الظل المُجالد
الفصل 604 : الظل المُجالد (Gladiator)
ارتطم بالأحجار الملطخة بالدماء، رافعًا غريزيًا اثنتين من يديه الأربع ليغطي حلقه. وفي لحظة، انقضّ عليه أحد المسخين المتبقيين، فانفتح فمه على مصراعيه قبل أن يُغلق حول رقبته كمصيدة دبٍّ ساحقة.
‘اللعنة!’
كانت هناك أسوار خشبية مُشيّدة في جميع أرجاء الساحة، تقسمها إلى العديد من الحظائر الصغيرة، كل واحدة متصلة بالأخرى عبر بوابة حديدية صدئة. في تلك اللحظة، كان ساني يقف عند أقصى حافة الكولوسيوم، وخلفه أحد جدرانه الحجرية. أما باقي ما شكّل صندوق القتل فكان ثلاثة أسوار متينة، تعلوها مسامير حادة تمنع المقاتلين من محاولة الفرار.
ارتعش ساني، ثم فتح فمه وزأر. اجتاحت صرخته الوحشية الذئاب، فأذهلتها للحظة.
…وهناك تحديدًا وجد نفسه – كولوسيوم. مسرح موت يتصارع فيه العبيد من أجل تسلية الجمهور، إلا إن أرادوا أن يُذبحوا على يد المُجالدين الآخرين أو أسيادهم أنفسهم.
ومع ذلك، بدا هذا الكولوسيوم غريبًا إلى حدٍّ ما. أولًا، كان العبيد في الغالب وحوشًا برية من جميع الأنواع، بدلًا من أن يكون العبيد بشرًا أسرى. أما الجمهور، فقد كان سلوكه أغرب. بعد تجربته في عالم الأحلام، توقّع ساني أن يرى المتفرجين غارقين في نوباتٍ من العطش للدماء، ومتعة مظلمة قاسية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولم يكن وحيداً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مشعًّا بهالةٍ مخيفة من الغضب والحنق، مرّ ساني تحت البوابة الصدئة، ودخل الصندوق الثاني.
لكن بدلاً من ذلك، بدا هؤلاء الناس مفعمين بالفرح والفخر، بل شبه مهيبين. وكأنهم حقًا سعداء من أجل المُجالدين، بل وقليلاً… غيورين؟ كان الحشد يهتزّ ويتماوج، وهو ينشد كلمةً واحدة مرارًا وتكرارًا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“المجد! المجد! المجد!”
وفوق ذلك، كان في الجمهور كثيرٌ من النساء…
امتزجت أصواتهم لتصبح هديرًا مدويًا.
وفوق ذلك، كان في الجمهور كثيرٌ من النساء…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مشعًّا بهالةٍ مخيفة من الغضب والحنق، مرّ ساني تحت البوابة الصدئة، ودخل الصندوق الثاني.
‘ما بال هؤلاء الأوغاد بـحق الجحيم…’
للأسف، لم يكن لدى ساني وقتٌ كثير للتفكير في غرابة الجمهور. كانت هناك مشاكل أعظم تنتظره.
فعلى بُعد خطوات قليلة أمامه مباشرة، أُطلق سراح مخلوقٍ آخر من سلاسله، كان جسده القوي مكسوٌ بفرو بني متّسخ. مع أربعة قوائم مهيبة، وخطمٍ طويل ذو أنيابٍ مفزعة، وست عيونٍ مشتعلة بالجنون… كان شبيهًا جدًا بالذئاب المرعبة التي قاتلها على الجزيرة المكسوّة بالأشجار الملتوية الغريبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “المجد! المجد! المجد!”
ولم يكن وحيداً.
رفع المسخ الضخم فوق رأسه، وزفر بقسوة، ثم جذب بكل ما أوتي من قوة. تحركت عضلاته النحيلة مثل أسلاك فولاذية تحت بشرته العقيقية، وفي اللحظة التالية، انهمر نهرٌ من الدماء على رأسه ذي القرون من الأعلى، فيما تمزق جسد الذئب بوحشية.
إذ ظهر من خلفه وحشان آخران، منخفضان على الأرض فيما تنبعث من أفواههما زمجراتٌ غليظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘…وماذا الآن؟’
‘اللعنة!’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير ساني منظوره محاولًا تمييز رتبة وفئة تلك الوحوش الدموية. كانت أصغر حجمًا من الوحش الساقط الذي قتله من قبل على الأقل — فهؤلاء بحجم ثور فقط بدلًا من شاحنة كاملة. كانت قدرته الجديدة على النظر في أرواح الكائنات الحية ورؤية أنوية أرواحها ستُثبت فائدتها…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “المجد! المجد! المجد!”
لكن ما رآه تحت جلودها السميكة أربكه. بدلًا من كرات مشعة من النور، كانت لدى المخلوقات كُتل بشعة من ظلام دوّار في مركز كيانها، وعروقها تنتشر في جميع أنحاء أرواحها كأورام سرطانية. وفي أعماق ذلك الظلام، كان شيء غامض يتململ، وكأنه يحاول أن يتحرر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سقط الذئبان أرضًا، وأخيرًا استطاع ساني أن ينهض. هوت قبضتاه كالمطارق، ساحقةً جمجمة المسوخ حتى تحولت إلى عجين.
كان المشهد مخيفًا ومثيرًا للاشمئزاز في آنٍ واحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فكيف له أن يقاتل ثلاثة مسوخ بينما بالكاد يستطيع الوقوف مستقيمًا في هذا الجسد الغريب الجديد؟.
ذكّره ذلك، إلى حدٍّ ما، بالعفّن المروّع الذي شاهده في برج الأبونوس، متفشيًا من الذراع المبتورة لويفر.
ثم ارتفعت البوابة الحديدية الصدئة في السور الأمامي للصندوق، كاشفةً عن طريق يقود إلى آخر، أقرب إلى مركز الساحة، تتفشى فيه رائحة الموت بغزارةٍ أكبر.
‘…إذن هكذا تبدو أنوية أرواح مخلوقات الكابوس.’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تكن لديه أدنى فكرة عن كيفية الحكم على رتبة تلك الأنوية، إذ كان يعرف فقط قياس الأنوية العادية بحسب حجمها وتوهجها. بدت كُتل الظلام في الذئاب المرعبة وكأنها تحتوي على عُقدتين دوارتين، مما يعني على الأقل أنها مجرد مسوخ.
وكأنما سؤالَه لاقى جوابًا، دوّى قرع سلاسل من أمامه.
لكن ذلك لم ينفعه كثيرًا.
فكيف له أن يقاتل ثلاثة مسوخ بينما بالكاد يستطيع الوقوف مستقيمًا في هذا الجسد الغريب الجديد؟.
{ترجمة نارو…}
‘اللعنة!’
‘اللعينة سولڤان… تلك الخبيثة! سأقتلها… أقصد سأقتلها مرة أخرى. على أي حال، ستدفع ثمن كل شيء قبل أن ينتهي الكابوس… هذا، ما أعد به أمام الآلـهة!’
…ولم يكن سعيدًا إطلاقًا بحقيقة كون هذا الجسد الهزيل والقوي يقف شامخًا لأكثر من مترين، خاليًا من أي دهون… وعاريًا تمامًا، كل ما فيه مكشوف أمام أعين الجميع.
‘اللعنة على كل شيء!’
أو أمام أنيابهم!.
اندفعت الذئاب إلى الأمام، والجنون مُشتعلٌ في عيونها المحتقنة بالدماء. اتسعت أفواهها، ولمعت رغوةٌ بيضاء على أنيابها المسننة. فدوّى صراخ الحشد.
غير ساني منظوره محاولًا تمييز رتبة وفئة تلك الوحوش الدموية. كانت أصغر حجمًا من الوحش الساقط الذي قتله من قبل على الأقل — فهؤلاء بحجم ثور فقط بدلًا من شاحنة كاملة. كانت قدرته الجديدة على النظر في أرواح الكائنات الحية ورؤية أنوية أرواحها ستُثبت فائدتها…
وفوق ذلك، كان في الجمهور كثيرٌ من النساء…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘…وماذا الآن؟’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘…وماذا الآن؟’
أخفى ساني ارتباكه، وحدّق في الذئاب بعينين سوداويين تضجّ بالاستياء المُهدد. انفصلت شفتاه، كاشفتين عن أنياب حادة لا تقل بأي حال من الأحوال عن أنياب المسوخ الوحشية. وانبعثت من حنجرته زمجرة منخفضة.
اندفعت الذئاب إلى الأمام، والجنون مُشتعلٌ في عيونها المحتقنة بالدماء. اتسعت أفواهها، ولمعت رغوةٌ بيضاء على أنيابها المسننة. فدوّى صراخ الحشد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‘هيا… انظروا كم أنا ضخم ومخيف! لن يجرؤ عاقل على مقاتلة شيطان مخيف مثلي، أليس كذلك؟ لا بدّ أن يكون المرء مجنونًا ليهجم على هذا المسخ…’
امتص ساني الهواء في رئتيه الأربع، وقلباه يخفقان بجنون، ثم نهض ببطء. عابسًا، مدركًا بمرارة غياب الصوت المألوف الذي يعلن عن عمليات القتل. كانت التعويذة صامتة.
للأسف، كان هذا بالضبط ما كانت عليه مخلوقات الكابوس. مجنونة…
هتف الحشد بصوت أعلى، وبدأ مزيد من المتفرجين يوجّهون أنظارهم إلى صندوقه بتعبيراتٍ مقلقة من الفرح الحقيقي والرضا العميق.
اندفعت الذئاب إلى الأمام، والجنون مُشتعلٌ في عيونها المحتقنة بالدماء. اتسعت أفواهها، ولمعت رغوةٌ بيضاء على أنيابها المسننة. فدوّى صراخ الحشد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‘اللعنة على كل شيء!’
أمر ساني الظلال أن تلتف حول جسده، فتحوّل لونه فجأةً إلى أسود باهت، وكأنه منحوتٌ من حجر السج. ولحسن الحظ، على الأقل، ما زال هذا الجزء من جانبه يعمل… وفي لحظةٍ واحدة تقريبًا، تضاعفت قوته، وكذلك سرعته، أربع مرات.
اندفع عبر الظلام وخرج من ظل أحد الذئاب، وانقضت أياديه الأربع للأمام لتمسك المسخ، فغاصت مخالبه الحادة في لحمه الطري. كان ساني لا يزال يكافح للسيطرة على جسده، ولهذا السبب، كانت حركاته أبطأ وأكثر فوضوية مما كان يمكن أن تكون.
شدّ عضلات جسده الشيطاني إلى أقصى حد، حتى شعر بعمود فقري لأحد الذئاب ينكسر بين ذراعيه، وفي الوقت ذاته انفصل فك الآخر السفلي عن جمجمته.
لكن، بفضل احتضانه من قبل الثلاثة ظلال، استخدم القوة الغاشمة لتعويض ذلك العجز.
اندفعت الذئاب إلى الأمام، والجنون مُشتعلٌ في عيونها المحتقنة بالدماء. اتسعت أفواهها، ولمعت رغوةٌ بيضاء على أنيابها المسننة. فدوّى صراخ الحشد.
رفع المسخ الضخم فوق رأسه، وزفر بقسوة، ثم جذب بكل ما أوتي من قوة. تحركت عضلاته النحيلة مثل أسلاك فولاذية تحت بشرته العقيقية، وفي اللحظة التالية، انهمر نهرٌ من الدماء على رأسه ذي القرون من الأعلى، فيما تمزق جسد الذئب بوحشية.
فعلى بُعد خطوات قليلة أمامه مباشرة، أُطلق سراح مخلوقٍ آخر من سلاسله، كان جسده القوي مكسوٌ بفرو بني متّسخ. مع أربعة قوائم مهيبة، وخطمٍ طويل ذو أنيابٍ مفزعة، وست عيونٍ مشتعلة بالجنون… كان شبيهًا جدًا بالذئاب المرعبة التي قاتلها على الجزيرة المكسوّة بالأشجار الملتوية الغريبة.
‘ما بال هؤلاء الأوغاد بـحق الجحيم…’
انفجر الحشد بالهتاف المجنون، وتعالت أصواتهم المنتشية — على الأقل أولئك القريبين من صندوقه.
اندفعت الذئاب إلى الأمام، والجنون مُشتعلٌ في عيونها المحتقنة بالدماء. اتسعت أفواهها، ولمعت رغوةٌ بيضاء على أنيابها المسننة. فدوّى صراخ الحشد.
‘ما… ما الذي تهتفون لأجله، أيها الحمقى…’
اندهش ساني من قوة جسده الجديد. لقد كان أشد بكثير من جسده البشري… لكن، لأنه أطول، فقد كان مركز ثقله أبعد بكثير عن الأرض.
‘اللعينة سولڤان… تلك الخبيثة! سأقتلها… أقصد سأقتلها مرة أخرى. على أي حال، ستدفع ثمن كل شيء قبل أن ينتهي الكابوس… هذا، ما أعد به أمام الآلـهة!’
ولهذا السبب، أخطأ ساني في تقدير وضعيته تمامًا، وفقد توازنه، فانهار بمجرد أن فقد جسد الذئب المرعب تماسكه.
ارتطم بالأحجار الملطخة بالدماء، رافعًا غريزيًا اثنتين من يديه الأربع ليغطي حلقه. وفي لحظة، انقضّ عليه أحد المسخين المتبقيين، فانفتح فمه على مصراعيه قبل أن يُغلق حول رقبته كمصيدة دبٍّ ساحقة.
لكن لحسن الحظ، كانت ذراعا ساني قد اعترضتا طريقه بالفعل، فبدلًا من تمزيق حنجرته، غرز الذئب أنيابه في ذراعيه فقط، ثاقبًا اللحم بأنيابه الحادة عبر الجلد القاسي، وخادشًا العظام.
للأسف، لم يكن لدى ساني وقتٌ كثير للتفكير في غرابة الجمهور. كانت هناك مشاكل أعظم تنتظره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘ما… ما الذي تهتفون لأجله، أيها الحمقى…’
مُنهكًا من انفجار الألم المُريع والسقوط المُفاجئ، نسي ساني للحظة كيف يُسيطر على أطرافه ويُشغّل جسد الشيطان الظل. انقضّ عليه الذئب الثاني، مُمزّقًا بطنه بمخالبه الطويلة.
‘آغغه!’
ارتجفت أجساد مخلوقات الكابوس الضخمة، ثم سكنت.
لكن ذلك لم ينفعه كثيرًا.
هذا ليس جيدًا… هذا ليس جيدًا أبدًا! لقد شُلّ على الأرض، أعزلًا، على بُعد ثوانٍ من بتر أحشائه ويُنتزع رأسه. ولم يعد حتى يتذكّر كم لديه من أيدٍ، ولا ماذا يفعل بها…
ومع ذلك، بدا هذا الكولوسيوم غريبًا إلى حدٍّ ما. أولًا، كان العبيد في الغالب وحوشًا برية من جميع الأنواع، بدلًا من أن يكون العبيد بشرًا أسرى. أما الجمهور، فقد كان سلوكه أغرب. بعد تجربته في عالم الأحلام، توقّع ساني أن يرى المتفرجين غارقين في نوباتٍ من العطش للدماء، ومتعة مظلمة قاسية.
ارتعش ساني، ثم فتح فمه وزأر. اجتاحت صرخته الوحشية الذئاب، فأذهلتها للحظة.
للأسف، لم يكن لدى ساني وقتٌ كثير للتفكير في غرابة الجمهور. كانت هناك مشاكل أعظم تنتظره.
ثم حرّك ذراعيه العلويتين، ممسكًا بفكي الذئب الأول، وفي الوقت نفسه لفّ ذراعيه السفليتين حول الثاني. لوّى ساني جسده، وطرح المسخ الذي كان يمزّق بطنه أرضًا وثبّته على الحجارة، فيما أبعد فم الآخر عن عنقه.
لكن، بفضل احتضانه من قبل الثلاثة ظلال، استخدم القوة الغاشمة لتعويض ذلك العجز.
ثم ارتفعت البوابة الحديدية الصدئة في السور الأمامي للصندوق، كاشفةً عن طريق يقود إلى آخر، أقرب إلى مركز الساحة، تتفشى فيه رائحة الموت بغزارةٍ أكبر.
مزمجرًا بوحشية، شقّ فكي أحد المسوخ عن بعضهما البعض، بينما سحق الآخر في عناقٍ مدمر.
…وهناك تحديدًا وجد نفسه – كولوسيوم. مسرح موت يتصارع فيه العبيد من أجل تسلية الجمهور، إلا إن أرادوا أن يُذبحوا على يد المُجالدين الآخرين أو أسيادهم أنفسهم.
تصارع الثلاثة بشراسة لبضعة لحظات، وتراكمت المزيد والمزيد من الجروح والتمزقات على جسد ساني. غمر الألم عقله، وطهره من كل الأفكار غير الضرورية.
لكن لحسن الحظ، كانت ذراعا ساني قد اعترضتا طريقه بالفعل، فبدلًا من تمزيق حنجرته، غرز الذئب أنيابه في ذراعيه فقط، ثاقبًا اللحم بأنيابه الحادة عبر الجلد القاسي، وخادشًا العظام.
لم يتبقَّ سوى إرادة باردة قاتلة.
امتزجت أصواتهم لتصبح هديرًا مدويًا.
شدّ عضلات جسده الشيطاني إلى أقصى حد، حتى شعر بعمود فقري لأحد الذئاب ينكسر بين ذراعيه، وفي الوقت ذاته انفصل فك الآخر السفلي عن جمجمته.
أو أمام أنيابهم!.
لكن بدلاً من ذلك، بدا هؤلاء الناس مفعمين بالفرح والفخر، بل شبه مهيبين. وكأنهم حقًا سعداء من أجل المُجالدين، بل وقليلاً… غيورين؟ كان الحشد يهتزّ ويتماوج، وهو ينشد كلمةً واحدة مرارًا وتكرارًا:
عوى المسخ المشلول عواءً بائسًا، فطرحه بعيدًا، واقتلع فك الآخر تمامًا.
سقط الذئبان أرضًا، وأخيرًا استطاع ساني أن ينهض. هوت قبضتاه كالمطارق، ساحقةً جمجمة المسوخ حتى تحولت إلى عجين.
هذا ليس جيدًا… هذا ليس جيدًا أبدًا! لقد شُلّ على الأرض، أعزلًا، على بُعد ثوانٍ من بتر أحشائه ويُنتزع رأسه. ولم يعد حتى يتذكّر كم لديه من أيدٍ، ولا ماذا يفعل بها…
…وهناك تحديدًا وجد نفسه – كولوسيوم. مسرح موت يتصارع فيه العبيد من أجل تسلية الجمهور، إلا إن أرادوا أن يُذبحوا على يد المُجالدين الآخرين أو أسيادهم أنفسهم.
ارتجفت أجساد مخلوقات الكابوس الضخمة، ثم سكنت.
لكن ذلك لم ينفعه كثيرًا.
تُرك ساني راكعًا، صدره يعلو ويهبط بثقل. كان جسده العاري مغطىً بجروحٍ عميقةٍ ودماءٍ، معظمها ليست دمائه. عيناه سوداوان كقاع الهاوية السفلى، وأذرعه الأربع متدلية، مخالبه ملطخة بخيوطٍ من الفرو البني، وغبار العظام، وعجين لحمٍ مقرف أحمر رمادي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هتف الحشد بصوت أعلى، وبدأ مزيد من المتفرجين يوجّهون أنظارهم إلى صندوقه بتعبيراتٍ مقلقة من الفرح الحقيقي والرضا العميق.
لكن لحسن الحظ، كانت ذراعا ساني قد اعترضتا طريقه بالفعل، فبدلًا من تمزيق حنجرته، غرز الذئب أنيابه في ذراعيه فقط، ثاقبًا اللحم بأنيابه الحادة عبر الجلد القاسي، وخادشًا العظام.
امتص ساني الهواء في رئتيه الأربع، وقلباه يخفقان بجنون، ثم نهض ببطء. عابسًا، مدركًا بمرارة غياب الصوت المألوف الذي يعلن عن عمليات القتل. كانت التعويذة صامتة.
امتزجت أصواتهم لتصبح هديرًا مدويًا.
ذكّره ذلك، إلى حدٍّ ما، بالعفّن المروّع الذي شاهده في برج الأبونوس، متفشيًا من الذراع المبتورة لويفر.
‘…وماذا الآن؟’
كانت هناك أسوار خشبية مُشيّدة في جميع أرجاء الساحة، تقسمها إلى العديد من الحظائر الصغيرة، كل واحدة متصلة بالأخرى عبر بوابة حديدية صدئة. في تلك اللحظة، كان ساني يقف عند أقصى حافة الكولوسيوم، وخلفه أحد جدرانه الحجرية. أما باقي ما شكّل صندوق القتل فكان ثلاثة أسوار متينة، تعلوها مسامير حادة تمنع المقاتلين من محاولة الفرار.
‘اللعنة!’
وكأنما سؤالَه لاقى جوابًا، دوّى قرع سلاسل من أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم ارتفعت البوابة الحديدية الصدئة في السور الأمامي للصندوق، كاشفةً عن طريق يقود إلى آخر، أقرب إلى مركز الساحة، تتفشى فيه رائحة الموت بغزارةٍ أكبر.
لكن ذلك لم ينفعه كثيرًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مُنهكًا من انفجار الألم المُريع والسقوط المُفاجئ، نسي ساني للحظة كيف يُسيطر على أطرافه ويُشغّل جسد الشيطان الظل. انقضّ عليه الذئب الثاني، مُمزّقًا بطنه بمخالبه الطويلة.
حدّق ساني بالطريق المفتوح حديثًا بوجهٍ قاتم، ثم أطلق زمجرةً خافتة وسار نحوه، بينما اعتاد قليلًا على جسده الشاهق.
‘اللعينة سولڤان… تلك الخبيثة! سأقتلها… أقصد سأقتلها مرة أخرى. على أي حال، ستدفع ثمن كل شيء قبل أن ينتهي الكابوس… هذا، ما أعد به أمام الآلـهة!’
ولهذا السبب، أخطأ ساني في تقدير وضعيته تمامًا، وفقد توازنه، فانهار بمجرد أن فقد جسد الذئب المرعب تماسكه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمر ساني الظلال أن تلتف حول جسده، فتحوّل لونه فجأةً إلى أسود باهت، وكأنه منحوتٌ من حجر السج. ولحسن الحظ، على الأقل، ما زال هذا الجزء من جانبه يعمل… وفي لحظةٍ واحدة تقريبًا، تضاعفت قوته، وكذلك سرعته، أربع مرات.
مشعًّا بهالةٍ مخيفة من الغضب والحنق، مرّ ساني تحت البوابة الصدئة، ودخل الصندوق الثاني.
لكن بدلاً من ذلك، بدا هؤلاء الناس مفعمين بالفرح والفخر، بل شبه مهيبين. وكأنهم حقًا سعداء من أجل المُجالدين، بل وقليلاً… غيورين؟ كان الحشد يهتزّ ويتماوج، وهو ينشد كلمةً واحدة مرارًا وتكرارًا:
{ترجمة نارو…}
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات