2 - بداية الملجأ وبداية الخراب.
《١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل تعتقدين أن كل هذا كان عبثيًا، سيدتي ريوزو؟»
لنعد بالزمن قليلًا إلى المكان خارج القبر، حيث كانت إميليا تختبئ في تلك اللحظة.
في البقعة العشبية أمام المدخل، كانت المجموعة التي ودَّعتها عندما دخلت لخوض التجربة تنتظر عودتها بسلام، ولكن—
«هذه أول مرة تسمع فيها رام عن كائن يُدعى الكآبة أيضًا. حتى بخصوص ساحرة الجشع، أعلم القليل باستثناء الاسم… ومع ذلك، لم أسمع شيئًا عن هذا الكآبة.»
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
«هذا… هو واجبي. أليس كذلك، يا معلمتي؟ سأبذل كل ما بوسعي حتى أنفاسي الأخيرة… ريوزو.»
«مهما حاولت النظر للأمر، أنت تبالغ. تماسك قليلًا، جييز. لنفعلها معًا.»
في البقعة العشبية أمام المدخل، كانت المجموعة التي ودَّعتها عندما دخلت لخوض التجربة تنتظر عودتها بسلام، ولكن—
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
تنهَّد غارفيل، الذي لم يكن يرتدي سوى نصف ملابسه، وهو ينظر إلى سوبارو المنهار وكأن العالم قد انهار فوق رأسه.
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
«ابنة الساحرة…؟»
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
لدعم إميليا وتشجيعها على خوض المحاكمة داخل القبر، أمضى سوبارو الليلة الماضية في نحت أفكاره، الكبيرة والصغيرة، على جدران غرفة حجرية. كتب كل ما استطاع التعبير عنه بالكلمات، واستمر في الكتابة حتى عندما عجزت الكلمات عن نقل كل ما يريد قوله.
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
«لا، لم تلتقِ بنا. لم تطأ السيدة بياتريس هذه الأرض منذ أن ولدنا كنسخ. لطالما تساءلت؛ أليس من الأجدر أن نلتقي بها؟»
«لكنِّي لم أتصوَّر أن غارفيل سيذهب لحلِّ مشاكله أولًا…»
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
«عادةً أكون مستعدًا نفسيًّا لتجاهلها، وعندما تفعل ذلك، لا أشعر بالسوء! لكن هذه المرة كنت جادًّا! ورسالة الحب هذه التي كتبتها في جوف الليل… من أحرج الأمور على الإطلاق!»
صدمت بياتريس عند سماع الصوت القادم من خلفها، وعلقت الكلمات في حلقها. وعندما استدارت لترى، وجدت روزوال واقفًا خلف جذع الشجرة الذي كانت تجلس عليه بجوار ريوزو، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه.
غطَّى سوبارو وجهه الأحمر بكلتا يديه، فيما خفض أوتو كتفيه بنظرة متعبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاه! هل تعتقد حقًا أن هذه الفتاة ستلجأ إليك بأي شكل من الأشكال، أتساءل؟ أخبريه بنفسكِ.»
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
«وأنا أيضًا أوافق على هذا الرأي. في الذكريات التي شاهدتها، لم أجد سيدتنا الساحرة تفتقر إلى الإنسانية، لا تجاه ابنتها ولا تلميذها ولا حتى تجاه ريوزو ماير.»
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
«على أي حال، كان تركيزي أمس على التخطيط لكيفية اللحاق بك. لهذا طلبت من شيما تأجيل الحديث المهم إلى ما بعد تأديب غارفيل.»
«سواء كنتَ تقصدها أو لا، سماع هذا من الجاني يجعل الأمر أسوأ!»
«لنعد إلى صلب الموضوع. يبدو أنني فهمت الأمر على هذا النحو: كانت هناك بالفعل ساحرة في هذا الملجأ. ترتعد فرائصي من مجرد تخيُّل وجود حقبة كان فيها حضور الساحرة أمرًا اعتياديًا.»
عبَّر غارفيل، بلا نية سيئة، عن رغبته في خوض حملته الرومانسية الخاصة تجاه رام. بالطبع، كانت محاولاته مرجحة أن تصطدم بالجدران الحديدية التي أقامتها رام حول قلبها.
وسط تلك الأحاديث والتعليقات، انتظر سوبارو والباقون انتهاء المحاكمة.
دخلت إميليا القبر مليئة بالإصرار والحماسة. رغم أن المحاكمة كسرت قلبها سابقًا وجعلتها تبكي، إلا أن الجميع كانوا واثقين بأنها ستتجاوزها هذه المرة.
«يا له من لقب سيئ… يُثقل روحي. أتظن أنني اخترت أن أكون على هذه الحال، همم؟»
أدارت بياتريس وجهها على الفور، وقد تورد خَدّاها بسعادة وهي تتجاوب مع طلب ريوزو. وراحت تعبث بشعرها المجعد بعناية مبالغ فيها، وكأنها تهم بمواصلة الحديث—
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم… ربما تأخر وصولهما. لكن بصرف النظر عن السيدة إيكيدنا، من الصعب عليَّ أن أصدق أن بياتريس لم تأتِ للقائكِ.»
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
«—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
بينما كان سوبارو يوجه مرفقه نحو أوتو عديم الإحساس، ظهرت رام لتزيد من معاناة الرجل المسكين. نقرت على جبينه ببرود، بينما ضاقت عيناها بحدة.
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه… السيدة بياتريس…»
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
صُدِم أوتو بتلك الكلمات الحادة، متألمًا نفسيًا وجسديًا.
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
«على أي حال.» بدأت رام وهي تلقي نظرة خاطفة على وجهه البائس قبل أن تلتفت نحو سوبارو، «السيدة ريوزو… أو بالأحرى، الآنسة شيما، لأن هذا هو الاسم الذي ترغب في أن تُنادى به، تريد التحدث معك، باروسو. يبدو أنها ترغب في متابعة حديث البارحة.»
«أبدًا. بالنسبة لي، أنت أيضًا يا سيد روزوال منحتني نعمة غالية لا أستبدلها بشيء. أشعر بالامتنان لذلك، ولا أجد في نفسي أي سبب لألومك على شيء.»
«حديث البارحة، هاه…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بغض النظر عن كيفية بدايته، بالتأكيد، ليس الواجب وحده ما دفعكِ للاستمرار. على الأقل، هذا هو الحال بالنسبة لرام.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
حاولت بياتريس، على نحو غير مقنع، تبرير فعلتها بعد أن أشارت ريوزو إلى السبب الحقيقي للنزاع بينهما. وبما أنها صادقة حتى النخاع، كانت سيئة جدًا في تقديم الأعذار. ورغم أن ريوزو وجدت هذه السجية لطيفة، فإن المزحة التي لعبتها عليها بياتريس لم تكن مما يمكن تجاوزه بابتسامة بسيطة.
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
كاد الأمل أن يتجدد في قلب روزوال، لكن نبرة الخيبة في كلمات إيكيدنا جعلته يلتقط أنفاسه بمرارة.
«سواء صحَّحت نفسك أم لا، يعرف الجميع أنك متعلق بها على نحو مبالغ فيه… معظم ما سألت عنه كان عن حالك قبل ما تدخل القبر. كنت أفكر فيك كثيرًا أمس.»
«هل يُعَدُّ هذا أمرًا غير متوقع، أتساءل؟ بالنسبة لبيتي، أمي هي كل شيء… أنتم وسكان هذا المكان محظوظون بوجودها. وعندما ينتهي كل هذا على خير، ألا ينبغي عليكم رد الجميل لها بجدية، أتساءل؟»
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
«…حقًا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا بأس. ربما بدأ هذا المكان هكذا، لكن كل الوقت الذي قضيناه هنا قد غيَّر الأمور بلا شك. العيش هنا، القدرة على التحدث معكِ يا سيدتي بياتريس، والتواجد مع الجميع… هذه جميعها خيارات اخترتها بنفسي.»
أدار غارفيل وجهه في حرج، متجنبًا النظر في أعينهم. رغم أنه حاول قطع صلته بماضيه بعد اجتياز المحاكمة، إلا أن ذلك الماضي لم يتلاشى، وبقيت ذكرياته مثقلة بالندم المستمر، ما جعل الحديث عنه أمرًا مربكًا.
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
«على أي حال، كان تركيزي أمس على التخطيط لكيفية اللحاق بك. لهذا طلبت من شيما تأجيل الحديث المهم إلى ما بعد تأديب غارفيل.»
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ذلك…»
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
«—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بسبب تردد ريوزو ماير وخجلها، وطباع بياتريس العنيدة، لم تبح أي منهما بصداقة الأخرى حتى اللحظة الأخيرة المطلقة.
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
أكملت شيما الحديث بصوت منخفض حين توقف سوبارو. كانت إحدى نسخ ريوزو التي تشاركها الشكل نفسه تسندها على كتفها بينما تقترب ببطء. حمل وجه شيما تعبيرًا متجهمًا، وصوت أنفاسها المتعبة يعكس إرهاقها الشديد.
«كما أُخبرت يا شاب، أجسادنا، تمامًا كالأرواح، تتعرض لاستهلاك مستمر.»
أدار غارفيل وجهه في حرج، متجنبًا النظر في أعينهم. رغم أنه حاول قطع صلته بماضيه بعد اجتياز المحاكمة، إلا أن ذلك الماضي لم يتلاشى، وبقيت ذكرياته مثقلة بالندم المستمر، ما جعل الحديث عنه أمرًا مربكًا.
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
كان في ذهن سوبارو صورة مرشحات الانتقاء الملكي متجمعات في القصر. هناك، عبَّرت إميليا عن إرادتها بالكلمات، وتحدَّت الشرور الموجهة نحوها بشجاعة. كانت مثاليتها قد بدأت في رسم طريق يقود إلى العالم الذي تمنته ريوزو ماير.
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
«عادةً، النوم والاستيقاظ بانتظام يساعدان في تجنُّب التدهور، لكني لست واثقة أنني سأصمد حتى تعود السيدة إميليا. لذا علينا التحدث بينما أستطيع.»
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
رغم اتكائها على كتف ريوزو، رفعت شيما وجهها وأومأت لسوبارو بعزم.
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
«من المستحيل فهم مَن تقصد، فلنُطلق عليهما من الآن فصاعدًا الجدة شي والجدة ريو. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا تبادل الأدوار بهذا الشكل. هذا الحديث لا يمكننا سماعه إلا من شفتي شيما.»
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
«—أنا وحدي، لأنني دخلت القبر وخضت المحاكمة، أستطيع التحدث عن هذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل كان عليك الذهاب إلى هذا الحد؟!»
«آه…»
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، مع دفء أطراف أصابعهما المتلامسة، ابتسمت ريوزو كزهرة تتفتح.
حينما دخل غارفيل إلى القبر عندما كان صغيرًا، كانت شيما هي مَن لحق به وأعادته. ونتيجة لذلك، رأت شيما ما كان هناك… أي—
«ذكريات سلفنا جميعًا… ريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
ومن ثم، فإن القصة التي سترويها شيما كانت عن الندم الذي حملته ريوزو ماير في قلبها حيال ماضيها— ذكريات مرتبطة بإنشاء الملجأ نفسه.
«إذعانًا للعرق… كم هو كئيب.»
«هذه الذكريات تتعلق بالأمل العزيز الذي حملته عائلة الشاب روز، آل ميزرس، وبتلك السيدة الساحرة التي أنشأت الملجأ وهدفها من ذلك— كما تتعلق بابنتها، الصديقة الوحيدة لريوزو ماير.»
مرةً، ادعت إيكيدونا زورًا أن التجربة لا علاقة لها بها، لكنه غير رأيه تمامًا. ولتجنب الوقوع في مزيد من الأكاذيب، قرر سوبارو أنه في مسعاه للتحقيق في خلق الملجأ وطبيعة الحاجز، سيبحث لا لدى إيكيدونا بل لدى—
«ابنة الساحرة…؟»
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لـ-لكن… السيد روزوال والسيدة إيكيدنا طلبا مني البقاء هنا.»
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
وبينما كان سوبارو غارقًا في هذا الإدراك الجديد، خفَّضت شيما صوتها، وكأنها تحكي حكاية خيالية لطفل.
فلم تكن هناك فرصة أخرى للتحدث معها، أو للتعبير عن امتنانها…
«بدأ كل شيء هنا، قبل أن يُطلق على هذا المكان اسم الملجأ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حملت عيناها نظرة بعيدة مليئة بالأمل، وبدأت تسرد ذكريات ستنتهي لا محالة بالندم—
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
—إلا أن نظرتها حملت في طيَّاتها شوقًا وحبًا رقيقًا.
《٢》
وسط تلك الأحاديث والتعليقات، انتظر سوبارو والباقون انتهاء المحاكمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—ما الأمر يا ترى؟ حتى وإن نظرت إليَّ بتلك العينين، فلن أمنحك شيئًا.»
«حتى وإن انحرفت حياتك أو فسدت بطريقة ما… فإنك أصبحت كما أنت بسبب اختياراتك، مهما كانت محدودة. لا تحاول أن تُقنع نفسك بأنك ضحية… يا شيطان الكآبة، هيكتور!»
بدأت الذكريات الغريبة بنظرة حادة من فتاة غاضبة.
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
«غــاه!… غههه… غوه…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
كان شعرها مفروقًا في ضفيرتين كبيرتين وطويلتين، وفستانها المتسع يجعلها أشبه بأميرة من كتاب قصص. وفي الواقع، لم يكن وضعها بعيدًا عن ذلك في المقام والهيبة.
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
عندما وجهت تلك الفتاة نظراتها الحادة نحو ريوزو، شعرت الأخيرة بالانكماش تمامًا.
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
«همف! تصمتين مجددًا. هل أنتِ فتاة مملة وجبانة يا ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
أطلقت الفتاة تنهيدة استياء تجاه ريوزو التي كانت تتلوى بخجل ووجهها موجه نحو الأرض. هذا السلوك الغاضب بدا متناقضًا مع مظهرها البريء، لكن كلماتها نفذت إلى قلب ريوزو كالإبر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
لم تكن الإهانة هي ما آلمها، بل الخيبة التي حملتها نبرة الفتاة. شعرت ريوزو وكأنها لا تستطيع التقاط أنفاسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
«إذا جاء غارفيل الفظ والوقح وأزعج راحة السيدة شيما، فسنكون كمَن يضع العربة أمام التنين. سأشعر بالذنب إذا تركت رجالًا عديمي الحس والاعتبار بجانبها بدلًا من السيدة ريوزو.»
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
«السيدة إيكيدنا.»
فجأة، شُدت ريوزو من ياقة ثوبها، لتجد نفسها تُرفع إلى الأعلى. وفي خضم المفاجأة، أدركت أن مَن يقف بجانبها لم يكن سوى فتاة مألوفة، تنظر إليها بوجه متجهم.
انحنت ريوزو على عجل، مطأطئة رأسها حين نطقت باسم الساحرة التي ترعاها— إيكيدنا. وما إن ألقت نظرة نحو ريوزو، حتى استدارت الفتاة التي تُدعى بياتريس بسرعة بالغة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آه، أ-أمي…! أنتِ مخطئة! بيتي لم تفعل شيئًا… لكن هذه الفتاة، هي—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
«إذا لم ترتكبي خطأً، فلا داعي للارتباك. عليكِ فقط أن تنقلي الحقائق بدقة. وإن لم تكوني مذنبة حقًا، فلن تكوني بحاجة إلى التردد، أليس كذلك؟ هل أنا مخطئة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هل يعد ذلك مشكلة حقيقية، أتساءل؟ هذا الأمر لا يتعدى كونه لعب أطفال.»
«ربما… هذا صحيح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
«آه…! اممم، نعم، ليس لديَّ عذر. لقد تصرفتُ بفظاظة بالغة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد انبهرتُ بمشهد السيدة بياتريس عند المغيب… أنا آسفة.»
«وبعد أن نهرب بهذه الطريقة، سنعيش في خوف من مطاردة ذلك الرجل لنا مجددًا؟ بفضل السيدة إيكيدنا والسيد روزوال، حصلنا أخيرًا على مكان للسلام… إذا تخلينا عن هذا المكان، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كم من الوقت سيستغرق بناء ملجأ جديد؟»
«انبهرتِ، إذًا…؟ بياتريس، هل تعترفين بصحة رواية ريوزو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أمممم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنهَّد غارفيل، الذي لم يكن يرتدي سوى نصف ملابسه، وهو ينظر إلى سوبارو المنهار وكأن العالم قد انهار فوق رأسه.
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعدما سمعت رد ريوزو، وجهت إيكيدنا توبيخًا صارمًا لبياتريس. ورغم أن ملامح الفتاة بدت شاحبة بخيبة أمل، كانت ريوزو مشغولة للغاية بارتباكها لتلاحظ ذلك.
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
لم يخطر ببالها قط أن السيدة الساحرة العظيمة إيكيدنا ستتذكر اسمها شخصيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
عاشت ريوزو في قرية صغيرة، لكنها شعرت بأن وجودها هو الأصغر على الإطلاق. كامرأة نذرت نفسها للساحرة، غمرها شعور عارم بالسعادة حين أدركت أن ساحرة الجشع نفسها تتذكر اسمها، حتى ارتجف قلبها فرحًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قفز قلب ريوزو مرة أخرى. لم تكن تتخيل أن تحصل على فرصة للتحدث، ودائمًا ما تركت الفرص تفلت من يديها، متذرعة بأسباب واهية لتبتعد. لذا، تفاجأت عندما أولتها إيكيدنا اهتمامًا مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يتبقَ سوى مسألة واحدة: مَن سيرحل أولًا -روزوال أم ريوزو- في ثوانٍ معدودة لا أكثر.
«حسنًا، هو أمر من هذا القبيل. أعتقد أنني سأحضر إلى هنا معها بوتيرة أكبر في المستقبل. لذا، ستلتقيان كثيرًا، وأود منكما أن تتفقا جيدًا.»
«نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
جاء إقرار ريوزو برد مطمئن من إيكيدنا، التي أومأت برضا. ومن خلفها، تمتمت بياتريس بصوت خافت فيه شيء من الحزن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
《٣》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه… السيدة بياتريس…»
«أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
«نعم؟»
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
كانت ريوزو تحمل سلة مليئة بالغسيل حين ناداها أحدهم، مما دفعها إلى التوقف في منتصف الطريق. وعندما استدارت ببطء نحو مصدر الصوت، لم تستطع منع نفسها من فتح عينيها على اتساعهما دهشة.
«ابنة الساحرة…؟»
«ووه!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
تراخت ذراعاها من المفاجأة، وكادت تسقط السلة من بين يديها.
«هاكِ، احذري.»
«إييك…»
«ووه… آه! أ-أنا آسفة للغاية!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انحنت ريوزو على عجل أمام الفتى، الذي خطا خطوة واسعة ليقترب منها ومدَّ يده تحت السلة لمنعها من السقوط. ابتسم ابتسامة لطيفة وقد ظهرت على وجهه علامات الحرج، ثم هزَّ رأسه نافيًا بلطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا عليكِ. أنا مَن ينبغي أن يعتذر على مقاطعتكِ أثناء عملك. لقد تصرفت دون مراعاة.»
«حياة الملجأ، التي بدت هادئة على السطح، استمرت هكذا… فماذا حدث بعد ذلك؟»
«أبدًا…! أنت لطيف جدًا يا سيد ميزرس!»
حتى لو كانت طفلة، فقد كان على ريوزو، كأحد أعضاء المستوطنة، القيام بالكثير من الأعمال. أحيانًا، ساعدتها بياتريس في الغسيل أو الخياطة على مضض، متذمرة من أنها ليست ماهرة في هذه الأمور. لكن، رغم شكاويها، أنجزت العمل باجتهاد يفوق اجتهاد ريوزو نفسها.
«يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
كان يكبر ريوزو بنحو أربع سنوات، إذ لم يتجاوز عمرها حينها الثانية عشرة، وكان أطول منها برأس كامل. ومع ذلك، كان يبدو أنه لم يبلغ ذروة نموه بعد، فيما بدأت نبرة صوته تأخذ طابعًا رجوليًا، وهي تتأرجح بين الطفولة والرُشد. حمل الفتى سحرًا مميزًا في تلك الفترة العابرة بين الطفولة والبلوغ، وكان يشعُّ بأناقة طبيعية نادرة.
«أنا واثقة أنني طلبت منك دراسة الألوان الأربعة فقط. إذًا، توصلت بنفسك إلى فكرة الألوان الستة من خلال الدراسة الذاتية؟ يا لك من طالب يتمتع بسرعة تعلم مرعبة ورغبة لا تشبع في التقدم… أو لعلها هوس؟ حسنًا، لقد أدهشتني بالفعل.»
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
«مم بالنسبة للسيدة إيكيدنا… لم أرها حتى الآن اليوم. ويبدو أن بياتريس أيضًا لم تأتِ إلى مكانها المعتاد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أفهم… ربما تأخر وصولهما. لكن بصرف النظر عن السيدة إيكيدنا، من الصعب عليَّ أن أصدق أن بياتريس لم تأتِ للقائكِ.»
«—يمكننا البدء فورًا. هناك منشأة مهيأة لاستقبال النواة. ما تبقى هو تنقية البلورة السحرية التي ستصبح المحفز، والاستعداد لإجراء الطقوس المرتبطة بدماء سكان الكاتدرائية. المشكلة تكمن في كسب الوقت لمواجهة الخطر الداهم…»
«حياة الملجأ، التي بدت هادئة على السطح، استمرت هكذا… فماذا حدث بعد ذلك؟»
«اررر… بياتريس لا تزورني إلا بين الحين والآخر…»
انحنت شيما برأسها بعمق، منهية بذلك سردًا موجزًا، لكنه كان يبدو طويلًا للغاية، عن أحداث الماضي.
«تقولين بين الحين والآخر فقط لأن هذا ما تصر بياتريس على تسميته، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بففف.» كتم روزوال ضحكة خافتة عند سماعه رد ريوزو.
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
«بياتريس ليست فتاة صريحة، كما تعلمين. من الجيد أنكِ لا تجدين صعوبة في التعامل معها…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أليس ما حدث لأن السيدة بياتريس بادرت بممازحتي أولًا، ومنحت السيد روزوال ذريعة للانتقام؟»
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
«بعيدًا عن ذلك. إنها تعامل حتى شخصًا مثلي بلطف بالغ. في الواقع، أنا دائمًا أُغضب السيدة بياتريس… حتى أنني خشيت أن تبدأ في كراهيتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
«ليس عليكِ القلق بشأن ذلك. كراهية بياتريس لا تؤخذ على محمل الجد. لو كانت تكرهكِ حقًا، لما اخترعت كل هذه الذرائع لقضاء الوقت معكِ.»
ومن ثم، فإن القصة التي سترويها شيما كانت عن الندم الذي حملته ريوزو ماير في قلبها حيال ماضيها— ذكريات مرتبطة بإنشاء الملجأ نفسه.
ابتسم روزوال ابتسامة عريضة، لكن ريوزو لم تستطع سوى تصديق نصف ما قاله. كانت بياتريس تنفث أنفاسها غاضبة، منتقدة كل شيء تقريبًا حين تتحدث مع ريوزو، ولم يكن هذا يشبه ما تعرفه عن الرفض الحقيقي. ومع ذلك، شعرت ريوزو أن بياتريس قد أظهرت لها كراهية لا يمكن إنكارها.
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
«آمل أن تتمكني في يوم من الأيام من فهم مشاعر تلك الفتاة الحقيقية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
رأى روزوال كيف سكتت ريوزو، فتمتم بتعليق بصوت بدا عليه شيء من الشجن. ومع أن ابتسامته لم تزل من على وجهه، إلا أن ملامحه بدت متألمة قليلًا، مما جعل صدر ريوزو يضيق بحزن غامض.
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
قبل أن تتمكن ريوزو من الاعتذار، ارتسمت على وجه روزوال ملامح إدراك مفاجئ.
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
توهَّجت عينا روزوال بلمعان طفولي، وركض نحوهما مفعمًا بالحماس، وقد اختفت تمامًا هيئته التي بدت راشدة قبل لحظات. انطلق نحو إيكيدنا، الساحرة المقصودة، التي تنهدت بصوت مسموع عندما رأته.
«روزوال… لا أذكر أنني سمحت لك بمناداتي بـ معلمتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
«لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن أناديكِ بذلك. لقد أتقنت تمامًا ما طلبتِه في الواجب السابق، معلمتي. إذا ركَّزت المانا ذات الألوان الأربعة بمعدل موحَّد، تتحول إلى طاقة سحرية بلا خصائص عنصرية. ثم بإضافة اللونين المتبقيين، يصل المرء إلى خاصية ذات ألوان قوس قزح— ما رأيك؟»
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
«أنا واثقة أنني طلبت منك دراسة الألوان الأربعة فقط. إذًا، توصلت بنفسك إلى فكرة الألوان الستة من خلال الدراسة الذاتية؟ يا لك من طالب يتمتع بسرعة تعلم مرعبة ورغبة لا تشبع في التقدم… أو لعلها هوس؟ حسنًا، لقد أدهشتني بالفعل.»
دوى هدير مزلزل تفجرت معه ألسنة من اللهب الهائج، مصطبغة بالأحمر القاني.
مدحت إيكيدنا روزوال، مما جعل عيني ريوزو تتسعان ذهولًا. فقد كانت إيكيدنا ساحرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ما يتجاوز توقعاتها كان بعيدًا تمامًا عن إدراك ريوزو.
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
لذا، لم تستطع منع نفسها من الابتسام أمام ملامح الفخر التي ارتسمت على وجه روزوال بعد إنجازه. حتى ريوزو، بحدسها البسيط، أدركت كم يكن روزوال مشاعر خاصة لإيكيدنا. أما إيكيدنا، فقد بدت متفاجئة بمقدار الحب والاحترام الذي يغدقه عليها تلميذها الذي أعلن نفسه بنفسه.
قفز قلب ريوزو مرة أخرى. لم تكن تتخيل أن تحصل على فرصة للتحدث، ودائمًا ما تركت الفرص تفلت من يديها، متذرعة بأسباب واهية لتبتعد. لذا، تفاجأت عندما أولتها إيكيدنا اهتمامًا مرة أخرى.
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آه… السيدة بياتريس…»
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
حتى بياتريس لم تستطع الحفاظ على هدوئها أمام سقوط روزوال وحضور هذا الشيطان الغامض. بدا الغضب في قسماتها، وكأنها تعنف ريوزو بنظراتها.
«هل لدى أمي وروزوال ما يناقشانه معًا؟ لم يعد لديهما وقت لاهتمام بأمثالكِ، كما أتساءل؟ ثم، ألا تزعجك تلك السلة؟ ينبغي أن تعودي إلى عملك بسرعة، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حتى بياتريس ربما لم تكن تفهم لماذا أرادت إيقافها.
مدحت إيكيدنا روزوال، مما جعل عيني ريوزو تتسعان ذهولًا. فقد كانت إيكيدنا ساحرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ما يتجاوز توقعاتها كان بعيدًا تمامًا عن إدراك ريوزو.
«نـ-نعم، سأنصرف على الفور. أستأذنكِ الآن.»
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
انحنت ريوزو بخضوع أمام بياتريس المتجهمة، ثم أسرعت بمغادرة المكان على عجل.
«وقت الحاجز… وذاك الرجل يُشكِّل عقبة؟ إذًا علينا أن…»
مرَّت ريوزو بالكثير من الأمور قبل أن تصل إلى هذه الأرض، ما بين الخير والشر. لكن الشرَّ كان أثقل وزنًا من الخير. ورغم ذلك، استطاعت الاستمرار بصمود حتى وصلت إلى هذا اليوم.
رغم أن روزوال أخبرها أن بياتريس لا تكرهها حقًا، إلا أن ريوزو وجدت صعوبة في تصديق ذلك. غير أن فكرة خطرت على بالها فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
«أمم… سيدة بياتريس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ومع ذلك، يا سيدتي بياتريس، لقد قمتِ بما أمْلَتْهُ عليكِ السيدة إيكيدنا بكل إخلاص.»
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
في عمر السادسة عشرة فقط، أتقن الشاب الألوان الستة للسحر، وبلغ مستوى يُعد قمة ما يمكن للبشر تحقيقه من فنون السحر. ورغم حصوله على ساحرة كمعلمة، لم يتوقف أبدًا عن السعي إلى المزيد من التقدم. كان عبقريًا حقيقيًّا— لم يكن هناك كلمة أكثر دقة في هذا العالم تصفه من كلمة ”عبقري“ لوصف روزوال إل ميزرس.
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
حتى لو لم ترَ المستقبل الذي خططت له، فإن ريوزو ما زالت تُقدِّر سعادته، ودفء أيامه.
«—!»
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يخطر ببالها قط أن السيدة الساحرة العظيمة إيكيدنا ستتذكر اسمها شخصيًا.
«سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
«…هاه؟»
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيد ناتسكي، يثير اهتمامي بين حين وآخر أنك تتحدث بجرأة عن الساحرات، أليس كذلك…؟»
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فلم تكن هناك فرصة أخرى للتحدث معها، أو للتعبير عن امتنانها…
«هاه؟»
«هل أكررها، يا ترى؟ تحركي الآن، هل ستقفين هناك طوال اليوم، أتساءل؟»
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
«هل لدى أمي وروزوال ما يناقشانه معًا؟ لم يعد لديهما وقت لاهتمام بأمثالكِ، كما أتساءل؟ ثم، ألا تزعجك تلك السلة؟ ينبغي أن تعودي إلى عملك بسرعة، أليس كذلك؟»
تجاوزت بياتريس ريوزو التي تجمدت في مكانها من المفاجأة، واندفعت للأمام. وفي اللحظة التي عبرتها فيها، لمحت ريوزو على وجهها تعبيرًا غامضًا يمزج بين نفاد الصبر ومشاعر أخرى يصعب تحديدها.
«—آه.»
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
شعرت ريوزو بوجنتيها تحترقان، وبدفء يغمر صدرها، وكأن شيئًا ما قد ارتفع إلى عينيها.
اللقاءات الكريمة التي عاشتها، والأيام التي قضتها بعزم على تكوين صداقات جديدة— كانت كلها قرارات اتخذتها بنفسها.
بشيء من الجهد لكبح تلك المشاعر، انطلقت ريوزو بخطوات صغيرة إلى جانب بياتريس، متطلعة نحو وجهها.
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
«أمم…! إن لم يكن هناك مانع، هل أستطيع ترك الغسيل معكِ للحظة قصيرة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
«لا تظني نفسك مهمة للغاية— لكن أظن أنه يمكنني ذلك لبعض الوقت، كما أقول.»
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع هذه الكلمات، مدت بياتريس يديها نحو الغسيل بتعبير يبدو غير راغب على وجهها.
لم تتذكر ريوزو مَن الذي قال ذلك. لكنها ظلت تحفظ تلك الكلمات في قلبها منذ ذلك اليوم.
《٤》
مرَّت ريوزو بالكثير من الأمور قبل أن تصل إلى هذه الأرض، ما بين الخير والشر. لكن الشرَّ كان أثقل وزنًا من الخير. ورغم ذلك، استطاعت الاستمرار بصمود حتى وصلت إلى هذا اليوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
كان هناك آخرون من ذوي الخلفيات المشابهة، وقد كانوا لطفاء، حرصوا على حمايتها كونها فتاة صغيرة وضعيفة.
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
ذات مرة، وبينما كانوا يتحدثون عن أوطانهم، قالت ريوزو إنها لا تحمل أي ذكريات جيدة عن موطنها. عندها، ردَّ أحدهم قائلًا: «وأنا كذلك.»، ثم ضحك. وبعدها أضاف: «لنجعل من هذا المكان وطنًا للجميع.»
—الأربعمائة سنة التي قضتها بياتريس كانت فراغًا، ويدها الممدودة لا تزال تبحث عمّا فقدته.
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
لم تتذكر ريوزو مَن الذي قال ذلك. لكنها ظلت تحفظ تلك الكلمات في قلبها منذ ذلك اليوم.
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
«كثير من ذكريات ريوزو ماير تدور حول السيدة بياتريس. وكما أخبرتك، يبدو أنهما كانتا تستمتعان بصحبة بعضهما البعض.»
في الآونة الأخيرة، بدأت إيكيدنا تزور المستوطنة بازدياد. أحب الجميع الساحرة، فقد كانت المنقذة لهم جميعًا، بما في ذلك ريوزو. منحهم وجودها وطنًا يحتضنهم، وهو امتنان لم يستطع أحدهم التعبير عنه بما يكفي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من خلال ردك، يا سيدتي بياتريس، أكَّدتِ لي أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.»
حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
دوى هدير مزلزل تفجرت معه ألسنة من اللهب الهائج، مصطبغة بالأحمر القاني.
—الاستمرار في الابتسام بتلك الطريقة.
وفي كل مرة تأتي فيها إيكيدنا إلى المستوطنة، كانت بياتريس ترافقها بلا استثناء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
«هذا… أتفق معكما في ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حتى لو كانت طفلة، فقد كان على ريوزو، كأحد أعضاء المستوطنة، القيام بالكثير من الأعمال. أحيانًا، ساعدتها بياتريس في الغسيل أو الخياطة على مضض، متذمرة من أنها ليست ماهرة في هذه الأمور. لكن، رغم شكاويها، أنجزت العمل باجتهاد يفوق اجتهاد ريوزو نفسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما رأى هيكتور هذا المشهد، رفع حاجبيه بدهشة.
بالنسبة لريوزو، التي ليس لها أي علاقة بالسحر ولا تستطيع حتى القراءة، بدت تلك المحاولات وكأنها معاناة تتجاوز فهمها.
«أمممم…»
في تلك اللحظات، كان روزوال دائمًا يظهر، قاطعًا تدريبات بياتريس، مما يثير غضبها. ومع ذلك، لم يُظهر روزوال سلوكه النبيل المعتاد إلا في حضرة إيكيدنا وبياتريس.
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
كان يكبر ريوزو بنحو أربع سنوات، إذ لم يتجاوز عمرها حينها الثانية عشرة، وكان أطول منها برأس كامل. ومع ذلك، كان يبدو أنه لم يبلغ ذروة نموه بعد، فيما بدأت نبرة صوته تأخذ طابعًا رجوليًا، وهي تتأرجح بين الطفولة والرُشد. حمل الفتى سحرًا مميزًا في تلك الفترة العابرة بين الطفولة والبلوغ، وكان يشعُّ بأناقة طبيعية نادرة.
إيكيدنا، روزوال، ريوزو، وحتى بياتريس— كان الجميع يضحكون قليلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ومع ذلك، يا سيدتي بياتريس، لقد قمتِ بما أمْلَتْهُ عليكِ السيدة إيكيدنا بكل إخلاص.»
بالنسبة لريوزو ماير، كانت تلك الأيام في وطنها الجديد أيامًا سعيدة، سعيدة، سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
ومع ذلك، ها هو روزوال ممدد على الأرض، يلهث، نافثًا زبدًا ممزوجًا بالدم.
《٥》
خفضت شيما، الراوية الوحيدة لهذه الحكاية، عينيها وأجابت بصوت مرهق. ثم أخذت تمعن النظر في وجوه الحاضرين ببطء.
«تلك شظايا من ذكريات جمعتها معًا… كنت أنوي ترتيبها زمنيًا على طريقتي الخاصة، لكني وجدت أن سرد قصة من ذكريات شخص آخر— حتى لو كانت تخص أقرب شخص لي على الإطلاق— لا يزال أمرًا بالغ الصعوبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
وربما اعتادت استحضار الذكريات، إذ انساب حديثها بهدوء وسلاسة. وبوصولها إلى تلك الوقفة في روايتها، بدا أن شخوص الماضي المحيطين بريوزو ماير قد اكتملوا للحظة. لكن—
«بخصوص النواة الناقصة… أيمكنني أن أكون ذات نفع؟»
«—ربما ينبغي أن أقول إن السيدة بياتريس لم تتغير على الإطلاق؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
«رأيي لا يختلف عن رأيك… لكن هناك أمرًا… قبل ذلك… وقبل ذلك بكثير.»
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
كان ظهور بياتريس في ذكريات ريوزو ماير مفاجئًا لسوبارو، لكن ليس من الصعب عليه تقبُّل الأمر.
لم تصمد حتى لجزء من الثانية.
من البداية، كان يعرف أن بياتريس هي الروح المتعاقدة مع إيكيدنا قبل أربعة قرون. فقد عملت إيكيدنا مع سلف روزوال على إنشاء الملجأ وأوكلت إلى بياتريس مهمة حراسة أرشيف الكتب المحرَّمة في قصر روزوال، منتظرة ذلك الشخص الذي وعدت بلقائه بعد وفاتها.
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، هي بياتريس ذاتها. لذا، فعلًا لها علاقة بالملجأ… وفوق ذلك، هي التي نقلتني إلى الملجأ حينها…»
«بخصوص النواة الناقصة… أيمكنني أن أكون ذات نفع؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
لكن لباسه كان الشيء الوحيد الذي يلفت النظر في مظهره، إذ كان أشبه بزي مهرج، رغم أنه لم يحمل في وقفته أي أثر للبهجة.
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
حاول أوتو إعادة الحوار إلى مساره الصحيح، لكنه انتهى بضم كتفيه وهو يرتجف لا إراديًا.
«حتى لو استخدمت المعبر، بقي أمر يحيرني: كيف استطاعت نقلي إلى الملجأ بهذه السهولة؟ إذا كان المعبر لا يستطيع إرسال الأشخاص إلا إلى أماكن مألوفة لديهم، فلا بد أن الملجأ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《١》
كان الملجأ، بالنسبة لبياتريس، مكانًا مليئًا بالذكريات. وربما كان بمثابة وطنها الحقيقي.
ولذلك، في تلك اللحظة الحرجة، تمكَّنت بياتريس من تأمين هروب سوبارو إلى الملجأ.
«—لا أدري دونو بشأن تلك الصغيرة، لكنني مهتم أكثر بالساحرة. كنت أعلم أن هذا المكان هو ساحة محاكمة ساحرة الجشع، لكنني لم أحصل على فرصة لمعرفة المزيد عنها.»
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
«أرر، أكره أن أكون صريحًا إلى هذا الحد، لكن أليس سؤالك غريبًا يا سيد ناتسكي؟»
كان أوتو متشككًا من رد فعل سوبارو، لكن كلمات غارفيل منذ لحظة كانت شيئًا لا يمكن لسوبارو تجاهله.
كان القبر مثوى إيكيدنا، وكان غارفيل يمتلك المؤهلات لخوض المحاكمة باعتباره رسول الجشع. اعتقد سوبارو أن هذه المؤهلات لا تُمنح لأحد إلا بعد لقاء إيكيدنا شخصيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم تكن تلك الصورة التي يحملها سوبارو عن إيكيدنا متوافقة تمامًا مع ما يعرفونه عنها، لكن هذا كل ما كان بوسعه قوله. مرَّت أربعة قرون على وفاتها، وقد يجلب مثل هذا الزمن الطويل تغيرات هائلة حتى لعقل ساحرة تمتلك قوة عظيمة كهذه.
«لكن من طريقتك في الكلام الآن، يبدو أن إيكيدنا لم تظهر خلال محاكمتك، صحيح؟ إذًا كيف عرفت أنك اجتزت المحاكمة؟»
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
تحاشى غارفيل الحديث عن تفاصيل تجربته في المحاكمة وهو يرد على سؤال سوبارو بشأن الساحرة. وعندما هز سوبارو رأسه بتفهم، طرحت رام سؤالًا فجأة.
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
«في هذه اللحظة، أفهم أن هذا ما هو عليه هذا المكان، وما أنا هنا من أجله.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
«…حدث ذلك في اليوم الأول، حين دخلتُ المقبرة لاستعادة إميليا. سألتها عن ريوزو… وبعض الأمور الأخرى.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما الذي يجري؟»
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
دون أن يفصح عن تفاصيل محاكمته، شرح سوبارو لقاءه العابر مع الساحرة. كان يشك في سبب صمت رام، لكنها زفرت بهدوء على الفور.
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
«فهمت. نفِّذي تعليمات المعلمة. سأ…»
«انتظري، هل هناك مشكلة في كوني رجلًا بارعًا؟»
«ذلك…»
دون أن يفصح عن تفاصيل محاكمته، شرح سوبارو لقاءه العابر مع الساحرة. كان يشك في سبب صمت رام، لكنها زفرت بهدوء على الفور.
«هاه! باروسو، رجل بارع؟ لا تقل ذلك حتى في أحلامك. إنه أمر مثير للقلق.»
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
«هل كان عليك الذهاب إلى هذا الحد؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
أطلق سوبارو صرخة احتجاج مع ارتفاع صوته، فيما رام تنفجر ضاحكة. لكن رغم ذلك، لم يستطع التخلص من الشكوك التي تراوده حيال تصرفاتها. شعر وكأن عظمة صغيرة عالقة في حلقه.
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
«لنعد إلى صلب الموضوع. يبدو أنني فهمت الأمر على هذا النحو: كانت هناك بالفعل ساحرة في هذا الملجأ. ترتعد فرائصي من مجرد تخيُّل وجود حقبة كان فيها حضور الساحرة أمرًا اعتياديًا.»
حاول أوتو إعادة الحوار إلى مساره الصحيح، لكنه انتهى بضم كتفيه وهو يرتجف لا إراديًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن شيئًا يمكنه أن يوكل به آخرين، وبالتأكيد يس شيئًا يستطيع أن يسقطه عند قدميه. حملها بكلتا يديه، وإن لم يكفي ذلك، فسوف يلتمس ويستعير أيدي الآخرين.
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
«أن أسمع ذلك من شخص يحمل نفس ملامحي يجعلني أشعر كأنني أصبت بالخرف…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
«هذا أشبه بمزحة سيئة عن الاستنساخ… إذًا، يمكننا القول إن إيكيدنا كانت تأتي إلى هنا بين حين وآخر؟ وبياتريس كانت ترافقها؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قاطع سوبارو الحوار الهادئ بين شيما وريوزو بطرح سؤاله. أومأت شيما بعمق ردًا عليه.
«كثير من ذكريات ريوزو ماير تدور حول السيدة بياتريس. وكما أخبرتك، يبدو أنهما كانتا تستمتعان بصحبة بعضهما البعض.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—إلى متى ستبقين مستلقية هكذا على نحوٍ مزرٍ؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن شيئًا يمكنه أن يوكل به آخرين، وبالتأكيد يس شيئًا يستطيع أن يسقطه عند قدميه. حملها بكلتا يديه، وإن لم يكفي ذلك، فسوف يلتمس ويستعير أيدي الآخرين.
احتوت ذكريات شيما، التي رافقها شيء من اللين في تعابيرها، نسخة من بياتريس يعرفها سوبارو. تلك الفتاة التي لم تستطع التعامل بصدق مع الآخرين، بقيت على حالها منذ أربعة قرون. ولذا، تعمدت عدم إظهار مشاعرها الحقيقية للناس، محتفظة بمختلف الأحاسيس داخل جسدها الصغير.
«—هذه المرة، سأحطم زمنها المتوقف.»
شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
«من المستحيل فهم مَن تقصد، فلنُطلق عليهما من الآن فصاعدًا الجدة شي والجدة ريو. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا تبادل الأدوار بهذا الشكل. هذا الحديث لا يمكننا سماعه إلا من شفتي شيما.»
«بصراحة، فوجئت بأن إيكيدنا كانت تتجول برفقة بياتريس. من خلال ما أعرفه، لم أكن أعتقد أنها تكنُّ لها أي مشاعر حب كعائلة.»
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
«أتساءل عن نوع المحادثات التي أجريتها مع سيدتنا الساحرة حتى تتوصل إلى هذا الاستنتاج…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
«وأنا أيضًا أوافق على هذا الرأي. في الذكريات التي شاهدتها، لم أجد سيدتنا الساحرة تفتقر إلى الإنسانية، لا تجاه ابنتها ولا تلميذها ولا حتى تجاه ريوزو ماير.»
«…هاه؟»
«هذا… أتفق معكما في ذلك.»
ربما لم تكن تلك الصورة التي يحملها سوبارو عن إيكيدنا متوافقة تمامًا مع ما يعرفونه عنها، لكن هذا كل ما كان بوسعه قوله. مرَّت أربعة قرون على وفاتها، وقد يجلب مثل هذا الزمن الطويل تغيرات هائلة حتى لعقل ساحرة تمتلك قوة عظيمة كهذه.
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
—الاستمرار في الابتسام بتلك الطريقة.
«ذلك…»
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
كلمات سوبارو جعلت الحاضرين يومئون برؤوسهم، وكل منهم يحمل مشاعر مختلفة في صدره.
«حياة الملجأ، التي بدت هادئة على السطح، استمرت هكذا… فماذا حدث بعد ذلك؟»
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
«ماذا حدث، تسأل…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرر، أكره أن أكون صريحًا إلى هذا الحد، لكن أليس سؤالك غريبًا يا سيد ناتسكي؟»
خفضت شيما، الراوية الوحيدة لهذه الحكاية، عينيها وأجابت بصوت مرهق. ثم أخذت تمعن النظر في وجوه الحاضرين ببطء.
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لن يُهزم بالقتال وحده. كانت هذه هي النتيجة التي أدت إلى إنشاء الملجأ في الأساس. أعتقد أن سبب تفاني السيد روزوال هو إدراكه أن إنقاذ السيدة إيكيدنا لن يكون ممكنًا إلا بهذا الحل.»
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنهَّد غارفيل، الذي لم يكن يرتدي سوى نصف ملابسه، وهو ينظر إلى سوبارو المنهار وكأن العالم قد انهار فوق رأسه.
«الحقيقة الكامنة وراء وجود هذا المكان…؟»
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
لم يكن الجو الذي أشاعته شيما وديًّا، إذ شعر سوبارو بتلك البرودة تتجسد في العرق الذي سال على جبينه. راقب قطرة العرق وهي تتشكل وتسقط من ذقنه، فيما أغمضت شيما عينيها، لتغوص تحت أغطية ذكرياتها مجددًا—
«إ-إذًا…!»
«في ذلك اليوم، كانت السيدة الساحرة، والسيدة بياتريس، وسلف الشاب روز، جميعهم في الملجأ. كان المستوطَن كما هو دائمًا… وكنت أظن أن تلك الأيام ستستمر، هادئة وثابتة إلى الأبد.»
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
بالنسبة لريوزو ماير، كانت تلك الأيام في وطنها الجديد أيامًا سعيدة، سعيدة، سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
《٦》
بدت شيما متأثرة بتبادل الحماسة بين غارفيل وسوبارو.
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
«صدقًا، كيف يمكن أن يكون روزوال مزعجًا إلى هذا الحد؟ إنه حقًا شخص يصعب مسامحته.»
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
«هل أزعجكِ وجهي، أتساءل؟ إن كان لديكِ ما تقولينه، فقوليها صراحة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
«… أليس ما حدث لأن السيدة بياتريس بادرت بممازحتي أولًا، ومنحت السيد روزوال ذريعة للانتقام؟»
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
بلا شك، لن يكون هناك أي ألم أو معاناة.
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنها كانت قد استسلمت لمصيرها، لم تكن تعرف كيف ستكون نهايتها. شعرت بأنها ضعيفة بعض الشيء لأنها وجدت الأمر مخيفًا ولو قليلًا.
حاولت بياتريس، على نحو غير مقنع، تبرير فعلتها بعد أن أشارت ريوزو إلى السبب الحقيقي للنزاع بينهما. وبما أنها صادقة حتى النخاع، كانت سيئة جدًا في تقديم الأعذار. ورغم أن ريوزو وجدت هذه السجية لطيفة، فإن المزحة التي لعبتها عليها بياتريس لم تكن مما يمكن تجاوزه بابتسامة بسيطة.
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
فقد استخدمت السحر المظلم لتلتف بالفضاء، محبِسةً إياها في ممر متاهة لا نهاية له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«فتحُ باب بعد الآخر، لأجد نفسي في كل مرة في نفس الغرفة، كان تجربة مرعبة بالنسبة لي.»
بدأت الذكريات الغريبة بنظرة حادة من فتاة غاضبة.
«… أكان ذلك لمجرد لمسة بسيطة من السحر المظلم، أتساءل؟ لا داعي لتضخيم الأمر.»
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
«نغغغ…!»
جاء إقرار ريوزو برد مطمئن من إيكيدنا، التي أومأت برضا. ومن خلفها، تمتمت بياتريس بصوت خافت فيه شيء من الحزن.
صدمت بياتريس عند سماع الصوت القادم من خلفها، وعلقت الكلمات في حلقها. وعندما استدارت لترى، وجدت روزوال واقفًا خلف جذع الشجرة الذي كانت تجلس عليه بجوار ريوزو، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه.
هذه المرة، خمد روزوال تمامًا ولم يعد يقوى على الحركة. ألقى هيكتور عليه نظرة خاطفة قبل أن يستدير بكسل. ثم حدق باتجاه الكوخ حيث كانت ريوزو، و -دون سابق إنذار- انهرس الكوخ تحت ضغط هائل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أخذت بياتريس تزم شفتيها بامتعاض، ما دفع روزوال إلى الإيماء برضى، وكأن تعبيرها ذاك قد راق له تمامًا.
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
«يا لها من نظرة رائعة، بياتريس. بعد ردة فعل المعلمة، أجد هذه النظرة المفضلة لديَّ.»
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
«يا له من أسلوب متعجرف في الحديث!! أنت مجرد شخص محظوظ وُلد في عائلة ثرية، ويمتلك قدرًا بسيطًا من الموهبة، وقد أُتيح له التعلم على يد أعظم معلمة في العالم! لا تتمادى في غرورك!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
اندفعت بياتريس غاضبة، لكنها لم تكن تمتلك ما يكفي من المهارة لتتفوق على شخص خبير في استفزاز الآخرين مثل روزوال. وكما في مبارزاتهما السحرية، كان روزوال دائمًا يبدو متقدمًا عليها بخطوة، الأمر الذي جعل هذه المناوشات اليومية بينهما أمرًا مألوفًا بالنسبة لريوزو، رغم أنها تجاوزت فهمها أحيانًا.
«إ-إذًا…!»
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«ريوزو، أخبريني إن سببت لكِ بياتريس أي إزعاج مرة أخرى. سأتولى توبيخها فورًا، بل وأعاقبها بضربة على مؤخرتها.»
حتى بياتريس لم تستطع الحفاظ على هدوئها أمام سقوط روزوال وحضور هذا الشيطان الغامض. بدا الغضب في قسماتها، وكأنها تعنف ريوزو بنظراتها.
«هاه! هل تعتقد حقًا أن هذه الفتاة ستلجأ إليك بأي شكل من الأشكال، أتساءل؟ أخبريه بنفسكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أكان ذلك لمجرد لمسة بسيطة من السحر المظلم، أتساءل؟ لا داعي لتضخيم الأمر.»
«شكرًا جزيلًا، سيد روزوال. سأخبرك بالتأكيد إن حدث شيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
«ماذا، حقًا؟!»
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
رأت ريوزو كيف تدلت كتفا بياتريس، وارتسمت على وجهها ملامح الخذلان، ما جعل تعبيرها يلين بعض الشيء. عندها أومأ روزوال، مبتسمًا وكأنه يدرك تمامًا أن ريوزو لن تبلغ عن شيء كهذا. ثم مال برأسه متأملًا للحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عبَّر غارفيل، بلا نية سيئة، عن رغبته في خوض حملته الرومانسية الخاصة تجاه رام. بالطبع، كانت محاولاته مرجحة أن تصطدم بالجدران الحديدية التي أقامتها رام حول قلبها.
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
«…هـه؟»
«لا، هذا لطف مبالغ فيه. علاوة على ذلك، لا أعتقد أنه يمكنني اعتبار الأمر قراءة بعد.»
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—الوضع قد تغيَّر إلى حدٍّ ما. تعالي معي فورًا إلى حيث المعلمة.»
هزَّت ريوزو رأسها برفق تجاه اعتذار روزوال، ثم مررت أصابعها فوق صفحات الكتاب الذي استقر على حضنها. كان هذا أحد الكتب التي قدمتها إيكيدنا لسكان المستوطنة الذين لا يعرفون القراءة ويرغبون في تعلمها. ورغم أنها لم تتقن النص بعد، فإنها كانت في منتصف طريقها نحو فهمه، خطوة بخطوة.
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
«همم… ألا يمكن للقراءة إلا أن تكون مفيدة، أتساءل؟ فالقراءة تمنح الحياة غنى أكبر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ومع ذلك، يا سيدتي بياتريس، لقد قمتِ بما أمْلَتْهُ عليكِ السيدة إيكيدنا بكل إخلاص.»
كانت ريوزو تحمل سلة مليئة بالغسيل حين ناداها أحدهم، مما دفعها إلى التوقف في منتصف الطريق. وعندما استدارت ببطء نحو مصدر الصوت، لم تستطع منع نفسها من فتح عينيها على اتساعهما دهشة.
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
للحظة، اتسعت عينا بياتريس استجابة لاقتراح روزوال، وكأنها شعرت بأنه يسخر منها. لكنها لم تكن أكثر اندهاشًا من ريوزو.
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
«—هل يعد ذلك مشكلة حقيقية، أتساءل؟ هذا الأمر لا يتعدى كونه لعب أطفال.»
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
«هذا النوع من الأشياء يثقل الروح. يجعل صدرك يفسد، ويغرقك في مزاج كئيب.»
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
«لا، إن قبلتِ بتعليمي، سأكون سعيدة جدًا.»
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في الحقيقة، كان إعجاب ريوزو ببياتريس هو ما دفعها لرغبة تعلم القراءة في المقام الأول. فقد أُغرمت بمظهرها وهي تتنقل دائمًا حاملة ذلك الكتاب الكبير بين يديها، ما جعل القراءة شيئًا تولد لديها اهتمام به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لـ-لكن… السيد روزوال والسيدة إيكيدنا طلبا مني البقاء هنا.»
«في البداية، تقبلت ذلك تمامًا كما هو. ونتيجة لذلك، فقدت أفكاري وتصرفاتي كفاءتها الطبيعية، وتم استبعادي من مهمة الريوزو الإدارية.»
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
أدارت بياتريس وجهها على الفور، وقد تورد خَدّاها بسعادة وهي تتجاوب مع طلب ريوزو. وراحت تعبث بشعرها المجعد بعناية مبالغ فيها، وكأنها تهم بمواصلة الحديث—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيدة بياتريس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
«…هل تناديني أمي، أتساءل؟»
لهاثات متقطعة انبعثت من صدرها، وقد شوهت الدموع واللعاب ملامح وجهها. رفعت ريوزو رأسها بصعوبة وهي تلهث.
فجأة، تبدلت ملامح بياتريس جذريًا، فقفزت من فوق الجذع بخفة. وألقت نظرة جانبية سريعة نحو ريوزو التي بدت عليها الحيرة، ثم أشارت بيدها نحو منزل قريب.
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
«روزوال، أمي تستدعيك أيضًا. هل هذا أمر طارئ، أتساءل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
«فهمت. نفِّذي تعليمات المعلمة. سأ…»
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
انحنت شيما برأسها بعمق، منهية بذلك سردًا موجزًا، لكنه كان يبدو طويلًا للغاية، عن أحداث الماضي.
وبتلك الكلمات المقتضبة، انزلقت بياتريس برشاقة عبر الباب المفتوح. ولكن ما إن عبرت عتبة الباب حتى اختفت عن الأنظار؛ إذ لا شك أنها انتقلت فورًا إلى مكان بعيد عبر البوابة.
بدأت الذكريات الغريبة بنظرة حادة من فتاة غاضبة.
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
«—الوضع قد تغيَّر إلى حدٍّ ما. تعالي معي فورًا إلى حيث المعلمة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
كان في تعابير روزوال ما يمنع أي تردد أو نقاش. دون أن تنبس ببنت شفة، وجدت ريوزو نفسها تستجيب طوعًا.
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
عندما تهادت كلمات شيما بشفتيها متهكمةً بتعليق متكاسل، ضرب غارفيل صدره بقوة. مبتسمًا بابتسامته ذات الأنياب الحادة، أومأ غارفيل لسوبارو بوجه خالٍ من الشكوك.
—خُيِّل إليها أنها تشعر برياح مزعجة تهبُّ في الأفق، رغم صفاء السماء الخالي من الغيوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
《٧》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
«…»
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«علينا الفرار من هنا حالًا. لم نستعد بعد؛ وإن ظهر في هذا المكان الآن، فسينهار المشروع. ولن يكون بالإمكان إعادة بنائه أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«همف! تصمتين مجددًا. هل أنتِ فتاة مملة وجبانة يا ترى؟»
«…»
«هل ستستخدمين هذه البلورة كوسيط لتجعلين من طاقة أودو الخاصة بكِ نواةً للحاجز؟ إذا فعلتِ ذلك، يمكنكِ تجاوز حاجة انتظار تنشيط المانا في التربة، وستصبح الغابة ملجأا على الفور…»
«معلمتي! الوقت الذي نقضيه هنا ثمين للغاية! لقد… لقد وصل إلى هذا الحد بالفعل!»
أظهرت بياتريس تعاطفها مع ريوزو التي كانت تبكي، ثم حوَّلت نظرها نحو الخارج، حيث تُركت إيكيدنا وروزوال. أومأت عدة مرات باتجاه ريوزو، مؤكدة على ضرورة المضي قدمًا.
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
الشاب الذي اعتاد التحلِّي بأقصى درجات الهدوء والانضباط، بدا هذه المرة متوترًا، متشنجًا، ومرتبكًا. كانت إيكيدنا الساحرة قد أغمضت عينيها، متجاهلة توسلاته.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
رؤية معلمته صامتة أمام استغاثاته زادت من توتر روزوال، الذي بدأ يتوسل بصوت مرتفع للفرار فورًا.
فقد استخدمت السحر المظلم لتلتف بالفضاء، محبِسةً إياها في ممر متاهة لا نهاية له.
«إييك…»
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
«ليست المشكلة في غياب الوسائل. إلى حدٍّ ما، بات الملجأ يلبي توقعاتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
«إيه…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ماذا حدث، تسأل…؟»
فتحت إيكيدنا عينيها وحدَّقت في الطاولة الخشنة. وبدا على روزوال الذهول من كلماتها، ما جعل إيكيدنا تتنهد حيال رد فعله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي يجري؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إ-إذًا…!»
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
«آمل أن تتمكني في يوم من الأيام من فهم مشاعر تلك الفتاة الحقيقية.»
كاد الأمل أن يتجدد في قلب روزوال، لكن نبرة الخيبة في كلمات إيكيدنا جعلته يلتقط أنفاسه بمرارة.
«إييك…»
«دون تلك النواة المحورية، لا يمكن تفعيل الحاجز. ومن دون الحاجز، لا سبيل إلى صدِّه. وإن لم نستطع تأمين شبكة حماية متكاملة، فسيدمرنا بلا شك.»
انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
تحدثت شيما كممثلة للنسخ، وكان سوبارو يتفق جزئيًا مع رأيها.
ساد الصمت داخل الكوخ، وكأن الزمن قد تباطأ فجأة، وأصبح الهواء ثقيلًا، يكاد يُلمس على الجلد.
في تلك اللحظة، وبينما كان الحزن يخيم على المكان، رفعت فتاة خجولة يدها -ريوزو- في محاولة لتحدي ذلك الجو الكئيب.
لم تكن ريوزو تفهم هذا الحديث المعقد، لكن بدا لها أن العائق الذي يواجه إيكيدنا وروزوال كان صلبًا إلى درجة أن تعاونهما معًا لم يفلح في تجاوزه.
«لا عليكِ. أنا مَن ينبغي أن يعتذر على مقاطعتكِ أثناء عملك. لقد تصرفت دون مراعاة.»
«بخصوص النواة الناقصة… أيمكنني أن أكون ذات نفع؟»
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ريوزو…؟!»
«نعم. أفهم ذلك.»
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
اتسعت عينا روزوال من الصدمة، بينما هزت ريوزو رأسها ببطء ونظرت نحو إيكيدنا.
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
لم يكن الجو الذي أشاعته شيما وديًّا، إذ شعر سوبارو بتلك البرودة تتجسد في العرق الذي سال على جبينه. راقب قطرة العرق وهي تتشكل وتسقط من ذقنه، فيما أغمضت شيما عينيها، لتغوص تحت أغطية ذكرياتها مجددًا—
«نعم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
برباطة جأش هادئة، أومأت ريوزو ردًّا على سؤال إيكيدنا بلا خوف. أثار موقفها الجريء دهشة الساحرة، التي اتسعت عيناها بذهول. استحضرت ريوزو في ذهنها لحظة اندهاش إيكيدنا من روزوال، وشعرت ببعض الفخر لأنها استطاعت إحداث ذات التأثير.
«وفقًا لما قالته السيدة بياتريس، أخبرتِها بأنني أصلح تمامًا لتلبية هذه الشروط. كما علمت أن السيدة بياتريس قد أخذت عينات من المانا الخاص بي عدة مرات خلال الأشهر الماضية لهذا الغرض.»
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أنا وحدي، لأنني دخلت القبر وخضت المحاكمة، أستطيع التحدث عن هذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بالتأكيد، احتمالية أن تؤدي دور نواة الحاجز عالية. بوجودك كنواة، يُفترض نظريًّا أن يكتمل تأسيس الملجأ. غير أن ذلك يستلزم انتظار تكيف مانا جسدك مع هذه الأرض.»
«إذًا، لا يمكن فعل ذلك الآن؟»
«هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
لم تكن ريوزو تفهم هذا الحديث المعقد، لكن بدا لها أن العائق الذي يواجه إيكيدنا وروزوال كان صلبًا إلى درجة أن تعاونهما معًا لم يفلح في تجاوزه.
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
ورغم عدم إدراكها لتلك التفاصيل المعقدة، كانت هناك فكرة وحيدة استقرت في ذهنها: ‹لابد أن لديكما طريقة للتغلب على هذا الأمر، أليس كذلك؟›
«…حدث ذلك في اليوم الأول، حين دخلتُ المقبرة لاستعادة إميليا. سألتها عن ريوزو… وبعض الأمور الأخرى.»
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
عندما شعرت بأنفاسهما تتوقف، استجمعت شجاعتها لتواصل:
قبل أن تتمكن ريوزو من الاعتذار، ارتسمت على وجه روزوال ملامح إدراك مفاجئ.
«… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
«سواء صحَّحت نفسك أم لا، يعرف الجميع أنك متعلق بها على نحو مبالغ فيه… معظم ما سألت عنه كان عن حالك قبل ما تدخل القبر. كنت أفكر فيك كثيرًا أمس.»
ومع ذلك، ها هو روزوال ممدد على الأرض، يلهث، نافثًا زبدًا ممزوجًا بالدم.
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
«أنا حقًا أكره هذا. يجعلني أشعر بالكآبة. القيام بأمور بشعة كهذه هو الأسوأ. إنه بائس. مثير للشفقة. قاتم. موحش. الأسوأ على الإطلاق. أسوأ ما يمكن— كئيب جدًا.»
حدَّقت إيكيدنا في ريوزو بعينيها السوداوين الباردتين، بينما قبضت الفتاة يديها بإحكام حتى شحبت أصابعها. وعلى مقربة منها، ارتسمت على ملامح روزوال بجوار الساحرة علامات العذاب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مـ-معلمتي…»
«ليس هذا وقت الاستلقاء في ذهول. كل ما تفعلينه هنا هو إبطاء الآخرين… غادري بسرعة بينما توفر أمي الوقت اللازم لكِ، أتساءل؟»
نادى روزوال إيكيدنا بصوتٍ أشبه باللهاث، ولم يكن نداءه يحمل ثقةً في حكم معلمته؛ بل كان يحمل معنى: «لا يمكن أن تكوني جادة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخفى روزوال حزنه العميق خلف نظراته، ثم التفت نحو ريوزو. لم يظهر على وجهه الشاب أي أثر للضعف، بل انعكس فيه احترام عميق لريوزو، التي كانت عزيمتها صلبة بقدر عزيمته.
«آه؟ رغم كل هذا الثقل في صدري، يبدو أن هناك شخصًا هناك؟»
لكن إيكيدنا لم تمنحه الرد الذي كان يرجوه. بقيت عيناها السوداوان موجهتين نحو ريوزو دون أن تحيد.
«لا بأس. لقد توصلت إلى نفس الاستنتاج، يا شاب سوبارو… أنا فقط أشعر بشيء من الإرهاق.»
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—ماذا؟»
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
لم يكن رد إيكيدنا يهدف إلى تهدئة مخاوف ريوزو؛ فالساحرة لم تعرف المجاملات أو تزيين الحقائق.
سعل كميات هائلة من الدم، مما أقنع أي ناظر بأن أعضائه الداخلية قد انقلبت ودُفعت عبر فمه. انكشفت بياض عينيه، وارتعشت أطرافه حتى خمد تمامًا في سكون قاتل.
إذا قالت إيكيدنا إنها قادرة على فعل شيء، فهذا يعني أنها ستحوله إلى واقع.
«أعتقد أنك تشعرين بخيبة أمل من معرفة أن المهمة التي كنتِ تؤمنين بها كانت كاذبة. لكن، السيدة ريوزو، هل كان الوقت الذي قضيته في الملجأ مجرد أداء لواجبك فحسب؟»
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
«… متى يمكننا البدء؟»
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
«—يمكننا البدء فورًا. هناك منشأة مهيأة لاستقبال النواة. ما تبقى هو تنقية البلورة السحرية التي ستصبح المحفز، والاستعداد لإجراء الطقوس المرتبطة بدماء سكان الكاتدرائية. المشكلة تكمن في كسب الوقت لمواجهة الخطر الداهم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حتى لو استخدمت المعبر، بقي أمر يحيرني: كيف استطاعت نقلي إلى الملجأ بهذه السهولة؟ إذا كان المعبر لا يستطيع إرسال الأشخاص إلا إلى أماكن مألوفة لديهم، فلا بد أن الملجأ…»
«هذا… هو واجبي. أليس كذلك، يا معلمتي؟ سأبذل كل ما بوسعي حتى أنفاسي الأخيرة… ريوزو.»
أخفى روزوال حزنه العميق خلف نظراته، ثم التفت نحو ريوزو. لم يظهر على وجهه الشاب أي أثر للضعف، بل انعكس فيه احترام عميق لريوزو، التي كانت عزيمتها صلبة بقدر عزيمته.
«همم… ألا يمكن للقراءة إلا أن تكون مفيدة، أتساءل؟ فالقراءة تمنح الحياة غنى أكبر.»
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—إلى متى ستبقين مستلقية هكذا على نحوٍ مزرٍ؟»
«أبدًا. بالنسبة لي، أنت أيضًا يا سيد روزوال منحتني نعمة غالية لا أستبدلها بشيء. أشعر بالامتنان لذلك، ولا أجد في نفسي أي سبب لألومك على شيء.»
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
وضعت ريوزو يدها على صدرها الضئيل وهزَّت رأسها ببطء، فيما أطلق روزوال زفرة طويلة بعد ردها. ثم وجه بصره نحو إيكيدنا.
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سأنطلق حالًا. معلمتي، اهتمي بإعداد الحاجز… وأرجو أن تستدعي بياتريس.»
«بدأ كل شيء هنا، قبل أن يُطلق على هذا المكان اسم الملجأ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يا لها من نظرة رائعة، بياتريس. بعد ردة فعل المعلمة، أجد هذه النظرة المفضلة لديَّ.»
«… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إن لم تستدعيها الآن، فستحمل ضغينة ضدك وضدي طيلة حياتها… ومع ذلك، قد يحدث هذا حتى لو استدعيتها.»
ذات مرة، وبينما كانوا يتحدثون عن أوطانهم، قالت ريوزو إنها لا تحمل أي ذكريات جيدة عن موطنها. عندها، ردَّ أحدهم قائلًا: «وأنا كذلك.»، ثم ضحك. وبعدها أضاف: «لنجعل من هذا المكان وطنًا للجميع.»
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما أومأت إيكيدنا برأسها، توجه روزوال نحو باب الكوخ. وفي منتصف الطريق، وضع يده على كتف ريوزو وضغط عليها بشدة للحظة وجيزة.
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
كانت أصابعه المرتجفة أوضح دليل على أن روزوال سيفتقد وجود ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تتذكر ريوزو مَن الذي قال ذلك. لكنها ظلت تحفظ تلك الكلمات في قلبها منذ ذلك اليوم.
«… السيدة بياتريس.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن، دون تفسير، رأت ريوزو الصدق في عيني بياتريس المستديرتين.
أغمضت ريوزو عينيها وهمست باسم تلك الفتاة الصغيرة. وبينما كانت تفكر في تلك الفتاة العنيدة التي لم تكن موجودة، اعتصر الألم قلبها بشدة.
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
《٨》
ومع ذلك، أدركت الآن أن هذا التظاهر بالتعالي ليس إلا صورة من صور لطف الفتاة الصعب فهمه، وتعبيرًا عن مودتها العميقة.
—انقلب المشهد مرة أخرى رأسًا على عقب.
«نعم؟»
«غاه… ها…!»
لقد ظل الحب الطيب الذي خلفته ريوزو ماير، بعد أن غمرها البلور السحري، ينهش قلب بياتريس كأنه لعنة، نابضًا بألم جرح لا يندمل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مع صرخة مليئة بالمعاناة، سعل الشاب كتلة من الدم وهو يطير موازيًا للأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرر، أكره أن أكون صريحًا إلى هذا الحد، لكن أليس سؤالك غريبًا يا سيد ناتسكي؟»
في حين تصاعد الغبار بعنف جراء تدحرجه، وقفت ريوزو مبهوتة، وقد نسيت حتى أن تتنفس.
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
كان مشهدًا طاغيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
سعل كميات هائلة من الدم، مما أقنع أي ناظر بأن أعضائه الداخلية قد انقلبت ودُفعت عبر فمه. انكشفت بياض عينيه، وارتعشت أطرافه حتى خمد تمامًا في سكون قاتل.
في عمر السادسة عشرة فقط، أتقن الشاب الألوان الستة للسحر، وبلغ مستوى يُعد قمة ما يمكن للبشر تحقيقه من فنون السحر. ورغم حصوله على ساحرة كمعلمة، لم يتوقف أبدًا عن السعي إلى المزيد من التقدم. كان عبقريًا حقيقيًّا— لم يكن هناك كلمة أكثر دقة في هذا العالم تصفه من كلمة ”عبقري“ لوصف روزوال إل ميزرس.
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
ومع ذلك، ها هو روزوال ممدد على الأرض، يلهث، نافثًا زبدًا ممزوجًا بالدم.
—الاستمرار في الابتسام بتلك الطريقة.
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
«لا تظني نفسك مهمة للغاية— لكن أظن أنه يمكنني ذلك لبعض الوقت، كما أقول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ببرود، انحنى رجل بدا عليه الإرهاق الشديد ونظر إلى روزوال وهو ينطق بهذه الكلمات.
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لن أتعامل بخشونة مع مؤخرة إميليا تان الجميلة هكذا. لكنني أفهمك.»
لكن لباسه كان الشيء الوحيد الذي يلفت النظر في مظهره، إذ كان أشبه بزي مهرج، رغم أنه لم يحمل في وقفته أي أثر للبهجة.
بينما كان يسير ببطء، دفع روزوال بقدمه كما لو كان يلعب بحجر صغير، فتطايرت قطرات الدم من جسده المتهالك.
«غــاه!… غههه… غوه…!»
«اصمت. صوتك يزعجني. محبط. مزعج. بائس. مثير للشفقة.»
«ماذا، حقًا؟!»
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
شعرت ريوزو بوجنتيها تحترقان، وبدفء يغمر صدرها، وكأن شيئًا ما قد ارتفع إلى عينيها.
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
«ما هذا الهراء الذي…؟ إن لم أوقفك هنا… غه، آآااه!!»
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
«هذا النوع من الأشياء يثقل الروح. يجعل صدرك يفسد، ويغرقك في مزاج كئيب.»
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
وفي اللحظة التالية، انطلقت صرخة مدوية من روزوال مع التواء أطرافه وتحطمها، بينما تحطمت عظامه وتمزقت أنسجته.
«أنا حقًا أكره هذا. يجعلني أشعر بالكآبة. القيام بأمور بشعة كهذه هو الأسوأ. إنه بائس. مثير للشفقة. قاتم. موحش. الأسوأ على الإطلاق. أسوأ ما يمكن— كئيب جدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما رأت تعبير الحزن يتسلل إلى وجه الفتاة، اجتاحتها مشاعر مُرَّة أيضًا. كانت بياتريس ببساطة لطيفة، لكن ريوزو داست على لطفها لتُعبِّر عن رأيها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم… ربما تأخر وصولهما. لكن بصرف النظر عن السيدة إيكيدنا، من الصعب عليَّ أن أصدق أن بياتريس لم تأتِ للقائكِ.»
«آه—»
أخذت بياتريس تزم شفتيها بامتعاض، ما دفع روزوال إلى الإيماء برضى، وكأن تعبيرها ذاك قد راق له تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عادةً أكون مستعدًا نفسيًّا لتجاهلها، وعندما تفعل ذلك، لا أشعر بالسوء! لكن هذه المرة كنت جادًّا! ورسالة الحب هذه التي كتبتها في جوف الليل… من أحرج الأمور على الإطلاق!»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
«هل أزعجكِ وجهي، أتساءل؟ إن كان لديكِ ما تقولينه، فقوليها صراحة.»
سعل كميات هائلة من الدم، مما أقنع أي ناظر بأن أعضائه الداخلية قد انقلبت ودُفعت عبر فمه. انكشفت بياض عينيه، وارتعشت أطرافه حتى خمد تمامًا في سكون قاتل.
«— بياتريس فقدت صديقة، أليس كذلك؟»
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
وفيما غاص روزوال في بحر من الدماء، لا يحرك ساكنًا، استمر الرجل في تفريغ كآبته بصوت خافت.
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
—هكذا انتهت حياة روزوال المهيبة، على يد هذا الرجل الغريب الذي تجاوز كل فهم بشري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
راقبت ريوزو المشهد حتى النهاية، وقد نسيت كيف تتنفس، قبل أن تستعيد أنفاسها المتقطعة أخيرًا—
«آه؟ رغم كل هذا الثقل في صدري، يبدو أن هناك شخصًا هناك؟»
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
برفع صوتها وبكلمات متسارعة، اقتربت بياتريس من ريوزو بخطوات متلاحقة، لكن في منتصف حديثها، توقفت فجأة. الفتاة الذكية وجدت الجواب على سؤالها بنفسها.
«—!»
عندما شعرت بأنفاسهما تتوقف، استجمعت شجاعتها لتواصل:
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
لكن سوبارو جاءته فكرة واحدة، وإن لم يكن يحبذ تصديقها.
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
«إييك…»
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
«… كآبة.»
«نغغغ…!»
بينما ظلت ريوزو عاجزة عن الحركة أو الكلام، وجه الرجل راحة يده نحو الكوخ حيث تجمدت في مكانها. لم تفهم ما كان يفعله، لكن شعرت كما لو أنه أصدر بحقها حكمًا بالإعدام.
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
«نعم، هي بياتريس ذاتها. لذا، فعلًا لها علاقة بالملجأ… وفوق ذلك، هي التي نقلتني إلى الملجأ حينها…»
«آل… غووواااا!!»
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
أطلق سوبارو صرخة احتجاج مع ارتفاع صوته، فيما رام تنفجر ضاحكة. لكن رغم ذلك، لم يستطع التخلص من الشكوك التي تراوده حيال تصرفاتها. شعر وكأن عظمة صغيرة عالقة في حلقه.
دوى هدير مزلزل تفجرت معه ألسنة من اللهب الهائج، مصطبغة بالأحمر القاني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
في الحقيقة، كان إعجاب ريوزو ببياتريس هو ما دفعها لرغبة تعلم القراءة في المقام الأول. فقد أُغرمت بمظهرها وهي تتنقل دائمًا حاملة ذلك الكتاب الكبير بين يديها، ما جعل القراءة شيئًا تولد لديها اهتمام به.
《٦》
لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
«ووه… آه! أ-أنا آسفة للغاية!»
«إذعانًا للعرق… كم هو كئيب.»
كلمات سوبارو جعلت الحاضرين يومئون برؤوسهم، وكل منهم يحمل مشاعر مختلفة في صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنها كانت قد استسلمت لمصيرها، لم تكن تعرف كيف ستكون نهايتها. شعرت بأنها ضعيفة بعض الشيء لأنها وجدت الأمر مخيفًا ولو قليلًا.
تمتم الرجل في خمول، ثم دك اللهيب الجحيمي في الأرض قبل أن يصل إليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
كان من المفترض أن تحرق الكرة الحمراء المتقدة الرجل وتحوله إلى رماد، مبددة وجوده بالكامل. لكنَّها عجزت عن مس شعرة واحدة منه، لتتحول إلى كتلة صغيرة متوهجة سقطت على الأرض.
«أدهشني أنك لم تختفِ بعد. اضطراري لاستخدام قوتي أمر كئيب… أريد فقط أن أموت.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
«ذلك…»
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
لم يتبقَ سوى مسألة واحدة: مَن سيرحل أولًا -روزوال أم ريوزو- في ثوانٍ معدودة لا أكثر.
«—لا أدري دونو بشأن تلك الصغيرة، لكنني مهتم أكثر بالساحرة. كنت أعلم أن هذا المكان هو ساحة محاكمة ساحرة الجشع، لكنني لم أحصل على فرصة لمعرفة المزيد عنها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
«يا له من لقب سيئ… يُثقل روحي. أتظن أنني اخترت أن أكون على هذه الحال، همم؟»
«هل أزعجكِ وجهي، أتساءل؟ إن كان لديكِ ما تقولينه، فقوليها صراحة.»
«حتى وإن انحرفت حياتك أو فسدت بطريقة ما… فإنك أصبحت كما أنت بسبب اختياراتك، مهما كانت محدودة. لا تحاول أن تُقنع نفسك بأنك ضحية… يا شيطان الكآبة، هيكتور!»
كاد الأمل أن يتجدد في قلب روزوال، لكن نبرة الخيبة في كلمات إيكيدنا جعلته يلتقط أنفاسه بمرارة.
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قطع هيكتور كلامه ووجه راحة يده نحو روزوال.
«—غغ، آه!»
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
في تلك اللحظة، وبينما كان الحزن يخيم على المكان، رفعت فتاة خجولة يدها -ريوزو- في محاولة لتحدي ذلك الجو الكئيب.
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
هذه المرة، خمد روزوال تمامًا ولم يعد يقوى على الحركة. ألقى هيكتور عليه نظرة خاطفة قبل أن يستدير بكسل. ثم حدق باتجاه الكوخ حيث كانت ريوزو، و -دون سابق إنذار- انهرس الكوخ تحت ضغط هائل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
«—غآه… آااه؟!»
لم تصمد حتى لجزء من الثانية.
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
سُحقت من الأعلى بقوة تفوق وزنها بأضعاف. وبمعجزة ما، سقطت إلى الأمام على الأرض؛ لو تغير وضع جسدها قليلًا لكانت مفاصلها قد انكسرت وانقلبت.
«ليست المشكلة في غياب الوسائل. إلى حدٍّ ما، بات الملجأ يلبي توقعاتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، هذا لطف مبالغ فيه. علاوة على ذلك، لا أعتقد أنه يمكنني اعتبار الأمر قراءة بعد.»
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تعد تخشى شيئًا— فقد بددت بياتريس كل آثار ذلك.
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
في تلك اللحظات، كان روزوال دائمًا يظهر، قاطعًا تدريبات بياتريس، مما يثير غضبها. ومع ذلك، لم يُظهر روزوال سلوكه النبيل المعتاد إلا في حضرة إيكيدنا وبياتريس.
«—ماذا؟»
«هـ-هل تتحدثين بجنون، أتساءل؟! أن تقدِّمي جسدك… ما الذي تعتقدين أنك قادرة على فعله؟! أنت لا تفهمين شيئًا عن السحر! أنتِ… أأأ…»
غمر جسدها بالكامل ضغط خانق لا فكاك منه، شعرت كأن الهواء نفسه يسحقها. وفي اللحظة التي ظنت فيها أن صوت هيكتور البعيد سيكون آخر ما تسمعه في هذا العالم، اختفى ذلك الضغط فجأة.
«تقولين بين الحين والآخر فقط لأن هذا ما تصر بياتريس على تسميته، أليس كذلك؟»
«هاه! باروسو، رجل بارع؟ لا تقل ذلك حتى في أحلامك. إنه أمر مثير للقلق.»
لهاثات متقطعة انبعثت من صدرها، وقد شوهت الدموع واللعاب ملامح وجهها. رفعت ريوزو رأسها بصعوبة وهي تلهث.
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
«بالنظر إلى الموقف، من الصعب القول إنني وصلت في الوقت المناسب.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أليس ما حدث لأن السيدة بياتريس بادرت بممازحتي أولًا، ومنحت السيد روزوال ذريعة للانتقام؟»
كانت الساحرة ذات الشعر الأبيض تقف خلف الكوخ المتهدم. بطريقة ما، تمكنت من إبطال القوة التي استُدعيَت لتدمير ريوزو.
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
عندما رأى هيكتور هذا المشهد، رفع حاجبيه بدهشة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… لا، لقد أتيتِ في الوقت المناسب تمامًا. تلميذكِ أبطأني بشجاعة، مما أدى إلى تعطيل كل شيء عن جدوله. وهذا حقًا… يُثقل روحي. يجعلني أشعر بالكآبة، بلا شك.»
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
أبعدت إيكيدنا نظرها عن هيكتور الذي كان يتذمر بأسى، ونظرت إلى روزوال الملقى بلا حراك وسط بركة من الدماء. ضيقت عينيها قليلًا، وهي تتأمل تلميذها الذي أدى واجبه حتى النهاية المريرة.
«سيدتي بياتريس.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه—»
«… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
«لا تنبهري بها لدرجة أن تلمسيها عن طريق الخطأ. أتساءل، هل ستصبحين جزءًا من البلورة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنتَ مَن ألحق به الأذى، ثم تتجرأ على قول هذا الكلام؟»
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
كان حديثهما مليئًا بالحدة، مما أوضح أن علاقتهما أبعد ما تكون عن الود.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
«بالنظر إلى الموقف، من الصعب القول إنني وصلت في الوقت المناسب.»
«—إلى متى ستبقين مستلقية هكذا على نحوٍ مزرٍ؟»
«…هـه؟»
بدأت الذكريات الغريبة بنظرة حادة من فتاة غاضبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فجأة، شُدت ريوزو من ياقة ثوبها، لتجد نفسها تُرفع إلى الأعلى. وفي خضم المفاجأة، أدركت أن مَن يقف بجانبها لم يكن سوى فتاة مألوفة، تنظر إليها بوجه متجهم.
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
«سيّدتي… بياتريس…»
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
«ليس هذا وقت الاستلقاء في ذهول. كل ما تفعلينه هنا هو إبطاء الآخرين… غادري بسرعة بينما توفر أمي الوقت اللازم لكِ، أتساءل؟»
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
«لـ-لكن… السيد روزوال والسيدة إيكيدنا طلبا مني البقاء هنا.»
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
«سيدة بياتريس؟»
«… روزوال الآن مجرد كومة على الأرض. اسمعي، هل ترافقكِ بيتي، أتساءل؟ هذا ما أمرت به أمي— الطريقة الوحيدة لقلب هذا الوضع لصالحنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"})
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
حتى بياتريس لم تستطع الحفاظ على هدوئها أمام سقوط روزوال وحضور هذا الشيطان الغامض. بدا الغضب في قسماتها، وكأنها تعنف ريوزو بنظراتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
ورغم ذلك، كانت بياتريس أقوى بكثير من ريوزو التي لم تتمكن إلا من التراجع بخوف.
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
«الاستعدادات قد اكتملت. ألم تخبركِ أمي بذلك، أتساءل؟ قالت إنك ستفهمين جيدًا.»
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
استدارت ريوزو لتنظر إليها، فرأت بياتريس تحدق فيها بذهول. كان التردد والألم يطفوان في عيني بياتريس المستديرتين، لكن ريوزو، التي كانت تعرف طيبة قلبها، لم تتراجع.
«—أفهم.»
انعقدت أنفاس ريوزو وهي تهز رأسها، متلقية رسالة إيكيدنا الشفهية. وعلى النقيض منها، لم تبدُ بياتريس وكأنها تفهم المعنى الحقيقي لكلمات أمها، لكن هذا لم يكن المكان المناسب لتوضيح الأمور.
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«ووه!»
خلف الفتاتين، تصاعد التوتر في الهواء مع تحول طاقة المانا إلى قوة متفجرة. المعركة قد بدأت بالفعل؛ مواجهة بين كائنات خارقة تتجاوز إدراك البشر.
«آه…! اممم، نعم، ليس لديَّ عذر. لقد تصرفتُ بفظاظة بالغة…»
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أن روزوال أخبرها أن بياتريس لا تكرهها حقًا، إلا أن ريوزو وجدت صعوبة في تصديق ذلك. غير أن فكرة خطرت على بالها فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لنذهب يا سيدتي بياتريس. أين جرى التحضير؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ريوزو، هل سبق لبياتريس أن التقت بك أو بالآخرين؟»
«… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٩》
رغم تذمرها الضمني من هذا التفسير المقتضب، أمسكت بياتريس بيد ريوزو، وسحبتها بعيدًا عن ساحة المعركة. ومع احتدام الصراع بين الساحرة والشيطان، كان عليهما الوصول إلى وجهتهما قبل أن تجرفهما أهوال تلك المعركة المحتدمة.
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
«…»
لم يلتئم جرح بياتريس لأن الزمن بالنسبة لها ظل متوقفًا.
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —إلا أن نظرتها حملت في طيَّاتها شوقًا وحبًا رقيقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
فلم تكن هناك فرصة أخرى للتحدث معها، أو للتعبير عن امتنانها…
اللقاءات الكريمة التي عاشتها، والأيام التي قضتها بعزم على تكوين صداقات جديدة— كانت كلها قرارات اتخذتها بنفسها.
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
《٩》
كانت البلورة زرقاء، شفافة، وجميلة إلى حد جعل ريوزو ترتجف.
«بففف.» كتم روزوال ضحكة خافتة عند سماعه رد ريوزو.
«لا تنبهري بها لدرجة أن تلمسيها عن طريق الخطأ. أتساءل، هل ستصبحين جزءًا من البلورة؟»
حذَّرتها بياتريس بنبرة جدية، مخافة أن تأسرها البلورة بسحرها لدرجة أن تقدم على فعل متهور. كانت تلك البلورة السحرية تحوي طاقة هائلة، قادرة على أن تسيطر على العقل وتدفع أي شخص للقيام بما لا يمكن تصوره. عادت ريوزو إلى رشدها على الفور، ومالت معتذرة: «آسفة!» وهي تخفض رأسها. أن تنجرف خلف سحر البلورة في مثل هذا الوقت الحرج…
توهَّجت عينا روزوال بلمعان طفولي، وركض نحوهما مفعمًا بالحماس، وقد اختفت تمامًا هيئته التي بدت راشدة قبل لحظات. انطلق نحو إيكيدنا، الساحرة المقصودة، التي تنهدت بصوت مسموع عندما رأته.
«تحوي هذه البلورة من المانا ما يكفي لتُسكر أي شخص، فلا عجب أنك تأثرتِ بها… الآن، ماذا نفعل من هنا فصاعدًا؟ كل ما أخبرتني به أمي هو أن أحضركِ إلى هذا المكان.»
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
«ومع ذلك، يا سيدتي بياتريس، لقد قمتِ بما أمْلَتْهُ عليكِ السيدة إيكيدنا بكل إخلاص.»
«بخصوص النواة الناقصة… أيمكنني أن أكون ذات نفع؟»
«هل يُعَدُّ هذا أمرًا غير متوقع، أتساءل؟ بالنسبة لبيتي، أمي هي كل شيء… أنتم وسكان هذا المكان محظوظون بوجودها. وعندما ينتهي كل هذا على خير، ألا ينبغي عليكم رد الجميل لها بجدية، أتساءل؟»
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
ومع ذلك، أدركت الآن أن هذا التظاهر بالتعالي ليس إلا صورة من صور لطف الفتاة الصعب فهمه، وتعبيرًا عن مودتها العميقة.
كانت تفهم الغرض الحقيقي من الملجأ.
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
«—تبتسمين الآن بطريقة مقلقة بعض الشيء.»
برباطة جأش هادئة، أومأت ريوزو ردًّا على سؤال إيكيدنا بلا خوف. أثار موقفها الجريء دهشة الساحرة، التي اتسعت عيناها بذهول. استحضرت ريوزو في ذهنها لحظة اندهاش إيكيدنا من روزوال، وشعرت ببعض الفخر لأنها استطاعت إحداث ذات التأثير.
أشارت بياتريس، الحادة النظرات كعادتها، إلى التعبير العاطفي على وجه ريوزو. لكنها، بحكم معرفتها العميقة بريوزو، أدركت أن تلك الابتسامة ليست عادية. وبمجرد أن وعت ريوزو ذلك، فاضت عيناها بالدموع.
«كما أُخبرت يا شاب، أجسادنا، تمامًا كالأرواح، تتعرض لاستهلاك مستمر.»
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
أظهرت بياتريس تعاطفها مع ريوزو التي كانت تبكي، ثم حوَّلت نظرها نحو الخارج، حيث تُركت إيكيدنا وروزوال. أومأت عدة مرات باتجاه ريوزو، مؤكدة على ضرورة المضي قدمًا.
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
«بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
بدأت بياتريس بسرد قائمة من الأمور التي يمكن أن تبعث على الاطمئنان، بسرعة تفوق المعتاد، وكأنها تحاول مواساة ريوزو بأقصى ما تستطيع. وفي لحظة خاطفة، تأثرت ريوزو بصدق هذه المشاعر، وهو ما أشعل في صدرها دفئًا غريبًا. تلك الكلمات منحتها القوة، وشعرت بفخر عميق تجاه بياتريس في تلك اللحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولهذا السبب—
أخيرًا فهم سوبارو السبب وراء رفض بياتريس له، ورغبتها الصادقة في الموت.
«سيدتي بياتريس، أشكركِ على الاعتناء بي طوال هذه المدة الطويلة… هذه هي لحظة الوداع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
«—هـه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
خرج صوت بياتريس ضعيفًا، بينما رمشت عينيها غير مستوعبة.
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
استدارت ريوزو لتنظر إليها، فرأت بياتريس تحدق فيها بذهول. كان التردد والألم يطفوان في عيني بياتريس المستديرتين، لكن ريوزو، التي كانت تعرف طيبة قلبها، لم تتراجع.
«الحقيقة الكامنة وراء وجود هذا المكان…؟»
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
«… كآبة.»
«لا، أنتِ مخطئة. لو كنت سأهرب، لأملت أن ألتقي بكِ مجددًا يومًا ما. لكن هذا وداع أبدي… لن أتمكن من التحدث إلى سيدتي بياتريس مرة أخرى.»
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا قالت إيكيدنا إنها قادرة على فعل شيء، فهذا يعني أنها ستحوله إلى واقع.
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
«هذا المرفق… قد صُمم لنشر حاجز حول الغابة. وكان من المفترض أن أصبح أنا النواة التي تُفعِّل ذلك الحاجز… لكن لم يعد هناك وقت كافٍ لتنفيذ الخطة الأصلية.»
«وقت الحاجز… وذاك الرجل يُشكِّل عقبة؟ إذًا علينا أن…»
«لن يُهزم بالقتال وحده. كانت هذه هي النتيجة التي أدت إلى إنشاء الملجأ في الأساس. أعتقد أن سبب تفاني السيد روزوال هو إدراكه أن إنقاذ السيدة إيكيدنا لن يكون ممكنًا إلا بهذا الحل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان شيطان الكآبة كائنًا يفوق التصور في قوته، لدرجة أن تلك الحقيقة كانت وراء هذا المشروع برمته. حتى ريوزو لم تكن تعرف بدقة تأثير تفعيل الحاجز على ذلك الشيطان. لكن هذا الوعد الوحيد الذي قطعته إيكيدنا كان راسخًا في ذهنها.
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
«هـ-هل تتحدثين بجنون، أتساءل؟! أن تقدِّمي جسدك… ما الذي تعتقدين أنك قادرة على فعله؟! أنت لا تفهمين شيئًا عن السحر! أنتِ… أأأ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
برفع صوتها وبكلمات متسارعة، اقتربت بياتريس من ريوزو بخطوات متلاحقة، لكن في منتصف حديثها، توقفت فجأة. الفتاة الذكية وجدت الجواب على سؤالها بنفسها.
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
«آه…»
《٧》
«هل ستستخدمين هذه البلورة كوسيط لتجعلين من طاقة أودو الخاصة بكِ نواةً للحاجز؟ إذا فعلتِ ذلك، يمكنكِ تجاوز حاجة انتظار تنشيط المانا في التربة، وستصبح الغابة ملجأا على الفور…»
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
«نعم. هذا ما قالته السيدة إيكيدنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم تكن تلك الصورة التي يحملها سوبارو عن إيكيدنا متوافقة تمامًا مع ما يعرفونه عنها، لكن هذا كل ما كان بوسعه قوله. مرَّت أربعة قرون على وفاتها، وقد يجلب مثل هذا الزمن الطويل تغيرات هائلة حتى لعقل ساحرة تمتلك قوة عظيمة كهذه.
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
صُدِم أوتو بتلك الكلمات الحادة، متألمًا نفسيًا وجسديًا.
«—من خلال ردك، يا سيدتي بياتريس، أكَّدتِ لي أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.»
«أنتِ مخطئة…! بيتي… بيتي لم تنوي ذلك…»
لذا، لم تستطع منع نفسها من الابتسام أمام ملامح الفخر التي ارتسمت على وجه روزوال بعد إنجازه. حتى ريوزو، بحدسها البسيط، أدركت كم يكن روزوال مشاعر خاصة لإيكيدنا. أما إيكيدنا، فقد بدت متفاجئة بمقدار الحب والاحترام الذي يغدقه عليها تلميذها الذي أعلن نفسه بنفسه.
ارتعش صوت بياتريس، ورفعت وجهها وكأنها تلقت صفعة، غير قادرة على استعادة رباطة جأشها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آسف، ربما لم أكن موفقًا في التعبير. لكنني لا أعرف كيف كان عليّ أن أعبر عنه…»
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
«إذًا، بيتي قررت الذهاب لمساعدة أمي فورًا! إذا كانت أمي معي، هل تظنين أن ذلك الشيطان سيصمد؟! بيتي ستعالج روزوال أيضًا، ثم بعد ذلك…»
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لذا، لم تستطع منع نفسها من الابتسام أمام ملامح الفخر التي ارتسمت على وجه روزوال بعد إنجازه. حتى ريوزو، بحدسها البسيط، أدركت كم يكن روزوال مشاعر خاصة لإيكيدنا. أما إيكيدنا، فقد بدت متفاجئة بمقدار الحب والاحترام الذي يغدقه عليها تلميذها الذي أعلن نفسه بنفسه.
—كانت بياتريس رائعة. احترمتها ريوزو من أعماق قلبها.
«عادةً، النوم والاستيقاظ بانتظام يساعدان في تجنُّب التدهور، لكني لست واثقة أنني سأصمد حتى تعود السيدة إميليا. لذا علينا التحدث بينما أستطيع.»
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
كانت ريوزو تراقبها طوال الوقت. كانت تعلم مدى حب بياتريس لوالدتها، وكيف أن علاقتها المتضاربة مع روزوال أشبه بمشاكسات بين الأشقاء، وكيف كانت ترسل إليها اهتمامًا غير ملحوظ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
درست بياتريس السحر بجدية تامة، ولم تثنها مزاحمات روزوال المتكررة. كانت تحب والدتها إيكيدنا بشدة، والابتسامة التي أظهرتها لريوزو بين حين وآخر كانت ساحرة بحق.
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
«لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«صحيح؟ هل أفعل ذلك، أتساءل؟ هذه الحشود مزعجة بالنسبة لبياتريس، لكنها تستطيع التكيف. سأحمل روزوال حينما تتاح الفرصة، وسآخذ والدتي أيضًا… هيه، ومن ثم—!»
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
«وبعد أن نهرب بهذه الطريقة، سنعيش في خوف من مطاردة ذلك الرجل لنا مجددًا؟ بفضل السيدة إيكيدنا والسيد روزوال، حصلنا أخيرًا على مكان للسلام… إذا تخلينا عن هذا المكان، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كم من الوقت سيستغرق بناء ملجأ جديد؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
استدارت ريوزو لتنظر إليها، فرأت بياتريس تحدق فيها بذهول. كان التردد والألم يطفوان في عيني بياتريس المستديرتين، لكن ريوزو، التي كانت تعرف طيبة قلبها، لم تتراجع.
عندما رأت تعبير الحزن يتسلل إلى وجه الفتاة، اجتاحتها مشاعر مُرَّة أيضًا. كانت بياتريس ببساطة لطيفة، لكن ريوزو داست على لطفها لتُعبِّر عن رأيها.
«ذكريات سلفنا جميعًا… ريوزو ماير.»
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
لقد خانت كل ما فعلتاه معًا، وكل المشاعر التي تقاسمتاها يومًا بعد يوم.
بدأت بياتريس بسرد قائمة من الأمور التي يمكن أن تبعث على الاطمئنان، بسرعة تفوق المعتاد، وكأنها تحاول مواساة ريوزو بأقصى ما تستطيع. وفي لحظة خاطفة، تأثرت ريوزو بصدق هذه المشاعر، وهو ما أشعل في صدرها دفئًا غريبًا. تلك الكلمات منحتها القوة، وشعرت بفخر عميق تجاه بياتريس في تلك اللحظة.
فجأة، تبدلت ملامح بياتريس جذريًا، فقفزت من فوق الجذع بخفة. وألقت نظرة جانبية سريعة نحو ريوزو التي بدت عليها الحيرة، ثم أشارت بيدها نحو منزل قريب.
كم كان هذا قاسيًا، أنانيًا، وجاحدًا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
«سيدتي بياتريس، أحب هذا المكان. أؤمن حقًا بأنه كان من الرائع أن يُسمح لي بالعيش هنا. أحب كثيرًا الوجوه المبتسمة لكل مَن يعيش هنا. لا يجب أن يُفقد هذا المكان.»
«ريوزو…؟!»
«…»
من البداية، كان يعرف أن بياتريس هي الروح المتعاقدة مع إيكيدنا قبل أربعة قرون. فقد عملت إيكيدنا مع سلف روزوال على إنشاء الملجأ وأوكلت إلى بياتريس مهمة حراسة أرشيف الكتب المحرَّمة في قصر روزوال، منتظرة ذلك الشخص الذي وعدت بلقائه بعد وفاتها.
«لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
«شكرًا جزيلًا، سيد روزوال. سأخبرك بالتأكيد إن حدث شيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم. أفهم ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قاطعت ريوزو كلمات بياتريس وهزت رأسها بعمق، لأنها كانت تعرف هذا بالفعل.
«هذا المرفق… قد صُمم لنشر حاجز حول الغابة. وكان من المفترض أن أصبح أنا النواة التي تُفعِّل ذلك الحاجز… لكن لم يعد هناك وقت كافٍ لتنفيذ الخطة الأصلية.»
كانت تفهم الغرض الحقيقي من الملجأ.
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
«أنا أيضًا لا أعرف عنه شيء دونو شيء… لو ما تصبح الجدة شي خَرِفَة، فإذًا ما الأمر؟»
«هذا المكان هو لتواجه به السيدة إيكيدنا الرجل الذي يطاردها.»
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
فلم تكن هناك فرصة أخرى للتحدث معها، أو للتعبير عن امتنانها…
بالطبع، كانت تعلم أن إيكيدنا و روزوال لم يبحثا عنها وعن الآخرين من ذوي الدماء المختلطة بدافع طيب… على الرغم من أن ذلك منحهم وطنًا جديدًا وأملًا جديدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
حتى لو لم ترَ المستقبل الذي خططت له، فإن ريوزو ما زالت تُقدِّر سعادته، ودفء أيامه.
«في هذه اللحظة، أفهم أن هذا ما هو عليه هذا المكان، وما أنا هنا من أجله.»
«إذًا… إذا كنتِ تفهمين، فلماذا…؟»
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
غير قادرة على الفهم، هزَّت بياتريس رأسها بضعف يمنةً ويسرة. وأمام نظرتها الملتمسة، أظهرت ريوزو ابتسامة مشرقة، سعيدة.
《١٠》
«لا بأس. ربما بدأ هذا المكان هكذا، لكن كل الوقت الذي قضيناه هنا قد غيَّر الأمور بلا شك. العيش هنا، القدرة على التحدث معكِ يا سيدتي بياتريس، والتواجد مع الجميع… هذه جميعها خيارات اخترتها بنفسي.»
بدأت الذكريات الغريبة بنظرة حادة من فتاة غاضبة.
«ليس هذا وقت الاستلقاء في ذهول. كل ما تفعلينه هنا هو إبطاء الآخرين… غادري بسرعة بينما توفر أمي الوقت اللازم لكِ، أتساءل؟»
حتى وصولها إلى الملجأ، عاشت حياةً لم تقرر فيها شيئًا لنفسها. وكمخلوقة نصف شيطان في عالم قاس، واجهت ريوزو تجارب مريرة لا تُعد رغم صغر سنها.
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
لكن هذا المكان كان مختلفًا. هنا، للمرة الأولى، اختارت ريوزو كيف تعيش حياتها.
حينما دخل غارفيل إلى القبر عندما كان صغيرًا، كانت شيما هي مَن لحق به وأعادته. ونتيجة لذلك، رأت شيما ما كان هناك… أي—
اللقاءات الكريمة التي عاشتها، والأيام التي قضتها بعزم على تكوين صداقات جديدة— كانت كلها قرارات اتخذتها بنفسها.
وكذلك كان اقترابها من تلك الفتاة التي تحمل كتابها محاولة لتكون مثلها، وتعلمها منها لتُحسن التقليد، متتبعةً مستقبلًا طلبت فيه من الفتاة أن تعلمها أشياء أكثر.
«نعم، هي بياتريس ذاتها. لذا، فعلًا لها علاقة بالملجأ… وفوق ذلك، هي التي نقلتني إلى الملجأ حينها…»
«أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
حتى لو لم ترَ المستقبل الذي خططت له، فإن ريوزو ما زالت تُقدِّر سعادته، ودفء أيامه.
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
《٧》
«لقد عشتُ بسعادة هنا. لهذا يجب أن أرحل. سأحمي تلك السعادة. سيدتي بياتريس، أشكركِ كثيرًا على العطف الذي أظهرتِه لي مرات عديدة، واليوم مرة أخرى.»
ومن بعيد، تردد صدى زئير قادم من خلف المبنى.
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
في لحظة واحدة، أغلقت ريوزو عينيها، تخفي بحنكة القلق الخفيف الذي كان يراودها. أمامها مباشرة، كانت بياتريس تبذل قصارى جهدها، تبحث بيأس عن الكلمات… عن كلمات سحرية تجعل إرادة ريوزو تتزعزع، ومشاعرها تهتز، وتجعلها تتراجع عن قرارها.
—لكن مثل هذه الكلمات السحرية لم تكن موجودة في هذا العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
«سيدتي بياتريس.»
عندما نُودي اسمها، رفعت بياتريس وجهها، متشبثةً بأمل ضعيف. كانت تتوقع أن تكون ريوزو هي مَن ستنطق بالكلمات السحرية التي لم تستطع بياتريس نفسها إيجادها. لكن—
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
«احرصي على ألا تفرطي في تناول الحلويات.»
استدارت ريوزو لتنظر إليها، فرأت بياتريس تحدق فيها بذهول. كان التردد والألم يطفوان في عيني بياتريس المستديرتين، لكن ريوزو، التي كانت تعرف طيبة قلبها، لم تتراجع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—بدلًا من الكلمات السحرية، قدمت ريوزو طلبًا أخيرًا إلى بياتريس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«عندما تحقق إميليا ذلك، سيبدأ الملجأ المُكتمل من جديد. وعندما تُصحح الأمور، سيصبح بإمكان أي شخص أن يعتبر العالم بأسره ملجأا.»
فبعد كل شيء، كانت بياتريس، عندما تشرب الشاي معها، تلك الفتاة التي لا تقاوم الحلويات أبدًا. كانت لطيفةً لدرجة تجعلها لا تطيق رؤية ذلك الجمال يضيع بسبب زيادة في الوزن. كما أرادت ريوزو لأسنانها أن تبقى جميلة، أيضًا.
لم يلتئم جرح بياتريس لأن الزمن بالنسبة لها ظل متوقفًا.
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
بلا شك، لن يكون هناك أي ألم أو معاناة.
«صحيح؟ هل أفعل ذلك، أتساءل؟ هذه الحشود مزعجة بالنسبة لبياتريس، لكنها تستطيع التكيف. سأحمل روزوال حينما تتاح الفرصة، وسآخذ والدتي أيضًا… هيه، ومن ثم—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ورغم أنها كانت قد استسلمت لمصيرها، لم تكن تعرف كيف ستكون نهايتها. شعرت بأنها ضعيفة بعض الشيء لأنها وجدت الأمر مخيفًا ولو قليلًا.
«حديث البارحة، هاه…؟»
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
«…»
«أنتَ مَن ألحق به الأذى، ثم تتجرأ على قول هذا الكلام؟»
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
«إييك…»
عندما استدارت، رأت بياتريس تقف هناك، بوجه كانت ريوزو تراه لأول مرة، ممسكةً بكمَّها بأصابع مرتعشة.
حتى بياتريس ربما لم تكن تفهم لماذا أرادت إيقافها.
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن، دون تفسير، رأت ريوزو الصدق في عيني بياتريس المستديرتين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
في تلك اللحظات، كان روزوال دائمًا يظهر، قاطعًا تدريبات بياتريس، مما يثير غضبها. ومع ذلك، لم يُظهر روزوال سلوكه النبيل المعتاد إلا في حضرة إيكيدنا وبياتريس.
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
وفي النهاية، مع دفء أطراف أصابعهما المتلامسة، ابتسمت ريوزو كزهرة تتفتح.
«اصمت. صوتك يزعجني. محبط. مزعج. بائس. مثير للشفقة.»
وسط ذلك الصمت، ألقت رام بصوتها تجاه ريوزو التي نكست رأسها. تقاطعت ذراعاها ونظرت إلى غارفيل، الذي كان بجانب ريوزو، بنظرتها النافذة المعتادة.
لم تعد تخشى شيئًا— فقد بددت بياتريس كل آثار ذلك.
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
«شكرًا لكِ— وداعًا، بيتي.»
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، إن قبلتِ بتعليمي، سأكون سعيدة جدًا.»
《١٠》
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
«هذه… جميع ذكريات ريوزو ماير التي رأيتها داخل القبر.»
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
انحنت شيما برأسها بعمق، منهية بذلك سردًا موجزًا، لكنه كان يبدو طويلًا للغاية، عن أحداث الماضي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم اتكائها على كتف ريوزو، رفعت شيما وجهها وأومأت لسوبارو بعزم.
«آه؟ رغم كل هذا الثقل في صدري، يبدو أن هناك شخصًا هناك؟»
استمع سوبارو والبقية بوجوه متلهفة إلى نهاية حديثها، دون أن يبدوا أي تعليق على حركة شيما تلك. لا بد وأنها تحملت عذابات على مدار سنوات طويلة حيال ما تحدثت عنه: أصل الملجأ وعبء الحقيقة المخفية عن ريوزو ماير، الفتاة التي كانت جدتها.
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
بالنسبة لريوزو ماير، كانت تلك الأيام في وطنها الجديد أيامًا سعيدة، سعيدة، سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
«—يبدو أن وجود الكآبة كان شيئًا اضطرت إلى إخفائه بكل هذه الجهود.»
«ومع ذلك، فإن هذا… يختلف اختلافًا كبير عن حقيقة الملجأ كما أعرفه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك آخرون من ذوي الخلفيات المشابهة، وقد كانوا لطفاء، حرصوا على حمايتها كونها فتاة صغيرة وضعيفة.
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
عندما أومأت إيكيدنا برأسها، توجه روزوال نحو باب الكوخ. وفي منتصف الطريق، وضع يده على كتف ريوزو وضغط عليها بشدة للحظة وجيزة.
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—ماذا؟»
مرةً، ادعت إيكيدونا زورًا أن التجربة لا علاقة لها بها، لكنه غير رأيه تمامًا. ولتجنب الوقوع في مزيد من الأكاذيب، قرر سوبارو أنه في مسعاه للتحقيق في خلق الملجأ وطبيعة الحاجز، سيبحث لا لدى إيكيدونا بل لدى—
«ذلك…»
«أين سمعتِ شيما… أو بالأحرى، كيف علمت الريوزو بمقصد إيكيدونا؟»
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
لكن هذا المكان كان مختلفًا. هنا، للمرة الأولى، اختارت ريوزو كيف تعيش حياتها.
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«أنا… نحن النسخ الأولى التي أوكلت إليها مهمة الإدارة. الذكاء… والهدف… كانا في رؤوسنا منذ البداية. ولهذا لم نُفكر أبدًا في التشكيك بالأمر…»
«لكن من طريقتك في الكلام الآن، يبدو أن إيكيدنا لم تظهر خلال محاكمتك، صحيح؟ إذًا كيف عرفت أنك اجتزت المحاكمة؟»
«في البداية، تقبلت ذلك تمامًا كما هو. ونتيجة لذلك، فقدت أفكاري وتصرفاتي كفاءتها الطبيعية، وتم استبعادي من مهمة الريوزو الإدارية.»
بالطبع، كانت تعلم أن إيكيدنا و روزوال لم يبحثا عنها وعن الآخرين من ذوي الدماء المختلطة بدافع طيب… على الرغم من أن ذلك منحهم وطنًا جديدًا وأملًا جديدًا.
بالنسبة لريوزو، التي ليس لها أي علاقة بالسحر ولا تستطيع حتى القراءة، بدت تلك المحاولات وكأنها معاناة تتجاوز فهمها.
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
«روزوال، أمي تستدعيك أيضًا. هل هذا أمر طارئ، أتساءل؟»
ومع ذلك، لم يكن لدى شيما الوقت الكافي. لم يستطيعوا الانتظار حتى تستعيد ريوزو اتزانها.
عندما استدارت، رأت بياتريس تقف هناك، بوجه كانت ريوزو تراه لأول مرة، ممسكةً بكمَّها بأصابع مرتعشة.
«أنا آسفة، يا ريوزو، لكن علينا أن نمضي بالحديث قُدمًا. لستُ متفاجئةً من أن إيكيدونا أخفت هدفها الحقيقي. هذا أمر معتاد منها. إذًا، بشأن ذلك الهدف المخفي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تتذكر ريوزو مَن الذي قال ذلك. لكنها ظلت تحفظ تلك الكلمات في قلبها منذ ذلك اليوم.
«سيد ناتسكي، يثير اهتمامي بين حين وآخر أنك تتحدث بجرأة عن الساحرات، أليس كذلك…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
كم كان هذا قاسيًا، أنانيًا، وجاحدًا؟
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
«هذه أول مرة تسمع فيها رام عن كائن يُدعى الكآبة أيضًا. حتى بخصوص ساحرة الجشع، أعلم القليل باستثناء الاسم… ومع ذلك، لم أسمع شيئًا عن هذا الكآبة.»
«لقد عشتُ بسعادة هنا. لهذا يجب أن أرحل. سأحمي تلك السعادة. سيدتي بياتريس، أشكركِ كثيرًا على العطف الذي أظهرتِه لي مرات عديدة، واليوم مرة أخرى.»
«أنا أيضًا لا أعرف عنه شيء دونو شيء… لو ما تصبح الجدة شي خَرِفَة، فإذًا ما الأمر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
لكن سوبارو جاءته فكرة واحدة، وإن لم يكن يحبذ تصديقها.
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
«حسنًا، هو أمر من هذا القبيل. أعتقد أنني سأحضر إلى هنا معها بوتيرة أكبر في المستقبل. لذا، ستلتقيان كثيرًا، وأود منكما أن تتفقا جيدًا.»
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
«أعتقد… أنها كانت الكآبة والغرور، على ما أذكر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فإذا كانت الكآبة والغرور قد استُبعِدتا من الخطايا السبع المميتة، فيمكن تسميتهما بـ ”الخطايا المميتة القديمة“.
«—ربما ينبغي أن أقول إن السيدة بياتريس لم تتغير على الإطلاق؟»
وإذا كانت هذه مرتبطة بالكآبة التي لها صلة بماضي الملجأ، فربما قد يكون هناك وجود للغرور أيضًا.
«معلمتي! الوقت الذي نقضيه هنا ثمين للغاية! لقد… لقد وصل إلى هذا الحد بالفعل!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
«على أي حال، كان تركيزي أمس على التخطيط لكيفية اللحاق بك. لهذا طلبت من شيما تأجيل الحديث المهم إلى ما بعد تأديب غارفيل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أفهم.»
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
كان القبر مثوى إيكيدنا، وكان غارفيل يمتلك المؤهلات لخوض المحاكمة باعتباره رسول الجشع. اعتقد سوبارو أن هذه المؤهلات لا تُمنح لأحد إلا بعد لقاء إيكيدنا شخصيًا.
«في المقام الأول، حتى الغرض من إنشاء الملجأ كان مخفيًا عن السيدة ريوزو. بمعنى آخر، وجود الكآبة قد مُحِي عمدًا. لا نعلم لأي غرض، لكن…»
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
تنهد سوبارو بإعجاب من سرعة تفكير كلٍ من أوتو ورام، ثم نظر إلى شيما. ومن خلال استنتاج المجموعة وكل ما عرفه سوبارو عن حالة الملجأ الحالية، كان تاريخ ما حدث في الملجأ—
«بدأ كل شيء هنا، قبل أن يُطلق على هذا المكان اسم الملجأ.»
دخلت إميليا القبر مليئة بالإصرار والحماسة. رغم أن المحاكمة كسرت قلبها سابقًا وجعلتها تبكي، إلا أن الجميع كانوا واثقين بأنها ستتجاوزها هذه المرة.
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
أغمضت ريوزو عينيها وهمست باسم تلك الفتاة الصغيرة. وبينما كانت تفكر في تلك الفتاة العنيدة التي لم تكن موجودة، اعتصر الألم قلبها بشدة.
«—يبدو أن وجود الكآبة كان شيئًا اضطرت إلى إخفائه بكل هذه الجهود.»
«—! جدتي!»
////
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما رأت تعبير الحزن يتسلل إلى وجه الفتاة، اجتاحتها مشاعر مُرَّة أيضًا. كانت بياتريس ببساطة لطيفة، لكن ريوزو داست على لطفها لتُعبِّر عن رأيها.
أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
ومع ذلك، أدركت الآن أن هذا التظاهر بالتعالي ليس إلا صورة من صور لطف الفتاة الصعب فهمه، وتعبيرًا عن مودتها العميقة.
خلف الفتاتين، تصاعد التوتر في الهواء مع تحول طاقة المانا إلى قوة متفجرة. المعركة قد بدأت بالفعل؛ مواجهة بين كائنات خارقة تتجاوز إدراك البشر.
«آسف، ربما لم أكن موفقًا في التعبير. لكنني لا أعرف كيف كان عليّ أن أعبر عنه…»
«لا بأس. لقد توصلت إلى نفس الاستنتاج، يا شاب سوبارو… أنا فقط أشعر بشيء من الإرهاق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تكلمت ريوزو بصوت ثقيل وعينان منخفضتان. لم يكن أحد ليلومها. ولم يكن هناك داعٍ لأن تضغط على نفسها.
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
«ابنة الساحرة…؟»
«هل تعتقدين أن كل هذا كان عبثيًا، سيدتي ريوزو؟»
«—يبدو أن وجود الكآبة كان شيئًا اضطرت إلى إخفائه بكل هذه الجهود.»
«رام…؟»
لنعد بالزمن قليلًا إلى المكان خارج القبر، حيث كانت إميليا تختبئ في تلك اللحظة.
وسط ذلك الصمت، ألقت رام بصوتها تجاه ريوزو التي نكست رأسها. تقاطعت ذراعاها ونظرت إلى غارفيل، الذي كان بجانب ريوزو، بنظرتها النافذة المعتادة.
«بعيدًا عن ذلك. إنها تعامل حتى شخصًا مثلي بلطف بالغ. في الواقع، أنا دائمًا أُغضب السيدة بياتريس… حتى أنني خشيت أن تبدأ في كراهيتي.»
«أعتقد أنك تشعرين بخيبة أمل من معرفة أن المهمة التي كنتِ تؤمنين بها كانت كاذبة. لكن، السيدة ريوزو، هل كان الوقت الذي قضيته في الملجأ مجرد أداء لواجبك فحسب؟»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، هذا لطف مبالغ فيه. علاوة على ذلك، لا أعتقد أنه يمكنني اعتبار الأمر قراءة بعد.»
«بغض النظر عن كيفية بدايته، بالتأكيد، ليس الواجب وحده ما دفعكِ للاستمرار. على الأقل، هذا هو الحال بالنسبة لرام.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
كانت كلمات رام بمثابة عزاء حاد ومواساة بلهجة تأنيب. كان هذا بالضبط أسلوبها. ارتعشت شفاه ريوزو قليلًا وهي تستوعب تلك الكلمات، ثم أمسكت بيد غارفيل بيدها النحيلة، فأمسك هو الآخر بيدها دون أن ينبس بكلمة. كان هذا كافيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
«— بياتريس فقدت صديقة، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بسبب تردد ريوزو ماير وخجلها، وطباع بياتريس العنيدة، لم تبح أي منهما بصداقة الأخرى حتى اللحظة الأخيرة المطلقة.
ذات مرة، وبينما كانوا يتحدثون عن أوطانهم، قالت ريوزو إنها لا تحمل أي ذكريات جيدة عن موطنها. عندها، ردَّ أحدهم قائلًا: «وأنا كذلك.»، ثم ضحك. وبعدها أضاف: «لنجعل من هذا المكان وطنًا للجميع.»
لقد ظل الحب الطيب الذي خلفته ريوزو ماير، بعد أن غمرها البلور السحري، ينهش قلب بياتريس كأنه لعنة، نابضًا بألم جرح لا يندمل.
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
أخيرًا فهم سوبارو السبب وراء رفض بياتريس له، ورغبتها الصادقة في الموت.
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «على أي حال.» بدأت رام وهي تلقي نظرة خاطفة على وجهه البائس قبل أن تلتفت نحو سوبارو، «السيدة ريوزو… أو بالأحرى، الآنسة شيما، لأن هذا هو الاسم الذي ترغب في أن تُنادى به، تريد التحدث معك، باروسو. يبدو أنها ترغب في متابعة حديث البارحة.»
«—لا أدري دونو بشأن تلك الصغيرة، لكنني مهتم أكثر بالساحرة. كنت أعلم أن هذا المكان هو ساحة محاكمة ساحرة الجشع، لكنني لم أحصل على فرصة لمعرفة المزيد عنها.»
—الأربعمائة سنة التي قضتها بياتريس كانت فراغًا، ويدها الممدودة لا تزال تبحث عمّا فقدته.
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
«… ريوزو، هل سبق لبياتريس أن التقت بك أو بالآخرين؟»
«لا، لم تلتقِ بنا. لم تطأ السيدة بياتريس هذه الأرض منذ أن ولدنا كنسخ. لطالما تساءلت؛ أليس من الأجدر أن نلتقي بها؟»
أطلق سوبارو صرخة احتجاج مع ارتفاع صوته، فيما رام تنفجر ضاحكة. لكن رغم ذلك، لم يستطع التخلص من الشكوك التي تراوده حيال تصرفاتها. شعر وكأن عظمة صغيرة عالقة في حلقه.
تحدثت شيما كممثلة للنسخ، وكان سوبارو يتفق جزئيًا مع رأيها.
«نعم. أفهم ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما هذا الهراء الذي…؟ إن لم أوقفك هنا… غه، آآااه!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كانت تلك رغبة ريوزو ماير الأخيرة، أليس كذلك؟ أن يصبح هذا المكان ملجأا، حيث يمكن للجميع أن يبتسموا… وأن تكون بياتريس جزءًا من ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
«ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
«هاه؟»
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
قفز قلب ريوزو مرة أخرى. لم تكن تتخيل أن تحصل على فرصة للتحدث، ودائمًا ما تركت الفرص تفلت من يديها، متذرعة بأسباب واهية لتبتعد. لذا، تفاجأت عندما أولتها إيكيدنا اهتمامًا مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يلتئم جرح بياتريس لأن الزمن بالنسبة لها ظل متوقفًا.
«ذلك…»
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد انبهرتُ بمشهد السيدة بياتريس عند المغيب… أنا آسفة.»
«—هذه المرة، سأحطم زمنها المتوقف.»
حدَّقت إيكيدنا في ريوزو بعينيها السوداوين الباردتين، بينما قبضت الفتاة يديها بإحكام حتى شحبت أصابعها. وعلى مقربة منها، ارتسمت على ملامح روزوال بجوار الساحرة علامات العذاب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
هزَّت ريوزو رأسها برفق تجاه اعتذار روزوال، ثم مررت أصابعها فوق صفحات الكتاب الذي استقر على حضنها. كان هذا أحد الكتب التي قدمتها إيكيدنا لسكان المستوطنة الذين لا يعرفون القراءة ويرغبون في تعلمها. ورغم أنها لم تتقن النص بعد، فإنها كانت في منتصف طريقها نحو فهمه، خطوة بخطوة.
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
استمعت شيما لتصريح سوبارو، وهزت رأسها ببطء وهي تتحدث. كانت خصلات شعرها الوردي الفاتح تتمايل في حركة بدت لسوبارو كأنها تعبير ملموس عن قلقها الداخلي.
«شكرًا لكِ— وداعًا، بيتي.»
«مع مرور الزمن، تتغير العصور كذلك. كان هناك وقت عندما أُجبر أفراد جماعتنا، الذين عُرفوا سابقًا بلعنة الدم، على اللجوء إلى هذا المكان… لكن في الآونة الأخيرة، أُحسِن التعامل مع ذوي الدم المختلط. كنت أخدع نفسي، متخذةً من رغبة جدتنا ذريعة.»
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… السيدة بياتريس.»
«… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
«حياة الملجأ، التي بدت هادئة على السطح، استمرت هكذا… فماذا حدث بعد ذلك؟»
كان في ذهن سوبارو صورة مرشحات الانتقاء الملكي متجمعات في القصر. هناك، عبَّرت إميليا عن إرادتها بالكلمات، وتحدَّت الشرور الموجهة نحوها بشجاعة. كانت مثاليتها قد بدأت في رسم طريق يقود إلى العالم الذي تمنته ريوزو ماير.
لم يلتئم جرح بياتريس لأن الزمن بالنسبة لها ظل متوقفًا.
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
«عندما تحقق إميليا ذلك، سيبدأ الملجأ المُكتمل من جديد. وعندما تُصحح الأمور، سيصبح بإمكان أي شخص أن يعتبر العالم بأسره ملجأا.»
—خُيِّل إليها أنها تشعر برياح مزعجة تهبُّ في الأفق، رغم صفاء السماء الخالي من الغيوم.
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تحاشى غارفيل الحديث عن تفاصيل تجربته في المحاكمة وهو يرد على سؤال سوبارو بشأن الساحرة. وعندما هز سوبارو رأسه بتفهم، طرحت رام سؤالًا فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل تعتقدين أن كل هذا كان عبثيًا، سيدتي ريوزو؟»
وكان دوره هو دعمها عن قرب حتى يحين اليوم الذي تُشاد فيه أفكارها وتُرفع عاليًا.
«—! جدتي!»
«يا له من حلم جميل يطرب له السامع… إنها كلمات حسنة النبرة ولا شيء أكثر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
«لكنني عازم عليها بكل جوارحي!»
《٧》
عندما وجهت تلك الفتاة نظراتها الحادة نحو ريوزو، شعرت الأخيرة بالانكماش تمامًا.
عندما تهادت كلمات شيما بشفتيها متهكمةً بتعليق متكاسل، ضرب غارفيل صدره بقوة. مبتسمًا بابتسامته ذات الأنياب الحادة، أومأ غارفيل لسوبارو بوجه خالٍ من الشكوك.
«لا تدعها تظل كلمات وحسب، أيها القائد… حتى لو اضطررت إلى ركل الأميرة… السيدة إميليا في مؤخرتها!»
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
«لن أتعامل بخشونة مع مؤخرة إميليا تان الجميلة هكذا. لكنني أفهمك.»
بدت شيما متأثرة بتبادل الحماسة بين غارفيل وسوبارو.
«بصراحة، فوجئت بأن إيكيدنا كانت تتجول برفقة بياتريس. من خلال ما أعرفه، لم أكن أعتقد أنها تكنُّ لها أي مشاعر حب كعائلة.»
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«عندما يحين ذلك الوقت، سيكون من العار البقاء محبوسين هنا. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدون نظرات غير مصدقة، يمكنك الرهان على أنني سأكون هناك بابتسامة مغرورة على وجهي وأنا أخبرهم بأنني كنت أول مَن انضم إلى الفكرة.»
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
أطلق سوبارو صرخة احتجاج مع ارتفاع صوته، فيما رام تنفجر ضاحكة. لكن رغم ذلك، لم يستطع التخلص من الشكوك التي تراوده حيال تصرفاتها. شعر وكأن عظمة صغيرة عالقة في حلقه.
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
«… أوه، لقد وصلتُ فقط إلى حد زمني للتشغيل، لا أكثر. لقد بذلت جهدًا أكبر قليلًا مما ينبغي لشخص في مثل عمري.»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أن روزوال أخبرها أن بياتريس لا تكرهها حقًا، إلا أن ريوزو وجدت صعوبة في تصديق ذلك. غير أن فكرة خطرت على بالها فجأة.
بضعف، ردَّت شيما بعبارة هزلية بينما دعمتها رام بجسدها الواهن. من كلمات شيما والطريقة النعسانة التي خفضت بها رأسها، أدرك سوبارو أنها وصلت بالفعل إلى حدودها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد بلغت حد نسخة تعتمد على إمداد ضعيف من المانا، وتستطيع النشاط فقط في أوقات معينة. لقد انتهى الحديث عن الماضي. سيسمحون لشيما بالنوم، بعد أن أدت واجبها. أما البقية، فقد أُوكلت إلى سوبارو والآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
«—الأمر بين يديك، يا سوبارو الصغير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فإذا كانت الكآبة والغرور قد استُبعِدتا من الخطايا السبع المميتة، فيمكن تسميتهما بـ ”الخطايا المميتة القديمة“.
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
«نعم، تلك الآمال منذ أربعمائة عام في يدي الآن… وهي ثقيلة حقًا…»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
لم تكن شيئًا يمكنه أن يوكل به آخرين، وبالتأكيد يس شيئًا يستطيع أن يسقطه عند قدميه. حملها بكلتا يديه، وإن لم يكفي ذلك، فسوف يلتمس ويستعير أيدي الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان القبر مثوى إيكيدنا، وكان غارفيل يمتلك المؤهلات لخوض المحاكمة باعتباره رسول الجشع. اعتقد سوبارو أن هذه المؤهلات لا تُمنح لأحد إلا بعد لقاء إيكيدنا شخصيًا.
«بأي حال، أريد السماح لشيما بالراحة… رام، هل يمكنني ترك هذا الأمر لك؟»
«كوخ غارف المتداعي… أو بالأحرى، مخبأ السيدة شيما، هو الأقرب.»
«مم بالنسبة للسيدة إيكيدنا… لم أرها حتى الآن اليوم. ويبدو أن بياتريس أيضًا لم تأتِ إلى مكانها المعتاد.»
«هيه، إن كنت ستذهبين إلى هناك، فيمكنني المجيء معكِ…»
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
«آآآه، من فضلك انتظر. غارفيل، لا تزال الأمور مبكرة جدًا عليك لتتجاوز حدودك. إن أردتِ يا الآنسة رام أن يكون لكِ مرافق، فلنسأل الآنسة ريوزو للقيام بذلك.»
«حتى وإن انحرفت حياتك أو فسدت بطريقة ما… فإنك أصبحت كما أنت بسبب اختياراتك، مهما كانت محدودة. لا تحاول أن تُقنع نفسك بأنك ضحية… يا شيطان الكآبة، هيكتور!»
«آهننن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
بينما كانت رام تحتضن شيما، حاول غارفيل أن يتطوع لمساعدتها، لكن أوتو أوقفه. أثارت هذه الحركة زمجرة من غارفيل، إلا أن رام قالت بلا مبالاة: «أعتقد أن هذا منطقي.»
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
«إذا جاء غارفيل الفظ والوقح وأزعج راحة السيدة شيما، فسنكون كمَن يضع العربة أمام التنين. سأشعر بالذنب إذا تركت رجالًا عديمي الحس والاعتبار بجانبها بدلًا من السيدة ريوزو.»
«روزوال، أمي تستدعيك أيضًا. هل هذا أمر طارئ، أتساءل؟»
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
حاول أوتو إعادة الحوار إلى مساره الصحيح، لكنه انتهى بضم كتفيه وهو يرتجف لا إراديًا.
تجاهلت رام صرخة أوتو الاعتراضية، وأخذت شيما وريوزو معها وغادرت. وبينما غادر هؤلاء الثلاثة الذين يحملون نفس لون الشعر، تمتم أوتو مفكرًا: «أظن أن رام ما زالت تشتبه بنا.»
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن أسمع ذلك من شخص يحمل نفس ملامحي يجعلني أشعر كأنني أصبت بالخرف…»
«حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
أومأ سوبارو برأسه بعمق على تعليق أوتو، وانحنى برأسه نحو ظهر رام التي اختفت بالفعل. لم يستطع مجاراتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
«سيدتي بياتريس.»
عندها، صاح غارفيل بصوت عالٍ غير قادر تمامًا على مواكبة المحادثة. فقال له سوبارو، مخاطبًا غارفيل الغاضب: «بشأن ذلك، غضبك يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وهذا بالضبط لماذا أردت أن نبقي البطاقة العشوائية رام بعيدة عن هذا. لا يبدو أن ذلك كان ذا جدوى كبيرة، على الأرجح تخفي حالتها المتدهورة أيضًا.»
غير قادرة على الفهم، هزَّت بياتريس رأسها بضعف يمنةً ويسرة. وأمام نظرتها الملتمسة، أظهرت ريوزو ابتسامة مشرقة، سعيدة.
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
«—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
بينما سكت غارفيل محاولًا أن يقرر كيف ينبغي أن يرد، أومأ أوتو له. وبينما كان ينظر نحو الثنائي، استمر سوبارو في التفكير في القبر— ومحاكمة إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
////
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
حاول أوتو إعادة الحوار إلى مساره الصحيح، لكنه انتهى بضم كتفيه وهو يرتجف لا إراديًا.
«سيدتي بياتريس.»
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
