معركة الإبادة (2)
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) لكن صوت غيلبرت قطع استغراقه في الذكرى.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
وبدلًا من أن تجلب لهم المجد والإرث، أصبحت التركة الروحية واسم الإمبراطورية القديمة عبئًا ومصدرَ كراهيةٍ للآخرين. فصاروا هدفًا للطامحين من الأراضي السابقة، وللكائنات الجشعة من الأجناس الأخرى، ولعددٍ لا يُحصى من الأمم الطامعة.”
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
تُعرف تلك الحادثة باسم الشقّ العظيم والغرق، التي وقعت قبل نحو ستمئة عام.
Arisu-san
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذاكرة تاليس الضبابية، كان في تلك المسرحية المجنونة ذاك الرجل الذي يحمل المنجل والسلاسل — الملقّب بـ “الـكارثة” — يذبح الكثير من الكائنات الحيّة حتى هُزم أخيرًا باتحاد العالم بأسره ضده.
الفصل 39: معركة الإبادة (2)
من بين المسرحيات المتنوعة التي تراوحت بين السخيفة للغاية وتلك التي كانت تحذيرية للبشر، تذكّر تاليس واحدةً بوضوح، كانت تُدعى “اليوم الذي سقطت فيه الكارثة، والساعة التي أُبيد فيها العالم”.
….
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“معركة الإبادة. كلمات مألوفة للغاية.”
تجمّد تاليس قليلًا.
كان تاليس قد شاهد عددًا من المسرحيات في قاعة الليل المُظلم بجانب السوق الكبير، رغم أن تركيزه في الغالب كان منصبًا على كيفية سرقة النقود من جيوب الجمهور المذهول بالمشهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (ساحة المعركة الغربية، قادة الإمبراطورية الناجون، الأعلى مكانةً…)
لا يمكن إنكار أن جميع الكهنة في قاعة الليل المُظلم بدوا مصابين بالهوس — إذ يلفّون أجسادهم إلى حدٍّ لا يسمح لنسمة هواءٍ واحدة أن تنفذ من خلال ثيابهم لتلامس بشرتهم، ويرددون كلماتٍ مجنونة مثل: “السيد سيعود”، “العالم حتمًا سينهار للمرة الثانية”، و”التاريخ كلّه أكاذيب، الوحيد الذي أنقذ العالم هو التجسيد الحق للَّيل المُظلم” كل يوم.
(“لحسن الحظ، أنهم لم يرددوا شيئًا مثل ’الليل الطويل يقترب، والشر في كل مكان‘… هيه، ريان، انتبه قليلًا. ذلك الرجل الثريّ على وشك أن يستدير!” – قالها الطفل المتسوّل، تاليس، وهو يشاهد المسرحية).
إلا أن تاليس — الذي كان أميًّا بعد انتقاله إلى هذا العالم — وجد أن المسرحيات التي يقدمونها كانت طريقة مجانية وجيدة نسبيًا لفهم العالم.
“أم… ربما ليست طريقة جيدة جدًا.”
فكّر تاليس، الذي كان يسير خلف غيلبرت، في مسرحية تُدعى “التجسيد الحق للَّيل المُظلم نزل إلى العالم وأنقذ بنفسه ثلاثًا وثلاثين أميرة”، ولم يستطع إلا أن يعبس.
من بين المسرحيات المتنوعة التي تراوحت بين السخيفة للغاية وتلك التي كانت تحذيرية للبشر، تذكّر تاليس واحدةً بوضوح، كانت تُدعى “اليوم الذي سقطت فيه الكارثة، والساعة التي أُبيد فيها العالم”.
تلك كانت تدور حول معركة الإبادة.
….
حتى الآن، ما زال تاليس يتذكّر أن خلفية المسرح، ذات الألوان السوداء والحمراء، ظهر فيها رجلٌ مقنّع يرتدي الأسود يحمل سلاسل مربوطة بمنجل، ويدور حول المسرح بخطواتٍ ثقيلة.
“في عصر تورموند الأول — وهو القرن الذي استُبدل فيه تقويم الإمبراطورية بـ تقويم الإبادة — كانت الإمبراطورية قد اندثرت منذ أكثر من ثلاثمائة عام.
كانت الموسيقى الخلفية تصبح قاتمة ومخيفة في تلك اللحظة، مما جعل الأطفال المتفرجين أسفل المسرح، المفعمين بالفضول، يجهشون بالبكاء كثيرًا.
تذكّر تاليس المشهد المسرحي في قاعة الليل المُظلم، حين سقط الممثلون واحدًا تلو الآخر على طول الطريق الذي سلكته ‘الكارثة’.
وفي المواقع التي مرّ بها ذلك الرجل ذو الملابس السوداء، كان الممثلون الذين يرتدون خوذًا ملوّنة ترمز لمناطق مختلفة من العالم يصرخون وينوحون ويسقطون واحدًا تلو الآخر على المسرح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أطلق غيلبرت تنهيدة طويلة، وما قاله بعد ذلك جعل تاليس في حالة ذهول مؤقتًا.
وما زال يتذكّر الكلمات المرعبة التي نطق بها الراوي بصوتٍ يشبه نعيق الغراب:
قبض تاليس كفّه بإحكام، كأن كلمات آسدا الموحشة تصدو في أذنه: (لقد خسرنا).
“الــكارثة قادمة! الكارثة قادمة! لن تترك أحدًا، لن تترك هذا العالم حتى يُبتلع كلّ إنسانٍ في قبضتها!
استيقظوا، يا أصدقائي، استيقظوا، استيقظوا! الكارثة ستبتلع كلّ شيء، ونهر الجحيم سيفيض على العالم، والسماء ستنهار على الأرض! العالم على شفا الإبادة!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (“لحسن الحظ، أنهم لم يرددوا شيئًا مثل ’الليل الطويل يقترب، والشر في كل مكان‘… هيه، ريان، انتبه قليلًا. ذلك الرجل الثريّ على وشك أن يستدير!” – قالها الطفل المتسوّل، تاليس، وهو يشاهد المسرحية).
التجسيدات معنا دومًا، والشياطين أيضًا إلى جانبنا. الإمبراطور خلفنا، والمحاربون أمامنا! لا نجاة إلا بالشجاعة في القتال، ولا أبدية إلا لليل المُظلم!
يا أصدقائي، الكارثة قادمة! الليل المُظلم قال إن الملاح في نهر الجحيم لا يملك وجهًا بغيضًا، ولا هو ثمرة شريرة غير بشرية، ولا زهرة شيطانية، لكنه قادر على جعل قلب الإنسان يتآكل! علينا أن نكون مستعدين لنشهر سيوفنا، ونعود إلى الديار مكلّلين بالمجد مع أبطالنا، كي لا نصبح عبيدًا وأتباعًا لتلك الكارثة!
Arisu-san
هذه هي المعركة الأخيرة. لا تفرّقوا بين أنفسكم، لا تفرّقوا بين المقدّس والبشر! إنها معركة الإبادة! ومع حلول الليل المُظلم الذي يغمر العالم، ستختفي الكارثة حتمًا!”
كان غيلبرت قد اعتاد أسلوب تعلم تاليس (مقاطعته في أي لحظة لطرح الأسئلة، أو حتى الاعتراضات). فابتسم دون أن ينزعج وقال:
في ذاكرة تاليس الضبابية، كان في تلك المسرحية المجنونة ذاك الرجل الذي يحمل المنجل والسلاسل — الملقّب بـ “الـكارثة” — يذبح الكثير من الكائنات الحيّة حتى هُزم أخيرًا باتحاد العالم بأسره ضده.
تُعرف تلك الحادثة باسم الشقّ العظيم والغرق، التي وقعت قبل نحو ستمئة عام.
ومع ذلك، حتى النهاية، لم يشرح أيٌّ من كهنة وممثلي قاعة الليل المُظلم ماهية “الكارثة” حقًا.
وعندما كان الأطفال في الشوارع يسألونهم، كانوا يجعلونهم يرددون: “الليل المُظلم سيعود، وأنا على استعدادٍ للخدمة”، ثم يمنحونهم قطعة حلوى من الشعير ويبتسمون قائلين إن “الـكارثة هي عدوّ هذا العالم”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “في نظر الناس، الصوفيّون مجرد صنفٍ آخر من النفسيين، لا يختلفون كثيرًا عن الفرسان النفسيين أو فرسان الإبادة.”
كان تاليس غارقّا في التفكير فلم يلاحظ أن غيلبرت قد قاده إلى أسفل درج الطابق الثاني.
هناك، على الجدار، كانت تتدلّى ثلاث لوحات ضخمة لملوك مملكة الكوكبة التي رآها تاليس عندما وصل أول مرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأن ذلك الرجل المجنون ذو العباءة الزرقاء والشعر البني ظهر أمامه مجددًا، يفتح فمه ويغلقه قائلًا:
“لوسارك كولفين هو رسّام لوحات شهير في عهد مينديس الثالث. تسعى لوحاته إلى تصوير روح كل شخصية وحيويتها بأفضل شكل، من خلال الدمج بين التاريخ والبيئة والحركة.”
وما زال يتذكّر الكلمات المرعبة التي نطق بها الراوي بصوتٍ يشبه نعيق الغراب:
“الملوك الثلاثة للكوكبة”، واصل غيلبرت بصوتٍ مهيب، “كما شرح لك جلالته سابقًا، هؤلاء من القلائل من الملوك والسيّاد الذين خلدهم كولفين في روائعه.”
عند سماع ذلك، رفع تاليس رأسه ونظر بعناية إلى اللوحة التي تتوسط الجدار — فارسٌ شاب يحمل رمحًا وهو ممتطٍ حصانه، تتدلّى من تاجه نجمة سباعية الرؤوس.
غير أنّه في ذلك العام بالذات، سحرت تلك السلالة، ومعها تلك الكوارث، عددًا لا يُستهان به من الناس في أرجاء العالم، وجعلت منهم أتباعًا ومؤمنين. وبقوّةٍ غير مسبوقة، أعلنوا رسميًّا الحرب على جميع الحضارات في العالم.”
من هيئته، بدا وكأنه يندفع إلى الأمام في هجومٍ عنيف.
في المرة السابقة، لم يُتح له سوى لمحةٍ عابرة. أمّا الآن، فحين أتيح له الوقت ليتفحصها، لاحظ أن نصل الرمح الذي يمسكه الفارس الشاب كان مكسور الحافة، وتاجه الملكي متصدّع ومبقّع، ودرعه مرقّط ببقع الدم، وحصانه بدا مرهقًا.
الفرسان خلفه كلهم جرحى — بعضهم يرفع درعه ويتقدم، وبعضهم يغرق في الدماء، وبعض دروعهم ممزقة، وبعضهم يتوازنون فوق خيولهم، وبعضهم فقد ذراعه تمامًا.
وفي الأفق البعيد تحت ضوء الغروب، كانت الأرض تغصّ بالجثث والأسلحة المتناثرة.
القلة الباقية واقفة، أشبه بزينة حزينة فوق ساحة معركة مدمّرة.
لكن غيلبرت تابع بنظرةٍ باردةٍ: “غير أنّ الدول والقاعات التي خاضت معركة الإبادة وحدها تعلم أنّ هؤلاء الصوفيّين ما هم إلّا تلك الكوارث الرهيبة نفسها، لعنة التاريخ منذ آلاف السنين، أيديهم ملطخةٌ بالدماء، دمّروا سلالتين من الإمبراطورية، وكادوا يُفنون العالم بأسره.
الدماء والظلام هما اللونان الطاغيان.
لا يمكن إنكار أن جميع الكهنة في قاعة الليل المُظلم بدوا مصابين بالهوس — إذ يلفّون أجسادهم إلى حدٍّ لا يسمح لنسمة هواءٍ واحدة أن تنفذ من خلال ثيابهم لتلامس بشرتهم، ويرددون كلماتٍ مجنونة مثل: “السيد سيعود”، “العالم حتمًا سينهار للمرة الثانية”، و”التاريخ كلّه أكاذيب، الوحيد الذي أنقذ العالم هو التجسيد الحق للَّيل المُظلم” كل يوم.
عدا الفارس الشاب ذي التاج السباعي، الذي بدا كأنه يزأر بجنون، أظهرت وجوه الستة خلفه حزنًا ويأسًا، لكن دون أي ترددٍ في الاندفاع للأمام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع مرور السنين، تلاشت فظائع الكوارث من ذاكرة الناس شيئًا فشيئًا. بل إنّ أسماء من وُصِفوا بالكوارث طُمِست من التاريخ.”
كانوا يتقدمون وراء تورموند الأول، الذي يرفع رمحه ويصرخ بشراسة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الإمبراطورية الوحيدة؟”
ارتجف قلب تاليس عند رؤيته ذلك. وتذكّر فجأة ما قاله كيسل الخامس:
وهكذا انتهت معركة الإبادة.”
“ذلك هو تورموند الأول، آخر أمراء الإمبراطورية النهائية، ومؤسس مملكة الكوكبة. الملقب بـ ’ملك النهضة‘، وما زالت شجاعته في معركة الإبادة تُخلَّد حتى اليوم.”
“في عصر تورموند الأول — وهو القرن الذي استُبدل فيه تقويم الإمبراطورية بـ تقويم الإبادة — كانت الإمبراطورية قد اندثرت منذ أكثر من ثلاثمائة عام.
تبدّل تعبير تاليس قليلًا وهو ينظر إلى غيلبرت بجواره.
ولا يُدرك المرء حقيقتهم إلّا حين يحاول قتل أحدهم… وعندها يكون الأوان قد فات، لأنّ هذه الكوارث التي تُعرف باسم الصوفيّين خالدون لا يُفنَون.”
“نعم، إنه ’ملك النهضة‘، تورموند جيدستار.” أجاب غيلبرت بتعبير عميق. “بعد معركة الإبادة قبل أكثر من ستمائة عام، كان من بين قادة الإمبراطورية الناجين في ساحة المعركة الغربية، هو الأعلى مكانةً ومنزلة. وهو أيضًا سلفك، الرجل الذي أسّس مملكة الكوكبة بعد تلك الحرب.”
انتظر غيلبرت بصبر حتى سكت تاليس تمامًا، ثم ألقى عليه نظرة جادة أمام لوحة سلفه، وواصل شرحه.
(ساحة المعركة الغربية، قادة الإمبراطورية الناجون، الأعلى مكانةً…)
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
التقط تاليس الكلمات الرئيسة على الفور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سيدي الشاب، إنك تملك حقًا موهبة في تأليف الروايات وابتكار القصص. لولا هويتك، لربما أصبحت شاعرًا أو منشدًا بارعًا. لكننا الآن في درسٍ عن التاريخ.”
“قادة الإمبراطورية؟ أيّ إمبراطورية؟ ما كانت رتبته؟ وهل كانت هناك ساحات معارك أخرى؟ من كان أعداء تورموند؟”
كان غيلبرت قد اعتاد أسلوب تعلم تاليس (مقاطعته في أي لحظة لطرح الأسئلة، أو حتى الاعتراضات). فابتسم دون أن ينزعج وقال:
“منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وبعد أن أدرك البشر قواهم الخارقة، ظهر عدد كبير من النخب من الفئة العليا والفئة الفائقة. وقد ازدادت قوة جيوشهم وتجهيزاتهم باستمرار. وبعد سنواتٍ طويلة من الاحتكاك والحروب والتحالفات، أي قبل حوالي ألفين ومئتي عام، اتحد البشر أخيرًا في كيانٍ واحد. وعلى مدى أعوامٍ متتالية، حققوا انتصاراتٍ متواصلة في حروبهم ضد الأجناس الأخرى، وأصبحوا حكّام العالم المعروف في القارة.”
“كانت، بطبيعة الحال، الإمبراطورية الوحيدة، ’الإمبراطورية‘.”
“الإمبراطورية الوحيدة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذاكرة تاليس الضبابية، كان في تلك المسرحية المجنونة ذاك الرجل الذي يحمل المنجل والسلاسل — الملقّب بـ “الـكارثة” — يذبح الكثير من الكائنات الحيّة حتى هُزم أخيرًا باتحاد العالم بأسره ضده.
“نعم.”
وإن كانت طرائق تفكيرهم مختلفةً تمامًا عن البشر، فلماذا أرادوا شنّ حربٍ؟ أليغزُو العالم؟ أيّ مزحةٍ هذه؟
تنفس غيلبرت بعمق وارتسمت على وجهه ابتسامة حنين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع مرور السنين، تلاشت فظائع الكوارث من ذاكرة الناس شيئًا فشيئًا. بل إنّ أسماء من وُصِفوا بالكوارث طُمِست من التاريخ.”
“هل تعلم، أيها السيد الشاب تاليس، أن العالم المعروف كان فيما مضى قطعة أرضٍ واسعة على شكل ذراع؟ وكانت مملكتنا، الكوكبة، تقع عند موضع المعصم.”
“قطعة… قطعة أرضٍ واحدة بأكملها؟ رفع تاليس رأسه فجأة، مقاطعًا بدهشة. ماذا عن شبهي الحزيرة الشرقي والغربي اللذين يفصل بينهما بحر الإبادة—”
ارتجف قلب تاليس عند رؤيته ذلك. وتذكّر فجأة ما قاله كيسل الخامس:
لكن غيلبرت اكتفى بالابتسام ورفع يده مشيرًا له بالصمت أمام لوحة الملك الراحل.
“نعم.”
“أكمِل الاستماع إليّ حتى أنتهي من الحديث. الجواب يكمن في معركة الإبادة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (ساحة المعركة الغربية، قادة الإمبراطورية الناجون، الأعلى مكانةً…)
غير أن تاليس كان قد كوَّن في ذهنه إجابةً قريبة من الحقيقة.
(معركة الإبادة… انتظر، البحر الفاصل بين شبهَي الجزيرة يُدعى بحر الإبادة؟)
(شبه جزر؟)
“…زالت من الوجود.”
حين خطرت له تلك الفكرة، لم يستطع تاليس إلا أن يسخر من الموقف.
زفر بعمق. “بعد معركة الإبادة، تم حجب كلّ ما يتعلّق بالكوارث من معلوماتٍ ومصادر، وحُظِر تداولها. كان ذلك اتفاقًا غير معلنٍ بين التجسدات والشياطين والبشر، كما كان وسيلةً لئلّا يتزايد عددهم.
“غيلبرت، أمم، هل ستخبرني أن كيانًا سماويًا قويًا قاد جيشًا وغزا عالمنا؟ ثم، بعد معركةٍ طاحنة، نجحنا في إحباط محاولتهم؟ ولكننا عن طريق الخطأ حطمنا بئرًا سحرية انفجرت وفصلت العالم إلى شبهَي جزيرة؟”
تجمّدت ابتسامة غيلبرت. “ماذا؟”
“ثمّ سُمِّي الجزء الغربي كاليمدور—”
“شـش…” لم يستطع غيلبرت كتم ابتسامته وهو يقاطعه.
“غير أنّ قوّة تلك الكوارث الملعونة كانت مرعبةً إلى حدٍّ لا يُصدّق. ففي المطاردة الأخيرة، التي تجاوزت قدرات الفئة الفائقة نفسها، قامت تلك الكائنات الدنيئة، التي كادت تفني العالم…”
“سيدي الشاب، إنك تملك حقًا موهبة في تأليف الروايات وابتكار القصص. لولا هويتك، لربما أصبحت شاعرًا أو منشدًا بارعًا. لكننا الآن في درسٍ عن التاريخ.”
اكتفى تاليس بهز كتفيه وتوقف عن الكلام، محتفظًا بذكرى جديدة في أعماق ذاكرته — ذكرى ما تزال مرتبطة بتلك الفتاة صاحبة الأوهام المراهقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (“لحسن الحظ، أنهم لم يرددوا شيئًا مثل ’الليل الطويل يقترب، والشر في كل مكان‘… هيه، ريان، انتبه قليلًا. ذلك الرجل الثريّ على وشك أن يستدير!” – قالها الطفل المتسوّل، تاليس، وهو يشاهد المسرحية).
انتظر غيلبرت بصبر حتى سكت تاليس تمامًا، ثم ألقى عليه نظرة جادة أمام لوحة سلفه، وواصل شرحه.
أما ’الإمبراطورية الأخيرة‘ التي عاش فيها تورموند، فلم تكن سوى دولةٍ أسسها لاجئو الإمبراطورية السابقة، واتخذت اسم الإمبراطورية فقط.
“منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وبعد أن أدرك البشر قواهم الخارقة، ظهر عدد كبير من النخب من الفئة العليا والفئة الفائقة. وقد ازدادت قوة جيوشهم وتجهيزاتهم باستمرار. وبعد سنواتٍ طويلة من الاحتكاك والحروب والتحالفات، أي قبل حوالي ألفين ومئتي عام، اتحد البشر أخيرًا في كيانٍ واحد. وعلى مدى أعوامٍ متتالية، حققوا انتصاراتٍ متواصلة في حروبهم ضد الأجناس الأخرى، وأصبحوا حكّام العالم المعروف في القارة.”
توقف غيلبرت للحظة، وكأنه يتساءل لماذا لم يقاطعه تاليس ولم يطرح أي أسئلة. مع ذلك، لم يشك كثيرًا. بدلًا من ذلك، أغمض عينيه وتأمل في أمر ما، ولم يتكلم إلا بهدوء بعد بضع دقائق.
ارتسم على وجه غيلبرت تعبيرُ تبجيلٍ وحنين، وتاه بصره قليلًا وهو يتحدث بنبرة حالمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لقد أسسوا دولةً عملاقةً امتدت على كامل المحيط والقارة، تكاد تخترق كل زاويةٍ من الأرض المعروفة. باستثناء قلةٍ من سكان الشرق الأقصى، كان تقريبًا جميع البشر — من الرودوليين، وأبناء الشمال، والنيدانيين، والكالونسيين، وأبناء الأرض القرمزية — تحت حماية تلك الدولة وسلطتها.
لم يُطلقوا على دولتهم أو على سلالتهم أي اسم. وكان الحاكم الأعلى يُلقّب نفسه بـ ’الإمبراطور‘. أما تلك الدولة الفريدة، التي لم يكن لها اسم ولا تحتاج إليه، فكانت تُعرف بـ الإمبراطورية.”
شهق تاليس بخفة. لم يشعر بالفخر ولا بالعظمة، بل بالحزن والرغبة بالتنهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الحرب أنشأت الدولة، والدولة أنشأت الحرب.
أضاف تلك الجملة بصمت في قلبه — كان قد تعلّمها من كتابٍ لكاتبٍ عظيم في حياته السابقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اتحادٌ وحرب… كلمتان يسهل نطقهما، لكن لتأسيس دولةٍ ضخمةٍ لم يسبق لها مثيل، كم عدد الحروب التي خيضت؟ وكم من الدماء أُريق، وكم من المذابح ارتُكبت؟
تذكّر تاليس المشهد المسرحي في قاعة الليل المُظلم، حين سقط الممثلون واحدًا تلو الآخر على طول الطريق الذي سلكته ‘الكارثة’.
غير أن ملامح غيلبرت سرعان ما غشاها الكدر.
أما ’الإمبراطورية الأخيرة‘ التي عاش فيها تورموند، فلم تكن سوى دولةٍ أسسها لاجئو الإمبراطورية السابقة، واتخذت اسم الإمبراطورية فقط.
“تمامًا حين بلغت الإمبراطورية قرابة الألف عام من الحكم، ظهر بين البشر جنسٌ جديد، قويّ إلى حدٍّ مرعب، نشأ بصمتٍ من بين صفوفهم.
إنهم خالدون لا يمكن تدميرهم، يملكون قوة لا مثيل لها، وسلطة لا تضاهى. حتى أقوى أفراد الفئة الفائقة لم يتمكنوا من الصمود أمامهم، بل إن التجسدات والشياطين أنفسهم لم يكونوا نِدًّا لهم. وما هو أشدّ رعبًا، أن لهم طرائق تفكيرٍ وقوانين تصرّفٍ مختلفة تمامًا عن سائر البشر أو الأجناس الأخرى. فهم لا يخضعون للعقل، متعنتون، مجانين، ويصعب التواصل معهم.”
من بين المسرحيات المتنوعة التي تراوحت بين السخيفة للغاية وتلك التي كانت تحذيرية للبشر، تذكّر تاليس واحدةً بوضوح، كانت تُدعى “اليوم الذي سقطت فيه الكارثة، والساعة التي أُبيد فيها العالم”.
تجمّد تاليس قليلًا.
من هيئته، بدا وكأنه يندفع إلى الأمام في هجومٍ عنيف.
وكأن ذلك الرجل المجنون ذو العباءة الزرقاء والشعر البني ظهر أمامه مجددًا، يفتح فمه ويغلقه قائلًا:
“الصوفيّ المولود حديثًا قد اتخذ له موطئًا فوق التجسدات، يطلّ على الكائنات الأخرى…”
زفر بعمق. “بعد معركة الإبادة، تم حجب كلّ ما يتعلّق بالكوارث من معلوماتٍ ومصادر، وحُظِر تداولها. كان ذلك اتفاقًا غير معلنٍ بين التجسدات والشياطين والبشر، كما كان وسيلةً لئلّا يتزايد عددهم.
استعاد تاليس تركيزه، ورأى غيلبرت يطلق تنهيدةً عميقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إنهم كالـكارثة. منذ أن حلّوا في هذا العالم، ما انفكّوا يجلبون الفوضى والكوارث، الدماء والمجازر. وبعد هذه الضربات الهائلة، بدأ ذلك الكيان الإمبراطوري العظيم ينهار ببطء، وفي النهاية فَنِي.”
في المرة السابقة، لم يُتح له سوى لمحةٍ عابرة. أمّا الآن، فحين أتيح له الوقت ليتفحصها، لاحظ أن نصل الرمح الذي يمسكه الفارس الشاب كان مكسور الحافة، وتاجه الملكي متصدّع ومبقّع، ودرعه مرقّط ببقع الدم، وحصانه بدا مرهقًا.
جنسٌ جديد؟ نشأ بين البشر؟ لا يخضع للعقل؟ كارثة؟
تبدّل تعبير تاليس قليلًا وهو ينظر إلى غيلبرت بجواره.
استعاد تاليس شيئًا في ذهنه، وبدأ قلبه يخفق بعنف.
“في عصر تورموند الأول — وهو القرن الذي استُبدل فيه تقويم الإمبراطورية بـ تقويم الإبادة — كانت الإمبراطورية قد اندثرت منذ أكثر من ثلاثمائة عام.
“أم… ربما ليست طريقة جيدة جدًا.”
العالم الذي كان يعيش فيه البشر والأجناس الأخرى عاد إلى حالةٍ من الفوضى والانقسام.
التجسيدات معنا دومًا، والشياطين أيضًا إلى جانبنا. الإمبراطور خلفنا، والمحاربون أمامنا! لا نجاة إلا بالشجاعة في القتال، ولا أبدية إلا لليل المُظلم!
أما ’الإمبراطورية الأخيرة‘ التي عاش فيها تورموند، فلم تكن سوى دولةٍ أسسها لاجئو الإمبراطورية السابقة، واتخذت اسم الإمبراطورية فقط.
كان تاليس قد شاهد عددًا من المسرحيات في قاعة الليل المُظلم بجانب السوق الكبير، رغم أن تركيزه في الغالب كان منصبًا على كيفية سرقة النقود من جيوب الجمهور المذهول بالمشهد.
من حيث النظام، والأراضي، والشعب، كانت دولةً مختلفة كليًا.
ولهذا، درج المؤرخون على تسمية الإمبراطورية العظيمة السابقة بـ الإمبراطورية القديمة، وتلك الضعيفة المتأخرة بـ الإمبراطورية الأخيرة.
ثم تابع بصوتٍ منخفضٍ: “لكن بما أنّك الوريث الوحيد للملك، فسيكون عليك أن تعرف كلّ هذا عاجلًا أم آجلًا.”
في العام 1509 من تقويم الإمبراطورية — وهو العام الذي وقعت فيه معركة الإبادة — لم تكن الإمبراطورية الأخيرة سوى دولةٍ ذات قوةٍ متوسطةٍ في العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبدلًا من أن تجلب لهم المجد والإرث، أصبحت التركة الروحية واسم الإمبراطورية القديمة عبئًا ومصدرَ كراهيةٍ للآخرين. فصاروا هدفًا للطامحين من الأراضي السابقة، وللكائنات الجشعة من الأجناس الأخرى، ولعددٍ لا يُحصى من الأمم الطامعة.”
“على الرغم من أنّ الإمبراطورية الأخيرة ورثت مجد الإمبراطورية القديمة، إلّا أنّها خلّفت أعداء في كل مكان، وكانت في حربٍ دائمة لا تهدأ. وفوق ذلك، كانت الضرائب باهظة، والاضطرابات الداخلية تعصف بها عامًا بعد عام. الأسرة الإمبراطورية كانت عاجزة، وحُكم البلاد واهن، حتى بدا أنّ مجد الإمبراطورية سيؤول إلى زوالٍ في العام 1509 من التقويم الإمبراطوري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير أنّه في ذلك العام بالذات، سحرت تلك السلالة، ومعها تلك الكوارث، عددًا لا يُستهان به من الناس في أرجاء العالم، وجعلت منهم أتباعًا ومؤمنين. وبقوّةٍ غير مسبوقة، أعلنوا رسميًّا الحرب على جميع الحضارات في العالم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (ساحة المعركة الغربية، قادة الإمبراطورية الناجون، الأعلى مكانةً…)
تجمّد تاليس قليلاً. وبما أنّه كان ذا ذهنٍ منطقيٍّ متقد، فقد التقط بالفعل عدّة نقاطٍ غير منطقيةٍ في السرد. غير أنّه لم يُبدِ اعتراضه، بل كتم ملاحظاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانوا يتقدمون وراء تورموند الأول، الذي يرفع رمحه ويصرخ بشراسة.
(ما هي هذه الكوارث بالضبط؟ ماذا يعني ‘نشأت بين البشر’؟ وإن كانت بهذه القوّة الهائلة، فلماذا لم يُكملوا السيطرة على القارة بعد تدميرهم للإمبراطورية القديمة؟ لماذا انتظروا حتى ظهرت الإمبراطورية الأخيرة ليعلنوا الحرب؟.
وإن كانوا عصيّيَ المنطق، فلماذا احتاجوا إلى أتباع ومؤمنين كالتجسيد الحقيقي؟
تصلّب وجه تاليس وهو يلمس جرح يده اليسرى، لكن أسنانه اصطكّت قليلًا. لسوء الحظ، كان قد واجه تلك الكوارث بالفعل.
وإن كانت طرائق تفكيرهم مختلفةً تمامًا عن البشر، فلماذا أرادوا شنّ حربٍ؟ أليغزُو العالم؟ أيّ مزحةٍ هذه؟
إنّها حكايةٌ مثقوبةٌ من كل جانب!)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن تاليس كان يدرك أنّ السبب لم يكن أنّ غيلبرت يحاول تضليله، بل أنّ ثمة الكثير من الحقائق التي تعجز مداركه حاليًا عن استيعابها.
“الصوفيّ المولود حديثًا قد اتخذ له موطئًا فوق التجسدات، يطلّ على الكائنات الأخرى…”
تمامًا كما حدث مع أسرار ‘السنة الدموية’ من قبل.
وبدلًا من أن تجلب لهم المجد والإرث، أصبحت التركة الروحية واسم الإمبراطورية القديمة عبئًا ومصدرَ كراهيةٍ للآخرين. فصاروا هدفًا للطامحين من الأراضي السابقة، وللكائنات الجشعة من الأجناس الأخرى، ولعددٍ لا يُحصى من الأمم الطامعة.”
ابتلع تاليس ريقه وقال بقلقٍ خافت: “تلك الكوارث… ما هي؟”
“إنهم كالـكارثة. منذ أن حلّوا في هذا العالم، ما انفكّوا يجلبون الفوضى والكوارث، الدماء والمجازر. وبعد هذه الضربات الهائلة، بدأ ذلك الكيان الإمبراطوري العظيم ينهار ببطء، وفي النهاية فَنِي.”
غيلبرت لم يستغرب سؤاله، لكنه لم يلحظ أنّ نبرة تاليس كانت أقل ثباتًا من المعتاد.
وإن كانوا عصيّيَ المنطق، فلماذا احتاجوا إلى أتباع ومؤمنين كالتجسيد الحقيقي؟
زفر بعمق. “بعد معركة الإبادة، تم حجب كلّ ما يتعلّق بالكوارث من معلوماتٍ ومصادر، وحُظِر تداولها. كان ذلك اتفاقًا غير معلنٍ بين التجسدات والشياطين والبشر، كما كان وسيلةً لئلّا يتزايد عددهم.
ومع مرور السنين، تلاشت فظائع الكوارث من ذاكرة الناس شيئًا فشيئًا. بل إنّ أسماء من وُصِفوا بالكوارث طُمِست من التاريخ.”
ثم تابع بصوتٍ منخفضٍ: “لكن بما أنّك الوريث الوحيد للملك، فسيكون عليك أن تعرف كلّ هذا عاجلًا أم آجلًا.”
تنفّس غيلبرت بعمق وبدت ملامحه صارمة. “كلّ أولئك الذين سُمّوا بالكوارث، كانوا يومًا ما بشريين أو من أعراقٍ ذكيّةٍ أخرى. لكن الطمع، والجشع، والطموح، دفعهم ليغدوا كائناتٍ دخيلةً فقدت فطرتها الأصلية. ومع أنّهم لا يختلفون عنّا ظاهرًا، وربما يعيشون بيننا متخفّين، إلّا أنّهم في الحقيقة نوعٌ غريبٌ تمامًا. ووفقًا للأساطير، فإنّ للبشر اسمًا مشتركًا يطلقونه عليهم.”
تنحنح غيلبرت، ونطق الكلمة بوضوحٍ وجديةٍ: “الصوفيّون.”
في تلك اللحظة، استجمع تاليس كلّ إرادته ليمنع جسده من الارتجاف.
وفي المواقع التي مرّ بها ذلك الرجل ذو الملابس السوداء، كان الممثلون الذين يرتدون خوذًا ملوّنة ترمز لمناطق مختلفة من العالم يصرخون وينوحون ويسقطون واحدًا تلو الآخر على المسرح.
“في نظر الناس، الصوفيّون مجرد صنفٍ آخر من النفسيين، لا يختلفون كثيرًا عن الفرسان النفسيين أو فرسان الإبادة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتحادٌ وحرب… كلمتان يسهل نطقهما، لكن لتأسيس دولةٍ ضخمةٍ لم يسبق لها مثيل، كم عدد الحروب التي خيضت؟ وكم من الدماء أُريق، وكم من المذابح ارتُكبت؟
لكن غيلبرت تابع بنظرةٍ باردةٍ: “غير أنّ الدول والقاعات التي خاضت معركة الإبادة وحدها تعلم أنّ هؤلاء الصوفيّين ما هم إلّا تلك الكوارث الرهيبة نفسها، لعنة التاريخ منذ آلاف السنين، أيديهم ملطخةٌ بالدماء، دمّروا سلالتين من الإمبراطورية، وكادوا يُفنون العالم بأسره.
غيلبرت لم يستغرب سؤاله، لكنه لم يلحظ أنّ نبرة تاليس كانت أقل ثباتًا من المعتاد.
ولا يُدرك المرء حقيقتهم إلّا حين يحاول قتل أحدهم… وعندها يكون الأوان قد فات، لأنّ هذه الكوارث التي تُعرف باسم الصوفيّين خالدون لا يُفنَون.”
“سيدي الشاب”، قال غيلبرت بصرامة، “إن تعثّر حظّك وواجهت يومًا صوفيًّا، فاحفظ نفسك أولًا، ثم التمس العون… لدينا وسيلةٌ صُمّمت بناءً على نقاط ضعفهم لمواجهتهم بها.”
ولا يُدرك المرء حقيقتهم إلّا حين يحاول قتل أحدهم… وعندها يكون الأوان قد فات، لأنّ هذه الكوارث التي تُعرف باسم الصوفيّين خالدون لا يُفنَون.”
تصلّب وجه تاليس وهو يلمس جرح يده اليسرى، لكن أسنانه اصطكّت قليلًا. لسوء الحظ، كان قد واجه تلك الكوارث بالفعل.
“نعم، إنه ’ملك النهضة‘، تورموند جيدستار.” أجاب غيلبرت بتعبير عميق. “بعد معركة الإبادة قبل أكثر من ستمائة عام، كان من بين قادة الإمبراطورية الناجين في ساحة المعركة الغربية، هو الأعلى مكانةً ومنزلة. وهو أيضًا سلفك، الرجل الذي أسّس مملكة الكوكبة بعد تلك الحرب.”
امتلأ قلبه بالأسئلة، لكنه كتمها حرصًا على سلامته. من يدري ماذا قد يفلت من لسانه إن بالغ في القلق؟
“منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وبعد أن أدرك البشر قواهم الخارقة، ظهر عدد كبير من النخب من الفئة العليا والفئة الفائقة. وقد ازدادت قوة جيوشهم وتجهيزاتهم باستمرار. وبعد سنواتٍ طويلة من الاحتكاك والحروب والتحالفات، أي قبل حوالي ألفين ومئتي عام، اتحد البشر أخيرًا في كيانٍ واحد. وعلى مدى أعوامٍ متتالية، حققوا انتصاراتٍ متواصلة في حروبهم ضد الأجناس الأخرى، وأصبحوا حكّام العالم المعروف في القارة.”
(لكنّ هذا أيضًا لا يبدو صائبًا… إن كان الصوفيّون بتلك الرهبة، فلمَ يتنازعون على عصاباتٍ تافهة؟ ولماذا تسمح الكوكبة لعصابة قوارير الدم أن تزدهر في المملكة؟ ثمّة تناقضات كثيرة… كثيرة جدًا.)
توقف غيلبرت للحظة، وكأنه يتساءل لماذا لم يقاطعه تاليس ولم يطرح أي أسئلة. مع ذلك، لم يشك كثيرًا. بدلًا من ذلك، أغمض عينيه وتأمل في أمر ما، ولم يتكلم إلا بهدوء بعد بضع دقائق.
تذكّر تاليس المشهد المسرحي في قاعة الليل المُظلم، حين سقط الممثلون واحدًا تلو الآخر على طول الطريق الذي سلكته ‘الكارثة’.
“لا مجال للشك في مدى رعبهم. فقبل أكثر من ستمئة عام، وتحت راية أقوى المحاربين، خاض جيشنا الأشدّ شجاعةً معركةً دمويةً ضد أتباعهم. وبعد أن اخترقنا خطوط دفاعهم، طوّق أمهر الفرسان والمحاربين تلك الكوارث، لكنهم أُبيدوا عن بكرة أبيهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تذكّر تاليس المشهد المسرحي في قاعة الليل المُظلم، حين سقط الممثلون واحدًا تلو الآخر على طول الطريق الذي سلكته ‘الكارثة’.
“نزلت التجسُدات إلى الأرض وماتت. نهضت الشياطين من باطنها وفُنيت. هرع محاربو الأعراق كافة إلى ساحات القتال وضُحّي بهم.
عدا الفارس الشاب ذي التاج السباعي، الذي بدا كأنه يزأر بجنون، أظهرت وجوه الستة خلفه حزنًا ويأسًا، لكن دون أي ترددٍ في الاندفاع للأمام.
دامت الحرب سنين طويلة. وبعد أن دفعنا ثمنًا مروّعًا، اكتشفنا أخيرًا مواطن ضعفهم، وهزمنا تلك الكوارث.”
قبض تاليس كفّه بإحكام، كأن كلمات آسدا الموحشة تصدو في أذنه: (لقد خسرنا).
قبض تاليس كفّه بإحكام، كأن كلمات آسدا الموحشة تصدو في أذنه: (لقد خسرنا).
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن صوت غيلبرت قطع استغراقه في الذكرى.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“غير أنّ قوّة تلك الكوارث الملعونة كانت مرعبةً إلى حدٍّ لا يُصدّق. ففي المطاردة الأخيرة، التي تجاوزت قدرات الفئة الفائقة نفسها، قامت تلك الكائنات الدنيئة، التي كادت تفني العالم…”
تجمّدت ابتسامة غيلبرت. “ماذا؟”
ارتجف تاليس، وقد أدرك ما سيأتي.
كان غيلبرت قد اعتاد أسلوب تعلم تاليس (مقاطعته في أي لحظة لطرح الأسئلة، أو حتى الاعتراضات). فابتسم دون أن ينزعج وقال:
قال غيلبرت بهدوءٍ قاتم: “أغرقوا أضعف شبه جزيرةٍ في قلب القارة العظمى، والتي كانت تربط سائر شبه الجزر ببعضها. وأُبيد كلّ ما كان عليها من أحياءٍ ومادّة.
ارتجف قلب تاليس عند رؤيته ذلك. وتذكّر فجأة ما قاله كيسل الخامس:
وحين غرقت، تفشّت بقايا تلك القوّة في الأرجاء، فدفعت القارة كلها لتنفصل إلى جهتين متقابلتين. وخلال خمس سنواتٍ فقط، صار عمق البحر الجديد بلا قرار، وشطر الأرض المعروفة إلى شبه الجزيرتين الشرقية والغربية وعددٍ لا يُحصى من الجزر.
تُعرف تلك الحادثة باسم الشقّ العظيم والغرق، التي وقعت قبل نحو ستمئة عام.
وعندما كان الأطفال في الشوارع يسألونهم، كانوا يجعلونهم يرددون: “الليل المُظلم سيعود، وأنا على استعدادٍ للخدمة”، ثم يمنحونهم قطعة حلوى من الشعير ويبتسمون قائلين إن “الـكارثة هي عدوّ هذا العالم”.
وهكذا انتهت معركة الإبادة.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
أطلق غيلبرت تنهيدة طويلة، وما قاله بعد ذلك جعل تاليس في حالة ذهول مؤقتًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“تلك شبه الجزيرة الغارقة كانت تضمّ أراضي الإمبراطورية الأخيرة بأسرها. والإمبراطورية الأخيرة…”
من حيث النظام، والأراضي، والشعب، كانت دولةً مختلفة كليًا.
“…زالت من الوجود.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شهق تاليس بخفة. لم يشعر بالفخر ولا بالعظمة، بل بالحزن والرغبة بالتنهد.
“أكمِل الاستماع إليّ حتى أنتهي من الحديث. الجواب يكمن في معركة الإبادة.”
القلة الباقية واقفة، أشبه بزينة حزينة فوق ساحة معركة مدمّرة.
ثم تابع بصوتٍ منخفضٍ: “لكن بما أنّك الوريث الوحيد للملك، فسيكون عليك أن تعرف كلّ هذا عاجلًا أم آجلًا.”
“أكمِل الاستماع إليّ حتى أنتهي من الحديث. الجواب يكمن في معركة الإبادة.”
تمامًا كما حدث مع أسرار ‘السنة الدموية’ من قبل.
“أكمِل الاستماع إليّ حتى أنتهي من الحديث. الجواب يكمن في معركة الإبادة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نزلت التجسُدات إلى الأرض وماتت. نهضت الشياطين من باطنها وفُنيت. هرع محاربو الأعراق كافة إلى ساحات القتال وضُحّي بهم.
ولا يُدرك المرء حقيقتهم إلّا حين يحاول قتل أحدهم… وعندها يكون الأوان قد فات، لأنّ هذه الكوارث التي تُعرف باسم الصوفيّين خالدون لا يُفنَون.”
دامت الحرب سنين طويلة. وبعد أن دفعنا ثمنًا مروّعًا، اكتشفنا أخيرًا مواطن ضعفهم، وهزمنا تلك الكوارث.”
هذه هي المعركة الأخيرة. لا تفرّقوا بين أنفسكم، لا تفرّقوا بين المقدّس والبشر! إنها معركة الإبادة! ومع حلول الليل المُظلم الذي يغمر العالم، ستختفي الكارثة حتمًا!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمّد تاليس قليلاً. وبما أنّه كان ذا ذهنٍ منطقيٍّ متقد، فقد التقط بالفعل عدّة نقاطٍ غير منطقيةٍ في السرد. غير أنّه لم يُبدِ اعتراضه، بل كتم ملاحظاته.
إلا أن تاليس — الذي كان أميًّا بعد انتقاله إلى هذا العالم — وجد أن المسرحيات التي يقدمونها كانت طريقة مجانية وجيدة نسبيًا لفهم العالم.
“نعم.”
دامت الحرب سنين طويلة. وبعد أن دفعنا ثمنًا مروّعًا، اكتشفنا أخيرًا مواطن ضعفهم، وهزمنا تلك الكوارث.”
الحرب أنشأت الدولة، والدولة أنشأت الحرب.
“ذلك هو تورموند الأول، آخر أمراء الإمبراطورية النهائية، ومؤسس مملكة الكوكبة. الملقب بـ ’ملك النهضة‘، وما زالت شجاعته في معركة الإبادة تُخلَّد حتى اليوم.”
“في عصر تورموند الأول — وهو القرن الذي استُبدل فيه تقويم الإمبراطورية بـ تقويم الإبادة — كانت الإمبراطورية قد اندثرت منذ أكثر من ثلاثمائة عام.
“ذلك هو تورموند الأول، آخر أمراء الإمبراطورية النهائية، ومؤسس مملكة الكوكبة. الملقب بـ ’ملك النهضة‘، وما زالت شجاعته في معركة الإبادة تُخلَّد حتى اليوم.”
“نعم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لا يمكن إنكار أن جميع الكهنة في قاعة الليل المُظلم بدوا مصابين بالهوس — إذ يلفّون أجسادهم إلى حدٍّ لا يسمح لنسمة هواءٍ واحدة أن تنفذ من خلال ثيابهم لتلامس بشرتهم، ويرددون كلماتٍ مجنونة مثل: “السيد سيعود”، “العالم حتمًا سينهار للمرة الثانية”، و”التاريخ كلّه أكاذيب، الوحيد الذي أنقذ العالم هو التجسيد الحق للَّيل المُظلم” كل يوم.
غير أن تاليس كان قد كوَّن في ذهنه إجابةً قريبة من الحقيقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ذلك هو تورموند الأول، آخر أمراء الإمبراطورية النهائية، ومؤسس مملكة الكوكبة. الملقب بـ ’ملك النهضة‘، وما زالت شجاعته في معركة الإبادة تُخلَّد حتى اليوم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن غيلبرت اكتفى بالابتسام ورفع يده مشيرًا له بالصمت أمام لوحة الملك الراحل.
وإن كانوا عصيّيَ المنطق، فلماذا احتاجوا إلى أتباع ومؤمنين كالتجسيد الحقيقي؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجف تاليس، وقد أدرك ما سيأتي.
“غيلبرت، أمم، هل ستخبرني أن كيانًا سماويًا قويًا قاد جيشًا وغزا عالمنا؟ ثم، بعد معركةٍ طاحنة، نجحنا في إحباط محاولتهم؟ ولكننا عن طريق الخطأ حطمنا بئرًا سحرية انفجرت وفصلت العالم إلى شبهَي جزيرة؟”
“أكمِل الاستماع إليّ حتى أنتهي من الحديث. الجواب يكمن في معركة الإبادة.”
“الصوفيّ المولود حديثًا قد اتخذ له موطئًا فوق التجسدات، يطلّ على الكائنات الأخرى…”
وإن كانت طرائق تفكيرهم مختلفةً تمامًا عن البشر، فلماذا أرادوا شنّ حربٍ؟ أليغزُو العالم؟ أيّ مزحةٍ هذه؟
….
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نزلت التجسُدات إلى الأرض وماتت. نهضت الشياطين من باطنها وفُنيت. هرع محاربو الأعراق كافة إلى ساحات القتال وضُحّي بهم.
وحين غرقت، تفشّت بقايا تلك القوّة في الأرجاء، فدفعت القارة كلها لتنفصل إلى جهتين متقابلتين. وخلال خمس سنواتٍ فقط، صار عمق البحر الجديد بلا قرار، وشطر الأرض المعروفة إلى شبه الجزيرتين الشرقية والغربية وعددٍ لا يُحصى من الجزر.
“تلك شبه الجزيرة الغارقة كانت تضمّ أراضي الإمبراطورية الأخيرة بأسرها. والإمبراطورية الأخيرة…”
وفي المواقع التي مرّ بها ذلك الرجل ذو الملابس السوداء، كان الممثلون الذين يرتدون خوذًا ملوّنة ترمز لمناطق مختلفة من العالم يصرخون وينوحون ويسقطون واحدًا تلو الآخر على المسرح.
عند سماع ذلك، رفع تاليس رأسه ونظر بعناية إلى اللوحة التي تتوسط الجدار — فارسٌ شاب يحمل رمحًا وهو ممتطٍ حصانه، تتدلّى من تاجه نجمة سباعية الرؤوس.
إنّها حكايةٌ مثقوبةٌ من كل جانب!)
ارتسم على وجه غيلبرت تعبيرُ تبجيلٍ وحنين، وتاه بصره قليلًا وهو يتحدث بنبرة حالمة.
هذه هي المعركة الأخيرة. لا تفرّقوا بين أنفسكم، لا تفرّقوا بين المقدّس والبشر! إنها معركة الإبادة! ومع حلول الليل المُظلم الذي يغمر العالم، ستختفي الكارثة حتمًا!”
أضاف تلك الجملة بصمت في قلبه — كان قد تعلّمها من كتابٍ لكاتبٍ عظيم في حياته السابقة.
تبدّل تعبير تاليس قليلًا وهو ينظر إلى غيلبرت بجواره.
(ما هي هذه الكوارث بالضبط؟ ماذا يعني ‘نشأت بين البشر’؟ وإن كانت بهذه القوّة الهائلة، فلماذا لم يُكملوا السيطرة على القارة بعد تدميرهم للإمبراطورية القديمة؟ لماذا انتظروا حتى ظهرت الإمبراطورية الأخيرة ليعلنوا الحرب؟.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجف تاليس، وقد أدرك ما سيأتي.
من حيث النظام، والأراضي، والشعب، كانت دولةً مختلفة كليًا.
“الصوفيّ المولود حديثًا قد اتخذ له موطئًا فوق التجسدات، يطلّ على الكائنات الأخرى…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولهذا، درج المؤرخون على تسمية الإمبراطورية العظيمة السابقة بـ الإمبراطورية القديمة، وتلك الضعيفة المتأخرة بـ الإمبراطورية الأخيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لا مجال للشك في مدى رعبهم. فقبل أكثر من ستمئة عام، وتحت راية أقوى المحاربين، خاض جيشنا الأشدّ شجاعةً معركةً دمويةً ضد أتباعهم. وبعد أن اخترقنا خطوط دفاعهم، طوّق أمهر الفرسان والمحاربين تلك الكوارث، لكنهم أُبيدوا عن بكرة أبيهم.”
في تلك اللحظة، استجمع تاليس كلّ إرادته ليمنع جسده من الارتجاف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“غيلبرت، أمم، هل ستخبرني أن كيانًا سماويًا قويًا قاد جيشًا وغزا عالمنا؟ ثم، بعد معركةٍ طاحنة، نجحنا في إحباط محاولتهم؟ ولكننا عن طريق الخطأ حطمنا بئرًا سحرية انفجرت وفصلت العالم إلى شبهَي جزيرة؟”
كان تاليس غارقّا في التفكير فلم يلاحظ أن غيلبرت قد قاده إلى أسفل درج الطابق الثاني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمامًا كما حدث مع أسرار ‘السنة الدموية’ من قبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هل تعلم، أيها السيد الشاب تاليس، أن العالم المعروف كان فيما مضى قطعة أرضٍ واسعة على شكل ذراع؟ وكانت مملكتنا، الكوكبة، تقع عند موضع المعصم.”
“قطعة… قطعة أرضٍ واحدة بأكملها؟ رفع تاليس رأسه فجأة، مقاطعًا بدهشة. ماذا عن شبهي الحزيرة الشرقي والغربي اللذين يفصل بينهما بحر الإبادة—”
“الملوك الثلاثة للكوكبة”، واصل غيلبرت بصوتٍ مهيب، “كما شرح لك جلالته سابقًا، هؤلاء من القلائل من الملوك والسيّاد الذين خلدهم كولفين في روائعه.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع مرور السنين، تلاشت فظائع الكوارث من ذاكرة الناس شيئًا فشيئًا. بل إنّ أسماء من وُصِفوا بالكوارث طُمِست من التاريخ.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمّد تاليس قليلاً. وبما أنّه كان ذا ذهنٍ منطقيٍّ متقد، فقد التقط بالفعل عدّة نقاطٍ غير منطقيةٍ في السرد. غير أنّه لم يُبدِ اعتراضه، بل كتم ملاحظاته.
وفي الأفق البعيد تحت ضوء الغروب، كانت الأرض تغصّ بالجثث والأسلحة المتناثرة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات