طريق الشمال
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مرافقي الالآرشيدوق بوفريت شاحبي الوجوه. رفع كثير منهم رؤوسهم كما لو كانوا يلتقونه لأول مرة. كانت أعينهم مليئة بالصدمة والذهول وهم ينظرون إلى سيّدهم بعدم تصديق.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“المشكلة أنّ هذه الخطة كانت فاشلة منذ البداية.” تنفّس تاليس بحسرة.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
تاليس الذي كان يراقب، قطّب حاجبيه قليلًا. (مع أن بوفريت يبدو وكأنه يتشبث بحجّة بائسة في محاولته الأخيرة، إلا أنه ليس غير منطقي.)
Arisu-san
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com زفر بوفريت من أنفه ساخرًا.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“لم تكن هذه المجموعة من مدينة المنارة المُضيئة تنوي الردّ بسلام. لقد استلّوا سيوفهم فورًا بدلًا من ذلك.” خفت صوت نيكولاس فيما ازداد اضطراب الناس. “وذلك إلى أن تولّيتُ بنفسي ذبح ذلك الرجل من الفئة العليا.”
الفصل 147: طريق الشمال
“الأمير موريا قُتل، لكن عميل الكوكبة الداخلي فشل. ظهوري أنا أحبط قدرة دوق الإقليم الشمالي على إشعال الحرب كما خُطّط.” قطّب جبينه وهو يسترجع تفاصيل قصر النهضة، وسونيا وأراكّا في الحصن. “كما فشل لامبارد في جمع قوات الآرشيدوقات الثلاثة في الجنوب لغزو الكوكبة. وغني عن القول، أنه لم يكن ليستطيع إسقاط حصن التنين المحطّم—كانت الحرب بين الكوكبة والتنين مستحيلة أصلًا!”
…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ومن ينفّذ هذه الاستراتيجية سيُشكّل نفسه نصلًا حادًا لكلا البلدين، في محاولة لإعادة تشكيل الهيكل على كل جانب خلال الاضطراب. وهذا بدوره سيعيد تشكيل الوضع في شبه الجزيرة الغربية بأكملها.”
كان الآرشيدوقات، والخدم المخلصون بجانب الملك، وحتى حرّس النصل الأبيض والحرس العاديون لقصر الروح البطولية، جميعهم يحدّقون بتركيز في الالآرشيدوق بوفريت داخل قاعة الاجتماع.
فجأة، ارتفعت زاوية فم بوفريت، باسمةً ابتسامة مظلمة موحشة.
ومن بينهم جميعًا، كانت نظرة الملك نوڤين مخيفة على نحوٍ خاص.
النظرات المختلطة من دوقات الكوكبة.
كان مثل التنين الأسطوري المفترس للبشر.
“هذه المبارزة أمرٌ ملكي.”
كان مرافقي الالآرشيدوق بوفريت شاحبي الوجوه. رفع كثير منهم رؤوسهم كما لو كانوا يلتقونه لأول مرة. كانت أعينهم مليئة بالصدمة والذهول وهم ينظرون إلى سيّدهم بعدم تصديق.
ولم يتوقف الملك، بل تابع، وقد اختلط الكلام بالغضب والألم:
أطلق تاليس، الذي كان يراقب كل هذا، تنهيدةً خفيفة. “أحيانًا، ليس أمرًا جيدًا أن يكون المرء في عجلةٍ كهذه.”
“تفضّلا، تعرّفا على ضابطتنا العزيزة للاستخبارات.” رفع الملك نوڤين يده معرّفًا بهما.
أمام كل ذلك، لم يفعل الآرشيدوق الشاب بوفريت سوى أن ضمّ شفتيه دون أن يقول شيئًا.
انطلقت تصفيقات بطيئة متناسقة من طرف المائدة الطويلة.
كان قائد حرس النصل الأبيض وقاتل النجوم، نيكولاس، يقف خلفه. حدّق ببرود نحو الآرشيدوق، وكانت عيناه مليئتين بالازدراء. “وعلاوةً على ذلك، عندما استوقف رجالُنا المتمركزون عند بوابة المدينة جماعتهم…”
“أنا، نوڤين رايكارو كاين والتون، السابع في سلسلة الملوك المنتخبين…”
“لم تكن هذه المجموعة من مدينة المنارة المُضيئة تنوي الردّ بسلام. لقد استلّوا سيوفهم فورًا بدلًا من ذلك.” خفت صوت نيكولاس فيما ازداد اضطراب الناس. “وذلك إلى أن تولّيتُ بنفسي ذبح ذلك الرجل من الفئة العليا.”
“يا جلالة الملك؟” قال أحد النبلاء، يبدو أنه وزير إداري.
تبادل مرافقي بوفريت من مدينة المنارة المُضيئة نظرات غير مريحة. عضّوا على أسنانهم وانخفضت رؤوسهم.
“ولأجل النجاة، لم يكن أمام الآرشيدوق بوفريت سوى الإسراع في التخلّص من شركاء الأمس… ومن المحتملين منهم.”
“كونكراي؟ أنت؟” حدّق الآرشيدوق أولسيوس في الالآرشيدوق بوفريت مذهولًا. “كنت أظن أنّ مدينة المنارة المُضيئة هي الأقرب مسافة، وكذلك اليد اليمنى الأكثر ثقة لمدينة سحب التنين…”
في اللحظة المناسبة، دوّى صوت الملك.
“من الواضح أنّ الواقع مختلف قليلًا عن افتراضاتنا.” زفر ترينتيدا بجانبه. “تخمين واحد… كيف ستنتهي ليلة اليوم؟”
لم يجب أحد.
في اللحظة المناسبة، دوّى صوت الملك.
“ضيوفنا من الكوكبة يستحقون التصفيق…” قال الملك العجوز وهو يصفّق بنبرة وإيقاع يبعثان على القلق.
“تنتهي؟” قهقه نوڤين السابع قهقهة مخيفة. كانت عيناه مثبتتين على بوفريت الصامت. “صدقوني جميعًا…”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“إن نتيجة الليلة ستكون رهيبة للغاية…”
خفض تاليس رأسه وهو يصف كل ذلك ببساطة وكأن الأمر لا يعنيه.
لم يجب أحد.
في اللحظة المناسبة، اندفعت موجة من الاضطراب إلى دماغه، مما سمح لتاليس بالتفكير بسرعة ووضوح أكبر. اصطفّت جميع العناصر والأحداث أمامه كما في الأزمنة الماضية.
ظلّ الالآرشيدوق بوفريت يخفض رأسه دون أن ينطق بكلمة.
“إن رحيل الأمير موريا سيجرد عائلة والتون من أملها في تتويج ملك جديد، محوّلًا غضب الملك نوڤين إلى سماد يشعل الحرب. باسم الانتقام للملك، سيرسل الآرشيدوق لامبارد قواته بتهوّر. وفي خضمّ الفوضى، ومع تعاون شخص من الداخل، سيغزو لامبارد الإقليم الشمالي للكوكبة بنجاح، محققًا هيبة ومكاسب غير مسبوقة. وأخيرًا، سيعود الآرشيدوق في إقليم الرمال السوداء بمجد المعركة وهيبة طاغية، وسيُتوَّج ملكًا منتخبًا بالإجماع.”
دوووم!
“آه، تمامًا.” قال الملك نوڤين بلا مبالاة، وهو يداعب السوار الأسود في إصبعه.
وبتعابير شديدة المرارة، صفع الآرشيدوق روكني بيده الطاولة بعزم. ارتدّ الصدى في أنحاء القاعة.
رفع بوفريت ذراعيه كاشفًا صدره. وعضّ على أسنانه وهو يحدّق بالملك. “ما الذي تنتظره؟ هيا، اقتلني الآن!”
رفع روكني رأسه وخاطب الآرشيدوقات جميعًا، وكان صوته ممتزجًا بخيبة الأمل والغضب. “نحن أهل الشمال، ولسنا المتآمرين القتلة لمواطني الإمبراطورية الجنوبية!”
كان قائد حرس النصل الأبيض وقاتل النجوم، نيكولاس، يقف خلفه. حدّق ببرود نحو الآرشيدوق، وكانت عيناه مليئتين بالازدراء. “وعلاوةً على ذلك، عندما استوقف رجالُنا المتمركزون عند بوابة المدينة جماعتهم…”
قلّص تاليس شفتيه وهمس، “أمم، شكرًا على الإطراء.”
“لا تُقدَّم طقوس الشمال القديمة اعتباطًا. ولكي تُجدي نفعًا، فهي تتطلّب عددًا كافيًا من الشهود، وطقوسًا مقدّسة كافية، وشهودًا من المحكمين.” قال الملك نوڤين ببساطة.
“الآن بعد أن انكشف كل هذا، لا بد أن أقول إن الأمر فاجأني حقًا.” كانت عينا الآرشيدوق ترينتيدا تبثّان قليلًا من المكر واللعب. “ضيفنا الصغير من الكوكبة… هل أنت حقًا في السابعة من عمرك؟”
“ومتى احتجتُ إلى دليل؟” رفع نوڤين السابع صوته ببطء. “كل ما أحتاجه هو السبب والحقيقة.”
حدّق أولسيوس في تاليس بازدراء. “الأفاعي الصغيرة لديها حساسية خاصة تجاه المؤامرات.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع بوفريت رأسه أخيرًا، لكن دون أن يواجه أحدًا بعينه.
أخذ تاليس نفسًا عميقًا.
“تكلّم، كونكراي، قبل أن تعجز عن الكلام.” جاء صوت الملك نوڤين مُثقلًا خانقًا، يهدر في القاعة المضاءة بالنيران، نافخًا ضيقًا في الصدور.
(مؤامرة؟ لا.) قال ذلك سرًا في قلبه.
(ثم رغم أن الجميع يعلم أنّ بوفريت…)
(من اغتيال المجموعة الدبلوماسية من إكستيدت إلى معركة الكوكبة والتنين، ومن معركة حصن التنين المحطّم إلى البندقية الصوفية التي أطلقت عليّ، من لامبارد إلى بوفريت… كل النقاط بدأت تتصل.)
لم يصفق معه أحد.
في اللحظة المناسبة، اندفعت موجة من الاضطراب إلى دماغه، مما سمح لتاليس بالتفكير بسرعة ووضوح أكبر. اصطفّت جميع العناصر والأحداث أمامه كما في الأزمنة الماضية.
“ولو مات أمير الكوكبة في إقليم الرمال السوداء، لَتلطّخت سمعة لامبارد بدمه…” عاد تاليس إلى جانب بيوتراي ساخرًا. “وأمّا عرش الكوكبة، فقبل أن يتحرّك الملك نوڤين قيد أنملة، سيهجم دوقات الكوكبة جماعةً، ويمزّقون لامبارد وإقليم الرمال السوداء إربًا. وأظنّ أنّ سائر الآرشيدوقات سيسعدهم ذلك أيضًا.”
“هذه ليست مجرد مؤامرة بسيطة.” سمع تاليس نفسه يقول.
وكان الآرشيدوقات مصدومين، وبوفريت من بينهم.
“لقد حدثت أشياء كثيرة في نهاية هذا العام.” أغلق الأمير الثاني للكوكبة عينيه وهو يرتّب الأمور في رأسه. “بالنسبة لإكستيدت، لا شيء يفوق مقتل الأمير موريا في الكوكبة.”
وراء تاليس، كان نائب دبلوماسي الكوكبة، بيوتراي نيماين، الوحيد الذي عبس قليلًا، وكأنه كان قلقًا بشأن شيء ما.
“لكن ذلك لم يكن حادثًا منفردًا. إنه جزء من سلسلة رهيبة من المؤامرات تمتدّ عبر أقوى دولتين في شبه الجزيرة الجنوبية.”
“وأنتم الباقون الجالسون في هذه المحاكمة بلا أدلّة، كلّ من يشهد هذا سيكون التالي!” استدار بوفريت ومسح الآرشيدوقات بنظرة مشتعلة غضبًا.
عادت مشاهد الماضي.
وكان الآرشيدوقات مصدومين، وبوفريت من بينهم.
تعابير دوق الإقليم الشمالي الخبيثة.
“وفقط بسبب الهراء الذي تفوّه به هذا الصبي اللعين؟”
صراخ الملك كيسل غير المسيطر عليه.
(ثم رغم أن الجميع يعلم أنّ بوفريت…)
النظرات المختلطة من دوقات الكوكبة.
“مجادلة؟” ارتفع صوت بوفريت، واتسعت عيناه بجنون.
الآرشيدوق في إقليم الرمال السوداء بعينيه الخاليتين من التعبير.
كان الجميع في قاعة الأبطال يحدّقون في أمير الكوكبة، حتى أن أنفاسهم تباطأت.
يأس نوڤين السابع.
عينٌ تعجّ بالتعقيد والغضب، وأخرى جامدة باردة.
والآن، الإكستدتيون في قصر الروح البطولية.
(ماذا سيقول الناس؟ كيف ستتصرّف مدينة المنارة المُضيئة؟ هل سيكون الآرشيدوقات لا مبالين؟)
فتح تاليس عينيه ببطء، وكانتا مليئتين بالثقل.
حدّق بوفريت بهما مذهولًا.
“لقد استغلّت هذه الاستراتيجية بذكاء العلاقة الطويلة بين البلدين. وتضخّمت بعقد الحامية، والصراع الثنائي، والكراهية المتراكمة عبر عقود عديدة.”
لهث بوفريت وهو يضرب صدره.
“ومن ينفّذ هذه الاستراتيجية سيُشكّل نفسه نصلًا حادًا لكلا البلدين، في محاولة لإعادة تشكيل الهيكل على كل جانب خلال الاضطراب. وهذا بدوره سيعيد تشكيل الوضع في شبه الجزيرة الغربية بأكملها.”
وكان الآرشيدوقات مصدومين، وبوفريت من بينهم.
كان الجميع في قاعة الأبطال يحدّقون في أمير الكوكبة، حتى أن أنفاسهم تباطأت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قتلت الأمير موريا؟”
وراء تاليس، كان نائب دبلوماسي الكوكبة، بيوتراي نيماين، الوحيد الذي عبس قليلًا، وكأنه كان قلقًا بشأن شيء ما.
والآن، الإكستدتيون في قصر الروح البطولية.
“أولًا، سيقتل الأمير موريا داخل حدود الكوكبة. وهذا سيُشعل حربًا بين الكوكبة وإكستيدت. وخلال الصراع الداخلي بين العائلة المالكة جيدستار ونبلاء الكوكبة، سيعاني الطرفان دون نصر. سيضطر الملك كيسل أن يتنحّى بحزن وسط الهزيمة والإدانة. وبمساندة الشعب ومجد هزيمة إكستيدت، سيتولّى دوق الإقليم الشمالي الحارس، فال آروند، السلطة وتاج الملك الأعلى للكوكبة.”
وبتعابير شديدة المرارة، صفع الآرشيدوق روكني بيده الطاولة بعزم. ارتدّ الصدى في أنحاء القاعة.
خفض تاليس رأسه وهو يصف كل ذلك ببساطة وكأن الأمر لا يعنيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كشف الملك العجوز ابتسامة تهديد، واستدار نحو أمير الكوكبة. “أيها الصغير تاليس، شاهد جيّدًا…”
“مجرد خفقة جناح فراشة… هذه هي الجهة المتعلقة بالكوكبة فقط. أما بالنسبة لإكستيدت…”
“ومتى احتجتُ إلى دليل؟” رفع نوڤين السابع صوته ببطء. “كل ما أحتاجه هو السبب والحقيقة.”
قبض الالآرشيدوق بوفريت قبضته بلا وعي.
“كونت لامبارد لم يستطع تحقيق أمجاد اقتحام الإقليم الشمالي للكوكبة، ولا نيل التاج المنشود.”
تابع تاليس بصوت خافت:
حدّق بوفريت بهما مذهولًا.
“إن رحيل الأمير موريا سيجرد عائلة والتون من أملها في تتويج ملك جديد، محوّلًا غضب الملك نوڤين إلى سماد يشعل الحرب. باسم الانتقام للملك، سيرسل الآرشيدوق لامبارد قواته بتهوّر. وفي خضمّ الفوضى، ومع تعاون شخص من الداخل، سيغزو لامبارد الإقليم الشمالي للكوكبة بنجاح، محققًا هيبة ومكاسب غير مسبوقة. وأخيرًا، سيعود الآرشيدوق في إقليم الرمال السوداء بمجد المعركة وهيبة طاغية، وسيُتوَّج ملكًا منتخبًا بالإجماع.”
نهض ملك إكستيدت العجوز، الذي يقارب السبعين عامًا، بغتةً. وبوجه يفيض بغضب وقتل، نطق بصوته العاصف العتيق:
“وبمجرد اكتمال الخطة، سيكون لكلٍّ من الكوكبة والتنين سيّد جديد، وسط كراهيتهما لبعضهما، وستولد الأمم من جديد.”
خفض تاليس رأسه وهو يصف كل ذلك ببساطة وكأن الأمر لا يعنيه.
توقف تاليس قليلًا ثم أنهى بقوله: “استراتيجية معقدة، عظيمة، خطرة، طموحة، مبتكرة، وجريئة.”
“من الواضح أنّ الواقع مختلف قليلًا عن افتراضاتنا.” زفر ترينتيدا بجانبه. “تخمين واحد… كيف ستنتهي ليلة اليوم؟”
أظهر الآرشيدوقات الخمسة مشاعر متباينة.
“على ماذا؟”
كان على وجه روكني تعبير ثقيل، واستغرق أولسيوس في التفكير بما قاله تاليس مصدومًا، فيما ألقى ترينتيدا نظرة على الآخرين في القاعة، بتوجس. أما ليكو الأصلع العجوز فلم يفعل سوى أن رمش بعينيه، وتعابيره لا تُقرأ.
تصفيق… تصفيق… تصفيق…
اشتدّ نفس الالآرشيدوق بوفريت.
تجوّلت نظرات تاليس القلقة بين وجه بوفريت المتوتر ووجه الملك العجوز الشديد.
“شاب يحمل هذا الكم من الأفكار وهذه الجرأة.” اهتزّت مقلة آرشيدوق ليكو المعتمة وهو يخاطب بوفريت، “لكن خروجك عن الطريق لقتل أمير الكوكبة هو ما فضحك.”
“تعاونت مع لامبارد؟”
لم يُجب بوفريت، بل ظلّ يحدّق في الأرض مسلوبًا، كأنّ ما حوله قد انعدم وجوده.
“تريدونني أن أقول شيئًا…” امتدّ ضحكه.
“أظنّه لم يخرج عن الطريق—لم يكن له خيار.” رفع تاليس حاجبيه. “لقد خطر لي الآن فقط: مشهد مقتلي أمام الحصن كان يهدف إلى القضاء على لامبارد تمامًا.”
تفاجأ تاليس، واستعاد وعيه تدريجيًا من أفكاره.
التفت آرشيدوق ليكو نحوه.
“وأنتم أيها الحمقى انخدعتم بأمير الكوكبة هذا، نفاية الإمبراطورية!”
“وفق الخطة الأصلية، كان لامبارد سينتزع العرش ليصير الملك تشابمان—لا أدري ترتيب هذا الاسم في أنسابهم.
“من الواضح أنّ الواقع مختلف قليلًا عن افتراضاتنا.” زفر ترينتيدا بجانبه. “تخمين واحد… كيف ستنتهي ليلة اليوم؟”
“لكنّك، يا الآرشيدوق بوفريت، كنت الحليف الإكستيدتي الأكثـر سرّية.”
تبادل الآرشيدوقات النظرات.
رفع بوفريت رأسه أخيرًا، لكن دون أن يواجه أحدًا بعينه.
لم يسمح الملك نوڤين له بإكمال كلامه.
“المشكلة أنّ هذه الخطة كانت فاشلة منذ البداية.” تنفّس تاليس بحسرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com التقت أخيرًا عينَا الملك المنتخب لإكستيدت بعيني آرشيدوق مدينة المنارة المُضيئة.
“الأمير موريا قُتل، لكن عميل الكوكبة الداخلي فشل. ظهوري أنا أحبط قدرة دوق الإقليم الشمالي على إشعال الحرب كما خُطّط.” قطّب جبينه وهو يسترجع تفاصيل قصر النهضة، وسونيا وأراكّا في الحصن. “كما فشل لامبارد في جمع قوات الآرشيدوقات الثلاثة في الجنوب لغزو الكوكبة. وغني عن القول، أنه لم يكن ليستطيع إسقاط حصن التنين المحطّم—كانت الحرب بين الكوكبة والتنين مستحيلة أصلًا!”
في اللحظة المناسبة، اندفعت موجة من الاضطراب إلى دماغه، مما سمح لتاليس بالتفكير بسرعة ووضوح أكبر. اصطفّت جميع العناصر والأحداث أمامه كما في الأزمنة الماضية.
“كونت لامبارد لم يستطع تحقيق أمجاد اقتحام الإقليم الشمالي للكوكبة، ولا نيل التاج المنشود.”
“ولو مات أمير الكوكبة في إقليم الرمال السوداء، لَتلطّخت سمعة لامبارد بدمه…” عاد تاليس إلى جانب بيوتراي ساخرًا. “وأمّا عرش الكوكبة، فقبل أن يتحرّك الملك نوڤين قيد أنملة، سيهجم دوقات الكوكبة جماعةً، ويمزّقون لامبارد وإقليم الرمال السوداء إربًا. وأظنّ أنّ سائر الآرشيدوقات سيسعدهم ذلك أيضًا.”
زفر بوفريت زفرة بالكاد سُمعت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “منذ البداية حتى الآن، هذا الوغد اللعين لم ينطق إلا بالهراء!” أشار إلى تاليس وهو يصرخ.
“بل الأسوأ…” شدّ تاليس ابتسامة مُكرهة. “مع هزيمة ڤال أروند في الكوكبة، انفضحت مؤامرة تشابمان لامبارد. وغضب الملك نوڤين ستهبط عليه، وعلى إقليم الرمال السوداء، ثمنًا مستحقًا.”
“وأنت أيضًا، يا حليف أسرة والتون، يا قائد أسرة بوفريت، يا آرشيدوق مدينة المنارة المُضيئة، كونكراي بوفريت.”
“آه، تمامًا.” قال الملك نوڤين بلا مبالاة، وهو يداعب السوار الأسود في إصبعه.
تابع تاليس بصوت خافت:
تبادل الآرشيدوقات النظرات.
“همف، طاغية نموذجي. سيخجل رايكارو منك.” ضيّق عينيه. “رذائل هذه الإمبراطورية قد عادت إليك. لعل هذا هو—”
أومأ تاليس. “إذًا، كان قدر لامبارد محتومًا. جلالتكم، نوڤين، ومدينة سحب التنين، لن يتركاه يفلت.”
زفر بوفريت زفرة بالكاد سُمعت.
وتحت أنظار الآرشيدوقات، أشار نحو بوفريت الخالي من التعابير.
كان الآرشيدوقات، والخدم المخلصون بجانب الملك، وحتى حرّس النصل الأبيض والحرس العاديون لقصر الروح البطولية، جميعهم يحدّقون بتركيز في الالآرشيدوق بوفريت داخل قاعة الاجتماع.
“وإذا ضُيّق الخناق على لامبارد حتى النهاية، فكيف سينجو شريكه وحده؟ وبحسب طباع لامبارد، فسيجرّ شريكه معه إلى الجحيم.” هزّ تاليس رأسه.
“هاهاها، وما الذي يمكن أن أقوله؟” هزّ بوفريت رأسه ساخرًا.
“ولأجل النجاة، لم يكن أمام الآرشيدوق بوفريت سوى الإسراع في التخلّص من شركاء الأمس… ومن المحتملين منهم.”
(ما معنى هذا؟)
شهق روكني الطويل الشعر ساخرًا.
“يا جلالة الملك؟” قال أحد النبلاء، يبدو أنه وزير إداري.
“ولو مات أمير الكوكبة في إقليم الرمال السوداء، لَتلطّخت سمعة لامبارد بدمه…” عاد تاليس إلى جانب بيوتراي ساخرًا. “وأمّا عرش الكوكبة، فقبل أن يتحرّك الملك نوڤين قيد أنملة، سيهجم دوقات الكوكبة جماعةً، ويمزّقون لامبارد وإقليم الرمال السوداء إربًا. وأظنّ أنّ سائر الآرشيدوقات سيسعدهم ذلك أيضًا.”
والآرشيدوق ليكو لم يرفع رأسه أصلًا، كأنه منشغل بإمعان النظر في المائدة.
“وعندها، تكون أنت في مأمن.”
تاليس الذي كان يراقب، قطّب حاجبيه قليلًا. (مع أن بوفريت يبدو وكأنه يتشبث بحجّة بائسة في محاولته الأخيرة، إلا أنه ليس غير منطقي.)
هبط صوت أمير الكوكبة.
تعرّف تاليس على القادمين، فقطّب وهو ينظر إلى بيوتراي.
وفي القاعة، تناثرت الزفرات بأحاسيس مختلفة: تفكير، أسى، امتعاض، غضب.
شهق الآرشيدوق بوفريت بشدّة. رفع سبّابته اليُمنى وهو يعضّ على أسنانه. “إن متُّ هنا، فلن تنسى أسرة بوفريت. ولن تنسى مدينة المنارة المُضيئة…”
وفي اللحظة التالية، استدار الالآرشيدوق بوفريت أخيرًا. لم تعد عيناه وديعتين؛ بل حدّق في تاليس حادًّا من أسفل لأعلى، ثم أعاد نظره إلى الملك نوڤين السابع الجالس في نهاية المائدة أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (ما الدور الذي يلعبونه حقًا في هذا العالم؟)
تصفيق… تصفيق… تصفيق…
أخذ تاليس نفسًا عميقًا.
انطلقت تصفيقات بطيئة متناسقة من طرف المائدة الطويلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقف تاليس قليلًا ثم أنهى بقوله: “استراتيجية معقدة، عظيمة، خطرة، طموحة، مبتكرة، وجريئة.”
كان الملك نوڤين هو من بدأ التصفيق، دون أن تتغيّر ملامحه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com التقط بوفريت أنفاسه وهدّد بكلماته: “بعد موتي، سيرث أخي منصب الآرشيدوق. أمّا مدينة سحب التنين، فأسرة بوفريت سوف—”
لم يصفق معه أحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قبل موت رايكارو إكستيدت، وقف ابن أخيه وخليفته، نوڤين والتون الأول المستقبلي، عند فراشه. وبشهادة ملكة السماء، أقسم يمينه وريثًا لبطل الإنسانية.”
“ضيوفنا من الكوكبة يستحقون التصفيق…” قال الملك العجوز وهو يصفّق بنبرة وإيقاع يبعثان على القلق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في اللحظة التالية، ارتجّت راحة يده اليمنى وهو يصفقها على الكرسي!
تدحرجت عينا تاليس بضيق. شعر بكل الأنظار عليه، نظرات ثقيلة بالتفكير والخوف.
“كونكراي؟ أنت؟” حدّق الآرشيدوق أولسيوس في الالآرشيدوق بوفريت مذهولًا. “كنت أظن أنّ مدينة المنارة المُضيئة هي الأقرب مسافة، وكذلك اليد اليمنى الأكثر ثقة لمدينة سحب التنين…”
“وأنت أيضًا، يا حليف أسرة والتون، يا قائد أسرة بوفريت، يا آرشيدوق مدينة المنارة المُضيئة، كونكراي بوفريت.”
زفر بوفريت زفرة بالكاد سُمعت.
التقت أخيرًا عينَا الملك المنتخب لإكستيدت بعيني آرشيدوق مدينة المنارة المُضيئة.
دوووم!
عينٌ تعجّ بالتعقيد والغضب، وأخرى جامدة باردة.
“وفق الخطة الأصلية، كان لامبارد سينتزع العرش ليصير الملك تشابمان—لا أدري ترتيب هذا الاسم في أنسابهم.
“تكلّم، كونكراي، قبل أن تعجز عن الكلام.” جاء صوت الملك نوڤين مُثقلًا خانقًا، يهدر في القاعة المضاءة بالنيران، نافخًا ضيقًا في الصدور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ههه.” ضحك الآرشيدوق الشاب ساخرًا.
“على الأقل، اختر لنفسك طريقة الإعدام.”
“شاب يحمل هذا الكم من الأفكار وهذه الجرأة.” اهتزّت مقلة آرشيدوق ليكو المعتمة وهو يخاطب بوفريت، “لكن خروجك عن الطريق لقتل أمير الكوكبة هو ما فضحك.”
فجأة، ارتفعت زاوية فم بوفريت، باسمةً ابتسامة مظلمة موحشة.
“السيدة كالشان.”
“طريقة إعدام؟” تمتم.
“كونكراي؟ أنت؟” حدّق الآرشيدوق أولسيوس في الالآرشيدوق بوفريت مذهولًا. “كنت أظن أنّ مدينة المنارة المُضيئة هي الأقرب مسافة، وكذلك اليد اليمنى الأكثر ثقة لمدينة سحب التنين…”
اقترب أحد تابعيه منزوع السلاح وقد بان القلق على وجهه، هامسًا: “سيدي، ربما—”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إن نتيجة الليلة ستكون رهيبة للغاية…”
لكن بوفريت استدار فجأة، وعلى وجهه غضب جارف، وقال ببرود: “اخرس.”
أمام كل ذلك، لم يفعل الآرشيدوق الشاب بوفريت سوى أن ضمّ شفتيه دون أن يقول شيئًا.
تلعثم تابعه قليلًا ثم توقّف عن الكلام بعد تنهيدة.
“كونكراي؟ أنت؟” حدّق الآرشيدوق أولسيوس في الالآرشيدوق بوفريت مذهولًا. “كنت أظن أنّ مدينة المنارة المُضيئة هي الأقرب مسافة، وكذلك اليد اليمنى الأكثر ثقة لمدينة سحب التنين…”
عاد بوفريت والتوت ملامحه وهو يعضّ على أسنانه، تتقلّب بين السخط والحَنَق.
لكن بوفريت استدار فجأة، وعلى وجهه غضب جارف، وقال ببرود: “اخرس.”
“ههه.” ضحك الآرشيدوق الشاب ساخرًا.
حدّق بوفريت بهما مذهولًا.
“تريدونني أن أقول شيئًا…” امتدّ ضحكه.
(ثم رغم أن الجميع يعلم أنّ بوفريت…)
قطّب تاليس، فيما ظلّ الملك نوڤين على حاله.
حدّق أولسيوس في تاليس بازدراء. “الأفاعي الصغيرة لديها حساسية خاصة تجاه المؤامرات.”
“هاهاها، وما الذي يمكن أن أقوله؟” هزّ بوفريت رأسه ساخرًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com التقط بوفريت أنفاسه وهدّد بكلماته: “بعد موتي، سيرث أخي منصب الآرشيدوق. أمّا مدينة سحب التنين، فأسرة بوفريت سوف—”
وللحظة خاطفة، استدار فجأة، وعيناه حادّتان كعينَي صقرٍ وهو يمسح القاعة ببصره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إن نتيجة الليلة ستكون رهيبة للغاية…”
“لا أعرف عمّ تتحدثون.” ألقت كلماته اللامبالية بظلال تغيّرٍ على وجوه الجميع.
لم يصفق معه أحد.
“تلقيت دعوة من جلالته للحضور إلى مدينة سحب التنين لمناقشة شؤون ثنائية.” خاطبهم بسخرية وهو يمدّ يده نحو تاليس. “ثم إنّ الملك المنتخب الذي أقدّره أكثر من الجميع، والذي لا أستطيع رفضه، تحالف مع أمير العدو—ذاك الذي يحمل ثأرًا عميقًا معه—كل ذلك لاتهامي بقتل الأمير موريا؟”
“قدتُ محاولة اغتيال هذا الوغد؟”
“والسبب؟” التفت بحدة، حتى أنّ تاليس ارتجف.
تاليس الذي كان يراقب، قطّب حاجبيه قليلًا. (مع أن بوفريت يبدو وكأنه يتشبث بحجّة بائسة في محاولته الأخيرة، إلا أنه ليس غير منطقي.)
“لأنني أردت مغادرة الوليمة مبكرًا؟ لأنني أردت الإسراع بالعودة إلى الأراضي خاصتي؟ لأنّ رجالي وحُرّاس النصل الأبيض دخلوا في صدام غير ضروري ليلًا؟ بل اضطررت للتضحية بحارس من الفئة العليا!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ملك فرسان التنين ووارث البطل رايكارو، وخليفة تشارا البطل…”
لهث بوفريت وهو يضرب صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع روكني رأسه وخاطب الآرشيدوقات جميعًا، وكان صوته ممتزجًا بخيبة الأمل والغضب. “نحن أهل الشمال، ولسنا المتآمرين القتلة لمواطني الإمبراطورية الجنوبية!”
“يا لها من افتراءات وقحة!”
رأى الرمز على ثوبها: قمران متداخلان—أحدهما هلال والآخر بدر.
“تبًّا لك، يا بوفريت!” بصق أحد حاشية الملك. “هذه حجّة جبان!”
(آرشيدوق يأتي إلى مدينة سحب التنين، ثم يُعدمه الملك…)
“يا للحال، هذا ليس كونكراي الذي أعرفه—اليوم مليء بالمفاجآت.” ضيّق الآرشيدوق ترينتيدا عينيه ضاحكًا.
ابتسم ترينتيدا ذو التسريحة الدائرية لصديقه المقرّب، كاشفًا ثماني أسنان.
“لقد سمعنا كلام الطفل ورأينا ردّك. فهل ما زال ثمة حاجة للمجادلة؟” عقد أولسيوس حاجبيه. “لا تنسَ، أنت شمالي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في اللحظة التالية، ارتجّت راحة يده اليمنى وهو يصفقها على الكرسي!
“مجادلة؟” ارتفع صوت بوفريت، واتسعت عيناه بجنون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الآرشيدوق في إقليم الرمال السوداء بعينيه الخاليتين من التعبير.
“منذ البداية حتى الآن، هذا الوغد اللعين لم ينطق إلا بالهراء!” أشار إلى تاليس وهو يصرخ.
“وأنتم الباقون الجالسون في هذه المحاكمة بلا أدلّة، كلّ من يشهد هذا سيكون التالي!” استدار بوفريت ومسح الآرشيدوقات بنظرة مشتعلة غضبًا.
“وأنتم أيها الحمقى انخدعتم بأمير الكوكبة هذا، نفاية الإمبراطورية!”
“محكم الممر الذهبي، وقاهر حصن التنين المحطّم…”
اكتفى تاليس بشدّ كتفيه وهو يتبادل النظرات مع بيوتراي.
“هاهاها، وما الذي يمكن أن أقوله؟” هزّ بوفريت رأسه ساخرًا.
همس المركيز شيلس مسرورًا: “يا لها من مشاهدة في بلاط إكستيدت… تستحق ثمن الرحلة.”
“كونت لامبارد لم يستطع تحقيق أمجاد اقتحام الإقليم الشمالي للكوكبة، ولا نيل التاج المنشود.”
استدار بوفريت، وبالغضب والمهانة، صوّب نظره نحو الملك نوڤين.
“تلقيت دعوة من جلالته للحضور إلى مدينة سحب التنين لمناقشة شؤون ثنائية.” خاطبهم بسخرية وهو يمدّ يده نحو تاليس. “ثم إنّ الملك المنتخب الذي أقدّره أكثر من الجميع، والذي لا أستطيع رفضه، تحالف مع أمير العدو—ذاك الذي يحمل ثأرًا عميقًا معه—كل ذلك لاتهامي بقتل الأمير موريا؟”
“قتلت الأمير موريا؟”
لكن لا الآرشيدوقات ولا الملك أظهروا استياءً؛ كأن هذا أمرٌ بديهي.
“تعاونت مع لامبارد؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وبوجود ناطقة تجسيد القمر الساطع في هذا المؤتمر الإمبراطوري، وبشهادة آرشيدوق أوركيد المرموقة، وآرشيدوق برج الإصلاح، وآرشيدوق مدينة الصلوات البعيدة، وآرشيدوق مدينة الدفاع، والوريث الوحيد للكوكبة…”
“قدتُ محاولة اغتيال هذا الوغد؟”
تعرّف تاليس على القادمين، فقطّب وهو ينظر إلى بيوتراي.
التوت ملامحه وهو يصرخ ساخطًا:
شهق الآرشيدوق بوفريت بشدّة. رفع سبّابته اليُمنى وهو يعضّ على أسنانه. “إن متُّ هنا، فلن تنسى أسرة بوفريت. ولن تنسى مدينة المنارة المُضيئة…”
“أهناك أي دليل!”
“على ماذا؟”
“يعلم الجميع أنني في سنّ موريا تقريبًا. كنا على علاقة طيبة، فما الذي يدفعني لقتله؟” جعلت كلماته الجميع يتبادلون نظرات مريبة ويقطّبون جبينهم. وبدأوا يهمسون فيما بينهم. “وكما قلت يا آرشيدوق أولسيوس، إنّ أسرة بوفريت هي أقوى حلفاء أسرة والتون!”
التوت ملامحه وهو يصرخ ساخطًا:
عند مشاهدة تصرّفات الآرشيدوق بوفريت، لزم الملك نوڤين الصمت. غير أنّ عينيه ازدادتا برودًا.
“تلقيت دعوة من جلالته للحضور إلى مدينة سحب التنين لمناقشة شؤون ثنائية.” خاطبهم بسخرية وهو يمدّ يده نحو تاليس. “ثم إنّ الملك المنتخب الذي أقدّره أكثر من الجميع، والذي لا أستطيع رفضه، تحالف مع أمير العدو—ذاك الذي يحمل ثأرًا عميقًا معه—كل ذلك لاتهامي بقتل الأمير موريا؟”
“وأنت يا جلالتك، يا نوڤين السابع الرحيم لكن المشوَّش، تريد أن تُنهي أمري هنا؟” صرخ بوفريت في الجميع. “بناءً على هذا الاتهام السخيف العبثي، فقط لأنني رغبتُ في العودة إلى إقليمي؟
تبادل الآرشيدوقات النظرات.
“وفقط بسبب الهراء الذي تفوّه به هذا الصبي اللعين؟”
وكان الآرشيدوقات مصدومين، وبوفريت من بينهم.
شهق الآرشيدوق بوفريت بشدّة. رفع سبّابته اليُمنى وهو يعضّ على أسنانه. “إن متُّ هنا، فلن تنسى أسرة بوفريت. ولن تنسى مدينة المنارة المُضيئة…”
تاليس الذي كان يراقب، قطّب حاجبيه قليلًا. (مع أن بوفريت يبدو وكأنه يتشبث بحجّة بائسة في محاولته الأخيرة، إلا أنه ليس غير منطقي.)
“ولن ينسى الشمال!”
لم يجب أحد.
وسط تجهم الحاضرين، زأر بجنون.
(من اغتيال المجموعة الدبلوماسية من إكستيدت إلى معركة الكوكبة والتنين، ومن معركة حصن التنين المحطّم إلى البندقية الصوفية التي أطلقت عليّ، من لامبارد إلى بوفريت… كل النقاط بدأت تتصل.)
“سيعلم الجميع بأمر الملك الذي قطع نسلَه، أن والتون جُنّ من اليأس! صدّق الغدر وأعداءه واضطهد مُخلصيه ورفاقه. من غير سبب، أو دليل، أو مسوّغ، اتّهمني—أنا آرشيدوقه—ثم ذبحني علنًا في مدينة سحب التنين!”
“محاولة غير سيئة.” حمل صوت الملك نوڤين العجوز الثقيل صقيعًا حادًا. “لطالما ظننتك مُترَفًا مُتأنّثًا.”
“سيعلم الجميع أنّ هذا خرقٌ لميثاق رايكارو المشترك!”
وتحت أنظار الآرشيدوقات، أشار نحو بوفريت الخالي من التعابير.
راقب الآرشيدوقات أداؤه في صمت. وانسكبت مسحة حزن من أعينهم.
دوووم!
التقط بوفريت أنفاسه وهدّد بكلماته: “بعد موتي، سيرث أخي منصب الآرشيدوق. أمّا مدينة سحب التنين، فأسرة بوفريت سوف—”
“لقد استهنتُ بك. يبدو أنك لست ممثلًا سيئًا—جرّب الالتحاق بأكاديمية قبلة التنين أو قاعة الليل المظلم، ولكن ليس هنا.”
لكن في تلك اللحظة، صفق الملك نوڤين مجددًا.
شهق الآرشيدوق بوفريت بشدّة. رفع سبّابته اليُمنى وهو يعضّ على أسنانه. “إن متُّ هنا، فلن تنسى أسرة بوفريت. ولن تنسى مدينة المنارة المُضيئة…”
فأربك بوفريت، مقاطعًا حديثه.
وللحظة خاطفة، استدار فجأة، وعيناه حادّتان كعينَي صقرٍ وهو يمسح القاعة ببصره.
“محاولة غير سيئة.” حمل صوت الملك نوڤين العجوز الثقيل صقيعًا حادًا. “لطالما ظننتك مُترَفًا مُتأنّثًا.”
“لقد سمعنا كلام الطفل ورأينا ردّك. فهل ما زال ثمة حاجة للمجادلة؟” عقد أولسيوس حاجبيه. “لا تنسَ، أنت شمالي.”
“لقد استهنتُ بك. يبدو أنك لست ممثلًا سيئًا—جرّب الالتحاق بأكاديمية قبلة التنين أو قاعة الليل المظلم، ولكن ليس هنا.”
لهث بوفريت وهو يضرب صدره.
“تف، كل هذا مخطّطك المدروس لإرسالي إلى هلاكي وشلّ قوة الآرشيدوقات.” ردّ الآرشيدوق بوفريت بشراسة. “هل لديك أي دليل غير الافتراضات والافتراءات؟”
“دع الإكستيدتيين يرون هيئة ملكهم الحقيقية!”
قهقه الملك نوڤين بسخرية.
لكن لا الآرشيدوقات ولا الملك أظهروا استياءً؛ كأن هذا أمرٌ بديهي.
“أجل، ربما فقدتَ صوابك منذ زمن بعيد. لا تُعير دليلًا أي اهتمام، ولا هوية القاتل. كل ما تريده هو شلّ قوتنا نحن الآرشيدوقات!”
“لا تُقدَّم طقوس الشمال القديمة اعتباطًا. ولكي تُجدي نفعًا، فهي تتطلّب عددًا كافيًا من الشهود، وطقوسًا مقدّسة كافية، وشهودًا من المحكمين.” قال الملك نوڤين ببساطة.
رفع بوفريت ذراعيه كاشفًا صدره. وعضّ على أسنانه وهو يحدّق بالملك. “ما الذي تنتظره؟ هيا، اقتلني الآن!”
“السيدة كالشان.”
“دع الإكستيدتيين يرون هيئة ملكهم الحقيقية!”
“يا للحال، هذا ليس كونكراي الذي أعرفه—اليوم مليء بالمفاجآت.” ضيّق الآرشيدوق ترينتيدا عينيه ضاحكًا.
“وحين أصل إلى نهر الجحيم، سأخبر موريا أنّ والده جُنّ بعد موته—وأن أسرة والتون انتهت في هذا الجيل!” صرّ بوفريت على أسنانه ولفظ كل كلمة بوضوح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “طريقة إعدام؟” تمتم.
طاخ!
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
عند سماع اسم ابنه الراحل، ضرب الملك نوڤين الطاولة بقبضته.
والآرشيدوق ليكو لم يرفع رأسه أصلًا، كأنه منشغل بإمعان النظر في المائدة.
لكن بوفريت تجاهله.
شهق الآرشيدوق بوفريت بشدّة. رفع سبّابته اليُمنى وهو يعضّ على أسنانه. “إن متُّ هنا، فلن تنسى أسرة بوفريت. ولن تنسى مدينة المنارة المُضيئة…”
“وأنتم الباقون الجالسون في هذه المحاكمة بلا أدلّة، كلّ من يشهد هذا سيكون التالي!” استدار بوفريت ومسح الآرشيدوقات بنظرة مشتعلة غضبًا.
تعرّف تاليس على القادمين، فقطّب وهو ينظر إلى بيوتراي.
هزّ روكني رأسه بازدراء، وقد طفح الاشمئزاز من عينيه.
“رايكارو؟”
ابتسم ترينتيدا ذو التسريحة الدائرية لصديقه المقرّب، كاشفًا ثماني أسنان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في اللحظة التالية، ارتجّت راحة يده اليمنى وهو يصفقها على الكرسي!
أمّا أولسيوس، فكان يحدّق في الآرشيدوق الشاب عاجزًا عن الكلام.
والآرشيدوق ليكو لم يرفع رأسه أصلًا، كأنه منشغل بإمعان النظر في المائدة.
“على ماذا؟”
وبدت حاشية الملك ومستشاروه غارقين في التفكير.
“وأنتم الباقون الجالسون في هذه المحاكمة بلا أدلّة، كلّ من يشهد هذا سيكون التالي!” استدار بوفريت ومسح الآرشيدوقات بنظرة مشتعلة غضبًا.
ولم يكونوا وحدهم ممن شعر بوجود مشكلة.
حدّق بوفريت بهما مذهولًا.
تاليس الذي كان يراقب، قطّب حاجبيه قليلًا. (مع أن بوفريت يبدو وكأنه يتشبث بحجّة بائسة في محاولته الأخيرة، إلا أنه ليس غير منطقي.)
“أهناك أي دليل!”
(آرشيدوق يأتي إلى مدينة سحب التنين، ثم يُعدمه الملك…)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مرافقي الالآرشيدوق بوفريت شاحبي الوجوه. رفع كثير منهم رؤوسهم كما لو كانوا يلتقونه لأول مرة. كانت أعينهم مليئة بالصدمة والذهول وهم ينظرون إلى سيّدهم بعدم تصديق.
(ماذا سيقول الناس؟ كيف ستتصرّف مدينة المنارة المُضيئة؟ هل سيكون الآرشيدوقات لا مبالين؟)
لم يسمح الملك نوڤين له بإكمال كلامه.
(ثم رغم أن الجميع يعلم أنّ بوفريت…)
“تكلّم، كونكراي، قبل أن تعجز عن الكلام.” جاء صوت الملك نوڤين مُثقلًا خانقًا، يهدر في القاعة المضاءة بالنيران، نافخًا ضيقًا في الصدور.
(لا يوجد دليل فعلًا.)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع روكني رأسه وخاطب الآرشيدوقات جميعًا، وكان صوته ممتزجًا بخيبة الأمل والغضب. “نحن أهل الشمال، ولسنا المتآمرين القتلة لمواطني الإمبراطورية الجنوبية!”
(إلّا إذا خرج لامبارد بنفسه واعترف وحدّد بوفريت.)
انطلقت تصفيقات بطيئة متناسقة من طرف المائدة الطويلة.
تجوّلت نظرات تاليس القلقة بين وجه بوفريت المتوتر ووجه الملك العجوز الشديد.
(من اغتيال المجموعة الدبلوماسية من إكستيدت إلى معركة الكوكبة والتنين، ومن معركة حصن التنين المحطّم إلى البندقية الصوفية التي أطلقت عليّ، من لامبارد إلى بوفريت… كل النقاط بدأت تتصل.)
(ما الذي سيحدث الآن؟)
كانت هولم بلا تعبير، كأنّ ما حولها لا يعنيها.
(هل سيُقدم الملك على إعدام متهوّر…)
وبينما كان الجميع غارقين في أفكارهم، تكلّم الملك نوڤين أخيرًا.
“لقد حدثت أشياء كثيرة في نهاية هذا العام.” أغلق الأمير الثاني للكوكبة عينيه وهو يرتّب الأمور في رأسه. “بالنسبة لإكستيدت، لا شيء يفوق مقتل الأمير موريا في الكوكبة.”
“دليل؟”
قهقه الملك نوڤين بسخرية.
رفع الملك العجوز رأسه وضحك بصوت مرتفع: “هاهاهاها…”
“أولًا، سيقتل الأمير موريا داخل حدود الكوكبة. وهذا سيُشعل حربًا بين الكوكبة وإكستيدت. وخلال الصراع الداخلي بين العائلة المالكة جيدستار ونبلاء الكوكبة، سيعاني الطرفان دون نصر. سيضطر الملك كيسل أن يتنحّى بحزن وسط الهزيمة والإدانة. وبمساندة الشعب ومجد هزيمة إكستيدت، سيتولّى دوق الإقليم الشمالي الحارس، فال آروند، السلطة وتاج الملك الأعلى للكوكبة.”
ارتبك بوفريت قليلًا، وظهرت الدهشة على الآرشيدوقات.
“آه، تمامًا.” قال الملك نوڤين بلا مبالاة، وهو يداعب السوار الأسود في إصبعه.
“ومتى احتجتُ إلى دليل؟” رفع نوڤين السابع صوته ببطء. “كل ما أحتاجه هو السبب والحقيقة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ومن ينفّذ هذه الاستراتيجية سيُشكّل نفسه نصلًا حادًا لكلا البلدين، في محاولة لإعادة تشكيل الهيكل على كل جانب خلال الاضطراب. وهذا بدوره سيعيد تشكيل الوضع في شبه الجزيرة الغربية بأكملها.”
زفر بوفريت من أنفه ساخرًا.
لم يجب أحد.
“همف، طاغية نموذجي. سيخجل رايكارو منك.” ضيّق عينيه. “رذائل هذه الإمبراطورية قد عادت إليك. لعل هذا هو—”
“على الأقل، اختر لنفسك طريقة الإعدام.”
“رايكارو؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مرافقي الالآرشيدوق بوفريت شاحبي الوجوه. رفع كثير منهم رؤوسهم كما لو كانوا يلتقونه لأول مرة. كانت أعينهم مليئة بالصدمة والذهول وهم ينظرون إلى سيّدهم بعدم تصديق.
لم يسمح الملك نوڤين له بإكمال كلامه.
كان مثل التنين الأسطوري المفترس للبشر.
قبض الملك العجوز على يده اليمنى وزفر.
“كونكراي؟ أنت؟” حدّق الآرشيدوق أولسيوس في الالآرشيدوق بوفريت مذهولًا. “كنت أظن أنّ مدينة المنارة المُضيئة هي الأقرب مسافة، وكذلك اليد اليمنى الأكثر ثقة لمدينة سحب التنين…”
“قبل موت رايكارو إكستيدت، وقف ابن أخيه وخليفته، نوڤين والتون الأول المستقبلي، عند فراشه. وبشهادة ملكة السماء، أقسم يمينه وريثًا لبطل الإنسانية.”
لم يسمح الملك نوڤين له بإكمال كلامه.
“آخر جملة من قسمه صارت شعار أسرة رمح التنين.”
فتح تاليس عينيه ببطء، وكانتا مليئتين بالثقل.
تحت أنظار القاعة، خفّض نوڤين السابع صوته وقال بوقار: “صحيح… من أجل أبناء الشمال، اسلكوا طريق الشمال.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إن نتيجة الليلة ستكون رهيبة للغاية…”
ارتجف الآرشيدوق بوفريت وظهر الشك في عينيه.
“شاب يحمل هذا الكم من الأفكار وهذه الجرأة.” اهتزّت مقلة آرشيدوق ليكو المعتمة وهو يخاطب بوفريت، “لكن خروجك عن الطريق لقتل أمير الكوكبة هو ما فضحك.”
قبض الملك نوڤين قبضتيه بإحكام، وتدفقت شرارات غضب من عينيه، لكنه كبَح مشاعره وأكمل بوقار: “وبما أننا شماليون، فقد حان الوقت لسلوك طريق الشمال.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تسبّب حضور الساحرة الحمراء، سيّدة الغرفة السرّية، في عبوس الآرشيدوقات.
تبدّلت تعابير الجميع دفعة واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (هل يعقل؟)
وتفاجأ تاليس وهو يفكّر في احتمال جعل وجهه يشحب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وإذا ضُيّق الخناق على لامبارد حتى النهاية، فكيف سينجو شريكه وحده؟ وبحسب طباع لامبارد، فسيجرّ شريكه معه إلى الجحيم.” هزّ تاليس رأسه.
صفّق الملك نوڤين مجددًا، فانبثقت خُطوات زوجين قادمين من خارج القاعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في اللحظة التالية، ارتجّت راحة يده اليمنى وهو يصفقها على الكرسي!
توجّهت الأنظار كلّها نحو ظلّي القادمين.
“وفقط بسبب الهراء الذي تفوّه به هذا الصبي اللعين؟”
تعرّف تاليس على القادمين، فقطّب وهو ينظر إلى بيوتراي.
لكن نوڤين السابع لم يُعطهم الفرصة.
أما بيوتراي فضيّق عينيه قليلًا وهزّ رأسه.
رفع الملك العجوز رأسه وضحك بصوت مرتفع: “هاهاهاها…”
حدّق بوفريت بهما مذهولًا.
ارتجف الآرشيدوق بوفريت وظهر الشك في عينيه.
“تفضّلا، تعرّفا على ضابطتنا العزيزة للاستخبارات.” رفع الملك نوڤين يده معرّفًا بهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قبل موت رايكارو إكستيدت، وقف ابن أخيه وخليفته، نوڤين والتون الأول المستقبلي، عند فراشه. وبشهادة ملكة السماء، أقسم يمينه وريثًا لبطل الإنسانية.”
“السيدة كالشان.”
“وفق الخطة الأصلية، كان لامبارد سينتزع العرش ليصير الملك تشابمان—لا أدري ترتيب هذا الاسم في أنسابهم.
تحت نظرة تاليس الثقيلة، ابتسمت الجدّة العجوز التي رآها سابقًا بلطف، وألقت التحية على الآرشيدوقات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبادل مرافقي بوفريت من مدينة المنارة المُضيئة نظرات غير مريحة. عضّوا على أسنانهم وانخفضت رؤوسهم.
تسبّب حضور الساحرة الحمراء، سيّدة الغرفة السرّية، في عبوس الآرشيدوقات.
(ما معنى هذا؟)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بل الأسوأ…” شدّ تاليس ابتسامة مُكرهة. “مع هزيمة ڤال أروند في الكوكبة، انفضحت مؤامرة تشابمان لامبارد. وغضب الملك نوڤين ستهبط عليه، وعلى إقليم الرمال السوداء، ثمنًا مستحقًا.”
وبغضّ النظر عن النظرات، أشار الملك نحو امرأة محجّبة ترتدي ردَاءً فضّيًا أبيض وقال ببرود: “وكذلك رئيسة كهنة قاعة القمر الساطع، جويل هولم.”
“لقد حدثت أشياء كثيرة في نهاية هذا العام.” أغلق الأمير الثاني للكوكبة عينيه وهو يرتّب الأمور في رأسه. “بالنسبة لإكستيدت، لا شيء يفوق مقتل الأمير موريا في الكوكبة.”
تجمّد تاليس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولم يكونوا وحدهم ممن شعر بوجود مشكلة.
رأى الرمز على ثوبها: قمران متداخلان—أحدهما هلال والآخر بدر.
تجمّد تاليس.
(رئيسة كهنة قاعة القمر الساطع؟)
“الملك الخامس والأربعون المنتخب لإمبراطورية إكستيدت، وآرشيدوق مدينة سحب التنين الخامس والأربعون من سلالة نهر كويكر الجليدي.”
كانت هولم بلا تعبير، كأنّ ما حولها لا يعنيها.
تاليس الذي كان يراقب، قطّب حاجبيه قليلًا. (مع أن بوفريت يبدو وكأنه يتشبث بحجّة بائسة في محاولته الأخيرة، إلا أنه ليس غير منطقي.)
لكن لا الآرشيدوقات ولا الملك أظهروا استياءً؛ كأن هذا أمرٌ بديهي.
“سيعلم الجميع أنّ هذا خرقٌ لميثاق رايكارو المشترك!”
لم يستطع تاليس منع نفسه من استحضار قاعة الغروب في الكوكبة، وسيدة الطقوس ليسيا.
“لأنني أردت مغادرة الوليمة مبكرًا؟ لأنني أردت الإسراع بالعودة إلى الأراضي خاصتي؟ لأنّ رجالي وحُرّاس النصل الأبيض دخلوا في صدام غير ضروري ليلًا؟ بل اضطررت للتضحية بحارس من الفئة العليا!”
(التجسدات…)
“آخر جملة من قسمه صارت شعار أسرة رمح التنين.”
(ما الدور الذي يلعبونه حقًا في هذا العالم؟)
“الملك الخامس والأربعون المنتخب لإمبراطورية إكستيدت، وآرشيدوق مدينة سحب التنين الخامس والأربعون من سلالة نهر كويكر الجليدي.”
“ما معنى هذا؟” قال بوفريت في كآبة وهو يحدّق في الملك.
عادت مشاهد الماضي.
“معنى ماذا؟” قهقه الملك نوڤين العجوز وضرب الطاولة براحة يده. “من الطبيعي أن تكون حضرة الكاهنة هولم هنا كشاهد… كما أن الليل قد حلّ، ولا شاهد أفضل من تجسيد القمر الساطع.”
“تفضّلا، تعرّفا على ضابطتنا العزيزة للاستخبارات.” رفع الملك نوڤين يده معرّفًا بهما.
وبدا أنّ بوفريت فهم أخيرًا. فجفّ حلق الآرشيدوق الشاب وقال بخشونة: “شاهد… على ماذا؟”
راقب الآرشيدوقات أداؤه في صمت. وانسكبت مسحة حزن من أعينهم.
“على ماذا؟”
“على الأقل، اختر لنفسك طريقة الإعدام.”
كشف الملك العجوز ابتسامة تهديد، واستدار نحو أمير الكوكبة. “أيها الصغير تاليس، شاهد جيّدًا…”
“رايكارو؟”
تفاجأ تاليس، واستعاد وعيه تدريجيًا من أفكاره.
“وعندها، تكون أنت في مأمن.”
“لا تُقدَّم طقوس الشمال القديمة اعتباطًا. ولكي تُجدي نفعًا، فهي تتطلّب عددًا كافيًا من الشهود، وطقوسًا مقدّسة كافية، وشهودًا من المحكمين.” قال الملك نوڤين ببساطة.
“لقد سمعنا كلام الطفل ورأينا ردّك. فهل ما زال ثمة حاجة للمجادلة؟” عقد أولسيوس حاجبيه. “لا تنسَ، أنت شمالي.”
(طقوس الشمال القديمة؟)
“وفقط بسبب الهراء الذي تفوّه به هذا الصبي اللعين؟”
حدّق تاليس في الملك نوڤين السابع مذهولًا، مصعوقًا لوهلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (لا يوجد دليل فعلًا.)
(هل يعقل؟)
“سيعلم الجميع أنّ هذا خرقٌ لميثاق رايكارو المشترك!”
(هل يمكن أنّ…)
(التجسدات…)
كان الآرشيدوقات والحاشية مذهولين بدورهم، بل بدا الذعر في عيون كثيرين منهم.
“وعندها، تكون أنت في مأمن.”
“يا جلالة الملك؟” قال أحد النبلاء، يبدو أنه وزير إداري.
“محاولة غير سيئة.” حمل صوت الملك نوڤين العجوز الثقيل صقيعًا حادًا. “لطالما ظننتك مُترَفًا مُتأنّثًا.”
لكن نوڤين السابع لم يُعطهم الفرصة.
(من اغتيال المجموعة الدبلوماسية من إكستيدت إلى معركة الكوكبة والتنين، ومن معركة حصن التنين المحطّم إلى البندقية الصوفية التي أطلقت عليّ، من لامبارد إلى بوفريت… كل النقاط بدأت تتصل.)
في اللحظة التالية، ارتجّت راحة يده اليمنى وهو يصفقها على الكرسي!
عند مشاهدة تصرّفات الآرشيدوق بوفريت، لزم الملك نوڤين الصمت. غير أنّ عينيه ازدادتا برودًا.
طاخ!
“هذه المبارزة أمرٌ ملكي.”
ارتجّ الجميع صدمةً.
لهث بوفريت وهو يضرب صدره.
نهض ملك إكستيدت العجوز، الذي يقارب السبعين عامًا، بغتةً. وبوجه يفيض بغضب وقتل، نطق بصوته العاصف العتيق:
“لقد استهنتُ بك. يبدو أنك لست ممثلًا سيئًا—جرّب الالتحاق بأكاديمية قبلة التنين أو قاعة الليل المظلم، ولكن ليس هنا.”
“أنا، نوڤين رايكارو كاين والتون، السابع في سلسلة الملوك المنتخبين…”
“أظنّه لم يخرج عن الطريق—لم يكن له خيار.” رفع تاليس حاجبيه. “لقد خطر لي الآن فقط: مشهد مقتلي أمام الحصن كان يهدف إلى القضاء على لامبارد تمامًا.”
“ملك فرسان التنين ووارث البطل رايكارو، وخليفة تشارا البطل…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولن ينسى الشمال!”
“سيد شماليي شبه الجزيرة الغربية، والضابط الحارس لحدود الأنهار الجليدية…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يُجب بوفريت، بل ظلّ يحدّق في الأرض مسلوبًا، كأنّ ما حوله قد انعدم وجوده.
“حامي أبناء الشمال، وفاتح الجبل الأبيض…”
“الأمير موريا قُتل، لكن عميل الكوكبة الداخلي فشل. ظهوري أنا أحبط قدرة دوق الإقليم الشمالي على إشعال الحرب كما خُطّط.” قطّب جبينه وهو يسترجع تفاصيل قصر النهضة، وسونيا وأراكّا في الحصن. “كما فشل لامبارد في جمع قوات الآرشيدوقات الثلاثة في الجنوب لغزو الكوكبة. وغني عن القول، أنه لم يكن ليستطيع إسقاط حصن التنين المحطّم—كانت الحرب بين الكوكبة والتنين مستحيلة أصلًا!”
“محكم الممر الذهبي، وقاهر حصن التنين المحطّم…”
قطّب تاليس، فيما ظلّ الملك نوڤين على حاله.
“الملك الخامس والأربعون المنتخب لإمبراطورية إكستيدت، وآرشيدوق مدينة سحب التنين الخامس والأربعون من سلالة نهر كويكر الجليدي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ههه.” ضحك الآرشيدوق الشاب ساخرًا.
“وبوجود ناطقة تجسيد القمر الساطع في هذا المؤتمر الإمبراطوري، وبشهادة آرشيدوق أوركيد المرموقة، وآرشيدوق برج الإصلاح، وآرشيدوق مدينة الصلوات البعيدة، وآرشيدوق مدينة الدفاع، والوريث الوحيد للكوكبة…”
لم يدرك تاليس ما يفعل. ظلّ يحدّق في الملك شاردًا.
تدحرجت عينا تاليس بضيق. شعر بكل الأنظار عليه، نظرات ثقيلة بالتفكير والخوف.
وكان الآرشيدوقات مصدومين، وبوفريت من بينهم.
“ولو مات أمير الكوكبة في إقليم الرمال السوداء، لَتلطّخت سمعة لامبارد بدمه…” عاد تاليس إلى جانب بيوتراي ساخرًا. “وأمّا عرش الكوكبة، فقبل أن يتحرّك الملك نوڤين قيد أنملة، سيهجم دوقات الكوكبة جماعةً، ويمزّقون لامبارد وإقليم الرمال السوداء إربًا. وأظنّ أنّ سائر الآرشيدوقات سيسعدهم ذلك أيضًا.”
ولم يتوقف الملك، بل تابع، وقد اختلط الكلام بالغضب والألم:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تف، كل هذا مخطّطك المدروس لإرسالي إلى هلاكي وشلّ قوة الآرشيدوقات.” ردّ الآرشيدوق بوفريت بشراسة. “هل لديك أي دليل غير الافتراضات والافتراءات؟”
“من أجل ابني، آخر ورثة أسرة والتون ومدينة سحب التنين، موريا برتراند نوڤين والتون؛ من أجل مقتله الدنيء…”
أومأ تاليس. “إذًا، كان قدر لامبارد محتومًا. جلالتكم، نوڤين، ومدينة سحب التنين، لن يتركاه يفلت.”
“وباسم تقاليد الشمال المجيدة، وبثأر الدم…”
والآن، الإكستدتيون في قصر الروح البطولية.
“آمرك بأن تشارك في مبارزة مقدّسة.”
“لا تُقدَّم طقوس الشمال القديمة اعتباطًا. ولكي تُجدي نفعًا، فهي تتطلّب عددًا كافيًا من الشهود، وطقوسًا مقدّسة كافية، وشهودًا من المحكمين.” قال الملك نوڤين ببساطة.
“كونكراي بوفريت، من مدينة المنارة المُضيئة…”
لكن بوفريت تجاهله.
كانت كلمات الملك العجوز حاسمة. نظر إلى الآرشيدوق الشاب المذهول وتلفّظ بالكلمات الأخيرة:
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“هذه المبارزة أمرٌ ملكي.”
رفع الملك العجوز رأسه وضحك بصوت مرتفع: “هاهاهاها…”
“ولا خيار لك إلا القبول.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “يا لها من افتراءات وقحة!”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لكن في تلك اللحظة، صفق الملك نوڤين مجددًا.
(التجسدات…)
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات