جيرارد جاين (1)
لم يستطع خوان أن يفهم الموقف.
كان هذا الجسد المقدّس بلا شك جسده هو نفسه. ومع ذلك، فإن الذراع التي كانت تمسك بمعصمه والعينين اللتين كانتا تحدقان فيه بوضوح كانتا تنتميان إلى جيرارد.
كانت الشائعة تقول إن مذبحة ضخمة قد ارتُكبت في الشرق. حتى هيلا سألت جيرارد عدة مرات عمّا إذا كانت الشائعة صحيحة، لكنه لم يستطع قول أي شيء لها.
في البداية، ظنّ خوان أن جيرارد ربما نقل روحه إلى الجسد المقدّس مؤقتًا، لكن ذلك لم يكن صحيحًا.
نظر بيلكلت إلى جيرارد بتعبيرٍ من الدهشة، ثم انحنى برأسه.
أدرك خوان أن عالمه الذهني الداخلي الذي فتحه ليمتص جسده الأصلي هو الآن الذي يُمتَص. القدرات التي امتصها من تالتر ونيغراتو كانت الآن تُمتَص إلى داخل جيرارد.
وفي الوقت ذاته، بدأت ذكريات جيرارد التي كانت غارقة في الهاوية حتى الآن تطفو على السطح مثل شوائب تعلو محيطًا عميقًا. *** في الشرق، خارج مدينة أربالد مباشرة، ارتجف جيرارد وهو يتسلم رسالة. بجانب جيرارد كان يقف النائب بيكيلت بيكيلسوس من رتبة ليندوورم، وقد كان يحدق في الأرض وهو يعض شفتيه بشدّة. كان حال جميع من في الثكنة مشابهاً؛ بدا عليهم جميعًا علامات الغضب الشديد.
بدأ وعي خوان يبتعد بينما كان عالمه الذهني الداخلي يُمتَص. وفي الوقت نفسه، بدأت شظايا من ذكريات جيرارد تظهر في ذهن خوان.
“التاج!”
حينها فقط أدرك خوان أن الجسد المقدّس كان يعود له، ولكنه في الوقت نفسه كان يعود إلى جيرارد أيضًا. عضّ خوان شفته حين أدرك أن ديسماس قد أحيا جسده الأصلي ككاينهريار، ثم استولى جيرارد على جسد الإمبراطور بطريقة تختلف عن ديسماس.
أدى بيلكلت التحية مرة أخرى قبل أن يغادر المكتب.
كان جيرارد قد قطع أجزاء من جسد الإمبراطور واستبدلها بأجزاء من جسده هو. وعندما كان جسد الإمبراطور يُشفى، كان يكرر العملية مرارًا وتكرارًا. وبهذه الطريقة، تمكن جيرارد من استبدال معظم جسد خوان بجسده هو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أعطني التاج!” زمجر جيرارد في وجه خوان.
تقريبًا كل أجزاء الجسد باستثناء الرأس وقلبي مانانين مكلير كانت تعود إلى جيرارد، وكان القائد لينلي لوين من الحرس الإمبراطوري هو من ساعده في ذلك. وبعد عملية طويلة، تمكّن جيرارد أخيرًا من السيطرة على قلب مانانين مكلير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لقد تأخر الوقت، أيها القائد. عليك أن ترتاح.”
ومع ذلك، لم ينهض جيرارد حتى عندما استطاع ذلك. بل انتظر بصمت لسنوات طويلة—انتظر قدوم خوان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل ماتوا جميعًا؟ كم مات منهم إجمالًا؟”
“التاج!”
أغلق جيرارد فمه.
لقد انتظر حامل التاج أن يظهر، سواء أكان الوحش أم الإمبراطور الذي يملكه.
بدأ جيرارد يرتعش فجأة.
“أعطني التاج!” زمجر جيرارد في وجه خوان.
“إنها المرة الأولى التي أرى فيها جوهرة كهذه. ما هي؟” سأل جيرارد.
ازداد وعي خوان بُعدًا أكثر فأكثر بينما كانت القوة التي حاول امتصاصها تُجرف بعيدًا بتدفّق هائل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لقد تأخر الوقت، أيها القائد. عليك أن ترتاح.”
وفي الوقت ذاته، بدأت ذكريات جيرارد التي كانت غارقة في الهاوية حتى الآن تطفو على السطح مثل شوائب تعلو محيطًا عميقًا.
***
في الشرق، خارج مدينة أربالد مباشرة، ارتجف جيرارد وهو يتسلم رسالة.
بجانب جيرارد كان يقف النائب بيكيلت بيكيلسوس من رتبة ليندوورم، وقد كان يحدق في الأرض وهو يعض شفتيه بشدّة. كان حال جميع من في الثكنة مشابهاً؛ بدا عليهم جميعًا علامات الغضب الشديد.
آمن أن جلالته قد يكون خلاصه. *** “بيكيلت.” رفع جيرارد رأسه ونظر إلى الأعلى.
بصبرٍ شديد، تمكن جيرارد من وضع الرسالة بهدوء دون تمزيقها أو تجعيدها؛ رسالة مختومة بختم الإمبراطور لا يجوز التعامل معها بتهوّر تحت أي ظرف.
“هويتها غير واضحة، لكني سمعت أن لهذه الجوهرة خاصية امتصاص وتخزين الطاقة المظلمة. لا عجب أن الجميع يشعرون بعدم الارتياح عند النظر إليها. فهي في النهاية كتلة من السلبية. لكنني فهمت أنها جيدة لتنقية عقل وجسد الإنسان.”
“…فسِّحوا الطريق لرتبة فينرير،” تمتم جيرارد.
تنفّس جيرارد بنحوٍ ثقيل وأدخل سيفه في غمده عندما سمع إجابة بيكيلت.
“أيها القائد!” انفجر بيكيلت في غضب.
“ما الكتاب الذي كنت تقرؤه، أيها القائد؟” سأل بيلكلت.
إذا كانت نيينّا من النوع الذي يسيطر على مرؤوسيه بكاريزما ساحقة، فجيرارد كان من النوع الذي يحافظ على علاقة متكافئة نسبيًا بين الجميع في رتبة الفرسان.
أدى بيلكلت التحية مرة أخرى قبل أن يغادر المكتب.
لكن اليوم كانت هذه المرّة الأولى التي شعر فيها بالغيرة من طريقة تعامل نيينّا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرت نيينّا إلى جيرارد بعينين ضيقتين ونطقت بحدة.
“لقد قُتل بالفعل أكثر من عشرة آلاف مدني على يد أولئك الأوغاد من رتبة فينرير! إن سمحنا لهم بتمريرنا في هذا الوضع، فسيكون…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيها القائد!” انفجر بيكيلت في غضب.
جرّ جيرارد سيفه وضرب الطاولة قبل أن يتمكّن بيكيلت من إكمال كلامه. التحّة التي لُطمت بقوة انكسرت إلى شظايا بدل أن تنشقّ إلى نصفين. تناثرت قطع الطاولة المكسورة فوق وجوه الفرسان في الثكنة، فأحدثت نزفًا على بعضهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فالمحاصيل لم تعد تنمو بسبب الجو الملوث الناتج عن الطاقة المتسربة من الصدع، كما أن أعداد الوحوش الشيطانية كانت تتزايد بشكلٍ كبير. وإضافة إلى ذلك، لعبت الشائعات الوحشية المنتشرة بين المدنيين دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار الإمبراطورية.
لكن لم يرمش جفن واحد من الفرسان.
“لكن…”
“إنها أمر من جلالته. هل تجرؤون على معارضة إرادته الآن؟”
لم يَفُت ذلك على بيلكلت.
لم يرد بيكيلت.
“أعلم أنك كنت تؤدي مهامك بهدوء كفارسٍ عادي طوال الأشهر الأربعة الماضية. كلانا كان منفعلاً في ذلك الوقت — وكذلك كان الجميع. لذا أفكر في رفع العقوبة التأديبية اعتبارًا من اليوم.”
واصل جيرارد الكلام وسيفه مرفوع وموجَّه نحو بقية فرسان رتبة ليندوورم.
“سأكتفي بهذا، لكن هذا أمر لمرة واحدة فقط. لا تشكّوا في أوامر جلالته، أبدًا.” *** ‘جلالته دائمًا على حق.’ فكر جيرارد هكذا وهو جالس على قمم الجثث الممتدة حتى الأفق.
“إن كان لدى أي منكم مشاعر نجسة تجاه جلالته، فليتحدّث الآن. أعدكم أنني سأقتلكم بطريقة أرحم مما لو أقدمتم على تنفيذ مشاعركم.”
وفي الوقت ذاته، بدأت ذكريات جيرارد التي كانت غارقة في الهاوية حتى الآن تطفو على السطح مثل شوائب تعلو محيطًا عميقًا. *** في الشرق، خارج مدينة أربالد مباشرة، ارتجف جيرارد وهو يتسلم رسالة. بجانب جيرارد كان يقف النائب بيكيلت بيكيلسوس من رتبة ليندوورم، وقد كان يحدق في الأرض وهو يعض شفتيه بشدّة. كان حال جميع من في الثكنة مشابهاً؛ بدا عليهم جميعًا علامات الغضب الشديد.
لم يستطع أي من الفرسان الإجابة. بعد أن حدّق بغضب شديد حوله، وجه جيرارد نظره مجددًا نحو بيكيلت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فالمحاصيل لم تعد تنمو بسبب الجو الملوث الناتج عن الطاقة المتسربة من الصدع، كما أن أعداد الوحوش الشيطانية كانت تتزايد بشكلٍ كبير. وإضافة إلى ذلك، لعبت الشائعات الوحشية المنتشرة بين المدنيين دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار الإمبراطورية.
“بيكيلت. أجبني.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…سأضع ذلك في الحسبان، أيها القائد.”
“…سأطيع أوامرك يا قائد.”
“سمعت أنك لم تغفُ لحظة واحدة خلال الأيام الثلاثة الماضية.”
تنفّس جيرارد بنحوٍ ثقيل وأدخل سيفه في غمده عندما سمع إجابة بيكيلت.
ثم أخرج مجددًا الكتاب الذي غطّاه بيده المرتجفة.
“اعتبارًا من اليوم، يُنقل النائب بيكيلت إلى مرتبة فارس عادي. سيُمنع أيضًا من امتطاء التنانين، وسُيجلد مئتي جلدة كل ظهر عند الظهر حتى إشعارٍ آخر. لن أكشف عن التهم الموجهة إليه أمام الجنود نظرًا لإنجازاته السابقة.”
لم يَفُت ذلك على بيلكلت.
أظهر الفرسان ملامح استياء من العقوبة التأديبية التي كانت أشدّ مما توقعوا. ومع ذلك، ظنّ البعض أن عدم كشف جيرارد عن تهم بيكيلت لا يختلف كثيرًا عن منحه فترة سماح بدلًا من عقوبةٍ علنية. فالعصيان لإرادة جلالته لم يكن تهمة تُغتفر بمجرد تخفيض رتبة أو جلد؛ وكان واضحًا أن جيرارد سيتعامل مع الأمر داخليًا وبهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أعطني التاج!” زمجر جيرارد في وجه خوان.
“سأكتفي بهذا، لكن هذا أمر لمرة واحدة فقط. لا تشكّوا في أوامر جلالته، أبدًا.”
***
‘جلالته دائمًا على حق.’
فكر جيرارد هكذا وهو جالس على قمم الجثث الممتدة حتى الأفق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع أي من الفرسان الإجابة. بعد أن حدّق بغضب شديد حوله، وجه جيرارد نظره مجددًا نحو بيكيلت.
كانت مهارات جيرارد أكثر نفعًا من نيينّا عندما يتعلق الأمر بقتل الناس والتخلص من الجثث؛ فنيينا تتحكم بالبرد، بينما جيرارد يستطيع التحكم باللهب مثل الإمبراطور تمامًا. كانت لهبته سريعة وفورية، وكافية لقتل الناس بلا ألم.
لم يَفُت ذلك على بيلكلت.
لقد وجدت البرق المتناثر في السماء أولئك المختبئين تحت الأرض وحولهم رمادًا على الفور. كان موتًا رحيمًا لأنهم كانوا فاقدي الوعي حين لاقوه.
أغلق جيرارد فمه.
لكنّه موت لم يردّه أحد.
“ما الكتاب الذي كنت تقرؤه، أيها القائد؟” سأل بيلكلت.
“هيه، هل أنت بخير؟”
“لقد قُتل بالفعل أكثر من عشرة آلاف مدني على يد أولئك الأوغاد من رتبة فينرير! إن سمحنا لهم بتمريرنا في هذا الوضع، فسيكون…”
عند التفتّه وجد جيرارد نيينّا وقد ظهرت على جبينها وذقنها كدمات. لم يظن أنها تبدو مضحكة أو غريبة؛ كان متأكدًا أنه لا يبدو بوجها أفضل منها. في الواقع، كان كلاهما أفضل حالًا الآن مقارنة بما كانا عليه قبل وصول رسالة جلالته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن لم يرمش جفن واحد من الفرسان.
كان الطريق الذي سارت عليه نيينّا متجمّدًا أبيض. عندما لم يردّ جيرارد عليها، هزّت نيينّا كتفيها ونظرت حول المكان.
“أظنّ أنك قتلت نصفهم بنفسك. ربما بسبب المطر، لكن…”
“أنت بخير؟ لا أظن أنّ أحدًا ما يزال على قيد الحياة. لذا لا تبدد طاقتك.”
أدى بيلكلت التحية مرة أخرى قبل أن يغادر المكتب.
حينها فقط أدرك جيرارد أنه ما زال يُحدث البرق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع أي من الفرسان الإجابة. بعد أن حدّق بغضب شديد حوله، وجه جيرارد نظره مجددًا نحو بيكيلت.
“هل ماتوا جميعًا؟ كم مات منهم إجمالًا؟”
في البداية، ظنّ خوان أن جيرارد ربما نقل روحه إلى الجسد المقدّس مؤقتًا، لكن ذلك لم يكن صحيحًا.
بدلًا من الإجابة، رفعت نيينّا إصبعين. ثم ثنت واحدًا واستأنفت الكلام.
إذا كانت نيينّا من النوع الذي يسيطر على مرؤوسيه بكاريزما ساحقة، فجيرارد كان من النوع الذي يحافظ على علاقة متكافئة نسبيًا بين الجميع في رتبة الفرسان.
“أظنّ أنك قتلت نصفهم بنفسك. ربما بسبب المطر، لكن…”
جرّ جيرارد سيفه وضرب الطاولة قبل أن يتمكّن بيكيلت من إكمال كلامه. التحّة التي لُطمت بقوة انكسرت إلى شظايا بدل أن تنشقّ إلى نصفين. تناثرت قطع الطاولة المكسورة فوق وجوه الفرسان في الثكنة، فأحدثت نزفًا على بعضهم.
كانت نيينّا قد رسمت فوق السحب في السماء لتُحدث شتاءً مؤقتًا، بينما استدعى جيرارد البرق دون تردّد وصبّه على الناس. وكانت النتيجة مطرًا غزيرًا وعواصف رعدية رهيبة.
“…فسِّحوا الطريق لرتبة فينرير،” تمتم جيرارد.
“لا أصدق أنّ مائتي ألف إنسان ماتوا،” تمتم جيرارد وقد اعترته الإحباط.
“هويتها غير واضحة، لكني سمعت أن لهذه الجوهرة خاصية امتصاص وتخزين الطاقة المظلمة. لا عجب أن الجميع يشعرون بعدم الارتياح عند النظر إليها. فهي في النهاية كتلة من السلبية. لكنني فهمت أنها جيدة لتنقية عقل وجسد الإنسان.”
نظرت نيينّا إلى جيرارد بعينين ضيقتين ونطقت بحدة.
لقد انتظر حامل التاج أن يظهر، سواء أكان الوحش أم الإمبراطور الذي يملكه.
“إنها مليونا، أيها الأحمق.”
“أعددت هدية صغيرة لك بعد أن سمعت أنك تشعر بالإحباط.”
شعر جيرارد بأن هذا الرقم الهائل غير واقعي. لم يكن يهم إن كان مئتي ألف أم مليونان، فالحقيقة أن كلاهما أرقام هائلة لم تتغير بالقياس. على أي حال، كانت الجثث كافية لتتراص حتى نهاية الأفق وتسدّ الأفق عن الأنظار.
“لا،” أجابت نيينّا بحزم.
بدأ جيرارد يرتعش فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرت نيينّا إلى جيرارد بعينين ضيقتين ونطقت بحدة.
‘كم من الذكريات والمشاعر والأحلام حمل كل واحدٍ من هؤلاء الملايين الذين ماتوا؟ ماذا عن آمالهم ومخاوفهم؟’
“لقد مر وقت منذ آخر مرة رأيتك فيها. هل مضت حوالي أربعة أشهر منذ أن غادرنا الشمال الشرقي للبحث الدقيق؟ سمعت أنه لم تعد هناك أي علامات على أشخاص ابتُلِعوا بالصدع.” قال جيرارد محاولًا تغيير الموضوع.
في اللحظة التي شعر فيها ببرودة تجري على عموده الفقري، غطّت نيينّا عينيه بيديها.
“اعتبارًا من اليوم، يُنقل النائب بيكيلت إلى مرتبة فارس عادي. سيُمنع أيضًا من امتطاء التنانين، وسُيجلد مئتي جلدة كل ظهر عند الظهر حتى إشعارٍ آخر. لن أكشف عن التهم الموجهة إليه أمام الجنود نظرًا لإنجازاته السابقة.”
“كفّ. لا تتخيّل شيئًا.”
“يمكنك ارتداء رداء النائب مجددًا بدءًا من الغد. ولكن…” سحب جيرارد كلماته كما لو كان يوجه تحذيرًا صارمًا. “…يجب ألا تشك في جلالته أبدًا أو تقول شيئًا يُفهم منه أنك تعصي أوامره. لن تحصل على فرصة أخرى بعد هذا.”
تنفّس جيرارد بقوة وبدأ يلهث. هدأت يدا نيينّا الباردتان من روعه ببطء. ومع استعادة تنفّسه شيئًا فشيئًا، أغمض عينيه وفتح فمه.
لم يرد بيكيلت.
“ألم يكن هناك حل آخر حقًا؟”
“كنت أنوي الذهاب إلى السرير قريبًا.”
“لا،” أجابت نيينّا بحزم.
“اعتبارًا من اليوم، يُنقل النائب بيكيلت إلى مرتبة فارس عادي. سيُمنع أيضًا من امتطاء التنانين، وسُيجلد مئتي جلدة كل ظهر عند الظهر حتى إشعارٍ آخر. لن أكشف عن التهم الموجهة إليه أمام الجنود نظرًا لإنجازاته السابقة.”
“لكننا حتى لا نعرف شيئًا عن الشقّة.”
لم يَفُت ذلك على بيلكلت.
“هل تظنّ أني لم أفكّر في ذلك حين أعدمت عائلتي وقبيلتي؟” واصلت نيينّا الكلام بصوت هادئ. “قبيلتي قاتلت الشقّة منذ زمن بعيد. إن قرروا أنه لا يوجد ما يمكن فعله، فلا شيء يمكن فعله. كنتُ الوحيدة من قبيلتي التي لم يُمسها الشقّ، لذا أمروني أن أعدم جميعهم بيدي.”
أخرج بيلكلت طردًا صغيرًا من جيبه. كان داخل الطرد جوهرة بنفسجية مشوهة بشكل غير متناسق. شعر جيرارد بنفورٍ غامض ما إن رآها، لكنه كان أكثر فضولًا من الاشمئزاز.
“لكن…”
بدأ وعي خوان يبتعد بينما كان عالمه الذهني الداخلي يُمتَص. وفي الوقت نفسه، بدأت شظايا من ذكريات جيرارد تظهر في ذهن خوان.
“جيرارد، تخيّل البالغين يأمرون فتاةٍ في الخامسة أن تقتل كلّ أعضاء قبيـلـتها. ثم تخيّل فتاةً اضطُرت لذِرْو مئات معارفها حتى الموت، بما في ذلك والديها، وأخوها، وجدّتها، وجيرانها. فقط تصوّر ما عانته تلك الطفلة كل يومٍ وهي تكبر.”
ثم أخرج مجددًا الكتاب الذي غطّاه بيده المرتجفة.
أغلق جيرارد فمه.
بدأ وعي خوان يبتعد بينما كان عالمه الذهني الداخلي يُمتَص. وفي الوقت نفسه، بدأت شظايا من ذكريات جيرارد تظهر في ذهن خوان.
“آنذاك قرّرت ألا أفكّر في شيءٍ سوى كراهيتي للشقّة. عندما أفكّر في أشياء أخرى، لا يبقى سوى الندم. قلبي تجمّد منذ أن اضطررت لقتل والديّ وكنتُ في الخامسة من عمري. لذا عليك أن تتذكّر هذا المشهد اليوم أيضًا—اللحظة التي لم يكن أمامك فيها خيار سوى أن تحرق شعبك بمحض يدك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، أيها القائد.”
‘لكن… آه، لكن…’
“التاج!”
تمنّى جيرارد خلاصًا. رغب في الإيمان بوجود خلاصٍ ما في مكانٍ ما.
بدلًا من الإجابة، رفعت نيينّا إصبعين. ثم ثنت واحدًا واستأنفت الكلام.
آمن أن جلالته قد يكون خلاصه.
***
“بيكيلت.”
رفع جيرارد رأسه ونظر إلى الأعلى.
“أظنّ أنك قتلت نصفهم بنفسك. ربما بسبب المطر، لكن…”
كان الرجل الذي دخل المكتب داخل حصن بيلديف هو بيكيلت، النائب السابق لفرقة ليندوورم. لم يكن يرتدي رداءً بعد الآن، بعدما خُفّضت رتبته إلى مرتبة أدنى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تبدو غريبة، لكني لا أظن أنها مجرد خرافة، لأنني أستطيع فعلاً أن أشعر بقوتها.”
“لقد تأخر الوقت، أيها القائد. عليك أن ترتاح.”
“لكن…”
“كنت أنوي الذهاب إلى السرير قريبًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“سمعت أنك لم تغفُ لحظة واحدة خلال الأيام الثلاثة الماضية.”
بعد أن غادر بيلكلت، ظل جيرارد يحدق في الباب المغلق لفترة طويلة. لم يكن متأكدًا ما إذا كان التحذير الأخير الذي وجهه موجّهًا لبيلكلت أم لنفسه.
تنهد جيرارد واتكأ على ظهر الكرسي. فرك جفنيه بيده وفكر في الأيام القليلة الماضية.
إذا كانت نيينّا من النوع الذي يسيطر على مرؤوسيه بكاريزما ساحقة، فجيرارد كان من النوع الذي يحافظ على علاقة متكافئة نسبيًا بين الجميع في رتبة الفرسان.
“هل مضى هذا الوقت بالفعل؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان جيرارد قد قطع أجزاء من جسد الإمبراطور واستبدلها بأجزاء من جسده هو. وعندما كان جسد الإمبراطور يُشفى، كان يكرر العملية مرارًا وتكرارًا. وبهذه الطريقة، تمكن جيرارد من استبدال معظم جسد خوان بجسده هو.
أغلق جيرارد الكتاب الذي كان يقرؤه. وعندما ظهر الغلاف ذو النقش الغريب، سارع جيرارد إلى وضع كتابٍ آخر فوقه.
كان الرجل الذي دخل المكتب داخل حصن بيلديف هو بيكيلت، النائب السابق لفرقة ليندوورم. لم يكن يرتدي رداءً بعد الآن، بعدما خُفّضت رتبته إلى مرتبة أدنى.
لم يَفُت ذلك على بيلكلت.
آمن أن جلالته قد يكون خلاصه. *** “بيكيلت.” رفع جيرارد رأسه ونظر إلى الأعلى.
“لقد مر وقت منذ آخر مرة رأيتك فيها. هل مضت حوالي أربعة أشهر منذ أن غادرنا الشمال الشرقي للبحث الدقيق؟ سمعت أنه لم تعد هناك أي علامات على أشخاص ابتُلِعوا بالصدع.” قال جيرارد محاولًا تغيير الموضوع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، أيها القائد.”
“نعم، أيها القائد. لن يتمكن الناس من العودة والعيش في الشمال الشرقي مجددًا، ولكن… لا أظن أننا بحاجة للقلق من امتداده أكثر. غير أن تبعاته ستستمر لفترة طويلة.”
كان أحد الكتب التي عثر عليها في أطلال أربالد. *** ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات
“نعم، أعتقد ذلك…”
حينها فقط أدرك جيرارد أنه ما زال يُحدث البرق.
فالمحاصيل لم تعد تنمو بسبب الجو الملوث الناتج عن الطاقة المتسربة من الصدع، كما أن أعداد الوحوش الشيطانية كانت تتزايد بشكلٍ كبير. وإضافة إلى ذلك، لعبت الشائعات الوحشية المنتشرة بين المدنيين دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار الإمبراطورية.
“بيكيلت. أجبني.”
كانت الشائعة تقول إن مذبحة ضخمة قد ارتُكبت في الشرق. حتى هيلا سألت جيرارد عدة مرات عمّا إذا كانت الشائعة صحيحة، لكنه لم يستطع قول أي شيء لها.
“هل مضى هذا الوقت بالفعل؟”
“ما الكتاب الذي كنت تقرؤه، أيها القائد؟” سأل بيلكلت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آنذاك قرّرت ألا أفكّر في شيءٍ سوى كراهيتي للشقّة. عندما أفكّر في أشياء أخرى، لا يبقى سوى الندم. قلبي تجمّد منذ أن اضطررت لقتل والديّ وكنتُ في الخامسة من عمري. لذا عليك أن تتذكّر هذا المشهد اليوم أيضًا—اللحظة التي لم يكن أمامك فيها خيار سوى أن تحرق شعبك بمحض يدك.”
“أوه، لا شيء. لقد تلقيت تقريرًا بالفعل يفيد بأنك عدت، ولكن ما الأمر؟”
“سأكتفي بهذا، لكن هذا أمر لمرة واحدة فقط. لا تشكّوا في أوامر جلالته، أبدًا.” *** ‘جلالته دائمًا على حق.’ فكر جيرارد هكذا وهو جالس على قمم الجثث الممتدة حتى الأفق.
“أعددت هدية صغيرة لك بعد أن سمعت أنك تشعر بالإحباط.”
أغلق جيرارد فمه.
“هدية؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لقد تأخر الوقت، أيها القائد. عليك أن ترتاح.”
أخرج بيلكلت طردًا صغيرًا من جيبه. كان داخل الطرد جوهرة بنفسجية مشوهة بشكل غير متناسق. شعر جيرارد بنفورٍ غامض ما إن رآها، لكنه كان أكثر فضولًا من الاشمئزاز.
تسلّم جيرارد الجوهرة البنفسجية من بيلكلت. وما إن لامست الجوهرة يده، حتى شعر بأن الأفكار السلبية التي تراكمت في ذهنه منذ فترة بدأت تتراخى قليلًا. ومع اختفاء المشاعر التي كانت تخنقه، خفّف الحاجز الذي بناه حول قلبه وأسقط حذره.
“إنها المرة الأولى التي أرى فيها جوهرة كهذه. ما هي؟” سأل جيرارد.
تسلّم جيرارد الجوهرة البنفسجية من بيلكلت. وما إن لامست الجوهرة يده، حتى شعر بأن الأفكار السلبية التي تراكمت في ذهنه منذ فترة بدأت تتراخى قليلًا. ومع اختفاء المشاعر التي كانت تخنقه، خفّف الحاجز الذي بناه حول قلبه وأسقط حذره.
“هويتها غير واضحة، لكني سمعت أن لهذه الجوهرة خاصية امتصاص وتخزين الطاقة المظلمة. لا عجب أن الجميع يشعرون بعدم الارتياح عند النظر إليها. فهي في النهاية كتلة من السلبية. لكنني فهمت أنها جيدة لتنقية عقل وجسد الإنسان.”
“اعتبارًا من اليوم، يُنقل النائب بيكيلت إلى مرتبة فارس عادي. سيُمنع أيضًا من امتطاء التنانين، وسُيجلد مئتي جلدة كل ظهر عند الظهر حتى إشعارٍ آخر. لن أكشف عن التهم الموجهة إليه أمام الجنود نظرًا لإنجازاته السابقة.”
تسلّم جيرارد الجوهرة البنفسجية من بيلكلت. وما إن لامست الجوهرة يده، حتى شعر بأن الأفكار السلبية التي تراكمت في ذهنه منذ فترة بدأت تتراخى قليلًا. ومع اختفاء المشاعر التي كانت تخنقه، خفّف الحاجز الذي بناه حول قلبه وأسقط حذره.
‘لكن… آه، لكن…’
“تبدو غريبة، لكني لا أظن أنها مجرد خرافة، لأنني أستطيع فعلاً أن أشعر بقوتها.”
أخرج بيلكلت طردًا صغيرًا من جيبه. كان داخل الطرد جوهرة بنفسجية مشوهة بشكل غير متناسق. شعر جيرارد بنفورٍ غامض ما إن رآها، لكنه كان أكثر فضولًا من الاشمئزاز.
“يسرّني أنك ترى أنها ستكون مفيدة. إذًا، سأغادر الآن.”
ازداد وعي خوان بُعدًا أكثر فأكثر بينما كانت القوة التي حاول امتصاصها تُجرف بعيدًا بتدفّق هائل.
أدى بيلكلت التحية واستدار ليغادر المكتب.
“ألم يكن هناك حل آخر حقًا؟”
في تلك اللحظة، ناداه جيرارد ليوقفه.
كانت نيينّا قد رسمت فوق السحب في السماء لتُحدث شتاءً مؤقتًا، بينما استدعى جيرارد البرق دون تردّد وصبّه على الناس. وكانت النتيجة مطرًا غزيرًا وعواصف رعدية رهيبة.
“بيلكلت، انتظر.”
تسلّم جيرارد الجوهرة البنفسجية من بيلكلت. وما إن لامست الجوهرة يده، حتى شعر بأن الأفكار السلبية التي تراكمت في ذهنه منذ فترة بدأت تتراخى قليلًا. ومع اختفاء المشاعر التي كانت تخنقه، خفّف الحاجز الذي بناه حول قلبه وأسقط حذره.
“نعم، أيها القائد.”
“لكن…”
“أعلم أنك كنت تؤدي مهامك بهدوء كفارسٍ عادي طوال الأشهر الأربعة الماضية. كلانا كان منفعلاً في ذلك الوقت — وكذلك كان الجميع. لذا أفكر في رفع العقوبة التأديبية اعتبارًا من اليوم.”
أغلق جيرارد فمه.
نظر بيلكلت إلى جيرارد بتعبيرٍ من الدهشة، ثم انحنى برأسه.
“لقد مر وقت منذ آخر مرة رأيتك فيها. هل مضت حوالي أربعة أشهر منذ أن غادرنا الشمال الشرقي للبحث الدقيق؟ سمعت أنه لم تعد هناك أي علامات على أشخاص ابتُلِعوا بالصدع.” قال جيرارد محاولًا تغيير الموضوع.
“شكرًا لسخائك، أيها القائد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع أي من الفرسان الإجابة. بعد أن حدّق بغضب شديد حوله، وجه جيرارد نظره مجددًا نحو بيكيلت.
“يمكنك ارتداء رداء النائب مجددًا بدءًا من الغد. ولكن…” سحب جيرارد كلماته كما لو كان يوجه تحذيرًا صارمًا. “…يجب ألا تشك في جلالته أبدًا أو تقول شيئًا يُفهم منه أنك تعصي أوامره. لن تحصل على فرصة أخرى بعد هذا.”
“…فسِّحوا الطريق لرتبة فينرير،” تمتم جيرارد.
“…سأضع ذلك في الحسبان، أيها القائد.”
حينها فقط أدرك جيرارد أنه ما زال يُحدث البرق.
أدى بيلكلت التحية مرة أخرى قبل أن يغادر المكتب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرت نيينّا إلى جيرارد بعينين ضيقتين ونطقت بحدة.
بعد أن غادر بيلكلت، ظل جيرارد يحدق في الباب المغلق لفترة طويلة. لم يكن متأكدًا ما إذا كان التحذير الأخير الذي وجهه موجّهًا لبيلكلت أم لنفسه.
“اعتبارًا من اليوم، يُنقل النائب بيكيلت إلى مرتبة فارس عادي. سيُمنع أيضًا من امتطاء التنانين، وسُيجلد مئتي جلدة كل ظهر عند الظهر حتى إشعارٍ آخر. لن أكشف عن التهم الموجهة إليه أمام الجنود نظرًا لإنجازاته السابقة.”
ثم أخرج مجددًا الكتاب الذي غطّاه بيده المرتجفة.
حينها فقط أدرك جيرارد أنه ما زال يُحدث البرق.
كان أحد الكتب التي عثر عليها في أطلال أربالد.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات
نظر بيلكلت إلى جيرارد بتعبيرٍ من الدهشة، ثم انحنى برأسه.
“لكن…”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات