نيران صديقة!
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
Arisu-san
لهذا، استطاع جينارد أن يميز بنظرةٍ واحدة أن الفارسين في المقدمة أمامه من النخبة أصحاب الخبرة القتالية. فقد لاحظ حركة أجسادهم السلسة رغم هدوء ملامحهم، وانحناءة ظهورهم الطفيفة التي تمنحهم توازنًا فور امتطائهم صهوات الخيل، وموقع السيوف على خصورهم وسروجهم القريبة من أيديهم المسيطرة. هؤلاء النبلاء الذين يفوقون الفئة العليا لا بد أنهم ضباطٌ رفيعو الرتبة في وحدات الهجوم—سواء في الطليعة أو فرق الاقتحام أو الدفاع أو الاحتياط أو حتى الحرس الشخصي للقادة. كانوا بحقّ العصب والعمود الفقري للجيش، كالبَارون الشهير أراكا مورخ في المملكة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
الفصل 32: نيران صديقة!
توقف الاثنان، هذان المحاربان من الفئة الفائقة، عن القتال فجأة، وتراجعا في اتجاهين مختلفين.
…
ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى لاحظ كل من كان يقاتل على العشب المشهد المذهل: عبيد الدم أنفسهم بدأوا بالتراجع إلى طرف الساحة، وهم يزمجرون ويهدرون. حتى وإن قُطعت رؤوس بعضهم بسيوف الفرسان، لم يُبدوا أدنى اكتراث.
منذ زمنٍ بعيد، كانت مقاطعة المدينة الشرقية مجرد ضاحيةٍ تقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة النجم الأبدي. كان ذلك في الحقبة التي سبقت قدوم الأمير تورموند برفقة الناجين من الإمبراطورية الأخيرة، حين رفع بصره نحو النجوم فوق رأسه، وأقسم أن يُشيّد الكوكبة في المكان الذي تقوم فيه مدينة النجم الأبدي اليوم.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
ومع تصاعد قوة الكوكبة واتساع رقعتها، أخذت بُنية السلطة في طبقة النبلاء داخل المملكة تتضخم. ازداد عدد اللوردات الإقطاعيين والنبلاء والموظفين، ولم يكن كبار الشخصيات في العاصمة راغبين في مجاورة التجار الوضيعين، والعامة، والبغايا القذرات، واللصوص، ورجال العصابات. ولهذا بنوا منازلهم في ضواحي الجهة الشمالية الغربية.
قال سيشيل ذلك بينما عاد إلى مقدّمة الركب، يصغي إلى رفيقه كاساين وهو يتحدث بنبرةٍ هادئة.
شيئًا فشيئًا، تحوّلت تلك المنطقة إلى بقعةٍ يتسابق النبلاء لتشييد قصورهم فيها. ثم ضمّتها بلدية المدينة إلى سلطتها، فأضحت من أهم مناطق العاصمة بعد المنطقتين المركزية ومنطقة نجم الصباح. اللوردات الذين يحرسون حدود المملكة، وأصحاب النفوذ في البلاط، وحتى المبعوثون الأجانب المنفيون من أوطانهم، جميعهم أحبوا أن يبنوا قصورهم ومنازلهم في هذا المكان.
كانت المنطقة حافلة بممتلكات النبلاء الكبار والصغار والموظفين على حدٍّ سواء. لم يكن فيها تقريبًا مساكن للعامة ولا أسواق تجارية من أي نوع. حتى المارة في الشوارع كانوا في الغالب من الخدم والتابعين لتلك الأسر. وإضافةً إلى أسعار الأراضي الباهظة حدّ الجنون، كانت هناك قاعدة غير مكتوبة في المقاطعة الشرقية: من يشتري قطعة أرض هنا يجب أن يملك مكانةً تليق بقيمتها. ولا أحد يرغب بمعرفة عاقبة من يتجرأ على مخالفة هذه القاعدة. حتى العشائر الست الكبرى والعائلات الثلاث عشرة المرموقة أقامت عقاراتها الخاصة في هذه المقاطعة، رغم امتلاكها قصورًا في مناطق أخرى من العاصمة. وبالطبع، كانت جميعها في أفضل بقاع المنطقة… سواء أكان نبلاؤها يزورونها أم لا.
لهذا السبب كانت القصور والمنازل الفخمة متباعدة عن بعضها، وكان ذلك ممكنًا فقط لأن مساحة المقاطعة الشرقية شاسعة منذ البداية. أما الأعشاب والأشجار بين تلك القصور فقد اعتنت بها بلدية المدينة بعنايةٍ فائقة، لذا بدت يانعةً وقوية. ورُصفت الشوارع الرئيسية بعناية، وكانت مستقرةً ومعبدة، وعلى جانبيها مصابيح أبدية—وفرتها قاعة المدينة—نُصبت واحدةً كل عشرين مترًا.
أما شرطة المدينة ووحدة الحرس التي تجوب تلك الشوارع فكانت تتحرك بحذرٍ شديد، إذ إن إغضاب أحد أولئك النبلاء قد يودي بهم، ولن يستطيع حتى رؤساؤهم تحمل العواقب. ومع ذلك، كانت وظائفهم سهلة ومريحة في أغلب الأوقات. فعادةً، حين تقع مشكلةٌ تستدعي تدخل الشرطة أو الحرس، يتكفّل النبلاء بحلها بطريقتهم الخاصة؛ ولم يكن هناك داعٍ لأن يتورط الغرباء في شؤونهم.
خلال السنوات العشر التي قضاها جينارد قائدًا لفريق الحرس المناوب في الشارع الرئيسي بالمقاطعة الشرقية، لم يكد يستخدم السيف أو القوس المعلّقين على جسده. لمع كل من خوذته ودرعه كأنهما جديدان. وحين يصادف عربات النبلاء في الشوارع، كان يعتدل في وقفته، ويُصلح درعه بعادةٍ متأصلة، ثم يتراجع خطوةً إلى الوراء وينزع خوذته احترامًا لهم. (وكما قال مدير شرطة المقاطعة الشرقية: كان يجدر بفريق الحرس أن يستبدل خوذاته الثقيلة بقبعات، إذ إن نزع الخوذ لتحية النبلاء أمرٌ يبعث على السخرية).
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان جينارد يقدّر عمله بالغ التقدير. فقد علم أن زملاءه بذلوا جهدًا كبيرًا لنقله إلى حرس العاصمة بعد أن كان يفترض به أن يبحث عن رزقه بنفسه إثر تفكك الجيش. بل وتمكن حتى من الانتقال إلى المقاطعة الشرقية، تلك المنطقة الآمنة الهادئة التي كان سكانها يمنحونه الإكراميات من حينٍ لآخر.
كان جينارد مزارعًا وُلد في مقاطعة دورون جنوب الكوكبة، وتجربته الحياتية المفعمة بالأحداث كانت بحق جديرة بأن تُخلّد في أنشودةٍ شعرية.
لكن إسترون لم يدرك أنه وقع في فخّ غيلبرت منذ البداية. فسرّ فنون القتال لدى عائلة غيلبرت، المتوارث جيلاً بعد جيل، لم يكن في العصا، بل في السيف الأيمن الذي بدا بسيطًا ومألوفًا.
قبل عقدٍ تقريبًا، حين كان في التاسعة عشرة من عمره—ولم يكن يكترث لتذكر يوم مولده بعد وفاة والده—حلّت الكارثة على قريته بأكملها. فقد هاجمها اللصوص، ونهبوها. وجد جينارد نفسه بلا سبيلٍ للعيش، فاستجاب لنداء دوقٍ في الجنوب، وجنّد نفسه في كتيبة ضوء النجوم التابعة للدوق جون.
قاتل جينارد بشجاعةٍ وبذكاءٍ لامع، وخاض معركة الدفاع عن مدينة الجاد، ونجا بأعجوبة.
تعثّرت رولانا، التي كانت لتوها قد تفادت ومضة سيف، وسقطت أرضًا وهي تصرخ بينما تُجرّ بعنفٍ على الأرض!
وفي مرةٍ أخرى، خاطر بحمل كيسين من الطحين، واستطاع اللحاق بالكتيبة التي كانت تنسحب عبر ممر والا. تبع الدوق بشجاعةٍ وهو يقتحم المتاريس حول أرض العاج.
أما الخصم الثاني، فقد جعل شعر إسترون يقف من الخوف — ذاك الرجل المتأنّق الوقور ذو الملامح الهادئة: غيلبرت. كان شبيهًا بنيكولاي، لا يستطيع اللحاق بسرعته، لكنه تمكّن بأسلوبه الفريد من كبح السرعة التي كان إسترون يفاخر بها.
(“قبل أن نتحد مع القوات الأخرى، نحن مدينون لك بثمن كيسي الطحين.” — الدوق جون).
وبأوامر من قادته، اقتحم وليمة الاستقبال التي أقامها الكونت ديلبرت في قصره، وشهد الدوق جون، ضيف الشرف، وهو يُبيد جيش الكونت الخاص دون أن يرمش له جفن.
“إن عيد ميلاد جلالته الثامن والأربعين يقترب. وهذه المناسبة في غاية الأهمية.
بل إنه اندفع عبر موجة الانفجار التي تسببت بها رماح الصوفيين في مرج الشرارة، وسحق فأس معركةٍ بقبضته.
وقاد كتيبةً صغيرة تحت راية النجمة التساعية الخاصة بالدوق، وصدّ آخر هجومٍ يائس في فجوة النصل.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
خاض هجومه الأخير حين كانت سيوف جيش المتمردين على وشك أن تلامس حناجرهم—لكنه قلب الموازين وانتصر.
“إكرامية لكم.” قالها، ثم حرّك فرسه ليلتحق برفاقه بسرعة.
في يوم معركته الأخيرة—معركة زودرا—زفر جينارد زفرةً طويلة ولعن يومًا اجتمع فيه النصر والحزن. لوّح لرفاقه ليُفسحوا الطريق أمام فرسان راية زهرة السوسن.
“إن عيد ميلاد جلالته الثامن والأربعين يقترب. وهذه المناسبة في غاية الأهمية.
كان عدد فرسان عائلة كوڤندير أربعةً وثلاثين فارسًا. لم تصحبهم عربات، لذا لا بد أنهم كانوا يؤدون مهمةً نيابةً عن سيدهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبل نحو عشر دقائق، كان قد مرّ من هنا اثنان وثلاثون فارسًا، تراوحت قوتهم ما بين الطبقة العادية والفئة العليا. كان قائدهم رجلًا من النبلاء، يتحرك بخفةٍ واضحة، لكنه لم يكن جنديًّا بالمعنى الحقيقي. حتى إن امرأة كانت تتبعهم من الخلف، ومع ذلك لم يرى جينارد أي رايةٍ مرفوعةٍ فوقهم.
أما الرجلان اللذان قادا الفريق، فكانا على الأرجح يمتلكان قدراتٍ تتجاوز الفئة العليا. وأما الآخرون، فمن طريقة سيرهم وموضع أسلحتهم، بدا أنهم مجرد مرافقةٍ شكلية. عضّ جينارد شفته بخفة وتراجع إلى طرف الطريق.
قال سيشيل ذلك بينما عاد إلى مقدّمة الركب، يصغي إلى رفيقه كاساين وهو يتحدث بنبرةٍ هادئة.
في سنةٍ وبضعة أشهر فحسب، ترقّى من ضابط في فيلق الإمداد إلى مجند، ثم إلى حامل فأس، فإلى قائد وحدة مشاة، وأخيرًا إلى أشرف لقبٍ على الإطلاق—حارس الدوق الشخصي. تحوّل جينارد من مزارعٍ لا يعرف كيف يمسك بالسيف إلى قائدٍ بارع خاض معارك لا تُحصى. وقد جعلته خبراته القتالية النادرة مشهدًا استثنائيًا بين أبناء الطبقة العادية. فطالما كان معه ثلاثة أو خمسة رفاقٍ يصطفون معه بتشكيلةٍ دفاعية، فإنه حتى لو واجه مقاتلين من الفئة العليا، لما تراجع خطوة. وحتى بعد تفكك كتيبة ضوء النجوم، ظلّ جينارد يذكر تعاليم قائد حرس الدوق المحترم، ولم يُهمل تدريبه يومًا واحدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رأى في تلك الأيام عددًا كبيرًا من الفرسان الذين اعتبرها أخطر أيام حياته. بعضهم كانوا محاربين أشداء ذوي مهارةٍ وبأسٍ لا يُضاهى، اشتهروا بشجاعتهم في الهجوم على ظهور الخيل. لكن بعضهم الآخر لم يكن سوى جبناءٍ عاجزين لا يُحسنون سوى إذلال الضعفاء والتذلل للأقوياء. وبالطبع، كان الصنف الأول أكثر عددًا بكثير في عهد الدوق جون.
لهذا، استطاع جينارد أن يميز بنظرةٍ واحدة أن الفارسين في المقدمة أمامه من النخبة أصحاب الخبرة القتالية. فقد لاحظ حركة أجسادهم السلسة رغم هدوء ملامحهم، وانحناءة ظهورهم الطفيفة التي تمنحهم توازنًا فور امتطائهم صهوات الخيل، وموقع السيوف على خصورهم وسروجهم القريبة من أيديهم المسيطرة. هؤلاء النبلاء الذين يفوقون الفئة العليا لا بد أنهم ضباطٌ رفيعو الرتبة في وحدات الهجوم—سواء في الطليعة أو فرق الاقتحام أو الدفاع أو الاحتياط أو حتى الحرس الشخصي للقادة. كانوا بحقّ العصب والعمود الفقري للجيش، كالبَارون الشهير أراكا مورخ في المملكة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حينها، كان ينبغي لهذين الرجلين أن يمرّا به، غير أن أحدهما شدّ لجام فرسه فتوقف، وتقدّم نحو جينارد.
تحسّس سيشيل مقبض سيفه عند خصره. وبينما تذكّر قائد الحرس ذي النظرة الحادّة قبل قليل، تمتم بشرود.
“فريق الدفاع المدني!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صوتُ خطوات أطفالٍ يهرولون من داخل المنزل انتشر في الساحة.
كان فارسًا أصلع في الثلاثينيات من عمره، يرتدي درعًا خفيفًا أخضر مزخرفًا، بديع الصنع، واضح أنه من كنوز العائلة الموروثة. نظر إلى جينارد من فوق صهوة جواده بملامح جامدة، وقال بنبرة آمرة لقائد الحرس:
(“قبل أن نتحد مع القوات الأخرى، نحن مدينون لك بثمن كيسي الطحين.” — الدوق جون).
“رأينا آثار حوافرٍ لجماعةٍ كبيرةٍ على الطريق. في مثل هذه الساعة لا ينبغي أن يظهر هذا العدد من الفرسان في المقاطعة الشرقية. هل رأيتهم؟”
لهذا السبب كانت القصور والمنازل الفخمة متباعدة عن بعضها، وكان ذلك ممكنًا فقط لأن مساحة المقاطعة الشرقية شاسعة منذ البداية. أما الأعشاب والأشجار بين تلك القصور فقد اعتنت بها بلدية المدينة بعنايةٍ فائقة، لذا بدت يانعةً وقوية. ورُصفت الشوارع الرئيسية بعناية، وكانت مستقرةً ومعبدة، وعلى جانبيها مصابيح أبدية—وفرتها قاعة المدينة—نُصبت واحدةً كل عشرين مترًا.
(وهل يفترض بكم أن تكونوا هنا أصلًا؟)
تردّد جينارد ساخرًا في نفسه وهو ينظر إلى فرسان النبلاء تحت راية زهرة السوسن الثلاثية.
Arisu-san
لكن بعد عشر سنواتٍ في الحرس، كانت حدّة طبعه قد خمدت منذ زمن. فانحنى حارس الدوق السابق برأسه بتواضعٍ واحترام، وأجاب:
“السيد كريس…” تحرّكت أذنا إسترون فجأة؛ التقطت همساتٍ خافتة من رولانا وسط العراك.
“يا مولاي الكريم، وحدهم اللوردات الإقطاعيون من يُسمح لهم بتحريك هذا العدد من الجنود في المقاطعة الشرقية. ونحن لا نجرؤ على التدخل في شؤونهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تقلق، يا لورد سيشيل،” قال كاساين ببرود، “في هذه المرحلة، كل قوةٍ لا تخدم العائلة الملكية، وكل تحركٍ يهدف إلى دعم العائلات النبيلة التسع عشرة، سيُعدّ خيانة.
قطّب سيشيل الفارس الموثوق لدى الدوق زاين حاجبيه، “هل صادفتم هؤلاء الفرسان؟ لأي عشيرةٍ ينتمون؟ وأي رايةٍ كانوا يرفعون؟”
سقط جينارد في صمتٍ قصير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قبل نحو عشر دقائق، كان قد مرّ من هنا اثنان وثلاثون فارسًا، تراوحت قوتهم ما بين الطبقة العادية والفئة العليا. كان قائدهم رجلًا من النبلاء، يتحرك بخفةٍ واضحة، لكنه لم يكن جنديًّا بالمعنى الحقيقي. حتى إن امرأة كانت تتبعهم من الخلف، ومع ذلك لم يرى جينارد أي رايةٍ مرفوعةٍ فوقهم.
لكن، كيف له ألّا يميّز حركات الجنود، وأسلحتهم، وطراز دروعهم بعد أن خدم أعوامًا طويلة تحت راية الدوق جون؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حين كان في فريق حرس الدوق الشخصي، كان هناك عددٌ كبير من الجنود الخواص الذين جلبهم الدوق من عشيرته ليصطحبهم معه إلى الجنوب كحرسٍ شخصي له.
قبل عقدٍ تقريبًا، حين كان في التاسعة عشرة من عمره—ولم يكن يكترث لتذكر يوم مولده بعد وفاة والده—حلّت الكارثة على قريته بأكملها. فقد هاجمها اللصوص، ونهبوها. وجد جينارد نفسه بلا سبيلٍ للعيش، فاستجاب لنداء دوقٍ في الجنوب، وجنّد نفسه في كتيبة ضوء النجوم التابعة للدوق جون.
بعض أولئك الرجال أنقذوا حياته ذات مرة، وقد أنقذ هو حياتهم أيضًا. كانوا جميعًا رجالًا شجعانًا—وربما امرأةً واحدة—يمكنه أن يأتمنهم على ظهره في ساحة القتال، ولم يُخزي أيٌّ منهم راية النجمة التساعية التي حملوها.
“أيها الجميع!”
(نعم…) قال جينارد لنفسه مجددًا،
كانت موهبة إسترون الفطرية تكمن في سرعته التي تفوق سرعة معظم أفراد عشيرته. ورغم أنه لم يتجاوز الفئة العليا، فقد كان أسرع من أغلب أقرانه في المستوى نفسه. إلا أنه، في هذه الليلة وحدها، واجه عدوّين من الفئة العليا، وكلاهما لم يخف من سرعته الفائقة.
(أولئك الفرسان الثلاثون ينتمون إلى عائلة جيدستار، إنهم الجنود الخواص للعائلة المالكة).
بل إنه اندفع عبر موجة الانفجار التي تسببت بها رماح الصوفيين في مرج الشرارة، وسحق فأس معركةٍ بقبضته.
والأهم من ذلك أنهم من أسرة الدوق جون نفسه، الذي أقسم جينارد أن يخدمه حتى آخر لحظةٍ من حياته.
“بالفعل يا مولاي الكريم،” أجاب جينارد بثبات، “لقد التقينا بهم منذ لحظات. لم يرفعوا أي راية، ولا أعلم إلى أين توجهوا بعد ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انحنى حارس الدوق السابق برأسه. يا للسخرية. حين كان يخدم تحت لواء الدوق جون، شقيق الملك الأصغر، لم يُعلّمه أحد كيف ينحني لتحية النبلاء. لكن في اليوم الثاني من وصوله إلى العاصمة، علّمه أحد موظفي قاعة المدينة ذوي الرتب المتدنية الطريقة الرسمية للانحناء، وهو يغلي غضبًا.
(“إنهم نبلاء، أفهمت؟” — قائده السابق في فريق الدفاع المدني).
غير أن هذا القائد البسيط لفريق الحرس لم يكن ليدرك أن كتمانه لهذه المعلومة سيترك أثرًا عظيمًا على مستقبل الكوكبة.
ومع تلك الخطوات، دوّى صوتُ صبيٍّ يافع:
تجهّم سيشيل قليلًا، ثم مدّ يده إلى كيسه الذهبي وأخرج حفنة من النقود. بعد أن ألقى قطعة فضية وقطعة ذهبية أخرجها بالخطأ، نثر ما تبقّى من نحاسٍ على رجال الحرس المدني.
“إكرامية لكم.” قالها، ثم حرّك فرسه ليلتحق برفاقه بسرعة.
“فلنأمل ألا يكون هذا من صنع العشائر الأخرى.”
“لا تشغل بالك كثيرًا، ولا تهتم بأمر العشائر. نحن فقط ننفّذ أوامر الدوق. طالما نحن الاثنان هنا، فليس في العاصمة ما لا يمكننا معالجته—إلا لو تعلق الأمر باقتحام قصر النهضة. أما إن لم يتعاون مصاصو الدماء معنا، فمصيرهم الموت لا غير.”
قال سيشيل ذلك بينما عاد إلى مقدّمة الركب، يصغي إلى رفيقه كاساين وهو يتحدث بنبرةٍ هادئة.
“لا تشغل بالك كثيرًا، ولا تهتم بأمر العشائر. نحن فقط ننفّذ أوامر الدوق. طالما نحن الاثنان هنا، فليس في العاصمة ما لا يمكننا معالجته—إلا لو تعلق الأمر باقتحام قصر النهضة. أما إن لم يتعاون مصاصو الدماء معنا، فمصيرهم الموت لا غير.”
“إن كانوا من عشائر أخرى، فلماذا لم يرفعوا راياتهم؟ كتيبة فرسانٍ مجهولة الهوية مؤلفة من ثلاثين إلى أربعين فارسًا، تقتحم المقاطعة الشرقية في جوف الليل… منذ متى حدث أمرٌ كهذا؟”
سيتقاطر إلى العاصمة كل رسل النبلاء في أنحاء المملكة، وسفراء المقاطعات التابعة، بل وحتى القوى الخفية التي تختبئ في زوايا البلاد المظلمة، صغيرها وكبيرها، ستجتمع هنا.
قال سيشيل بنبرةٍ حذرة. كان قد ارتحل إلى ساحة المعركة الفوضوية في مملكة الفجر والظلام، وتعلّم من حكماء الشرق كيف يكون يقظًا ودقيقًا.
“إن عيد ميلاد جلالته الثامن والأربعين يقترب. وهذه المناسبة في غاية الأهمية.
بل إنه اندفع عبر موجة الانفجار التي تسببت بها رماح الصوفيين في مرج الشرارة، وسحق فأس معركةٍ بقبضته.
سيتقاطر إلى العاصمة كل رسل النبلاء في أنحاء المملكة، وسفراء المقاطعات التابعة، بل وحتى القوى الخفية التي تختبئ في زوايا البلاد المظلمة، صغيرها وكبيرها، ستجتمع هنا.
ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى لاحظ كل من كان يقاتل على العشب المشهد المذهل: عبيد الدم أنفسهم بدأوا بالتراجع إلى طرف الساحة، وهم يزمجرون ويهدرون. حتى وإن قُطعت رؤوس بعضهم بسيوف الفرسان، لم يُبدوا أدنى اكتراث.
يمكنك القول إن أنظار العالم بأسره ستتجه إلى هذا المكان.”
“لا تشغل بالك كثيرًا، ولا تهتم بأمر العشائر. نحن فقط ننفّذ أوامر الدوق. طالما نحن الاثنان هنا، فليس في العاصمة ما لا يمكننا معالجته—إلا لو تعلق الأمر باقتحام قصر النهضة. أما إن لم يتعاون مصاصو الدماء معنا، فمصيرهم الموت لا غير.”
“العشائر العظمى في المملكة تتحرك على جبهاتٍ عدة. بعضها يخطط علنًا، وبعضها في الخفاء، وهذا أمرٌ طبيعي تمامًا. ألسنا نفعل الشيء ذاته؟ نحن نبذل جهدنا لتحقيق غايتنا.”
هذا الانفعال امتد حتى أصاب خصمه يودل، الذي كان وجهه محجوبًا خلف القناع.
أدار كاساين رأسه وقال ببرود: “إن كنت قلقًا إلى هذا الحد، فبمجرد إتمام مهمتك، عُد وقدّم تقريرك. فالأمر لا يتعلق بمهمتنا الحالية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان جينارد مزارعًا وُلد في مقاطعة دورون جنوب الكوكبة، وتجربته الحياتية المفعمة بالأحداث كانت بحق جديرة بأن تُخلّد في أنشودةٍ شعرية.
“نرجو أن يكون كذلك…”
(وهل يفترض بكم أن تكونوا هنا أصلًا؟)
تحسّس سيشيل مقبض سيفه عند خصره. وبينما تذكّر قائد الحرس ذي النظرة الحادّة قبل قليل، تمتم بشرود.
“غيلبرت!” صرخت جينيس بغضبٍ عارم وهي تشد السلسلة في قبضتها. “أين الطفل؟ لقد شُغِلنا بهذين الاثنين وبزمرةٍ من المجانين طوال هذا الوقت، من الأفضل أن يكون لديك خطة تبرر ذلك!”
“فلنأمل ألا يكون هذا من صنع العشائر الأخرى.”
“لا تقلق، يا لورد سيشيل،” قال كاساين ببرود، “في هذه المرحلة، كل قوةٍ لا تخدم العائلة الملكية، وكل تحركٍ يهدف إلى دعم العائلات النبيلة التسع عشرة، سيُعدّ خيانة.
لكنهم لم يكونوا يعلمون أن كريس، الذي كان يُمسك بسيف يودل القصير بإحكام، كان وجهه في تلك اللحظة مفعمًا بالذهول والدهشة.
وكيف لخائنٍ بين النبلاء أن يفلح في اختيار الملك؟”
يمكنك القول إن أنظار العالم بأسره ستتجه إلى هذا المكان.”
…..
كانت موهبة إسترون الفطرية تكمن في سرعته التي تفوق سرعة معظم أفراد عشيرته. ورغم أنه لم يتجاوز الفئة العليا، فقد كان أسرع من أغلب أقرانه في المستوى نفسه. إلا أنه، في هذه الليلة وحدها، واجه عدوّين من الفئة العليا، وكلاهما لم يخف من سرعته الفائقة.
تألّق بريقٌ لامع في عيني جينيس وهي تتفادى عبيد دم اندفعا نحوها بجنون.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
بلمسةٍ سريعة من معصمها، ارتفع سيف السلسلة الفضي، فالتفّت سلاسله وقيدتهما معًا.
وفي انسجامٍ تام، اندفع فارسان من فرسان الإبادة التابعين لعائلة جيدستار إلى الأمام، وغرزا سيفيهما الفضيين في قلب عبدي الدم.
“يودل مشغول بخصمٍ آخر. ذلك الرجل أيضًا من الفئة الفائقة!” قال غيلبرت بعبوسٍ. “لكن طالما أننا جميعًا عالقون هنا، فليس أمامنا سوى الثقة به!”
غير أن المسؤولة الشابة شعرت بشيءٍ في تلك اللحظة. انخفضت فجأة وتدحرجت جانبًا، متجنبةً مخلبًا حادًا انقضّ نحوها من العدم.
“فلنأمل ألا يكون هذا من صنع العشائر الأخرى.”
حين رأت مصّاصة الدماء رولانا أنها أخفقت في إصابة جينيس بضربةٍ واحدة، استدارت بسرعةٍ وصدّت سيفين فضيين بضربةٍ خاطفة، ثم أطلقت صرخةً حادّة وهي تتراجع بخفةٍ مذهلة. تبعتها أصوات فحيحٍ غاضب.
(ما زلت غير معتادة على استخدام ذراعي اليمنى الجديدة… إنها تحدّ من قوتي الحقيقية).
(تشكيلة السيوف الملعونة!)
فكرت رولانا بغضب.
…..
(ذلك الوغد الملعون، نصف المعاق، صاحب القدرات النفسية).
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
“فلنأمل ألا يكون هذا من صنع العشائر الأخرى.”
زمجرت جينيس وهي تنهض بغضب، وذراعاها النحيلتان تتأرجحان بقوة. انطلقت سلاسل سيفها لتلتف فجأة حول ساق رولانا اليسرى.
لكن بعد عشر سنواتٍ في الحرس، كانت حدّة طبعه قد خمدت منذ زمن. فانحنى حارس الدوق السابق برأسه بتواضعٍ واحترام، وأجاب:
ثم لفت السلاسل حول ذراعها اليمنى، فانبعثت منها قوة غريبة جبارة، وجذبت السلسلة بقسوةٍ مروّعة!
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
تعثّرت رولانا، التي كانت لتوها قد تفادت ومضة سيف، وسقطت أرضًا وهي تصرخ بينما تُجرّ بعنفٍ على الأرض!
(قوة هذه البشرية… أهي وحش؟!)
يمكنك القول إن أنظار العالم بأسره ستتجه إلى هذا المكان.”
زمجرت رولانا وغرست مخالبها في الأرض تقاوم قوة جينيس الوحشية، لكن قبل أن تثبت قدميها، اندفع نحوها سيفٌ فضيّ آخر ليطعنها!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
(تشكيلة السيوف الملعونة!)
لعنت رولانا في نفسها. لم تستطع إطلاق العنان لسرعتها الخارقة ولا لقواها الفريدة أمام هذا النوع من الأعداء.
كان السيف الفضي في يد غيلبرت اليمنى ثابتًا لا يهتز، وخطواته تنضح برزانة النبلاء في القتال. ومع ذلك، لم يكن السيف ما يُقلق إسترون. فهو قادر على تفادي ضرباته بسهولة، بل وحتى قلب اثنين من الفرسان أثناء المراوغة.
كانت تشكيلة ضوء النجوم تشكيلةً دفاعية دائرية، تتمحور حول فرقٍ صغيرة تتقدم من الأطراف كالهوائيات أو المستكشفين، تسمح للتشكيلة بأكملها بالتحرك بخفة، تقدمًا أو تراجعًا، خلال القتال.
رولانا تجنّبت بعناية السيوف الفضية بينما كانت تقاوم القوة الوحشية لجينيس، وتركُل السيافين الذين نصبوا لها كمينًا. كانت أعداد عبيد الدم تتناقص داخل طوق تشكيل السيف. فكيف يمكن لمسوخٍ بلا عقل أن يصمدوا أمام سيوف رجالٍ خاضوا مئات المعارك؟
“غيلبرت!” صرخت جينيس بغضبٍ عارم وهي تشد السلسلة في قبضتها. “أين الطفل؟ لقد شُغِلنا بهذين الاثنين وبزمرةٍ من المجانين طوال هذا الوقت، من الأفضل أن يكون لديك خطة تبرر ذلك!”
على الجانب الآخر من التشكيل، عند مدخل المنزل، كان غيلبرت يمسك سيفًا بيده اليمنى وعصًا بيده اليسرى، يقاتل إلى جانب بضعةٍ من فرسان الإبادة، وقد أحاطوا بالرجل الأشقر «إسترون» ليهاجموه.
“يودل مشغول بخصمٍ آخر. ذلك الرجل أيضًا من الفئة الفائقة!” قال غيلبرت بعبوسٍ. “لكن طالما أننا جميعًا عالقون هنا، فليس أمامنا سوى الثقة به!”
وفي مرةٍ أخرى، خاطر بحمل كيسين من الطحين، واستطاع اللحاق بالكتيبة التي كانت تنسحب عبر ممر والا. تبع الدوق بشجاعةٍ وهو يقتحم المتاريس حول أرض العاج.
“أنتم… مجرد زمرةٍ من الرجال العاجزين!”
Arisu-san
غيلبرت لم يلتفت إلى إهانات جينيس، بل ركّز انتباهه على إسترون. كان ذلك الرجل هو من اختطف تاليس من بين ثمانية حراسٍ بسرعةٍ خارقة، بل وأودى بحياتهم جميعًا.
كانت موهبة إسترون الفطرية تكمن في سرعته التي تفوق سرعة معظم أفراد عشيرته. ورغم أنه لم يتجاوز الفئة العليا، فقد كان أسرع من أغلب أقرانه في المستوى نفسه. إلا أنه، في هذه الليلة وحدها، واجه عدوّين من الفئة العليا، وكلاهما لم يخف من سرعته الفائقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غير أن هذا القائد البسيط لفريق الحرس لم يكن ليدرك أن كتمانه لهذه المعلومة سيترك أثرًا عظيمًا على مستقبل الكوكبة.
أحدهما كان نيكولاي من عصابة قوارير الدم. إسترون رأى حركات خصمه الأولى بوضوح — نيكولاي لم يكن قادرًا على مجاراة سرعته إطلاقًا، ولكن لسببٍ مجهول، ومع كل تبادلٍ للضربات، ازدادت سرعة نيكولاي وردّات فعله تدريجيًا، حتى صارا متكافئين في اللحظة الحاسمة من القتال. لولا تدخل كريس المفاجئ، لكان إسترون على يقينٍ بأن سرعة نيكولاي ستتفوق عليه في النهاية.
لكن إسترون لم يدرك أنه وقع في فخّ غيلبرت منذ البداية. فسرّ فنون القتال لدى عائلة غيلبرت، المتوارث جيلاً بعد جيل، لم يكن في العصا، بل في السيف الأيمن الذي بدا بسيطًا ومألوفًا.
أما الخصم الثاني، فقد جعل شعر إسترون يقف من الخوف — ذاك الرجل المتأنّق الوقور ذو الملامح الهادئة: غيلبرت. كان شبيهًا بنيكولاي، لا يستطيع اللحاق بسرعته، لكنه تمكّن بأسلوبه الفريد من كبح السرعة التي كان إسترون يفاخر بها.
وفي مرةٍ أخرى، خاطر بحمل كيسين من الطحين، واستطاع اللحاق بالكتيبة التي كانت تنسحب عبر ممر والا. تبع الدوق بشجاعةٍ وهو يقتحم المتاريس حول أرض العاج.
كان السيف الفضي في يد غيلبرت اليمنى ثابتًا لا يهتز، وخطواته تنضح برزانة النبلاء في القتال. ومع ذلك، لم يكن السيف ما يُقلق إسترون. فهو قادر على تفادي ضرباته بسهولة، بل وحتى قلب اثنين من الفرسان أثناء المراوغة.
لكن إسترون لم يدرك أنه وقع في فخّ غيلبرت منذ البداية. فسرّ فنون القتال لدى عائلة غيلبرت، المتوارث جيلاً بعد جيل، لم يكن في العصا، بل في السيف الأيمن الذي بدا بسيطًا ومألوفًا.
ما كان يخشاه حقًّا هو العصا في يد غيلبرت اليسرى!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي انسجامٍ تام، اندفع فارسان من فرسان الإبادة التابعين لعائلة جيدستار إلى الأمام، وغرزا سيفيهما الفضيين في قلب عبدي الدم.
مقارنةً بأسلوب سيفه الأرستقراطي، بدت العصا وكأن شخصًا آخر هو من يستخدمها. في كل مرة يتفادى فيها إسترون السيف الفضي أو يصدّه، وحين يستعد لهجمةٍ مضادة، كانت العصا تباغته من حيث لا يتوقع، فتضربه بدقةٍ في الاتجاه الذي كان سيهاجم منه، أو على المفصل الحاسم الذي يستخدمه للاندفاع. لم تكن تخطئ قط. وبسببها اضطر مرارًا للتراجع، فيما يشتعل قلبه غيظًا، ليجد نفسه محاصرًا مجددًا بين سيوف الفرسان.
لكن إسترون لم يدرك أنه وقع في فخّ غيلبرت منذ البداية. فسرّ فنون القتال لدى عائلة غيلبرت، المتوارث جيلاً بعد جيل، لم يكن في العصا، بل في السيف الأيمن الذي بدا بسيطًا ومألوفًا.
ولهذا السبب بالذات شعر إسترون أن غيلبرت هو من كان يقيّده، لا العكس.
وكيف لخائنٍ بين النبلاء أن يفلح في اختيار الملك؟”
لكن إسترون لم يدرك أنه وقع في فخّ غيلبرت منذ البداية. فسرّ فنون القتال لدى عائلة غيلبرت، المتوارث جيلاً بعد جيل، لم يكن في العصا، بل في السيف الأيمن الذي بدا بسيطًا ومألوفًا.
“السيد كريس…” تحرّكت أذنا إسترون فجأة؛ التقطت همساتٍ خافتة من رولانا وسط العراك.
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
“من الصعب علينا الصمود أكثر. ألم تستيقظ صاحبة السمو بعد؟ إن لم نتمكن من الصمود، فسنأخذ تابوت الأسلاف وننسحب.”
لكنهم لم يكونوا يعلمون أن كريس، الذي كان يُمسك بسيف يودل القصير بإحكام، كان وجهه في تلك اللحظة مفعمًا بالذهول والدهشة.
“نرجو أن يكون كذلك…”
هذا الانفعال امتد حتى أصاب خصمه يودل، الذي كان وجهه محجوبًا خلف القناع.
تمتم كريس ببضع كلماتٍ خافتة لم يسمعها سوى يودل وأفراد عشيرة الدم بفضل سمعهم الخارق.
“أيها الجميع!”
توقف الاثنان، هذان المحاربان من الفئة الفائقة، عن القتال فجأة، وتراجعا في اتجاهين مختلفين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبل نحو عشر دقائق، كان قد مرّ من هنا اثنان وثلاثون فارسًا، تراوحت قوتهم ما بين الطبقة العادية والفئة العليا. كان قائدهم رجلًا من النبلاء، يتحرك بخفةٍ واضحة، لكنه لم يكن جنديًّا بالمعنى الحقيقي. حتى إن امرأة كانت تتبعهم من الخلف، ومع ذلك لم يرى جينارد أي رايةٍ مرفوعةٍ فوقهم.
وحين سمعت رولانا وإسترون تلك الكلمات، تجمّدت وجوههما من الصدمة، لكنهما سرعان ما انسحبا بسرعةٍ خاطفة، يتفاديان الضربات دون أن يردّا عليها.
ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى لاحظ كل من كان يقاتل على العشب المشهد المذهل: عبيد الدم أنفسهم بدأوا بالتراجع إلى طرف الساحة، وهم يزمجرون ويهدرون. حتى وإن قُطعت رؤوس بعضهم بسيوف الفرسان، لم يُبدوا أدنى اكتراث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (ذلك الوغد الملعون، نصف المعاق، صاحب القدرات النفسية).
نظرت جينيس من داخل تشكيل السيوف إلى غيلبرت بذهول. كان الأخير يعبس، يحاول فهم ما يجري أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولم تطُل حيرتهم طويلًا…
طَطَطْ… طَطَطْ… طَطَطْ…
غير أن المسؤولة الشابة شعرت بشيءٍ في تلك اللحظة. انخفضت فجأة وتدحرجت جانبًا، متجنبةً مخلبًا حادًا انقضّ نحوها من العدم.
صوتُ خطوات أطفالٍ يهرولون من داخل المنزل انتشر في الساحة.
ومع تلك الخطوات، دوّى صوتُ صبيٍّ يافع:
“أيها الجميع!”
رأى كل من في الساحة المشهد نفسه — تاليس عاري الصدر تقريبًا، يجر خلفه فتاةً ذات شعرٍ فضيّ ترتدي قميصه، يلهث بشدّة وهما يركضان عبر الباب نحو العشب أمام المنزل.
قبل أن يتبيّن ما يجري حوله، جمع تاليس كل ما يملك من قوة كطفلٍ في السابعة، واستعمل كل ما يعرفه من طرقٍ لإيصال صوته، ليصرخ نحو السماء بعقلٍ مضطرب:
“توقفوا! نحن حلفاء! نيران صديقة! كفّوا عن القتال!”
قال سيشيل ذلك بينما عاد إلى مقدّمة الركب، يصغي إلى رفيقه كاساين وهو يتحدث بنبرةٍ هادئة.
وفي اللحظة التي أنهى فيها صراخه، اصطدمت الفتاة فضية الشعر بظهره، إذ لم تستطع التوقف في الوقت المناسب، فسقطا معًا على الأرض.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غيلبرت لم يلتفت إلى إهانات جينيس، بل ركّز انتباهه على إسترون. كان ذلك الرجل هو من اختطف تاليس من بين ثمانية حراسٍ بسرعةٍ خارقة، بل وأودى بحياتهم جميعًا.
ومع تصاعد قوة الكوكبة واتساع رقعتها، أخذت بُنية السلطة في طبقة النبلاء داخل المملكة تتضخم. ازداد عدد اللوردات الإقطاعيين والنبلاء والموظفين، ولم يكن كبار الشخصيات في العاصمة راغبين في مجاورة التجار الوضيعين، والعامة، والبغايا القذرات، واللصوص، ورجال العصابات. ولهذا بنوا منازلهم في ضواحي الجهة الشمالية الغربية.
ولم تطُل حيرتهم طويلًا…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حين كان في فريق حرس الدوق الشخصي، كان هناك عددٌ كبير من الجنود الخواص الذين جلبهم الدوق من عشيرته ليصطحبهم معه إلى الجنوب كحرسٍ شخصي له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت المنطقة حافلة بممتلكات النبلاء الكبار والصغار والموظفين على حدٍّ سواء. لم يكن فيها تقريبًا مساكن للعامة ولا أسواق تجارية من أي نوع. حتى المارة في الشوارع كانوا في الغالب من الخدم والتابعين لتلك الأسر. وإضافةً إلى أسعار الأراضي الباهظة حدّ الجنون، كانت هناك قاعدة غير مكتوبة في المقاطعة الشرقية: من يشتري قطعة أرض هنا يجب أن يملك مكانةً تليق بقيمتها. ولا أحد يرغب بمعرفة عاقبة من يتجرأ على مخالفة هذه القاعدة. حتى العشائر الست الكبرى والعائلات الثلاث عشرة المرموقة أقامت عقاراتها الخاصة في هذه المقاطعة، رغم امتلاكها قصورًا في مناطق أخرى من العاصمة. وبالطبع، كانت جميعها في أفضل بقاع المنطقة… سواء أكان نبلاؤها يزورونها أم لا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إن كانوا من عشائر أخرى، فلماذا لم يرفعوا راياتهم؟ كتيبة فرسانٍ مجهولة الهوية مؤلفة من ثلاثين إلى أربعين فارسًا، تقتحم المقاطعة الشرقية في جوف الليل… منذ متى حدث أمرٌ كهذا؟”
…..
أما الخصم الثاني، فقد جعل شعر إسترون يقف من الخوف — ذاك الرجل المتأنّق الوقور ذو الملامح الهادئة: غيلبرت. كان شبيهًا بنيكولاي، لا يستطيع اللحاق بسرعته، لكنه تمكّن بأسلوبه الفريد من كبح السرعة التي كان إسترون يفاخر بها.
“أنتم… مجرد زمرةٍ من الرجال العاجزين!”
ولهذا السبب بالذات شعر إسترون أن غيلبرت هو من كان يقيّده، لا العكس.
أما شرطة المدينة ووحدة الحرس التي تجوب تلك الشوارع فكانت تتحرك بحذرٍ شديد، إذ إن إغضاب أحد أولئك النبلاء قد يودي بهم، ولن يستطيع حتى رؤساؤهم تحمل العواقب. ومع ذلك، كانت وظائفهم سهلة ومريحة في أغلب الأوقات. فعادةً، حين تقع مشكلةٌ تستدعي تدخل الشرطة أو الحرس، يتكفّل النبلاء بحلها بطريقتهم الخاصة؛ ولم يكن هناك داعٍ لأن يتورط الغرباء في شؤونهم.
“فلنأمل ألا يكون هذا من صنع العشائر الأخرى.”
ولهذا السبب بالذات شعر إسترون أن غيلبرت هو من كان يقيّده، لا العكس.
تألّق بريقٌ لامع في عيني جينيس وهي تتفادى عبيد دم اندفعا نحوها بجنون.
تمتم كريس ببضع كلماتٍ خافتة لم يسمعها سوى يودل وأفراد عشيرة الدم بفضل سمعهم الخارق.
“أيها الجميع!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
(“قبل أن نتحد مع القوات الأخرى، نحن مدينون لك بثمن كيسي الطحين.” — الدوق جون).
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها، كان ينبغي لهذين الرجلين أن يمرّا به، غير أن أحدهما شدّ لجام فرسه فتوقف، وتقدّم نحو جينارد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لا تشغل بالك كثيرًا، ولا تهتم بأمر العشائر. نحن فقط ننفّذ أوامر الدوق. طالما نحن الاثنان هنا، فليس في العاصمة ما لا يمكننا معالجته—إلا لو تعلق الأمر باقتحام قصر النهضة. أما إن لم يتعاون مصاصو الدماء معنا، فمصيرهم الموت لا غير.”
تحسّس سيشيل مقبض سيفه عند خصره. وبينما تذكّر قائد الحرس ذي النظرة الحادّة قبل قليل، تمتم بشرود.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قطّب سيشيل الفارس الموثوق لدى الدوق زاين حاجبيه، “هل صادفتم هؤلاء الفرسان؟ لأي عشيرةٍ ينتمون؟ وأي رايةٍ كانوا يرفعون؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “العشائر العظمى في المملكة تتحرك على جبهاتٍ عدة. بعضها يخطط علنًا، وبعضها في الخفاء، وهذا أمرٌ طبيعي تمامًا. ألسنا نفعل الشيء ذاته؟ نحن نبذل جهدنا لتحقيق غايتنا.”
قطّب سيشيل الفارس الموثوق لدى الدوق زاين حاجبيه، “هل صادفتم هؤلاء الفرسان؟ لأي عشيرةٍ ينتمون؟ وأي رايةٍ كانوا يرفعون؟”
“فلنأمل ألا يكون هذا من صنع العشائر الأخرى.”
“لا تشغل بالك كثيرًا، ولا تهتم بأمر العشائر. نحن فقط ننفّذ أوامر الدوق. طالما نحن الاثنان هنا، فليس في العاصمة ما لا يمكننا معالجته—إلا لو تعلق الأمر باقتحام قصر النهضة. أما إن لم يتعاون مصاصو الدماء معنا، فمصيرهم الموت لا غير.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رولانا تجنّبت بعناية السيوف الفضية بينما كانت تقاوم القوة الوحشية لجينيس، وتركُل السيافين الذين نصبوا لها كمينًا. كانت أعداد عبيد الدم تتناقص داخل طوق تشكيل السيف. فكيف يمكن لمسوخٍ بلا عقل أن يصمدوا أمام سيوف رجالٍ خاضوا مئات المعارك؟
“السيد كريس…” تحرّكت أذنا إسترون فجأة؛ التقطت همساتٍ خافتة من رولانا وسط العراك.
قال سيشيل ذلك بينما عاد إلى مقدّمة الركب، يصغي إلى رفيقه كاساين وهو يتحدث بنبرةٍ هادئة.
كان جينارد يقدّر عمله بالغ التقدير. فقد علم أن زملاءه بذلوا جهدًا كبيرًا لنقله إلى حرس العاصمة بعد أن كان يفترض به أن يبحث عن رزقه بنفسه إثر تفكك الجيش. بل وتمكن حتى من الانتقال إلى المقاطعة الشرقية، تلك المنطقة الآمنة الهادئة التي كان سكانها يمنحونه الإكراميات من حينٍ لآخر.
سيتقاطر إلى العاصمة كل رسل النبلاء في أنحاء المملكة، وسفراء المقاطعات التابعة، بل وحتى القوى الخفية التي تختبئ في زوايا البلاد المظلمة، صغيرها وكبيرها، ستجتمع هنا.
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
سقط جينارد في صمتٍ قصير.
Arisu-san
قال سيشيل ذلك بينما عاد إلى مقدّمة الركب، يصغي إلى رفيقه كاساين وهو يتحدث بنبرةٍ هادئة.
أما شرطة المدينة ووحدة الحرس التي تجوب تلك الشوارع فكانت تتحرك بحذرٍ شديد، إذ إن إغضاب أحد أولئك النبلاء قد يودي بهم، ولن يستطيع حتى رؤساؤهم تحمل العواقب. ومع ذلك، كانت وظائفهم سهلة ومريحة في أغلب الأوقات. فعادةً، حين تقع مشكلةٌ تستدعي تدخل الشرطة أو الحرس، يتكفّل النبلاء بحلها بطريقتهم الخاصة؛ ولم يكن هناك داعٍ لأن يتورط الغرباء في شؤونهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غيلبرت لم يلتفت إلى إهانات جينيس، بل ركّز انتباهه على إسترون. كان ذلك الرجل هو من اختطف تاليس من بين ثمانية حراسٍ بسرعةٍ خارقة، بل وأودى بحياتهم جميعًا.
بلمسةٍ سريعة من معصمها، ارتفع سيف السلسلة الفضي، فالتفّت سلاسله وقيدتهما معًا.
توقف الاثنان، هذان المحاربان من الفئة الفائقة، عن القتال فجأة، وتراجعا في اتجاهين مختلفين.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هذا الانفعال امتد حتى أصاب خصمه يودل، الذي كان وجهه محجوبًا خلف القناع.
حين رأت مصّاصة الدماء رولانا أنها أخفقت في إصابة جينيس بضربةٍ واحدة، استدارت بسرعةٍ وصدّت سيفين فضيين بضربةٍ خاطفة، ثم أطلقت صرخةً حادّة وهي تتراجع بخفةٍ مذهلة. تبعتها أصوات فحيحٍ غاضب.
“يا مولاي الكريم، وحدهم اللوردات الإقطاعيون من يُسمح لهم بتحريك هذا العدد من الجنود في المقاطعة الشرقية. ونحن لا نجرؤ على التدخل في شؤونهم.”
بل إنه اندفع عبر موجة الانفجار التي تسببت بها رماح الصوفيين في مرج الشرارة، وسحق فأس معركةٍ بقبضته.
تحسّس سيشيل مقبض سيفه عند خصره. وبينما تذكّر قائد الحرس ذي النظرة الحادّة قبل قليل، تمتم بشرود.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لكنهم لم يكونوا يعلمون أن كريس، الذي كان يُمسك بسيف يودل القصير بإحكام، كان وجهه في تلك اللحظة مفعمًا بالذهول والدهشة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقاد كتيبةً صغيرة تحت راية النجمة التساعية الخاصة بالدوق، وصدّ آخر هجومٍ يائس في فجوة النصل.
في سنةٍ وبضعة أشهر فحسب، ترقّى من ضابط في فيلق الإمداد إلى مجند، ثم إلى حامل فأس، فإلى قائد وحدة مشاة، وأخيرًا إلى أشرف لقبٍ على الإطلاق—حارس الدوق الشخصي. تحوّل جينارد من مزارعٍ لا يعرف كيف يمسك بالسيف إلى قائدٍ بارع خاض معارك لا تُحصى. وقد جعلته خبراته القتالية النادرة مشهدًا استثنائيًا بين أبناء الطبقة العادية. فطالما كان معه ثلاثة أو خمسة رفاقٍ يصطفون معه بتشكيلةٍ دفاعية، فإنه حتى لو واجه مقاتلين من الفئة العليا، لما تراجع خطوة. وحتى بعد تفكك كتيبة ضوء النجوم، ظلّ جينارد يذكر تعاليم قائد حرس الدوق المحترم، ولم يُهمل تدريبه يومًا واحدًا.
غير أن المسؤولة الشابة شعرت بشيءٍ في تلك اللحظة. انخفضت فجأة وتدحرجت جانبًا، متجنبةً مخلبًا حادًا انقضّ نحوها من العدم.
كان السيف الفضي في يد غيلبرت اليمنى ثابتًا لا يهتز، وخطواته تنضح برزانة النبلاء في القتال. ومع ذلك، لم يكن السيف ما يُقلق إسترون. فهو قادر على تفادي ضرباته بسهولة، بل وحتى قلب اثنين من الفرسان أثناء المراوغة.
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
قاتل جينارد بشجاعةٍ وبذكاءٍ لامع، وخاض معركة الدفاع عن مدينة الجاد، ونجا بأعجوبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (ذلك الوغد الملعون، نصف المعاق، صاحب القدرات النفسية).
…..
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها، كان ينبغي لهذين الرجلين أن يمرّا به، غير أن أحدهما شدّ لجام فرسه فتوقف، وتقدّم نحو جينارد.
“رأينا آثار حوافرٍ لجماعةٍ كبيرةٍ على الطريق. في مثل هذه الساعة لا ينبغي أن يظهر هذا العدد من الفرسان في المقاطعة الشرقية. هل رأيتهم؟”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات