عملاء شانغجينغ السريون
الفصل 229: عملاء شانغجينغ السريون
“بهجة الحياة”
تابع فان شيان: “التحقيق في مكان شياو إن أمر عاجل؛ المسألة المتعلقة بالقصر أقل إلحاحًا.” تمتم لنفسه بشيء، ثم قال: “أما الأمر الثالث، فأريد توضيح شيء: خلال السنوات الأخيرة، كان خزينة القصر تهرب البضائع إلى الشمال.”
بعد خروجه من المعبد، وجد فان شيان نفسه مراقبًا من قبل ثلاثة أشخاص. لم يكن يعرف ما إذا كانوا جواسيس من حرس البروكار أم رجالاً من القصر، لكنه قرر أنه لن يسمح لهم بملاحقته اليوم.
ببراعة، تمكن من التخلص من خصومه الثلاثة، وتأكد مرة أخرى من أنه لا يوجد أحد يراقبه قبل أن يواصل طريقه. عندما خرج من الزقاق، لم يستقل عربة، إذ إن أي اتصال مع الآخرين قد يترك آثارًا يمكن تتبعها من قبل سلطات مملكة تشي الشمالية.
ببراعة، تمكن من التخلص من خصومه الثلاثة، وتأكد مرة أخرى من أنه لا يوجد أحد يراقبه قبل أن يواصل طريقه. عندما خرج من الزقاق، لم يستقل عربة، إذ إن أي اتصال مع الآخرين قد يترك آثارًا يمكن تتبعها من قبل سلطات مملكة تشي الشمالية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أولاً، لم يكن يعتقد أن هناك من يتبعه بعد الآن؛ وثانيًا، كان يعتقد أن المزيد من الالتفافات سيؤدي إلى مقابلة المزيد من الناس، مما قد يجعله أكثر عرضة للاكتشاف. وبهدوء، تسلل إلى مقر إقامة أحد المسؤولين، غير متأكد تمامًا مما كان ينوي القيام به.
في الشوارع الرطبة، بدأ عدد المارة يتزايد تدريجيًا. تحت غطاء الحشود، انخفض رأس فان شيان، وسار بهدوء مع الجماهير في هذا البلد الغريب.
من بين هذه المتاجر كان هناك متجر لبيع زيت النخيل المستورد عبر “مدينة دونغيي”. كان الزيت رخيصًا ومذاقه مقبولاً، لكنه لم يكن جذابًا في مظهره، خصوصًا في فصل الشتاء، عندما تتكون طبقة بيضاء فوقه. لذلك، كانت العائلات الأكثر ثراءً تفضل شراء زيت بذور اللفت من شرق مملكة تشي.
وفقًا لإجراءات مجلس الإشراف للتخلص من المطاردين، كان من المفترض أن يبحث فان شيان عن متجر أقمشة أو مؤسسة مشابهة، ثم يخرج عبر الباب الخلفي، ويقوم بعدد من الالتفافات قبل الوصول إلى وجهته. لكنه لم يتبع هذه الطريقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضاقت عينا صاحب المتجر بتركيز، وبدا ضوء غريب في عينيه. “تلك قضية تتعلق بـ شين يانغ، يا سيدي. هل قرر المجلس أخيرًا أن يتحرك؟”
أولاً، لم يكن يعتقد أن هناك من يتبعه بعد الآن؛ وثانيًا، كان يعتقد أن المزيد من الالتفافات سيؤدي إلى مقابلة المزيد من الناس، مما قد يجعله أكثر عرضة للاكتشاف. وبهدوء، تسلل إلى مقر إقامة أحد المسؤولين، غير متأكد تمامًا مما كان ينوي القيام به.
وقف شخص ما عند مدخل المتجر، حاجبًا الضوء الرمادي القادم من الخارج. قال الرجل: “صاحب المتجر، أريد شراء بعض الزيت.” رفع صاحب المتجر يده مشيرًا له بالدخول. خلع الشخص قبعة المطر التي كان يرتديها، كاشفًا عن وجه عادي المظهر، ودخل المتجر بابتسامة. قال مخاطبًا المساعد الشاب الذي كان يتثاءب: “أريد شراء بعض الزيت.” رد المساعد بمرح، رغم شعوره ببعض القلق الداخلي: “ما النوع الذي تريده؟ لدينا زيت نخيل، ولدينا أيضًا زيت بذور اللفت القادم حديثًا من شرق تشي.” طلب الزبون نصف كاتٍ من زيت النخيل. قام المساعد بوزن الزيت بمهارة، لكنه لاحظ أن يد الزبون كانت فارغة، فسأله: “كيف ستأخذه؟” رد الرجل: “هل لديكم أوعية هنا؟” قال المساعد بابتسامة: “نعم، الأوعية الخشبية بثلاث عملات.” بعد أن أخذ الزبون وعاءه المليء بالزيت، وقف متأملاً. سأل صاحب المتجر باحترام: “هل هناك شيء آخر؟” سأل الرجل: “هل لديكم زيت السمسم؟” في هذه اللحظة، ارتجفت يد صاحب المتجر اليمنى الضعيفة. أجاب المساعد بخيبة أمل: “هذا حي شعبي، لا أحد هنا يستطيع شراء زيت السمسم.” عاد صاحب المتجر ببطء إلى المنضدة، وأشار للمساعد بالمغادرة. نظر إلى الزبون وابتسم قائلاً: “زيت السمسم مكلف للغاية. لا يشتريه الناس إلا في المناسبات الخاصة. لكن إذا أخبرتنا بالكمية التي تحتاجها، يمكننا طلبه لك.” ابتسم الزبون وقال بهدوء: “ليس فقط للمناسبات. يمكن أيضًا استخدامه لإقامة مراسم التذكر للراحلين.” أصبح صاحب المتجر أكثر احترامًا. بدأ الحديث يخفت بينهما، لكن كلمات الزبون الأخيرة كانت واضحة: “أريد سبعة كات، وثلاثة تايل، وتسعة ماس، وأربعة هاو… من زيت النخيل.” [1]
لحسن الحظ، بدأت السماء في شانغجينغ تمطر مرة أخرى في تلك اللحظة. المطر الخفيف كان صامتًا لكنه مرئي، وغطى آثاره بفعالية.
هذا بالضبط ما جعل يان بينغيون يشعر بالإهانة الشديدة بعد أسره.
في المنطقة الجنوبية من شانغجينغ، قرب الأكاديمية الملكية، كان هناك حي شعبي يُعرف باسم “تشانغجيا ديان”. كان الحي مزيجًا من الأشخاص الطيبين والعابثين، يعج بصخب الحياة اليومية. في السنوات الأخيرة، أصبح أكثر تنظيمًا، وسرعان ما ازدحم بالسكان بسبب رخص المساكن فيه.
[1] الكاتي والتايل والميس والهاو كانت جميعها وحدات قياس مستخدمة في الصين الإمبراطورية.
التجار الصغار الذين لم يكن لديهم أموال كثيرة بدأوا أيضًا بعرض بضائعهم هناك. أقاموا واجهات بسيطة وجلسوا في محلاتهم الصغيرة يمارسون أعمالهم.
سأل صاحب المتجر بحذر: “هل أنت من مجلس المراقبة؟”
من بين هذه المتاجر كان هناك متجر لبيع زيت النخيل المستورد عبر “مدينة دونغيي”. كان الزيت رخيصًا ومذاقه مقبولاً، لكنه لم يكن جذابًا في مظهره، خصوصًا في فصل الشتاء، عندما تتكون طبقة بيضاء فوقه. لذلك، كانت العائلات الأكثر ثراءً تفضل شراء زيت بذور اللفت من شرق مملكة تشي.
سأل صاحب المتجر بحذر: “هل أنت من مجلس المراقبة؟”
في اليوم الذي كان المطر فيه خفيفًا، جلس صاحب متجر الزيت العجوز على كرسي صغير أمام متجره، يراقب المطر. بدا وكأنه شارد الذهن، وهي عادة أصبح الشاب المساعد في المتجر يلاحظها كثيرًا هذا العام.
دخل فان شيان إلى الغرفة الخلفية خلف صاحب المتجر العجوز، وكانت مغايرة تمامًا لما تخيله؛ مشرقة ومليئة بالهواء النقي. لم يتبادلا المجاملات المعتادة على أكواب الشاي، بل اتجه الرجلان مباشرة إلى العمل.
وقف شخص ما عند مدخل المتجر، حاجبًا الضوء الرمادي القادم من الخارج. قال الرجل:
“صاحب المتجر، أريد شراء بعض الزيت.”
رفع صاحب المتجر يده مشيرًا له بالدخول. خلع الشخص قبعة المطر التي كان يرتديها، كاشفًا عن وجه عادي المظهر، ودخل المتجر بابتسامة. قال مخاطبًا المساعد الشاب الذي كان يتثاءب:
“أريد شراء بعض الزيت.”
رد المساعد بمرح، رغم شعوره ببعض القلق الداخلي:
“ما النوع الذي تريده؟ لدينا زيت نخيل، ولدينا أيضًا زيت بذور اللفت القادم حديثًا من شرق تشي.”
طلب الزبون نصف كاتٍ من زيت النخيل. قام المساعد بوزن الزيت بمهارة، لكنه لاحظ أن يد الزبون كانت فارغة، فسأله:
“كيف ستأخذه؟”
رد الرجل:
“هل لديكم أوعية هنا؟”
قال المساعد بابتسامة:
“نعم، الأوعية الخشبية بثلاث عملات.”
بعد أن أخذ الزبون وعاءه المليء بالزيت، وقف متأملاً. سأل صاحب المتجر باحترام:
“هل هناك شيء آخر؟”
سأل الرجل:
“هل لديكم زيت السمسم؟”
في هذه اللحظة، ارتجفت يد صاحب المتجر اليمنى الضعيفة. أجاب المساعد بخيبة أمل:
“هذا حي شعبي، لا أحد هنا يستطيع شراء زيت السمسم.”
عاد صاحب المتجر ببطء إلى المنضدة، وأشار للمساعد بالمغادرة. نظر إلى الزبون وابتسم قائلاً:
“زيت السمسم مكلف للغاية. لا يشتريه الناس إلا في المناسبات الخاصة. لكن إذا أخبرتنا بالكمية التي تحتاجها، يمكننا طلبه لك.”
ابتسم الزبون وقال بهدوء:
“ليس فقط للمناسبات. يمكن أيضًا استخدامه لإقامة مراسم التذكر للراحلين.”
أصبح صاحب المتجر أكثر احترامًا. بدأ الحديث يخفت بينهما، لكن كلمات الزبون الأخيرة كانت واضحة:
“أريد سبعة كات، وثلاثة تايل، وتسعة ماس، وأربعة هاو… من زيت النخيل.” [1]
سأل صاحب المتجر بحذر: “هل أنت من مجلس المراقبة؟”
دخل فان شيان إلى الغرفة الخلفية خلف صاحب المتجر العجوز، وكانت مغايرة تمامًا لما تخيله؛ مشرقة ومليئة بالهواء النقي. لم يتبادلا المجاملات المعتادة على أكواب الشاي، بل اتجه الرجلان مباشرة إلى العمل.
وخلال فترة وجود يان بينغيون في أيدي شمال تشي، لم يجرؤ البلاط الملكي أو مجلس المراقبة على المخاطرة بالاتصال بالجواسيس الذين دخلوا حالة الصمت، مما أدى إلى فترة توقف استمرت عامًا.
كان صاحب المتجر ينظر إلى فان شيان بحذر، عاكسًا شكوكه في عينيه العكرتين. “هل أتيت من الجنوب، يا سيدي؟”
لحسن الحظ، بدأت السماء في شانغجينغ تمطر مرة أخرى في تلك اللحظة. المطر الخفيف كان صامتًا لكنه مرئي، وغطى آثاره بفعالية.
أومأ فان شيان برأسه.
وخلال فترة وجود يان بينغيون في أيدي شمال تشي، لم يجرؤ البلاط الملكي أو مجلس المراقبة على المخاطرة بالاتصال بالجواسيس الذين دخلوا حالة الصمت، مما أدى إلى فترة توقف استمرت عامًا.
قام العجوز بحركة ترحيب خفيفة، وتنفس فان شيان سرًا بارتياح. كانت الإجراءات التي وضعها يان بينغيون معقدة إلى حد كبير، لكن فان شيان لم يجد خيارًا سوى أن يسرد سلسلة أخرى من الأرقام وفقًا للبروتوكول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الكاتي (斤): كان يعادل حوالي 500 غرام في العصور الحديثة، ويُستخدم لقياس الأوزان الثقيلة نسبيًا. التايل (兩): كان يُستخدم كوحدة فرعية من الكاتي، ويعادل حوالي 50 غرامًا. الميس (錢): يُمثل عُشر التايل، أي حوالي 5 غرامات. الهاو (毫): وحدة صغيرة جدًا، وهي جزء من الميس، تُستخدم لقياس الكميات الدقيقة أو المواد الثمينة.
في تلك اللحظة، تأكد صاحب المتجر من هوية فان شيان، وشعر بجسده يسترخي أخيرًا. أدخل يده المرتجفة في كم ردائه، وأخرج خنجرًا مطليًا بالسم. أدرك فان شيان أن هذا الخنجر كان حلاً نهائيًا؛ فإذا كان الزائر جاسوسًا من تشي، كان على العجوز إنهاء الأمور بسرعة.
هذا بالضبط ما جعل يان بينغيون يشعر بالإهانة الشديدة بعد أسره.
كان صاحب المتجر ينظر إلى فان شيان بحذر، عاكسًا شكوكه في عينيه العكرتين. “هل أتيت من الجنوب، يا سيدي؟”
سأل صاحب المتجر بحذر: “هل أنت من مجلس المراقبة؟”
هذا بالضبط ما جعل يان بينغيون يشعر بالإهانة الشديدة بعد أسره.
هز فان شيان رأسه. “أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية، من الأفضل أن نبقي الكلمات عند الحد الأدنى.”
وقف شخص ما عند مدخل المتجر، حاجبًا الضوء الرمادي القادم من الخارج. قال الرجل: “صاحب المتجر، أريد شراء بعض الزيت.” رفع صاحب المتجر يده مشيرًا له بالدخول. خلع الشخص قبعة المطر التي كان يرتديها، كاشفًا عن وجه عادي المظهر، ودخل المتجر بابتسامة. قال مخاطبًا المساعد الشاب الذي كان يتثاءب: “أريد شراء بعض الزيت.” رد المساعد بمرح، رغم شعوره ببعض القلق الداخلي: “ما النوع الذي تريده؟ لدينا زيت نخيل، ولدينا أيضًا زيت بذور اللفت القادم حديثًا من شرق تشي.” طلب الزبون نصف كاتٍ من زيت النخيل. قام المساعد بوزن الزيت بمهارة، لكنه لاحظ أن يد الزبون كانت فارغة، فسأله: “كيف ستأخذه؟” رد الرجل: “هل لديكم أوعية هنا؟” قال المساعد بابتسامة: “نعم، الأوعية الخشبية بثلاث عملات.” بعد أن أخذ الزبون وعاءه المليء بالزيت، وقف متأملاً. سأل صاحب المتجر باحترام: “هل هناك شيء آخر؟” سأل الرجل: “هل لديكم زيت السمسم؟” في هذه اللحظة، ارتجفت يد صاحب المتجر اليمنى الضعيفة. أجاب المساعد بخيبة أمل: “هذا حي شعبي، لا أحد هنا يستطيع شراء زيت السمسم.” عاد صاحب المتجر ببطء إلى المنضدة، وأشار للمساعد بالمغادرة. نظر إلى الزبون وابتسم قائلاً: “زيت السمسم مكلف للغاية. لا يشتريه الناس إلا في المناسبات الخاصة. لكن إذا أخبرتنا بالكمية التي تحتاجها، يمكننا طلبه لك.” ابتسم الزبون وقال بهدوء: “ليس فقط للمناسبات. يمكن أيضًا استخدامه لإقامة مراسم التذكر للراحلين.” أصبح صاحب المتجر أكثر احترامًا. بدأ الحديث يخفت بينهما، لكن كلمات الزبون الأخيرة كانت واضحة: “أريد سبعة كات، وثلاثة تايل، وتسعة ماس، وأربعة هاو… من زيت النخيل.” [1]
ضحك صاحب المتجر بمرارة. “لقد مر عام كامل، عام كامل، ولم نسمع أي أخبار من الأعلى. بعد الحادث مع قائد التجسس، لم ترسل البلاط الملكي أي شخص لتولي منصبه. ظننت أن البلاط قرر أن نصمت.”
في تلك اللحظة، تأكد صاحب المتجر من هوية فان شيان، وشعر بجسده يسترخي أخيرًا. أدخل يده المرتجفة في كم ردائه، وأخرج خنجرًا مطليًا بالسم. أدرك فان شيان أن هذا الخنجر كان حلاً نهائيًا؛ فإذا كان الزائر جاسوسًا من تشي، كان على العجوز إنهاء الأمور بسرعة.
كانت “الصمت” تعني توقف شبكة الجواسيس في أراضي العدو عن أي نشاط لتجنب انكشافها بعد وقوع مشكلة. فترة الصمت قد تستمر شهرًا… أو عقدًا.
وقف شخص ما عند مدخل المتجر، حاجبًا الضوء الرمادي القادم من الخارج. قال الرجل: “صاحب المتجر، أريد شراء بعض الزيت.” رفع صاحب المتجر يده مشيرًا له بالدخول. خلع الشخص قبعة المطر التي كان يرتديها، كاشفًا عن وجه عادي المظهر، ودخل المتجر بابتسامة. قال مخاطبًا المساعد الشاب الذي كان يتثاءب: “أريد شراء بعض الزيت.” رد المساعد بمرح، رغم شعوره ببعض القلق الداخلي: “ما النوع الذي تريده؟ لدينا زيت نخيل، ولدينا أيضًا زيت بذور اللفت القادم حديثًا من شرق تشي.” طلب الزبون نصف كاتٍ من زيت النخيل. قام المساعد بوزن الزيت بمهارة، لكنه لاحظ أن يد الزبون كانت فارغة، فسأله: “كيف ستأخذه؟” رد الرجل: “هل لديكم أوعية هنا؟” قال المساعد بابتسامة: “نعم، الأوعية الخشبية بثلاث عملات.” بعد أن أخذ الزبون وعاءه المليء بالزيت، وقف متأملاً. سأل صاحب المتجر باحترام: “هل هناك شيء آخر؟” سأل الرجل: “هل لديكم زيت السمسم؟” في هذه اللحظة، ارتجفت يد صاحب المتجر اليمنى الضعيفة. أجاب المساعد بخيبة أمل: “هذا حي شعبي، لا أحد هنا يستطيع شراء زيت السمسم.” عاد صاحب المتجر ببطء إلى المنضدة، وأشار للمساعد بالمغادرة. نظر إلى الزبون وابتسم قائلاً: “زيت السمسم مكلف للغاية. لا يشتريه الناس إلا في المناسبات الخاصة. لكن إذا أخبرتنا بالكمية التي تحتاجها، يمكننا طلبه لك.” ابتسم الزبون وقال بهدوء: “ليس فقط للمناسبات. يمكن أيضًا استخدامه لإقامة مراسم التذكر للراحلين.” أصبح صاحب المتجر أكثر احترامًا. بدأ الحديث يخفت بينهما، لكن كلمات الزبون الأخيرة كانت واضحة: “أريد سبعة كات، وثلاثة تايل، وتسعة ماس، وأربعة هاو… من زيت النخيل.” [1]
قطب فان شيان حاجبيه. كقائد لشبكة التجسس، كان وقوع يان بينغيون في الأسر أمرًا مستبعدًا، لأنه لم يكن مضطرًا لتحمل المخاطر بنفسه في إيصال المعلومات إلى تشينغ أو جمع الاستفسارات شخصيًا. لكن الأميرة الكبرى تدخلت، مما أصاب شبكة التجسس الشمالية بالشلل.
في الشوارع الرطبة، بدأ عدد المارة يتزايد تدريجيًا. تحت غطاء الحشود، انخفض رأس فان شيان، وسار بهدوء مع الجماهير في هذا البلد الغريب.
وخلال فترة وجود يان بينغيون في أيدي شمال تشي، لم يجرؤ البلاط الملكي أو مجلس المراقبة على المخاطرة بالاتصال بالجواسيس الذين دخلوا حالة الصمت، مما أدى إلى فترة توقف استمرت عامًا.
دخل فان شيان إلى الغرفة الخلفية خلف صاحب المتجر العجوز، وكانت مغايرة تمامًا لما تخيله؛ مشرقة ومليئة بالهواء النقي. لم يتبادلا المجاملات المعتادة على أكواب الشاي، بل اتجه الرجلان مباشرة إلى العمل.
قال فان شيان بلهجة هادئة: “آمل أن العام الماضي من الخمول لم يجعل الجميع يصدأ.”
الفصل 229: عملاء شانغجينغ السريون “بهجة الحياة”
أجاب صاحب المتجر بثقة: “لا تقلق يا سيدي.” كان يدرك أن هذا الشاب الذي تولى مكان يان لا بد أنه عضو بارز في المجلس. كان يشتم رائحة الدم الخفيفة على فان شيان، مما جعله يتوخى الحذر في كلامه. “أنا في انتظار أوامرك.”
قال فان شيان وهو ينظر إليه: “هناك ثلاث مسائل، بعضها عاجل والبعض الآخر ليس كذلك. المسألة الأكثر أهمية هي أن نجد فورًا أين تم نقل شياو إن. المسألة الثانية هي التحقيق في السبب الحقيقي للعداء بين الإمبراطورة الأرملة والإمبراطور.”
قال فان شيان وهو ينظر إليه: “هناك ثلاث مسائل، بعضها عاجل والبعض الآخر ليس كذلك. المسألة الأكثر أهمية هي أن نجد فورًا أين تم نقل شياو إن. المسألة الثانية هي التحقيق في السبب الحقيقي للعداء بين الإمبراطورة الأرملة والإمبراطور.”
كانت هذه مسألة غامضة بالنسبة لفان شيان. بدا أن الإمبراطور الشاب أخذ على عاتقه أكثر مما يستطيع احتماله.
كانت هذه مسألة غامضة بالنسبة لفان شيان. بدا أن الإمبراطور الشاب أخذ على عاتقه أكثر مما يستطيع احتماله.
من بين هذه المتاجر كان هناك متجر لبيع زيت النخيل المستورد عبر “مدينة دونغيي”. كان الزيت رخيصًا ومذاقه مقبولاً، لكنه لم يكن جذابًا في مظهره، خصوصًا في فصل الشتاء، عندما تتكون طبقة بيضاء فوقه. لذلك، كانت العائلات الأكثر ثراءً تفضل شراء زيت بذور اللفت من شرق مملكة تشي.
لم تتغير ملامح صاحب المتجر. كان يعلم أن كلا الأمرين في غاية الصعوبة، لكنه انتظر بصبر الأمر الثالث من الشاب.
سأل صاحب المتجر بحذر: “هل أنت من مجلس المراقبة؟”
تابع فان شيان: “التحقيق في مكان شياو إن أمر عاجل؛ المسألة المتعلقة بالقصر أقل إلحاحًا.” تمتم لنفسه بشيء، ثم قال: “أما الأمر الثالث، فأريد توضيح شيء: خلال السنوات الأخيرة، كان خزينة القصر تهرب البضائع إلى الشمال.”
وفقًا لإجراءات مجلس الإشراف للتخلص من المطاردين، كان من المفترض أن يبحث فان شيان عن متجر أقمشة أو مؤسسة مشابهة، ثم يخرج عبر الباب الخلفي، ويقوم بعدد من الالتفافات قبل الوصول إلى وجهته. لكنه لم يتبع هذه الطريقة.
ضاقت عينا صاحب المتجر بتركيز، وبدا ضوء غريب في عينيه. “تلك قضية تتعلق بـ شين يانغ، يا سيدي. هل قرر المجلس أخيرًا أن يتحرك؟”
في تلك اللحظة، تأكد صاحب المتجر من هوية فان شيان، وشعر بجسده يسترخي أخيرًا. أدخل يده المرتجفة في كم ردائه، وأخرج خنجرًا مطليًا بالسم. أدرك فان شيان أن هذا الخنجر كان حلاً نهائيًا؛ فإذا كان الزائر جاسوسًا من تشي، كان على العجوز إنهاء الأمور بسرعة.
هز فان شيان رأسه. “اكتشف الحقيقة فقط، ولا تتخذ أي خطوة ضدهم. تأكد من السيطرة على كل عامل يمكن التحكم به. إذا قرر المجلس التحرك في المستقبل، يجب أن تكون كل الأدلة والعوامل في يدك بحيث يمكننا استعادة هذا المسار بالكامل.”
كانت “الصمت” تعني توقف شبكة الجواسيس في أراضي العدو عن أي نشاط لتجنب انكشافها بعد وقوع مشكلة. فترة الصمت قد تستمر شهرًا… أو عقدًا.
أومأ الرجل العجوز برأسه. كان يدرك أن هذه مهمة طويلة الأجل، ويمكنه العمل عليها بتأنٍ.
قال فان شيان بلهجة هادئة: “آمل أن العام الماضي من الخمول لم يجعل الجميع يصدأ.”
في هذه الأثناء، كان فان شيان غارقًا في أفكاره. لم يكن متأكدًا مما إذا كانت قضية السيد كوي مجرد اختبار من حماته، أم أنها بدأت في فرض مطالبها عليه. كان يتوخى الحذر. وعلى الرغم من أن شين يانغ لم تكن تعلم أن قضية الكتيبات وقصر غوانغشينغ كانت من تدبير فان شيان، فإن المواجهة التي حدثت في وزارة العدل بدأت تدريجيًا تُظهر خلافه مع الأميرة الكبرى إلى العلن.
التجار الصغار الذين لم يكن لديهم أموال كثيرة بدأوا أيضًا بعرض بضائعهم هناك. أقاموا واجهات بسيطة وجلسوا في محلاتهم الصغيرة يمارسون أعمالهم.
[1] الكاتي والتايل والميس والهاو كانت جميعها وحدات قياس مستخدمة في الصين الإمبراطورية.
لم تتغير ملامح صاحب المتجر. كان يعلم أن كلا الأمرين في غاية الصعوبة، لكنه انتظر بصبر الأمر الثالث من الشاب.
الكاتي (斤): كان يعادل حوالي 500 غرام في العصور الحديثة، ويُستخدم لقياس الأوزان الثقيلة نسبيًا.
التايل (兩): كان يُستخدم كوحدة فرعية من الكاتي، ويعادل حوالي 50 غرامًا.
الميس (錢): يُمثل عُشر التايل، أي حوالي 5 غرامات.
الهاو (毫): وحدة صغيرة جدًا، وهي جزء من الميس، تُستخدم لقياس الكميات الدقيقة أو المواد الثمينة.
وقف شخص ما عند مدخل المتجر، حاجبًا الضوء الرمادي القادم من الخارج. قال الرجل: “صاحب المتجر، أريد شراء بعض الزيت.” رفع صاحب المتجر يده مشيرًا له بالدخول. خلع الشخص قبعة المطر التي كان يرتديها، كاشفًا عن وجه عادي المظهر، ودخل المتجر بابتسامة. قال مخاطبًا المساعد الشاب الذي كان يتثاءب: “أريد شراء بعض الزيت.” رد المساعد بمرح، رغم شعوره ببعض القلق الداخلي: “ما النوع الذي تريده؟ لدينا زيت نخيل، ولدينا أيضًا زيت بذور اللفت القادم حديثًا من شرق تشي.” طلب الزبون نصف كاتٍ من زيت النخيل. قام المساعد بوزن الزيت بمهارة، لكنه لاحظ أن يد الزبون كانت فارغة، فسأله: “كيف ستأخذه؟” رد الرجل: “هل لديكم أوعية هنا؟” قال المساعد بابتسامة: “نعم، الأوعية الخشبية بثلاث عملات.” بعد أن أخذ الزبون وعاءه المليء بالزيت، وقف متأملاً. سأل صاحب المتجر باحترام: “هل هناك شيء آخر؟” سأل الرجل: “هل لديكم زيت السمسم؟” في هذه اللحظة، ارتجفت يد صاحب المتجر اليمنى الضعيفة. أجاب المساعد بخيبة أمل: “هذا حي شعبي، لا أحد هنا يستطيع شراء زيت السمسم.” عاد صاحب المتجر ببطء إلى المنضدة، وأشار للمساعد بالمغادرة. نظر إلى الزبون وابتسم قائلاً: “زيت السمسم مكلف للغاية. لا يشتريه الناس إلا في المناسبات الخاصة. لكن إذا أخبرتنا بالكمية التي تحتاجها، يمكننا طلبه لك.” ابتسم الزبون وقال بهدوء: “ليس فقط للمناسبات. يمكن أيضًا استخدامه لإقامة مراسم التذكر للراحلين.” أصبح صاحب المتجر أكثر احترامًا. بدأ الحديث يخفت بينهما، لكن كلمات الزبون الأخيرة كانت واضحة: “أريد سبعة كات، وثلاثة تايل، وتسعة ماس، وأربعة هاو… من زيت النخيل.” [1]
هز فان شيان رأسه. “أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية، من الأفضل أن نبقي الكلمات عند الحد الأدنى.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات