رقعة شطرنج أمراء الحرب (2)
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
الشخص ذو الصوت الحادّ كان يعرج وهو يمشي على السجادة متجهًا نحو النبلاء، يتبعه حاشيته الصغيرة.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولسببٍ ما، انتشر الارتجاج في القاعة بأكملها كما لو أنّ الصوت قد ضرب قلوب الحاضرين مباشرةً.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
فوق المقاعد الحجرية الستة، تجمّد تعبير زاين، بينما أطلق الدوق كالين البدين ضحكة قصيرة، في حين ضيّق ڤال آروند عينيه وأحكم قبضته بشدّة.
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
“الآنسة ميراندا؟” تجمّدت ملامح رافاييل وبرُد صوته، عاقدًا ذراعيه بخفة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“كوهين!” جاء صوت الشاب مفعمًا بالحيوية، ناعمًا، يسحر الأسماع تمامًا كمظهره الساحر. فتح ذراعيه على اتساعهما نحوه. “ما زلتَ مفعمًا بالطاقة!”
الفصل 59: رقعة شطرنج أمراء الحرب (2)
تبدّلت ملامح الجميع، ووجّهوا أنظارهم نحو سيريل فاكينهاز الشاحب.
…
لكن وسط الصخب، لوّح الكونت داغستان بيده للسادة الإقطاعيين، وصرخ بوجهٍ متوحّش: “لا تنسوا حرب الصحراء! لا تنسوا كيف اضطررتم إلى تجنيد شعبكم للانتقام نيابةً عن العائلة الملكية!”
تحت أنظار الحشد، خطا كوهين بخطوات واسعة نحو الشاب الواقف خلف النبيّ الأسود.
قطّب تاليس حاجبيه. ففي اللحظة التي انحنى فيها سيريل، بدا له وجه جمجمة مخيف منقوش على عباءته القرمزية، والجمجمة تمتلك أربع تجاويف للعينين.
“رافاييل!”
توقّف زاين لحظة. بالفعل، لا بدّ أنّ هناك ما تغيّر. كان من المفترض أن يشهد هذا اليوم محاولة النبلاء فرض وريثٍ على الملك، غير أنّ جلالته بدا مستعدًّا لذلك.
تحوّلت أنظار النبلاء المحيطين بالمقاعد الحجرية الثلاثة عشر نحو كوهين. كبح الرجل مشاعره المتأججة بصعوبة وصاح نحو الشاب. “رافاييل ليندبيرغ!”
“سوريل، ما معنى هذا؟” صاح بيرن تالون — النبيل ذو شعار النجمة الخماسية، رجل في أوج شبابه، وأحد أقارب عائلة جيدستار البعيدين — بغضبٍ واضح.
الشاب الذي ارتدى رداءً أبيض لمح كوهين متجهًا نحوه، فابتسم ابتسامة ساخرة وهمس في أذن مورات قبل أن يتقدّم نحوه.
“اختفيتَ لثلاث سنوات!” حتى الدوقان والملك الجالس على عرشه المرتفع استطاعوا أن يلحظوا الغضب المتأجج في كوهين.
كيف تجرّأ… كيف تجرّأ على النطق بها؟
“كوهين!” جاء صوت الشاب مفعمًا بالحيوية، ناعمًا، يسحر الأسماع تمامًا كمظهره الساحر. فتح ذراعيه على اتساعهما نحوه. “ما زلتَ مفعمًا بالطاقة!”
“أنا لا أشكّ في سلطة جلالته. إنّه الملك، وبالطبع يحقّ له أن يفعل ما يشاء وما يهوى!”
أبعد كوهين ذراع رافاييل بحدة. “لماذا غادرتَ دون أي إشعار؟”
وفي اللحظة التالية، اجتاحت طاقة إبادة باردة فوضوية يد كوهين التي كان رافاييل يمسك بها، فأيقظت في داخله طاقة الإبادة الزرقاء المتلألئة لتشتعل في مقاومةٍ عنيفةٍ ضدّها!
رمق أتباع الملك، ثم اللورد مورات هانسن الواقف وحده جانبًا دون أن يقترب منه أحد. بدا في صوت كوهين أثر من الدهشة. “أأنت تتبع الآن ’النبي الأسود‘؟ هل تدرك كم من الدماء والأفعال الآثمة لطّخت يدَيه؟”
في تلك اللحظة فقط، قطّب كيسل الخامس حاجبيه. وكان على تاليس أن يعترف بأنّ الخطاب كان مقنعًا إلى حدٍّ مقلق، حتى أنه بدأ يفكر في الدوافع الحقيقية وراء انعقاد المؤتمر الوطني الحالي.
ضحك رافاييل. “ذلك مجرّد سوء فهم من العالم أجمع. السير هانسن قدّم تضحيات جسيمة من أجل الكوكبة. لقد ضحّى بأكثر مما قدّمه أيّ نبيل آخر من الحاضرين.”
“أيها السادة، حان الوقت…”
تجمّد كوهين في مكانه لحظةً، عاجزًا عن الردّ. “سنتحدّث في هذا لاحقًا. ماذا فعلتَ خلال هذه السنوات الثلاث بحقّ السماء؟”
“سيريل! جميل أنك حضرت! وإلا لكان لقب ’أكثر شخص مكروه في هذا الاجتماع‘ قد آل إلى دوق آروند.”
“بقيتُ إلى جانب السير هانسن، أُصغي إليه وأتّبع تعاليمه.” بدا رافاييل غير مبالٍ، مسترخيًا كعادته.
“سيريل! جميل أنك حضرت! وإلا لكان لقب ’أكثر شخص مكروه في هذا الاجتماع‘ قد آل إلى دوق آروند.”
“تعاليمه؟” ارتسمت على وجه كوهين دهشة سريعة تبعها غضب عارم. “أهذا هو سببك؟ تركتَ ميراندا لثلاث سنوات دون سبب! وكلّ ذلك لأنك لحقتَ بذلك الثعبان السامّ لتستمع إلى تعاليمه؟”
دوق الصحراء الغربية، حارس الأطلال، الذي يتخذ من الجمجمة ذات العيون الأربع شعارًا له، ابتسم ابتسامةً مرعبة.
“الآنسة ميراندا؟” تجمّدت ملامح رافاييل وبرُد صوته، عاقدًا ذراعيه بخفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحك رافاييل. “ذلك مجرّد سوء فهم من العالم أجمع. السير هانسن قدّم تضحيات جسيمة من أجل الكوكبة. لقد ضحّى بأكثر مما قدّمه أيّ نبيل آخر من الحاضرين.”
“هي لم تكن لي أبدًا، فكيف تزعم أنني تخلّيتُ عنها؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هي لم تكن لي أبدًا، فكيف تزعم أنني تخلّيتُ عنها؟”
حدّق كوهين في صديقه القديم بعدم تصديق، وكأنّه يراه للمرّة الأولى.
“الآنسة ميراندا؟” تجمّدت ملامح رافاييل وبرُد صوته، عاقدًا ذراعيه بخفة.
“أجننت؟ ميراندا ما زالت تنتظر أن تعود وتبحث—”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنّ الضجيج لم يبلغ ذروته إلّا عند وصول عائلة كوڤندير — حيث بلغ الهتاف أقصاه.
“أرجوك، اطلب منها أن تتخلّى عن تلك الأوهام. هذا لأجل مصلحتها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل تشكّون في سلطة جلالته في الدعوة إلى المؤتمر الوطني؟”
اتّسعت عينا كوهين وتنهد. “إن كنت لا تزال تظنّ أنك لستَ جديرًا بها، فأؤكد لك الآن أنّها لا تُبالي…”
أما الدوق كالين، الذي قوطع كلامه، فلم يُبدِ أي انزعاج، بل اكتفى بالابتسام وهو يفرك بطنه الممتلئ.
قاطعه رافاييل ببرود، “ذاك كان في الماضي. الناس يتغيّرون. كنتُ أحبّها يومًا، أمّا الآن، فلا، انتهى الأمر.”
تقدّم إلى المركز، وجثا على ركبةٍ واحدة أمام كيسل الخامس، ذي الوجه الجامد، وقبّل الخاتم في يده.
لاحظ الشاب ذو الرداء الأبيض نظرات الحاضرين في المقاعد الستّة، فتمتم، “ليس هذا المكان المناسب للحديث عن الماضي. اعذرني، يجب أن أرحل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن الأهم من ذلك، قوّة الإبادة الجامحة الخارجة عن السيطرة.
لكن ما إن همّ بالالتفات حتى أمسك كوهين بكتفه بقوّة.
أمسك رافاييل بيده ببرود، ملامحه جامدة لا مبالاة فيها. “ذلك لأنك لم ترَ حقيقتي بعد، يا وريث سيف البرجين التوأمين، الضابط كارابيان.”
كبح كوهين غضبه المتفجّر. “لم تنهِ كلامك بعد. اللعنة! ما خطبك بحقّ السماء! من المستحيل أن يتغيّر المرء بهذه السرعة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الشاب الذي ارتدى رداءً أبيض لمح كوهين متجهًا نحوه، فابتسم ابتسامة ساخرة وهمس في أذن مورات قبل أن يتقدّم نحوه.
أمسك رافاييل بيده ببرود، ملامحه جامدة لا مبالاة فيها. “ذلك لأنك لم ترَ حقيقتي بعد، يا وريث سيف البرجين التوأمين، الضابط كارابيان.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم رافاييل بسخرية. “أبصرتُ العالم الحقيقي على حقيقته.”
أحكم كوهين قبضته على كتف رافاييل بقوة غاشمة، واشتعلت عيناه غضبًا وذهولًا. كان يعلم أن الشاب الذي أمامه عبقريّ يمتلك ذاكرةً لا تُخطئ في برج الإبادة، وكان أوّل من استيقظت فيه قوّة الإبادة بين جميع المتدرّبين هناك. كان الوصيف في الاختبار النهائي قبل مغادرتهم البرج، لم يتفوّق عليه سوى ميراندا، بل تفوّق هو على كوهين نفسه!
عبس الدوق كالين، وصفع الدوق آروند فخذه وتنهد وهزّ رأسه، بينما ظلّ زاين يضغط شفتيه في صمتٍ ثقيل.
لقد كان فارس إبادة ذا مستقبلٍ مشرقٍ بلا حدود!
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
لكن لماذا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مملكة الكوكبة وإكستيدت… الحرب قادمة بين درع شبه الجزيرة الغربية وسيفها.”
بملامح حازمة، ضغط كوهين على أسنانه. “رافاييل الذي أعرفه ما كان ليتّخذ خيارًا كهذا أبدًا! في ذلك اليوم الذي غادرتَ فيه البرج، أنتَ… اختفيتَ تمامًا من بعده… ما الذي حدث؟”
بملامح حازمة، ضغط كوهين على أسنانه. “رافاييل الذي أعرفه ما كان ليتّخذ خيارًا كهذا أبدًا! في ذلك اليوم الذي غادرتَ فيه البرج، أنتَ… اختفيتَ تمامًا من بعده… ما الذي حدث؟”
(ما الذي حدث؟)
تجمّد زاين للحظة، إذ شعر بأن نظرات الرجل الآخر كانت حادّة للغاية ليقابلها بعينيه.
ابتسم رافاييل بسخرية. “أبصرتُ العالم الحقيقي على حقيقته.”
طيف السيف وضوءه في سوق الشارع الأحمر تلك الليلة عاد ليطفو أمام عينيه — ذلك المبارز ذو الرداءين الأحمر والأسود، وأسلوبه المسعور في القتال، القاتل الذي لا يُقهر.
وفي اللحظة التالية، اجتاحت طاقة إبادة باردة فوضوية يد كوهين التي كان رافاييل يمسك بها، فأيقظت في داخله طاقة الإبادة الزرقاء المتلألئة لتشتعل في مقاومةٍ عنيفةٍ ضدّها!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع كوهين سوى أن يحدّق فيه مصعوقًا، يشاهد صديقه القديم من برج الإبادة وهو يدير ظهره له دون تردّد أو أسف.
أجبرته الموجات المتلاطمة للطاقة على الإفلات، لكنّ كوهين لم يعبأ بذلك، فقد كان منشغلًا بأمرٍ آخر.
…
نظر إلى صديقه القديم في ذهول مطبق غير مصدق. “رافاييل… قوّة الإبادة خاصتك… كنتُ أذكر بوضوح أنّها ’سيف معموديّة الموت‘، لكن… لِمَ تغيّرت؟”
“الآنسة ميراندا؟” تجمّدت ملامح رافاييل وبرُد صوته، عاقدًا ذراعيه بخفة.
رفع رافاييل حاجبيه، وارتسمت على وجهه ابتسامة معقّدة، ثم أجاب بخفّة، “مقارنةً بنفسي القديمة — لقد أصبحتُ أفضل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفجرت القاعة من جديد بفوضى الصياح! حتى أن بعضهم صاح: “اغربوا عنا، أيها النبلاء الأنانيون!”
لم يستطع كوهين سوى أن يحدّق فيه مصعوقًا، يشاهد صديقه القديم من برج الإبادة وهو يدير ظهره له دون تردّد أو أسف.
“أنا لا أشكّ في سلطة جلالته. إنّه الملك، وبالطبع يحقّ له أن يفعل ما يشاء وما يهوى!”
وأثناء ابتعاده، أدار رافاييل رأسه جانبًا ونظر إليه بنظرة باردة. “نصيحة، كوهين كارابيان، كنْ حذرًا اليوم.” ثم مضى عائدًا إلى جانب مورات هانسن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الرجل الهزيل ذو المظهر الشاحب — سيّد الأطلال، دوق الصحراء الغربية الحارس، سيريل فاكينهاز — أطلق ضحكة طويلة حادّة مخيفة وهو يترنّح في سيره نحو الملك. ومع أنّ يده كانت ما تزال تمسك بالعكاز، جثا على ركبته وقبّل خاتم الملك. وتكلم بصوت حادّ بارد.
قطّب الشرطي حاجبيه وأطبق قبضته، وكانت عيناه تضطرمان بمشاعر متناقضة وذهول.
“بقيتُ إلى جانب السير هانسن، أُصغي إليه وأتّبع تعاليمه.” بدا رافاييل غير مبالٍ، مسترخيًا كعادته.
(ذلك الإحساس… أيمكن أن يكون…)
سميث سوريل، الذي يتخذ من الشمس الذهبية شعارًا له، كان المعترض الرسمي على انعقاد المؤتمر الوطني، والمناهض لمرسوم «الإعفاء الضريبي لمقاطعات الحدود المستصلحة»، فاعترض بخشونة. “ما أشكّ فيه هو إن كان لا يزال يحتفظ بالحدّ الأدنى من الاحترام الذي تستحقّه العائلات النبيلة التسع عشرة!”
طيف السيف وضوءه في سوق الشارع الأحمر تلك الليلة عاد ليطفو أمام عينيه — ذلك المبارز ذو الرداءين الأحمر والأسود، وأسلوبه المسعور في القتال، القاتل الذي لا يُقهر.
“تلك المعاهدة البائسة كبّلتهم، لكنهم يحدّون سكاكينهم منذ اثني عشر عامًا، وكل من في هذه المملكة — الملك، النبلاء، والعامة — عليه ان يصغي جيدًا!
لكن الأهم من ذلك، قوّة الإبادة الجامحة الخارجة عن السيطرة.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
تنفّس كوهين بعمق. (هذا غير ممكن.)
وأثناء ابتعاده، أدار رافاييل رأسه جانبًا ونظر إليه بنظرة باردة. “نصيحة، كوهين كارابيان، كنْ حذرًا اليوم.” ثم مضى عائدًا إلى جانب مورات هانسن.
وبعد ثوانٍ، أطلق تنهيدة طويلة، وسار ببطء عائدًا إلى جانب والده. “لا تسأل.”
“كوفن– كوڤندير!”
كانت تلك كلمتاه الوحيدتان، مفعمتين بالغضب والحيرة، أمام نظرات والده والمدير المتسائلة.
إذ كان من المفترض أن يبدأ المؤتمر الوطني بمساءلة أحد النبلاء عن شرعية المؤتمر نفسه، وبأن تكشف العائلات الثلاث عشرة المرموقة عن أخطاء بعضها البعض وتتبادل الاتهامات.
عندما وصلت عائلات جافيا من العائلات الثلاثة عشر المرموقة المعروفة بشعار القوس الذي يطلق أشعة الشمس؛ وعائلة ألموند الذين اتخذوا الأمواج الزرقاء العميقة كشعار لهم، وعائلة لاشيا ذات شعار السحلية رباعية الأجنحة، الجمهور كان مرة أخرى في حالة من الضجة.
وفي اللحظة التالية، اجتاحت طاقة إبادة باردة فوضوية يد كوهين التي كان رافاييل يمسك بها، فأيقظت في داخله طاقة الإبادة الزرقاء المتلألئة لتشتعل في مقاومةٍ عنيفةٍ ضدّها!
لكنّ الضجيج لم يبلغ ذروته إلّا عند وصول عائلة كوڤندير — حيث بلغ الهتاف أقصاه.
سميث سوريل، الذي يتخذ من الشمس الذهبية شعارًا له، كان المعترض الرسمي على انعقاد المؤتمر الوطني، والمناهض لمرسوم «الإعفاء الضريبي لمقاطعات الحدود المستصلحة»، فاعترض بخشونة. “ما أشكّ فيه هو إن كان لا يزال يحتفظ بالحدّ الأدنى من الاحترام الذي تستحقّه العائلات النبيلة التسع عشرة!”
رأى تاليس من مقصورته المعتمة صاحب تلك الضجّة بعينيه الحادتين كعيني نسر.
تشقّقت مفاصل ڤال آروند وهو يضغط قبضته بقوة ونظر بازدراء إلى الرجل القادم.
كان هو اللورد الودود البشوش لمدينة اليشم، دوق الساحل الجنوبي الحارس، زاين كوڤندير، يسير بجانب شيخ مهيب الهيئة، يبتسم ويحيّي النبلاء المحيطين به بينما يمشي بخطوات واثقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مملكة الكوكبة وإكستيدت… الحرب قادمة بين درع شبه الجزيرة الغربية وسيفها.”
وعندما اقترب من المقاعد الحجرية الثلاثة عشر، نهض عدد من النبلاء وانحنوا باحترامٍ له. ردّ زاين التحية بصبر، واحدًا تلو الآخر.
تلاشى الضجيج تدريجيًا.
تقدّم إلى المركز، وجثا على ركبةٍ واحدة أمام كيسل الخامس، ذي الوجه الجامد، وقبّل الخاتم في يده.
(ما الذي حدث؟)
عقد كيسل حاجبيه قليلًا. “كوڤندير، سمعتُ أن بينك وبين الحرس الملكي سوء تفاهم بسيط البارحة.”
“مؤتمر الكوكبة الوطني لسنة ٦٧٢ من تقويم الإبادة… يبدأ الآن.”
ابتسم زاين ابتسامة آسرة. “لم يكن سوى أمرٍ تافه، لا داعي لأن تقلق بشأنه، جلالتكم.”
“فلنسمِّ الأشياء بأسمائها! البعثة الدبلوماسية لإكستيدت، مع أميرها، قُتِلوا في مملكة الكوكبة!”
أومأ كيسل ونظر إليه نظرة ذات معنى. “فلنأمل أن يكون اليوم كذلك أيضًا.”
طيف السيف وضوءه في سوق الشارع الأحمر تلك الليلة عاد ليطفو أمام عينيه — ذلك المبارز ذو الرداءين الأحمر والأسود، وأسلوبه المسعور في القتال، القاتل الذي لا يُقهر.
توقّف زاين لحظة. بالفعل، لا بدّ أنّ هناك ما تغيّر. كان من المفترض أن يشهد هذا اليوم محاولة النبلاء فرض وريثٍ على الملك، غير أنّ جلالته بدا مستعدًّا لذلك.
أجبرته الموجات المتلاطمة للطاقة على الإفلات، لكنّ كوهين لم يعبأ بذلك، فقد كان منشغلًا بأمرٍ آخر.
نقل الحرس الملكي الرسالة من صفٍّ إلى آخر، حتى دوّى الهتاف الهادر صاعدًا من أسفل القصر إلى أعلاه.
أومأ كيسل ونظر إليه نظرة ذات معنى. “فلنأمل أن يكون اليوم كذلك أيضًا.”
“هوو! هوو!”
كبح كوهين غضبه المتفجّر. “لم تنهِ كلامك بعد. اللعنة! ما خطبك بحقّ السماء! من المستحيل أن يتغيّر المرء بهذه السرعة!”
“كوفن– كوڤندير!”
رأى تاليس من مقصورته المعتمة صاحب تلك الضجّة بعينيه الحادتين كعيني نسر.
“زهرة السوسن – زهرة السوسن ثلاثية الألوان!”
“أستطيع أن أشمّ تلك الرائحة المميّزة المنبعثة من أهل هذه المدينة… رائحة الترف والامتياز… تجعلني أرغب في التقيؤ…”
هبط قلب تاليس في صدره. (دوق زهرة السوسن ثلاثية الألوان محبوب إلى هذا الحد؟)
كيف تجرّأ… كيف تجرّأ على النطق بها؟
وبينما استمع إلى الهتافات الصاخبة أدنى قصر النهضة، حافظ الدوق الشاب على رباطة جأشه، واقفًا بثبات، فيما كان خادمه يمسك بردائه بصمت من خلفه.
وأثناء تفحّصه لزاين بنظرة حادة باردة، قاطع دوق الإقليم الشمالي كلام الدوق البدين بلا اكتراث. “زهرة السوسن… أنتَ أصغر دوقات الكوكبة سنًّا؟”
جلس زاين على أحد المقاعد الحجرية الستة وابتسم للدوقين الآخرين، اللذين كان لكلٍّ منهما تعبير مختلف على وجهه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عقد كيسل حاجبيه قليلًا. “كوڤندير، سمعتُ أن بينك وبين الحرس الملكي سوء تفاهم بسيط البارحة.”
رفع الدوق بوب كالين، المبتسم دومًا، يده وعرّف الشاب على صاحب النظرة الباردة، “ڤال، هذا الشاب هو زاين—”
تنفّس كوهين بعمق. (هذا غير ممكن.)
وأثناء تفحّصه لزاين بنظرة حادة باردة، قاطع دوق الإقليم الشمالي كلام الدوق البدين بلا اكتراث. “زهرة السوسن… أنتَ أصغر دوقات الكوكبة سنًّا؟”
حدّق كوهين في صديقه القديم بعدم تصديق، وكأنّه يراه للمرّة الأولى.
أما الدوق كالين، الذي قوطع كلامه، فلم يُبدِ أي انزعاج، بل اكتفى بالابتسام وهو يفرك بطنه الممتلئ.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
تجمّد زاين للحظة، إذ شعر بأن نظرات الرجل الآخر كانت حادّة للغاية ليقابلها بعينيه.
تقدّم إلى المركز، وجثا على ركبةٍ واحدة أمام كيسل الخامس، ذي الوجه الجامد، وقبّل الخاتم في يده.
(أهذا هو ڤال الملقّب بـ”النسر الحديدي”؟ يبدو تمامًا كما تصفه الشائعات… لكنني أتساءل كيف ستكون ردة فعله حين تركز جيوش إكستيدت على الإقليم الشمالي…)
“رافاييل!”
ضحك زاين برفق، وانحنى قليلًا واضعًا يده على صدره. “إنه لمن دواعي سروري أن ألقاك، يا سيّد النسر الأبيض، دوق آروند. اعذرني إن لم أجرؤ على قبول لقب أصغر دوق، فبحسب علمي، ربّ عائلة تابارك أصغر منّي سنًّا.”
“أمن المملكة؟” الكونت هودج داغستان، الذي سخر قبل قليل من صعوبة رؤيته للملك بسبب وقوفه على علوٍّ شاهق، تدخّل في النقاش وهو يهز رأسه. “لا تكن متعجرفًا، ما يشغلك حقًّا هو أمنك الشخصي. لكنني لن ألومك، فلست أنا أكثر شرفًا منك.”
لم يتغيّر تعبير ڤال، وتحدّث بنبرةٍ لا تحتمل الاعتراض. “لا بأس. ما دمتَ قد جلستَ على هذا المقعد، فهذا يعني أنّك تمتلك الحقّ في الدخول إلى هذه اللعبة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن الأهم من ذلك، قوّة الإبادة الجامحة الخارجة عن السيطرة.
في تلك اللحظة، اخترق صوت نشاز حاد أجواء القاعة، مقاطعًا الحديث، وجذب أنظار نصف الحاضرين نحوه.
إذ كان من المفترض أن يبدأ المؤتمر الوطني بمساءلة أحد النبلاء عن شرعية المؤتمر نفسه، وبأن تكشف العائلات الثلاث عشرة المرموقة عن أخطاء بعضها البعض وتتبادل الاتهامات.
سمع تاليس صوتًا حادًّا غير متوقّع يأتي من أحد الأبواب الجانبية ويشقّ طريقه بين الحشد.
“كوهين!” جاء صوت الشاب مفعمًا بالحيوية، ناعمًا، يسحر الأسماع تمامًا كمظهره الساحر. فتح ذراعيه على اتساعهما نحوه. “ما زلتَ مفعمًا بالطاقة!”
“يا للأسف… في كلّ مرة أخطو فيها إلى هذه المدينة، تلك التي تُسمّى العاصمة الملكية…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “يا للأسف… في كلّ مرة أخطو فيها إلى هذه المدينة، تلك التي تُسمّى العاصمة الملكية…”
تفرّق الناس، وتبدّلت نظرات النبلاء ما بين الحقد والفضول والحماس.
لم يتغيّر تعبير ڤال، وتحدّث بنبرةٍ لا تحتمل الاعتراض. “لا بأس. ما دمتَ قد جلستَ على هذا المقعد، فهذا يعني أنّك تمتلك الحقّ في الدخول إلى هذه اللعبة.”
“أستطيع أن أشمّ تلك الرائحة المميّزة المنبعثة من أهل هذه المدينة… رائحة الترف والامتياز… تجعلني أرغب في التقيؤ…”
وبينما استمع إلى الهتافات الصاخبة أدنى قصر النهضة، حافظ الدوق الشاب على رباطة جأشه، واقفًا بثبات، فيما كان خادمه يمسك بردائه بصمت من خلفه.
الشخص ذو الصوت الحادّ كان يعرج وهو يمشي على السجادة متجهًا نحو النبلاء، يتبعه حاشيته الصغيرة.
اتّسعت عينا كوهين وتنهد. “إن كنت لا تزال تظنّ أنك لستَ جديرًا بها، فأؤكد لك الآن أنّها لا تُبالي…”
“…تمامًا مثل ذلك العجوز المحتضر الجالس على كرسيه لا يفعل شيئًا سوى قبض راتبه، وكذلك الفتى المتأنّق الساذج الذي تمكّن فعليًّا من الجلوس على عرش أحد الدوقات الستّة.”
“أنتم جميعًا على درايةٍ بالأمر، وحدهم الناس من يجهلون! أولئك المتوحشون لن يفوّتوا هذه الفرصة!
أثارت كلماته ضجة كبيرة بين النبلاء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم الأسد الأسود بوزدورف. “ببساطة، الجميع يعرف المسألة، لكن ما الثمن الذي أنتم مستعدّون لدفعه لحلّها؟”
فوق المقاعد الحجرية الستة، تجمّد تعبير زاين، بينما أطلق الدوق كالين البدين ضحكة قصيرة، في حين ضيّق ڤال آروند عينيه وأحكم قبضته بشدّة.
تفرّق الناس، وتبدّلت نظرات النبلاء ما بين الحقد والفضول والحماس.
تبيّن لتاليس بدهشة أن الرجل الذي كان يسير نحو القاعة لم يكن سوى رجلٍ في منتصف العمر، أصلع الرأس قليلًا، وجهه شاحب متعب، حتى أن جزءًا من شفتيه كان غائرًا للداخل، مما جعله يبدو كمن فقد صفّ أسنانه العلوي. والعلامة الوحيدة التي تدلّ على أنه حيّ كانت عيناه اللامعتان المليئتان بالحياة.
فوق المقاعد الحجرية الستة، تجمّد تعبير زاين، بينما أطلق الدوق كالين البدين ضحكة قصيرة، في حين ضيّق ڤال آروند عينيه وأحكم قبضته بشدّة.
كانت إحدى ساقيه مشلولة بوضوح. وبمساعدة عكازٍ في يده، تقدّم خطوةً بعد خطوة على السجادة الزرقاء المتلألئة بنقوش النجوم، متجهًا نحو المقاعد الستة.
وأثناء تفحّصه لزاين بنظرة حادة باردة، قاطع دوق الإقليم الشمالي كلام الدوق البدين بلا اكتراث. “زهرة السوسن… أنتَ أصغر دوقات الكوكبة سنًّا؟”
تشقّقت مفاصل ڤال آروند وهو يضغط قبضته بقوة ونظر بازدراء إلى الرجل القادم.
اشتعلت القاعة بضجيجٍ عارم جرّاء هذه الإهانة الصريحة! حتى الدوق كالين وزاين، الجالسين على المقاعد الحجرية الستة، عبسا بانزعاج.
“مرّت سنوات منذ آخر مرة التقينا فيها، أيها العجوز الملعون.”
وعندما اقترب من المقاعد الحجرية الثلاثة عشر، نهض عدد من النبلاء وانحنوا باحترامٍ له. ردّ زاين التحية بصبر، واحدًا تلو الآخر.
ابتسم كيسل الخامس على عرشه ابتسامة متفحّصة.
لم يتغيّر تعبير ڤال، وتحدّث بنبرةٍ لا تحتمل الاعتراض. “لا بأس. ما دمتَ قد جلستَ على هذا المقعد، فهذا يعني أنّك تمتلك الحقّ في الدخول إلى هذه اللعبة.”
“سيريل! جميل أنك حضرت! وإلا لكان لقب ’أكثر شخص مكروه في هذا الاجتماع‘ قد آل إلى دوق آروند.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنّ الضجيج لم يبلغ ذروته إلّا عند وصول عائلة كوڤندير — حيث بلغ الهتاف أقصاه.
أطلق دوق الإقليم الشمالي شخيرًا ساخرًا.
عائلة فاكينهاز، التي تتّخذ الجمجمة رباعية الأعين شعارًا لها، لطالما كانت غامضة. كانت أراضيهم تقع في قبائل العظام القاحلة، في مواجهة الصحراء الغربية، وكانوا خطّ الدفاع الأول في الحرب ضدّ الأورك.
“هاهاهاهاها…”
“سيريل! جميل أنك حضرت! وإلا لكان لقب ’أكثر شخص مكروه في هذا الاجتماع‘ قد آل إلى دوق آروند.”
الرجل الهزيل ذو المظهر الشاحب — سيّد الأطلال، دوق الصحراء الغربية الحارس، سيريل فاكينهاز — أطلق ضحكة طويلة حادّة مخيفة وهو يترنّح في سيره نحو الملك. ومع أنّ يده كانت ما تزال تمسك بالعكاز، جثا على ركبته وقبّل خاتم الملك. وتكلم بصوت حادّ بارد.
ضحك زاين برفق، وانحنى قليلًا واضعًا يده على صدره. “إنه لمن دواعي سروري أن ألقاك، يا سيّد النسر الأبيض، دوق آروند. اعذرني إن لم أجرؤ على قبول لقب أصغر دوق، فبحسب علمي، ربّ عائلة تابارك أصغر منّي سنًّا.”
“فاكينهاز لا يتغيّب أبدًا، جلالتكم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفجرت القاعة من جديد بفوضى الصياح! حتى أن بعضهم صاح: “اغربوا عنا، أيها النبلاء الأنانيون!”
تباينت ملامح الدوقات الثلاثة الآخرين بين الغضب والاشمئزاز والتحفّظ، لكنهم ظلّوا صامتين.
أجبرته الموجات المتلاطمة للطاقة على الإفلات، لكنّ كوهين لم يعبأ بذلك، فقد كان منشغلًا بأمرٍ آخر.
قطّب تاليس حاجبيه. ففي اللحظة التي انحنى فيها سيريل، بدا له وجه جمجمة مخيف منقوش على عباءته القرمزية، والجمجمة تمتلك أربع تجاويف للعينين.
لكن وسط الصخب، لوّح الكونت داغستان بيده للسادة الإقطاعيين، وصرخ بوجهٍ متوحّش: “لا تنسوا حرب الصحراء! لا تنسوا كيف اضطررتم إلى تجنيد شعبكم للانتقام نيابةً عن العائلة الملكية!”
عائلة فاكينهاز، التي تتّخذ الجمجمة رباعية الأعين شعارًا لها، لطالما كانت غامضة. كانت أراضيهم تقع في قبائل العظام القاحلة، في مواجهة الصحراء الغربية، وكانوا خطّ الدفاع الأول في الحرب ضدّ الأورك.
تبيّن لتاليس بدهشة أن الرجل الذي كان يسير نحو القاعة لم يكن سوى رجلٍ في منتصف العمر، أصلع الرأس قليلًا، وجهه شاحب متعب، حتى أن جزءًا من شفتيه كان غائرًا للداخل، مما جعله يبدو كمن فقد صفّ أسنانه العلوي. والعلامة الوحيدة التي تدلّ على أنه حيّ كانت عيناه اللامعتان المليئتان بالحياة.
تفحص غيلبرت القاعة بعينيه قبل أن يومئ بجدّية نحو الملك.
ارتدّ صوت كيسل الجهوري المهيب واضحًا نقيًّا في أنحاء القاعة بفضل تصميم قاعة النجوم الفريد.
“لقد بلغت الساعة الثالثة. أربعة من أصل ستة دوقات، وأحد عشر من أصل ثلاثة عشر نبيلًا قد وصلوا. جلالتكم، يمكننا البدء.”
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
أومأ كيسل بصمت.
لقد كان فارس إبادة ذا مستقبلٍ مشرقٍ بلا حدود!
قلب الصولجان في يده في الهواء ثم هبط به بقوة على الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنّ الضجيج لم يبلغ ذروته إلّا عند وصول عائلة كوڤندير — حيث بلغ الهتاف أقصاه.
دمدمة!
الكونت فريس، سيّد برج العزلة القديم، الذي يتخذ من السور الحديدي الطويل شعارًا له، وكان هو الآخر من الشمال، نقر بإيقاعٍ بطيء على المقعد الحجري، وقال بوجهٍ كالفولاذ، “العاصمة الملكية الجنوبية خُصّصت للتعامل مع ذلك الحدث العظيم! ما يشغلنا هو أمن مملكة الكوكبة. أما أنتم أيها الجنوبيون، يا أبناء العهر، فما زلتم منشغلين بدقّة الألقاب في الدعوات التي وصلَتكم؟”
ولسببٍ ما، انتشر الارتجاج في القاعة بأكملها كما لو أنّ الصوت قد ضرب قلوب الحاضرين مباشرةً.
أطلق دوق الإقليم الشمالي شخيرًا ساخرًا.
تلاشى الضجيج تدريجيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صُدم الجميع!
“أيها السادة، حان الوقت…”
“أرجوك، اطلب منها أن تتخلّى عن تلك الأوهام. هذا لأجل مصلحتها.”
ارتدّ صوت كيسل الجهوري المهيب واضحًا نقيًّا في أنحاء القاعة بفضل تصميم قاعة النجوم الفريد.
وبعد ثوانٍ، أطلق تنهيدة طويلة، وسار ببطء عائدًا إلى جانب والده. “لا تسأل.”
“مؤتمر الكوكبة الوطني لسنة ٦٧٢ من تقويم الإبادة… يبدأ الآن.”
“هاهاهاهاها…”
حلّ صمت مطبق داخل قاعة النجوم. كانت كلّ الأنظار متجهة إلى المركز، حيث جلس الملك، محاطًا بأربعة دوقات وأحد عشر كونتًا، وسط سكونٍ مهيب.
أبعد كوهين ذراع رافاييل بحدة. “لماذا غادرتَ دون أي إشعار؟”
استمر الصمت حتى نقل الحارس رسالة الملك إلى خارج القاعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تفحص غيلبرت القاعة بعينيه قبل أن يومئ بجدّية نحو الملك.
وهكذا، تحت قصر النهضة، انفجرت ساحة النجوم مجددًا بالهتاف والصخب، ولكن كان ذلك على نحوٍ مختلف تمامًا عمّا تخيّله سكان العاصمة.
قطّب تاليس حاجبيه. ففي اللحظة التي انحنى فيها سيريل، بدا له وجه جمجمة مخيف منقوش على عباءته القرمزية، والجمجمة تمتلك أربع تجاويف للعينين.
إذ كان من المفترض أن يبدأ المؤتمر الوطني بمساءلة أحد النبلاء عن شرعية المؤتمر نفسه، وبأن تكشف العائلات الثلاث عشرة المرموقة عن أخطاء بعضها البعض وتتبادل الاتهامات.
ارتدّ صوت كيسل الجهوري المهيب واضحًا نقيًّا في أنحاء القاعة بفضل تصميم قاعة النجوم الفريد.
“سوريل، ما معنى هذا؟” صاح بيرن تالون — النبيل ذو شعار النجمة الخماسية، رجل في أوج شبابه، وأحد أقارب عائلة جيدستار البعيدين — بغضبٍ واضح.
رفع رافاييل حاجبيه، وارتسمت على وجهه ابتسامة معقّدة، ثم أجاب بخفّة، “مقارنةً بنفسي القديمة — لقد أصبحتُ أفضل.”
“هل تشكّون في سلطة جلالته في الدعوة إلى المؤتمر الوطني؟”
رمق أتباع الملك، ثم اللورد مورات هانسن الواقف وحده جانبًا دون أن يقترب منه أحد. بدا في صوت كوهين أثر من الدهشة. “أأنت تتبع الآن ’النبي الأسود‘؟ هل تدرك كم من الدماء والأفعال الآثمة لطّخت يدَيه؟”
“أنا لا أشكّ في سلطة جلالته. إنّه الملك، وبالطبع يحقّ له أن يفعل ما يشاء وما يهوى!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم الأسد الأسود بوزدورف. “ببساطة، الجميع يعرف المسألة، لكن ما الثمن الذي أنتم مستعدّون لدفعه لحلّها؟”
سميث سوريل، الذي يتخذ من الشمس الذهبية شعارًا له، كان المعترض الرسمي على انعقاد المؤتمر الوطني، والمناهض لمرسوم «الإعفاء الضريبي لمقاطعات الحدود المستصلحة»، فاعترض بخشونة. “ما أشكّ فيه هو إن كان لا يزال يحتفظ بالحدّ الأدنى من الاحترام الذي تستحقّه العائلات النبيلة التسع عشرة!”
الكونت فريس، سيّد برج العزلة القديم، الذي يتخذ من السور الحديدي الطويل شعارًا له، وكان هو الآخر من الشمال، نقر بإيقاعٍ بطيء على المقعد الحجري، وقال بوجهٍ كالفولاذ، “العاصمة الملكية الجنوبية خُصّصت للتعامل مع ذلك الحدث العظيم! ما يشغلنا هو أمن مملكة الكوكبة. أما أنتم أيها الجنوبيون، يا أبناء العهر، فما زلتم منشغلين بدقّة الألقاب في الدعوات التي وصلَتكم؟”
الملك كيسل داعب صولجانه برفق، وبقي صامتًا، كأنّه لم يسمع حرفًا ممّا قيل.
ابتسم كيسل الخامس على عرشه ابتسامة متفحّصة.
شهق الكونت سوريل بحدة وتابع قائلًا: “ما وصلنا هو المرسوم العام لمملكة الكوكبة! كان من المفترض أن يجمع نبلاء عظامًا يتشاورون معًا في المجلس الأعلى لتقرير مستقبل المملكة! ولم يكن يفترض أن يتحوّل إلى هذا المؤتمر الفوضوي الذي يدخل إليه كلّ من شاء وخرج منه كلّ من شاء!”
في تلك اللحظة فقط، قطّب كيسل الخامس حاجبيه. وكان على تاليس أن يعترف بأنّ الخطاب كان مقنعًا إلى حدٍّ مقلق، حتى أنه بدأ يفكر في الدوافع الحقيقية وراء انعقاد المؤتمر الوطني الحالي.
تعالت أصوات الاحتجاج من أطراف القاعة، غير أنّها خمدت سريعًا أمام أصوات النبلاء الواقفين في المركز، وأمام النظرات الغاضبة للحرس.
“كوفن– كوڤندير!”
الكونت لويس بوزدورف، الذي لمح قبل قليل إلى أمرٍ ما حين قال “لو أنّ الأسد الألفا ما زال ذكيًّا وشجاعًا”، فرك ذقنه المكسوّة بزغبٍ خفيف وقال بنبرة متفكّرة، “كلامٌ معقول. في ظلّ هذا الوضع، لن يُجنى خيرٌ ممّا سنناقشه، ناهيك عن الحدث الكبير الذي ينتظرنا… المجلس الأعلى سيكون المكان الأنسب.”
الكونت لويس بوزدورف، الذي لمح قبل قليل إلى أمرٍ ما حين قال “لو أنّ الأسد الألفا ما زال ذكيًّا وشجاعًا”، فرك ذقنه المكسوّة بزغبٍ خفيف وقال بنبرة متفكّرة، “كلامٌ معقول. في ظلّ هذا الوضع، لن يُجنى خيرٌ ممّا سنناقشه، ناهيك عن الحدث الكبير الذي ينتظرنا… المجلس الأعلى سيكون المكان الأنسب.”
“ينبغي أن ننتقل فورًا إلى قاعة الاجتماع الصغرى.”
وأثناء ابتعاده، أدار رافاييل رأسه جانبًا ونظر إليه بنظرة باردة. “نصيحة، كوهين كارابيان، كنْ حذرًا اليوم.” ثم مضى عائدًا إلى جانب مورات هانسن.
تحدث الكونت الشمالي ذو الشعار المرسوم عليه دبٌّ أبيض، عمدة مدينة المراقبة، ببرودٍ لاذع، “بوزدورف، أتقصد أنّ علينا أن نتفرّق، ثم نعقد اجتماعًا صغيرًا يضمّ تسعة عشر شخصًا فقط؟ لقد وصلنا إلى هذه المرحلة، وما زلت مهووسًا بهذا الأمر؟ هل نسيت أمّك أن تمنحك عقلًا يوم ولادتك؟”
لاحظ الشاب ذو الرداء الأبيض نظرات الحاضرين في المقاعد الستّة، فتمتم، “ليس هذا المكان المناسب للحديث عن الماضي. اعذرني، يجب أن أرحل.”
اشتعلت القاعة بضجيجٍ عارم جرّاء هذه الإهانة الصريحة! حتى الدوق كالين وزاين، الجالسين على المقاعد الحجرية الستة، عبسا بانزعاج.
قلب الصولجان في يده في الهواء ثم هبط به بقوة على الأرض.
أما دوق الإقليم الشمالي فقد أطلق سخريةً خافتة. بوزدورف لم يغضب، بل ضحك وقال: “ذاكرة أمي قوية، لذا أغلب الظن أنها لم تنسَ ذلك. لكنك يا كونت زيمونتو—”
“قرار؟ أيّ قرار؟” صرخ الكونت سوريل وهو يضرب المقعد الحجري، واتسعت عيناه. “تحت أنظار العامة! وفي وضح النهار! أمام كل هؤلاء الناس، بل أمام أعدائنا! لا يمكننا حتى ذكر ما يتعلّق بالأمر! فكيف سنناقشه؟”
قاطعه نبيل آخر من الشمال. “اصمت أيها الأسد الأسود، لا يهمّنا أمر أمك، ولا وجود عقلك.”
نقل الحرس الملكي الرسالة من صفٍّ إلى آخر، حتى دوّى الهتاف الهادر صاعدًا من أسفل القصر إلى أعلاه.
الكونت فريس، سيّد برج العزلة القديم، الذي يتخذ من السور الحديدي الطويل شعارًا له، وكان هو الآخر من الشمال، نقر بإيقاعٍ بطيء على المقعد الحجري، وقال بوجهٍ كالفولاذ، “العاصمة الملكية الجنوبية خُصّصت للتعامل مع ذلك الحدث العظيم! ما يشغلنا هو أمن مملكة الكوكبة. أما أنتم أيها الجنوبيون، يا أبناء العهر، فما زلتم منشغلين بدقّة الألقاب في الدعوات التي وصلَتكم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفجرت القاعة من جديد بفوضى الصياح! حتى أن بعضهم صاح: “اغربوا عنا، أيها النبلاء الأنانيون!”
“أمن المملكة؟” الكونت هودج داغستان، الذي سخر قبل قليل من صعوبة رؤيته للملك بسبب وقوفه على علوٍّ شاهق، تدخّل في النقاش وهو يهز رأسه. “لا تكن متعجرفًا، ما يشغلك حقًّا هو أمنك الشخصي. لكنني لن ألومك، فلست أنا أكثر شرفًا منك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحك رافاييل. “ذلك مجرّد سوء فهم من العالم أجمع. السير هانسن قدّم تضحيات جسيمة من أجل الكوكبة. لقد ضحّى بأكثر مما قدّمه أيّ نبيل آخر من الحاضرين.”
انحنى بجسده إلى الأمام، ونظر بنظرةٍ حادّة اجتازت وجوه النبلاء جميعًا. “المشكلة ليست في الألقاب الواردة في الدعوات، بل في ما إذا كان جلالته سيستخدم هذا المؤتمر لكسب تأييد الشعب وتهديد تابعيه والسادة الإقطاعيين. هذا الأمر يتعلّق بأمننا جميعًا، لا بأمن الشماليين فحسب!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحك رافاييل. “ذلك مجرّد سوء فهم من العالم أجمع. السير هانسن قدّم تضحيات جسيمة من أجل الكوكبة. لقد ضحّى بأكثر مما قدّمه أيّ نبيل آخر من الحاضرين.”
انفجرت القاعة من جديد بفوضى الصياح! حتى أن بعضهم صاح: “اغربوا عنا، أيها النبلاء الأنانيون!”
كيف تجرّأ… كيف تجرّأ على النطق بها؟
لكن وسط الصخب، لوّح الكونت داغستان بيده للسادة الإقطاعيين، وصرخ بوجهٍ متوحّش: “لا تنسوا حرب الصحراء! لا تنسوا كيف اضطررتم إلى تجنيد شعبكم للانتقام نيابةً عن العائلة الملكية!”
اشتعلت القاعة بضجيجٍ عارم جرّاء هذه الإهانة الصريحة! حتى الدوق كالين وزاين، الجالسين على المقاعد الحجرية الستة، عبسا بانزعاج.
في تلك اللحظة فقط، قطّب كيسل الخامس حاجبيه. وكان على تاليس أن يعترف بأنّ الخطاب كان مقنعًا إلى حدٍّ مقلق، حتى أنه بدأ يفكر في الدوافع الحقيقية وراء انعقاد المؤتمر الوطني الحالي.
ابتسم كيسل الخامس على عرشه ابتسامة متفحّصة.
رفع الكونت تالون يديه، وقد تقاطعت تجاعيد القلق على جبينه. “يمكننا مناقشة الترتيب لاحقًا، لكن تلك المسألة عاجلة للغاية! يجب أن نحسم قرارنا بشأنها اليوم!”
أمسك رافاييل بيده ببرود، ملامحه جامدة لا مبالاة فيها. “ذلك لأنك لم ترَ حقيقتي بعد، يا وريث سيف البرجين التوأمين، الضابط كارابيان.”
“قرار؟ أيّ قرار؟” صرخ الكونت سوريل وهو يضرب المقعد الحجري، واتسعت عيناه. “تحت أنظار العامة! وفي وضح النهار! أمام كل هؤلاء الناس، بل أمام أعدائنا! لا يمكننا حتى ذكر ما يتعلّق بالأمر! فكيف سنناقشه؟”
“قرار؟ أيّ قرار؟” صرخ الكونت سوريل وهو يضرب المقعد الحجري، واتسعت عيناه. “تحت أنظار العامة! وفي وضح النهار! أمام كل هؤلاء الناس، بل أمام أعدائنا! لا يمكننا حتى ذكر ما يتعلّق بالأمر! فكيف سنناقشه؟”
ابتسم الأسد الأسود بوزدورف. “ببساطة، الجميع يعرف المسألة، لكن ما الثمن الذي أنتم مستعدّون لدفعه لحلّها؟”
تجمّد زاين للحظة، إذ شعر بأن نظرات الرجل الآخر كانت حادّة للغاية ليقابلها بعينيه.
وفي تلك اللحظة بالذات، دوّى ضحكٌ حادّ من جهة مقاعد الدوقات الستة. “هاهاهاها، تلك المسألة؟ أقول، لِمَ التخفي بعد هذا الحديث الطويل؟ ممّ تخافون؟ من إكستيدت؟ أم من الملك؟ أم منّا نحن الدوقات؟ أم من الناس داخل القاعة وخارجها؟”
وبينما استمع إلى الهتافات الصاخبة أدنى قصر النهضة، حافظ الدوق الشاب على رباطة جأشه، واقفًا بثبات، فيما كان خادمه يمسك بردائه بصمت من خلفه.
تبدّلت ملامح الجميع، ووجّهوا أنظارهم نحو سيريل فاكينهاز الشاحب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مملكة الكوكبة وإكستيدت… الحرب قادمة بين درع شبه الجزيرة الغربية وسيفها.”
دوق الصحراء الغربية، حارس الأطلال، الذي يتخذ من الجمجمة ذات العيون الأربع شعارًا له، ابتسم ابتسامةً مرعبة.
“أستطيع أن أشمّ تلك الرائحة المميّزة المنبعثة من أهل هذه المدينة… رائحة الترف والامتياز… تجعلني أرغب في التقيؤ…”
“فلنسمِّ الأشياء بأسمائها! البعثة الدبلوماسية لإكستيدت، مع أميرها، قُتِلوا في مملكة الكوكبة!”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
صُدم الجميع!
“تلك المعاهدة البائسة كبّلتهم، لكنهم يحدّون سكاكينهم منذ اثني عشر عامًا، وكل من في هذه المملكة — الملك، النبلاء، والعامة — عليه ان يصغي جيدًا!
حتى وإن كانت العائلات التسع عشرة قد علمت بالحادثة عبر المرسوم العام، فقد ظلّت سرًّا غير معلن.
رفع الكونت تالون يديه، وقد تقاطعت تجاعيد القلق على جبينه. “يمكننا مناقشة الترتيب لاحقًا، لكن تلك المسألة عاجلة للغاية! يجب أن نحسم قرارنا بشأنها اليوم!”
كيف تجرّأ… كيف تجرّأ على النطق بها؟
الشخص ذو الصوت الحادّ كان يعرج وهو يمشي على السجادة متجهًا نحو النبلاء، يتبعه حاشيته الصغيرة.
عبس الدوق كالين، وصفع الدوق آروند فخذه وتنهد وهزّ رأسه، بينما ظلّ زاين يضغط شفتيه في صمتٍ ثقيل.
طيف السيف وضوءه في سوق الشارع الأحمر تلك الليلة عاد ليطفو أمام عينيه — ذلك المبارز ذو الرداءين الأحمر والأسود، وأسلوبه المسعور في القتال، القاتل الذي لا يُقهر.
“سيدي فاكينهاز!” قال ديريك كرُوما، ابن عم كوهين، كونت حصن الجناح الواقع غرب المملكة والمتحدّ بحدود الصحراء الغربية، محاولًا إيقافه وملامحه شاحبة. “لا داعي لذكر ذلك في المؤتمر الوطني—”
“…تمامًا مثل ذلك العجوز المحتضر الجالس على كرسيه لا يفعل شيئًا سوى قبض راتبه، وكذلك الفتى المتأنّق الساذج الذي تمكّن فعليًّا من الجلوس على عرش أحد الدوقات الستّة.”
“اصمت أيها الغلام! الكبار يتحدثون!” قاطعه فاكينهاز بخشونة، مما جعل الكونت كرُوما، الذي كان يعرفه قليلًا، يحبس أنفاسه لوهلة.
كان هو اللورد الودود البشوش لمدينة اليشم، دوق الساحل الجنوبي الحارس، زاين كوڤندير، يسير بجانب شيخ مهيب الهيئة، يبتسم ويحيّي النبلاء المحيطين به بينما يمشي بخطوات واثقة.
الكونت كارابيّان العجوز، المقرّب من عائلة كرُوما، عبس في امتعاض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الشاب الذي ارتدى رداءً أبيض لمح كوهين متجهًا نحوه، فابتسم ابتسامة ساخرة وهمس في أذن مورات قبل أن يتقدّم نحوه.
وبوجهٍ متجهّم، عضّ سيريل فاكينهاز على أسنانه وأكمل فضح السرّ المحرّم.
ضحك زاين برفق، وانحنى قليلًا واضعًا يده على صدره. “إنه لمن دواعي سروري أن ألقاك، يا سيّد النسر الأبيض، دوق آروند. اعذرني إن لم أجرؤ على قبول لقب أصغر دوق، فبحسب علمي، ربّ عائلة تابارك أصغر منّي سنًّا.”
“أنتم جميعًا على درايةٍ بالأمر، وحدهم الناس من يجهلون! أولئك المتوحشون لن يفوّتوا هذه الفرصة!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولسببٍ ما، انتشر الارتجاج في القاعة بأكملها كما لو أنّ الصوت قد ضرب قلوب الحاضرين مباشرةً.
“تلك المعاهدة البائسة كبّلتهم، لكنهم يحدّون سكاكينهم منذ اثني عشر عامًا، وكل من في هذه المملكة — الملك، النبلاء، والعامة — عليه ان يصغي جيدًا!
كانت تلك كلمتاه الوحيدتان، مفعمتين بالغضب والحيرة، أمام نظرات والده والمدير المتسائلة.
“مملكة الكوكبة وإكستيدت… الحرب قادمة بين درع شبه الجزيرة الغربية وسيفها.”
قطّب تاليس حاجبيه. ففي اللحظة التي انحنى فيها سيريل، بدا له وجه جمجمة مخيف منقوش على عباءته القرمزية، والجمجمة تمتلك أربع تجاويف للعينين.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تفحص غيلبرت القاعة بعينيه قبل أن يومئ بجدّية نحو الملك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما دوق الإقليم الشمالي فقد أطلق سخريةً خافتة. بوزدورف لم يغضب، بل ضحك وقال: “ذاكرة أمي قوية، لذا أغلب الظن أنها لم تنسَ ذلك. لكنك يا كونت زيمونتو—”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
