الفصل 737: هذه هي روما
لكن لم يتوقع أحد أن يقع مارس، إله الحرب، في حب سيلفيا. لم يستطع كبح رغبته، فأنجب منها توأمين.
رغم أن النظام لم يذكر أي تفاصيل عن طبيعة هذا الزنزانة، فإن تشانغ هنغ استطاع أن يخمّن وجهته بمجرد أن سمع الأسماء الخمسة.
بلغت روما أوج ازدهارها في عهد سلالة نيرفا–أنطونين، حيث تعاقب على الحكم الخمسة الأباطرة الحكماء الذين ذكرهم النظام في مقدمة المهمة. من عهد نيرفا إلى أنطونينوس، عاشت روما عصرها الذهبي: كانت قوية، مستقرة سياسيًا، شاسعة النفوذ، وغارقة في الثراء.
إنها روما القديمة.
لكن حين اعتلى ماركوس أوريليوس العرش، بدأت الإمبراطورية تنحدر تدريجيًا؛ غزوات البرابرة توالت، والحروب الحدودية لم تتوقف، ثم اجتاح الطاعون البلاد، فانهار عدد السكان، وتقلصت الضرائب، وارتفعت النفقات العسكرية، فدخلت الدولة أزمة مالية خانقة.
أو بالأدق — الإمبراطورية الرومانية.
ولحسن الحظ، كان أوريليوس إمبراطورًا فيلسوفًا، كرس حياته كلها للعمل منذ توليه الحكم حتى وفاته. حارب البرابرة في الشمال والجنوب، وواجه الثورات والحروب الأهلية، ورغم كل ذلك وجد وقتًا ليكتب مؤلفه الفلسفي الشهير “التأملات”.
فكل قصة عظيمة تبدأ عادةً بأسطورة، وروما لم تكن استثناءً من ذلك.
وهكذا، ومع تأسيس مدينة روما على يد رومولوس، بدأت الحقبة الملكية في التاريخ الروماني، نحو عام 753 قبل الميلاد. ثم انطلقت روما في طريقها نحو التوسع، إلى أن أُطيح بآخر ملوكها لوكيوس تاركوينيوس سوبيربوس عام 509 قبل الميلاد بمساعدة الإتروسكيين، فدخلت روما رسميًا عصر الجمهورية.
كان نوميتور وأموليوس شقيقين، وكان والدهما ملكًا على اللاتين. وقبل أن يتوفى الملك، قسّم ميراثه إلى قسمين وترك لكلٍّ من ولديه حرية الاختيار. فاختار نوميتور العرش، بينما اختار أموليوس الكنوز التي جلبها أجدادهم من طروادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت مهام البقاء عادةً بسيطة في ظاهرها — كل ما عليه فعله هو النجاة حتى النهاية. لكن الصعوبة الحقيقية تكمن دائمًا في كيف ينجو من كل الأخطار التي تنتظره.
أصبح الأول ملكًا، والثاني ثريًا جدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن طريقها لم يكن مفروشًا بالورود؛ فقد حوصرت روما من جيرانها، وبعد الحروب المقدونية الثلاث بسطت سيطرتها على اليونان، ثم فتحت غرب آسيا بعد الحرب السورية. وفي تلك الفترة ظهر يوليوس قيصر، الذي هزم خصومه السياسيين وحلفاءه معًا، فجمع في يده سلطة لم يبلغها أحد من قبله، ليصير إمبراطور روما. غير أن نهايته كانت الاغتيال.
لكن أموليوس، الذي امتلك ثروة طائلة، لم يرضَ بالخضوع لحكم أخيه الأكبر، فاستغل أمواله في رشوة الوزراء والجيش ليقفوا إلى جانبه، وفي النهاية نجح في اغتصاب العرش ونفى أخاه نوميتور، وقتل ابنه. أما ابنة نوميتور سيلفيا، فقد شفعَت لها دموعها، فتركها حيّة، لكنه أجبرها على أن تصير عذراء فيستالية — أي كاهنةً مكرسة للإلهة فيستا، حارسة النار المقدسة، وكان واجبها الحفاظ على عفتها وعدم الاقتراب من أي رجل، ما يعني استحالة إنجابها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن طريقها لم يكن مفروشًا بالورود؛ فقد حوصرت روما من جيرانها، وبعد الحروب المقدونية الثلاث بسطت سيطرتها على اليونان، ثم فتحت غرب آسيا بعد الحرب السورية. وفي تلك الفترة ظهر يوليوس قيصر، الذي هزم خصومه السياسيين وحلفاءه معًا، فجمع في يده سلطة لم يبلغها أحد من قبله، ليصير إمبراطور روما. غير أن نهايته كانت الاغتيال.
لكن لم يتوقع أحد أن يقع مارس، إله الحرب، في حب سيلفيا. لم يستطع كبح رغبته، فأنجب منها توأمين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكحال كل الأساطير العظيمة، لا بد للبطل أن يواجه نقطة تحوّل قبل أن يصبح بطلاً، وهناك فقط تنبعث في داخله القوة لانتزاع السيف المغروس في الصخر.
ولما سمع أموليوس بالأمر غضب غضبًا شديدًا، لكنه لم يجرؤ على تحدي مارس. فحبس سيلفيا، وبعد أن وضعت طفليها، وضعتْهما في سلة وأطلقتها في النهر، علّ الطبيعة تتكفّل بمصيرهما. إلا أن النهر حمل السلة إلى الضفة، حيث وجدها ذئب فأرضع الصغيرين، وجاء نقّارُ خشبٍ ليجلب لهما الطعام، ثم مرّ راعٍ فتبنّاهما، وأطلق عليهما اسمي رومولوس وريموس.
فكل قصة عظيمة تبدأ عادةً بأسطورة، وروما لم تكن استثناءً من ذلك.
وكحال كل الأساطير العظيمة، لا بد للبطل أن يواجه نقطة تحوّل قبل أن يصبح بطلاً، وهناك فقط تنبعث في داخله القوة لانتزاع السيف المغروس في الصخر.
لكن أموليوس، الذي امتلك ثروة طائلة، لم يرضَ بالخضوع لحكم أخيه الأكبر، فاستغل أمواله في رشوة الوزراء والجيش ليقفوا إلى جانبه، وفي النهاية نجح في اغتصاب العرش ونفى أخاه نوميتور، وقتل ابنه. أما ابنة نوميتور سيلفيا، فقد شفعَت لها دموعها، فتركها حيّة، لكنه أجبرها على أن تصير عذراء فيستالية — أي كاهنةً مكرسة للإلهة فيستا، حارسة النار المقدسة، وكان واجبها الحفاظ على عفتها وعدم الاقتراب من أي رجل، ما يعني استحالة إنجابها.
وهكذا كان مع رومولوس.
فقد كبُر الأخوان، وذات يوم وقع ريموس في نزاعٍ بين الرعاة فقبض عليه الملك. حينها علم رومولوس بحقيقة نسبه ونسب أخيه، فجمع كل الساخطين على أموليوس، وقاد تمردًا أطاح به، وأنقذ أخاه.
ولما سمع أموليوس بالأمر غضب غضبًا شديدًا، لكنه لم يجرؤ على تحدي مارس. فحبس سيلفيا، وبعد أن وضعت طفليها، وضعتْهما في سلة وأطلقتها في النهر، علّ الطبيعة تتكفّل بمصيرهما. إلا أن النهر حمل السلة إلى الضفة، حيث وجدها ذئب فأرضع الصغيرين، وجاء نقّارُ خشبٍ ليجلب لهما الطعام، ثم مرّ راعٍ فتبنّاهما، وأطلق عليهما اسمي رومولوس وريموس.
لكن بعد الانتصار، رفض كلاهما اعتلاء العرش، وفضّلا إعادة المملكة إلى جدّهما المنفي نوميتور. ثم قرّرا بناء مدينة جديدة في المكان الذي وُجدت فيه سلتهما ذات يوم.
لكن لم يتوقع أحد أن يقع مارس، إله الحرب، في حب سيلفيا. لم يستطع كبح رغبته، فأنجب منها توأمين.
إلا أن الخلاف دبّ بين الأخوين أثناء البناء، وانتهى بصراعٍ دموي انتصر فيه رومولوس وقتل ريموس.
الفصل 737: هذه هي روما
وسُمّيت المدينة باسم المنتصر — روما.
وبعد مقتله، ورث ابنه أوكتافيوس الحكم، وأول ما فعله كان القضاء على خصومه السياسيين وحلفائه أيضًا — النمط ذاته تمامًا. ثم أسّس نظام الحكم الأُوليغاركي (البرينسيبات)، ليدخل التاريخ في عصر الإمبراطورية الرومانية.
…
وهكذا، ومع تأسيس مدينة روما على يد رومولوس، بدأت الحقبة الملكية في التاريخ الروماني، نحو عام 753 قبل الميلاد. ثم انطلقت روما في طريقها نحو التوسع، إلى أن أُطيح بآخر ملوكها لوكيوس تاركوينيوس سوبيربوس عام 509 قبل الميلاد بمساعدة الإتروسكيين، فدخلت روما رسميًا عصر الجمهورية.
قد تبدو هذه القصة دموية وغريبة للأجيال اللاحقة، لكن قصصًا مشابهة وجدت في الصين أيضًا، مثل أسطورة ليو بانغ الذي قتل الأفعى البيضاء، أو لاو تسي الذي رأى الغاز البنفسجي يتصاعد من الشرق عند مروره بممر هانغو. فكلما قَدُمَت الأسطورة، اختلطت بها عناصر الميثولوجيا أكثر فأكثر.
فكل قصة عظيمة تبدأ عادةً بأسطورة، وروما لم تكن استثناءً من ذلك.
وكما قال مؤلف كتاب تاريخ روما:
ترجمة : RoronoaZ
“إن هذه القصص لا تستند إلى حقائق تاريخية مؤكدة، لذا لا داعي لتصديقها ولا لإنكارها.”
الفصل 737: هذه هي روما
وهكذا، ومع تأسيس مدينة روما على يد رومولوس، بدأت الحقبة الملكية في التاريخ الروماني، نحو عام 753 قبل الميلاد.
ثم انطلقت روما في طريقها نحو التوسع، إلى أن أُطيح بآخر ملوكها لوكيوس تاركوينيوس سوبيربوس عام 509 قبل الميلاد بمساعدة الإتروسكيين، فدخلت روما رسميًا عصر الجمهورية.
أو بالأدق — الإمبراطورية الرومانية.
لكن طريقها لم يكن مفروشًا بالورود؛ فقد حوصرت روما من جيرانها، وبعد الحروب المقدونية الثلاث بسطت سيطرتها على اليونان، ثم فتحت غرب آسيا بعد الحرب السورية. وفي تلك الفترة ظهر يوليوس قيصر، الذي هزم خصومه السياسيين وحلفاءه معًا، فجمع في يده سلطة لم يبلغها أحد من قبله، ليصير إمبراطور روما.
غير أن نهايته كانت الاغتيال.
لكن بعد الانتصار، رفض كلاهما اعتلاء العرش، وفضّلا إعادة المملكة إلى جدّهما المنفي نوميتور. ثم قرّرا بناء مدينة جديدة في المكان الذي وُجدت فيه سلتهما ذات يوم.
وبعد مقتله، ورث ابنه أوكتافيوس الحكم، وأول ما فعله كان القضاء على خصومه السياسيين وحلفائه أيضًا — النمط ذاته تمامًا. ثم أسّس نظام الحكم الأُوليغاركي (البرينسيبات)، ليدخل التاريخ في عصر الإمبراطورية الرومانية.
قد تبدو هذه القصة دموية وغريبة للأجيال اللاحقة، لكن قصصًا مشابهة وجدت في الصين أيضًا، مثل أسطورة ليو بانغ الذي قتل الأفعى البيضاء، أو لاو تسي الذي رأى الغاز البنفسجي يتصاعد من الشرق عند مروره بممر هانغو. فكلما قَدُمَت الأسطورة، اختلطت بها عناصر الميثولوجيا أكثر فأكثر.
بلغت روما أوج ازدهارها في عهد سلالة نيرفا–أنطونين، حيث تعاقب على الحكم الخمسة الأباطرة الحكماء الذين ذكرهم النظام في مقدمة المهمة.
من عهد نيرفا إلى أنطونينوس، عاشت روما عصرها الذهبي: كانت قوية، مستقرة سياسيًا، شاسعة النفوذ، وغارقة في الثراء.
فكل قصة عظيمة تبدأ عادةً بأسطورة، وروما لم تكن استثناءً من ذلك.
لكن حين اعتلى ماركوس أوريليوس العرش، بدأت الإمبراطورية تنحدر تدريجيًا؛ غزوات البرابرة توالت، والحروب الحدودية لم تتوقف، ثم اجتاح الطاعون البلاد، فانهار عدد السكان، وتقلصت الضرائب، وارتفعت النفقات العسكرية، فدخلت الدولة أزمة مالية خانقة.
أصبح الأول ملكًا، والثاني ثريًا جدًا.
ولحسن الحظ، كان أوريليوس إمبراطورًا فيلسوفًا، كرس حياته كلها للعمل منذ توليه الحكم حتى وفاته. حارب البرابرة في الشمال والجنوب، وواجه الثورات والحروب الأهلية، ورغم كل ذلك وجد وقتًا ليكتب مؤلفه الفلسفي الشهير “التأملات”.
إنها روما القديمة.
لكن بوفاته، بدأ انحسار مجد روما.
إذ لم تعد الإمبراطورية إلى سابق عهدها قط.
وكان ابنه كومودوس آخر أباطرة سلالة أنطونين. وما تلا ذلك كان فصلًا جديدًا من الفوضى.
وسُمّيت المدينة باسم المنتصر — روما.
الآن، استطاع تشانغ هنغ أن يخمّن أنه في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد. كانت روما آنذاك تمرّ بمرحلةٍ حرجة؛ فبعد موت كومودوس، ستغرق البلاد في حروب أهلية طويلة، ومع ذلك، كانت لا تزال تحكم أراضي شاسعة تمتد لآلاف الأميال، ويعيش تحت سلطتها خُمس سكان العالم. كانت بحقّ إمبراطورية حقيقية.
“إن هذه القصص لا تستند إلى حقائق تاريخية مؤكدة، لذا لا داعي لتصديقها ولا لإنكارها.”
في الواقع، لطالما راود تشانغ هنغ حلم السفر إلى روما القديمة، فهذه الحضارة كانت أساس الحضارة الغربية، وأثرت تأثيرًا عميقًا في الأجيال اللاحقة. إلا أن الناس لم يتمكنوا من معرفتها إلا عبر الأفلام والكتب.
إلا أن الخلاف دبّ بين الأخوين أثناء البناء، وانتهى بصراعٍ دموي انتصر فيه رومولوس وقتل ريموس.
أما الآن، فقد أُتيحت له فرصة العيش في قلب تلك الإمبراطورية العظيمة.
غير أن مهمته الرئيسة كانت تذكيرًا واضحًا بأن هذه الرحلة إلى روما لن تكون سهلة أبدًا.
إلا أن الخلاف دبّ بين الأخوين أثناء البناء، وانتهى بصراعٍ دموي انتصر فيه رومولوس وقتل ريموس.
حتى هذه اللحظة، خاض تشانغ هنغ مهمتين للبقاء على قيد الحياة.
الأولى كانت مهمة المبتدئين على جزيرة مهجورة،
والثانية في زنزانة الحرب السوفيتية–الفنلندية.
حتى هذه اللحظة، خاض تشانغ هنغ مهمتين للبقاء على قيد الحياة. الأولى كانت مهمة المبتدئين على جزيرة مهجورة، والثانية في زنزانة الحرب السوفيتية–الفنلندية.
كانت مهام البقاء عادةً بسيطة في ظاهرها — كل ما عليه فعله هو النجاة حتى النهاية.
لكن الصعوبة الحقيقية تكمن دائمًا في كيف ينجو من كل الأخطار التي تنتظره.
ولما سمع أموليوس بالأمر غضب غضبًا شديدًا، لكنه لم يجرؤ على تحدي مارس. فحبس سيلفيا، وبعد أن وضعت طفليها، وضعتْهما في سلة وأطلقتها في النهر، علّ الطبيعة تتكفّل بمصيرهما. إلا أن النهر حمل السلة إلى الضفة، حيث وجدها ذئب فأرضع الصغيرين، وجاء نقّارُ خشبٍ ليجلب لهما الطعام، ثم مرّ راعٍ فتبنّاهما، وأطلق عليهما اسمي رومولوس وريموس.
______________________________________________
حتى هذه اللحظة، خاض تشانغ هنغ مهمتين للبقاء على قيد الحياة. الأولى كانت مهمة المبتدئين على جزيرة مهجورة، والثانية في زنزانة الحرب السوفيتية–الفنلندية.
ترجمة : RoronoaZ
ولما سمع أموليوس بالأمر غضب غضبًا شديدًا، لكنه لم يجرؤ على تحدي مارس. فحبس سيلفيا، وبعد أن وضعت طفليها، وضعتْهما في سلة وأطلقتها في النهر، علّ الطبيعة تتكفّل بمصيرهما. إلا أن النهر حمل السلة إلى الضفة، حيث وجدها ذئب فأرضع الصغيرين، وجاء نقّارُ خشبٍ ليجلب لهما الطعام، ثم مرّ راعٍ فتبنّاهما، وأطلق عليهما اسمي رومولوس وريموس.
لكن بعد الانتصار، رفض كلاهما اعتلاء العرش، وفضّلا إعادة المملكة إلى جدّهما المنفي نوميتور. ثم قرّرا بناء مدينة جديدة في المكان الذي وُجدت فيه سلتهما ذات يوم.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
