242 العيون
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
هدأ الرجل بعد برهة. نظر بعينيه المحمرّتين إلى الأمام. “كنت ممثّلًا. أعجب بي كثيرون حين كنت شابًّا.”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
وجه الأم بدأ يتبقّع بالبقع البنيّة. شيخوخة مسرطنة التهمت ملامحها حتى تهاوت قشورًا.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
“أظن أنّني اقتربتُ من علاجك. لكن لأجل ذلك، أحتاج تعاونك الكامل.” لمست شوان وين الخيوط الممتدّة بين الأبواب. “ما مهنتك قبل أن تجيء إلى هنا؟”
Arisu-san
حلّ الليل فوق مستشفى لي سان. ومع تلاشي آخر خيط من الضوء، تحوّلت أبواب العناية المركّزة إلى توابيت متّكئة على الجدران. الظلال تزحف مثل طحالب سامة. الرجل بلا جفونٍ تمدّد على السرير وتوقّف ببطء عن المقاومة. وما إن غفا حتى ظهرت عيون بيضاء على الجدران والأبواب، وزحفت مخلوقات مشوّهة بالكاد تشبه البشر. كوابيسُ الرجل تحوّلت إلى واقع، تزحف متّجهة نحو سريره.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
كثير من الأشباح الكبار يملكون بيوتًا مسكونة، لكن الأكثر رعبًا هم أولئك الذين يشبهون تشانغ دِينغ، إذ يعيدون إحياء ذكريات عذابهم في منازلهم المسكونة. هذا الرجل بدا من ذلك الصنف، لكنه لم يبلغ بعد السيطرة الكاملة على قوّته.
كنتُ رجلًا جبانًا. لم أتجرّأ يومًا على الخروج ليلًا، إذ كان ينتابني شعور أنّ شيئًا ما يترصّدني خلف الباب. كان البيت هو الملاذ الوحيد الذي أشعر فيه بالأمان. غير أنّ كلّ شيء تبدّل منذ اختفاء أبي وأمي. اختفيا داخل البيت ذاته. في تلك الليلة، أيقظاني وهمسَا لي أن أهرب وأغادر المنزل. لكن عندما فتحتُ عينيّ، كان الصمت الرهيب قد خيّم على البيت.
الوجه حاول اقتحام الغرفة، لكن الخيوط الرقيقة المشدودة بين الأبواب كبحتها. رنين الأجراس لا يتوقّف.
تدثّرتُ بالغطاء وتسلّلت بنظراتي نحو غرفة المعيشة. الأثاث والأجهزة كلّها في مكانها، لم يُفقد شيء. بل على العكس… ظهرت ظلال إضافيّة، واقفة بهدوء، كأنها توابيت منصوبة.
تدثّرتُ بالغطاء وتسلّلت بنظراتي نحو غرفة المعيشة. الأثاث والأجهزة كلّها في مكانها، لم يُفقد شيء. بل على العكس… ظهرت ظلال إضافيّة، واقفة بهدوء، كأنها توابيت منصوبة.
أخيرًا بزغ الصباح. نزعتُ الستارة واندفعتُ إلى غرفة المعيشة، أصرخ بأسماء والديّ. لا إجابة. فتحت باب غرفة النوم الرئيسيّة، فلم أجد أحدًا. هرعت إلى الهاتف لأتصل بالشرطة، لكن الجيران سبقوني باتّهامي بقتل والديّ. قالوا إنهم سمعوا صراخًا وتوسّلاتٍ طوال الليل، وقالوا إن والديّ كانا يصرخان باسمي مرارًا. نعتوني بالقاتل المعتوه.
“هذه الخيوط ليست عاديّة… إنّها تجسيد لأعصابه المشدودة. إذا انقطعت جميعها فلن يستفيق أبدًا.”
وحتى الآن، لم تتمكّن الشرطة من العثور على والديّ. في هذا العالم، يفترض أنني الوحيد الذي يعرف موضع جثتيهما. أنظروا… إنهما هنا الآن…
غرفته قبل النوم وبعده لم تختلف كثيرًا، سوى أنّ عدد الخيوط المقطوعة بين الأبواب ازداد.
حلّ الليل فوق مستشفى لي سان. ومع تلاشي آخر خيط من الضوء، تحوّلت أبواب العناية المركّزة إلى توابيت متّكئة على الجدران. الظلال تزحف مثل طحالب سامة. الرجل بلا جفونٍ تمدّد على السرير وتوقّف ببطء عن المقاومة. وما إن غفا حتى ظهرت عيون بيضاء على الجدران والأبواب، وزحفت مخلوقات مشوّهة بالكاد تشبه البشر. كوابيسُ الرجل تحوّلت إلى واقع، تزحف متّجهة نحو سريره.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
كانت هذه القوّة أبعد من طاقة شبحٍ عظيم عادي. احتشد المرضى الثلاثة إلى جوار السرير. أمّا سو مو، ممسكًا بالكعبين، فقد أراد الاختباء تحت السرير.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
“هل مصدر التشوّه في دماغه؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما الأب في العمود الفقري، فقد فشل في التملّص قبل أن تجذبه قوّة غامضة إلى الداخل. عاد الجدار تدريجيًّا إلى طبيعته. الصرخات والعويل انسحبت إلى الظلال. الرجل على السرير نزع القناع عن عينيه وأفاق!
اهتزّت الأرض كأنّ أحدهم داس عليها بعنف. مخالبٌ اخترقت النوافذ. دوّى صراخٌ حاد يمزّق الآذان. وجهٌ هائل لامرأةٍ في منتصف العمر تجلّى عند باب الجناح. كان محفورًا عليه الألم والإرهاق. خدّاها يتضخّمان وينكمشان كأشرعة ممزّقة.
“مات صديقي في حادث سير. غير أنّ عيونه بقيت عليّ. لم أستطع التخلّص منها. صرت أشكّ أن جثثًا تقبع في الممرّات، وجثامينَ تنتظر في الزوايا. لم أعُد أجرؤ على الذهاب إلى أي مكان، فانكفأت حبيس البيت.” اتّسعت عيناه رعبًا. “ثم ظهرت العيون المطاردة في منزلي أيضًا. صار والداي غريبَين، كأن شيئًا ما استحوذ على جسديهما…”
“تشين مينغ! تشين مينغ!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل هذه أمّه؟” تقدّمت شوان وين خطوة، لكن دوّارًا جارفًا باغتها. الظلّ على الأرض بدا كهاوية، ولو تقدّمت أكثر لسقطت في عالَم الظلال. المخلوق زأر بأعلى صوته وهو يحاول الولوج. انقطع خيط إثر خيط، وتفجّرت الدماء، وتناثرت شظايا من المشاعر الممزّقة، والأجراس تدقّ بإيقاعٍ مسعور يواكب خفقان قلب الرجل. بدا كأنّ الجناح بأسره يهتزّ.
الوجه حاول اقتحام الغرفة، لكن الخيوط الرقيقة المشدودة بين الأبواب كبحتها. رنين الأجراس لا يتوقّف.
“أظن أنّني اقتربتُ من علاجك. لكن لأجل ذلك، أحتاج تعاونك الكامل.” لمست شوان وين الخيوط الممتدّة بين الأبواب. “ما مهنتك قبل أن تجيء إلى هنا؟”
“هل هذه أمّه؟” تقدّمت شوان وين خطوة، لكن دوّارًا جارفًا باغتها. الظلّ على الأرض بدا كهاوية، ولو تقدّمت أكثر لسقطت في عالَم الظلال. المخلوق زأر بأعلى صوته وهو يحاول الولوج. انقطع خيط إثر خيط، وتفجّرت الدماء، وتناثرت شظايا من المشاعر الممزّقة، والأجراس تدقّ بإيقاعٍ مسعور يواكب خفقان قلب الرجل. بدا كأنّ الجناح بأسره يهتزّ.
“ما علاقة هذا بمرضي؟” كان متردّدًا في الإجابة.
“هذه الخيوط ليست عاديّة… إنّها تجسيد لأعصابه المشدودة. إذا انقطعت جميعها فلن يستفيق أبدًا.”
وجه الأم بدأ يتبقّع بالبقع البنيّة. شيخوخة مسرطنة التهمت ملامحها حتى تهاوت قشورًا.
العالم الواقعي لم يكن نقيض عالم الظلال، فكلاهما بنفس القدر من الحقيقة. وجه الأم اخترق أخيرًا الجناح، ومزّق معظم الخيوط. رأسها العملاق تمدّد أكثر فأكثر، يحدّق بابنها النائم. وإن كان الجناح هو قلب الرجل، فشيء فعلته أمّه في الماضي استولى على قلبه تمامًا، فصار شبحًا يطارده بلا هوادة.
هدأ الرجل بعد برهة. نظر بعينيه المحمرّتين إلى الأمام. “كنت ممثّلًا. أعجب بي كثيرون حين كنت شابًّا.”
جسد الرجل تقلّص لا إراديًّا. الجدار الحامل للجناح تلاشى كاشفًا عن عظام بيضاء تحته. كان ذلك عمودًا فقريًّا، وفي داخله يقبع الأب. جسده قد تحلّل ولم يبقَ سوى هيكل عظمي. ما إن ظهر الأب حتى أخرج المصاب ذو الرأس الممدود زجاجة حبوب وصعد على السرير، حاشرًا كلّ الأقراص في فم الرجل النائم. بدت قوى غريبة تتسلّل إلى جسده، فاهتزّت أوصاله بعنف. صراعٌ مرعب دار داخل رأسه بين قوّتين.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وجه الأم بدأ يتبقّع بالبقع البنيّة. شيخوخة مسرطنة التهمت ملامحها حتى تهاوت قشورًا.
حلّ الليل فوق مستشفى لي سان. ومع تلاشي آخر خيط من الضوء، تحوّلت أبواب العناية المركّزة إلى توابيت متّكئة على الجدران. الظلال تزحف مثل طحالب سامة. الرجل بلا جفونٍ تمدّد على السرير وتوقّف ببطء عن المقاومة. وما إن غفا حتى ظهرت عيون بيضاء على الجدران والأبواب، وزحفت مخلوقات مشوّهة بالكاد تشبه البشر. كوابيسُ الرجل تحوّلت إلى واقع، تزحف متّجهة نحو سريره.
أما الأب في العمود الفقري، فقد فشل في التملّص قبل أن تجذبه قوّة غامضة إلى الداخل. عاد الجدار تدريجيًّا إلى طبيعته. الصرخات والعويل انسحبت إلى الظلال. الرجل على السرير نزع القناع عن عينيه وأفاق!
“قبلُ سقمي، كنت وسيمًا، لكنني لم أبلغ الشهرة. لذا استعنت بصديق ليتقمّص دور مصوّر يلاحقني، يثير ضجّةً من حولي. استمتعتُ حقًّا بشعور العيون المثبّتة عليّ. شعرت أن العالم بأسره مسرح لي…”
غرفته قبل النوم وبعده لم تختلف كثيرًا، سوى أنّ عدد الخيوط المقطوعة بين الأبواب ازداد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وماذا حدث بعد ذلك؟”
“لقد رأيت الأشباح، أليس كذلك؟ ما إن أغفو، يخرجون! يجيئون إليّ!” شدّ الرجل شعره، وعيناه حمراوان كالجمر.
“هذه الخيوط ليست عاديّة… إنّها تجسيد لأعصابه المشدودة. إذا انقطعت جميعها فلن يستفيق أبدًا.”
“أظن أنّني اقتربتُ من علاجك. لكن لأجل ذلك، أحتاج تعاونك الكامل.” لمست شوان وين الخيوط الممتدّة بين الأبواب. “ما مهنتك قبل أن تجيء إلى هنا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل هذه أمّه؟” تقدّمت شوان وين خطوة، لكن دوّارًا جارفًا باغتها. الظلّ على الأرض بدا كهاوية، ولو تقدّمت أكثر لسقطت في عالَم الظلال. المخلوق زأر بأعلى صوته وهو يحاول الولوج. انقطع خيط إثر خيط، وتفجّرت الدماء، وتناثرت شظايا من المشاعر الممزّقة، والأجراس تدقّ بإيقاعٍ مسعور يواكب خفقان قلب الرجل. بدا كأنّ الجناح بأسره يهتزّ.
هدأ الرجل بعد برهة. نظر بعينيه المحمرّتين إلى الأمام. “كنت ممثّلًا. أعجب بي كثيرون حين كنت شابًّا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما الأب في العمود الفقري، فقد فشل في التملّص قبل أن تجذبه قوّة غامضة إلى الداخل. عاد الجدار تدريجيًّا إلى طبيعته. الصرخات والعويل انسحبت إلى الظلال. الرجل على السرير نزع القناع عن عينيه وأفاق!
“في حلمك، كانت هناك أعين بيضاء تحدّق بك. هل سبق أن طاردك أحدهم؟” كانت شوان وين تنوي إعادة تركيب مشاهد الحلم لمعرفة صلته بعالم الظلال.
“مات صديقي في حادث سير. غير أنّ عيونه بقيت عليّ. لم أستطع التخلّص منها. صرت أشكّ أن جثثًا تقبع في الممرّات، وجثامينَ تنتظر في الزوايا. لم أعُد أجرؤ على الذهاب إلى أي مكان، فانكفأت حبيس البيت.” اتّسعت عيناه رعبًا. “ثم ظهرت العيون المطاردة في منزلي أيضًا. صار والداي غريبَين، كأن شيئًا ما استحوذ على جسديهما…”
كثير من الأشباح الكبار يملكون بيوتًا مسكونة، لكن الأكثر رعبًا هم أولئك الذين يشبهون تشانغ دِينغ، إذ يعيدون إحياء ذكريات عذابهم في منازلهم المسكونة. هذا الرجل بدا من ذلك الصنف، لكنه لم يبلغ بعد السيطرة الكاملة على قوّته.
وجه الأم بدأ يتبقّع بالبقع البنيّة. شيخوخة مسرطنة التهمت ملامحها حتى تهاوت قشورًا.
“ما علاقة هذا بمرضي؟” كان متردّدًا في الإجابة.
“تشين مينغ! تشين مينغ!”
“كلّ سؤال أطرحه عليك الآن سيشقّ قلبك، سيعرّي أفكارك. لكن لا بدّ من ذلك إن أردنا استئصال هذا التشوّه منك.” جذبت شوان وين سو مو من السرير. “أنت خطير جدًّا. إن لم ترد التعاون، فسأرحل الآن.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“قبلُ سقمي، كنت وسيمًا، لكنني لم أبلغ الشهرة. لذا استعنت بصديق ليتقمّص دور مصوّر يلاحقني، يثير ضجّةً من حولي. استمتعتُ حقًّا بشعور العيون المثبّتة عليّ. شعرت أن العالم بأسره مسرح لي…”
“هل مصدر التشوّه في دماغه؟”
“وماذا حدث بعد ذلك؟”
“كلّ سؤال أطرحه عليك الآن سيشقّ قلبك، سيعرّي أفكارك. لكن لا بدّ من ذلك إن أردنا استئصال هذا التشوّه منك.” جذبت شوان وين سو مو من السرير. “أنت خطير جدًّا. إن لم ترد التعاون، فسأرحل الآن.”
“مات صديقي في حادث سير. غير أنّ عيونه بقيت عليّ. لم أستطع التخلّص منها. صرت أشكّ أن جثثًا تقبع في الممرّات، وجثامينَ تنتظر في الزوايا. لم أعُد أجرؤ على الذهاب إلى أي مكان، فانكفأت حبيس البيت.” اتّسعت عيناه رعبًا. “ثم ظهرت العيون المطاردة في منزلي أيضًا. صار والداي غريبَين، كأن شيئًا ما استحوذ على جسديهما…”
أخيرًا بزغ الصباح. نزعتُ الستارة واندفعتُ إلى غرفة المعيشة، أصرخ بأسماء والديّ. لا إجابة. فتحت باب غرفة النوم الرئيسيّة، فلم أجد أحدًا. هرعت إلى الهاتف لأتصل بالشرطة، لكن الجيران سبقوني باتّهامي بقتل والديّ. قالوا إنهم سمعوا صراخًا وتوسّلاتٍ طوال الليل، وقالوا إن والديّ كانا يصرخان باسمي مرارًا. نعتوني بالقاتل المعتوه.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
حلّ الليل فوق مستشفى لي سان. ومع تلاشي آخر خيط من الضوء، تحوّلت أبواب العناية المركّزة إلى توابيت متّكئة على الجدران. الظلال تزحف مثل طحالب سامة. الرجل بلا جفونٍ تمدّد على السرير وتوقّف ببطء عن المقاومة. وما إن غفا حتى ظهرت عيون بيضاء على الجدران والأبواب، وزحفت مخلوقات مشوّهة بالكاد تشبه البشر. كوابيسُ الرجل تحوّلت إلى واقع، تزحف متّجهة نحو سريره.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات

 
		 
		 
		