You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

وردة بلاستيكية 1

وردةٌ بلاسْتيكيَّة

وردةٌ بلاسْتيكيَّة

1111111111

وردةٌ بلاسْتيكيَّة

تعب؟ تتماسكين؟ لكن من ماذا؟ لم أفهم التعب تمامًا. ‏أنا أعرف التعب من اللعب، من الجري، من السقوط. ‏لكن هذا التعب كان مختلفًا… ‏كان يشبه شيء غامض. أمي أرجوكِ أي تعب هذا؟ لم أعد أفهم أي شيء! عدتُ إلى سريري. ‏وضعتُ الغطاء على رأسي. وغضبت غضب لم أعد أعرف لماذا أغضب؟ هل أغضب لأني أتعبت أمي؟ أو أغضب من عدم فهمي للأمور من حولي! أوه يا إلهي! فعلت كل ما أقدر عليه وهذا ما يحصل في النهاية؟ حسنًا قررت! سوف أصلح الأمور في الصباح… نعم… سأفعل هذا في الصباح.

اسمي سالم.
عمري ثمان سنوات… أو هكذا تقول أمي، لكنني أشعر أحيانًا أنني أكبر بسنة حين أحزن.

وردةٌ بلاسْتيكيَّة

استيقظت قبل صوت المنبه.
حسنًا الأمر لم يكن غريبًا، الغريبُ أنني لم أسمع صوت أمي في المطبخ.
عادةً أستيقظ على صوت الأكواب، على صوت خطواتها الحذرة، على شيء يجعل البيت يبدو حيًّا.

فتحتُ الباب ببطء… ‏الهدوء ما زال موجودًا، كل شيء كما الصباح. أكملت المشي ورأيت أمي في الصالة. كانت تجلس بصمت، تنظر إلى التلفاز دون أي تعبير. تقدّمتُ منها بخطواتٍ صغيرة. ‏مددتُ يدي وفيها الوردة. قلت لها: “أمي هذه لكِ!” نظرت إليّ، ثم إلى الوردة. ‏سكتت لحظة… ‏ثم ابتسمت. كانت ابتسامة قصيرة، متعبة… ‏لكنها كانت ابتسامة في النهاية. شعرت بشعور غريب داخلي لكنه كان مريح بشكل رائع! بدا الأمر وكأني فزت في بطولة ما! قالت: ‏”شكرًا يا سالم” وددت أن أجيبها: “عفوًا يا أمي!” لكن شعرت بأنه سأفسد تلك الابتسامة بكلمة زائدة مني. في النهاية قررت الجلوس بالقرب منها.

وعلى غير العادة بدا البيت… هادئًا أكثر مما يجب.
نظرت إلى السقف قليلًا.
السقف لا يتغير أبدًا، لذلك أحب النظر إليه عندما لا أفهم الأشياء من حولي.
بعد الانتهاء من التحديق بالسقف، خرجت من سريري ببطء، ومشيت بحذر لسبب ما.

فتحت باب الغرفة… شممت رائحة قهوة، لكنها كانت خفيفة.
واصلت المشي بحذر نحو المطبخ، وهناك رأيتها… كانت أمي واقفة في المطبخ.
ترتيبها هو نفسه… مكانها أيضًا هو نفسه.
لكن وجهها… ليس كما هو.
قلت بصوت متردد/متسائل: “أمي؟”
التفتت بسرعة وقالت: “نعم؟”
صوتها لم يكن غاضبًا، ولم يكن سعيدًا… كان شيء بينهما، وأنا لا أعرف أسماء الأشياء التي بين الاثنين.

اسمي سالم. عمري ثمان سنوات… أو هكذا تقول أمي، لكنني أشعر أحيانًا أنني أكبر بسنة حين أحزن.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

بعد تنهيدة بائسة مني، جلست على الكرسي بشكل طبيعي.
قدماي لا تصلان الأرض بعد.
أحاول دائمًا أن أمدّهما، لكن الأرض تبتعد.
أثناء قيامي بذلك وضعت أمي الحليب أمامي دون أن تقول: “اشربه وهو ساخن”
وهذا خطأ منها؛ لأنها كانت تقولها دائمًا.
مددت يدي لأخذ الكأس وبدأت بشرب الحليب… وانزلق الكأس من يدي دون قصد، ووقع الحليب على قميصي.
نظرت إلى أمي… لم تفعل شيء… لا تعبير، كانت غير مبالية لي تمامًا.
مرت بضع ثوان ولم تقل شيء… فقط صمت.
حينها، عرفت أن هناك مشكلة.

فتحت باب الغرفة… شممت رائحة قهوة، لكنها كانت خفيفة. واصلت المشي بحذر نحو المطبخ، وهناك رأيتها… كانت أمي واقفة في المطبخ. ترتيبها هو نفسه… مكانها أيضًا هو نفسه. لكن وجهها… ليس كما هو. قلت بصوت متردد/متسائل: “أمي؟” التفتت بسرعة وقالت: “نعم؟” صوتها لم يكن غاضبًا، ولم يكن سعيدًا… كان شيء بينهما، وأنا لا أعرف أسماء الأشياء التي بين الاثنين.

تذكرت أنه بالأمس نسيت أن أغسل أسناني قبل النوم.
قلت في داخلي: “لقد عرفت السبب!”
“انتهى!”
قررت إصلاح الأمر فورًا!
أخذت وشاح قديم وبدأت بمسح الطاولة… ليس مجرد مسحة واحدة… لقد مسحتها كثيرًا حتى تعبت يدي.
المهم بأن النتيجة كانت مرضية… لقد بدت لامعة بطريقة غريبة.
قلت لها وأنا أشير إليها بثقة: “نضيفة!”
استدارت وقالت: “نعم، شكرًا”
لكن… لم تضحك.

أثناء ذلك تذكرت بأنه علي أن أذهب إلى المدرسة وإلا سوف أكون متأخرًا _ هكذا أعتقد. خرجت إلى المدرسة ولا شيء يشغل بالي أكثر من الطاولة… لم أعد أعرف ماذا علي أن أفعل. واصلت المشي بدون الالتفات إلى أي شيء حتى اقتربت كثيرًا من فصلي، ولم ألحظ ذلك حتى ارتطم أنفي بباب الفصل. على الفور عدت إلى وعي… طوال الطريق ولا يشغل بالي سوى الطاولة. دخلت إلى الفصل ولم ألقي التحية على زملائي حتى… على الفور ذهبت، وجلست في مقعدي والتزمت الصمت. دخل الأستاذ بعد ذلك بقليل، وألقى التحية وبدأ بشرح مادته. حاولت التركيز معه لكن… لم أعرف كيف أفعل ذلك. المعلم يشرح، ويرفع صوته لكن أنا مشغول بجمع أشياء لا تجمع: أسنان+ حليب+ صمت + قلبي = سبب؟ حقًا لا أعرف ماذا أفعل! تم قطع أفكاري من قبل صوت المعلم وهو يقول: “سالم إنه دورك!” “ما جمع ١٣+ ١٢؟” “ها؟” خرج الصوت من فمي بشكل تلقائي. أعاد المعلم طرح السؤال مرة أخرى: “ما جمع ١٣+ ١٢ أتعرف الإجابة أو لا؟!” فكرت للحظة وأجبته: “٢٥ يا معلم.” خرج الصوت من فمي وهو مرهق. “أحسنت يا سالم!” “إجابتك صحيحة!” “والآن حاول متابعة الشرح معي ولا تسرح بعيدًا!” “مفهوم؟” “حاضر” أجبته بدون مبالاة. بعد لحظة صمت وجيزة… عاد المعلم وأكمل شرح الدرس، وعدت أنا إلى التفكير بما حصل في هذا الصباح.

أثناء ذلك تذكرت بأنه علي أن أذهب إلى المدرسة وإلا سوف أكون متأخرًا _ هكذا أعتقد.
خرجت إلى المدرسة ولا شيء يشغل بالي أكثر من الطاولة… لم أعد أعرف ماذا علي أن أفعل.
واصلت المشي بدون الالتفات إلى أي شيء حتى اقتربت كثيرًا من فصلي، ولم ألحظ ذلك حتى ارتطم أنفي بباب الفصل.
على الفور عدت إلى وعي… طوال الطريق ولا يشغل بالي سوى الطاولة.
دخلت إلى الفصل ولم ألقي التحية على زملائي حتى… على الفور ذهبت، وجلست في مقعدي والتزمت الصمت.
دخل الأستاذ بعد ذلك بقليل، وألقى التحية وبدأ بشرح مادته.
حاولت التركيز معه لكن… لم أعرف كيف أفعل ذلك.
المعلم يشرح، ويرفع صوته لكن أنا مشغول بجمع أشياء لا تجمع: أسنان+ حليب+ صمت + قلبي = سبب؟
حقًا لا أعرف ماذا أفعل!
تم قطع أفكاري من قبل صوت المعلم وهو يقول: “سالم إنه دورك!”
“ما جمع ١٣+ ١٢؟”
“ها؟”
خرج الصوت من فمي بشكل تلقائي.
أعاد المعلم طرح السؤال مرة أخرى: “ما جمع ١٣+ ١٢ أتعرف الإجابة أو لا؟!”
فكرت للحظة وأجبته: “٢٥ يا معلم.”
خرج الصوت من فمي وهو مرهق.
“أحسنت يا سالم!”
“إجابتك صحيحة!”
“والآن حاول متابعة الشرح معي ولا تسرح بعيدًا!”
“مفهوم؟”
“حاضر”
أجبته بدون مبالاة.
بعد لحظة صمت وجيزة… عاد المعلم وأكمل شرح الدرس، وعدت أنا إلى التفكير بما حصل في هذا الصباح.

اسمي سالم. عمري ثمان سنوات… أو هكذا تقول أمي، لكنني أشعر أحيانًا أنني أكبر بسنة حين أحزن.

فكرت باحتمالات كثيرة، وجميعها سيئة، مثل: أنها لم تعد تحبني!
تم قطع جميع تلك الأفكار من قبل صوت جرس انتهاء الحصة.
عدت إلى الواقع… قررت بأنه علي أن أسأل فهد فهو يعرف كل شيء _ هكذا يعتقد.
فهد يجلس بالقرب مني.
ذهبت إليه وقلت له بصوت جاد: “أمي لا تضحك اليوم!”
نظر إليّ فهد باستغراب، ثم حكّ رأسه وقال بثقة:
‏”ربما لديها صداع… أمي عندما يأتيها صداع لا تضحك أبدًا”
سكتُ قليلًا.
الصداع… ولكن هل الصداع يجعل الأم لا تنظر إلى وجه ابنها؟
جاء أحمد من خلفه، كان يمسك دفتره ويلوّح به كأنه يحمل سرًّا عظيمًا، وقال: ‏”ربما تحتاج هدية!”
“عندما أمي تحذن أبي يشتري لها شوكولاتة فتصبح سعيدة”

اقتربت من المنزل كثيرًا وبدأت أتنفس بصعوبة. حاولت تهدئة نفسي! كل شيء سيكون بخير… نعم سيكون بخير… لا داعي للقلق… فقط سوف أعطيها الوردة وأقول لها: “عيد ميل… لا أقصد أنا آسف على كل شيء” تنهدت قليلًا عند الباب وقلت: “انتضريني يا أمي أنا قادم!”

نظرتُ إلى يدي.
لم يكن فيهما سوى أثر الحليب الذي جفّ على أطراف أصابعي.
‏هل تصلح آثار الحليب كهدية؟
كلٌ من هؤلاء الفتية يقولون أشياء غريبة… أشياء لا يمكن تفسيرها مع حالة أمي.
“أضن بأنه عليك…”
توقفت عن ما أردت قوله لأني رأيت مازن يقترب وهو يضحك، وقال بصوت منخفض كأنه يخبرنا بسرّ خطير: ‏”بالتأقيد أبوك أغضبها!”
شعرت بشعور غريب يأتي من بطني.
أبي؟
لم أفكر فيه منذ الصباح.
لقد خرج مبكرًا جدًا… لم أسمع صوته حتى.
كلٌ من فهد وأحمد نظروا إلي، وهم ينتظرون ردة فعل مني على تحليلاتهم ولكن ما قابلوه فحسب الصمت.

اقتربت من المنزل كثيرًا وبدأت أتنفس بصعوبة. حاولت تهدئة نفسي! كل شيء سيكون بخير… نعم سيكون بخير… لا داعي للقلق… فقط سوف أعطيها الوردة وأقول لها: “عيد ميل… لا أقصد أنا آسف على كل شيء” تنهدت قليلًا عند الباب وقلت: “انتضريني يا أمي أنا قادم!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

لم أرد أن أقول لهم ما يخطر في بالي عن أشياء سيئة.
في النهاية قررت الاحتفاظ بمشاعري داخلي.
عدتُ إلى مقعدي، وجلستُ وأنا أنظر إلى السبورة دون أن أراها حقًّا.
دخل بعد ذلك المعلم التالي ولم يلقي التحية حتى.
بدأ بالشرح وأخذ بالطبشورة وبدأ رسم أشياء، وبدأت أنا برسم احتمالات لا أحبها.

222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) ” **************** تقصدين؟” فتحت عيني من الفزع! كم مضى وأنا نائم؟ مهلا لحظة أمي وجدتي؟ ولكن كيف لصوت مكالمة أن يكون مرتفع إلى هذه الدرجة؟ أوه يا إلهي! لقد نسيت باب الغرفة مفتوحًا! “لقد تعبت يا أمي… تعبت كثيرًا ” تعبتِ؟ ولكن من ماذا؟ يمكنني أن أرى بأن هذه المكالمة خاصة… ولكن… أنا… لم أكن أتجسس… نعم… لقد كنت في المكان الخطأ مرة أخرى فحسب. “أحاول أن أتماسك أمام سالم… لكنه يشعر بكل شيء” ‏”لا أريده أن يحمل همومي”

انتهى اليوم الدراسي ببطء.
‏كنت أعدّ الدقائق وأفكر في احتمالات كلها سيئة.
‏وحين دقّ الجرس الأخير، شعرتُ بأن قلبي سبقني إلى الخارج.
بدأت بحزم أمتعتي، وبعد ذلك التوجه إلى المنزل.
في الطريق إلى البيت، مررتُ بجانب بائع الورد.
فكرت بأنه علي أن آخذ واحدًا لها.
‏كانت الألوان كثيرة، حمراء، صفراء، وردية… ‏وقفتُ أتأملها طويلًا.
سألتُ البائع بصوت خافت: ‏”عمي بكم هذه؟”
‏أشار إلى وردة بلاستيكية صغيرة وقال: ‏”هذه بعملة واحدة يا بني”
كان صوته مرحًا وسعيدًا.
على الفور فتّشتُ في جيبي، وجدتُ عملتين.
‏تردّدتُ قليلًا… بل ترددت كثيرًا… ماذا إذا لم يعجبها؟
ماذا إذا كانت سوف توبخني؟
“بني أتريد هذه الوردة؟”
لم أجبه سريعًا… بعد بضع ثوان قلت له: “دعني أفكر أكثر يا عمي”
“حسنًا يا بني!”
وفي النهاية بعد تفكير طويل… اشتريتها.

هل عادت كما كانت؟ لا أعرف… لكنني تمنّيت ذلك. جلستُ وشربتُ الحليب بهدوء. وبعد دقائق قليلة، انفتح الباب. عاد أبي من عمله! نظرتُ إليه باستغراب: “أبي… لماذا أتيت في هذا الوقت؟” قال وهو يخلع حذاءه بسرعة: “أخذتُ إجازة اليوم.” ثم حدث شيء غريب… نظر إلى أمي نظرة طويلة. طويلة لدرجة أنني شعرت أنني غير موجود للحظة. قال لها: “وماذا عنكِ؟” أجابت وهي تنظر للطاولة: “أجل… حصلتُ أنا أيضًا.” سحب أبي كرسيًا وجلس بيننا. قال بصوت منخفض: “رائع… تحسَّنتِ؟” هزّت رأسها قليلًا: “أجل… أصبحتُ أفضل الآن.” قال أبي: “جيد.” جيد؟ ماذا تعني جيد؟ وما الذي تحسّن؟ ولماذا يتحدثان وكأنني لا أفهم؟ أو ربما… لأنهما يعرفان أنني لن أفهم. وفعلًا… لم أفهم أي شيء.

أمسكت بالوردة بقوة!
قلت في داخلي: “هذا يكفي لإصلاح كل شيء _ أعتقد ذلك”
على كلٍ قررت بأنه علي التوجه إلى المنزل الآن.

222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) ” **************** تقصدين؟” فتحت عيني من الفزع! كم مضى وأنا نائم؟ مهلا لحظة أمي وجدتي؟ ولكن كيف لصوت مكالمة أن يكون مرتفع إلى هذه الدرجة؟ أوه يا إلهي! لقد نسيت باب الغرفة مفتوحًا! “لقد تعبت يا أمي… تعبت كثيرًا ” تعبتِ؟ ولكن من ماذا؟ يمكنني أن أرى بأن هذه المكالمة خاصة… ولكن… أنا… لم أكن أتجسس… نعم… لقد كنت في المكان الخطأ مرة أخرى فحسب. “أحاول أن أتماسك أمام سالم… لكنه يشعر بكل شيء” ‏”لا أريده أن يحمل همومي”

اقتربت من المنزل كثيرًا وبدأت أتنفس بصعوبة.
حاولت تهدئة نفسي!
كل شيء سيكون بخير… نعم سيكون بخير… لا داعي للقلق…
فقط سوف أعطيها الوردة وأقول لها: “عيد ميل… لا أقصد أنا آسف على كل شيء”
تنهدت قليلًا عند الباب وقلت: “انتضريني يا أمي أنا قادم!”

فتحت باب الغرفة… شممت رائحة قهوة، لكنها كانت خفيفة. واصلت المشي بحذر نحو المطبخ، وهناك رأيتها… كانت أمي واقفة في المطبخ. ترتيبها هو نفسه… مكانها أيضًا هو نفسه. لكن وجهها… ليس كما هو. قلت بصوت متردد/متسائل: “أمي؟” التفتت بسرعة وقالت: “نعم؟” صوتها لم يكن غاضبًا، ولم يكن سعيدًا… كان شيء بينهما، وأنا لا أعرف أسماء الأشياء التي بين الاثنين.

فتحتُ الباب ببطء… ‏الهدوء ما زال موجودًا، كل شيء كما الصباح.
أكملت المشي ورأيت أمي في الصالة.
كانت تجلس بصمت، تنظر إلى التلفاز دون أي تعبير.
تقدّمتُ منها بخطواتٍ صغيرة.
‏مددتُ يدي وفيها الوردة.
قلت لها: “أمي هذه لكِ!”
نظرت إليّ، ثم إلى الوردة.
‏سكتت لحظة… ‏ثم ابتسمت.
كانت ابتسامة قصيرة، متعبة… ‏لكنها كانت ابتسامة في النهاية.
شعرت بشعور غريب داخلي لكنه كان مريح بشكل رائع!
بدا الأمر وكأني فزت في بطولة ما!
قالت: ‏”شكرًا يا سالم”
وددت أن أجيبها: “عفوًا يا أمي!”
لكن شعرت بأنه سأفسد تلك الابتسامة بكلمة زائدة مني.
في النهاية قررت الجلوس بالقرب منها.

نظرتُ إلى يدي. لم يكن فيهما سوى أثر الحليب الذي جفّ على أطراف أصابعي. ‏هل تصلح آثار الحليب كهدية؟ كلٌ من هؤلاء الفتية يقولون أشياء غريبة… أشياء لا يمكن تفسيرها مع حالة أمي. “أضن بأنه عليك…” توقفت عن ما أردت قوله لأني رأيت مازن يقترب وهو يضحك، وقال بصوت منخفض كأنه يخبرنا بسرّ خطير: ‏”بالتأقيد أبوك أغضبها!” شعرت بشعور غريب يأتي من بطني. أبي؟ لم أفكر فيه منذ الصباح. لقد خرج مبكرًا جدًا… لم أسمع صوته حتى. كلٌ من فهد وأحمد نظروا إلي، وهم ينتظرون ردة فعل مني على تحليلاتهم ولكن ما قابلوه فحسب الصمت.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

وهكذا مضى الوقت حتى أتى المساء وبقي المنزل هادئًا كما كان.
نهضت من على الأريكة وذهبت إلى غرفتي لكي ألعب قليلًا.
فتحت الباب وبعد ذلك قررت أن آخذ قيلولة صغيرة حتى يرتاح جسدي، ويذهب عني كل تلك الأفكار السيئة.

فكرت باحتمالات كثيرة، وجميعها سيئة، مثل: أنها لم تعد تحبني! تم قطع جميع تلك الأفكار من قبل صوت جرس انتهاء الحصة. عدت إلى الواقع… قررت بأنه علي أن أسأل فهد فهو يعرف كل شيء _ هكذا يعتقد. فهد يجلس بالقرب مني. ذهبت إليه وقلت له بصوت جاد: “أمي لا تضحك اليوم!” نظر إليّ فهد باستغراب، ثم حكّ رأسه وقال بثقة: ‏”ربما لديها صداع… أمي عندما يأتيها صداع لا تضحك أبدًا” سكتُ قليلًا. الصداع… ولكن هل الصداع يجعل الأم لا تنظر إلى وجه ابنها؟ جاء أحمد من خلفه، كان يمسك دفتره ويلوّح به كأنه يحمل سرًّا عظيمًا، وقال: ‏”ربما تحتاج هدية!” “عندما أمي تحذن أبي يشتري لها شوكولاتة فتصبح سعيدة”

222222222

” **************** تقصدين؟”
فتحت عيني من الفزع!
كم مضى وأنا نائم؟
مهلا لحظة أمي وجدتي؟
ولكن كيف لصوت مكالمة أن يكون مرتفع إلى هذه الدرجة؟
أوه يا إلهي!
لقد نسيت باب الغرفة مفتوحًا!
“لقد تعبت يا أمي… تعبت كثيرًا ”
تعبتِ؟
ولكن من ماذا؟
يمكنني أن أرى بأن هذه المكالمة خاصة… ولكن… أنا… لم أكن أتجسس… نعم… لقد كنت في المكان الخطأ مرة أخرى فحسب.
“أحاول أن أتماسك أمام سالم… لكنه يشعر بكل شيء”
‏”لا أريده أن يحمل همومي”

أمسكت بالوردة بقوة! قلت في داخلي: “هذا يكفي لإصلاح كل شيء _ أعتقد ذلك” على كلٍ قررت بأنه علي التوجه إلى المنزل الآن.

تعب؟
تتماسكين؟
لكن من ماذا؟
لم أفهم التعب تمامًا.
‏أنا أعرف التعب من اللعب، من الجري، من السقوط.
‏لكن هذا التعب كان مختلفًا… ‏كان يشبه شيء غامض.
أمي أرجوكِ أي تعب هذا؟
لم أعد أفهم أي شيء!
عدتُ إلى سريري.
‏وضعتُ الغطاء على رأسي.
وغضبت غضب لم أعد أعرف لماذا أغضب؟
هل أغضب لأني أتعبت أمي؟
أو أغضب من عدم فهمي للأمور من حولي!
أوه يا إلهي!
فعلت كل ما أقدر عليه وهذا ما يحصل في النهاية؟
حسنًا قررت!
سوف أصلح الأمور في الصباح… نعم… سأفعل هذا في الصباح.

‏في الصباح التالي، استيقظتُ قبل صوت المنبه مرة أخرى.
نهضت من على سريري وذهبت لكي أغسل أسناني.
أخذت المعجون ووضعته على فرشاتي وبدأت بعملية التنظيف.
بعد الانتهاء من ذلك غسلت فرشاتي وكنت أود وضعها لكن… لفت نظري معجون أسنان الكبار… كنت أود تجربته لمرة واحدة… أظن بأنه سيجعل أسناني أنظف… أنا لا أفعل شيء سيء… كل ما أفعله هو استخدام معجون أسنان ليس مخصص لي ولكن… أمي ستتفهم ذلك… نعم… سوف تفعل ذلك بالتأكيد!
حسنًا القليل لن يضر.
بدأت بوضع معجون الأسنان ذو النكهة النعناعية _ أهكذا يقرأ؟
على كل… وضعته على فرشاتي وبدأت بعملية التنظيف.
أول شيء لاحظته بأن طعمه مر ولاذع بحق!
حاولت تحمل مرارته وفي النهاية أنهَيتُ غسل أسناني أخيرًا، ثم ذهبتُ إلى المطبخ.
كان كل شيء جاهزًا… حتى الحليب.
وأمي كانت جالسة على الكرسي، تنتظرني كما تفعل دائمًا تقريبًا.

 

هل عادت كما كانت؟
لا أعرف… لكنني تمنّيت ذلك.
جلستُ وشربتُ الحليب بهدوء.
وبعد دقائق قليلة، انفتح الباب.
عاد أبي من عمله!
نظرتُ إليه باستغراب: “أبي… لماذا أتيت في هذا الوقت؟”
قال وهو يخلع حذاءه بسرعة: “أخذتُ إجازة اليوم.”
ثم حدث شيء غريب… نظر إلى أمي نظرة طويلة.
طويلة لدرجة أنني شعرت أنني غير موجود للحظة.
قال لها: “وماذا عنكِ؟”
أجابت وهي تنظر للطاولة: “أجل… حصلتُ أنا أيضًا.”
سحب أبي كرسيًا وجلس بيننا.
قال بصوت منخفض: “رائع… تحسَّنتِ؟”
هزّت رأسها قليلًا: “أجل… أصبحتُ أفضل الآن.”
قال أبي: “جيد.”
جيد؟
ماذا تعني جيد؟
وما الذي تحسّن؟
ولماذا يتحدثان وكأنني لا أفهم؟
أو ربما… لأنهما يعرفان أنني لن أفهم.
وفعلًا… لم أفهم أي شيء.

نظرتُ إلى يدي. لم يكن فيهما سوى أثر الحليب الذي جفّ على أطراف أصابعي. ‏هل تصلح آثار الحليب كهدية؟ كلٌ من هؤلاء الفتية يقولون أشياء غريبة… أشياء لا يمكن تفسيرها مع حالة أمي. “أضن بأنه عليك…” توقفت عن ما أردت قوله لأني رأيت مازن يقترب وهو يضحك، وقال بصوت منخفض كأنه يخبرنا بسرّ خطير: ‏”بالتأقيد أبوك أغضبها!” شعرت بشعور غريب يأتي من بطني. أبي؟ لم أفكر فيه منذ الصباح. لقد خرج مبكرًا جدًا… لم أسمع صوته حتى. كلٌ من فهد وأحمد نظروا إلي، وهم ينتظرون ردة فعل مني على تحليلاتهم ولكن ما قابلوه فحسب الصمت.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“حسنًا بما أن الجميع حاضر سأعد لكم شطيرة بيض لذيذة!”
بعد سماع ما قالته شعرت بالراحة… شعرت بأن كل شيء عاد كما كان!
لكن هل هذا حقيقي؟
أنا أتمنى ذلك!
“سالم ضع ثلاث كؤوس في الطاولة!”
أجبته على الفور: “حاضر!”
بدأت بوضع الكؤوس في الطاولة، وبعد ذلك ناديت أبي لكي يجلس على كرسيه.
وهكذا انتظرنا أمي حتى تنهي إعداد الشطيرة.
نعم… نعم… كل شيء جيد وجميل علي…
“سالم الوقت تأخر اشرب حليبك وخذ شطيرتك واذهب إلى المدرسة وإلا سوف تتأخر”
أخرجني حديث أبي من فرحتي!
‏أومأت له وبدأت بشرب الحليب، وبعد ذلك توجهت لأخذ حقيبتي من غرفتي.
عدت إلى الصالة ورأيت أمي تنتظرني وبيدها علبة طعامي.
سُعدت برؤيتها هناك… مع هذا ما زلت لم أفهم موضوع التعب… على كل… قررت قطع هذه الأفكار السيئة.
“سالم خذ علبة فطورك واذهب إلى المدرسة!”
“حاضر يا أمي!”
أجبتها وأنا بدأت بربط حذائي الأيسر.
فتحت الباب بحماس!

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا بما أن الجميع حاضر سأعد لكم شطيرة بيض لذيذة!” بعد سماع ما قالته شعرت بالراحة… شعرت بأن كل شيء عاد كما كان! لكن هل هذا حقيقي؟ أنا أتمنى ذلك! “سالم ضع ثلاث كؤوس في الطاولة!” أجبته على الفور: “حاضر!” بدأت بوضع الكؤوس في الطاولة، وبعد ذلك ناديت أبي لكي يجلس على كرسيه. وهكذا انتظرنا أمي حتى تنهي إعداد الشطيرة. نعم… نعم… كل شيء جيد وجميل علي… “سالم الوقت تأخر اشرب حليبك وخذ شطيرتك واذهب إلى المدرسة وإلا سوف تتأخر” أخرجني حديث أبي من فرحتي! ‏أومأت له وبدأت بشرب الحليب، وبعد ذلك توجهت لأخذ حقيبتي من غرفتي. عدت إلى الصالة ورأيت أمي تنتظرني وبيدها علبة طعامي. سُعدت برؤيتها هناك… مع هذا ما زلت لم أفهم موضوع التعب… على كل… قررت قطع هذه الأفكار السيئة. “سالم خذ علبة فطورك واذهب إلى المدرسة!” “حاضر يا أمي!” أجبتها وأنا بدأت بربط حذائي الأيسر. فتحت الباب بحماس!

في الطريق صادفت حجرًا على الأرض.
قررت رميه مرة واحدة باتجاه البحيرة.
اندفع الحجر فوق سطح الماء، وقفز ثلاث مرات قبل أن يغرق.
كان مشهدًا رائعًا!
أظن بأنني محترف في رمي الحجارة على البحيرة.
كنت أبتسم كالمجنون… بل ربما كنت مجنونًا حقًا في تلك اللحظة.
قال فهد وهو يشير إليّ ضاحكًا:  ا”نظروا إلى هذا المجنون الصغير!”
قلت له معترضًا وأنا ما زلت أبتسم: “ما تقوله ليس مضحكًا يا فهد!”
أجبته وأنا لم أستطع إخفاء فرحتي.
“أيضًا ما بك متأخر اليوم؟”
“لقد استيقظتُ متأخرًا قليلًا… أو أكثر من القليل بقليل”
انفجر ضاحكًا بعد ذلك.
نظرت إليه وابتسمتُ قليلًا وقلت له: “من يقول عني مجنون هو بنفسه يضحك كالمجانين”
لم أفهم لماذا شعرت أن كلامي لم يكن جيدًا، لكنه أكمل وهو يركض: “هيا تحرّك، وإلا تأخرنا عن الحصة الأولى!”
ثم أضاف وهو يضحك: “وبالمرة، حاول ألا تصدم الباب بأنفك هذه المرة!”

استيقظت قبل صوت المنبه. حسنًا الأمر لم يكن غريبًا، الغريبُ أنني لم أسمع صوت أمي في المطبخ. عادةً أستيقظ على صوت الأكواب، على صوت خطواتها الحذرة، على شيء يجعل البيت يبدو حيًّا.

ركضنا حتى دخلنا الصف قبل أن يدّق الجرس بثوانٍ.
جلستُ في مكاني وأنا ألهث، لكنّي كنت أضحك.
شيء ما في صدري كان خفيفًا اليوم.
بدأ الدرس… حاولت أن أركّز، ونجحت هذه المرة.
لم تعد الأرقام تختلط بالحليب، ولا بالصمت، ولا بتلك الفكرة الثقيلة.
كل شيء كان كما يجب أن يكون.
في الفسحة، أكلت شطيرتي كاملة.
وهذا أمر نادر.
عادةً أترك نصفها دون سبب.
لكن اليوم… شعرت بالجوع، وهذا يبدو جيدًا.
نظر إليّ أحمد وقال: تبدو اليوم مختلف يا سالم.
سألته: “مختلف كيف؟”
قال وهو يفكّر: “لا أعلم… لكنك تضحك بعينيك، ليس بفمك فقط.”
مع إجابة كهذه فكرت بأنه يريد أن أن أقول له: “مذهل أحمد!”
“كيف استطعت ملاحضة هذا!”
“أنت عبقري!”
لكن سرعان ما حذفت كل هذه الأفكار ونظرت إليه بابتسامة عريضة.

في الليل، قبل أن أنام، دخلت أمي غرفتي. جلست عند طرف السرير، وسألتني فجأة: “هل تخاف عندما أبدو متعبة؟” نظرت إلى السقف، ثم قلت: “قليلًا…”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

مرّ اليوم، ثم المساء، ثم يوم آخر… وبدأت تعود الأشياء إلى خطواتها المعروفة.
الحليب في الصباح، صوت الملاعق، وترتيب الحقيبة، ووداع أمي عند الباب.
كل شيء طبيعي.
مع هذا شيءٌ واحدٌ تغيّر… أمي أصبحت تلمس رأسي كثيرًا.
تمسحه دون سبب… كأنها… تتأكد أنني ما زلت هنا.
وهذا شيء غريب.
وأنا… أصبحت أغسل أسناني كل يوم.
ليس خوفًا منها، ولا إصلاحًا لخطأ، بل لأنني أريد فقط أن أفعل ذلك.

مرّ اليوم، ثم المساء، ثم يوم آخر… وبدأت تعود الأشياء إلى خطواتها المعروفة. الحليب في الصباح، صوت الملاعق، وترتيب الحقيبة، ووداع أمي عند الباب. كل شيء طبيعي. مع هذا شيءٌ واحدٌ تغيّر… أمي أصبحت تلمس رأسي كثيرًا. تمسحه دون سبب… كأنها… تتأكد أنني ما زلت هنا. وهذا شيء غريب. وأنا… أصبحت أغسل أسناني كل يوم. ليس خوفًا منها، ولا إصلاحًا لخطأ، بل لأنني أريد فقط أن أفعل ذلك.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

في أحد الأيام، كنت أساعدها في ترتيب المطبخ.
سقط الطبق من يدي وانكسر.
توقّفتُ في مكاني… وبدأ قلبي التجهز للقفز!
لكن أمي اقتربت مني بحذر، وربت على كتفي وقالت بهدوء: “لا بأس يا سالم… الزجاج يُستبدل.”
نظرت إليها باستغراب: “وأنا؟”
ضحكت بخفة وأجابت: “وأنت لا تُستبدل”
لم أفهم الجملة جيّدًا… لكنها جعلت صدري دافئًا.

وعلى غير العادة بدا البيت… هادئًا أكثر مما يجب. نظرت إلى السقف قليلًا. السقف لا يتغير أبدًا، لذلك أحب النظر إليه عندما لا أفهم الأشياء من حولي. بعد الانتهاء من التحديق بالسقف، خرجت من سريري ببطء، ومشيت بحذر لسبب ما.

في الليل، قبل أن أنام، دخلت أمي غرفتي.
جلست عند طرف السرير، وسألتني فجأة: “هل تخاف عندما أبدو متعبة؟”
نظرت إلى السقف، ثم قلت: “قليلًا…”

ركضنا حتى دخلنا الصف قبل أن يدّق الجرس بثوانٍ. جلستُ في مكاني وأنا ألهث، لكنّي كنت أضحك. شيء ما في صدري كان خفيفًا اليوم. بدأ الدرس… حاولت أن أركّز، ونجحت هذه المرة. لم تعد الأرقام تختلط بالحليب، ولا بالصمت، ولا بتلك الفكرة الثقيلة. كل شيء كان كما يجب أن يكون. في الفسحة، أكلت شطيرتي كاملة. وهذا أمر نادر. عادةً أترك نصفها دون سبب. لكن اليوم… شعرت بالجوع، وهذا يبدو جيدًا. نظر إليّ أحمد وقال: تبدو اليوم مختلف يا سالم. سألته: “مختلف كيف؟” قال وهو يفكّر: “لا أعلم… لكنك تضحك بعينيك، ليس بفمك فقط.” مع إجابة كهذه فكرت بأنه يريد أن أن أقول له: “مذهل أحمد!” “كيف استطعت ملاحضة هذا!” “أنت عبقري!” لكن سرعان ما حذفت كل هذه الأفكار ونظرت إليه بابتسامة عريضة.

نظرت إلي وقالت: “التعب لا يعني أنني سأتركك يا سالم… إنه يعني بأنني إنسانة”
إنسانة؟
كنت أظنّ أن الأمّهات لا يَتعبن أبدًا.
فكرت قليلًا… وبعد ذلك سحبت الغطاء إلى أنفي وقلت: “حسنًا… عندما تتعبين سأرمي حجرًا في البحيرة عنكِ”
ضحكت.
ضحكة حقيقية أعرفها.
وقالت: “اتفقنا”

نظرتُ إلى يدي. لم يكن فيهما سوى أثر الحليب الذي جفّ على أطراف أصابعي. ‏هل تصلح آثار الحليب كهدية؟ كلٌ من هؤلاء الفتية يقولون أشياء غريبة… أشياء لا يمكن تفسيرها مع حالة أمي. “أضن بأنه عليك…” توقفت عن ما أردت قوله لأني رأيت مازن يقترب وهو يضحك، وقال بصوت منخفض كأنه يخبرنا بسرّ خطير: ‏”بالتأقيد أبوك أغضبها!” شعرت بشعور غريب يأتي من بطني. أبي؟ لم أفكر فيه منذ الصباح. لقد خرج مبكرًا جدًا… لم أسمع صوته حتى. كلٌ من فهد وأحمد نظروا إلي، وهم ينتظرون ردة فعل مني على تحليلاتهم ولكن ما قابلوه فحسب الصمت.

وفي تلك الليلة، خلدت إلى النوم دون أن أفكّر في الأسباب، ولا في الصمت، ولا في الأسئلة التي تكبر أسرع من عمري.
نمت فقط… كطفلٍ يعرف أخيرًا أن التعب لا يعني الفقد، وأن الصمت لا يعني الغضب، وأن الأم… أحيانًا تحتاج فقط أن تكون إنسانة.

انتهى اليوم الدراسي ببطء. ‏كنت أعدّ الدقائق وأفكر في احتمالات كلها سيئة. ‏وحين دقّ الجرس الأخير، شعرتُ بأن قلبي سبقني إلى الخارج. بدأت بحزم أمتعتي، وبعد ذلك التوجه إلى المنزل. في الطريق إلى البيت، مررتُ بجانب بائع الورد. فكرت بأنه علي أن آخذ واحدًا لها. ‏كانت الألوان كثيرة، حمراء، صفراء، وردية… ‏وقفتُ أتأملها طويلًا. سألتُ البائع بصوت خافت: ‏”عمي بكم هذه؟” ‏أشار إلى وردة بلاستيكية صغيرة وقال: ‏”هذه بعملة واحدة يا بني” كان صوته مرحًا وسعيدًا. على الفور فتّشتُ في جيبي، وجدتُ عملتين. ‏تردّدتُ قليلًا… بل ترددت كثيرًا… ماذا إذا لم يعجبها؟ ماذا إذا كانت سوف توبخني؟ “بني أتريد هذه الوردة؟” لم أجبه سريعًا… بعد بضع ثوان قلت له: “دعني أفكر أكثر يا عمي” “حسنًا يا بني!” وفي النهاية بعد تفكير طويل… اشتريتها.

—————
الكاتب Sanctum.A.Qary

هل عادت كما كانت؟ لا أعرف… لكنني تمنّيت ذلك. جلستُ وشربتُ الحليب بهدوء. وبعد دقائق قليلة، انفتح الباب. عاد أبي من عمله! نظرتُ إليه باستغراب: “أبي… لماذا أتيت في هذا الوقت؟” قال وهو يخلع حذاءه بسرعة: “أخذتُ إجازة اليوم.” ثم حدث شيء غريب… نظر إلى أمي نظرة طويلة. طويلة لدرجة أنني شعرت أنني غير موجود للحظة. قال لها: “وماذا عنكِ؟” أجابت وهي تنظر للطاولة: “أجل… حصلتُ أنا أيضًا.” سحب أبي كرسيًا وجلس بيننا. قال بصوت منخفض: “رائع… تحسَّنتِ؟” هزّت رأسها قليلًا: “أجل… أصبحتُ أفضل الآن.” قال أبي: “جيد.” جيد؟ ماذا تعني جيد؟ وما الذي تحسّن؟ ولماذا يتحدثان وكأنني لا أفهم؟ أو ربما… لأنهما يعرفان أنني لن أفهم. وفعلًا… لم أفهم أي شيء.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

 

هل عادت كما كانت؟ لا أعرف… لكنني تمنّيت ذلك. جلستُ وشربتُ الحليب بهدوء. وبعد دقائق قليلة، انفتح الباب. عاد أبي من عمله! نظرتُ إليه باستغراب: “أبي… لماذا أتيت في هذا الوقت؟” قال وهو يخلع حذاءه بسرعة: “أخذتُ إجازة اليوم.” ثم حدث شيء غريب… نظر إلى أمي نظرة طويلة. طويلة لدرجة أنني شعرت أنني غير موجود للحظة. قال لها: “وماذا عنكِ؟” أجابت وهي تنظر للطاولة: “أجل… حصلتُ أنا أيضًا.” سحب أبي كرسيًا وجلس بيننا. قال بصوت منخفض: “رائع… تحسَّنتِ؟” هزّت رأسها قليلًا: “أجل… أصبحتُ أفضل الآن.” قال أبي: “جيد.” جيد؟ ماذا تعني جيد؟ وما الذي تحسّن؟ ولماذا يتحدثان وكأنني لا أفهم؟ أو ربما… لأنهما يعرفان أنني لن أفهم. وفعلًا… لم أفهم أي شيء.

222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) ” **************** تقصدين؟” فتحت عيني من الفزع! كم مضى وأنا نائم؟ مهلا لحظة أمي وجدتي؟ ولكن كيف لصوت مكالمة أن يكون مرتفع إلى هذه الدرجة؟ أوه يا إلهي! لقد نسيت باب الغرفة مفتوحًا! “لقد تعبت يا أمي… تعبت كثيرًا ” تعبتِ؟ ولكن من ماذا؟ يمكنني أن أرى بأن هذه المكالمة خاصة… ولكن… أنا… لم أكن أتجسس… نعم… لقد كنت في المكان الخطأ مرة أخرى فحسب. “أحاول أن أتماسك أمام سالم… لكنه يشعر بكل شيء” ‏”لا أريده أن يحمل همومي”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

1111111111
0 0 تقييمات
التقييم
اشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأحدث
الأقدم أعلى تقييمًا
Inline Feedbacks
View all comments
Google Play

🎉 التطبيق الآن على Google Play!

النسخة الرسمية من ملوك الروايات

⚠️ مهم: احذف النسخة القديمة (APK) أولاً قبل تثبيت النسخة الجديدة من Google Play
1
احذف النسخة القديمة من الإعدادات
2
اضغط على زر Google Play أدناه
3
ثبّت النسخة الرسمية من المتجر

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط