السيف والسم (3)
رغم محاولات خوان في إقناعه، اكتفى لينلي بالإيماء بصمت دون أن يجيب، ثم غادر بخطواتٍ ثقيلة يجرّ قدميه جَرًّا.
كان خوان يتفهّم ما يشعر به لينلي؛ ومع ذلك، لم يكن بوسعه أن يُحرّك جيشًا كاملًا لأجل شخصٍ واحد فقط. لم يكن جيش الإمبراطورية مرهقًا فحسب، بل كانت سرعة تقدّمه الحالية مفرطة أصلًا.
“هل تعتقد أن جلالته لن يكون قادرًا على قتل ديسماس عندما يحين الوقت؟” سألت سينا.
“جلالتك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أعلم أن جلالتك لا يشرب عادةً، لكنك بدوت عطشانًا.”
التفت خوان نحو الصوت فرأى بافان، الذي كان يحمل كيسًا جلديًا بداخله سائلٌ يتماوج. أخذ خوان الكيس وشرب منه، فتقلّصت ملامحه قليلًا بسبب الطعم المرّ للكحول الرديء، لكنه شربه على أي حال لشعوره بالعطش.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ربما. لكن كثيرًا من الحروب التي خضتها كانت أبسط من هذه. كانت الآلهة المستحقّة للهلاك تمشي على أرضنا، وكان هناك من وقف ضدها بدافع الغضب ومن أجل البقاء. كانت حربًا مروّعة، لكن في بعض الأحيان أفتقد تلك الأيام — الأيام التي كانت فيها الحدود واضحة بين الخير والشر.”
بعد أن أروى ظمأه، أعاد الكيس إلى بافان.
بدت سينا في حيرة، متسائلة في نفسها كيف عرف بالأمر، لكنها أجابت مع الحفاظ على ملامح هادئة.
“هل بدوتُ وكأنني بحاجة إلى شراب؟”
“لا تقلق. سيوفنا ليست ناقصة ولا كليلة.”
“أعلم أن جلالتك لا يشرب عادةً، لكنك بدوت عطشانًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تفاجأت سينا. كانت قد أخبرت بافان من قبل أن خوان لا ينبغي أن يكون هو من يقتل ديسماس، لكن من وجهة نظر بافان لم يكن يهم من ينفذ القتل. ومع ذلك، لم تستطع سينا إلا أن تشتبه في نواياه، خاصة بعد أن عرض مساعدتها فجأة.
ابتسم خوان ابتسامةً باهتة عند إدراكه أن بافان يعرفه جيدًا رغم أنه لم يخدمه إلا لفترةٍ قصيرة. فكما لم يكن خوان بحاجةٍ إلى الطعام، لم يكن بحاجةٍ إلى الشراب أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تفاجأت سينا. كانت قد أخبرت بافان من قبل أن خوان لا ينبغي أن يكون هو من يقتل ديسماس، لكن من وجهة نظر بافان لم يكن يهم من ينفذ القتل. ومع ذلك، لم تستطع سينا إلا أن تشتبه في نواياه، خاصة بعد أن عرض مساعدتها فجأة.
ومع ذلك، كان العطش الذي يشعر به عطشًا نفسيًا.
“هذه الحرب غريبة.” قال خوان.
“هذه الحرب غريبة.” قال خوان.
عند رؤيتها، هزّ بافان رأسه بإعجاب.
“أليست كل الحروب غريبة؟” أجاب بافان.
كادت آيفي أن تصرخ دون وعيٍ منها، لكنها سارعت إلى تغطية فمها بيديها. كان الرجل الجالس على الكرسي ينبت الطحلب الأرجواني على كامل جسده، وكان من المستحيل معرفة منذ متى وهو جالس هناك.
“ربما. لكن كثيرًا من الحروب التي خضتها كانت أبسط من هذه. كانت الآلهة المستحقّة للهلاك تمشي على أرضنا، وكان هناك من وقف ضدها بدافع الغضب ومن أجل البقاء. كانت حربًا مروّعة، لكن في بعض الأحيان أفتقد تلك الأيام — الأيام التي كانت فيها الحدود واضحة بين الخير والشر.”
‘لكنني ظننت أننا رفاق… لا أصدق أنه كان يراقبني سرًا طوال هذا الوقت.’
أمال بافان رأسه متسائلًا، غير قادر على فهم كلمات خوان تمامًا.
تأمل بافان البروش وقال:
“العدو حاول إبادة شعبنا وقتل عددًا من أصدقاء جلالتك، بل وأحيا أولئك الآلهة الرهيبين. فهل لا تزال ترى أنه لا وجود للشر؟”
“لم أتلقَّ حتى تعليماتٍ موجزة. أتدرّب كلما سنحت لي الفرصة، ولكن…”
تنهد خوان.
“أنا أعلم بالفعل أن الجنرال نيينّا منحتك هدية. فمهما بلغت ثقتها بجلالته، لا يمكن أن تُرسله بلا خطة بديلة، لا سيما حين يكون خصمه ديسماس بالذات. في الواقع، أنا حتى أعرف ما هي الهدية. سؤالي الوحيد هو بدافع الفضول: هل تعرفين كيف تتعاملين معها؟”
“ليس الأمر أنهم ليسوا أشرارًا. ما أعنيه هو أنني لست متأكدًا إن كنت أنا هو الخير أم الشر. مجرد كوني أواجه الشر لا يجعلني خيرًا.”
تأمل بافان البروش وقال:
“حسنًا، جميع الجنود يرون في جلالتك الخير المطلق.”
“لا تقلقي — لست أنوي أخذ أوبيرون منك أو المجادلة بشأنه. كيف لي أن أجرؤ على ذلك، بينما من المؤكد أن الجنرال نيينّا ستقطع رأسي وتعلقه على رمحها إن علمت بالأمر؟ لقد سألتكِ هذا السؤال سابقًا، لكن دعيني أكرره: هل تعرفين كيف تتعاملين مع أوبيرون؟”
“وأنا أعلم أكثر من أي أحدٍ أنهم مخطئون.”
فكر بافان في أنه ربما من الأفضل أن يُحضّر سيفًا آخر، تحسبًا لأي طارئ. أمسك أحد الجنود المارين وسأله:
“حينها سيبدأ جدلٌ فلسفي بين الجنود.”
“لم أبلغ ذلك الحد. كل ما فعلته هو أن أمرتهم بمراقبتك. أرجوكِ لا تسيئي الفهم. فلتكني منصفة، لم يكن لكِ منصب رسمي في القصر الإمبراطوري ولا في الجيش الإمبراطوري. كان هذا إجراءً طبيعيًا لأسبابٍ أمنية.” حاول بافان تبرير نفسه أمامها بوجهٍ وقح.
“ما نتحدث عنه الآن لا يصلح لساحة المعركة. سيكون من الأفضل تأجيله إلى وقتٍ لاحق.”
“وأراهن أن هذا بالضبط ما كان يظنه لينلي لوين أيضًا.”
ضحك بافان بصوتٍ منخفض.
“هل جعلت الجنود يفتشون في أغراضي؟”
“نعم، هذا صحيح. لكن يا جلالتك، بينما يشكّ الخير في مدى حدّة سيفه، يكون الشر قد امتلك عشرة سيوفٍ مصقولةٍ وجاهزة — وكل ما يفكر به هو ذبح الخير بها.”
التفت خوان نحو الصوت فرأى بافان، الذي كان يحمل كيسًا جلديًا بداخله سائلٌ يتماوج. أخذ خوان الكيس وشرب منه، فتقلّصت ملامحه قليلًا بسبب الطعم المرّ للكحول الرديء، لكنه شربه على أي حال لشعوره بالعطش.
“لا تقلق. سيوفنا ليست ناقصة ولا كليلة.”
“ليس الأمر أنهم ليسوا أشرارًا. ما أعنيه هو أنني لست متأكدًا إن كنت أنا هو الخير أم الشر. مجرد كوني أواجه الشر لا يجعلني خيرًا.”
انحنى بافان برأسه وتراجع خطوة احترامًا لإجابة خوان الحازمة. لم يساوره أي شك في مهارة السيف الذي يحمله خوان. لقد رأى ما يكفي من قدراته، بل وشهد المعجزات التي يستطيع تحقيقها.
“بصراحة، من الصعب الوثوق بجلالته تمامًا. ما حدث في وادي لوين قد يكون مجرد صدفة. لكن خسارته مجددًا عند بوابة أركول لا تبدو صدفة أبدًا. قال جلالته إنه أبقى ديسماس حيًا ليوقف الكينهيريارز، لكن النتيجة أنه هرب. أليس هذا غريبًا على جلالته؟”
‘لكن ما فائدة السيف المصقول إن كان صاحبه مترددًا في استعماله؟’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فكر بافان في أنه ربما من الأفضل أن يُحضّر سيفًا آخر، تحسبًا لأي طارئ. أمسك أحد الجنود المارين وسأله:
“ليس الأمر أنهم ليسوا أشرارًا. ما أعنيه هو أنني لست متأكدًا إن كنت أنا هو الخير أم الشر. مجرد كوني أواجه الشر لا يجعلني خيرًا.”
“أين توجد الآن السيدة سينا سولفين؟”
***
“هدية من الجنرال نيينّا؟”
التقى بافان بسينا قرب جدران الحصن الذي احتلوه، في مكانٍ ما زالت آثار الانهيار والاحتراق واضحة فيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الذي يقطع رأس جنرالٍ في ساحة المعركة لا يجب أن يكون جنرالًا بالضرورة. يمكن لجنديٍ عادي أن يخطو إلى الأمام ويسقطه، أليس كذلك؟ ألم تقولي لي بنفسك إن من الأفضل أن يقتل ديسماس شخصٌ غير جلالته؟ إذًا ستكونين أنتِ من يؤدي هذا الدور. لديكِ الإرادة والقوة معًا، وأظنكِ الأنسب لهذه المهمة.”
وما إن رآها حتى بادرها بالسؤال عن الهدية التي قدّمتها نيينّا لها.
“ليس لدينا الكثير من الوقت. فلنتدرّب ما دمنا نستطيع، أليس كذلك؟”
بدت سينا في حيرة، متسائلة في نفسها كيف عرف بالأمر، لكنها أجابت مع الحفاظ على ملامح هادئة.
عند رؤيتها، هزّ بافان رأسه بإعجاب.
“ليس لديّ أدنى فكرة عمّا تتحدث عنه.”
“هل جعلت الجنود يفتشون في أغراضي؟”
“أنا أعلم بالفعل أن الجنرال نيينّا منحتك هدية. فمهما بلغت ثقتها بجلالته، لا يمكن أن تُرسله بلا خطة بديلة، لا سيما حين يكون خصمه ديسماس بالذات. في الواقع، أنا حتى أعرف ما هي الهدية. سؤالي الوحيد هو بدافع الفضول: هل تعرفين كيف تتعاملين معها؟”
“أليست كل الحروب غريبة؟” أجاب بافان.
تغيّر تعبير سينا وهي تحدّق ببافان بغضب.
ثم حرّك الرجل رأسه قليلًا استجابةً للصوت المفاجئ.
“هل جعلت الجنود يفتشون في أغراضي؟”
عند رؤية ذلك، تجمّد وجه آيفي وتصلّب تمامًا.
“لم أبلغ ذلك الحد. كل ما فعلته هو أن أمرتهم بمراقبتك. أرجوكِ لا تسيئي الفهم. فلتكني منصفة، لم يكن لكِ منصب رسمي في القصر الإمبراطوري ولا في الجيش الإمبراطوري. كان هذا إجراءً طبيعيًا لأسبابٍ أمنية.” حاول بافان تبرير نفسه أمامها بوجهٍ وقح.
“أنا أعلم بالفعل أن الجنرال نيينّا منحتك هدية. فمهما بلغت ثقتها بجلالته، لا يمكن أن تُرسله بلا خطة بديلة، لا سيما حين يكون خصمه ديسماس بالذات. في الواقع، أنا حتى أعرف ما هي الهدية. سؤالي الوحيد هو بدافع الفضول: هل تعرفين كيف تتعاملين معها؟”
عضّت سينا شفتيها، مدركة أنه لم يقل شيئًا غير منطقي.
قبضت سينا على الجيب عند خصرها. تسللت برودة الجليد عبر جسدها، وغلفت طبقةٌ رقيقة من الصقيع ظهرَ كفّها. لكن البرودة لم تكن مؤلمة.
‘لكنني ظننت أننا رفاق… لا أصدق أنه كان يراقبني سرًا طوال هذا الوقت.’
ترددت سينا وفتحت فمها بصعوبة.
“الشيء الذي منحته لك الجنرال نيينّا هو أوبيرون، أليس كذلك؟” سألها بافان مجددًا وكأنه يريد التأكيد.
لكنها لم تستطع تجاهل شعورها بالريبة من رجلٍ لطالما تلاعب بالناس من حوله.
قبضت سينا على الجيب عند خصرها. تسللت برودة الجليد عبر جسدها، وغلفت طبقةٌ رقيقة من الصقيع ظهرَ كفّها. لكن البرودة لم تكن مؤلمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الشيء الذي منحته لك الجنرال نيينّا هو أوبيرون، أليس كذلك؟” سألها بافان مجددًا وكأنه يريد التأكيد.
أوبيرون — رمح الروح الجليدية الذي استخدمته نيينّا ضد خوان في حصن بيلديف — كان أحد أسلحتها الرئيسية. وبعضهم كان يراه مساويًا لسوترا الإمبراطور في المستوى، لما يملكه من قدرة على الهجوم بعددٍ غير محدود من رماح الجليد، دون أي قيدٍ في الحجم.
“نتدرّب على قتل ديسماس.”
“لماذا تسأل ما دمت تعرف الإجابة؟” قالت سينا ببرود.
ابتسم خوان ابتسامةً باهتة عند إدراكه أن بافان يعرفه جيدًا رغم أنه لم يخدمه إلا لفترةٍ قصيرة. فكما لم يكن خوان بحاجةٍ إلى الطعام، لم يكن بحاجةٍ إلى الشراب أيضًا.
“لا تقلقي — لست أنوي أخذ أوبيرون منك أو المجادلة بشأنه. كيف لي أن أجرؤ على ذلك، بينما من المؤكد أن الجنرال نيينّا ستقطع رأسي وتعلقه على رمحها إن علمت بالأمر؟ لقد سألتكِ هذا السؤال سابقًا، لكن دعيني أكرره: هل تعرفين كيف تتعاملين مع أوبيرون؟”
“بصراحة، من الصعب الوثوق بجلالته تمامًا. ما حدث في وادي لوين قد يكون مجرد صدفة. لكن خسارته مجددًا عند بوابة أركول لا تبدو صدفة أبدًا. قال جلالته إنه أبقى ديسماس حيًا ليوقف الكينهيريارز، لكن النتيجة أنه هرب. أليس هذا غريبًا على جلالته؟”
ترددت سينا، لكنها فتحت فمها أخيرًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الذي يقطع رأس جنرالٍ في ساحة المعركة لا يجب أن يكون جنرالًا بالضرورة. يمكن لجنديٍ عادي أن يخطو إلى الأمام ويسقطه، أليس كذلك؟ ألم تقولي لي بنفسك إن من الأفضل أن يقتل ديسماس شخصٌ غير جلالته؟ إذًا ستكونين أنتِ من يؤدي هذا الدور. لديكِ الإرادة والقوة معًا، وأظنكِ الأنسب لهذه المهمة.”
“لم أتلقَّ حتى تعليماتٍ موجزة. أتدرّب كلما سنحت لي الفرصة، ولكن…”
“…هذا سهلٌ قولًا، يا بافان.”
“لأوبيرون قدرات تتجاوز صنع رماح الجليد. يمكنه فعل الكثير، وعلى نطاقٍ أوسع بكثير. بالطبع، الجنرال نيينّا لم تكن بحاجةٍ لتلك المهارات لأنها تتحكم بالبرد نفسه. لكن عليكِ يا السيدة سينا أن تكوني حكيمة في استخدامه، لأنك أضعف من الجنرال نيينّا.”
“ليس الأمر أنهم ليسوا أشرارًا. ما أعنيه هو أنني لست متأكدًا إن كنت أنا هو الخير أم الشر. مجرد كوني أواجه الشر لا يجعلني خيرًا.”
رغم أن ضعفها مقارنةً بنيينّا كان أمرًا طبيعيًا، إلا أن سماع بافان يصفها بـ“الضعيفة” جعلها تشعر بعدم الارتياح.
“نتدرّب على قتل ديسماس.”
في تلك الأثناء، سحب بافان سيفه.
“وأراهن أن هذا بالضبط ما كان يظنه لينلي لوين أيضًا.”
ارتجفت سينا وتراجعت خطوة، لكن بافان رفع يده الأخرى مطمئنًا.
“هذا شكٌ عديم الجدوى. جلالته لن يتردد — سيقطع عنق ابنه بيده عندما يحين الوقت المناسب.”
“ليس لدينا الكثير من الوقت. فلنتدرّب ما دمنا نستطيع، أليس كذلك؟”
“لا وقت لدينا، إذًا ليس أمامنا سوى أن نثق بقدرات السيدة سينا.” *** كانت آيفي واقفة في منتصف وادٍ أرجواني. ‘إنه هذا المكان مجددًا.’
“…ماذا تعني بالتدريب؟”
“بصراحة، من الصعب الوثوق بجلالته تمامًا. ما حدث في وادي لوين قد يكون مجرد صدفة. لكن خسارته مجددًا عند بوابة أركول لا تبدو صدفة أبدًا. قال جلالته إنه أبقى ديسماس حيًا ليوقف الكينهيريارز، لكن النتيجة أنه هرب. أليس هذا غريبًا على جلالته؟”
نظر إليها بافان بنظرةٍ مندهشة، كأنه يقول “ألستِ تعلمين بوضوح ما أقصده؟”
‘لكنني ظننت أننا رفاق… لا أصدق أنه كان يراقبني سرًا طوال هذا الوقت.’
“نتدرّب على قتل ديسماس.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا، جميع الجنود يرون في جلالتك الخير المطلق.”
تفاجأت سينا. كانت قد أخبرت بافان من قبل أن خوان لا ينبغي أن يكون هو من يقتل ديسماس، لكن من وجهة نظر بافان لم يكن يهم من ينفذ القتل. ومع ذلك، لم تستطع سينا إلا أن تشتبه في نواياه، خاصة بعد أن عرض مساعدتها فجأة.
“الـكينهيريارز سيستمرون فترةً أطول إذا تمكن ديسماس من الفرار مجددًا. وفي تلك الأثناء، قد تعود الإمبراطورية إلى حالة العصور الأسطورية، حين كانت ممزقة إلى ممالك صغيرة. ربما من الأفضل قتل ديسماس أولًا، ثم يدمر جلالته الباقين بسرعة.”
“هل تعتقد أن جلالته لن يكون قادرًا على قتل ديسماس عندما يحين الوقت؟” سألت سينا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تغيّر تعبير سينا وهي تحدّق ببافان بغضب.
“بصراحة، من الصعب الوثوق بجلالته تمامًا. ما حدث في وادي لوين قد يكون مجرد صدفة. لكن خسارته مجددًا عند بوابة أركول لا تبدو صدفة أبدًا. قال جلالته إنه أبقى ديسماس حيًا ليوقف الكينهيريارز، لكن النتيجة أنه هرب. أليس هذا غريبًا على جلالته؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أظن أنني سأحتاج إلى بعض التدريب.”
“هذا شكٌ عديم الجدوى. جلالته لن يتردد — سيقطع عنق ابنه بيده عندما يحين الوقت المناسب.”
بدت سينا في حيرة، متسائلة في نفسها كيف عرف بالأمر، لكنها أجابت مع الحفاظ على ملامح هادئة.
“وأراهن أن هذا بالضبط ما كان يظنه لينلي لوين أيضًا.”
“بصراحة، من الصعب الوثوق بجلالته تمامًا. ما حدث في وادي لوين قد يكون مجرد صدفة. لكن خسارته مجددًا عند بوابة أركول لا تبدو صدفة أبدًا. قال جلالته إنه أبقى ديسماس حيًا ليوقف الكينهيريارز، لكن النتيجة أنه هرب. أليس هذا غريبًا على جلالته؟”
صمتت سينا ولم تقل شيئًا.
ضحك بافان بصوتٍ منخفض.
كان لينلي هو الآخر قد وثق بحكم خوان في البداية، وسلّمه كل شيء. لكن بعد اختطاف آيفي، صار على وشك فقدان عقله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان من الصعب تحديد متى بدأ ذلك، لكنها خمّنت أنه كان قبل أن تُعيَّن كقدّيسة.
هزّ بافان كتفيه وتابع الكلام.
عند رؤية ذلك، تجمّد وجه آيفي وتصلّب تمامًا.
“سينا، بصراحة، أنا لا يهمني من يقتل ديسماس. كل ما أريده هو أن أرى عنقه يتدحرج عن كتفيه. لا يمكنني ولن أتحمّل رؤيته يفرّ أمام عيني للمرة الثالثة. ليس الأمر أنني لا أثق بجلالته، لكن أليس من الأفضل أن يكون هناك عددٌ أكبر من السيوف التي تطعن ديسماس؟”
وما إن رآها حتى بادرها بالسؤال عن الهدية التي قدّمتها نيينّا لها.
“…كلامك صحيح، ولكن…”
“هل بدوتُ وكأنني بحاجة إلى شراب؟”
“الذي يقطع رأس جنرالٍ في ساحة المعركة لا يجب أن يكون جنرالًا بالضرورة. يمكن لجنديٍ عادي أن يخطو إلى الأمام ويسقطه، أليس كذلك؟ ألم تقولي لي بنفسك إن من الأفضل أن يقتل ديسماس شخصٌ غير جلالته؟ إذًا ستكونين أنتِ من يؤدي هذا الدور. لديكِ الإرادة والقوة معًا، وأظنكِ الأنسب لهذه المهمة.”
“حينها سيبدأ جدلٌ فلسفي بين الجنود.”
تنهدت سينا. آخر ما كانت تريده هو أن ترى خوان يُفسد نفسه بالانتقام والقتل وقتل الأبناء خلال هذه الحرب. كانت تؤمن به، لكنها قررت أن تحذّره إن سلك الطريق الخطأ.
رغم محاولات خوان في إقناعه، اكتفى لينلي بالإيماء بصمت دون أن يجيب، ثم غادر بخطواتٍ ثقيلة يجرّ قدميه جَرًّا. كان خوان يتفهّم ما يشعر به لينلي؛ ومع ذلك، لم يكن بوسعه أن يُحرّك جيشًا كاملًا لأجل شخصٍ واحد فقط. لم يكن جيش الإمبراطورية مرهقًا فحسب، بل كانت سرعة تقدّمه الحالية مفرطة أصلًا.
ربما سيندم خوان على قتل ابنه بيده، وسيكون من الأفضل لو تولّى شخصٌ آخر الانتقام بدله. ومن هذه الناحية، كان كلام بافان منطقيًا تمامًا.
“لم أتلقَّ حتى تعليماتٍ موجزة. أتدرّب كلما سنحت لي الفرصة، ولكن…”
لكنها لم تستطع تجاهل شعورها بالريبة من رجلٍ لطالما تلاعب بالناس من حوله.
أومأت سينا بعدم ارتياح، مستخلصةً أن بافان لم يكن يُخفي شيئًا عنها. ترددت طويلًا حتى بعد أن قررت الموافقة، ثم أخرجت شيئًا من جيبها.
ترددت سينا وفتحت فمها بصعوبة.
لكنّ الأمر لم يبدُ واقعيًا عندما رأت الأبنية المتناثرة في كل الاتجاهات — أبنيةً جعلتها غير قادرة على تحديد الحقبة الزمنية التي تنتمي إليها. لم تستطع آيفي أن تفهم سبب ظهور هذا الفضاء الغريب المتكرر في أحلامها.
“لم نتوصّل بعد إلى طريقة لإيقاف الكينهيريارز…”
كان الوادي الأرجواني هادئًا، لا باردًا ولا حارًا. لم تستطع حتى أن تجزم بوجود هواءٍ فيه، إذ لم تكن هناك أي نسمة ريح.
“الـكينهيريارز سيستمرون فترةً أطول إذا تمكن ديسماس من الفرار مجددًا. وفي تلك الأثناء، قد تعود الإمبراطورية إلى حالة العصور الأسطورية، حين كانت ممزقة إلى ممالك صغيرة. ربما من الأفضل قتل ديسماس أولًا، ثم يدمر جلالته الباقين بسرعة.”
“…هذا سهلٌ قولًا، يا بافان.”
“…هذا سهلٌ قولًا، يا بافان.”
عند رؤيتها، هزّ بافان رأسه بإعجاب.
“أعلم ما يشغلكِ، لكن تفكيري أبسط بكثير مما تظنين. كل ما أريده هو قتل ديسماس، لا أكثر. أريد فقط أن أعدّ أكبر عددٍ ممكن من السيوف لطعنه. لكلٍّ منّا دافع مختلف — السيدة سينا لا تريد لجلالته أن يرتكب جريمة قتل ابنه، والسيد لينلي يسعى لإنقاذ القديسة. أما أنا، فأبحث فقط عن الانتقام والنصر.”
عند رؤية ذلك، تجمّد وجه آيفي وتصلّب تمامًا.
أومأت سينا بعدم ارتياح، مستخلصةً أن بافان لم يكن يُخفي شيئًا عنها. ترددت طويلًا حتى بعد أن قررت الموافقة، ثم أخرجت شيئًا من جيبها.
“…ماذا تعني بالتدريب؟”
كان بروشًا أبيض على شكل ندفة ثلج.
“لم أبلغ ذلك الحد. كل ما فعلته هو أن أمرتهم بمراقبتك. أرجوكِ لا تسيئي الفهم. فلتكني منصفة، لم يكن لكِ منصب رسمي في القصر الإمبراطوري ولا في الجيش الإمبراطوري. كان هذا إجراءً طبيعيًا لأسبابٍ أمنية.” حاول بافان تبرير نفسه أمامها بوجهٍ وقح.
تأمل بافان البروش وقال:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان من الصعب تحديد متى بدأ ذلك، لكنها خمّنت أنه كان قبل أن تُعيَّن كقدّيسة.
“أهذا هو أوبيرون؟”
كان الوادي الأرجواني هادئًا، لا باردًا ولا حارًا. لم تستطع حتى أن تجزم بوجود هواءٍ فيه، إذ لم تكن هناك أي نسمة ريح.
“نعم. إنه ما منحَتْني إياه الجنرال نيينّا.”
‘لكن ما فائدة السيف المصقول إن كان صاحبه مترددًا في استعماله؟’
قبضت سينا على البروش بصمت. تسلّل من بين أصابعها ضوءٌ خافت، ثم تلاشى بعد لحظاتٍ كأنما كان ضبابًا.
“ليس الأمر أنهم ليسوا أشرارًا. ما أعنيه هو أنني لست متأكدًا إن كنت أنا هو الخير أم الشر. مجرد كوني أواجه الشر لا يجعلني خيرًا.”
رمقها بافان بنظرةٍ مريبة.
بدت سينا في حيرة، متسائلة في نفسها كيف عرف بالأمر، لكنها أجابت مع الحفاظ على ملامح هادئة.
وفي الوقت نفسه، خفّضت سينا نظرها نحو كفّها، ثم رفعت سبابتها.
وفي الوقت نفسه، خفّضت سينا نظرها نحو كفّها، ثم رفعت سبابتها.
وفي تلك اللحظة، انبعث صوتُ تَشَقُّق، وظهرت مِثقَبَةٌ من الجليد بطول ثلاثين سنتيمترًا تقريبًا.
قبضت سينا على الجيب عند خصرها. تسللت برودة الجليد عبر جسدها، وغلفت طبقةٌ رقيقة من الصقيع ظهرَ كفّها. لكن البرودة لم تكن مؤلمة.
عند رؤيتها، هزّ بافان رأسه بإعجاب.
رغم محاولات خوان في إقناعه، اكتفى لينلي بالإيماء بصمت دون أن يجيب، ثم غادر بخطواتٍ ثقيلة يجرّ قدميه جَرًّا. كان خوان يتفهّم ما يشعر به لينلي؛ ومع ذلك، لم يكن بوسعه أن يُحرّك جيشًا كاملًا لأجل شخصٍ واحد فقط. لم يكن جيش الإمبراطورية مرهقًا فحسب، بل كانت سرعة تقدّمه الحالية مفرطة أصلًا.
“يا له من سلاحٍ مدهش… يتيح لكِ استخدام هذا القدر من السحر لمجرد إمساكه. هل تظنين أنكِ قادرة على التحكم به جيدًا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، هذا صحيح. لكن يا جلالتك، بينما يشكّ الخير في مدى حدّة سيفه، يكون الشر قد امتلك عشرة سيوفٍ مصقولةٍ وجاهزة — وكل ما يفكر به هو ذبح الخير بها.”
“أظن أنني سأحتاج إلى بعض التدريب.”
عضّت سينا شفتيها، مدركة أنه لم يقل شيئًا غير منطقي.
“لا وقت لدينا، إذًا ليس أمامنا سوى أن نثق بقدرات السيدة سينا.”
***
كانت آيفي واقفة في منتصف وادٍ أرجواني.
‘إنه هذا المكان مجددًا.’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أدركت آيفي أنها كانت تحلم. كانت الصخور التي تُصدر أضواءً لامعةً ومشرقة ترتفع في كل مكان لتكوّن واديًا غريبًا.
“هل جعلت الجنود يفتشون في أغراضي؟”
دقّت آيفي الأرض بقدميها لتتأكد مما إذا كان السطح الذي تقف عليه حقيقيًا أم لا. ولحسن الحظ، كان صلبًا.
“ليس الأمر أنهم ليسوا أشرارًا. ما أعنيه هو أنني لست متأكدًا إن كنت أنا هو الخير أم الشر. مجرد كوني أواجه الشر لا يجعلني خيرًا.”
لكنّ الأمر لم يبدُ واقعيًا عندما رأت الأبنية المتناثرة في كل الاتجاهات — أبنيةً جعلتها غير قادرة على تحديد الحقبة الزمنية التي تنتمي إليها. لم تستطع آيفي أن تفهم سبب ظهور هذا الفضاء الغريب المتكرر في أحلامها.
‘لكنني ظننت أننا رفاق… لا أصدق أنه كان يراقبني سرًا طوال هذا الوقت.’
كان من الصعب تحديد متى بدأ ذلك، لكنها خمّنت أنه كان قبل أن تُعيَّن كقدّيسة.
ضحك بافان بصوتٍ منخفض.
شعرت آيفي وكأنها ترى صورًا من سائل دماغها وجمجمتها متناثرة فوق الصخور الأرجوانية. لم تكن تعرف كيف، لكنها شعرت أن شيئًا غريبًا قد دخلها عندما أُعيدت إلى الحياة قسرًا على يد البابا.
كان الوادي الأرجواني هادئًا، لا باردًا ولا حارًا. لم تستطع حتى أن تجزم بوجود هواءٍ فيه، إذ لم تكن هناك أي نسمة ريح.
لم تكن تعرف أين يقع هذا المكان، لكنها قررت أن تخطو قدمًا؛ فقد ظنت أنها ستستيقظ في النهاية عندما يحين الوقت.
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) نظر إليها بافان بنظرةٍ مندهشة، كأنه يقول “ألستِ تعلمين بوضوح ما أقصده؟”
كان الوادي الأرجواني هادئًا، لا باردًا ولا حارًا. لم تستطع حتى أن تجزم بوجود هواءٍ فيه، إذ لم تكن هناك أي نسمة ريح.
“لم أبلغ ذلك الحد. كل ما فعلته هو أن أمرتهم بمراقبتك. أرجوكِ لا تسيئي الفهم. فلتكني منصفة، لم يكن لكِ منصب رسمي في القصر الإمبراطوري ولا في الجيش الإمبراطوري. كان هذا إجراءً طبيعيًا لأسبابٍ أمنية.” حاول بافان تبرير نفسه أمامها بوجهٍ وقح.
بعد أن سارت طويلًا، توقفت آيفي فجأة عندما رأت شيئًا أمامها.
“هل بدوتُ وكأنني بحاجة إلى شراب؟”
كان هناك شخصٌ جالس على كرسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كادت آيفي أن تصرخ دون وعيٍ منها، لكنها سارعت إلى تغطية فمها بيديها. كان الرجل الجالس على الكرسي ينبت الطحلب الأرجواني على كامل جسده، وكان من المستحيل معرفة منذ متى وهو جالس هناك.
لكنّ الأمر لم يبدُ واقعيًا عندما رأت الأبنية المتناثرة في كل الاتجاهات — أبنيةً جعلتها غير قادرة على تحديد الحقبة الزمنية التي تنتمي إليها. لم تستطع آيفي أن تفهم سبب ظهور هذا الفضاء الغريب المتكرر في أحلامها.
‘هل هو حيّ أصلًا؟’
“…ماذا تعني بالتدريب؟”
ثم حرّك الرجل رأسه قليلًا استجابةً للصوت المفاجئ.
كان الوادي الأرجواني هادئًا، لا باردًا ولا حارًا. لم تستطع حتى أن تجزم بوجود هواءٍ فيه، إذ لم تكن هناك أي نسمة ريح.
عند رؤية ذلك، تجمّد وجه آيفي وتصلّب تمامًا.
“…ماذا تعني بالتدريب؟”
التفت خوان نحو الصوت فرأى بافان، الذي كان يحمل كيسًا جلديًا بداخله سائلٌ يتماوج. أخذ خوان الكيس وشرب منه، فتقلّصت ملامحه قليلًا بسبب الطعم المرّ للكحول الرديء، لكنه شربه على أي حال لشعوره بالعطش.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات