت فورتونا ترتجف بعمق.
«…»
عندما حاولت التفُوّه بهذه الكلمات، تجمدت إميليا، كما لو أوقفتها مشاعرها.
«ربما أفكر في الأمر بشكل زائد، لكن الأمر يبدو وكأنكِ تريدين مني التوجه إلى هناك…»
«—لَكِ حرية التفكير كما تشائين. علاوة على ذلك، حتى أثناء ترددكِ، الأحداث مستمرة في الحدوث.»
«لا، لقد ساعدتني على تذكر شيء مهم للغاية. لقد خيبت أمل مَن يحبونني مرارًا. ومع أنني ندمت على ذلك عدة مرات، إلا أنني أنسى مجددًا بعد فترة قصيرة. لهذا السبب…»
صرخًا بأقصى قوتهما، وكأنهما يعلمان أن عليهما إخراج كل مشاعرهما الآن، وإن لم تشاركا أمَّهما كل ما يشعران به، فلن تتاح لهما فرصة أخرى.
تراجعت إيكيدنا خطوة إلى الخلف، لتأخذ مسافة بينهما دون أن ترد على سؤال إميليا. منحتها تلك المسافة موقعًا ممتازًا لمراقبة ساحة المعركة التي تحول المكان إليها.
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
وفي تلك اللحظة، بينما وقف جيوس بثبات في ساحة المعركة التي انتشرت أمام عيني الساحرة، أطلق الرجل ذو الشعر الأبيض ضحكة ساخرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هممم، تقدُّم مثير للإعجاب، أليس كذلك؟ لكن، مَن الذي تمنعه من الهروب؟ أليس عملي الحقيقي معهما وليس معك؟ بمعنى آخر، تدخلك هذا هو تعدٍّ على أفعالي، وحقوقي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسامة الفتاة الساحرة كانت تثير شعورًا بالسعادة ينافس جميع الأشياء المباركة في العالم. وتسامح الفتاة المسماة باندورا، متجاوزة كل ما حولها، كان بمثابة نعمة للعالم.
«سمِّه كما تشاء، ريغولوس كورنياس. سأراهن على وجودي ذاته. لن أسمح لك بالاقتراب منهما خطوة واحدة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ الرجل بقوة مطالبًا أترشي بالهرب، ونظر خلفه، ووجهه يفقد لونه بسرعة. ظهرت بقع حمراء وسوداء على عنقه البارز من تحت ردائه، ووجهه يتداعى لدرجة جعلت عينيه تبدوان على وشك السقوط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —وفي تلك اللحظة، دفعت مشاعر إميليا الصادقة والمخلصة ذلك الكائن الذي كان يراقب روحها الشجاعة الصغيرة للتحرك.
«لا تقل ذلك. قد تكون أحد مؤسسي طائفة الساحرة، وربما تجلس على هذا المقعد بفضل خدمات قدمتها في الماضي، لكن لو طُرحت الآن مسألة مَن يستحقه أكثر، لكان المقعد من نصيبي! هل تعتقد أنك تستطيع الفوز ضدي إذا حاولت بجد بما يكفي؟ ما نوع العقل الذي تحمله على كتفيك؟»
«هذا… سأريك إياه من الآن فصاعدًا.»
تذمر ريغولوس بصوتٍ عالٍ، ثم غرس ذراعيه مرة أخرى في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار هذا الهجوم.
أمام ريغولوس، الذي اندفع بغضب محاولًا تبرير أفعاله بمنطق يخدم مصالحه، رد جيوس بجواب بسيط وهادئ.
لم تكن تعرف كيفية فتح الباب. لم تفهم المعنى الحقيقي وراء الختم. لم تعلم إن كان ذلك سيغير شيئًا للأفضل. لكن كلمة الختم وحدها كانت كافية.
«أنتَ، رغم أنك لم تمتلك الجسد المؤهل، قد نجحت في قبول عامل الساحرة بداخلك. باسم ساحرة الغرور، أمنحك شرفًا لعزيمتك وإرادتك الصلبة بمنحك لقب الكسل.»
«لا… جيوس، ما الذي…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا أصدق…»
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وجهت فورتونا هذا السؤال إلى باندورا، التي ابتسمت برشاقة ووقفت هناك وكأن ذلك الأمر هو الأكثر طبيعية.
لم يكن لديها وسيلة للتدخل في قصةٍ تستعرض ماضيًا قد انقضى منذ زمنٍ بعيد.
«الآن، اركضي. مهما سمعتِ، لا تستديري… اركضي!»
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مهلاً، لا تخبرني أنك…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في أوقات السلم، أو إن كان داخل حصن منيع، لما كان في ذلك أي مشكلة على الإطلاق. ومع ذلك، كان الفتى ضيفًا غير مرحب به، وأمامه وقفت فورتونا، وملامح العداء واضحة على وجهها ونظرة جادة في عينيها.
أخرج جيوس من ردائه صندوقًا أسود صغيرًا. وعندما وقعت عينا ريغولوس على ذلك الصندوق، تجعد حاجباه للحظة، لكنه سرعان ما حدق باندهاشٍ، مدركًا ماهية ما يراه.
نظرة حزم ظهرت على وجه جيوس وهو يتطلع إلى ريغولوس، وقد تلاشت منه كل علامات الهدوء الأولية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
«بالتأكيد، أنت تشعر بذلك، أليس كذلك؟ فبعد كل شيء، هذا شيءٌ سبق أن كان في يدك.»
وقد امتلأت عيناها بالدموع، تجاوزت فروع الأشجار المعتادة في الغابة المألوفة، متوقفة عند النقطة التي تحولت فيها الغابة إلى بياضٍ نقي. كان أنفاسها متقطعة ووجهها محمرًا عندما وصلت أخيرًا إلى الختم الذي كانت تبحث عنه—
«رئيس الأساقفة…»
«أعرف ما هو. وبسبب معرفتي به، أعجز عن إيجاد كلمات لوصف مدى غبائك. هل أقنعت نفسك أن هذا هو ورقتك الرابحة؟ أتساءل لماذا لا تستوعب… أنت مَن قلت، أنت مَن قررت أنك غير مؤهلٍ لحيازته!»
«بالتأكيد، أفتقد للتوافق معه. ولذا، كنت دائمًا أحتفظ به فقط، حاميًا الأمانة التي أوكلت إليَّ. غير أنني فعلت ذلك من أجل وقتٍ كهذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على عكس الهالة الغاضبة التي أظهرها ريغولوس حتى تلك اللحظة، بدا جيوس هادئًا وهو يهز رأسه من جانبٍ إلى آخر.
اندلعت شهقات البكاء، وانهارت إميليا، في الماضي والحاضر، بالبكاء على الفور.
كأنَّ الغضب الأسود الراكد وعزيمة كالنار الزرقاء كانا يتصارعان داخل أعماقه—
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
«—رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
تحدثت فورتونا إلى إميليا، التي كانت تهز رأسها وعيناها تدمعان، ثم التفتت إلى أرتشي. وعندما رأت العزيمة في عينيه البنفسجيتين، شعر أرتشي بأن جسده النحيف تيبس من التوتر.
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
كان ذلك اسمه. رفع رأسه عندما نُودي بتلك الطريقة، وبدأت باندورا تتحدث إليه برقة.
—تذكرت كراهيتها الشديدة لجيوس.
«—!»
«أتمنى لك رحلةً طيبة.»
كانت كلماتها بركة، لم تحمل ضغينةً أو عداءً أو دوافع خفية، بل كانت مليئةً بالنوايا الحسنة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هـ-هل سنكون حقًا… معًا…؟»
«إميليا».
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
«ما الذي تراه بتلك العينين الحمر، رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
بوجهٍ يعكس الألم العميق، وهو يتجرع نعمة باندورا التي كانت كأنها نصلٌ ينغرس في قلبه، فتح جيوس الصندوق الأسود الذي في يده— كان في داخله شيءٌ أسود متلوٍ يتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أنه اكتسب تلك القوة بتكلفة باهظة، فإن هدفه ريغولوس ظلَّ غير متأثر، بل وكان يضحك عليه بسخرية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—سيدي فلوجل، أرجوك اغفر لي.»
كانت مشاعر الغضب التي تغلي في قلب فورتونا تجاه المهاجمين -وبالأخص باندورا- لا تُصدق. لا بد أن شيئًا ما حدث بينهما جعل فورتونا تفقد هدوءها إلى هذا الحد.
على الرغم من حبها واحترامها العميقين لفورتونا، إلا أن تلك الكلمات وحدها كانت ترفض قبولها.
قال هذه الكلمات، ثم ضغط ذلك الشيء الأسود على صدره، بكل ما يحويه الصندوق الصغير.
في اللحظة التالية، وقع انفجار. ارتدت الرياح، وتغيرت جغرافيا الغابة بفعل الصدمة.
فوراً، انتشر السواد الغامض كأنما تناثرت قطرات ماء على صدر جيوس، وزاد حجمه بشكلٍ انفجاري حتى غطى جسده بالكامل. مشهد جيوس وهو يُلتهم بكيانٍ لزجٍ حي جعل إميليا تصرخ بلا وعي. كان هناك شيءٌ يمحو وجود جيوس بلا رحمة.
«أحمق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لأول مرة، نطق ريغولوس بكلمة ازدراءٍ مختصرة.
كانت فورتونا لا تزال غير قادرة على إبعاد إميليا عنها حينما ناداها صوت من خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ساحرة؟ ساحرة، تقول؟ هذا كلام مجنون أكثر! الساحرات بخلاف ساحرة الغيرة قد دُمرن منذ زمن، وينبغي أن تكون ساحرة الغيرة نفسها مختومةً في رمالٍ بعيدة…»
وأمام نظراته الحادة، رفع جيوس ذراعيه نحو السماء، صارخًا بفمه المفتوح بينما ابتلعه الكائن بالكامل. وكأنما كان وجوده يُمزق، بين الألم واللذة ومشاعر لا يمكن وصفها.
«أعرف ما هو. وبسبب معرفتي به، أعجز عن إيجاد كلمات لوصف مدى غبائك. هل أقنعت نفسك أن هذا هو ورقتك الرابحة؟ أتساءل لماذا لا تستوعب… أنت مَن قلت، أنت مَن قررت أنك غير مؤهلٍ لحيازته!»
—وفجأةً، امتزج صوت تصفيقٍ غير متوقع مع صرخته.
«والآن، أحضر المفتاح والختم إلى هنا— حتى يتحقق أعظم أهداف طائفة الساحرة أخيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا… جيوس، ما الذي…؟!»
«رائع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تألفت المعركة من الهجوم الشجاع لجيوس وصد ريغولوس القاسي، وبينما كانت إميليا تراقب القتال، تحدثت إليها إيكيدنا من خلفها.
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
وهي تحدق في جيوس، الذي كان يلهث بينما يتهاوى وجوده في فوضى عارمة، زفرت باندورا بهدوء نفسًا متقدًا ومفعمًا بالإثارة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، لم تتوقف ساقاها عن الحركة. أُمرَت بألا تتوقف عن الركض، فاستمرت في تنفيذ ما طُلِب منها.
«سيدة باندورا؟»
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
بسبب إحساسه بدنوِّ أجله، أرسل الفتاة بعيدًا عن موتها قدر المستطاع.
لم تكن إميليا وإيكيدنا وحدهما مَن شعرا بمدى غرابة هذا المشهد. حتى ريغولوس شعر بالأمر ذاته، حيث ألقى نظرة استفسار نحوها، فردَّت باندورا بوقف تصفيقها، مشيرةً إلى جيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«رئيس الأساقفة ريغولوس كورنياس.»
«نعم؟»
«لا! هذه الشظايا… يجب عليكِ أن تتجنبيها بالكامل…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إنه قادم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وصلت آمال الطفلة البريئة حتى إلى أرتشي الذي احتضن جسدها الصغير. ماذا يمكن لأي شخص أن يقول لطفلة تم انتزاعها من حضن والدتها الحبيبة؟ لم يكن لأحد إجابة مرضية.
في اللحظة التالية، وجد ريغولوس جسده ينقلب فجأة وهو يُقذف عاليًا في السماء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضاغطًا على ما تبقى من ذراعه المبتورة، تعثر جيوس بشكل مذهل. وبفحص أدق، تبيَّن أنه تعرض لإصابات في كلا ساقيه، حيث ظهرت على فخذيه جروح بشعة وكأن وحوشًا التهمت لحمه بشراهة.
«هاه—؟»
«لقد سئمت رؤية رد الفعل هذا أيضًا. لقد تكبَّدت عناء منحتك وقتًا لتقضيه مع زوجتك وكل شيء. أردت على الأقل نوعًا من المكافأة على ذلك، لكن يبدو أنني توقعت أكثر من اللازم دون جدوى.»
كأنَّ طفلًا غاضبًا أمسك بدمية من قدميها وألقاها بكل ما يستطيع من قوة.
«تعالوا، إذًا— دعوني أذوق احتضان صمودكما حتى النهاية المريرة.»
وهو يُقذف في الهواء، بدا على وجه ريغولوس أنه لا يدرك ما يحدث، بينما مرَّ بجوار قمم الأشجار، ليبلغ بسرعةٍ نقطة الذروة، ومن هناك هبط بقوة نحو الأرض. كان وكأن قدميه لا تزالان ممسوكتين في قبضة طفلٍ غاضب، وليس لديه أدنى فرصة لتجنب الاصطدام برأسه بالأرض، مثيرًا سحابة ضخمة من الغبار.
تقدم الوحش كما لو كان لينتزع الفتاة الهاربة، أمل الغابة، ويسلب أي معنى متبقٍ من وهج الحياة الضعيف في جسد أرتشي المتداعي.
«بطلبٍ مني، غادر المتطفل المسرح. الآن يمكننا أن نأخذ وقتنا للحديث، أليس كذلك؟»
بانفجارٍ مدوٍّ وارتجاجٍ عنيف، انفجرت الأرض وتهاوت شجرة تلو الأخرى، جرفتها قوة الاصطدام. سُحق الرجل تحت تأثير تلك الأشجار العظيمة، وساد الهدوء الغابة الصاخبة.
«—آه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جلبت تلك المشاعر الطفولية البريئة ابتسامة هادئة على وجه جيوس، وهو يرفع يده مودعًا. وفي لحظات، غابت إميليا في أعماق الغابة، حتى لم تعد ترى جسد جيوس النحيل.
فقدت إميليا صوتها، محاولةً تجميع شتات المشاهد التي جرت أمام عينيها.
—لم ترَ أيًّا منها. لكنها أدركت شيئًا واحدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا… جيوس، ما الذي…؟!»
«لقد حدث تمامًا كمــــا… قلت لكم.»
«تعالوا، إذًا— دعوني أذوق احتضان صمودكما حتى النهاية المريرة.»
رأته أمامها، الرجل بزيِّه الأسود، راكعًا على الأرض، ودموعٌ من دم تتدفق من عينيه.
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
وبينما كان يحدِّق في سحابة الغبار المتناثرة بين فجوات الأشجار، وقف ذلك الرجل— يسعل بشدةٍ بعد النصر الذي حققه مقابل كل ما حمله من عزيمة.
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
بسرعة، مدت يدها ولمست الكريستال المتصدع عند عنقها. ذكَّرها هذا الإحساس بهدفها. لقد جاءت لتحدي المحاكمة والتصالح مع ندمها على الماضي.
كانت أنفاسه ضعيفة، وساقاه ترتعشان. غير أن روحه اشتعل بحرارةٍ تتأجج من نيران التصميم الراسخ.
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
«هنا… هنا تكمن الآمال، والإيمان العظيم الذي لا يُنسى نحو أهل هذا المكان…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
اختلطت كلماته بسعالٍ ممتزجٍ بالدم، وكأن شعورًا بالواجب الجليل كان ينهش روحه، حتى وهو يتحدث. عبر سنواتٍ عديدة، لابد أن مشاعره قد نمت وتعاظمت؛ عمقها كان سرًا لا يعلمه أحد.
«أنا ضعيفة. كل ما فعلته هو التظاهر بالقوة من أجلك وأجل إميليا.»
«هل تطلب مني أن أتركك وأهرب؟ لو كنت سأفعل ذلك، لما عدت أصلًا. حتى أنني ودعت إميليا لأتمكن من العودة. كيف يمكنك أن تطلب مني الهرب الآن؟»
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تلك الأيام، تلك الرابطة، تلك الأمنية… هذه، هم منحوني إياها. ومهما طال الزمان، لن أنسى شيئاً… لهذا، في هذه اللحظة، ما دمت قادرًا على أن أسعل دمًا…»
جرت دموع الدم بغزارة. بلغ الدم واللحم نهايتهما، والرجل يتقيأ كتلة من الدماء وهو يتشبث بعنادٍ ببركاتٍ أبعد من متناول يده.
كانت محاجره متوهجة بلون قرمزيٍ صارخ. عيناه المغمورتان بالدماء، تائهتان؛ رغم أنه كان يحدق أمامه، كان من الصعب الجزم إن كان يرى العالم كما هو حقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما الذي تراه بتلك العينين الحمر، رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
صوت سسس، سسس، كان نذيرًا باقتراب النهاية.
«—الحب.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «كما لو… أن أحدًا سيسمح لك بالمرور…»
بوجهٍ يعكس الألم العميق، وهو يتجرع نعمة باندورا التي كانت كأنها نصلٌ ينغرس في قلبه، فتح جيوس الصندوق الأسود الذي في يده— كان في داخله شيءٌ أسود متلوٍ يتحرك.
كانت باندورا هي الوحيدة التي تلقت تلك النظرة، مدركة ببراعة أن عينيه القرمزيتين لم تكونا تنظران إليها. ومع ذلك، طرحت سؤالها دون اكتراث، فأجاب الرجل دون تردد.
كانت هناك مسارات عديدة يمكن للأرواح الصغرى المرور منها، ولكن لم يكن بوسع إميليا ذلك. تعثَّرت، وتعرَّض خدها للخدوش من فروع الأشجار، وسقطت، ثم بصقت التراب من فمها قبل أن تنهض مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يا للسخرية، كان حوارًا بين شخصين قادتهما الأقدار إلى المكان ذاته، شخصين لا يمكن أن يقبلا بفكر الآخر بأي حال.
تم إسقاط العديد من الأشجار؛ وأخرى استقرت على جوانبها، وقد انكسرت عند الجذور. امتلأت الأرض بحفر عميقة لا يظهر لها قاع. لو ادعى أحدهم أن هذا كان أثر كائن غير طبيعي يجتاح سطح العالم، فإن هذا الدمار الطاغي كان ليقنع الكثيرين بتلك الحكاية العجيبة.
«في هذا العالم، وفي هذه اللحظة، من المرجح أنني أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الصوت الحنون الذي نادت به ليا جعل إميليا، ومشاعرها، تتحطم.
أسرت باندورا نفسها باعترافٍ بهمسٍ متقد. تلك الكلمات جعلت الرجل يغلق عينيه للحظة، ثم أطلق أنيابه نحو المرأة التي تجرأت على التصرف وكأنها الأكثر فهمًا له في العالم.
«الـ…ـخـتـم…»
جيوس—لا، اسمه كان بيتيلجيوس روماني كونتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لن تقتربي منهم. أنتِ… لن… تمرِّي!!»
«تعالوا، إذًا— دعوني أذوق احتضان صمودكما حتى النهاية المريرة.»
《٢》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك ماضٍ يتجاوز النضال الشجاع لجيوس، ماضٍ حقيقي نسيته إميليا.
تتساقط دموع الدماء من عينيه، وقد سمح لذلك الشيء الأسود بأن يسكن داخله، صرخ جيوس بصوتٍ هائل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد تأكدنا من وجود أحد رؤساء الخطايا السبع المميتة: الجشع، قائد الفصيل المتطرف. رئيس الأساقفة يقاتله، لكن لا يمكن حل الوضع بمجرد طرده».
ذلك المشهد المروع، ممزوجًا بعزيمةٍ مقدسة تفوق كل تصور، أرسل برودةً قاسية تخترق عمق عمود إميليا الفقري.
«أمكِ دائمًا بجانبكِ. عندما تغلقين عينيكِ، سأكون هناك، داخل ذكرياتكِ. عندما تحتضنين نفسكِ، سأكون الدفء الذي يملأ صدركِ. وعندما تنادين، سأكون الصدى تحت السماء. أمكِ معكِ. دائمًا، دائمًا، إلى الأبد، معًا».
لم يكن لديها وسيلة للتدخل في قصةٍ تستعرض ماضيًا قد انقضى منذ زمنٍ بعيد.
على الرغم من أن جيوس قد امتص ذلك الشيء منذ لحظات قليلة فقط، إلا أنه لم يروِّضه بأي حال من الأحوال. لقد سمح له فقط بانتهاك كيانه من الداخل بدلًا من الخارج.
تلقَّى الشاب الذي تملؤه الدموع إميليا من فورتونا، محتضنًا جسدها الصغير بين ذراعيه بقوة، بينما انحنى برأسه بعمق.
«جيوس… ما الذي—؟ ماذا فعلت؟ ماذا…؟»
«—ليا، أحبكِ».
ماذا أخذ داخله؟ ما هي القوة التي استخدمها ليدفن ريغولوس بضربة واحدة؟ كان الأمر كما لو أن شيئاً حدث ولم تتمكن من رؤيته، ومع ذلك شعرت إميليا بشعور مألوف لم تستطع تفسيره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—بنوعٍ ما، كان يشبه الضربة التي أنهى بها سوبارو مبارزته مع غارفيل.
«لقد أثبت عزمك بجدارة، يا رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير أن أفكار إميليا قاطعتها نبرة أشبه برنين الجرس.
لكن هجوم جيوس غير المرئي كان أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد رأت إميليا بوضوح كيف سُحق ريغولوس على الأرض، غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك— لماذا لم يتعرض لأي جرح؟ لم يكن حتى متسخًا.
«أرتشي…»
بينما كانت تراقب جيوس وهو يلهث ويكحُّ دماءً، بقيت باندورا غير مكترثة وهي تعبر عن إعجابها. لم تُظهر أي ردة فعل لوفاة ريغولوس الذي كان يقف إلى جانبها؛ لم يتأثر جمالها الطبيعي بأدنى عيب.
«أنتَ، رغم أنك لم تمتلك الجسد المؤهل، قد نجحت في قبول عامل الساحرة بداخلك. باسم ساحرة الغرور، أمنحك شرفًا لعزيمتك وإرادتك الصلبة بمنحك لقب الكسل.»
اندلعت شهقات البكاء، وانهارت إميليا، في الماضي والحاضر، بالبكاء على الفور.
«هل تظنين أنني أرغب في مثل هذا اللقب؟ في هذه اللحظة، أرغب بشيء واحد دون أدنى شك… الهدوء لتلك الأم وابنتها—!!»
سمعت فورتونا الكلمات من بعيد بينما شعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدميها.
مستحضرًا صورة فورتونا وإميليا اللتين ابتعدتا عن ساحة المعركة، سكب جيوس دم قلبه وحياته ذاتها في عزيمته ليمنح الثنائي فرصة للهرب، مادًا ذراعيه باتجاه باندورا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أتمنى لك رحلةً طيبة.»
«الحب… يا له من شيء رائع…»
«إنه يحتوي على دفء لن تصل إليه أبدًا أكاذيبك!»
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وصلت آمال الطفلة البريئة حتى إلى أرتشي الذي احتضن جسدها الصغير. ماذا يمكن لأي شخص أن يقول لطفلة تم انتزاعها من حضن والدتها الحبيبة؟ لم يكن لأحد إجابة مرضية.
بينما همست باندورا بنشوة، صرخ جيوس موجهًا أفكاره نحو الهجوم. في اللحظة التالية، استطاعت إميليا أن تشعر بضغط غير طبيعي يتشكل من الهواء، لكنها لم تستطع رؤية أي شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل تظنين أنني أرغب في مثل هذا اللقب؟ في هذه اللحظة، أرغب بشيء واحد دون أدنى شك… الهدوء لتلك الأم وابنتها—!!»
لم يحدث شيء. لم يكن بإمكان شيء أن يحدث. ومع ذلك—
تأملت إميليا الصغيرة الزهور البيضاء، وقد حبست أنفاسها بينما كانت تسمع كلمات أرتشي.
«الغابة تتداعى…؟!»
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
اقتُلعت الأشجار، انشقت الأرض، وتبعثرت كتل من التراب والأزهار والعشب في كل مكان. ووفقًا لإرادة جيوس، تحولت هذه القوة تدريجيًا من تدمير عشوائي إلى دمار أكثر استهدافًا. انهيار الغابة، وكأن عملاقًا يدوس عليها، تقدم في خط مستقيم نحو باندورا التي كانت واقفة بلا حراك.
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
«—تبـ… تبًا!!»
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
«أل هيوما!!»
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
«انتظري لحظة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رمق أرتشي بسرعة نظرة حذرة تجاه الشخص الذي ارتدي ثوبًا أسود وتسلل من خلال فجوة بين الأشجار. لكن الشخص الآخر استقبله برفع كلتا يديه، مشيرًا إلى أنه لا ينوي الأذى.
«الأمر بخير، إميليا. لن… تكوني وحدك…»
«—!!»
أرادت أن تنام مجددًا في السرير بجوار فورتونا.
حتى وإن لم يكن ذلك السبب، فقد اندلعت المعارك في كل ركن من أركان الغابة. لقد تحول وطن إميليا بالفعل إلى ساحة حرب.
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
كانت الغابة قد تبدلت بصورة درامية، لدرجة بدت معها وكأنها نسيت شكلها الأصلي.
«إميليا… إميليا، إميليا، إميليا…!»
وقبل أن تصل الضربة غير المرئية إلى باندورا، اعترضها شخصٌ أبيض اللون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان يتحدث، رفع ريغولوس قدمه فوق رأس جيوس. كان واضحًا أنه سيقوم بسحق رأسه كشمامة ناضجة— وما إن أوشك على ذلك حتى قطع صوت ما الصمت.
في اللحظة التالية، وقع انفجار. ارتدت الرياح، وتغيرت جغرافيا الغابة بفعل الصدمة.
ثم انطلقت فورتونا، حاملةً إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تجري في أعماق الغابة، تاركةً تلك الكلمات وراءها.
ومع ذلك، لم يتراجع الشاب الذي تلقى ذلك الهجوم القوي من الجهة الأمامية— ريغولوس الذي كان من المفترض أن يكون ميتًا— لم يظهر أي أثر للانسحاب. لم يظهر على جسده أي جروح من الأحداث السابقة ولا حتى خدش واحد.
«لا أصدق…»
تمكنت إميليا من تقبُّل حقيقة أنه صدَّ ضربة فورتونا الأولى دون خدش. إذا كان هناك فارق كبير في القوة بين المقاتلين، فربما يكون من الممكن صد هجمات شديدة مميتة.
عندما كان ريغولوس على وشك استئناف هجماته، جاءت الفاتنة ذات الشعر البلاتيني تطلب منه الانتظار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن هجوم جيوس غير المرئي كان أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد رأت إميليا بوضوح كيف سُحق ريغولوس على الأرض، غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك— لماذا لم يتعرض لأي جرح؟ لم يكن حتى متسخًا.
«وإن هربنا من هنا، فماذا بعد؟ كل ما سنفعله هو السماح لهم بسرقة هذه الأرض المسالمة. وإذا خسرنا، فهذا يعني أن الختم سيقع في أيديهم. هذه المرة، سيتعرض العالم للدمار!»
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
«ريغولوس كورنياس…!!»
«لقد سئمت رؤية رد الفعل هذا أيضًا. لقد تكبَّدت عناء منحتك وقتًا لتقضيه مع زوجتك وكل شيء. أردت على الأقل نوعًا من المكافأة على ذلك، لكن يبدو أنني توقعت أكثر من اللازم دون جدوى.»
«أحمق.»
«كم هو مزعج. أنت، مَن يرفض الاعتراف بعامل الساحرة، تجاهلت ثمنه وأجبرتَه على دخول جسدك، أليس كذلك؟ ألا يعتبر هذا إهانةً لنا نحن الذين نحمل مقاعدنا بحق؟ أليس هذا جرحًا لذاتي الصغيرة التي لا تتزعزع؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«قد تقول إنه بلا جدوى، ولكنني—!»
«أرتشي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أثناء حديث ريغولوس المستفز، اهتز رأسه فجأة كما لو تلقى ضربة غير مرئية. لكن عندما أعاد عنقه الملتوي إلى موضعه السابق، لم يكن هناك أي أثر للضربة على وجهه مجددًا. الرجل المقيت عبس بانزعاج واضح، واقفًا بلا حماية، بينما واصل استقبال هجمات جيوس المتلاحقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم أشارت إلى الاتجاه الذي يؤدي إلى خارج الغابة.
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
وأمام نظراته الحادة، رفع جيوس ذراعيه نحو السماء، صارخًا بفمه المفتوح بينما ابتلعه الكائن بالكامل. وكأنما كان وجوده يُمزق، بين الألم واللذة ومشاعر لا يمكن وصفها.
وحتى لو لم يستطع جيوس التقدم، فقد استطاع تأخير خصمه. واصل شن هجماته لإبقاء ريغولوس في مكانه.
«إميليا…!»
«—هذا لن يوصلنا إلى أي مكان. خلال هذا الجمود، يبدو أن هناك تطورات في المكان الذي ذهبتِ إليه.»
تساقطت الأوتاد الجليدية، كل واحدة منها بسماكة ذراع رجل بالغ، على باندورا بقوة هائلة. اخترقت الأطراف الحادة وجه الفتاة المذهولة، وانتشرت شظايا الجليد المتناثرة لتغطي الغابة باللون الأبيض.
«—تبـ… تبًا!!»
تألفت المعركة من الهجوم الشجاع لجيوس وصد ريغولوس القاسي، وبينما كانت إميليا تراقب القتال، تحدثت إليها إيكيدنا من خلفها.
لم تعد الكلمات المكتوبة أو المنطوقة كافية لوصف الشذوذ الذي يعبر عنه هذا الرجل البغيض.
جعلها تصريحها الخالي من المشاعر ترفع حاجبيها الرقيقين وتضغط على أسنانها.
اقتُلعت الأشجار، انشقت الأرض، وتبعثرت كتل من التراب والأزهار والعشب في كل مكان. ووفقًا لإرادة جيوس، تحولت هذه القوة تدريجيًا من تدمير عشوائي إلى دمار أكثر استهدافًا. انهيار الغابة، وكأن عملاقًا يدوس عليها، تقدم في خط مستقيم نحو باندورا التي كانت واقفة بلا حراك.
«آاه؟»
«هل تطلبين مني أن أترك هذا المكان؟ على الرغم من أن جيوس يقاتل بكل ما يملك؟!»
«لكن… لماذا إذًا عدتِ…؟ أنا…»
«قد أجادل بأن قوة المشاعر لا تؤثر في النتائج، لكن للأسف، لا أنوي مناقشة ذلك معك. ليس لديَّ اهتمام كبير بمضايقة الضعفاء، وأجد صوتك مزعجًا للغاية.»
«—كي لا أدعك تموت… وإن كان لا بد أن تموت، فكي أكون إلى جانبك.»
«إذًا، لماذا لا تصمتي وتراقبي فقط؟ أنا…!»
—كانت ترغب في البقاء في ذلك المكان ومراقبة جيوس.
كانت كلمات باندورا غير متوقعة بالنسبة لفورتونا وجيوس على حدٍ سواء. لم يكن يُعقل أن تطلب هي، وهي عدوة لهما، من ريغولوس أن يعفو عن حياتهما.
«—!»
«أرتشي…»
عندما حاولت التفُوّه بهذه الكلمات، تجمدت إميليا، كما لو أوقفتها مشاعرها.
في اللحظة التي بدأوا فيها الركض، صرخ الرجل فجأة، وصدى الاستعجال في صوته جعل أرتشي يتوقف على الفور. وبينما فتح أرتشي عينيه متسائلًا عن ما يجري، وقف الرجل وقد بسط ذراعيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتركيني! دعيني أذهب معكِ! لن أكذب بعد الآن! لن أخلف أي وعد بعد الآن!! سأكون فتاة صالحة! سأكون فتاة صالحة، لذا… من فضلكِ، لا تتركيني…!»
بسرعة، مدت يدها ولمست الكريستال المتصدع عند عنقها. ذكَّرها هذا الإحساس بهدفها. لقد جاءت لتحدي المحاكمة والتصالح مع ندمها على الماضي.
ربما كانت هذه اللحظة هي الفرصة الوحيدة التي تستطيع فيها مشاهدة معركة جيوس حتى نهايتها. لكن بذلك، ستخون كلًا من سوبارو، الذي ودَّعها عند مدخل القبر، وجيوس، الذي يضحي بكل شيء ليمنح إميليا الصغيرة وفورتونا فرصة الهروب.
صُدمت كلمات الرجل أرتشي. نظر بذهول نحو الغابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هناك ماضٍ يتجاوز النضال الشجاع لجيوس، ماضٍ حقيقي نسيته إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—بالتأكيد، حتى عقلك العاجز يستطيع فهم المسار الأكثر حكمة.»
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
«فات الأوان بالنسبة لي…»
«…أعتقد أنك كنتِ محقة بعد كل شيء. لنلحق بأمي وبنفسي. جيوس هو…»
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
ظلت إميليا تحمل بعض الندم وهي ترى الهجوم المتواصل أحادي الجانب لجيوس ضد ريغولوس يزداد ضراوةً أمام عينيها. دموعه المختلطة بالدم استمرت في النزيف، وسال الدم أيضًا من أنفه وزاوية فمه. وكلما زاد تأثير ذلك الشيء على جسده من الداخل، زادت قوة ودقة التدمير غير المرئي بشكل كبير.
لكن في المقابل، كانت قوة ريغولوس الدفاعية الغامضة ثابتة بلا تغيير. كان الموقف في حالة جمود تام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حين التقت عينا فورتونا البنفسجيتان بعيني جيوس المليئتين بالدموع، اتسعت عينا جيوس، اللتان أضناهما النزيف.
«هااا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
«إيكيدنا؟»
حررها أرتشي الذي جلس مستندًا إلى جذع شجرة كبيرة، فوضعت إميليا قدميها على الأرض ونظرت في الاتجاه الذي أشار إليه. تأملت الشجرتين والزهور البيضاء التي خلفهما، ثم أومأت برأسها.
«—. لننتقل إلى مكان آخر ونتبعك أنت ووالدتك. لقد هربا إلى الغابة، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
للحظة، بدا أن شيئًا آخر استحوذ على انتباه إيكيدنا. ومع ذلك، لم يستمر الأمر سوى للحظة عابرة. وعندما خاطبتها إميليا، عادت إيكيدنا إلى وعيها على الفور، وأشارت بأصابعها أمام عيني إميليا. في اللحظة التالية، تلاشت رؤيتها، وتغير المشهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سماع هذا الصوت، وإدراك أنه يمثل أقصى خطر على حياته، جعل أرتشي يبتسم بفخر.
دون حماية، وقد أمطرها التراب، تفتت جسد باندورا تاركًا فورتونا في حالة ذهول. كان رد فعلها طبيعيًا؛ فخصمها المكروه قد لقي حتفه مثل الكلاب على يد رفيقه السابق.
ثم، بينما تم فصلهما عن ساحة المعركة الشرسة، أول ما وصل إلى أذن إميليا كان—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الجزء المتبقي من ساقه اليمنى المتجمدة يفقد لونه أعلى الركبة، متحجرًا كحجر مخبوز. بدا وكأن الأرض نفسها تجف.
لم يحدث شيء. لم يكن بإمكان شيء أن يحدث. ومع ذلك—
«لا! أمي، لا! من فضلكِ، لا تتركيني!!»
«الأمر بسيط للغاية. بما أن رئيس الأساقفة كورنياس لم يكن هنا، فمن الطبيعي أن تتلاشى كل نتائج أفعاله. رغم ذلك، يمكنك اعتبار شفاء جروحك بادرة طيبة مني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بمجرد سماع الصوت المرتفع والبكاء، استدارت إميليا بغريزة.
«أنا آسفة— لقد كنت على وشك أن أرفض عائلتي مرة أخرى».
أمامها مباشرة، رأت إميليا شجرة عظيمة مألوفة— وأمام الباب الذي يؤدي إلى غرفة الأميرة، كانت فورتونا تحاول إقناع إميليا الصغيرة الباكية بالاستماع إليها.
«أنا متأكد أن لديكِ شكوكًا، ومتأكد أنكِ مرتبكة. ومع ذلك، فإن هذه الأشياء… يجب أن تُترك لوقت آخر. الأهم الآن… هو أن نفعل ما بوسعنا لأجل السيدة إميليا!»
«أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
«لا! مستحيل! أمي، وجهكِ يشبه وجه جيوس! لماذا تبدين وكأنكِ لن تعودي؟! ماذا ستفعلين… لماذا تتركينني هنا…؟!»
«—ليا، أحبكِ».
بكل كيانها الصغير، تمسكت إميليا بأمها بشدة، حتى لا تبتعد عنها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبالنظر إلى أنها كانت طفلة صغيرة، كان من السهل إبعادها عنها. ومع ذلك، لم تستطع فورتونا أن تقسو على ابنتها. السبب كان واضحًا أمامها، يملأ عينيها.
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
«سيدتي فورتونا! أرجو أن تأخذي السيدة إميليا وتنسحبي من هذا المكان! حاليًا، نحن بلا حول ولا قوة أمام ريغولوس كورنياس!»
«لا تتركيني! دعيني أذهب معكِ! لن أكذب بعد الآن! لن أخلف أي وعد بعد الآن!! سأكون فتاة صالحة! سأكون فتاة صالحة، لذا… من فضلكِ، لا تتركيني…!»
«إميليا… إميليا، إميليا، إميليا…!»
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
أرادت إميليا البقاء مع والدتها مهما كلف الأمر، فعرضت كل ما تستطيع التفكير فيه. صوتها جعل فورتونا تحتضنها فجأة بشدة. لو لم تفعل، لرأت إميليا الحالة التي كانت عليها وجه أمها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—!»
—لرأت ابنتها أمها وهي تغرق في دموعها.
أشار ريغولوس إلى الغابة بكلتا يديه وهو يتحدث إلى باندورا، دون أن يظهر أيَّ سرور من كلمات مديحها، فأومأت برشاقة معترفةً بكلامه.
«أمي…»
«…إيكيدنا، هل تعلمين ما الذي حدث الآن؟»
وهكذا، بعينيها الواضحتين، رأت إميليا الحالية المشهد الذي لم تستطع إميليا الصغيرة رؤيته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وصلت آمال الطفلة البريئة حتى إلى أرتشي الذي احتضن جسدها الصغير. ماذا يمكن لأي شخص أن يقول لطفلة تم انتزاعها من حضن والدتها الحبيبة؟ لم يكن لأحد إجابة مرضية.
بالنسبة لإميليا، كانت فورتونا دومًا نموذجًا يُحتذى به، قوية وشامخة… والدتها كانت شخصًا تقدره، وكانت تؤمن بكل يقين أنه لا يوجد في جسدها عظمة ضعيفة واحدة. لم تتخيل يومًا أن تراها بهذه الدرجة من الألم، غارقة في حزن يكاد لا يُحتمل، والدموع الحارة تتدفق بحرية.
ثم، بينما تم فصلهما عن ساحة المعركة الشرسة، أول ما وصل إلى أذن إميليا كان—
من خلال عدسة الماضي، دموع والدتها مزَّقت قلب إميليا. ورغم أنها وضعت كلتا يديها على وجهها بسرعة، لم تستطع إيقاف دموعها.
«…نـ-نعم».
«انتظري لحظة.»
وهي ترى ذلك المشهد، وتشاهد وجه والدتها من الحاضر، فهمت إميليا بعمق.
بإرادة صلبة، قمع الرجل المدعو جيوس تلك القوة غير الطبيعية وهو واقف. السُلطة التي يُمكن أن نطلق عليها الأذرع غير المرئية قد منحت جيوس الوسيلة لتحدِّي أسقف الخطايا السبع المميتة—
«أحد رؤساء الخطايا السبع… لكن ما المشكلة التي تتجاوز ذلك؟»
لم تشك يومًا في الأمر، لكن في تلك اللحظة، اكتسبت يقينًا جديدًا.
«لا تقل ذلك. قد تكون أحد مؤسسي طائفة الساحرة، وربما تجلس على هذا المقعد بفضل خدمات قدمتها في الماضي، لكن لو طُرحت الآن مسألة مَن يستحقه أكثر، لكان المقعد من نصيبي! هل تعتقد أنك تستطيع الفوز ضدي إذا حاولت بجد بما يكفي؟ ما نوع العقل الذي تحمله على كتفيك؟»
«أمي… أنتِ أمي الحقيقية…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نعم. كان الأمر تمامًا كما قال جيوس. كانت تشعر بالخوف من هذا العدو الغامض وما قد يفعله. ولكن بالتأكيد، كانت تعلم بالفعل أكثر الأمور إثارةً للرعب—
لم يعد يهم مَن أنجبها بالفعل.
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
بغض النظر عن مدى إصرار فورتونا على أنها مجرد بديلة لأمها وكم طالبت إميليا بألا تنسى أمها الحقيقية، هذا الأمر لن يتغير أبدًا.
على الرغم من حبها واحترامها العميقين لفورتونا، إلا أن تلك الكلمات وحدها كانت ترفض قبولها.
«أمي… أنا أحبكِ…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاه—؟»
«—السيدة فورتونا! وإميليا أيضًا!»
«لا! سنقاتل! سيدتي فورتونا، من فضلكِ خذي إميليا بعيدًا عن الغابة!»
«الثـ-ثعبان الأسود—؟!»
كانت فورتونا لا تزال غير قادرة على إبعاد إميليا عنها حينما ناداها صوت من خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
《٣》
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
«أرتشي! الغابة… هل الجميع في المستوطنة بخير؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا. على أي حال، سأخرج الآن. لديَّ القوة القتالية الأكبر بين الجميع في الغابة، لذا ليس هذا وقت التباطؤ في مكان كهذا».
«—. للأسف لا. الذين جاؤوا مع السيد رئيس الأساقفة يشتبكون مع مجموعة من الرجال!»
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
من المؤكد أن أرتشي لاحظ آثار دموع فورتونا، لكنه لم يتطرق للأمر، مفضلًا تقديم تقريره. وعندما سمعت التفاصيل، خفضت فورتونا عينيها، مما جعل مخاوفها تنعكس على إميليا. في محاولة لتهدئتها، قال أرشي مطمئنًا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انطلقت كلمات مشبعة بالضغينة من وسط الضباب الأبيض. وفي اللحظة التالية، تكسَّر الجبل الجليدي المتساقط. كان مشهد ريغولوس واقفًا بكل أريحية وسط هذا المنظر السريالي لشظايا الجليد اللامعة مرعبًا ومثيرًا للرعب. أما باندورا، الواقفة خلفه دون أدنى ضرر، فقد كانت بنفس القدر من الإرباك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إميليا، ليس هناك داعٍ للخوف. لا تقلقي. ثقي بي وبالجميع في المستوطنة. بالإضافة إلى أن والدتكِ قوية ومرعبة جدًا أيضًا».
«—آه.»
«حـ-حسنًا…»
«رئيس الأساقفة ريغولوس كورنياس.»
تقطعت كلماته، وأخبر أرتشي إميليا كذبًا أن شيئًا لم يحدث. كانت أفعاله تستحق الاحترام— ومع ذلك، فإن القدر القاسي كان على موعد مع عزيمته، مهما بلغت عظمتها، بالاستهزاء.
«أرتشي، كلمة جدًا مبالغة. يا للعجب…»
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
«يا له من رجل مزعج وصاخب. متى ستفهم؟ بالنسبة لنا، هناك إجابة واحدة فقط.»
عندما ابتسم أرتشي لإميليا، جعلت كلماته فورتونا تعقد ذراعيها باستياء. وبعد أن استعادت جزءًا من رباطة جأشها المعتادة، تنهدت بحدة تقديرًا لتصرف أرتشي اللطيف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سـ-سيدتي فورتونا… أنا—!»
«أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«يؤسفني قول ذلك، لكن طالما أنها في هذه الغابة، فسيجدونها في نهاية المطاف. هدفهم…»
بوجهٍ يعكس الألم العميق، وهو يتجرع نعمة باندورا التي كانت كأنها نصلٌ ينغرس في قلبه، فتح جيوس الصندوق الأسود الذي في يده— كان في داخله شيءٌ أسود متلوٍ يتحرك.
أمالت الفتاة ذات الجمال القاتل رأسها، وطرحت ذلك السؤال البسيط.
«—هو الختم، على ما أعتقد. لا أعلم كيف سمعوا عنه، لكن حتى تلك المرأة ظهرت من العدم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
كانت مشاعر الغضب التي تغلي في قلب فورتونا تجاه المهاجمين -وبالأخص باندورا- لا تُصدق. لا بد أن شيئًا ما حدث بينهما جعل فورتونا تفقد هدوءها إلى هذا الحد.
حتى وإن لم يكن ذلك السبب، فقد اندلعت المعارك في كل ركن من أركان الغابة. لقد تحول وطن إميليا بالفعل إلى ساحة حرب.
«حسنًا. على أي حال، سأخرج الآن. لديَّ القوة القتالية الأكبر بين الجميع في الغابة، لذا ليس هذا وقت التباطؤ في مكان كهذا».
«لا! سنقاتل! سيدتي فورتونا، من فضلكِ خذي إميليا بعيدًا عن الغابة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
«أمكِ دائمًا بجانبكِ. عندما تغلقين عينيكِ، سأكون هناك، داخل ذكرياتكِ. عندما تحتضنين نفسكِ، سأكون الدفء الذي يملأ صدركِ. وعندما تنادين، سأكون الصدى تحت السماء. أمكِ معكِ. دائمًا، دائمًا، إلى الأبد، معًا».
«وإن هربنا من هنا، فماذا بعد؟ كل ما سنفعله هو السماح لهم بسرقة هذه الأرض المسالمة. وإذا خسرنا، فهذا يعني أن الختم سيقع في أيديهم. هذه المرة، سيتعرض العالم للدمار!»
عندما حاول أرتشي إقناعها بإعادة النظر، أسكتته فورتونا بنبرة أقوى. بعد ذلك، وبنوع من الإحراج بسبب ردها الغاضب، أضاف: «أنا آسف».
«أنت تكرهني، أليس كذلك؟ لم يكن يجب أن تتورط في كل هذا. كل هذا فقط لأنك استضفتني وإميليا… هذه محنة لم تكن بحاجة إليها».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«-!! لا أحد- ليس هناك شخص واحد بيننا يفكر بهذه الطريقة!!»
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
«أرتشي…»
زاد توهُّج درب الضوء. مسحت إميليا دموعها بكل ما أوتيت من قوة.
قابل أرتشي صوت فورتونا الحزين بردة فعل حادة، وكأن ذلك هو الشيء الوحيد الذي لم يسمح لها بقوله. اشتد غضبه، وظهر الاحمرار على وجهه حتى أطراف أذنيه الطويلتين والمدببتين، وهي سمة مميزة للجان.
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
«من فضلكِ، توقفي عن معاملتنا كغرباء! صحيح أن أعمارنا الطويلة تجعل الوقت الذي قضيناه هنا يبدو كاللحظة العابرة! لكن— لكن رغم ذلك، هل نسيتِ الوقت الذي قضيناه معًا في هذه الغابة؟!»
انحنت فورتونا بلطف، احتضنت إميليا وسحبتها نحوها.
«—أأنتِ تمزحين معي.»
«…»
«مَن يجرؤ على التفكير فيكِ… في العائلة كشيء غير مرغوب فيه؟! أنتِ، وأخوكِ، و… لا تصفينا كأننا ناكرون للجميل، لا يذكرون مدى امتنانهم لأم إميليا!»
انفجرت مشاعر أرتشي في وجهها، وكان صوته مشحونًا بالبكاء والتوسل. الجان الشاب، الذي لا يزال صبيًا في قلبه، جلس على ركبتيه، وهو يشهق بينما ينظر إلى فورتونا. كان وجهه قد جعل فورتونا تتسع عيناها من الدهشة.
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
«—لأنني مَن أمره بفعل ذلك.»
«أنا آسفة— لقد كنت على وشك أن أرفض عائلتي مرة أخرى».
«إميليا».
—تذكرت كيف كان أرتشي وكل شخص في المستوطنة طيبين معها ومع والدتها.
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
«لا، لقد ساعدتني على تذكر شيء مهم للغاية. لقد خيبت أمل مَن يحبونني مرارًا. ومع أنني ندمت على ذلك عدة مرات، إلا أنني أنسى مجددًا بعد فترة قصيرة. لهذا السبب…»
وهزت رأسها نحو أرتشي الذي كان راكعًا، ثم انحنت ببطء على إحدى ركبتيها أمام إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تتالت انفجارات الرياح واهتزازات الأرض بوتيرة جعلت من المستحيل عدَّها. تطايرت شظايا الجليد المحطم على سطح الأرض، مُغيرة المشهد لدرجة قد تجعلك تشك ما إذا كانت هذه الغابة يومًا ما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إميليا، اسمعي جيدًا. لدى والدتكِ واجب لحماية الجميع. إنه أمر بالغ الأهمية. لهذا السبب سأغيب لبعض الوقت فقط».
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
«—. للأسف لا. الذين جاؤوا مع السيد رئيس الأساقفة يشتبكون مع مجموعة من الرجال!»
«لـ…لا، أمي. أ…أنا…!»
«هناك كائن… ساحرة، جعلت ذلك ممكنًا، وقد وصلت إلى هذه الغابة».
«من فضلكِ. افعلي ما أقول، فقط لفترة قصيرة. أريدكِ أن تذهبي مع أرتشي وتخرجي من الغابة. هذه الغابة… خطيرة حقًا، لذا أرجوكِ».
للمرة الثانية، تحمل ريغولوس هجمات فورتونا المفاجئة دون أن يصاب بأذى. كانت تكره أن تعترف بذلك، لكنها لم تستطع هزيمته— ولم يستطع جيوس أيضًا، وأي محاولة أخرى ستعرِّض حياته للخطر.
تحدثت فورتونا إلى إميليا، التي كانت تهز رأسها وعيناها تدمعان، ثم التفتت إلى أرتشي. وعندما رأت العزيمة في عينيه البنفسجيتين، شعر أرتشي بأن جسده النحيف تيبس من التوتر.
«—كما تعلم، حان الوقت لتدرك أن هذا بلا جدوى حقًا.»
«سـ-سيدتي فورتونا… أنا—!»
«أرتشي… ربما يكون الوقت مبكرًا، لكنني أوكل إليك مهمة الحارس. أرجوكَ، خذ إميليا معك خارج الغابة. صحيح أن العالم صعب، لكنني واثقة أن هناك أملًا. أعلم ذلك. لذا…»
توصل جيوس إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه فورتونا، لكنه اختار طريقًا مختلفًا لتحقيق ذلك الهدف.
«من فضلكِ، لا تتحدثي وكأن هذه هي النهاية! سأبقى معكِ ومع الجميع حتى…»
«بالتأكيد، أفتقد للتوافق معه. ولذا، كنت دائمًا أحتفظ به فقط، حاميًا الأمانة التي أوكلت إليَّ. غير أنني فعلت ذلك من أجل وقتٍ كهذا.»
«اعتنِ بإميليا. من أجل أخي وزوجته، ومن أجلي، فهي ابنتنا الثمينة، التي لا يمكن أن نعوضها».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
تحدثت فورتونا بصوت ضعيف، كأنه شبح هائم، بعيد عن شخصيتها القوية والجليلة المعتادة.
بينما كان يهمُّ بالانطلاق، شعر بحرارة حارقة ترتفع على كاحله الأيمن. في اللحظة التي أدرك فيها أنه قد تم لعقه، انهارت إرادته.
سماع كلمات فورتونا، كأم وكامرأة، جعل أرتشي يجهش بالبكاء، وقد غطى وجهه بيديه.
«هذا ليس عدلًا…! أنتِ تعلمين أنه لا يمكنني الرفض عندما تتحدثين بهذه الطريقة… أ-أنا أريد أن أقاتل مع الجميع أيضًا…! ومع ذلك…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — لقد مُحيَت جثة، وعادت باندورا إلى الحياة. ريغولوس اختفى، ومعه كل أثر لوجوده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنتِ مخطئة… أنتِ مخطئة، إميليا. لا أحد— لا أحد يكرهكِ أبدًا. هذا العالم لم يوجد ليجعلكِ تتألمين. هذا العالم، وكل مَن فيه، موجود لجعلكِ سعيدة…!»
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
وضعت فورتونا يدها على كتف الشاب الباكي، طالبة منه المغفرة بألم. لم ينطق أرتشي بكلمة، لكن دموعه التي لم تتوقف كانت دليلًا على أنه قد قبل طلبها بالفعل.
«ماذا حدث…؟ ما الذي، هـا؟!»
«إميليا».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مَن يجرؤ على التفكير فيكِ… في العائلة كشيء غير مرغوب فيه؟! أنتِ، وأخوكِ، و… لا تصفينا كأننا ناكرون للجميل، لا يذكرون مدى امتنانهم لأم إميليا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بعد أن أحضرتني إلى هنا، تطلبين مني الرحيل الآن بعد أن أرضيتِ نفسك؟ كم تعتقدين أن بإمكانك السخرية مني…؟»
«لا!! أمي، أريد أن أكون معكِ! من فضلكِ! أرجوكِ أرجوكِ! أنا أطلب منكِ بلطف! دعيني أبقى معكِ!! لا أريد… لا أريد أن أكون وحدي!!»
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
«أنتِ لستِ وحدكِ على الإطلاق. استمعي إليَّ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وُعدت؟ هل هو اتفاق وضعته بنفسك وبدأته بقرار فردي، أليس كذلك؟ يا له من روح مغرورة، تحاول فرض ذلك على الآخرين وتجبرهم على طاعته. هناك حدود لتدخل الآخرين في إرادتهم وأفكارهم، فهل يمكنك التوقف عن التدخل في ذهني وجسدي بالفعل؟»
كانت إميليا تبكي وتنوح، وهي تغطي أذنيها محاولة منع نفسها من سماع كلمات الوداع من والدتها. رؤية ذلك جعلت إميليا الحالية تتمنى لو كانت تستطيع قرص خدود نفسها الصغيرة.
«هل تطلبين مني أن أترك هذا المكان؟ على الرغم من أن جيوس يقاتل بكل ما يملك؟!»
لم يكن الأمر لأنها أرادت توبيخ عنادها. بل لأنها كانت تريد أن توصل لها أن كل كلمة قالتها فورتونا، كل حرف وكل عبارة، كانت أمورًا يجب أن تتذكرها الفتاة تمامًا.
كان جيوس الواقف في غابة الماضي، هو مَن صرخ بصوت حاد بالسؤال الذي أرادت إميليا طرحه بكل شدة. كانت ملامحه جادة، كما لو أنه شخص مختلف تمامًا عن ذلك الذي أبدى حبًا عظيمًا للشابة إميليا وفورتونا.
«إميليا».
صوت أرتشي الحاد جعل إميليا تقفز. خطت خطوة للأمام، ثم بدأت بالجري. أجبرت نفسها على عدم النظر خلفها لأن أرتشي قال ألا تفعل ذلك.
انحنت فورتونا بلطف، احتضنت إميليا وسحبتها نحوها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصوت أجش، غطَّى أرتشي عيني إميليا الصغيرة وهو يذكر اسم العدو الذي أهلك رفيقهم.
أمسكت بذراعي إميليا، رغم أن الفتاة حاولت يائسة أن تغطي أذنيها، ووضعت رأسها بين خصلات شعر ابنتها الفضي. ثم قربت وجهيهما، تداعب خدها بخدها بلمسة حانية، وكأنها تخشى أن تجرح شيئًا أكثر قيمة من أي شيء آخر في هذا الوجود.
«حياتي، واجبي، حبي… لأجلهم جميعًا، أنا…!»
«لا شيء… الأمر بخير… بخير، لذا…!»
«أمكِ دائمًا بجانبكِ. عندما تغلقين عينيكِ، سأكون هناك، داخل ذكرياتكِ. عندما تحتضنين نفسكِ، سأكون الدفء الذي يملأ صدركِ. وعندما تنادين، سأكون الصدى تحت السماء. أمكِ معكِ. دائمًا، دائمًا، إلى الأبد، معًا».
بانفجارٍ مدوٍّ وارتجاجٍ عنيف، انفجرت الأرض وتهاوت شجرة تلو الأخرى، جرفتها قوة الاصطدام. سُحق الرجل تحت تأثير تلك الأشجار العظيمة، وساد الهدوء الغابة الصاخبة.
«كاذبة. كاذبة. كاذبة. كاذبة… أمي، أنتِ كاذبة…!»
«هل كان من الأفضل لو كنتُ وحدي… محبوسة في تلك الغرفة طوال الوقت؟ لو فعلت ذلك، هل كنت سأبقى مع الجميع… دون أن أخسر أحدًا…؟»
«إميليا— أعدكِ».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفضت إميليا كل مواسات والدتها، لكن تلك الكلمة الأخيرة جعلت نفسها تحبس أنفاسها.
«إميليا— أعدكِ».
أمها المبتسمة مدَّت كفها أمامها، وكأنها تجذب كف إميليا حتى تلتقيا أخيرًا.
في اللحظة نفسها، امتزجت مشاعر إميليا، في الماضي والحاضر، في محاولة يائسة لرد تلك المشاعر الحنونة.
«أمكِ وإميليا ستكونان معًا دائمًا. أعدكِ بذلك».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ-هل سنكون حقًا… معًا…؟»
كانت إميليا بين ذراعي الشاب الذي يجري عبر الأشجار، ونظرت خلف كتفه للمرة الأخيرة… نظرة وداع لأمها التي تبتعد، مرفوعةً صوتها المتحشرج غير المفهوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com على عكس الهالة الغاضبة التي أظهرها ريغولوس حتى تلك اللحظة، بدا جيوس هادئًا وهو يهز رأسه من جانبٍ إلى آخر.
«نعم، حقًا. إميليا… ليا، أمكِ تحبكِ حقًا، أكثر من أي أحد في هذا العالم».
الصوت الحنون الذي نادت به ليا جعل إميليا، ومشاعرها، تتحطم.
قوة الهجوم كانت جلية من نظرة واحدة إلى الأشجار الساقطة في محيطها؛ لقد تحولت إلى رقائق خشبية بسبب الثقوب الصغيرة التي غُرست فيها؛ جسد بشري يتعرض لنفس الهجوم لا شك أنه كان سيتحول إلى ضباب دموي.
اندلعت شهقات البكاء، وانهارت إميليا، في الماضي والحاضر، بالبكاء على الفور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أمي… أ-أنا أحبكِ أيضًا… أحب… أحب…!!»
غير أن أفكار إميليا قاطعتها نبرة أشبه برنين الجرس.
ثم، بينما تم فصلهما عن ساحة المعركة الشرسة، أول ما وصل إلى أذن إميليا كان—
«أحبكِ. أحبكِ، أمي. أحبكِ حقًا كثيرًا…»
أمها المبتسمة مدَّت كفها أمامها، وكأنها تجذب كف إميليا حتى تلتقيا أخيرًا.
في اللحظة نفسها، امتزجت مشاعر إميليا، في الماضي والحاضر، في محاولة يائسة لرد تلك المشاعر الحنونة.
صرخًا بأقصى قوتهما، وكأنهما يعلمان أن عليهما إخراج كل مشاعرهما الآن، وإن لم تشاركا أمَّهما كل ما يشعران به، فلن تتاح لهما فرصة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
«—ليا، أحبكِ».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—ريغولوس كورنياس، رئيس الأساقفة! لماذا أنت هنا؟!»
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تلامسوا. تعانقوا. وفي تلك اللحظات الأخيرة، فعلت فورتونا كل ما في وسعها لتظهر حبها الأمومي— فقد كانت هذه هي اللحظة الوحيدة التي سمحت لنفسها فيها بأن تكون أم إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com من المؤكد أن أرتشي لاحظ آثار دموع فورتونا، لكنه لم يتطرق للأمر، مفضلًا تقديم تقريره. وعندما سمعت التفاصيل، خفضت فورتونا عينيها، مما جعل مخاوفها تنعكس على إميليا. في محاولة لتهدئتها، قال أرشي مطمئنًا:
«…أرتشي، من فضلك».
«—نعم. فهمت».
«يقع على عاتقنا نحن الاثنين إسقاطها! فإذا انهزمت، فإن الجنود المعتدين على الغابة سيتراجعون بلا شك! —سوف ننقذ السيدة إميليا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد أثبت عزمك بجدارة، يا رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
بعد أن عبَّرت عن حبها الأبدي لابنتها الحبيبة بكل ما في قلبها، وقفت فورتونا وتوجهت إلى أرتشي.
تلقَّى الشاب الذي تملؤه الدموع إميليا من فورتونا، محتضنًا جسدها الصغير بين ذراعيه بقوة، بينما انحنى برأسه بعمق.
إذا كان الختم مرتبطًا بأولئك الذين اقتحموا الغابة، فقد عرفت إميليا إلى أين يجب أن تذهب. إن كان الجميع يتألمون بسبب شيء كهذا—
«كانت هناك ساحرة خفية— اسمها باندورا. إنها جزء من طائفة الساحرة، الساحرة المحرمة في هذا العالم».
«ستتمكنون على الأرجح من الهروب بأمان…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد كان قرارًا جريئًا وجذريًا. أظهرت السرعة والوسائل التي استخدمها عمق عزيمته ومهارته— ثم كان هناك ذلك العنصر المهم: لم يتخلَّ عن إميليا ولو للحظة واحدة خلال تلك العملية.
«نعم… فهمتُ! إميليا… لن يمسَّها أحد بسوء أبدًا!»
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
على الرغم من خطورة الموقف، وجدت الأمر غريبًا ومشرفًا أن تكون قادرة على الابتسام هكذا.
وبينما صاح أرتشي بهذه الكلمات كأنها عهد، ارتاحت فورتونا، وقد ارتسمت الراحة على وجهها.
«جيوس! جيوس، تمسك! ماذا فعلوا بك…؟ آه، ماذا عليَّ أن أفعل…؟!»
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
ثم أشارت إلى الاتجاه الذي يؤدي إلى خارج الغابة.
«أرجوكم. اذهبوا».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أرتشي، الذي لم يعد لديه كلمات ليقولها، انطلق راكضًا نحو الاتجاه الذي أشارت إليه فورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت إميليا بين ذراعي الشاب الذي يجري عبر الأشجار، ونظرت خلف كتفه للمرة الأخيرة… نظرة وداع لأمها التي تبتعد، مرفوعةً صوتها المتحشرج غير المفهوم.
إدراكًا للخطر الذي يقترب، صرخ أرتشي بشتيمة وهرب. لم ج يعلم أي اتجاه يسلك، فهذه أرض الصيد للعدو، وقد جُرُّوا إليها دون أن يشعروا.
ذلك الصوت جعل الحدة في عيني فورتونا تتلاشى بهدوء ولطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—أحبكِ، يا إميليا».
لكن هذا الرجل -ريغولوس- كان شاذًا بقدرته على فرض وجوده على الآخرين.
《٣》
«إميليا— أعدكِ».
كانت إميليا، التي يحملها أرتشي، تراقب بعزمٍ الاتجاه الذي كانت تقف فيه والدتها، والتي لم تعد تراها الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لعلها لو واصلت النظر إلى هناك، قد يظهر طيف أمها المختفي فجأة. ربما لاحقتها أمها. ذلك كان الأمل الذي تعلقت به.
وقد امتلأت عيناها بالدموع، تجاوزت فروع الأشجار المعتادة في الغابة المألوفة، متوقفة عند النقطة التي تحولت فيها الغابة إلى بياضٍ نقي. كان أنفاسها متقطعة ووجهها محمرًا عندما وصلت أخيرًا إلى الختم الذي كانت تبحث عنه—
«إميليا…!»
تساقطت الأوتاد الجليدية، كل واحدة منها بسماكة ذراع رجل بالغ، على باندورا بقوة هائلة. اخترقت الأطراف الحادة وجه الفتاة المذهولة، وانتشرت شظايا الجليد المتناثرة لتغطي الغابة باللون الأبيض.
الفتاة ذات الشعر البلاتيني كانت واقفة أمام الختم، وذراعاها مفتوحتان، وكأنها ترحب بقدوم إميليا.
وصلت آمال الطفلة البريئة حتى إلى أرتشي الذي احتضن جسدها الصغير. ماذا يمكن لأي شخص أن يقول لطفلة تم انتزاعها من حضن والدتها الحبيبة؟ لم يكن لأحد إجابة مرضية.
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
«أنتِ، ضعيفة…؟»
«لماذا… لماذا…؟! لماذا انتهى الأمر بهذه الطريقة…؟ هل لأنني خنتُ وعدي… لأنني خرجتُ من الغرفة…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
«لا. أنتِ مخطئة، إميليا. إميليا، ليس هذا خطؤكِ! إنه ليس خطأ السيدة فورتونا، وليس خطأ أي أحد! لا يوجد سبب يجعلكِ تلومين نفسكِ!»
«تركتها مع أرتشي… الحارس التالي، حتى تكون لديها فرصة للفرار. أنا واثقة أنهم بخير، بفضلك.»
«إذًا لماذا…؟ لماذا يتركونني…؟ أمي، جيوس… هل-هل لأنهم يكرهونني… لأنني فعلت أشياء سيئة…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت إميليا، التي يحملها أرتشي، تراقب بعزمٍ الاتجاه الذي كانت تقف فيه والدتها، والتي لم تعد تراها الآن.
الفراق المفاجئ جدًا دفع قلب إميليا الصغيرة إلى شفا الانهيار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حين التقت عينا فورتونا البنفسجيتان بعيني جيوس المليئتين بالدموع، اتسعت عينا جيوس، اللتان أضناهما النزيف.
«هه، هل ستبقين هنا؟»
نظرت إلى تصرفاتها، محاولة العثور على شيء يثبت أنها كانت السبب، السبب الذي أدى إلى حدوث كل هذه المآسي.
ثم انطلقت فورتونا، حاملةً إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تجري في أعماق الغابة، تاركةً تلك الكلمات وراءها.
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
«أرتشي…؟»
«هل كان من الأفضل لو كنتُ وحدي… محبوسة في تلك الغرفة طوال الوقت؟ لو فعلت ذلك، هل كنت سأبقى مع الجميع… دون أن أخسر أحدًا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إميليا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سـ-سيدتي فورتونا… أنا—!»
«هل كنتُ فتاةً سيئة…؟ هل لهذا السبب يكرهني الجميع… لماذا سأبقى وحدي؟»
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنتِ مخطئة… أنتِ مخطئة، إميليا. لا أحد— لا أحد يكرهكِ أبدًا. هذا العالم لم يوجد ليجعلكِ تتألمين. هذا العالم، وكل مَن فيه، موجود لجعلكِ سعيدة…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت دموع الطفلة تتساقط باستمرار بينما حاول أرتشي جاهدًا أن يوصل كلماته إليها. كان جزء من ذلك لأنه أراد من إميليا أن تتوقف عن البكاء. وأكثر من ذلك، كان أيضًا لأنه رغب بشدة في أن يؤمن بذلك.
لم يقتصر الأمر على فورتونا أو جيوس. بل كل مَن ارتبط بإميليا في الماضي كان يحبها، يحميها، وسيفعل المستحيل لمساعدتها.
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
«أنتَ، أيها الشاب هناك—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما كان أرتشي يركض عبر الغابة، برز صوت حاد، وقد قفز شخص إلى الطريق أمامه.
«—آه.»
رمق أرتشي بسرعة نظرة حذرة تجاه الشخص الذي ارتدي ثوبًا أسود وتسلل من خلال فجوة بين الأشجار. لكن الشخص الآخر استقبله برفع كلتا يديه، مشيرًا إلى أنه لا ينوي الأذى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
«…إيكيدنا، هل تعلمين ما الذي حدث الآن؟»
«انتظر! أنا أحد أصابع رئيس الأساقفة روماني كونتي!»
«رئيس الأساقفة…»
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، اطمئن. أنت آمن هنـ… لحظة، هل يمكن أن تكون…؟!»
عرَّف الرجل الذي يرتدي الرداء نفسه، مما منح أرتشي شعورًا بالراحة. لم يمضِ وقت طويل حتى لاحظ الرجل أن أرتشي يحمل إميليا بين ذراعيه، وقد ظهرت عليه الصدمة. هزَّ أرتشي رأسه بجدية نحوه.
«لقد عهدت السيدة فورتونا إليَّ برعايتها. إنها تساعد الآخرين في المعركة. لن يمضي وقت طويل حتى تطهر الغابة من الأعداء…»
«هل هذا كذلك…؟ هذا أمر… مطمئن جدًا.»
«… يؤسفني أن أقول، لكن ذلك سيكون صعبًا بعض الشيء».
لقد وصل الفساد المتقلص بالفعل إلى أسفل صدره. لم يعد يشعر أن بإمكانه تحريك أي من ساقيه. فقدت بشرته لونها، واكتسبت ملمسًا أشبه بالحجر، مظهرًا أشبه بمسخ شيطاني مقزز.
ظهرت على وجه الرجل ملامح المرارة، ما جعل أرتشي يتمتم: «ماذا؟»
«لقد تأكدنا من وجود أحد رؤساء الخطايا السبع المميتة: الجشع، قائد الفصيل المتطرف. رئيس الأساقفة يقاتله، لكن لا يمكن حل الوضع بمجرد طرده».
«…»
«إنه يحتوي على دفء لن تصل إليه أبدًا أكاذيبك!»
«أحد رؤساء الخطايا السبع… لكن ما المشكلة التي تتجاوز ذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أوه… آآآه!»
«وحش الشيطان، الثعبان الأسود، قد أطلق في الغابة».
«الثـ-ثعبان الأسود—؟!»
صُدمت كلمات الرجل أرتشي. نظر بذهول نحو الغابة.
«بالطبع، ستستمر. هذا ماضٍ لم تشهديه من قبل، لكن كتاب المعرفة يعمل على تعديل مسار هذا العالم المستنسخ. وبما أنها محاكمة، فعليكِ متابعة ذاتك الخاصة. ما الذي ستفعلينه؟»
بالنسبة لإميليا، كانت فورتونا دومًا نموذجًا يُحتذى به، قوية وشامخة… والدتها كانت شخصًا تقدره، وكانت تؤمن بكل يقين أنه لا يوجد في جسدها عظمة ضعيفة واحدة. لم تتخيل يومًا أن تراها بهذه الدرجة من الألم، غارقة في حزن يكاد لا يُحتمل، والدموع الحارة تتدفق بحرية.
«هذا جنون -هذا غير ممكن! الثعبان الأسود هو كارثة خالصة، بل أكثر من الحوت الأبيض والأرنب العظيم- كارثة طبيعية لا تخضع لأحد. توقيت وصوله، بالتزامن مع هذا الهجوم— هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هناك كائن… ساحرة، جعلت ذلك ممكنًا، وقد وصلت إلى هذه الغابة».
《٤》
«ساحرة؟ ساحرة، تقول؟ هذا كلام مجنون أكثر! الساحرات بخلاف ساحرة الغيرة قد دُمرن منذ زمن، وينبغي أن تكون ساحرة الغيرة نفسها مختومةً في رمالٍ بعيدة…»
استثير الرجل بكلمات أرتشي، وانحنى بعمق للجان الشاب الذي يضم طفلته الأمل بين ذراعيه بقوة.
«كانت هناك ساحرة خفية— اسمها باندورا. إنها جزء من طائفة الساحرة، الساحرة المحرمة في هذا العالم».
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
«أنا متأكد أن لديكِ شكوكًا، ومتأكد أنكِ مرتبكة. ومع ذلك، فإن هذه الأشياء… يجب أن تُترك لوقت آخر. الأهم الآن… هو أن نفعل ما بوسعنا لأجل السيدة إميليا!»
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وضعت فورتونا يدها على كتف الشاب الباكي، طالبة منه المغفرة بألم. لم ينطق أرتشي بكلمة، لكن دموعه التي لم تتوقف كانت دليلًا على أنه قد قبل طلبها بالفعل.
أحد رؤساء الخطايا السبع، وحتى ساحرة لم يسمع بها من قبل، قد وصلا— وكان ما أبقى قلب أرتشي من الانهيار في اليأس هو نبض صغير شعر به في صدره.
لقد عهدت إليه بمسؤولية. أرتشي لم يكن ليتراجع عن ذلك.
لم يقتصر الأمر على فورتونا أو جيوس. بل كل مَن ارتبط بإميليا في الماضي كان يحبها، يحميها، وسيفعل المستحيل لمساعدتها.
«… عهدت إليَّ السيدة فورتونا برعاية إميليا كي تهرب. مهما حدث لوطننا، عليَّ أن أحمي هذه الفتاة… أحمي أملنا!»
«بوتقة الأمراض… وحش الشيطان حامل الطاعون، الثعبان الأسود…!!»
«… سأرافقك. رغم تقدمي في السن، إلا أنني ما زلت جزءًا من عائلة روماني كونتي».
في اللحظة التالية، وجد ريغولوس جسده ينقلب فجأة وهو يُقذف عاليًا في السماء.
استثير الرجل بكلمات أرتشي، وانحنى بعمق للجان الشاب الذي يضم طفلته الأمل بين ذراعيه بقوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبحركة سريعة من ردائه، اندفع الرجل المسن إلى الأمام، موجهًا نظره نحو الطريق الذي يقود خارج الغابة، بنية توجيههم—
«—لا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
في اللحظة التي بدأوا فيها الركض، صرخ الرجل فجأة، وصدى الاستعجال في صوته جعل أرتشي يتوقف على الفور. وبينما فتح أرتشي عينيه متسائلًا عن ما يجري، وقف الرجل وقد بسط ذراعيه.
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
«ماذا حدث…؟ ما الذي، هـا؟!»
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ساحرة؟ ساحرة، تقول؟ هذا كلام مجنون أكثر! الساحرات بخلاف ساحرة الغيرة قد دُمرن منذ زمن، وينبغي أن تكون ساحرة الغيرة نفسها مختومةً في رمالٍ بعيدة…»
تمتم الرجل بألم، مما أثار حيرة أرتشي— وفي اللحظة التالية، سقطت ذراعا الرجل من كتفيه. كدمية سيئة الخياطة، انخلعت أطرافه الممتدة تمامًا، هكذا فقط.
لم ينفجر الدم من الذراعين الساقطتين، ولا من موضع بترهما. في الواقع، كانت الذراعان متجعدتين على نحو غير طبيعي لا علاقة له بالشيخوخة، متعفنتين مثل جذور شجرة عطشى تفتقد الماء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لسان الثعبان الأسود السام…! أرجوك اهرب!»
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
«لكن!»
«فات الأوان بالنسبة لي…»
بالنسبة لإميليا، كانت فورتونا دومًا نموذجًا يُحتذى به، قوية وشامخة… والدتها كانت شخصًا تقدره، وكانت تؤمن بكل يقين أنه لا يوجد في جسدها عظمة ضعيفة واحدة. لم تتخيل يومًا أن تراها بهذه الدرجة من الألم، غارقة في حزن يكاد لا يُحتمل، والدموع الحارة تتدفق بحرية.
صرخ الرجل بقوة مطالبًا أترشي بالهرب، ونظر خلفه، ووجهه يفقد لونه بسرعة. ظهرت بقع حمراء وسوداء على عنقه البارز من تحت ردائه، ووجهه يتداعى لدرجة جعلت عينيه تبدوان على وشك السقوط.
«بـ-بـ…آه، بُو…!»
«لا! سنقاتل! سيدتي فورتونا، من فضلكِ خذي إميليا بعيدًا عن الغابة!»
«لماذا يوجد شخص كهذا في هذه الغابة…؟»
يئن بألم، انهار الرجل الذي فقد ذراعيه على الأرض، وأخذ جذعه العلوي يتلوى. تدفق الدم الأسود من محاجر عينيه، ومن أنفه، ومن شحمتَي أذنيه، ومن أماكن أخرى، حتى توقَّف عن الحركة تمامًا.
«لماذا… لماذا…؟! لماذا انتهى الأمر بهذه الطريقة…؟ هل لأنني خنتُ وعدي… لأنني خرجتُ من الغرفة…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت لحظات الرجل الأخيرة كفيلة بإدخال أرتشي، ناهيك عن إميليا الصغيرة، في حالة من الذعر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
من الواضح أن ريغولوس قد وقف أمام باندورا ليحميها، لكن ما حدث لم يكن مجرد مسألة قدرة على الدفاع. لم تستطع إميليا حتى أن تستوعب ما حصل تمامًا.
«بوتقة الأمراض… وحش الشيطان حامل الطاعون، الثعبان الأسود…!!»
«…إيكيدنا، هل تعلمين ما الذي حدث الآن؟»
بصوت أجش، غطَّى أرتشي عيني إميليا الصغيرة وهو يذكر اسم العدو الذي أهلك رفيقهم.
وبالطبع، لم يتفاعل العدو مع صوته. لكن وسط أصوات أنفاس أرتشي وإميليا المتقطعة، انبعث صوت مميز، مثل كائن ضخم يلعق شفتيه.
«كان الأمر أشبه بصيَّادٍ ينتظر أن يرتفع خوف فريسته قبل أن ينقضَّ عليها —»
«سيدتي فورتونا، هل هذا أنتِ…؟»
«—تبـ… تبًا!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…فولا!»
إدراكًا للخطر الذي يقترب، صرخ أرتشي بشتيمة وهرب. لم ج يعلم أي اتجاه يسلك، فهذه أرض الصيد للعدو، وقد جُرُّوا إليها دون أن يشعروا.
«يؤسفني قول ذلك، لكن طالما أنها في هذه الغابة، فسيجدونها في نهاية المطاف. هدفهم…»
ابتعد قدر ما استطاع عن جثة الرجل، ولو أمكنه، لكان قد غادر الغابة بأسرها. مرتكزًا فقط على إحساسه بوجود إميليا المتشبثة بصدره، فرَّ أرتشي بشدة هربًا من التهديد.
«لا!! أمي، أريد أن أكون معكِ! من فضلكِ! أرجوكِ أرجوكِ! أنا أطلب منكِ بلطف! دعيني أبقى معكِ!! لا أريد… لا أريد أن أكون وحدي!!»
هرب، فرَّ، تابع الكان الشاب الهروب بكل قوته— «آه—»
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
بينما كان يهمُّ بالانطلاق، شعر بحرارة حارقة ترتفع على كاحله الأيمن. في اللحظة التي أدرك فيها أنه قد تم لعقه، انهارت إرادته.
كان جيوس الواقف في غابة الماضي، هو مَن صرخ بصوت حاد بالسؤال الذي أرادت إميليا طرحه بكل شدة. كانت ملامحه جادة، كما لو أنه شخص مختلف تمامًا عن ذلك الذي أبدى حبًا عظيمًا للشابة إميليا وفورتونا.
أمسكت بذراعي إميليا، رغم أن الفتاة حاولت يائسة أن تغطي أذنيها، ووضعت رأسها بين خصلات شعر ابنتها الفضي. ثم قربت وجهيهما، تداعب خدها بخدها بلمسة حانية، وكأنها تخشى أن تجرح شيئًا أكثر قيمة من أي شيء آخر في هذا الوجود.
انزلق اللسان الشيطاني على جلده العاري، ناشرًا المرض الذي ظهر على بشرته كندوب حمراء وسوداء أشبه بحروق.
«أرجوك تمالك غضبك، يا رئيس الأساقفة كورنياس. لن أسمح لك بقتل أيٍ منهما هنا. ألا تشعر بشيء حين تنظر إليهما؟»
وفي اللحظة التي رأى فيها ما يحدث، رفع أرتشي كفه نحو ساقه اليمنى.
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
«…فولا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ودون تردد، استخدم شفرة من الرياح لقطع ساقه المصابة من الركبة.
وبحاجة إلى دعم ليبقى مستندًا، أسند جسده الساقط على جذع شجرة. أرتشي، الذي غمره العرق جراء الألم الشديد لفقدان ساقه، عضَّ على أسنانه، متحملًا إحساسًا أشبه بنار تشتعل في عقله وهو يواصل ترديد التعويذات.
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…فولا!»
«هيوما…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com من المؤكد أن أرتشي لاحظ آثار دموع فورتونا، لكنه لم يتطرق للأمر، مفضلًا تقديم تقريره. وعندما سمعت التفاصيل، خفضت فورتونا عينيها، مما جعل مخاوفها تنعكس على إميليا. في محاولة لتهدئتها، قال أرشي مطمئنًا:
وفي اللحظة التي ألقت فيها بذلك القول من طرف واحد، حاول ريغولوس أن يصرخ بشيء، لكنه اختفى فجأة عن الأنظار.
بصوت الهواء المتصدع، جمدَّ أرتشي جذع ساقه المقطوعة. تصاعد بخار أبيض من الجرح، وأطلق أرتشي صرخة جديدة نتيجة لطريقة توقف النزيف القاسية للغاية.
وبينما رفعت فورتونا إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تحدث جيوس بصوت هادئ.
لقد كان قرارًا جريئًا وجذريًا. أظهرت السرعة والوسائل التي استخدمها عمق عزيمته ومهارته— ثم كان هناك ذلك العنصر المهم: لم يتخلَّ عن إميليا ولو للحظة واحدة خلال تلك العملية.
ظهرت نظرة خوف في عيني جيوس، وامتلأت عينا فورتونا بالغضب. وفي أحضان والدتها، تلبدت الدموع في عيني إميليا الصغيرة، بينما ارتسمت على شفتي ريغولوس ابتسامة خبيثة شريرة.
«أرتشي…؟»
السماء والهواء أنفسهما أصدرا أنينًا، مولدين رماحًا من الجليد ضخمةً بحيث يمكن لعملاقٍ أن يستخدمها.
بوجهها المضغوط بشدة إلى ذراعه، لم تستطع إميليا رؤية ما حدث. أرغم أرتشي ابتسامة على وجهه، جالسًا وهو يهون من أعظم ألم قد شعر به في حياته.
لقد عهدت إليه بمسؤولية. أرتشي لم يكن ليتراجع عن ذلك.
«لا شيء… الأمر بخير… بخير، لذا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لو ركضت، ستكون بمفردها. مرة أخرى، سيختفي شخص آخر من حياتها.
«لا! مستحيل! أمي، وجهكِ يشبه وجه جيوس! لماذا تبدين وكأنكِ لن تعودي؟! ماذا ستفعلين… لماذا تتركينني هنا…؟!»
تقطعت كلماته، وأخبر أرتشي إميليا كذبًا أن شيئًا لم يحدث. كانت أفعاله تستحق الاحترام— ومع ذلك، فإن القدر القاسي كان على موعد مع عزيمته، مهما بلغت عظمتها، بالاستهزاء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الأمر لأنها أرادت توبيخ عنادها. بل لأنها كانت تريد أن توصل لها أن كل كلمة قالتها فورتونا، كل حرف وكل عبارة، كانت أمورًا يجب أن تتذكرها الفتاة تمامًا.
كان الجزء المتبقي من ساقه اليمنى المتجمدة يفقد لونه أعلى الركبة، متحجرًا كحجر مخبوز. بدا وكأن الأرض نفسها تجف.
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أوه… آآآه!»
بدأ ما تبقى من ساق أرتشي اليمنى بالموت؛ لم يكن المرض سيتوقف هناك.
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
«…إميليا. انظري، هناك، نحو الزهور البيضاء خلف هاتين الشجرتين؟»
«سيدتي فورتونا! أرجو أن تأخذي السيدة إميليا وتنسحبي من هذا المكان! حاليًا، نحن بلا حول ولا قوة أمام ريغولوس كورنياس!»
«…نـ-نعم».
حررها أرتشي الذي جلس مستندًا إلى جذع شجرة كبيرة، فوضعت إميليا قدميها على الأرض ونظرت في الاتجاه الذي أشار إليه. تأملت الشجرتين والزهور البيضاء التي خلفهما، ثم أومأت برأسها.
تسارع نَفَسُها. كانت إميليا تمدُّ خطواتها الصغيرة بجدية، وتركض بكل طاقتها عبر الغابة.
«هل يمكنكِ الركض باتجاه الزهور؟ بعد الزهور… إلى الأمام مباشرة…»
على الرغم من أن جيوس قد امتص ذلك الشيء منذ لحظات قليلة فقط، إلا أنه لم يروِّضه بأي حال من الأحوال. لقد سمح له فقط بانتهاك كيانه من الداخل بدلًا من الخارج.
«أ-أركض… أستطيع الركض. لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آاه؟»
«إذًا، اركضي…»
ماذا أخذ داخله؟ ما هي القوة التي استخدمها ليدفن ريغولوس بضربة واحدة؟ كان الأمر كما لو أن شيئاً حدث ولم تتمكن من رؤيته، ومع ذلك شعرت إميليا بشعور مألوف لم تستطع تفسيره.
تأملت إميليا الصغيرة الزهور البيضاء، وقد حبست أنفاسها بينما كانت تسمع كلمات أرتشي.
«أهذا غير مقبول إلى هذا الحد؟ إذًا سأعتني بالأمر. من المستحيل أن يكون رئيس الأساقفة كورنياس هنا. إنه يقضي وقته في قصره، محاطًا بزوجاته.»
«لكن… لماذا إذًا عدتِ…؟ أنا…»
كانت كلمات قصيرة أطلقها ليبعثها في طريقها. حتى مع التردد الذي لاح في عينيها، أدركت أن حالة أرتشي ليست طبيعية إطلاقًا بينما كانت تنظر بينه وبين الزهور مرارًا وتكرارًا.
صكَّ جيوس أسنانه، وكأنه يحاول مقاومة الرغبات التي يصعب التصدي لها والتي تغلي بداخله. رفضه المشبع بالكراهية جعل ريغولوس يصدر صوتًا من ضجر، وعلامات الملل على وجهه واضحة.
«نعم؟»
لو ركضت، ستكون بمفردها. مرة أخرى، سيختفي شخص آخر من حياتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الأمر بخير، إميليا. لن… تكوني وحدك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرتشي…»
بانفجارٍ مدوٍّ وارتجاجٍ عنيف، انفجرت الأرض وتهاوت شجرة تلو الأخرى، جرفتها قوة الاصطدام. سُحق الرجل تحت تأثير تلك الأشجار العظيمة، وساد الهدوء الغابة الصاخبة.
«الآن، اركضي. مهما سمعتِ، لا تستديري… اركضي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—تذكرت كراهيتها الشديدة لجيوس.
صوت أرتشي الحاد جعل إميليا تقفز. خطت خطوة للأمام، ثم بدأت بالجري. أجبرت نفسها على عدم النظر خلفها لأن أرتشي قال ألا تفعل ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما كان أرتشي يركض عبر الغابة، برز صوت حاد، وقد قفز شخص إلى الطريق أمامه.
كان صوت أرتشي، وصوت فورتونا، وصوت جيوس— كل تلك الأصوات تتردد في ذهن الفتاة الصغيرة.
«إميليا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com من المؤكد أن أرتشي لاحظ آثار دموع فورتونا، لكنه لم يتطرق للأمر، مفضلًا تقديم تقريره. وعندما سمعت التفاصيل، خفضت فورتونا عينيها، مما جعل مخاوفها تنعكس على إميليا. في محاولة لتهدئتها، قال أرشي مطمئنًا:
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إميليا».
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة من طائفة الساحرة… مثل الأشخاص الذين هاجموا القصر وقرية إيرلهام!»
لقد وصل الفساد المتقلص بالفعل إلى أسفل صدره. لم يعد يشعر أن بإمكانه تحريك أي من ساقيه. فقدت بشرته لونها، واكتسبت ملمسًا أشبه بالحجر، مظهرًا أشبه بمسخ شيطاني مقزز.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سمع صوتًا. سسس، سسس. كان صوت وحش شيطاني يلعق شفتيه بعدما لمح فريسته مباشرة أمامه.
تقدم الوحش كما لو كان لينتزع الفتاة الهاربة، أمل الغابة، ويسلب أي معنى متبقٍ من وهج الحياة الضعيف في جسد أرتشي المتداعي.
«مـ-ما—»
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
«كما لو… أن أحدًا سيسمح لك بالمرور…»
انفجرت مشاعر أرتشي في وجهها، وكان صوته مشحونًا بالبكاء والتوسل. الجان الشاب، الذي لا يزال صبيًا في قلبه، جلس على ركبتيه، وهو يشهق بينما ينظر إلى فورتونا. كان وجهه قد جعل فورتونا تتسع عيناها من الدهشة.
اشتعلت عيناه بعزيمة قتال لا تنطفئ، متجاهلًا ساقيه غير القادرتين على الحركة، واستخدم قوّة ذراعيه وحدها ليجلس منتصبًا. توقَّف الصوت المروع… كأن الوحش استعاد اهتمامه، مستحوذًا على الفريسة التي اعتقد أنها قد هلكت بالفعل.
«الخلاصة أنك أردت رؤية وجوه الناس اليائسة حين يتم حصرهم في زاوية، أليس كذلك؟ هاهاها، إذا كان هذا كل شيء، عليك فقط أن تعبِّري عنه ببساطة كي يفهم الآخرون. تقديم عذر لا داعي له يبدو أنه مجرد مضيعة لوقتي.»
بسبب إحساسه بدنوِّ أجله، أرسل الفتاة بعيدًا عن موتها قدر المستطاع.
«—ليا، أحبكِ».
«سيدتي فورتونا… تلك الفتاة… ربما ستكون بخير.»
صوت سسس، سسس، كان نذيرًا باقتراب النهاية.
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
سماع هذا الصوت، وإدراك أنه يمثل أقصى خطر على حياته، جعل أرتشي يبتسم بفخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ورغم ذلك، استمرت المشاهد، والتي ليس لدى إميليا أي ذكرى منها، مما أوقعها في حيرة.
«…»
حتى وإن لم يكن ذلك السبب، فقد اندلعت المعارك في كل ركن من أركان الغابة. لقد تحول وطن إميليا بالفعل إلى ساحة حرب.
«انتظر! أنا أحد أصابع رئيس الأساقفة روماني كونتي!»
ورغم أنها كانت ابتسامة مُنهكة، فإنها لم تتلاشَ.
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
《٤》
وبينما كان يحدِّق في سحابة الغبار المتناثرة بين فجوات الأشجار، وقف ذلك الرجل— يسعل بشدةٍ بعد النصر الذي حققه مقابل كل ما حمله من عزيمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انطلقت كلمات مشبعة بالضغينة من وسط الضباب الأبيض. وفي اللحظة التالية، تكسَّر الجبل الجليدي المتساقط. كان مشهد ريغولوس واقفًا بكل أريحية وسط هذا المنظر السريالي لشظايا الجليد اللامعة مرعبًا ومثيرًا للرعب. أما باندورا، الواقفة خلفه دون أدنى ضرر، فقد كانت بنفس القدر من الإرباك.
كانت الغابة قد تبدلت بصورة درامية، لدرجة بدت معها وكأنها نسيت شكلها الأصلي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحوَّلت إلى أرض حزينة، كأن ثعبانًا عملاقًا غاضبًا وعنيفًا قد اعتدى على الأرض أثناء مروره.
«أرجوكم. اذهبوا».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تم إسقاط العديد من الأشجار؛ وأخرى استقرت على جوانبها، وقد انكسرت عند الجذور. امتلأت الأرض بحفر عميقة لا يظهر لها قاع. لو ادعى أحدهم أن هذا كان أثر كائن غير طبيعي يجتاح سطح العالم، فإن هذا الدمار الطاغي كان ليقنع الكثيرين بتلك الحكاية العجيبة.
ودون تردد، استخدم شفرة من الرياح لقطع ساقه المصابة من الركبة.
رجل واحد، الشخص الذي أوجد هذا المشهد الصادم، واقفًا في مركز الدمار. وجهه مشوَّه بدماء طازجة، وأنفاسه متقطعة، لكن روحه لم تتراجع. إنه المذنب العظيم الذي احتضن داخله خطيئة مميتة لم تناسب جسده، مكتسبًا القوة بثمن قضم حياته— بيتيلجيوس رومانِي كونتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هممم، تقدُّم مثير للإعجاب، أليس كذلك؟ لكن، مَن الذي تمنعه من الهروب؟ أليس عملي الحقيقي معهما وليس معك؟ بمعنى آخر، تدخلك هذا هو تعدٍّ على أفعالي، وحقوقي.»
بإرادة صلبة، قمع الرجل المدعو جيوس تلك القوة غير الطبيعية وهو واقف. السُلطة التي يُمكن أن نطلق عليها الأذرع غير المرئية قد منحت جيوس الوسيلة لتحدِّي أسقف الخطايا السبع المميتة—
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
«رئيس الأساقفة…»
«—كما تعلم، حان الوقت لتدرك أن هذا بلا جدوى حقًا.»
رغم أنه اكتسب تلك القوة بتكلفة باهظة، فإن هدفه ريغولوس ظلَّ غير متأثر، بل وكان يضحك عليه بسخرية.
واقفًا وسط سحابة من الغبار والدمار غير الطبيعي، بدا ريغولوس مستاءً. كان مشهد نجاته من كل هذا مشوهًا لدرجة بدت وكأن أحدهم قد وضع ملصقًا على لوحة مكتملة.
«بعد كل هذا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
«هذا ما يحدث لمَن يتجرأ على إساءة الكلام معي. لماذا لا يستطيع الناس أن يعاملوني بالاعتبار الذي يستحقه أي شخص؟ لا تعترضوا طريقي. لا تقاطعوني حين أتكلم. لا تعترضوا على ما أفعله. هل هذا مطلب صعب؟ هيه، أنتما هناك… ما رأيكما؟»
على الرغم من حبها واحترامها العميقين لفورتونا، إلا أن تلك الكلمات وحدها كانت ترفض قبولها.
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
ضاغطًا على ما تبقى من ذراعه المبتورة، تعثر جيوس بشكل مذهل. وبفحص أدق، تبيَّن أنه تعرض لإصابات في كلا ساقيه، حيث ظهرت على فخذيه جروح بشعة وكأن وحوشًا التهمت لحمه بشراهة.
«مـ… ماذا؟!»
«إميليا…!»
«لقد سئمت رؤية رد الفعل هذا أيضًا. لقد تكبَّدت عناء منحتك وقتًا لتقضيه مع زوجتك وكل شيء. أردت على الأقل نوعًا من المكافأة على ذلك، لكن يبدو أنني توقعت أكثر من اللازم دون جدوى.»
أرتشي، الذي لم يعد لديه كلمات ليقولها، انطلق راكضًا نحو الاتجاه الذي أشارت إليه فورتونا.
«نغه… ماذا تكون…؟ غه، آغهه! وااه!!»
«لقد سئمت رؤية رد الفعل هذا أيضًا. لقد تكبَّدت عناء منحتك وقتًا لتقضيه مع زوجتك وكل شيء. أردت على الأقل نوعًا من المكافأة على ذلك، لكن يبدو أنني توقعت أكثر من اللازم دون جدوى.»
قوة الهجوم كانت جلية من نظرة واحدة إلى الأشجار الساقطة في محيطها؛ لقد تحولت إلى رقائق خشبية بسبب الثقوب الصغيرة التي غُرست فيها؛ جسد بشري يتعرض لنفس الهجوم لا شك أنه كان سيتحول إلى ضباب دموي.
ضاغطًا على ما تبقى من ذراعه المبتورة، تعثر جيوس بشكل مذهل. وبفحص أدق، تبيَّن أنه تعرض لإصابات في كلا ساقيه، حيث ظهرت على فخذيه جروح بشعة وكأن وحوشًا التهمت لحمه بشراهة.
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
تحمَّل الألم، وقد غلى الدم في فمه طوال الوقت. جعل هذا المشهد البائس ريغولوس يعبس.
بعد أن قتل باندورا، ورغم أن الجنون الذي يسكن عينيه لم ينفد بعد، التفت ريغولوس نحو الاثنين الآخرين.
«في النهاية، انظر، هذه هي كل تلك العزيمة والإصرار التي تتحدث عنها. لكن لا تشغل بالك بذلك كثيرًا. الأمر ليس متعلقًا بك؛ إنه يشمل الجميع. لا يمكن لأي شخص أن يحمل أكثر مما يمكن ليديه الاثنتين أن تحملا. عليك أن تعيش ضمن حدودك. هذا هو الطبيعي. أليس كذلك؟»
وبحاجة إلى دعم ليبقى مستندًا، أسند جسده الساقط على جذع شجرة. أرتشي، الذي غمره العرق جراء الألم الشديد لفقدان ساقه، عضَّ على أسنانه، متحملًا إحساسًا أشبه بنار تشتعل في عقله وهو يواصل ترديد التعويذات.
«لا! مستحيل! أمي، وجهكِ يشبه وجه جيوس! لماذا تبدين وكأنكِ لن تعودي؟! ماذا ستفعلين… لماذا تتركينني هنا…؟!»
«غاه، آاه، آاه…»
«حقًا، أكره هذا كله. قد تظن أنني أحب إيذاء الآخرين بدافع هواية سادية، لكنك ستكون مخطئًا، وسأعتبر ذلك تشويهًا عظيمًا لشخصيتي. لا أفعل هذا لأنني أرغب في ذلك. يبدو وكأنني أضايقك فقط لأنك ضعيف. ليس لديَّ رغبة في الاستمرار في القيام بأمور كهذه. للخير أو الشر، أنا رجل راضٍ، لا أريد أن أتدخل في حياة أحد آخر. أنا مكتفٍ، بلا حاجة. عليك أن تتقبل ذلك.»
«ليس فقط تتجاهلان سؤالي لفترة طويلة، بل الآن تبالغان في العواطف؟ أتساءل ما الذي قد تفكران فيه؟ ما معنى هذا؟ لقد أوضحت لكما تفوق قوتي وشرحت كل شيء بطرق سهلة الفهم، فلماذا تستمران في هذا التصرف؟ ماذا بحق تظنان؟»
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
في تلك اللحظات، حين كان جيوس على شفا الموت، نظر إليه ريغولوس من الأعلى، وتحدث دون حقد أو كراهية أو أي مشاعر أخرى؛ فلم يجد حاجة في تدخل العواطف الشخصية حين اقتصر على سرد حقائق.
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
بالنسبة لريغولوس كورنياس، كانت أفعال جيوس اليائسة لا تختلف عن نسمة ريح خفيفة— بل إن تلك النسمة كان لها على الأقل أن تثير خصلات شعره؛ وبناءً على ذلك، لم يكن لأفعال جيوس أي تأثير يذكر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي وسط الغابة المدمَّرة، وقفت باندورا بلا أي تغيير يُذكر، تمامًا كريغولوس. تجسيد للجمال، ملامحها الرقيقة، ناهيك عن الثوب الأبيض الذي يلف جسدها الصغير الرقيق، ظلت على حالها دون أدنى تأثر.
«أنتَ، رغم أنك لم تمتلك الجسد المؤهل، قد نجحت في قبول عامل الساحرة بداخلك. باسم ساحرة الغرور، أمنحك شرفًا لعزيمتك وإرادتك الصلبة بمنحك لقب الكسل.»
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا أسعى لمديحك، ولا أؤيد رأيك بأنهم رائعون أو شيء من هذا القبيل. على أي حال، ليس هناك داعٍ لي أو للثعبان الأسود للحضور، سيدتي باندورا. كان بإمكانك التعامل مع هذا بنفسك.»
«إميليا».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما أرخى جيوس ملامحه الدامية بارتياح، جاءت كلماته لتثير صوت ريغولوس الغاضب.
أشار ريغولوس إلى الغابة بكلتا يديه وهو يتحدث إلى باندورا، دون أن يظهر أيَّ سرور من كلمات مديحها، فأومأت برشاقة معترفةً بكلامه.
وأرادت أن تدوس بكل قوتها على قدم ذلك الطفل الباكي، جيوس، ليعرف حدوده.
«نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سماع هذا الصوت، وإدراك أنه يمثل أقصى خطر على حياته، جعل أرتشي يبتسم بفخر.
«الخلاصة أنك أردت رؤية وجوه الناس اليائسة حين يتم حصرهم في زاوية، أليس كذلك؟ هاهاها، إذا كان هذا كل شيء، عليك فقط أن تعبِّري عنه ببساطة كي يفهم الآخرون. تقديم عذر لا داعي له يبدو أنه مجرد مضيعة لوقتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أجد هذا الفهم للأمر لطيفًا جدًا.»
«أه، هوو…!»
ابتسمت باندورا بابتسامة ساحرة للقلوب، فبادلها ريغولوس بابتسامة خبيثة. ثم حول نظره نحو جيوس المتهالك، متجهًا نحوه ليوقع به الضربة القاضية.
وجهت فورتونا هذا السؤال إلى باندورا، التي ابتسمت برشاقة ووقفت هناك وكأن ذلك الأمر هو الأكثر طبيعية.
«حسنًا، حتى لو مات هذا الجسد، فليس كما لو أنك لا تملك احتياطيًا آخر. سحب ما بداخلك والتمسك بعنقك سيجعل التعامل معك أسهل. بالنسبة لشخص جعلني أضيع كل هذا الوقت، فأنت فعلًا مجرد فاشل بلا موهبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان يتحدث، رفع ريغولوس قدمه فوق رأس جيوس. كان واضحًا أنه سيقوم بسحق رأسه كشمامة ناضجة— وما إن أوشك على ذلك حتى قطع صوت ما الصمت.
«أل هيوما!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بموجب الترتيل، استجابت الطبيعة لتحول المانا؛ ومع صوت التصدع، تحول إلى تدمير ملموس. كان صوت تشقق الغلاف الجوي يجعل ريغولوس يرفع رأسه، وهو يزمجر باستياء.
«تعالوا، إذًا— دعوني أذوق احتضان صمودكما حتى النهاية المريرة.»
قوة الهجوم كانت جلية من نظرة واحدة إلى الأشجار الساقطة في محيطها؛ لقد تحولت إلى رقائق خشبية بسبب الثقوب الصغيرة التي غُرست فيها؛ جسد بشري يتعرض لنفس الهجوم لا شك أنه كان سيتحول إلى ضباب دموي.
«إن لم يكن هذا، فهو شيء آخر…!»
كأنَّ الغضب الأسود الراكد وعزيمة كالنار الزرقاء كانا يتصارعان داخل أعماقه—
نقر ريغولوس بلسانه— وفي اللحظة التالية، ارتطمت رمحٌ جليدي ضخم يكاد يحجب السماء مباشرة بوجهه، وتحولت الهزة الناتجة عن الاصطدام إلى موجة صادمة هائلة أحاطت بريغولوس، محطمةً جسده النحيف بالكامل.
متذمرًا بصوتٍ عالٍ، غرس ريغولوس ذراعيه مجددًا في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار ذلك على التوالي.
تتالت انفجارات الرياح واهتزازات الأرض بوتيرة جعلت من المستحيل عدَّها. تطايرت شظايا الجليد المحطم على سطح الأرض، مُغيرة المشهد لدرجة قد تجعلك تشك ما إذا كانت هذه الغابة يومًا ما.
«هل تظنين أنني أرغب في مثل هذا اللقب؟ في هذه اللحظة، أرغب بشيء واحد دون أدنى شك… الهدوء لتلك الأم وابنتها—!!»
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
انعكست أشعة الضوء على الجليد المتلألئ، وفي ذلك العالم المضيء الفوضوي— وقفت امرأة ذات شعر فضي بجوار الرجل الملقى أرضًا.
«جيوس! جيوس، تمسك! ماذا فعلوا بك…؟ آه، ماذا عليَّ أن أفعل…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في اللحظة نفسها، امتزجت مشاعر إميليا، في الماضي والحاضر، في محاولة يائسة لرد تلك المشاعر الحنونة.
«سيدتي فورتونا، هل هذا أنتِ…؟»
—بنوعٍ ما، كان يشبه الضربة التي أنهى بها سوبارو مبارزته مع غارفيل.
الطريقة التي قدَّم بها الفتى نفسه بابتسامة كانت جوهر الشذوذ بذاته.
ردًا على الصوت، عاد النور إلى عيني جيوس، رغم أن أنفاسه بالكاد كانت تتردد. كان لا شك في أن حياته كانت في خطر، لكن مع استمرار جيوس في التشبث بوعيه بصعوبة، أومأت فورتونا له مرات عدة.
«هل كنتُ فتاةً سيئة…؟ هل لهذا السبب يكرهني الجميع… لماذا سأبقى وحدي؟»
«نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
«لا بأس… جسد من لحم سيفنى في يوم ما… الشخص الذي عهد إليَّ بهذا الجسد كان على علم بذلك بلا شك… الأهم، هل السيدة إميليا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نبرتها، ونظرتها العابرة، وحقيقة أنها خصصت له وقتًا— كل ذلك قد يغمر أي رجل عادي بسعادة غامرة، حتى إنه لن يكون غريبًا إن توقف قلبه فرحًا.
«تركتها مع أرتشي… الحارس التالي، حتى تكون لديها فرصة للفرار. أنا واثقة أنهم بخير، بفضلك.»
«أل هيوما!!»
«هل هذا كذلك…؟ هذا أمر… مطمئن جدًا.»
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
«—ليس هذا جيدًا على الإطلاق!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «جـ-جيوس، تلك الذراع…»
بينما أرخى جيوس ملامحه الدامية بارتياح، جاءت كلماته لتثير صوت ريغولوس الغاضب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قام بتحطيم التربة المغطاة بالجليد، ودفع الضباب الأبيض بذراعيه، مظهرًا تعبيرًا غاضبًا. وشرع في تحريك رأسه بغضب، حيث استقر الحقد في عينيه، متجسدًا كما لم يكن من قبل.
دون حماية، وقد أمطرها التراب، تفتت جسد باندورا تاركًا فورتونا في حالة ذهول. كان رد فعلها طبيعيًا؛ فخصمها المكروه قد لقي حتفه مثل الكلاب على يد رفيقه السابق.
«مَن تظنين نفسك، تعودين فجأة وتقومين بانتشاله هكذا دون سابق إنذار؟ كنت على وشك أن أسحق رأسه بقدمي الآن! بأي حق، وبإذن مَن ، تجرؤين على أن تتدخلي! معي… معي معي معي معي معي معي معي معي معي معي أنا؟!!»
إذا كان الختم مرتبطًا بأولئك الذين اقتحموا الغابة، فقد عرفت إميليا إلى أين يجب أن تذهب. إن كان الجميع يتألمون بسبب شيء كهذا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في نوبة من الغضب، قرفص ريغولوس وغرس ذراعيه في الأرض، ثم رفعهما بعنف، متناثرًا بالتراب الطري نحو فورتونا وجيوس. بدا تصرفه أشبه بطفل صغير يلقي بنوبة غضب، يبعثر التراب حوله—
«لا! هذه الشظايا… يجب عليكِ أن تتجنبيها بالكامل…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تجاهلت فورتونا رشات التراب، محاولة تنقية المانا لتحضير هجوم مضاد، حين قام جيوس بدفعها نحو الأرض. اختار هذا التصرف عوضًا عن الدفاع أو الهجوم المضاد، فقد دفعها مباشرة نحو الأرض دون أن يكترث لكسر سقوطها— رفعت فورتونا صوتها، مستنكرة قرار جيوس… ثم رأت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الرمال والحصى التي قذفها ريغولوس خلَّفت ثقوبًا لا تُعد ولا تُحصى في سطح الأرض.
«آاه؟»
كانت هذه الثقوب لا تُعد فعليًا، كآثار قطرات المطر على التربة المتشققة، فقد حفرت تلك الرمال الأرض بقوة اختراق هائلة لدرجة يصعب رؤية قعرها.
قوة الهجوم كانت جلية من نظرة واحدة إلى الأشجار الساقطة في محيطها؛ لقد تحولت إلى رقائق خشبية بسبب الثقوب الصغيرة التي غُرست فيها؛ جسد بشري يتعرض لنفس الهجوم لا شك أنه كان سيتحول إلى ضباب دموي.
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
الصوت الحنون الذي نادت به ليا جعل إميليا، ومشاعرها، تتحطم.
كانت هذه قوة تدميرية تكاد لا تُصدق، والأكثر رعبًا—
«هل كنتُ فتاةً سيئة…؟ هل لهذا السبب يكرهني الجميع… لماذا سأبقى وحدي؟»
«مهلًا الآن، لما قمتِ بتجنبها؟ فقط تقبليها وتحولي إلى لحم مفروم! هذا يشمل جيوس عديم الموهبة وتلك المرأة هناك! كنتُ لأقبل بضمك كزوجتي التاسعة والسبعين، فلمَ هذا التصرف الغبي، أليس كذلك؟ ها؟ ها؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تذمر ريغولوس بصوتٍ عالٍ، ثم غرس ذراعيه مرة أخرى في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار هذا الهجوم.
«—لا!»
«ربما… أنتِ مخطئة في أمر ما؟»
لقد كان كائنًا لا تُصيبه أعظم التعويذات القاتلة ولكنه قادر على القتل بمجرد بعثرة بعض التراب والحصى. ورغم ذلك، كانت حالته العقلية غير ناضجة كطفل رضيع، يغرق في أنانية مدمرة لا يستطيع أحد الوصول إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا… جيوس، ما الذي…؟!»
هذا الكائن الخطير، كطفل سيء التربية قد يعضُّ أي شخص حسب مزاجه، كان يتمتع بقوة توازي التنين— هذا ما استنتجته فورتونا وهي تقيِّم هذا الرجل الشرير أمامها.
لم تشك يومًا في الأمر، لكن في تلك اللحظة، اكتسبت يقينًا جديدًا.
«إذا كنتَ لا تحبذ فكرة انتزاع طرف واحد منك، سأنتزع الأطراف الأربعة جميعها! سأجعلك تندم على استهزائك بي… على استهزائك بالجشع!!»
«أحمق.»
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
«—تمهَّل، يا رئيس الأساقفة كورنياس.»
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
«آاه؟»
أرتشي، الذي لم يعد لديه كلمات ليقولها، انطلق راكضًا نحو الاتجاه الذي أشارت إليه فورتونا.
عندما كان ريغولوس على وشك استئناف هجماته، جاءت الفاتنة ذات الشعر البلاتيني تطلب منه الانتظار.
ظل ريغولوس في وضعيته، ينظر للخلف نحو باندورا. لا تزال عيناه لا مشبعتين بالغضب، ويبدو أن حتى باندورا، حليفته، قد تتعرض لهجمته.
«لماذا… لماذا…؟! لماذا انتهى الأمر بهذه الطريقة…؟ هل لأنني خنتُ وعدي… لأنني خرجتُ من الغرفة…؟»
ومع هذا النظرة الخطرة لا تزال في عينيه، تحدث ريغولوس إلى باندورا، وشفتيه ترتجفان.
«إميليا، ليس هناك داعٍ للخوف. لا تقلقي. ثقي بي وبالجميع في المستوطنة. بالإضافة إلى أن والدتكِ قوية ومرعبة جدًا أيضًا».
عندما حاول أرتشي إقناعها بإعادة النظر، أسكتته فورتونا بنبرة أقوى. بعد ذلك، وبنوع من الإحراج بسبب ردها الغاضب، أضاف: «أنا آسف».
«… ما الأمر، سيدتي باندورا؟ أنا الآن في خضم معاقبة هؤلاء السفهاء الذين يتعدون على حقوقي. ما الذي تريدينه مني؟ أيًا كان قصدك، اختاري كلماتك وأجيبي حالًا…!»
كانت فورتونا لا تزال غير قادرة على إبعاد إميليا عنها حينما ناداها صوت من خلفها.
«كان الأمر أشبه بصيَّادٍ ينتظر أن يرتفع خوف فريسته قبل أن ينقضَّ عليها —»
«أرجوك تمالك غضبك، يا رئيس الأساقفة كورنياس. لن أسمح لك بقتل أيٍ منهما هنا. ألا تشعر بشيء حين تنظر إليهما؟»
«الآن، اركضي. مهما سمعتِ، لا تستديري… اركضي!»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ستدلونني على الطريق…؟»
«—ليا، أحبكِ».
كانت كلمات باندورا غير متوقعة بالنسبة لفورتونا وجيوس على حدٍ سواء. لم يكن يُعقل أن تطلب هي، وهي عدوة لهما، من ريغولوس أن يعفو عن حياتهما.
وبينما كانت إميليا تشاهد الماضي، شهقت بصدمة، بينما اكتفت إيكيدنا بالنظر بدهشة.
ورغم ذلك، استجاب ريغولوس لكلماتها، متوقفًا عن الحركة. ثم نظر إلى فورتونا وجيوس، ليعود أخيرًا إلى باندورا.
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
سمعت فورتونا الكلمات من بعيد بينما شعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدميها.
كان صوته هادئًا، خاليًا من أي مشاعر على ما يبدو. لكن هذا الهدوء تلاشى لحظة بعد ذلك.
في حضن والدتها، كانت إميليا الصغيرة تتحرك بعصبية، تصرخ بأعلى صوتها نحو جيوس الذي كان يتلاشى بعيدًا عنها.
بإرادة صلبة، قمع الرجل المدعو جيوس تلك القوة غير الطبيعية وهو واقف. السُلطة التي يُمكن أن نطلق عليها الأذرع غير المرئية قد منحت جيوس الوسيلة لتحدِّي أسقف الخطايا السبع المميتة—
«—لديكِ الجرأة لتتدخلي حيث لا يجب، أيتها المرأة!!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الرمال والحصى التي قذفها ريغولوس خلَّفت ثقوبًا لا تُعد ولا تُحصى في سطح الأرض.
في هذا الوضع، حيث كان الجميع يحاول فرض إرادته، بلغ صبر ريغولوس القصير حده الأقصى وانفجر بأسوأ طريقة ممكنة.
«—لَكِ حرية التفكير كما تشائين. علاوة على ذلك، حتى أثناء ترددكِ، الأحداث مستمرة في الحدوث.»
ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
«الأمر بخير، إميليا. لن… تكوني وحدك…»
«نغه… ماذا تكون…؟ غه، آغهه! وااه!!»
كانت قوة شظايا الأرض هائلة. فقد اجتاحت الرمال التي بعثرها أي جزء من الغابة اعترض طريقها بقوة غاشمة، مهددةً الفتاة الجميلة— وهذه الفتاة، أسطورة الجمال، قطعة فنية حية، تحولت بوحشية إلى سحابة من الدم.
«—أأنتِ تمزحين معي.»
ذلك الصوت جعل الحدة في عيني فورتونا تتلاشى بهدوء ولطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
متذمرًا بصوتٍ عالٍ، غرس ريغولوس ذراعيه مجددًا في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار ذلك على التوالي.
دون حماية، وقد أمطرها التراب، تفتت جسد باندورا تاركًا فورتونا في حالة ذهول. كان رد فعلها طبيعيًا؛ فخصمها المكروه قد لقي حتفه مثل الكلاب على يد رفيقه السابق.
كانت فورتونا لا تزال غير قادرة على إبعاد إميليا عنها حينما ناداها صوت من خلفها.
«هذا… ألا يُعتبر قاسيًا للغاية حتى بالنسبة لكِ، سيدة باندورا…؟!»
لم تكن لطبيعتها الخارقة أي جدوى، فقد كُتب على جسد الفتاة الميت أن يلتهم وسط غابة مدمرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بعد أن أحضرتني إلى هنا، تطلبين مني الرحيل الآن بعد أن أرضيتِ نفسك؟ كم تعتقدين أن بإمكانك السخرية مني…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الأمر لأنها أرادت توبيخ عنادها. بل لأنها كانت تريد أن توصل لها أن كل كلمة قالتها فورتونا، كل حرف وكل عبارة، كانت أمورًا يجب أن تتذكرها الفتاة تمامًا.
«هذا ما يحدث لمَن يتجرأ على إساءة الكلام معي. لماذا لا يستطيع الناس أن يعاملوني بالاعتبار الذي يستحقه أي شخص؟ لا تعترضوا طريقي. لا تقاطعوني حين أتكلم. لا تعترضوا على ما أفعله. هل هذا مطلب صعب؟ هيه، أنتما هناك… ما رأيكما؟»
بعد أن قتل باندورا، ورغم أن الجنون الذي يسكن عينيه لم ينفد بعد، التفت ريغولوس نحو الاثنين الآخرين.
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لو ركضت، ستكون بمفردها. مرة أخرى، سيختفي شخص آخر من حياتها.
لم يكن هناك مجالٌ للتفكير بأن عدد أعدائهم قد نقص بواحد. ورغم أنهم لم يعودوا يواجهون عدوين جبارين، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على التغلب على هذا المأزق دون وسيلة للتعامل مع خصمهم الذي يبدو منيعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حسنًا، حتى لو مات هذا الجسد، فليس كما لو أنك لا تملك احتياطيًا آخر. سحب ما بداخلك والتمسك بعنقك سيجعل التعامل معك أسهل. بالنسبة لشخص جعلني أضيع كل هذا الوقت، فأنت فعلًا مجرد فاشل بلا موهبة.»
للمرة الثانية، تحمل ريغولوس هجمات فورتونا المفاجئة دون أن يصاب بأذى. كانت تكره أن تعترف بذلك، لكنها لم تستطع هزيمته— ولم يستطع جيوس أيضًا، وأي محاولة أخرى ستعرِّض حياته للخطر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لنحاول كسب الوقت كي تتمكن إميليا من الهرب…»
«في هذه الحالة… سيدتي فورتونا… اتركي الأمر لي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —وفجأةً، امتزج صوت تصفيقٍ غير متوقع مع صرخته.
توصل جيوس إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه فورتونا، لكنه اختار طريقًا مختلفًا لتحقيق ذلك الهدف.
«مهما كلفني الأمر من دماء… حتى ينهار جسدي… سأشتري الوقت… لذا أرجوك، سيدتي فورتونا، اهربي…»
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
قابل أرتشي صوت فورتونا الحزين بردة فعل حادة، وكأن ذلك هو الشيء الوحيد الذي لم يسمح لها بقوله. اشتد غضبه، وظهر الاحمرار على وجهه حتى أطراف أذنيه الطويلتين والمدببتين، وهي سمة مميزة للجان.
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٢》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com للحظة، بدا أن شيئًا آخر استحوذ على انتباه إيكيدنا. ومع ذلك، لم يستمر الأمر سوى للحظة عابرة. وعندما خاطبتها إميليا، عادت إيكيدنا إلى وعيها على الفور، وأشارت بأصابعها أمام عيني إميليا. في اللحظة التالية، تلاشت رؤيتها، وتغير المشهد.
ردت فورتونا بصوت رقيق وهي تنظر إلى جيوس، الذي كان مستعدًا للتضحية بنفسه، وقد تراخت وجنتاها بابتسامة خفيفة.
على الرغم من خطورة الموقف، وجدت الأمر غريبًا ومشرفًا أن تكون قادرة على الابتسام هكذا.
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فقدت إميليا صوتها، محاولةً تجميع شتات المشاهد التي جرت أمام عينيها.
«هل تطلب مني أن أتركك وأهرب؟ لو كنت سأفعل ذلك، لما عدت أصلًا. حتى أنني ودعت إميليا لأتمكن من العودة. كيف يمكنك أن تطلب مني الهرب الآن؟»
«كم هو مزعج. أنت، مَن يرفض الاعتراف بعامل الساحرة، تجاهلت ثمنه وأجبرتَه على دخول جسدك، أليس كذلك؟ ألا يعتبر هذا إهانةً لنا نحن الذين نحمل مقاعدنا بحق؟ أليس هذا جرحًا لذاتي الصغيرة التي لا تتزعزع؟»
«لكن… لماذا إذًا عدتِ…؟ أنا…»
«—كي لا أدعك تموت… وإن كان لا بد أن تموت، فكي أكون إلى جانبك.»
لو كان ممكنًا حقًا القتل بالجمال وحده، لكانت تمتلك ذلك الجمال القاتل.
حين التقت عينا فورتونا البنفسجيتان بعيني جيوس المليئتين بالدموع، اتسعت عينا جيوس، اللتان أضناهما النزيف.
ضمت فورتونا جيوس، الذي أصبح أخف وزنًا نتيجة فقدانه لذراع واحدة وكثير من الدماء، وضغطته بقوة إلى صدرها وهي تتحدث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالنسبة لإميليا، كانت فورتونا دومًا نموذجًا يُحتذى به، قوية وشامخة… والدتها كانت شخصًا تقدره، وكانت تؤمن بكل يقين أنه لا يوجد في جسدها عظمة ضعيفة واحدة. لم تتخيل يومًا أن تراها بهذه الدرجة من الألم، غارقة في حزن يكاد لا يُحتمل، والدموع الحارة تتدفق بحرية.
«ما الذي ينتظرني في عالم بدونك، في غابة لن تأتي إليها مجددًا؟ أنا أضعف من أن أعيش طويلًا في عالم لا تكون فيه.»
لم يكن بوسعها البقاء هناك تبكي للأبد. لديها والدتها وجيوس وأشخاص آخرون لتُنقذهم، وعندما انهارت بالبكاء، جاءت الجنيات لمساعدتها. كيف لها أن تظلَّ منكِّسة الرأس؟
«أنتِ، ضعيفة…؟»
رأته أمامها، الرجل بزيِّه الأسود، راكعًا على الأرض، ودموعٌ من دم تتدفق من عينيه.
«أنا ضعيفة. كل ما فعلته هو التظاهر بالقوة من أجلك وأجل إميليا.»
«قد أجادل بأن قوة المشاعر لا تؤثر في النتائج، لكن للأسف، لا أنوي مناقشة ذلك معك. ليس لديَّ اهتمام كبير بمضايقة الضعفاء، وأجد صوتك مزعجًا للغاية.»
رفعت فورتونا جيوس، ناظرةً إليه بوجه بدا وكأنه تحرر من كل الأعباء. ارتجف جيوس واتكأ على ذراعها طلبًا للدعم، واحتضنا بعضهما البعض وهما يتقدمان للأمام.
بكل كيانها الصغير، تمسكت إميليا بأمها بشدة، حتى لا تبتعد عنها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما نظر ريغولوس إلى الثنائي، أطلق تنهيدة تعبر عن اشمئزازه العميق.
ذلك الصوت جعل الحدة في عيني فورتونا تتلاشى بهدوء ولطف.
«ليس فقط تتجاهلان سؤالي لفترة طويلة، بل الآن تبالغان في العواطف؟ أتساءل ما الذي قد تفكران فيه؟ ما معنى هذا؟ لقد أوضحت لكما تفوق قوتي وشرحت كل شيء بطرق سهلة الفهم، فلماذا تستمران في هذا التصرف؟ ماذا بحق تظنان؟»
قام بتحطيم التربة المغطاة بالجليد، ودفع الضباب الأبيض بذراعيه، مظهرًا تعبيرًا غاضبًا. وشرع في تحريك رأسه بغضب، حيث استقر الحقد في عينيه، متجسدًا كما لم يكن من قبل.
«يا له من رجل مزعج وصاخب. متى ستفهم؟ بالنسبة لنا، هناك إجابة واحدة فقط.»
«أجـــــل، أعتقد ذلك…»
تبادلت فورتونا وجيوس نظراتهما، ونطقا بصوتين متناغمين ردًا على ريغولوس الغاضب.
«إميليا… إميليا، إميليا، إميليا…!»
««—منَ يعرفك ومَن يهتم؟ أحمق!»»
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
تداخل صوتاهما، ورفعت فورتونا إصبعها الأوسط في إشارة استخفاف إضافية.
بينما نطقا بتلك الكلمات اللاذعة معًا، جمعا قوتهما في تحدٍ أثار غضب ريغولوس، فتوهج وجهه بلون أحمر من شدة الغيظ.
«ولكن إذا فعلت ذلك، ماذا سيحل بك؟»
بوجهها المضغوط بشدة إلى ذراعه، لم تستطع إميليا رؤية ما حدث. أرغم أرتشي ابتسامة على وجهه، جالسًا وهو يهون من أعظم ألم قد شعر به في حياته.
«هذا يناسبني! سأحيلكما إلى برك من الدماء غير المميزة وأستخدمكما لتخصيب هذه الغابة القذرة—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاه—؟»
«…إيكيدنا، هل تعلمين ما الذي حدث الآن؟»
«—ألم أقل لك أن تنتظر، يا رئيس الأساقفة كورنياس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
من أجل مصلحتها، تدخلت باندورا للمرة الثالثة لتعيق ريغولوس— راقصةً بخفة في السماء، وضعت يدها النحيلة على رأس ريغولوس، مما دفع جسده المزعج للغوص في الأرض دون أي مقاومة ظاهرة. وفي لحظة، دُفن من أطراف قدميه حتى قمة رأسه.
وجهت فورتونا هذا السؤال إلى باندورا، التي ابتسمت برشاقة ووقفت هناك وكأن ذلك الأمر هو الأكثر طبيعية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما حطت باندورا بجواره مباشرة، كان ريغولوس يحدق بها من الأسفل.
في اللحظة التي بدأوا فيها الركض، صرخ الرجل فجأة، وصدى الاستعجال في صوته جعل أرتشي يتوقف على الفور. وبينما فتح أرتشي عينيه متسائلًا عن ما يجري، وقف الرجل وقد بسط ذراعيه.
«مرةً تلو الأخرى… ما الذي يلزم لقتلك…؟!»
من الواضح أن ريغولوس قد وقف أمام باندورا ليحميها، لكن ما حدث لم يكن مجرد مسألة قدرة على الدفاع. لم تستطع إميليا حتى أن تستوعب ما حصل تمامًا.
«أعفو عن أعمالك العنيفة، وأفعالك العنيفة، وكل ما فعلته. لقد أتممت بالفعل الغرض الذي جلبتك من أجله إلى هنا. يمكنك أن تذهب الآن.»
بموجب الترتيل، استجابت الطبيعة لتحول المانا؛ ومع صوت التصدع، تحول إلى تدمير ملموس. كان صوت تشقق الغلاف الجوي يجعل ريغولوس يرفع رأسه، وهو يزمجر باستياء.
«سيدتي فورتونا! أرجو أن تأخذي السيدة إميليا وتنسحبي من هذا المكان! حاليًا، نحن بلا حول ولا قوة أمام ريغولوس كورنياس!»
«بعد أن أحضرتني إلى هنا، تطلبين مني الرحيل الآن بعد أن أرضيتِ نفسك؟ كم تعتقدين أن بإمكانك السخرية مني…؟»
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
«لقد تأكدنا من وجود أحد رؤساء الخطايا السبع المميتة: الجشع، قائد الفصيل المتطرف. رئيس الأساقفة يقاتله، لكن لا يمكن حل الوضع بمجرد طرده».
«أهذا غير مقبول إلى هذا الحد؟ إذًا سأعتني بالأمر. من المستحيل أن يكون رئيس الأساقفة كورنياس هنا. إنه يقضي وقته في قصره، محاطًا بزوجاته.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مـ… ماذا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخرج جيوس من ردائه صندوقًا أسود صغيرًا. وعندما وقعت عينا ريغولوس على ذلك الصندوق، تجعد حاجباه للحظة، لكنه سرعان ما حدق باندهاشٍ، مدركًا ماهية ما يراه.
«مـ-ما—»
انعكست أشعة الضوء على الجليد المتلألئ، وفي ذلك العالم المضيء الفوضوي— وقفت امرأة ذات شعر فضي بجوار الرجل الملقى أرضًا.
وفي اللحظة التي ألقت فيها بذلك القول من طرف واحد، حاول ريغولوس أن يصرخ بشيء، لكنه اختفى فجأة عن الأنظار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا…! هل تطلب مني الانسحاب بينما تقف تلك المرأة أمامي؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ستدلونني على الطريق…؟»
لم يكن الأمر أنه غاص في الأرض، بل إن حضوره بالكامل قد تلاشى فجأة. وفي الحقيقة، المكان الذي وقف فيه لم يظهر عليه أي أثر للدفن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «جيوس—!!»
وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
من خلال عدسة الماضي، دموع والدتها مزَّقت قلب إميليا. ورغم أنها وضعت كلتا يديها على وجهها بسرعة، لم تستطع إيقاف دموعها.
«بطلبٍ مني، غادر المتطفل المسرح. الآن يمكننا أن نأخذ وقتنا للحديث، أليس كذلك؟»
«—ليس هذا جيدًا على الإطلاق!!»
«… قبل ذلك، هل لي أن أسألك شيئًا؟ يجب أن تكوني ميتة، وقد تحطمتِ إلى أشلاء، أليس كذلك؟»
صوت سسس، سسس، كان نذيرًا باقتراب النهاية.
«آاه؟»
وجهت فورتونا هذا السؤال إلى باندورا، التي ابتسمت برشاقة ووقفت هناك وكأن ذلك الأمر هو الأكثر طبيعية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، اختفى المشهد المأساوي الذي كانت فورتونا واثقة أنها شهدته، وعادت الميتة إلى الحياة بطريقة غير طبيعية. أما فورتونا، التي لم تستطع إخفاء صدمتها، فقد أمالت باندورا رأسها نحوها برفق.
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
«ربما… أنتِ مخطئة في أمر ما؟»
《٣》
«—!»
«وإن هربنا من هنا، فماذا بعد؟ كل ما سنفعله هو السماح لهم بسرقة هذه الأرض المسالمة. وإذا خسرنا، فهذا يعني أن الختم سيقع في أيديهم. هذه المرة، سيتعرض العالم للدمار!»
كلمات باندورا، التي نُطقت بدون خبث، جعلت فورتونا ترتجف بعمق.
لم يحدث شيء. لم يكن بإمكان شيء أن يحدث. ومع ذلك—
لكن هذا الرجل -ريغولوس- كان شاذًا بقدرته على فرض وجوده على الآخرين.
رغم أن الأمر ليس كذلك، فإن العالم قد تغيَّر استجابةً لرأي باندورا. المشهد الذي رأته فورتونا بأم عينيها قد تم إنكاره، وأُعيد كتابة التاريخ بطريقة خارقة للطبيعة بمشهد لم تملك أي ذكرى له.
— لقد مُحيَت جثة، وعادت باندورا إلى الحياة. ريغولوس اختفى، ومعه كل أثر لوجوده.
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
«مهما كلفني الأمر من دماء… حتى ينهار جسدي… سأشتري الوقت… لذا أرجوك، سيدتي فورتونا، اهربي…»
لم تتوقف العواقب عند بقاء باندورا آمنة وسليمة، فقد اختفت الحفرة التي كان ريغولوس فيه الآن.
عندما أدركت فورتونا التأثيرات، كادت أن تطلق شهقة لا إرادية.
بهدف تمزيق تلك الابتسامة عن وجهها، تسببت قوتهما في ارتجاف العالم.
فتحت عينيها على وسعهما، وحركت أصابعها المرتجفة باتجاه جيوس، الذي كان على حافة الموت بلا شك— لقد شُفيت ذراعه المقطوعة، وكذلك جروحه العميقة في ساقيه.
«—لديكِ الجرأة لتتدخلي حيث لا يجب، أيتها المرأة!!!»
«أرتشي… ربما يكون الوقت مبكرًا، لكنني أوكل إليك مهمة الحارس. أرجوكَ، خذ إميليا معك خارج الغابة. صحيح أن العالم صعب، لكنني واثقة أن هناك أملًا. أعلم ذلك. لذا…»
«الأمر بسيط للغاية. بما أن رئيس الأساقفة كورنياس لم يكن هنا، فمن الطبيعي أن تتلاشى كل نتائج أفعاله. رغم ذلك، يمكنك اعتبار شفاء جروحك بادرة طيبة مني…»
«جـ-جيوس، تلك الذراع…»
«بعد كل هذا…!»
اندلعت شهقات البكاء، وانهارت إميليا، في الماضي والحاضر، بالبكاء على الفور.
«لا يوجد شيء خاطئ. جسدي… سليم، باستثناء ما يسكن داخله.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت أنفاسه ضعيفة، وساقاه ترتعشان. غير أن روحه اشتعل بحرارةٍ تتأجج من نيران التصميم الراسخ.
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
«مـ-ما—»
شعر جيوس بالارتباك إزاء ابتسامة باندورا الأنيقة، رغم إدراكه بأن جسده قد شُفي.
«أرجوكِ انسحبي. واطلبي المساعدة فورًا من المستوطنة. إنني والتابعين الذين أتوا معي نتشارك نفس الرغبة. إنهم بلا شك سيكونون عونًا لكِ.»
سمعت فورتونا الكلمات من بعيد بينما شعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدميها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت باندورا، عدوَّتها المكروهة، خصمًا لا يمكن لفورتونا مواجهته. كل ما حدث في الغابة في ذلك اليوم كان قد تجاوز خيال فورتونا الضئيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أو ربما، في تلك اللحظة، ستتلاشى كل الأحداث ببساطة في الهواء—
«اعتنِ بإميليا. من أجل أخي وزوجته، ومن أجلي، فهي ابنتنا الثمينة، التي لا يمكن أن نعوضها».
«سيدتي فورتونا، أرجوكِ تماسكي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—! جيوس!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هـ-هل سنكون حقًا… معًا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «كما لو… أن أحدًا سيسمح لك بالمرور…»
بينما تهاوت عزيمتها، قام جيوس باستخدام يده اليمنى المستعادة ليمسك بخدَّها ويضغط عليه.
شعرت فورتونا بالدهشة من الألم، إذ كان جيوس يمسك كتفيها بكلتا يديه ويتابع حديثه.
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
«أنا آسفة— لقد كنت على وشك أن أرفض عائلتي مرة أخرى».
«أنا متأكد أن لديكِ شكوكًا، ومتأكد أنكِ مرتبكة. ومع ذلك، فإن هذه الأشياء… يجب أن تُترك لوقت آخر. الأهم الآن… هو أن نفعل ما بوسعنا لأجل السيدة إميليا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —كانت ترغب في البقاء في ذلك المكان ومراقبة جيوس.
نعم. كان الأمر تمامًا كما قال جيوس. كانت تشعر بالخوف من هذا العدو الغامض وما قد يفعله. ولكن بالتأكيد، كانت تعلم بالفعل أكثر الأمور إثارةً للرعب—
«في هذا العالم، وفي هذه اللحظة، من المرجح أنني أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.»
«هل تطلب مني أن أتركك وأهرب؟ لو كنت سأفعل ذلك، لما عدت أصلًا. حتى أنني ودعت إميليا لأتمكن من العودة. كيف يمكنك أن تطلب مني الهرب الآن؟»
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
«أمي…»
«بغض النظر عمَّا حدث، لا يهمني. الآن—!»
«يقع على عاتقنا نحن الاثنين إسقاطها! فإذا انهزمت، فإن الجنود المعتدين على الغابة سيتراجعون بلا شك! —سوف ننقذ السيدة إميليا!»
«… قبل ذلك، هل لي أن أسألك شيئًا؟ يجب أن تكوني ميتة، وقد تحطمتِ إلى أشلاء، أليس كذلك؟»
كانت لحظات الرجل الأخيرة كفيلة بإدخال أرتشي، ناهيك عن إميليا الصغيرة، في حالة من الذعر.
كلمات جيوس، ومشاعرها نحو ابنتها الحبيبة، جعلت كره فورتونا الداخلي يشتعل بشدة،
«—كما تعلم، حان الوقت لتدرك أن هذا بلا جدوى حقًا.»
كانت قد استسلمت سابقًا لفكرة أنها لن ترى إميليا مرة أخرى، وحتى اللحظة السابقة، كانت عازمة على المضي في هذا القرار.
كانت الغابة قد تبدلت بصورة درامية، لدرجة بدت معها وكأنها نسيت شكلها الأصلي.
هرب، فرَّ، تابع الكان الشاب الهروب بكل قوته— «آه—»
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
وبالطبع، لم يتفاعل العدو مع صوته. لكن وسط أصوات أنفاس أرتشي وإميليا المتقطعة، انبعث صوت مميز، مثل كائن ضخم يلعق شفتيه.
سوف تنقذ إميليا. سوف تعود إلى إميليا. وسوف تكون مجددًا مع جيوس وإميليا معًا—
«باندووووورااا—!!»
عندما ابتسم أرتشي لإميليا، جعلت كلماته فورتونا تعقد ذراعيها باستياء. وبعد أن استعادت جزءًا من رباطة جأشها المعتادة، تنهدت بحدة تقديرًا لتصرف أرتشي اللطيف.
«—أيها الجليد العتيق الغامض، شديد البرودة، أبيض لدرجة تجعل الزمن يرتجف، جليد عظيمٌ تسكن فيه الروح للأبد.»
على الرغم من أن جيوس قد امتص ذلك الشيء منذ لحظات قليلة فقط، إلا أنه لم يروِّضه بأي حال من الأحوال. لقد سمح له فقط بانتهاك كيانه من الداخل بدلًا من الخارج.
دارت المانا التي جمعتها لإسقاط ريغولوس حولها، تبحث عن مكان للانفجار. أعطت تلك الطاقة الكامنة شكلًا، هدفًا، ودورًا؛ لتتشكلَ مستعدة لتجميد العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مـ… ماذا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
السماء والهواء أنفسهما أصدرا أنينًا، مولدين رماحًا من الجليد ضخمةً بحيث يمكن لعملاقٍ أن يستخدمها.
وبالنظر إلى أنها كانت طفلة صغيرة، كان من السهل إبعادها عنها. ومع ذلك، لم تستطع فورتونا أن تقسو على ابنتها. السبب كان واضحًا أمامها، يملأ عينيها.
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
كانت أطراف تلك الرماح، التي تجاوزت العشرة، تشير إلى خصمها كأنها باقة من الزهور تدعو الخصم للانشطار والراحة في قبر جليدي أبدي.
بسبب إحساسه بدنوِّ أجله، أرسل الفتاة بعيدًا عن موتها قدر المستطاع.
«حياتي، واجبي، حبي… لأجلهم جميعًا، أنا…!»
إلى جانب فورتونا، كان جيوس يحتضن كتفيه بكلتا يديه، بينما لفظ تلك الكلمات المملوءة بالعزم الدموي.
بدا أن جيوس الغاضب وريغولوس المتجهم يعرفان بعضهما البعض، لكن لم يكن هناك أي أثر للمودة بينهما، ولم تحمل محادثتهما أي أمل في الوصول إلى حل وسط.
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
«تعالوا، إذًا— دعوني أذوق احتضان صمودكما حتى النهاية المريرة.»
كانت أطراف تلك الرماح، التي تجاوزت العشرة، تشير إلى خصمها كأنها باقة من الزهور تدعو الخصم للانشطار والراحة في قبر جليدي أبدي.
بهدف تمزيق تلك الابتسامة عن وجهها، تسببت قوتهما في ارتجاف العالم.
«سيدتي فورتونا! أرجو أن تأخذي السيدة إميليا وتنسحبي من هذا المكان! حاليًا، نحن بلا حول ولا قوة أمام ريغولوس كورنياس!»
ثم—
بوجهٍ يعكس الألم العميق، وهو يتجرع نعمة باندورا التي كانت كأنها نصلٌ ينغرس في قلبه، فتح جيوس الصندوق الأسود الذي في يده— كان في داخله شيءٌ أسود متلوٍ يتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٥》
«ستتمكنون على الأرجح من الهروب بأمان…»
—كانت قد تجاوزت منذ فترة طويلة الزهور البيضاء التي أشار إليها أرتشي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقبل أن تصل الضربة غير المرئية إلى باندورا، اعترضها شخصٌ أبيض اللون.
ومع ذلك، لم تتوقف ساقاها عن الحركة. أُمرَت بألا تتوقف عن الركض، فاستمرت في تنفيذ ما طُلِب منها.
عندما كان ريغولوس على وشك استئناف هجماته، جاءت الفاتنة ذات الشعر البلاتيني تطلب منه الانتظار.
تسارع نَفَسُها. كانت إميليا تمدُّ خطواتها الصغيرة بجدية، وتركض بكل طاقتها عبر الغابة.
«أوه… آآآه!»
هزَّت رأسها. دموعها سالت على وجنتيها، بينما تحاول كبح شهقة كانت على وشك الخروج من زاوية فمها.
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
ما الذي كان يحدث الآن؟ ولماذا كان كل ذلك يحدث فجأة؟
من المحتمل أن الجميع كانوا على علم بأمرٍ ما تجهله هي.
«هل تقول إنني جلبتها إلى هنا؟ لحظة، لا يعجبني أن يقرر الناس مثل هذه الأمور عبثيًا. أنت تعلم أنني أكره إكراه الآخرين أكثر من أي شيء آخر، أليس كذلك؟ وجودها معي كان برغبتها الخاصة. هل لديك ضغينة ضدي كي تلقي عليَّ اللوم في كل شيء؟»
ومع ذلك، كانت هذه اللحظة التي قاتل فيها جيوس بشجاعة، معركة وضع فيها كل ما لديه من أجل أن تهرب فورتونا، بل وأيضًا إميليا الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك—
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
«لا!! أمي، أريد أن أكون معكِ! من فضلكِ! أرجوكِ أرجوكِ! أنا أطلب منكِ بلطف! دعيني أبقى معكِ!! لا أريد… لا أريد أن أكون وحدي!!»
مَن الذي كان يضايق فورتونا وجيوس وأرتشي؟ ما الذي يتوجب عليها فعله لتستعيدهم؟ ما الذي كانوا يسعون إليه—؟
بعد أن قتل باندورا، ورغم أن الجنون الذي يسكن عينيه لم ينفد بعد، التفت ريغولوس نحو الاثنين الآخرين.
من أجل مصلحتها، تدخلت باندورا للمرة الثالثة لتعيق ريغولوس— راقصةً بخفة في السماء، وضعت يدها النحيلة على رأس ريغولوس، مما دفع جسده المزعج للغوص في الأرض دون أي مقاومة ظاهرة. وفي لحظة، دُفن من أطراف قدميه حتى قمة رأسه.
«الـ…ـخـتـم…»
«هل تقول إنني جلبتها إلى هنا؟ لحظة، لا يعجبني أن يقرر الناس مثل هذه الأمور عبثيًا. أنت تعلم أنني أكره إكراه الآخرين أكثر من أي شيء آخر، أليس كذلك؟ وجودها معي كان برغبتها الخاصة. هل لديك ضغينة ضدي كي تلقي عليَّ اللوم في كل شيء؟»
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
على الرغم من حبها واحترامها العميقين لفورتونا، إلا أن تلك الكلمات وحدها كانت ترفض قبولها.
أن يحافظ على تلك الوضعية في مثل هذه الظروف تجاوز الهدوء إلى ما هو أبعد من الواقعي.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
«لكن… إذا-إذا لم أفعل… شـ…ـيئًا…»
وقبل أن تصل الضربة غير المرئية إلى باندورا، اعترضها شخصٌ أبيض اللون.
إذا كان الختم مرتبطًا بأولئك الذين اقتحموا الغابة، فقد عرفت إميليا إلى أين يجب أن تذهب. إن كان الجميع يتألمون بسبب شيء كهذا—
—إذا كانوا يريدون ذلك الشيء، فلم لا تعطيه لهم فحسب؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بالطبع، ستستمر. هذا ماضٍ لم تشهديه من قبل، لكن كتاب المعرفة يعمل على تعديل مسار هذا العالم المستنسخ. وبما أنها محاكمة، فعليكِ متابعة ذاتك الخاصة. ما الذي ستفعلينه؟»
لم تكن تعرف كيفية فتح الباب. لم تفهم المعنى الحقيقي وراء الختم. لم تعلم إن كان ذلك سيغير شيئًا للأفضل. لكن كلمة الختم وحدها كانت كافية.
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
لم يكن دافع الفتاة الصغيرة إلى التحرك رغبةً منها في إثبات قدرتها، بل كان الأمل-الأمل بأن الذهاب إلى هناك قد يغيِّر شيئًا، ذلك الأمل الذي دفعها للتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذا ذهبتُ إلى ذلك المكان… آااه، لكن…»
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
وهكذا، قررت إميليا الركض، لكنها ترددت قبل أن تخطو الخطوة الأولى. لقد ركضت كثيرًا دون هدف محدد. الآن، هذه الغابة -الغابة التي نشأت فيها- أصبحت مكانًا غريبًا عليها. فقدت الطريق المؤدي إلى الختم، وإلى المستوطنة، وحتى إلى مواقع والدتها وجيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لأنني مَن أمره بفعل ذلك.»
«أه، هوو…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بهذا… ستختفين إلى الأبد—!!»
إزاء عجزها البائس، لم تستطع إميليا الصغيرة أن تكتم شهقاتها بعد الآن.
«—هو الختم، على ما أعتقد. لا أعلم كيف سمعوا عنه، لكن حتى تلك المرأة ظهرت من العدم…»
مع أنها كانت تملك شيئًا يجب عليها القيام به، إلا أنها تفتقر للقوة اللازمة لتحقيقه. لم تكن والدتها هنا لتنقذها في هذه اللحظة الحرجة. كانت تحتاج لأن تفعل شيئًا من أجل تلك الأم ذاتها، ورغم ذلك…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جرت دموع الدم بغزارة. بلغ الدم واللحم نهايتهما، والرجل يتقيأ كتلة من الدماء وهو يتشبث بعنادٍ ببركاتٍ أبعد من متناول يده.
—وفي تلك اللحظة، دفعت مشاعر إميليا الصادقة والمخلصة ذلك الكائن الذي كان يراقب روحها الشجاعة الصغيرة للتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا ذهبتُ إلى ذلك المكان… آااه، لكن…»
عندما مسحت إميليا دموعها المتدفقة بيدها، اتسعت عيناها عندما لاح أمامها فجأة ضوء خافت. وحين رفعت وجهها، رأت جسدها محاطًا بأضواء متوهجة لا حصر لها.
لم يكن لديها وسيلة للتدخل في قصةٍ تستعرض ماضيًا قد انقضى منذ زمنٍ بعيد.
«جنِّية…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لكن… إذا-إذا لم أفعل… شـ…ـيئًا…»
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
نادت إميليا على الجنيات، تلك الكائنات الخارقة التي أطلقت عليهما فورتونا وجيوس اسم الأرواح الصغرى. لم يكن لديهم كلمات، ومع ذلك استجابوا لإرادة إميليا، متحركين برفق نحو أعماق الغابة—
بانفجارٍ مدوٍّ وارتجاجٍ عنيف، انفجرت الأرض وتهاوت شجرة تلو الأخرى، جرفتها قوة الاصطدام. سُحق الرجل تحت تأثير تلك الأشجار العظيمة، وساد الهدوء الغابة الصاخبة.
وبعد لحظة، أدركت إميليا نية الأضواء الفسفورية التي كانت تومض وكأنها ترشدها.
صكَّت فورتونا أسنانها غضبًا من تصديهم لهجومها الأول. في تلك اللحظة، مد جيوس ذراعه أمامها.
«ستدلونني على الطريق…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد عهدت السيدة فورتونا إليَّ برعايتها. إنها تساعد الآخرين في المعركة. لن يمضي وقت طويل حتى تطهر الغابة من الأعداء…»
لم يأتِها رد. الأرواح الصغرى شكَّل فقط دربًا من الضوء يقودها نحو أعماق الغابة.
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
زاد توهُّج درب الضوء. مسحت إميليا دموعها بكل ما أوتيت من قوة.
لم يكن بوسعها البقاء هناك تبكي للأبد. لديها والدتها وجيوس وأشخاص آخرون لتُنقذهم، وعندما انهارت بالبكاء، جاءت الجنيات لمساعدتها. كيف لها أن تظلَّ منكِّسة الرأس؟
«لقد انفصل جيوس عنا… ماذا سيحدث الآن في المحاكمة؟!»
«نعم… نعم، نعم!»
«هذا جنون -هذا غير ممكن! الثعبان الأسود هو كارثة خالصة، بل أكثر من الحوت الأبيض والأرنب العظيم- كارثة طبيعية لا تخضع لأحد. توقيت وصوله، بالتزامن مع هذا الهجوم— هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أومأت برأسها شاكرةً ومصممة، وانطلقت إميليا تركض، متَّبعةً ذلك الشريط من الضوء. تتبعت المسار اللامع الذي صنعته الأضواء الفسفورية، مؤمنةً أنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به.
«هنا… هنا تكمن الآمال، والإيمان العظيم الذي لا يُنسى نحو أهل هذا المكان…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تجاوزت الحفر، وتسلقَّت المنحدرات، وقلَّصت من حجم جسدها بينما كانت تركض بين الأشجار الكثيفة المتراصة.
كانت هناك مسارات عديدة يمكن للأرواح الصغرى المرور منها، ولكن لم يكن بوسع إميليا ذلك. تعثَّرت، وتعرَّض خدها للخدوش من فروع الأشجار، وسقطت، ثم بصقت التراب من فمها قبل أن تنهض مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سأكون فتاةً جيدة، لذا…»
«حـ-حسنًا…»
«هاه… هاه…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ألمت رئتيها. سائل يسيل من أنفها، مسحت وجهها المبلل بالدموع والمُتَّسخ بالطين، غاضبة من جراح ركبتيها المتورمتين، بينما استمرت في الركض.
«سمِّه كما تشاء، ريغولوس كورنياس. سأراهن على وجودي ذاته. لن أسمح لك بالاقتراب منهما خطوة واحدة!»
«إميليا…!»
مع نقص الأوكسجين، بدأت رؤيتها تتلاشى، وشعرت وكأنها في حلم يقظة، بينما بدأت ذكريات تفيض في ذهنها.
«قد أجادل بأن قوة المشاعر لا تؤثر في النتائج، لكن للأسف، لا أنوي مناقشة ذلك معك. ليس لديَّ اهتمام كبير بمضايقة الضعفاء، وأجد صوتك مزعجًا للغاية.»
تذكرت إميليا كل اللحظات التي أمضتها في تلك الغابة، في تلك المستوطنة، حيث كانت محبوبة كما هي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردت فورتونا بصوت رقيق وهي تنظر إلى جيوس، الذي كان مستعدًا للتضحية بنفسه، وقد تراخت وجنتاها بابتسامة خفيفة.
«هل تطلب مني أن أتركك وأهرب؟ لو كنت سأفعل ذلك، لما عدت أصلًا. حتى أنني ودعت إميليا لأتمكن من العودة. كيف يمكنك أن تطلب مني الهرب الآن؟»
—تذكرت حب فورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…إيكيدنا، هل تعلمين ما الذي حدث الآن؟»
تذكرت أيامًا كانت تُوبَّخ فيها. تذكرت بكاءها واعتذارها، وفورتونا التي قضت الليل بأكمله وهي تضمها بين ذراعيها، وتستمر في مداعبة رأسها حتى الصباح، وكأنها لا ترغب في أن تستيقظ إميليا وحدها.
«هاه… هاه…!»
لم تكن فورتونا تدللها، وكانت صارمة، لكنها أيضًا منحتها أشياءً ثمينة للغاية. على الرغم من قولها الدائم بأنها ليست أمَّها الحقيقية، إلا أن فورتونا كانت أمَّها، أمَّها الأولى والأهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وصلت آمال الطفلة البريئة حتى إلى أرتشي الذي احتضن جسدها الصغير. ماذا يمكن لأي شخص أن يقول لطفلة تم انتزاعها من حضن والدتها الحبيبة؟ لم يكن لأحد إجابة مرضية.
—تذكرت كيف كان أرتشي وكل شخص في المستوطنة طيبين معها ومع والدتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
كانت تفهم أن هناك مسافة صغيرة تفصل بينهم. كانوا مترددين، غير متأكدين تمامًا من كيفية التعامل معها. لكن الجميع كانوا دائمًا لطيفين معها، ولم يؤذوا إميليا أو فورتونا أبدًا. حتى غرفة الأميرة كانت شيئًا عمل الجميع بجد لتحسينه حتى تشعر إميليا براحة أكبر. ورغم صعوبة التواجد في ذلك المكان، إلا أنها أحبته على أية حال.
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
في اللحظة نفسها، امتزجت مشاعر إميليا، في الماضي والحاضر، في محاولة يائسة لرد تلك المشاعر الحنونة.
—تذكرت كراهيتها الشديدة لجيوس.
كان مرتبطًا بأسرار يخفيها الكبار، وأخذ الابتسامة التي كانت تخص إميليا وحدها، لذا ظنَّت أنها لن تستطيع مسامحته أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، عندما التقيا بالصدفة، بكى في اللحظة التي وقعت فيها عيناه على إميليا. بكى وبكى، سعيدًا لرؤيتها، وهكذا سامحته إميليا.
ففي النهاية، كانت تلك دموع طيبة. وتذكرت كيف هدئتها فورتونا عندما ضمتها، فقامت بمداعبة رأس جيوس، ورغبت في البقاء بجانبه حتى لا يشعر ذلك الطفل الباكي بالوحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم ذلك، استجاب ريغولوس لكلماتها، متوقفًا عن الحركة. ثم نظر إلى فورتونا وجيوس، ليعود أخيرًا إلى باندورا.
لم يكن لديها وسيلة للتدخل في قصةٍ تستعرض ماضيًا قد انقضى منذ زمنٍ بعيد.
كانت تعتقد أنه ضعيف للغاية، وكانت ترى أنها لا تستطيع تركه وحيدًا.
كانت إميليا بين ذراعي الشاب الذي يجري عبر الأشجار، ونظرت خلف كتفه للمرة الأخيرة… نظرة وداع لأمها التي تبتعد، مرفوعةً صوتها المتحشرج غير المفهوم.
—تذكرت كم كانت تحبهم جميعًا.
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
«أستطيع… إنقاذ الجميع…!»
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
أرادت أن تنام مجددًا في السرير بجوار فورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أرادت أن تدعو أرتشي والجميع إلى غرفة الأميرة في المرة القادمة.
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
وأرادت أن تدوس بكل قوتها على قدم ذلك الطفل الباكي، جيوس، ليعرف حدوده.
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أرادت أن تلتقي بالجميع مجددًا.
«أرجوكِ فكِّري في الوضع! مَن تحمين الآن؟!!»
«سأكون فتاةً جيدة، لذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، عندما التقيا بالصدفة، بكى في اللحظة التي وقعت فيها عيناه على إميليا. بكى وبكى، سعيدًا لرؤيتها، وهكذا سامحته إميليا.
وقد امتلأت عيناها بالدموع، تجاوزت فروع الأشجار المعتادة في الغابة المألوفة، متوقفة عند النقطة التي تحولت فيها الغابة إلى بياضٍ نقي. كان أنفاسها متقطعة ووجهها محمرًا عندما وصلت أخيرًا إلى الختم الذي كانت تبحث عنه—
«أرجوكِ فكِّري في الوضع! مَن تحمين الآن؟!!»
لم تعد الكلمات المكتوبة أو المنطوقة كافية لوصف الشذوذ الذي يعبر عنه هذا الرجل البغيض.
«—مرحبًا. كنت بانتظارك.»
«لا!! أمي، أريد أن أكون معكِ! من فضلكِ! أرجوكِ أرجوكِ! أنا أطلب منكِ بلطف! دعيني أبقى معكِ!! لا أريد… لا أريد أن أكون وحدي!!»
كانت هذه الثقوب لا تُعد فعليًا، كآثار قطرات المطر على التربة المتشققة، فقد حفرت تلك الرمال الأرض بقوة اختراق هائلة لدرجة يصعب رؤية قعرها.
الفتاة ذات الشعر البلاتيني كانت واقفة أمام الختم، وذراعاها مفتوحتان، وكأنها ترحب بقدوم إميليا.
صوت جيوس، الذي كاد أن ينفد نفسه، جعل الفتاة ترتسم على وجهها ابتسامة رقيقة.
////
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات