طقس تطهير السيوف
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
بعد وصولهم إلى نهاية طريق المجد، وضع جميع محاربي فريق الصيد طرائدهم جانبًا، إذ كان عليهم حضور طقسٍ لا يكتمل نجاح مهمّة الصيد إلاّ به.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
أتريد إثبات قوتك على طفل؟ ألا تخجل؟!
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل 63 – طقس تطهير السيوف
Arisu-san
وبعد التحية، خرج الشامان من حفرة النار، إذ كان عليه أن يقود طقس تطهير السيوف للمحاربين العائدين من الصيد.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وضع توو الأعشاب داخل حقيبة شاو شوان، ثم ابتسم له بامتنان متصنع: “هو معتوه لا يدري ما يفعل. أرجو أن تعذره… بما أننا في فريق الصيد نفسه، هاها…”
الفصل 63 – طقس تطهير السيوف
***
***
شعر شاو شوان باندفاع دم في حلقه، ثم سمع صوت طقطقة في ذراعه. ومع تلك الطقطقة، طار جسده إلى الخلف، وارتطم بالأرض متعثرًا قبل أن يقف بصعوبة، محاولًا أن يبتلع الدم الذي فاض إلى فمه.
بعد وصولهم إلى نهاية طريق المجد، وضع جميع محاربي فريق الصيد طرائدهم جانبًا، إذ كان عليهم حضور طقسٍ لا يكتمل نجاح مهمّة الصيد إلاّ به.
لم يكن شاو شوان يدرك مكانة أولئك الأسلاف، ولكن مما رآه من سلوك الشامان، خمّن أنّ صاحب الزينة العظمية هو الأهم بينهم. وقد أدّى الشامان له تحية خاصة دقيقة.
طلب الشامان من الحاملين أن يضعوا المحفّة الخشبية داخل حفرة النار. وبما أنّ في الحفرة كتلة صغيرة فحسب من اللهب، كان فيها متّسع للمحفّة.
سبّ توو كيكي في سرّه آلاف المرات، لكنه حافظ على ابتسامة اعتذار، وأخرج كيسًا صغيرًا من الأعشاب ملفوفًا بأوراق الشجر: “هذه أعشاب جيدة. ستتعافى ذراعك خلال أيام إن شربتها.”
كادت سيقان الحاملين الأربعة أن تخور حين أنزلوا المحفّة أخيرًا. لم يكونوا خائفين ولا قلقين، بل كانوا مفعمين بالانفعال؛ فبأنظارهم كان هذا الموقف شرفًا عظيمًا، وخدمة أسلاف القبيلة أمرًا يفاخرون به أمام أبنائهم وأحفادهم في المستقبل.
وفي الحقيقة، كان يُعدّ المساهم الأكبر في مهمة الصيد، إذ هو الذي قتل الريح السوداء الشائكة، وهو الذي عثر على الأسلاف وأعادهم.
بعد أن وضعوا المحفّة بعناية داخل حفرة النار، غادر المحاربون الأربعة، ودخل الشامان ليسجد أمام الأسلاف.
تبًّا لك ولأختك! فكّر شاو شوان وهو يحدّق به.
لم يكن شاو شوان يدرك مكانة أولئك الأسلاف، ولكن مما رآه من سلوك الشامان، خمّن أنّ صاحب الزينة العظمية هو الأهم بينهم. وقد أدّى الشامان له تحية خاصة دقيقة.
ورغم أنّ كيكي لم يكن يحمل نية قتل، وقد خرج للتو من طقس التطهير، إلا أنّ سنوات الصيد الطويلة جعلت كل حركة منه مفعمة بنذير الوحشية.
وبعد التحية، خرج الشامان من حفرة النار، إذ كان عليه أن يقود طقس تطهير السيوف للمحاربين العائدين من الصيد.
وبعد التحية، خرج الشامان من حفرة النار، إذ كان عليه أن يقود طقس تطهير السيوف للمحاربين العائدين من الصيد.
أمر الشامان بعض الرجال بإحضار مِرْوَدٍ حجري طويل، مملوء بماء رمادي. كان يفوح منه عبير نضر، يشبه رائحة نباتات الغابة، غير أنّ شاو شوان لم يكن يعرف كيف صُنع.
أمر الشامان بعض الرجال بإحضار مِرْوَدٍ حجري طويل، مملوء بماء رمادي. كان يفوح منه عبير نضر، يشبه رائحة نباتات الغابة، غير أنّ شاو شوان لم يكن يعرف كيف صُنع.
كان كل قائد مجموعة صيد يأخذ أفراد مجموعته لتطهير أسلحتهم. وغاية طقس تطهير السيوف أن يُزال ما عَلِق بالسيوف من تلوّث الدم بعد رحلة الصيد، وأن تُغسل عنها الروح الضارية القاتلة التي عادت بها من الجبال؛ فيهدأ المحاربون الغارقون بعدُ في ذهنية المطاردة والقتل، وتخفّ حدّة نوازعهم المضطربة.
ورغم فشل ضربته الأولى، لم يتوقف الرجل، واستمر في الهجوم. ولم تكن ضربته أبطأ من الأولى، بل تبعتها أخرى في اللحظة نفسها التي تفاداها شاو شوان.
والحديث عن “تطهير السيوف” لا يقتصر على السيوف نفسها، فالرماح الحجرية والفؤوس وغيرها من أدوات الصيد كان لابدّ أيضًا من غسلها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبالنظر لضعف جسد شاو شوان، ولأنه اصطاد الكثير من الطرائد، أخبره الشامان أن يعود أولًا، وأنه سيرسل من يحمل حقّه من اللحم لاحقًا.
وطبيعيّ أن تكون الدفعة الأولى من المحاربين الذين يؤدّون التطهير هم القائد الرئيسي ومحاربو الفريق المتقدّم، ثم تلحق بهم سائر مجموعات الصيد.
وهذه المرة لم يُكمل خصمه الهجوم.
أما الأدوات الحجرية التي وجدها شاو شوان قرب الأسلاف فقد سلّمها إلى القادة عند اجتماع فريق الصيد، وباتت الآن كلها بين يدي القائد الرئيسي. كانت أدوات مصنوعة من حجارة نفيسة حقًا، لكن شاو شوان لم يكن ليستطيع الاحتفاظ بها. فالقبيلة هي القبيلة، ومع كل تلك العيون التي تراقبه، لكان من الحماقة أن يخفيها لنفسه. وكان الخيار الأفضل أن يسلّمها، فهو واثق أنّ الشامان والزعيم سيكافئانه بما يستحق، فينال نصيبه من الحجر النفيس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان القائد الرئيسي مستغرقًا في التفكير، ثم شعر بنظرات فوقه، فرفع رأسه ليجد أباه يحدّق فيه. فبادر إلى الابتسام تملّقًا، على غير عادته كقائد فريق صيد.
وفي الحقيقة، كان يُعدّ المساهم الأكبر في مهمة الصيد، إذ هو الذي قتل الريح السوداء الشائكة، وهو الذي عثر على الأسلاف وأعادهم.
وحين انتهى طقس تطهير السيوف، شعر المحاربون بالارتياح، وكأن شيئًا من أرواحهم قد غُسِل.
ولهذا السبب، حين جاء دور شاو شوان لتطهير أسلحته، خصّه الشامان بمكان عند مقدّمة المِرْوَد الحجري. وعادةً لا يقف في الموضع المقابل للشامان سوى الأفضل أداءً في مهمّة الصيد. فكثيرًا ما كان ذلك المكان محفوظًا لقادة مجموعات الصيد، ولكن هذه المرة كان من نصيب شاو شوان، ولم يعترض ماي ولا غيره على ذلك.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
كان الشامان يحدّق في شاو شوان بنظرة مطمئنة رقيقة.
أتريد إثبات قوتك على طفل؟ ألا تخجل؟!
وقد جعل أداؤه الباهر أثناء الصيد، ثم اكتشافه للأسلاف، كل محارب في القبيلة يوجّه بصره إليه وهو يتقدّم نحو موقعه في طقس التطهير. فعندما التقوا مجموعات الصيد الأخرى في الغابة، لم ينل شاو شوان الكثير من الاهتمام لضيق الوقت، أمّا الآن وقد عادوا إلى الديار، فقد أراد الجميع أن يلقوا نظرة أقرب على هذا الفتى الأسطوري، حتى الزعيم والقائد الرئيسي كانا يراقبانه.
سبّ توو كيكي في سرّه آلاف المرات، لكنه حافظ على ابتسامة اعتذار، وأخرج كيسًا صغيرًا من الأعشاب ملفوفًا بأوراق الشجر: “هذه أعشاب جيدة. ستتعافى ذراعك خلال أيام إن شربتها.”
وحين اصطفّ كل فرد من مجموعته خلف المِرْوَد الحجري، رفع الشامان يديه علامة البدء بتطهير الأسلحة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل 63 – طقس تطهير السيوف
كان شاو شوان قد راقب الآخرين أثناء التطهير، فعرف الآن ما ينبغي فعله.
أأنت محارب بالغ، أقوى منه بأضعاف، ثم تضربه هكذا؟!
أخرج كل رؤوس الرماح والسيوف الحجرية التي كانت معه ووضعها في المِرْوَد واحدًا تلو الآخر بعناية. وبعد أن انتهى، تردّد لحظة قبل أن يخرج آخر قطعة.
وحين هدأ الطرفان، خبا النمط الطوطمي على جسديهما.
وعندما أخرج سيف الناب الذي منحه إياه العجوز كي، أخرج معه رأس السيف المكسور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com والحديث عن “تطهير السيوف” لا يقتصر على السيوف نفسها، فالرماح الحجرية والفؤوس وغيرها من أدوات الصيد كان لابدّ أيضًا من غسلها.
وقد عرف كثير من المحاربين الذين كانوا يحدّقون به أنّ ذلك السيف مصنوع من ناب تنين كومودو. حتى من لم يعرف صاحبه السابق، كان يدرك مادته. فبعض المحاربين النخبة في القبيلة يمتلكون سيوفًا مشابهة، ورثوها عن آبائهم.
وفي الحقيقة، كان يُعدّ المساهم الأكبر في مهمة الصيد، إذ هو الذي قتل الريح السوداء الشائكة، وهو الذي عثر على الأسلاف وأعادهم.
كان سيفًا فريدًا من ناب الكومودو… ومع ذلك تحطّم هكذا! والآخذ به مجرّد فتى! أيمتلك فعلًا قوة تكسر سيفًا كهذا؟!
طلب الشامان من الحاملين أن يضعوا المحفّة الخشبية داخل حفرة النار. وبما أنّ في الحفرة كتلة صغيرة فحسب من اللهب، كان فيها متّسع للمحفّة.
ما هذا بحق!؟
كان كل قائد مجموعة صيد يأخذ أفراد مجموعته لتطهير أسلحتهم. وغاية طقس تطهير السيوف أن يُزال ما عَلِق بالسيوف من تلوّث الدم بعد رحلة الصيد، وأن تُغسل عنها الروح الضارية القاتلة التي عادت بها من الجبال؛ فيهدأ المحاربون الغارقون بعدُ في ذهنية المطاردة والقتل، وتخفّ حدّة نوازعهم المضطربة.
ماذا حدث بحق الجحيم؟!
ولم يعد هناك مجال للتفادي، فرفع شاو شوان ذراعيه لصدّ اللكمات. وكان جسده الصغير يُجبر على التراجع من قوة خصمه العاتية. وكلما خطا خطوة إلى الوراء، تكسّرت الحجارة تحت قدميه، يُسمَع صوتها كقرقعة الرعد قبل انهمار العاصفة.
اتّسعت عيون بعض المحاربين إلى حد يكاد يثقب رأس السيف المكسور.
لم يتحمّل توو نظراته أكثر، فتوجه إلى كيكي وسحبه بعيدًا.
حتى وجه الشامان الهادئ تجمّد. ولحظة قصيرة، تذكّر الفتى الذي تظاهر بغناء “أنشودة الصيد” بين الحشود… لقد كان مختلفًا حقًا عن غيره!
كادت سيقان الحاملين الأربعة أن تخور حين أنزلوا المحفّة أخيرًا. لم يكونوا خائفين ولا قلقين، بل كانوا مفعمين بالانفعال؛ فبأنظارهم كان هذا الموقف شرفًا عظيمًا، وخدمة أسلاف القبيلة أمرًا يفاخرون به أمام أبنائهم وأحفادهم في المستقبل.
شعر شاو شوان بنظرات الجميع عليه، لكنه تجاهلها. وبيديه، وضع سيف الناب في المِرْوَد، وغمره في السائل الرمادي.
وحين اصطفّ كل فرد من مجموعته خلف المِرْوَد الحجري، رفع الشامان يديه علامة البدء بتطهير الأسلحة.
كان على السيف دم الريح السوداء الشائكة، والسائل البني لتلك الحشرة من الكهف، ولم يكن الماء قد أزالها تمامًا من قبل. ولكن حين أنهى الشامان التعاويذ، وأمرهم بإخراج الأدوات الحجرية، فوجئ شاو شوان بأنّ السيف لم يعد يحمل أي أثر، وأن الأدوات جميعها تلمع كأنها لم تُستخدم قط في رحلة صيد.
ثم سحب قدمه، والتفت إلى شاو شوان بابتسامة مصطنعة: “لم يقصد الأذى.” محاولًا أن يبدو ودودًا.
وحين انتهى طقس تطهير السيوف، شعر المحاربون بالارتياح، وكأن شيئًا من أرواحهم قد غُسِل.
كان على السيف دم الريح السوداء الشائكة، والسائل البني لتلك الحشرة من الكهف، ولم يكن الماء قد أزالها تمامًا من قبل. ولكن حين أنهى الشامان التعاويذ، وأمرهم بإخراج الأدوات الحجرية، فوجئ شاو شوان بأنّ السيف لم يعد يحمل أي أثر، وأن الأدوات جميعها تلمع كأنها لم تُستخدم قط في رحلة صيد.
وبالنظر لضعف جسد شاو شوان، ولأنه اصطاد الكثير من الطرائد، أخبره الشامان أن يعود أولًا، وأنه سيرسل من يحمل حقّه من اللحم لاحقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الشامان يحدّق في شاو شوان بنظرة مطمئنة رقيقة.
وعدم اضطراره لحمل اللحم بنفسه وفّر عليه عناءً كثيرًا، ولم يخشَ أن يطمع أحد بنصيبه.
لو علم الشامان أو الزعيم لكان عقابنا شديدًا!
وعند مغادرته، نكز كيكي القائد الرئيسي بخفة، وحدّق في ظهر شاو شوان قبل أن يرفع نظره إلى قائده.
كادت سيقان الحاملين الأربعة أن تخور حين أنزلوا المحفّة أخيرًا. لم يكونوا خائفين ولا قلقين، بل كانوا مفعمين بالانفعال؛ فبأنظارهم كان هذا الموقف شرفًا عظيمًا، وخدمة أسلاف القبيلة أمرًا يفاخرون به أمام أبنائهم وأحفادهم في المستقبل.
كان القائد شديد الجديّة، لكنه أومأ له إيماءة صغيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان القائد الرئيسي مستغرقًا في التفكير، ثم شعر بنظرات فوقه، فرفع رأسه ليجد أباه يحدّق فيه. فبادر إلى الابتسام تملّقًا، على غير عادته كقائد فريق صيد.
نال كيكي الإذن، فانفرجت أساريره وترك الاهتمام بالطرائد لتوو، وركض خلف شاو شوان.
كان على السيف دم الريح السوداء الشائكة، والسائل البني لتلك الحشرة من الكهف، ولم يكن الماء قد أزالها تمامًا من قبل. ولكن حين أنهى الشامان التعاويذ، وأمرهم بإخراج الأدوات الحجرية، فوجئ شاو شوان بأنّ السيف لم يعد يحمل أي أثر، وأن الأدوات جميعها تلمع كأنها لم تُستخدم قط في رحلة صيد.
كان القائد الرئيسي مستغرقًا في التفكير، ثم شعر بنظرات فوقه، فرفع رأسه ليجد أباه يحدّق فيه. فبادر إلى الابتسام تملّقًا، على غير عادته كقائد فريق صيد.
كان سيفًا فريدًا من ناب الكومودو… ومع ذلك تحطّم هكذا! والآخذ به مجرّد فتى! أيمتلك فعلًا قوة تكسر سيفًا كهذا؟!
قطّب الزعيم حاجبيه وهو يتساءل عمّا يخطّط له ابنه… ونظر إلى ماو الواقف جانبًا. لعل الأمر يتعلّق به؟ كان يعلم قليلًا عن المشكلات بين ماو وشاو شوان، لكنه عدّها منافسة بريئة داخل القبيلة. وبحسب العادات، لا يجوز للشيوخ التدخل في منافسات كهذه، فضلًا عن أنّ شاو شوان أثبت نفسه مرارًا، ولم يعد أحد يجرؤ على اضطهاده.
حتى وجه الشامان الهادئ تجمّد. ولحظة قصيرة، تذكّر الفتى الذي تظاهر بغناء “أنشودة الصيد” بين الحشود… لقد كان مختلفًا حقًا عن غيره!
ولمّا همّ الزعيم بالاقتراب من ابنه، ناداه الشامان. كانت المسألة تتعلق بالأسلاف.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وبما أنّ الأمر يخصّ الأسلاف، لم يكن الزعيم ليؤخّره. لكنه قبل أن يغادر برفقة الشامان، وجّه لابنه نظرة تحذير.
وقد جعل أداؤه الباهر أثناء الصيد، ثم اكتشافه للأسلاف، كل محارب في القبيلة يوجّه بصره إليه وهو يتقدّم نحو موقعه في طقس التطهير. فعندما التقوا مجموعات الصيد الأخرى في الغابة، لم ينل شاو شوان الكثير من الاهتمام لضيق الوقت، أمّا الآن وقد عادوا إلى الديار، فقد أراد الجميع أن يلقوا نظرة أقرب على هذا الفتى الأسطوري، حتى الزعيم والقائد الرئيسي كانا يراقبانه.
لم يُعر القائد الرئيسي اهتمامًا لنظرة والده، وواصل تفكيره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com والحديث عن “تطهير السيوف” لا يقتصر على السيوف نفسها، فالرماح الحجرية والفؤوس وغيرها من أدوات الصيد كان لابدّ أيضًا من غسلها.
وفي تلك الأثناء، كان شاو شوان ينزل الجبل خالي اليدين. لم يسلك طريق المجد ولا أيّ طريق مزدحم، بل اختار مسالك جانبية هادئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي تلك الأثناء، كان شاو شوان ينزل الجبل خالي اليدين. لم يسلك طريق المجد ولا أيّ طريق مزدحم، بل اختار مسالك جانبية هادئة.
كانت معظم الأسر منشغلة باستقبال المحاربين العائدين أو بترتيب الطعام، فلم يصادف شاو شوان إلا قليلًا من الناس.
وقد جعل أداؤه الباهر أثناء الصيد، ثم اكتشافه للأسلاف، كل محارب في القبيلة يوجّه بصره إليه وهو يتقدّم نحو موقعه في طقس التطهير. فعندما التقوا مجموعات الصيد الأخرى في الغابة، لم ينل شاو شوان الكثير من الاهتمام لضيق الوقت، أمّا الآن وقد عادوا إلى الديار، فقد أراد الجميع أن يلقوا نظرة أقرب على هذا الفتى الأسطوري، حتى الزعيم والقائد الرئيسي كانا يراقبانه.
وكان يحاول أن يفكر بما سيقوله للعجوز كي بشأن سيف الناب، لكن فجأة شعر بشيء من خلفه، فتوقّف. تألّق بريق بارد في عينيه، ومن غير أن ينظر إلى القبضة المتقدمة نحوه، مال برأسه وانثنى بجسده، فتفادى الضربة بسهولة.
أما الأدوات الحجرية التي وجدها شاو شوان قرب الأسلاف فقد سلّمها إلى القادة عند اجتماع فريق الصيد، وباتت الآن كلها بين يدي القائد الرئيسي. كانت أدوات مصنوعة من حجارة نفيسة حقًا، لكن شاو شوان لم يكن ليستطيع الاحتفاظ بها. فالقبيلة هي القبيلة، ومع كل تلك العيون التي تراقبه، لكان من الحماقة أن يخفيها لنفسه. وكان الخيار الأفضل أن يسلّمها، فهو واثق أنّ الشامان والزعيم سيكافئانه بما يستحق، فينال نصيبه من الحجر النفيس.
ورغم فشل ضربته الأولى، لم يتوقف الرجل، واستمر في الهجوم. ولم تكن ضربته أبطأ من الأولى، بل تبعتها أخرى في اللحظة نفسها التي تفاداها شاو شوان.
ما هذا بحق!؟
ولم يعد هناك مجال للتفادي، فرفع شاو شوان ذراعيه لصدّ اللكمات. وكان جسده الصغير يُجبر على التراجع من قوة خصمه العاتية. وكلما خطا خطوة إلى الوراء، تكسّرت الحجارة تحت قدميه، يُسمَع صوتها كقرقعة الرعد قبل انهمار العاصفة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
ومع ذلك ظل خصمه يضغط عليه خطوة بعد خطوة. كان كلما تراجع شاو شوان خطوة، تقدّم هو خطوة أخرى، وفي كل خطوة يوجه إليه لكمة إضافية. كثرة الضربات لم تترك لشاو شوان لحظة ليتفاداها. وفي لحظة كان الغبار يرتفع، وفي اللحظة التالية تفرّقه قبضات الخصم.
أما الأدوات الحجرية التي وجدها شاو شوان قرب الأسلاف فقد سلّمها إلى القادة عند اجتماع فريق الصيد، وباتت الآن كلها بين يدي القائد الرئيسي. كانت أدوات مصنوعة من حجارة نفيسة حقًا، لكن شاو شوان لم يكن ليستطيع الاحتفاظ بها. فالقبيلة هي القبيلة، ومع كل تلك العيون التي تراقبه، لكان من الحماقة أن يخفيها لنفسه. وكان الخيار الأفضل أن يسلّمها، فهو واثق أنّ الشامان والزعيم سيكافئانه بما يستحق، فينال نصيبه من الحجر النفيس.
كان الرجل أقوى بكثير من شاو شوان، ومهارته أعلى، ومع ضرباته المتتابعة كان يسحقه سحقًا بقوته.
أتريد إثبات قوتك على طفل؟ ألا تخجل؟!
شعر شاو شوان باندفاع دم في حلقه، ثم سمع صوت طقطقة في ذراعه. ومع تلك الطقطقة، طار جسده إلى الخلف، وارتطم بالأرض متعثرًا قبل أن يقف بصعوبة، محاولًا أن يبتلع الدم الذي فاض إلى فمه.
قطّب الزعيم حاجبيه وهو يتساءل عمّا يخطّط له ابنه… ونظر إلى ماو الواقف جانبًا. لعل الأمر يتعلّق به؟ كان يعلم قليلًا عن المشكلات بين ماو وشاو شوان، لكنه عدّها منافسة بريئة داخل القبيلة. وبحسب العادات، لا يجوز للشيوخ التدخل في منافسات كهذه، فضلًا عن أنّ شاو شوان أثبت نفسه مرارًا، ولم يعد أحد يجرؤ على اضطهاده.
وهذه المرة لم يُكمل خصمه الهجوم.
وعند مغادرته، نكز كيكي القائد الرئيسي بخفة، وحدّق في ظهر شاو شوان قبل أن يرفع نظره إلى قائده.
وحين هدأ الطرفان، خبا النمط الطوطمي على جسديهما.
كانت معظم الأسر منشغلة باستقبال المحاربين العائدين أو بترتيب الطعام، فلم يصادف شاو شوان إلا قليلًا من الناس.
وقف شاو شوان، يلهث بثقل. لم يعبأ بذراعه المكسورة، فالجراح ليست خطيرة في نظره. ثبّت عينيه على خصمه: كيكي.
نظر إليه شاو شوان، ثم إلى ذراعه المكسورة، ثم عاد ينظر إليه بوجهٍ جامد، كأنما يقول: أهكذا يكون عدم القصد؟ يكسر ذراعي؟
ورغم أنّ كيكي لم يكن يحمل نية قتل، وقد خرج للتو من طقس التطهير، إلا أنّ سنوات الصيد الطويلة جعلت كل حركة منه مفعمة بنذير الوحشية.
ورغم أنّ كيكي لم يكن يحمل نية قتل، وقد خرج للتو من طقس التطهير، إلا أنّ سنوات الصيد الطويلة جعلت كل حركة منه مفعمة بنذير الوحشية.
“حسن!” كان كيكي مسرورًا لرؤية شاو شوان واقفًا بعد كل تلك الضربات بلا تعبير ألم. ولم يبدُ أنه يبالي بذراعه المكسورة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لكن ما إن نطق كلمة “حسن”، حتى تلقّى ركلة أطاحت به.
أمر الشامان بعض الرجال بإحضار مِرْوَدٍ حجري طويل، مملوء بماء رمادي. كان يفوح منه عبير نضر، يشبه رائحة نباتات الغابة، غير أنّ شاو شوان لم يكن يعرف كيف صُنع.
كان توو هو من ركله. جاء بأمر من القائد ليراقب الوضع، لكن أول ما رآه هو كيكي وهو يكسر ذراع الفتى.
ولهذا السبب، حين جاء دور شاو شوان لتطهير أسلحته، خصّه الشامان بمكان عند مقدّمة المِرْوَد الحجري. وعادةً لا يقف في الموضع المقابل للشامان سوى الأفضل أداءً في مهمّة الصيد. فكثيرًا ما كان ذلك المكان محفوظًا لقادة مجموعات الصيد، ولكن هذه المرة كان من نصيب شاو شوان، ولم يعترض ماي ولا غيره على ذلك.
ما هذا يا كيكي؟!
فهم توو الإشارة فورًا، ولعن نفسه لصَفائه. لقد كسر كيكي ذراع الفتى، فكيف يأخذ الأعشاب من يد الرجل نفسه؟!
طلب منك القائد أن تختبره، فهل هذه طريقتك للاختبار؟!
وعند مغادرته، نكز كيكي القائد الرئيسي بخفة، وحدّق في ظهر شاو شوان قبل أن يرفع نظره إلى قائده.
أأنت محارب بالغ، أقوى منه بأضعاف، ثم تضربه هكذا؟!
كان كل قائد مجموعة صيد يأخذ أفراد مجموعته لتطهير أسلحتهم. وغاية طقس تطهير السيوف أن يُزال ما عَلِق بالسيوف من تلوّث الدم بعد رحلة الصيد، وأن تُغسل عنها الروح الضارية القاتلة التي عادت بها من الجبال؛ فيهدأ المحاربون الغارقون بعدُ في ذهنية المطاردة والقتل، وتخفّ حدّة نوازعهم المضطربة.
أتريد إثبات قوتك على طفل؟ ألا تخجل؟!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تأمّل شاو شوان ظهرهما مبتعدين، متسائلًا في نفسه عن سبب تصرّفهما بتلك الطريقة…
لو علم الشامان أو الزعيم لكان عقابنا شديدًا!
وقد جعل أداؤه الباهر أثناء الصيد، ثم اكتشافه للأسلاف، كل محارب في القبيلة يوجّه بصره إليه وهو يتقدّم نحو موقعه في طقس التطهير. فعندما التقوا مجموعات الصيد الأخرى في الغابة، لم ينل شاو شوان الكثير من الاهتمام لضيق الوقت، أمّا الآن وقد عادوا إلى الديار، فقد أراد الجميع أن يلقوا نظرة أقرب على هذا الفتى الأسطوري، حتى الزعيم والقائد الرئيسي كانا يراقبانه.
غضب توو وغرس قدمه في ظهر كيكي مرة أخرى وهو ينهض.
ماذا حدث بحق الجحيم؟!
“يا أخرق! بلا عقل!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما أخرج سيف الناب الذي منحه إياه العجوز كي، أخرج معه رأس السيف المكسور.
ثم سحب قدمه، والتفت إلى شاو شوان بابتسامة مصطنعة: “لم يقصد الأذى.” محاولًا أن يبدو ودودًا.
***
نظر إليه شاو شوان، ثم إلى ذراعه المكسورة، ثم عاد ينظر إليه بوجهٍ جامد، كأنما يقول: أهكذا يكون عدم القصد؟ يكسر ذراعي؟
أمر الشامان بعض الرجال بإحضار مِرْوَدٍ حجري طويل، مملوء بماء رمادي. كان يفوح منه عبير نضر، يشبه رائحة نباتات الغابة، غير أنّ شاو شوان لم يكن يعرف كيف صُنع.
سبّ توو كيكي في سرّه آلاف المرات، لكنه حافظ على ابتسامة اعتذار، وأخرج كيسًا صغيرًا من الأعشاب ملفوفًا بأوراق الشجر: “هذه أعشاب جيدة. ستتعافى ذراعك خلال أيام إن شربتها.”
بعد وصولهم إلى نهاية طريق المجد، وضع جميع محاربي فريق الصيد طرائدهم جانبًا، إذ كان عليهم حضور طقسٍ لا يكتمل نجاح مهمّة الصيد إلاّ به.
ظل شاو شوان يحدّق به بملامح صامتة. وحين بدأ توو يشعر بالقشعريرة من نظرته، خفّض شاو شوان بصره نحو حقيبته الجلدية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي تلك الأثناء، كان شاو شوان ينزل الجبل خالي اليدين. لم يسلك طريق المجد ولا أيّ طريق مزدحم، بل اختار مسالك جانبية هادئة.
فهم توو الإشارة فورًا، ولعن نفسه لصَفائه. لقد كسر كيكي ذراع الفتى، فكيف يأخذ الأعشاب من يد الرجل نفسه؟!
كان الرجل أقوى بكثير من شاو شوان، ومهارته أعلى، ومع ضرباته المتتابعة كان يسحقه سحقًا بقوته.
وضع توو الأعشاب داخل حقيبة شاو شوان، ثم ابتسم له بامتنان متصنع: “هو معتوه لا يدري ما يفعل. أرجو أن تعذره… بما أننا في فريق الصيد نفسه، هاها…”
لم يكن شاو شوان يدرك مكانة أولئك الأسلاف، ولكن مما رآه من سلوك الشامان، خمّن أنّ صاحب الزينة العظمية هو الأهم بينهم. وقد أدّى الشامان له تحية خاصة دقيقة.
تبًّا لك ولأختك! فكّر شاو شوان وهو يحدّق به.
“يا أخرق! بلا عقل!”
لم يتحمّل توو نظراته أكثر، فتوجه إلى كيكي وسحبه بعيدًا.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
تأمّل شاو شوان ظهرهما مبتعدين، متسائلًا في نفسه عن سبب تصرّفهما بتلك الطريقة…
شعر شاو شوان بنظرات الجميع عليه، لكنه تجاهلها. وبيديه، وضع سيف الناب في المِرْوَد، وغمره في السائل الرمادي.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لو علم الشامان أو الزعيم لكان عقابنا شديدًا!
طلب الشامان من الحاملين أن يضعوا المحفّة الخشبية داخل حفرة النار. وبما أنّ في الحفرة كتلة صغيرة فحسب من اللهب، كان فيها متّسع للمحفّة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات