المنافقة V
المنافقة V
هل يمكن لمختلٍّ نفسيٍّ أن يحب؟
يرجّح أن معظم الناس سيعتبرون ذلك محالًا. إذ لو كان المختلّون النفسيون قادرين على إضفاء ذات القدر من الأهمية على شخص آخر، لما عُدّوا مختلّين نفسيين من الأساس.
أولئك الذين يتشبّثون بالسلطة بجنون، إلى الحد الذي ينسفون معه توازن الحياة وأخلاق المجتمع.
اسمحوا لي أن أعيد صياغة السؤال، فهو بصيغته هذه فضفاض ومستفز، فلنضيّقه طلبًا للإيضاح:
هل يمكن لمختلٍّ نفسيٍّ أن يُجلّ شيئًا ما بنفس القدر الذي يُجلّ به نفسه، وأن يضعه في الميزان نفسه من الأهمية؟
كان هذا وعدنا.
“لقد انتزعت منا الشذوذات حياتنا اليومية، وسخرت من حضارتنا ومنطقنا، وسلبت منّا أحبابنا…”
يرجّح أن معظم الناس سيعتبرون ذلك محالًا. إذ لو كان المختلّون النفسيون قادرين على إضفاء ذات القدر من الأهمية على شخص آخر، لما عُدّوا مختلّين نفسيين من الأساس.
“آه، آااه، أُغغ، أغغ…”
نطلق على هؤلاء البشر العاديين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وهل هم حقًّا حلفاء للبشرية؟”
أومأتُ صامتًا، منتظرًا بمقدار ما يستغرقه سمك الملاك ليعبر الحوض من طرف إلى طرف، ثم أخيرًا نطقتُ:
لكن، إذا أمعنتم النظر، أما زال المختلّ النفسيّ في نطاق العادي؟
“من يحدّق في الفراغ، عليه أن يحذر ألّا يصبح هو ذاته الفراغ. فإن فقدنا إنسانيتنا، فلن نختلف عن الشذوذات في شيء.”
“القدّيسة رقيقة القلب للغاية، تستشعر آلام الآخرين بعمقٍ لا يُطاق. أمّا دانغ سيورين، وسيم آهريون، ولي هايول، وسو غيو، وأوه دوكسيو، فلكلٍّ منهم موانعه الخاصة… وحدهما تشيون يوهوا، والقائدة نو دوهوا قد يصلحان، لكنّكم تُجلّونهما، ولن تُفرّطا فيهما كأدوات تُستَخدَم وتُنبَذ، أليس كذلك؟”
أولئك الذين يتشبّثون بالسلطة بجنون، إلى الحد الذي ينسفون معه توازن الحياة وأخلاق المجتمع.
كانت ورشة البؤس، المشيّدة في أعماق نفق إينوناكي، سجنًا مُحكم البناء، يتألّف من زنزانات انفرادية صُمّمت بعناية فائقة، لا لحبس الأجساد فحسب، بل لإخماد الأصوات كذلك.
هذا ما لم أبح به للقدّيسة. وربما كانت قد أدركته في أعماق وعيها، لكنّنا لم نجرؤ على النطق به أبدًا.
أولئك الذين يسعون بشراهة خلف رغباتهم الذاتية، غير مبالين إن أفضى بهم ذلك إلى تدمير مسيرة الحياة اليومية.
أولى مُلازميني، وسكرتيرتي.
زفرتُ أنفاسي متضجّرًا. “أنتِ محقّة. كما قلتِ، لو جسّد أحدهم المحنة بينما جسّد الآخر الخلاص، فلن نحتاج حتى إلى أساليب غسيل الأدمغة التي تتقنها يوهوا. سيستميلهم ذلك إلى صفّه بفعل الطبيعة ذاتها.”
أولئك الذين ينحرفون عن المسار الطبيعي، حتى تبلغ بهم حُمّى إيمانهم حد أن يُطلق عليهم متطرّفون.
“أما من أحد هناك؟! أنا… أنا كيم جايغو، وُلدتُ في غيمهاي وأتوجّه إلى يونساندونغ في بوسان! أرجوكم، أبلغوا عائلتي أنني حي!”
أولئك الذين لا يتكيّفون مع العالم وفق حدوده، بل يعيدون صوغه ليتوافق مع زواياهم الحادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أولئك الذين لا يتكيّفون مع العالم وفق حدوده، بل يعيدون صوغه ليتوافق مع زواياهم الحادة.
“لا شكّ عندي أن سيادتكم قد أدرك ذلك بالفعل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أتطوّع لأداء دور الشرطي السيئ، سيادتكم. أرجوكم، كونوا أنتم المنقذ… فلا أحد أصلح لتجسيد الشر منّي.”
والآن، تخيّلوا سيناريو تتحوّل فيه الـ”ماذا لو” إلى واقع معاش.
لم أجب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إنّ الحدّ الفاصل بين البشر العاديين والموقظين أضيق مما يظنّه البعض. كيف لمن كان إنسانًا عاديًا بالأمس أن ينال الاستنارة اليوم ويُصبح صاحب قوًى استثنائية؟ ما العلّة؟ ما المبدأ؟”
بحلول الدورة الثالثة، كان رئيس الفرع الكوري الجنوبي لطائفة البؤس وهو أحد الأعضاء المؤسسين لفريقي قد فهم بالفعل المعلومات التي كابدتُ جاهدًا لأحجبها بوصفي عائدًا عبر الزمن.
في ظلّ الإضاءة الخافتة، تهادى لمعان شعرها الفضيّ كوميضٍ غامض.
ماذا لو اطّلع المختلّ النفسيّ على الخير؟
“القدّيسة رقيقة القلب للغاية، تستشعر آلام الآخرين بعمقٍ لا يُطاق. أمّا دانغ سيورين، وسيم آهريون، ولي هايول، وسو غيو، وأوه دوكسيو، فلكلٍّ منهم موانعه الخاصة… وحدهما تشيون يوهوا، والقائدة نو دوهوا قد يصلحان، لكنّكم تُجلّونهما، ولن تُفرّطا فيهما كأدوات تُستَخدَم وتُنبَذ، أليس كذلك؟”
السرّ الكامن خلف قدرة البؤس العظيم على استنطاق قوى استثنائية.
ماذا لو سعى إلى “خلاص العالم” بذات التفاني المطلق الذي طالما خصّ به ذاته وحدها؟
“القائدة نوه دوهوا؟ ستتعاون مع خططكم، صاحب السعادة، لكنّها ستسعى، في المقابل، إلى تأكيد أهميّتها في أذهانكم.”
ما الذي سيحدث؟
كانت الإجابة ماثلة أمام ناظريّ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“كنتُ فضوليّة… وقد ارتويتُ من فضولي حدّ التخمة.”
“إنها خطوة تفضي إلى هلاك ذاتها. حركة انتحارية.”
“معاكس، تقول؟ هل لي أن أسأل عمّ تعني؟”
كانت الإجابة ماثلة أمام ناظريّ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “عبء ثقيل على كاهلي.”
“بؤس… وجراح… وصدمات.”
ليست الإجابة الصحيحة، ولا حتى حلًّا. بل لعلّها أقرب إلى إجابة خاطئة، أو مغالطة منطقية. ومع ذلك، فقد أدّت وظيفتها، إذ قدّمت ردًّا على سؤال واحد على الأقل.
أومأتُ صامتًا، منتظرًا بمقدار ما يستغرقه سمك الملاك ليعبر الحوض من طرف إلى طرف، ثم أخيرًا نطقتُ:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ماذا لو سعى إلى “خلاص العالم” بذات التفاني المطلق الذي طالما خصّ به ذاته وحدها؟
يو جيوون في الدورة الـ703 كانت موجودة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آآآآه!”
“البشر العاديون يوقظون عبر هذه المشاعر وهذه الأحداث. بعبارة أخرى، المحن الطبيعية والمحن المصطنعة تفضي إلى النتيجة ذاتها… سيادتكم، إنّ هذه الورشة التي أنشأتُها هي المصفاة النهائية لصناعة الموقظين. إنّها الخطّ الأمامي الذي سيتجاوز به البشر أزمتهم المحتومة.”
يرجّح أن معظم الناس سيعتبرون ذلك محالًا. إذ لو كان المختلّون النفسيون قادرين على إضفاء ذات القدر من الأهمية على شخص آخر، لما عُدّوا مختلّين نفسيين من الأساس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أجل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قد يبدو الأمر عبثيًّا، لكن هذا هو الفارق الجوهري بين الموقظين “الفطريين” والموقظين “المُستزرعين”.
بحلول الدورة الثالثة، كان رئيس الفرع الكوري الجنوبي لطائفة البؤس وهو أحد الأعضاء المؤسسين لفريقي قد فهم بالفعل المعلومات التي كابدتُ جاهدًا لأحجبها بوصفي عائدًا عبر الزمن.
وإن كنتُ قد بلغْتُ الغاية في طمسها، فقد كان من المحتّم أن تكشفها جيوون بنفسها ذات يوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنا على إدراكٍ تامٍّ بمخاوف سيادتكم.”
حين كانت القدّيسة على قيد الحياة، سبق أن خطّطنا معًا لمساري في هذه الدورة. كان ذلك الحوار طقسًا معتادًا بيننا في كل الدورات، ضمانًا لأن تنتقل هذه المعلومة تحديدًا إلى المستقبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنا مختلّة. لا أرغب في نيل محبّتكم. لا حاجة لي بحنانٍ أو اهتمام، ولا أسعى إلى كراهية أو جفاء… يكفيني أن تُبقوني حيّةً، وأن تُحسنوا توظيفي، فهذا أقصى ما تمنّيتُه منكم. سيادتكم، حتى المختلّون لهم نفعهم.”
“أيتها القدّيسة، عليكِ أن تكوني الوسيط بين الكوكبات والموقظين، وأن تشاركي المعلومات معهم بنشاط. لكن، لا غنى عن دور معاكس أيضًا.”
إلى أين يتّجه حقدهم؟ هل هو موجّه إلى الشذوذات؟ أم أنّهم يمقتون البشرية ذاتها؟
“معاكس، تقول؟ هل لي أن أسأل عمّ تعني؟”
“لهذا نحتاج إلى قوتكِ، أيتها القدّيسة. حتى إن اضطُررتِ إلى تمثيل دور الكوكبات، حتى إن اقتضى الأمر منكِ أن تبثّي فيهم شعورًا بأن هناك من يرقبهم… فلا مفرّ من ذلك لمنعهم من الانجراف.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وإن كنتُ قد بلغْتُ الغاية في طمسها، فقد كان من المحتّم أن تكشفها جيوون بنفسها ذات يوم.
“تشويه المعلومات وإخفاؤها ضرورة كذلك.”
كان تخطيطنا يجري في المعبد، حيث تلقي ظلال الأسماك السابحة انعكاساتها على الجدران.
لكنني كنتُ أسمعها.
“إن تركْنا شخصًا مثل جونغ سوهي دون قيود، فستتفشّى البدعة المسماة ‘طائفة البؤس’ على امتداد شبه الجزيرة الكورية. المشكلة تكمن في أن جزءًا من أفكارها قائم على حقائق.”
“بالضبط.” نظرتُ إلى عيني القدّيسة مباشرةً وقلتُ، “كلما تعمّقت الجراح التي أوقعتها الشذوذات، ازداد الحقد تجاهها. حتى شخصان مثل دانغ سيورين وتشيون يوهوا، رغم خصوماتهما الشخصية، يتكاتفان في وجه الشذوذات دون أدنى تردّد.”
“إنّ الحدّ الفاصل بين البشر العاديين والموقظين أضيق مما يظنّه البعض. كيف لمن كان إنسانًا عاديًا بالأمس أن ينال الاستنارة اليوم ويُصبح صاحب قوًى استثنائية؟ ما العلّة؟ ما المبدأ؟”
السرّ الكامن خلف قدرة البؤس العظيم على استنطاق قوى استثنائية.
“بل إن بعض الموقظين الفطريين يحتقرون البشرية، بطبيعة الحال.” أضفتُ، “لكن الغالبية تضمر كراهية أعمق للشذوذات.”
تكلّمت.
وحين سمعت القدّيسة ذلك، أومأت برأسها ببطء.
أصبحت الآن على بُعد أنفاسٍ مني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أولئك الذين لا يتكيّفون مع العالم وفق حدوده، بل يعيدون صوغه ليتوافق مع زواياهم الحادة.
“تلك معلومة خطيرة، بلا شك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“نعم. أولئك الغارقون في طائفة البؤس يختطفون الناس عشوائيًّا، أو يذهبون إلى أقصى الحدود فيبتكرون مصانع لإنجاب الرضّع، ليتّخذوهم قرابين على مذابحهم.”
“لكن يوهوا لن تفعل ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“مذابح؟ أنت تُجاملهم، تلك في حقيقتها غرف تعذيب.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“بالضبط.” قلتُ ذلك بضحكة مريرة. “الناس العاديون يألفون البؤس، غير أن هنالك صنفًا نادرًا من البؤس لا يألفه الإنسان قط، صنفًا يخلّف جرحًا محفورًا في الجلد، أو في العظام، أو في القلب. وإن غفلْنا عن ذلك، فسيظلّ هناك دائمًا طغاة أو متعصّبون يزرعون هذه البذور الشريرة، ويحصدونها.”
“ولكنه واجبٌ لا محيد عنه. ولا يقدر عليه سواي. لذا سأفعل.”
تأمّلت القدّيسة وجهي بصمت، في حين تراقصت ظلال المياه على صفحة نظرتها الهادئة.
“مفهوم. لكن، لمَ لمْ تتبنَّ هذه المنهجية، أيها الحانوتي؟ فكلما زاد عدد الموقظين، ازداد عديد حلفاء البشرية.”
“وهل هم حقًّا حلفاء للبشرية؟”
تنهّدت جيوون بنبرتها المعتادة وقالت، “لذا، فالطريقة الثانية… هل في وسعكم تخمينها، سيادتكم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“عذرًا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم أكن قد نطقتُ بكلمة، ومع ذلك، سارت جيوون مع خيط أفكاري وكأنها كانت جليّة وضوح الشمس.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
“أن تُخضعَ إنسانًا للبؤس الدائم، طيلة حياته، بغية إنتاج الموقظين على نطاق واسع… أن تُسقط عليه المحن تلو المحن، دون أن تمنحه فسحةً للاعتياد، ضامنًا أن يظلّ غارقًا في البؤس لحظةً بلحظة… أسيكون مثل هذا الموقظ نصيرًا للبشرية؟”
إلى أين يتّجه حقدهم؟ هل هو موجّه إلى الشذوذات؟ أم أنّهم يمقتون البشرية ذاتها؟
لم تُجب.
“حتى لو نجحتَ في استزراع الموقظين بهذه الطريقة، فلن يمكنكَ غرس قناعة في عقولهم بأنهم جزء من قضية عظمى لصالح البشرية. أليس هذا ما تخشاه؟ ثمة حلّ.”
بيد أن جيوون لم تكن كذلك.
“إنها خطوة تفضي إلى هلاك ذاتها. حركة انتحارية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قد يبدو الأمر عبثيًّا، لكن هذا هو الفارق الجوهري بين الموقظين “الفطريين” والموقظين “المُستزرعين”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ماذا لو سعى إلى “خلاص العالم” بذات التفاني المطلق الذي طالما خصّ به ذاته وحدها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ذاك الذي ينتشلهم من هذا الجحيم… إنها قاعدة بسيطة. فكّروا فيها باعتبارها تحويرًا لمبدأ ‘الشرطي الطيب والشرطي السيئ’. الشرطي السيئ (أ) يزجّ بالناس في الأسر، ويغرقهم في العذاب والبؤس. وفي المقابل، يأتي الشرطي الطيب (ب)، يهزم الشرير (أ)، وينقذهم.”
إلى أين يتّجه حقدهم؟ هل هو موجّه إلى الشذوذات؟ أم أنّهم يمقتون البشرية ذاتها؟
“لهذا نحتاج إلى قوتكِ، أيتها القدّيسة. حتى إن اضطُررتِ إلى تمثيل دور الكوكبات، حتى إن اقتضى الأمر منكِ أن تبثّي فيهم شعورًا بأن هناك من يرقبهم… فلا مفرّ من ذلك لمنعهم من الانجراف.”
“بل إن بعض الموقظين الفطريين يحتقرون البشرية، بطبيعة الحال.” أضفتُ، “لكن الغالبية تضمر كراهية أعمق للشذوذات.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لقد انتزعت منا الشذوذات حياتنا اليومية، وسخرت من حضارتنا ومنطقنا، وسلبت منّا أحبابنا…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“بالضبط.” نظرتُ إلى عيني القدّيسة مباشرةً وقلتُ، “كلما تعمّقت الجراح التي أوقعتها الشذوذات، ازداد الحقد تجاهها. حتى شخصان مثل دانغ سيورين وتشيون يوهوا، رغم خصوماتهما الشخصية، يتكاتفان في وجه الشذوذات دون أدنى تردّد.”
“تشويه المعلومات وإخفاؤها ضرورة كذلك.”
“لكن إن عمد البشر أنفسهم إلى استغلال البؤس، مسلّطين البؤس على غيرهم لخلق الموقظين… فلن يكون أولئك الموقظون سندًا للبشرية، بل رأس الحربة في فنائها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أومأتُ صامتًا، منتظرًا بمقدار ما يستغرقه سمك الملاك ليعبر الحوض من طرف إلى طرف، ثم أخيرًا نطقتُ:
“من يحدّق في الفراغ، عليه أن يحذر ألّا يصبح هو ذاته الفراغ. فإن فقدنا إنسانيتنا، فلن نختلف عن الشذوذات في شيء.”
“عذرًا؟”
“من يحدّق في الفراغ، عليه أن يحذر ألّا يصبح هو ذاته الفراغ. فإن فقدنا إنسانيتنا، فلن نختلف عن الشذوذات في شيء.”
وفي مكانٍ ما، على عمقٍ يتجاوز 1200 متر تحت سطح الأرض، سرى عبقٌ خفيفٌ، رطبٌ، برائحة الفراولة المغسولة للتوّ.
“أما من أحد هناك؟! أنا… أنا كيم جايغو، وُلدتُ في غيمهاي وأتوجّه إلى يونساندونغ في بوسان! أرجوكم، أبلغوا عائلتي أنني حي!”
“لا أخفيك… هذه معضلة كبرى.” تمتمت القدّيسة. “حتى حين كانت الحضارة في أوجها، لم يكن بين الناس إلا قلة حافظوا على إنسانيتهم بنيّة صافية. أما الآن، وقد سرى سمّ الفراغ في العالم، فنحن مطالبون بأن نجلو إنسانيتنا…”
“لا شكّ عندي أن سيادتكم قد أدرك ذلك بالفعل.”
“البشر العاديون يوقظون عبر هذه المشاعر وهذه الأحداث. بعبارة أخرى، المحن الطبيعية والمحن المصطنعة تفضي إلى النتيجة ذاتها… سيادتكم، إنّ هذه الورشة التي أنشأتُها هي المصفاة النهائية لصناعة الموقظين. إنّها الخطّ الأمامي الذي سيتجاوز به البشر أزمتهم المحتومة.”
“لهذا نحتاج إلى قوتكِ، أيتها القدّيسة. حتى إن اضطُررتِ إلى تمثيل دور الكوكبات، حتى إن اقتضى الأمر منكِ أن تبثّي فيهم شعورًا بأن هناك من يرقبهم… فلا مفرّ من ذلك لمنعهم من الانجراف.”
“مفهوم. لكن، لمَ لمْ تتبنَّ هذه المنهجية، أيها الحانوتي؟ فكلما زاد عدد الموقظين، ازداد عديد حلفاء البشرية.”
“عبء ثقيل على كاهلي.”
“علاوةً على ذلك، حتى لو استخدَمتُموني كرقعة تُرمى بعد استنفاد غايتها، فلن أُضمِرَ لكم أي حقد، ولن يُساورني شعور سلبيّ أو عاطفةٌ تافهةٌ قطّ.”
لأي ناظر خارجي، لربما بدت ملامحها جامدة. لكنني أدركتُ من نبرة صوتها أنها استوعبت كلامي بعمق لا يُضاهى.
هل يمكن لمختلٍّ نفسيٍّ أن يُجلّ شيئًا ما بنفس القدر الذي يُجلّ به نفسه، وأن يضعه في الميزان نفسه من الأهمية؟
“ولكنه واجبٌ لا محيد عنه. ولا يقدر عليه سواي. لذا سأفعل.”
“تقسيم الأدوار…”
ازداد اقترابها.
كان هذا وعدنا.
ومع ذلك، واعترافًا بالحقيقة، أخفيت سرًا أخيرًا عن القديسة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أنا على إدراكٍ تامٍّ بمخاوف سيادتكم.”
خطت جيوون خطوةً أخيرة، ثم توقّفت.
وهكذا، عدنا إلى صوت يو جيوون.
ماذا لو اطّلع المختلّ النفسيّ على الخير؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“آه، آااه، أُغغ، أغغ…”
“أنا آسف، أنا آسف، أنا آسف. لأنني مرتاح، لأنني لا أعاني، أنا آسف، أنا آسف…”
في ظلّ الإضاءة الخافتة، تهادى لمعان شعرها الفضيّ كوميضٍ غامض.
ورغم أن سمعي كان أنفذ من سمعها، فقد كان من المؤكّد أن جيوون، والتي تُصنَّف ضمن الخمسة الأوائل في شبه الجزيرة الكورية من حيث إتقان الهالة، تسمعها بوضوح لا يقلّ عني.
“أما من أحد هناك؟! أنا… أنا كيم جايغو، وُلدتُ في غيمهاي وأتوجّه إلى يونساندونغ في بوسان! أرجوكم، أبلغوا عائلتي أنني حي!”
“القائدة نوه دوهوا؟ ستتعاون مع خططكم، صاحب السعادة، لكنّها ستسعى، في المقابل، إلى تأكيد أهميّتها في أذهانكم.”
“أن تُخضعَ إنسانًا للبؤس الدائم، طيلة حياته، بغية إنتاج الموقظين على نطاق واسع… أن تُسقط عليه المحن تلو المحن، دون أن تمنحه فسحةً للاعتياد، ضامنًا أن يظلّ غارقًا في البؤس لحظةً بلحظة… أسيكون مثل هذا الموقظ نصيرًا للبشرية؟”
“آآآآه!”
كانت ورشة البؤس، المشيّدة في أعماق نفق إينوناكي، سجنًا مُحكم البناء، يتألّف من زنزانات انفرادية صُمّمت بعناية فائقة، لا لحبس الأجساد فحسب، بل لإخماد الأصوات كذلك.
لأي ناظر خارجي، لربما بدت ملامحها جامدة. لكنني أدركتُ من نبرة صوتها أنها استوعبت كلامي بعمق لا يُضاهى.
لكنني كنتُ أسمعها.
“القائدة نوه دوهوا؟ ستتعاون مع خططكم، صاحب السعادة، لكنّها ستسعى، في المقابل، إلى تأكيد أهميّتها في أذهانكم.”
وفي مكانٍ ما، على عمقٍ يتجاوز 1200 متر تحت سطح الأرض، سرى عبقٌ خفيفٌ، رطبٌ، برائحة الفراولة المغسولة للتوّ.
ورغم أن سمعي كان أنفذ من سمعها، فقد كان من المؤكّد أن جيوون، والتي تُصنَّف ضمن الخمسة الأوائل في شبه الجزيرة الكورية من حيث إتقان الهالة، تسمعها بوضوح لا يقلّ عني.
“حتى لو نجحتَ في استزراع الموقظين بهذه الطريقة، فلن يمكنكَ غرس قناعة في عقولهم بأنهم جزء من قضية عظمى لصالح البشرية. أليس هذا ما تخشاه؟ ثمة حلّ.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لكن إن عمد البشر أنفسهم إلى استغلال البؤس، مسلّطين البؤس على غيرهم لخلق الموقظين… فلن يكون أولئك الموقظون سندًا للبشرية، بل رأس الحربة في فنائها.”
“إذن، يمكننا اعتبار لقاءنا قدَرًا. فقد أخذتم بيدي، أنا المختلّة، إلى درب الخير. بإمكاني أداء الأدوار التي يعجز عنها الآخرون، خدمةً للخير الأعظم الذي تنشدونه.”
لم أكن قد نطقتُ بكلمة، ومع ذلك، سارت جيوون مع خيط أفكاري وكأنها كانت جليّة وضوح الشمس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ماذا لو سعى إلى “خلاص العالم” بذات التفاني المطلق الذي طالما خصّ به ذاته وحدها؟
لقد بات كلانا شديد التآلف مع طريقة تفكير الآخر. فبالنسبة إلى يو جيوون، كنتُ بوصفي عائدًا أشبه بمفتاح يرتكز عليه مصير العالم، فدرستْني كما يدرس الفيزيائي قوانين الطبيعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أولًا، باستخدام قدرة رئيسة مجلس طالبات ثانوية بيكهوا على خلق الشخصيات النظامية، يمكننا غرس يقين يجعلهم قوّة موحّدة تسيّره كراهية الشذوذات.”
“لا شكّ عندي أن سيادتكم قد أدرك ذلك بالفعل.”
“لكن يوهوا لن تفعل ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“بالفعل. وتحديدًا، تلك الطالبة ذات الشعر البرتقالي لن تُقدِم على أمر لا ترغب فيه أو تأمر به سيادتكم. ومهما حاولت، فلن أبلغ في قلبها منزلةً تضاهي مكانتكم.”
حين كانت القدّيسة على قيد الحياة، سبق أن خطّطنا معًا لمساري في هذه الدورة. كان ذلك الحوار طقسًا معتادًا بيننا في كل الدورات، ضمانًا لأن تنتقل هذه المعلومة تحديدًا إلى المستقبل.
“تقسيم الأدوار…”
يا لها من مسألة مؤسفة حقًّا…
“القدّيسة رقيقة القلب للغاية، تستشعر آلام الآخرين بعمقٍ لا يُطاق. أمّا دانغ سيورين، وسيم آهريون، ولي هايول، وسو غيو، وأوه دوكسيو، فلكلٍّ منهم موانعه الخاصة… وحدهما تشيون يوهوا، والقائدة نو دوهوا قد يصلحان، لكنّكم تُجلّونهما، ولن تُفرّطا فيهما كأدوات تُستَخدَم وتُنبَذ، أليس كذلك؟”
لكن، إذا أمعنتم النظر، أما زال المختلّ النفسيّ في نطاق العادي؟
تنهّدت جيوون بنبرتها المعتادة وقالت، “لذا، فالطريقة الثانية… هل في وسعكم تخمينها، سيادتكم؟”
“تقسيم الأدوار…”
تنهّدت جيوون بنبرتها المعتادة وقالت، “لذا، فالطريقة الثانية… هل في وسعكم تخمينها، سيادتكم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قد يبدو الأمر عبثيًّا، لكن هذا هو الفارق الجوهري بين الموقظين “الفطريين” والموقظين “المُستزرعين”.
“بالضبط.” أومأت برأسها بانحناءةٍ عميقة. “كما هو متوقّع من سيادتكم. لا حاجة لأن يُحبّ هؤلاء الموقظون المستزرعون ‘البشرية بأسرها’.”
“بلا أدنى ريب… وُلدتُ لأؤدّي هذا الدور.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شخص واحد فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ذاك الذي ينتشلهم من هذا الجحيم… إنها قاعدة بسيطة. فكّروا فيها باعتبارها تحويرًا لمبدأ ‘الشرطي الطيب والشرطي السيئ’. الشرطي السيئ (أ) يزجّ بالناس في الأسر، ويغرقهم في العذاب والبؤس. وفي المقابل، يأتي الشرطي الطيب (ب)، يهزم الشرير (أ)، وينقذهم.”
وفي مكانٍ ما، على عمقٍ يتجاوز 1200 متر تحت سطح الأرض، سرى عبقٌ خفيفٌ، رطبٌ، برائحة الفراولة المغسولة للتوّ.
كانت ورشة البؤس، المشيّدة في أعماق نفق إينوناكي، سجنًا مُحكم البناء، يتألّف من زنزانات انفرادية صُمّمت بعناية فائقة، لا لحبس الأجساد فحسب، بل لإخماد الأصوات كذلك.
زفرتُ أنفاسي متضجّرًا. “أنتِ محقّة. كما قلتِ، لو جسّد أحدهم المحنة بينما جسّد الآخر الخلاص، فلن نحتاج حتى إلى أساليب غسيل الأدمغة التي تتقنها يوهوا. سيستميلهم ذلك إلى صفّه بفعل الطبيعة ذاتها.”
ازداد اقترابها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نطلق على هؤلاء البشر العاديين.
هذا ما لم أبح به للقدّيسة. وربما كانت قد أدركته في أعماق وعيها، لكنّنا لم نجرؤ على النطق به أبدًا.
“أجل.”
بيد أن جيوون لم تكن كذلك.
هذه المختلّة الفضّيّة الشعر لم تكتفِ باستبصار هذا الاحتمال، بل عمدت إلى تحقيقه بملء إرادتها، وبكل جدّيّة وإخلاص.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“مفهوم. لكن، لمَ لمْ تتبنَّ هذه المنهجية، أيها الحانوتي؟ فكلما زاد عدد الموقظين، ازداد عديد حلفاء البشرية.”
“أتطوّع لأداء دور الشرطي السيئ، سيادتكم. أرجوكم، كونوا أنتم المنقذ… فلا أحد أصلح لتجسيد الشر منّي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدّمت نحوي خطوةً أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اقتربت أكثر.
كان هذا وعدنا.
“القدّيسة رقيقة القلب للغاية، تستشعر آلام الآخرين بعمقٍ لا يُطاق. أمّا دانغ سيورين، وسيم آهريون، ولي هايول، وسو غيو، وأوه دوكسيو، فلكلٍّ منهم موانعه الخاصة… وحدهما تشيون يوهوا، والقائدة نو دوهوا قد يصلحان، لكنّكم تُجلّونهما، ولن تُفرّطا فيهما كأدوات تُستَخدَم وتُنبَذ، أليس كذلك؟”
“آه، آااه، أُغغ، أغغ…”
كانت الإجابة ماثلة أمام ناظريّ.
وضعت يو جيوون يدها على صدرها.
“إن تركْنا شخصًا مثل جونغ سوهي دون قيود، فستتفشّى البدعة المسماة ‘طائفة البؤس’ على امتداد شبه الجزيرة الكورية. المشكلة تكمن في أن جزءًا من أفكارها قائم على حقائق.”
“أنا مختلفة عنهم… إن لم أكن أكفأ، فلستُ أدنى شأنًا منهم. وحقيقة أنني شيّدتُ ورشة البؤس دون أن تُكتَشَف تُبرهن على ذلك.”
وفي مكانٍ ما، على عمقٍ يتجاوز 1200 متر تحت سطح الأرض، سرى عبقٌ خفيفٌ، رطبٌ، برائحة الفراولة المغسولة للتوّ.
حتى دوهوا، رغم أنها ليست بضعيفة، لم تُدرك سوى واقعة “اختطاف” جيوون، وفشلت في تبيّن هذا السجن الهائل قيد الإنشاء.
“علاوةً على ذلك، حتى لو استخدَمتُموني كرقعة تُرمى بعد استنفاد غايتها، فلن أُضمِرَ لكم أي حقد، ولن يُساورني شعور سلبيّ أو عاطفةٌ تافهةٌ قطّ.”
“ولكنه واجبٌ لا محيد عنه. ولا يقدر عليه سواي. لذا سأفعل.”
لم أجب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وأخيرًا، نطقتُ:
“تشيون يوهوا؟ ستتبع إرادتكم دون تردّد، لكنّها ستبحث في الوقت نفسه عن طمأنينة تؤكّد أنها تحتلّ مكانةً فريدةً في قلبكم.”
“كنتُ فضوليّة… وقد ارتويتُ من فضولي حدّ التخمة.”
هل يمكن لمختلٍّ نفسيٍّ أن يُجلّ شيئًا ما بنفس القدر الذي يُجلّ به نفسه، وأن يضعه في الميزان نفسه من الأهمية؟
اقتربت أكثر.
“القائدة نوه دوهوا؟ ستتعاون مع خططكم، صاحب السعادة، لكنّها ستسعى، في المقابل، إلى تأكيد أهميّتها في أذهانكم.”
“لا أخفيك… هذه معضلة كبرى.” تمتمت القدّيسة. “حتى حين كانت الحضارة في أوجها، لم يكن بين الناس إلا قلة حافظوا على إنسانيتهم بنيّة صافية. أما الآن، وقد سرى سمّ الفراغ في العالم، فنحن مطالبون بأن نجلو إنسانيتنا…”
وهكذا، عدنا إلى صوت يو جيوون.
ازداد اقترابها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لكنني قلتُ لكم، أنا مختلفة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هذه المختلّة الفضّيّة الشعر لم تكتفِ باستبصار هذا الاحتمال، بل عمدت إلى تحقيقه بملء إرادتها، وبكل جدّيّة وإخلاص.
أولئك الذين ينحرفون عن المسار الطبيعي، حتى تبلغ بهم حُمّى إيمانهم حد أن يُطلق عليهم متطرّفون.
في ظلّ الإضاءة الخافتة، تهادى لمعان شعرها الفضيّ كوميضٍ غامض.
وهكذا، عدنا إلى صوت يو جيوون.
“أنا مختلّة. لا أرغب في نيل محبّتكم. لا حاجة لي بحنانٍ أو اهتمام، ولا أسعى إلى كراهية أو جفاء… يكفيني أن تُبقوني حيّةً، وأن تُحسنوا توظيفي، فهذا أقصى ما تمنّيتُه منكم. سيادتكم، حتى المختلّون لهم نفعهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ————————
كانت الإجابة ماثلة أمام ناظريّ.
خطت جيوون خطوةً أخيرة، ثم توقّفت.
أصبحت الآن على بُعد أنفاسٍ مني.
بحلول الدورة الثالثة، كان رئيس الفرع الكوري الجنوبي لطائفة البؤس وهو أحد الأعضاء المؤسسين لفريقي قد فهم بالفعل المعلومات التي كابدتُ جاهدًا لأحجبها بوصفي عائدًا عبر الزمن.
وفي مكانٍ ما، على عمقٍ يتجاوز 1200 متر تحت سطح الأرض، سرى عبقٌ خفيفٌ، رطبٌ، برائحة الفراولة المغسولة للتوّ.
هل يمكن لمختلٍّ نفسيٍّ أن يحب؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“حتى لو نبذتُموني كأداةٍ مستهلكة، لن أشعر بندم. تعلمون ذلك، أليس كذلك؟”
“لكن يوهوا لن تفعل ذلك.”
وأخيرًا، نطقتُ:
“بلا أدنى ريب… وُلدتُ لأؤدّي هذا الدور.”
“أجل.”
وحين سمعت القدّيسة ذلك، أومأت برأسها ببطء.
“إذن، يمكننا اعتبار لقاءنا قدَرًا. فقد أخذتم بيدي، أنا المختلّة، إلى درب الخير. بإمكاني أداء الأدوار التي يعجز عنها الآخرون، خدمةً للخير الأعظم الذي تنشدونه.”
حدّقت إليّ جيوون بعينين ثابتتين، ورفعت رأسها لترمقني مباشرةً.
“لكنني قلتُ لكم، أنا مختلفة.”
“استعملوني، سيادتكم… خلّصوهم. احتضنوا الموقظين الذين أبغضوني، وقودوهم ليصطفّوا إلى جانب البشرية… ثمّ انبذوني.”
ومع ذلك، واعترافًا بالحقيقة، أخفيت سرًا أخيرًا عن القديسة.
“استعملوني، سيادتكم… خلّصوهم. احتضنوا الموقظين الذين أبغضوني، وقودوهم ليصطفّوا إلى جانب البشرية… ثمّ انبذوني.”
جيوون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يا لها من مسألة مؤسفة حقًّا…
لونها الشخصي: الفضيّ.
لم أجب.
أولى مُلازميني، وسكرتيرتي.
تكلّمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يا لها من مسألة مؤسفة حقًّا…
“بلا أدنى ريب… وُلدتُ لأؤدّي هذا الدور.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
————————
والآن، تخيّلوا سيناريو تتحوّل فيه الـ”ماذا لو” إلى واقع معاش.
اللهم يا واحد يا أحد، يا ملك يا مبين، ارزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعلهم في جنات النعيم. انصر المستضعفين، واكشف الغمّة، وفرّج الكرب، يا أرحم الراحمين. آمين.
إلى أين يتّجه حقدهم؟ هل هو موجّه إلى الشذوذات؟ أم أنّهم يمقتون البشرية ذاتها؟
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
ورغم أن سمعي كان أنفذ من سمعها، فقد كان من المؤكّد أن جيوون، والتي تُصنَّف ضمن الخمسة الأوائل في شبه الجزيرة الكورية من حيث إتقان الهالة، تسمعها بوضوح لا يقلّ عني.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات