مدينة آريس
الفصل 9 : مدينة آريس
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “أنت! أيها المتصيد!” يصرخ سيفرو. “أنا أمير حرب إرهابي! توقف عن رميي. لقد جعلتني أسقط الحلوى الخاصة بي!” ينظر سيفرو إلى أرضية الممر. “انتظر. أين هي؟ اللعنة يا راغنار. أين قطعة الفول السوداني الخاصة بي؟ هل تعلم كم عدد الأشخاص الذين اضطررت لقتلهم للحصول عليها. ستة! ستة!” يمضغ راغنار بهدوء فوقي، وعلى الرغم من أنني ربما أكون مخطئًا، أعتقد أنني أراه يبتسم. “راغنار، هل كنت تنظف أسنانك؟ تبدو رائعة”. “شكرًا لك”، يتفاخر بقدر ما يمكن لرجل يبلغ طوله ثمانية أقدام أن يتفاخر وفمه ممتلئ بقطعة من زبدة الفول السوداني. “الساحر أزال أسناني القديمة. لقد آلمتني كثيرًا. هذه جديدة. أليست جيدة؟” “ميكي، الساحر”، أؤكد. “بالفعل. لقد علمني أيضًا القراءة قبل أن يغادر تينوس”. يثبت راغنار هذا بقراءة كل لافتة وتحذير نمر به في القاعة حتى ندخل حظيرة الطائرات بعد حوالي عشر دقائق. يتبعه سيفرو، لا يزال يشتكي من الحلوى المفقودة. الحظيرة ضيقة بمعايير المجتمع، لكن ارتفاعها لا يزال يقارب ثلاثين مترًا وعرضها ستين. لقد تم قطعها في الصخر بواسطة مثاقب الليزر. الأرضية من الحجر، مسودة بالأسود من المحركات. عدة مركبات متهالكة تجلس في مراسيها بجانب ثلاث ذوات أجنحة خاطفة جديدة لامعة. يقوم “الحمر” بتوجيه من اثنين من “البرتقاليين” بخدمة السفن ويحدقون فيّ ونحن نمر. أشعر بأنني غريب هنا.
إنه الصباح الباكر وأنا أرتشف القهوة وأتناول وعاءً من حبوب الإفطار التي أحضرتها لي أمي من المخزن. لست مستعدًا بعد للحشود. لقد ذهب “كيران” و”ليانا” بالفعل إلى العمل، لذا أجلس مع “ديو” وأمي بينما يرتدي الأطفال ملابسهم للمدرسة. إنها علامة جيدة. تعرف أن شعبًا قد استسلم عندما يتوقف عن تعليم أطفاله. أنهي قهوتي. تصب لي أمي المزيد.
مجموعة متنوعة من الجنود تبتعد عن مركبة محطمة. بعضهم لا يزال في درعه وعباءات الذئب تتدلى من أكتافهم. آخرون تجردوا من ملابسهم إلى بذلاتهم الداخلية أو يمشون عراة الصدور. “يا رئيس!” تصرخ الحصاة من تحت ذراع المهرج. إنها ممتلئة كعادتها، وتبتسم لي، وتجر المهرج معها لتتحرك بشكل أسرع. شعره المنتفخ متلبد بالعرق، ويتكئ على الفتاة الأقصر. كلا وجهيهما مشرقان عندما يقتربان، كما لو كنت تمامًا كما يتذكران. تدفع الحصاة المهرج من كتفها لتعانقني. المهرج، من جانبه، ينحني انحناءة سخيفة.
“هل أخذتِ إبريقًا كاملاً؟” أسأل.
“أصر الطاهي. حاول أن يعطيني اثنين”.
أرتشف من الكوب. “إنه يشبه الشيء الحقيقي تقريبًا”.
“إنه الشيء الحقيقي”، تقول “ديو”. “هناك قرصان يرسل لنا بضائع مهربة. القهوة من الأرض، على ما أعتقد. قالوا إنها من ‘جاماكا'”.
لم أصحح لها.
“لا نفعل. أعني، نحاول، ولكن لم تكن هناك فئران في تينوس منذ شهر. الناس ينامون متلاصقين. بدأنا في نقل اللاجئين إلى الهوابط. لكن المرض ينتشر بالفعل بين الناس. ليس لدينا ما يكفي من الأدوية. ولا يمكنني المخاطرة بمرض ‘أبنائي’. بدونهم. ليس لدينا أسنان. نحن مجرد بقرة مريضة تنتظر الذبح”. “وقد قاموا بأعمال شغب”، يقول راغنار. “أعمال شغب؟” “نعم، كدت أنسى ذلك. اضطررنا إلى خفض الحصص إلى النصف. كانت صغيرة جدًا بالفعل. هؤلاء الأوغاد ناكرو الجميل في الأسفل لم يعجبهم ذلك كثيرًا”. “لقد فقد الكثيرون حياتهم قبل أن أنزل”. “درع تينوس”، يقول سيفرو. “إنه أكثر شعبية مني، هذا أمر مؤكد. إنهم لا يلومونه على الحصص الغذائية السيئة. لكنني أكثر شعبية من الراقص، لأن لدي خوذة رائعة وهو مسؤول عن الأمور الدقيقة التي لا أستطيع القيام بها. الناس أغبياء جدًا. رجل يكسر ظهره من أجلهم ويعتقدون أنه بخيل غبي. على الأقل ‘الأبناء’ يحبونه—كعمك”. “يبدو وكأننا عدنا ألف عام إلى الوراء”، أقول بيأس. “تقريبًا، باستثناء المولدات. هناك نهر يمر تحت الحجر. لذا هناك ماء، صرف صحي، طاقة، أحيانًا. و… هناك قذارة فاسقة أيضًا. جرائم. قتل. اغتصاب. سرقة. علينا أن نبقي حثالة ‘غاما’ منفصلين عن الجميع. بعض ‘أوميكرون’ شنقوا هذا الطفل الصغير من ‘غاما’ الأسبوع الماضي ونحتوا شعار ‘الذهبيين’ في صدره، ومزقوا شعارات ‘الحمر’ من ذراعيه. قالوا أنه كان مواليًا، ‘ذهبيًا’. كان في الرابعة عشرة من عمره”.
“أوي!” يصرخ صوت في الممرات. تقفز أمي عند سماع الصوت. “يا حاصد! يا حاصد! اخرج والعب-ب-ب!” هناك ضجة في القاعة وصوت أقدام تدوس.
“تذكر، ديانا أخبرتنا أن نطرق”، يقول صوت مدوٍ.
“أنت مزعج جدًا. حسنًا”. ثم نسمع طرقا مهذبا على الباب. “تحياتنا! إنه العم سيفرو والعملاق الودود باعتدال”.
“العواؤون يبلغون عن أنفسهم للخدمة يا زعيم”، يقول. “آسف على الجلبة”. “الأمور أصبحت شائكة”، تشرح الحصاة قبل أن أتمكن من التحدث. “شائكة للغاية. هناك شيء مختلف فيك يا حاصد”. يضع المهرج يديه على وركيه. “تبدو… نحيفًا. هل قصصت شعرك؟ لا تخبرني. إنها اللحية… تنحف بشكل رهيب”. “لطف منك أن تلاحظ”، أقول. “وأن تبقى، مع الأخذ في الاعتبار كل شيء”. “ماذا، تقصد كذبك علينا لمدة خمس سنوات؟” “نعم، ذلك”، أقول. “حسنًا…” يقول المهرج، على وشك أن يهاجمني. تضربه الحصاة على كتفه. “بالطبع سنبقى يا حاصد!” تقول بلطف. “هذه عائلتنا…” “ولكن لدينا مطالب…” يواصل المهرج، وهو يلوح بإصبعه. “إذا كنت ترغب في خدماتنا الكاملة. ولكن… في الوقت الحالي، يجب أن نذهب. أخشى أن لدي شظايا في مؤخرتي. لذا أستأذنك. تعالي يا حصاة. إلى الجراحين”. “وداعًا يا رئيس!” تقول الحصاة. “سعيدة لأنك لست ميتًا!” “عشاء الفرقة في الثامنة!” ينادي سيفرو خلفهم. “لا تتأخر. الشظايا في مؤخرتك ليست عذرًا يا مهرج”. “نعم سيدي!” يلتفت سيفرو إليّ بابتسامة. “الأوغاد لم يطرف لهم جفن حتى عندما أخبرتهم أنك صدئ. أتوا معي ومع ‘راغز’ لإحضار عائلتك على الفور. كان من الرائع إخبارهم بما هو عليه الأمر، على الرغم من ذلك. من هذا الطريق”.
تومئ أمي إلى إحدى بنات أخي المتحمسات. “إيلا، تفضلي علينا”. تندفع إيلا إلى الأمام لتفتح الباب لسيفرو. يقتحم المكان، ويلتقطها. تصرخ من الفرح. يرتدي بذلته الداخلية، نسيج أسود يمتص العرق يرتديه الجنود تحت الدرع النبضي. بقع العرق تلطخ الإبطين. ترتعش عيناه عندما يراني، ويرمي إيلا بقسوة على السرير ويندفع نحوي، وذراعاه ممدودتان. تخرج ضحكة غريبة من صدره، ووجهه الشبيه بالفأس ينشق بابتسامة متعرجة. شعره بقصة “موهوك” متسخ ومبلل بالعرق.
“سيفرو، كن حذرًا!” تقول أمي.
“يا حاصد!” يصطدم بي، ويدير كرسيي جانبًا، ويجعل أسناني تصطك، وهو يرفعني نصف رفعة من الكرسي، أقوى مما كان، ورائحته تفوح بالتبغ ووقود المحركات والعرق. يضحك نصف ضحكة، ويبكي نصفًا ككلب متحمس على صدري. “كنت أعلم أنك على قيد الحياة. كنت أعلم ذلك بحق الجحيم. لا يمكن للعاهرات الأقزام خداعي”. يتراجع، وينظر إليّ بابتسامة عريضة مشوهة. “أيها الوغد اللعين”.
“انتبه لألفاظك!” تصرخ أمي.
أتألم. “أضلاعي”.
“أوه، اللعنة، آسف يا أخي”. يتركني أغوص مرة أخرى في الكرسي، ويركع حتى نكون وجهًا لوجه. “قلتها مرة. الآن سأقولها مرتين. إذا كان هناك شيئان في هذا العالم لا يمكن قتلهما، فهما الفطريات التي تحت خصيتي وحاصد المريخ اللعين. هاها!”
“سيفرو!”
“آسف يا ديانا. آسف”.
أتراجع عنه. “سيفرو. رائحتك… فظيعة”.
“لم أستحم منذ خمسة أيام”، يتفاخر، ويمسك بمنطقة العانة. “إنه حساء سيفرو هنا يا فتى”. يضع يديه على وركيه. “أتعلم، تبدو… إرم…” يلقي نظرة على أمي ويلجم لسانه. “فظيعًا بحق الجحيم”.
“العواؤون يبلغون عن أنفسهم للخدمة يا زعيم”، يقول. “آسف على الجلبة”. “الأمور أصبحت شائكة”، تشرح الحصاة قبل أن أتمكن من التحدث. “شائكة للغاية. هناك شيء مختلف فيك يا حاصد”. يضع المهرج يديه على وركيه. “تبدو… نحيفًا. هل قصصت شعرك؟ لا تخبرني. إنها اللحية… تنحف بشكل رهيب”. “لطف منك أن تلاحظ”، أقول. “وأن تبقى، مع الأخذ في الاعتبار كل شيء”. “ماذا، تقصد كذبك علينا لمدة خمس سنوات؟” “نعم، ذلك”، أقول. “حسنًا…” يقول المهرج، على وشك أن يهاجمني. تضربه الحصاة على كتفه. “بالطبع سنبقى يا حاصد!” تقول بلطف. “هذه عائلتنا…” “ولكن لدينا مطالب…” يواصل المهرج، وهو يلوح بإصبعه. “إذا كنت ترغب في خدماتنا الكاملة. ولكن… في الوقت الحالي، يجب أن نذهب. أخشى أن لدي شظايا في مؤخرتي. لذا أستأذنك. تعالي يا حصاة. إلى الجراحين”. “وداعًا يا رئيس!” تقول الحصاة. “سعيدة لأنك لست ميتًا!” “عشاء الفرقة في الثامنة!” ينادي سيفرو خلفهم. “لا تتأخر. الشظايا في مؤخرتك ليست عذرًا يا مهرج”. “نعم سيدي!” يلتفت سيفرو إليّ بابتسامة. “الأوغاد لم يطرف لهم جفن حتى عندما أخبرتهم أنك صدئ. أتوا معي ومع ‘راغز’ لإحضار عائلتك على الفور. كان من الرائع إخبارهم بما هو عليه الأمر، على الرغم من ذلك. من هذا الطريق”.
يسقط ظل على الغرفة بينما يدخل رجل ويحجب الضوء العلوي بالقرب من الباب. يتجمع الأطفال بفرح حول راغنار حتى يكاد لا يستطيع المشي.
“مرحبًا يا حاصد”، يقول فوق صرخاتهم.
أحيي راغنار بابتسامة. وجهه غير مبالٍ كعادته. موشوم وشاحب، متصلب من رياح موطنه القطبي، كجلد وحيد القرن. لحيته البيضاء مجدولة في أربع ضفائر، وشعر رأسه محلوق باستثناء ذيل أبيض مجدول بشرائط حمراء. يسأله الأطفال عما إذا كان قد أحضر لهم هدايا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “أنت! أيها المتصيد!” يصرخ سيفرو. “أنا أمير حرب إرهابي! توقف عن رميي. لقد جعلتني أسقط الحلوى الخاصة بي!” ينظر سيفرو إلى أرضية الممر. “انتظر. أين هي؟ اللعنة يا راغنار. أين قطعة الفول السوداني الخاصة بي؟ هل تعلم كم عدد الأشخاص الذين اضطررت لقتلهم للحصول عليها. ستة! ستة!” يمضغ راغنار بهدوء فوقي، وعلى الرغم من أنني ربما أكون مخطئًا، أعتقد أنني أراه يبتسم. “راغنار، هل كنت تنظف أسنانك؟ تبدو رائعة”. “شكرًا لك”، يتفاخر بقدر ما يمكن لرجل يبلغ طوله ثمانية أقدام أن يتفاخر وفمه ممتلئ بقطعة من زبدة الفول السوداني. “الساحر أزال أسناني القديمة. لقد آلمتني كثيرًا. هذه جديدة. أليست جيدة؟” “ميكي، الساحر”، أؤكد. “بالفعل. لقد علمني أيضًا القراءة قبل أن يغادر تينوس”. يثبت راغنار هذا بقراءة كل لافتة وتحذير نمر به في القاعة حتى ندخل حظيرة الطائرات بعد حوالي عشر دقائق. يتبعه سيفرو، لا يزال يشتكي من الحلوى المفقودة. الحظيرة ضيقة بمعايير المجتمع، لكن ارتفاعها لا يزال يقارب ثلاثين مترًا وعرضها ستين. لقد تم قطعها في الصخر بواسطة مثاقب الليزر. الأرضية من الحجر، مسودة بالأسود من المحركات. عدة مركبات متهالكة تجلس في مراسيها بجانب ثلاث ذوات أجنحة خاطفة جديدة لامعة. يقوم “الحمر” بتوجيه من اثنين من “البرتقاليين” بخدمة السفن ويحدقون فيّ ونحن نمر. أشعر بأنني غريب هنا.
“سيفرو”. أنحني إلى الأمام. “عيناك…”
ينحني قريبًا. “هل يعجبانك؟” مدفونتان في ذلك الوجه الضيق والحاد الزوايا، لم تعد عيناه بذلك الظل القذر من اللون “الذهبي”، بل أصبحتا الآن حمراوين كتربة المريخ. يسحب جفنيه حتى أتمكن من الرؤية بشكل أفضل. ليستا عدستين لاصقتين. واليمنى لم تعد اصطناعية.
“بحق الجحيم. هل تم نحتك؟”
“على يد أفضل من في المهنة. هل يعجبانك؟”
“إنهما رائعتان بحق الجحيم. تناسبانك كقفاز”.
يضرب يديه ببعضهما البعض. “سعيد لأنك قلت ذلك. لأنهما لك”.
يشحب لوني. “ماذا؟”
“إنهما لك”.
“ماذا لي؟”
“عيناك!”
“عيناي…”
“هل أسقطك ذلك العملاق الودود على رأسك في عملية الإنقاذ؟ كان لدى ميكي عيناك في صندوق تبريد في محله في يوركتون—مكان مخيف، بالمناسبة—عندما داهمناه للحصول على إمدادات لإعادتها إلى تينوس لمساعدة ‘الانتفاضة’. فكرت أنك لا تستخدمهما، لذا…” يهز كتفيه بشكل محرج. “لذا سألته إذا كان بإمكانه وضعهما لي. كما تعلم. لتقريبنا من بعضنا البعض. شيء لأتذكرك به. هذا ليس غريبًا جدًا، أليس كذلك؟”
“أخبرته أنه غريب”، يقول راغنار. إحدى الفتيات تتسلق ساقه.
“هل تريد العينين مرة أخرى؟” يسأل سيفرو، قلقًا فجأة. “يمكنني إعادتهما”.
“لا!” أقول. “لقد نسيت كم أنت مجنون”.
“أوه”. يضحك ويصفع كتفي. “جيد. ظننت أنه شيء خطير. إذًا أنا بخير في الاحتفاظ بهما؟”
“من وجدها فهي له”، أقول وأهز كتفي.
“يا ديانا من ليكوس، هل يمكننا استعارة ابنك لأمور حربية؟” يسأل راغنار أمي. “لديه الكثير ليفعله. أشياء كثيرة ليعرفها”.
“فقط إذا أعدته قطعة واحدة. وتأخذ بعض القهوة معك. وتأخذ هذه الجوارب إلى المغسلة”. تدفع أمي كيسًا من الجوارب المرقعة حديثًا في ذراعي راغنار.
“العواؤون يبلغون عن أنفسهم للخدمة يا زعيم”، يقول. “آسف على الجلبة”. “الأمور أصبحت شائكة”، تشرح الحصاة قبل أن أتمكن من التحدث. “شائكة للغاية. هناك شيء مختلف فيك يا حاصد”. يضع المهرج يديه على وركيه. “تبدو… نحيفًا. هل قصصت شعرك؟ لا تخبرني. إنها اللحية… تنحف بشكل رهيب”. “لطف منك أن تلاحظ”، أقول. “وأن تبقى، مع الأخذ في الاعتبار كل شيء”. “ماذا، تقصد كذبك علينا لمدة خمس سنوات؟” “نعم، ذلك”، أقول. “حسنًا…” يقول المهرج، على وشك أن يهاجمني. تضربه الحصاة على كتفه. “بالطبع سنبقى يا حاصد!” تقول بلطف. “هذه عائلتنا…” “ولكن لدينا مطالب…” يواصل المهرج، وهو يلوح بإصبعه. “إذا كنت ترغب في خدماتنا الكاملة. ولكن… في الوقت الحالي، يجب أن نذهب. أخشى أن لدي شظايا في مؤخرتي. لذا أستأذنك. تعالي يا حصاة. إلى الجراحين”. “وداعًا يا رئيس!” تقول الحصاة. “سعيدة لأنك لست ميتًا!” “عشاء الفرقة في الثامنة!” ينادي سيفرو خلفهم. “لا تتأخر. الشظايا في مؤخرتك ليست عذرًا يا مهرج”. “نعم سيدي!” يلتفت سيفرو إليّ بابتسامة. “الأوغاد لم يطرف لهم جفن حتى عندما أخبرتهم أنك صدئ. أتوا معي ومع ‘راغز’ لإحضار عائلتك على الفور. كان من الرائع إخبارهم بما هو عليه الأمر، على الرغم من ذلك. من هذا الطريق”.
“كما تشائين”.
“وماذا عن الهدايا؟” يسأل أحد أبناء أخي. “ألم تحضر أيًا منها؟”
“لدي هدية لك…” يقول سيفرو.
“سيفرو، لا!” تصرخ “ديو” وأمي.
“ماذا؟” يخرج كيسًا. “إنها مجرد حلوى هذه المرة”.
—
الفصل 9 : مدينة آريس
“…وهذا عندما تعثر راغنار بـالحصاة وسقط من مؤخرة وسيلة النقل”، يقهقه سيفرو. “كالأحمق”. يأكل قطعة حلوى فوق رأسي وهو يدفع كرسيي المتحرك بتهور عبر الممر الحجري. يركض بسرعة مرة أخرى ويقفز على ظهره لينزلق حتى ننحرف إلى الحائط. أتألم. “لذا يسقط راغنار مباشرة في البحر. كان هائجًا تمامًا يا رجل. أمواج بحجم مركبات فضائية فائقة السرعة. لذا أغوص أنا أيضًا، وأعتقد أنه يحتاج إلى مساعدتي، في الوقت المناسب تمامًا لهذا الشيء الضخم… لا أعرف بحق الجحيم ماذا تسميه. وحش منحوت ما…”
“شيطان”، يقول راغنار من الخلف. لم ألاحظ أنه كان يتبعنا. “لقد كان شيطان بحر من المستوى الثالث من الجحيم”.
“بالتأكيد”. يوجهني سيفرو حول زاوية، ويصطدم بالجدار بقوة كافية لأعض لساني، ويرسل مجموعة من طياري “الأبناء” متناثرين. يحدقون فيّ ونحن نواصل طريقنا. “في البحر”—ينظر إلى راغنار مرة أخرى—”الشيطان يبدو أنه يعتقد أن راغنار لقمة شهية، لذا يلتهمه تقريبًا بمجرد أن يلامس الماء. لذا أرى هذا، وأنا أضحك حتى الموت مع المتجهم، كما يفعل المرء لأن الأمر مضحك بحق الجحيم، وأنت تعرف كيف يحب المتجهم نكتة جيدة. ولكن بعد ذلك يغوص الوحش. لذا أتبعه. وأنا أطارده، وأطلق النار من ‘قبضة نبضية’ على شيطان بحر لعين”—ينظر إلى راغنار مرة أخرى—”وهو يسبح إلى قاع بحر ‘ثيرميك’ اللعين. يتزايد الضغط. بذلتي تصفر. وأعتقد أنني على وشك الموت، عندما فجأة يشق راغنار طريقه خارجًا من العاهرة المتقشرة”. ينحني قريبًا. “ولكن خمن من أين خرج؟ هيا. خمن. خمن!”
“سيفرو، هل خرج من مستقيم شيطان البحر؟” أسأل.
يصرخ سيفرو من الضحك. “نعم! مباشرة من المؤخرة. انطلق كقطعة براز—” يتوقف كرسيي. ينقطع صوته، يليه صوت ارتطام وانزلاق. يتدحرج كرسيي المتحرك إلى الأمام مرة أخرى. أنظر إلى الوراء وأرى راغنار يدفعه ببراءة. سيفرو ليس في الممر الذي خلفنا. أعبس، وأتساءل أين ذهب، حتى يخرج من ممر جانبي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يسقط ظل على الغرفة بينما يدخل رجل ويحجب الضوء العلوي بالقرب من الباب. يتجمع الأطفال بفرح حول راغنار حتى يكاد لا يستطيع المشي. “مرحبًا يا حاصد”، يقول فوق صرخاتهم. أحيي راغنار بابتسامة. وجهه غير مبالٍ كعادته. موشوم وشاحب، متصلب من رياح موطنه القطبي، كجلد وحيد القرن. لحيته البيضاء مجدولة في أربع ضفائر، وشعر رأسه محلوق باستثناء ذيل أبيض مجدول بشرائط حمراء. يسأله الأطفال عما إذا كان قد أحضر لهم هدايا.
“أنت! أيها المتصيد!” يصرخ سيفرو. “أنا أمير حرب إرهابي! توقف عن رميي. لقد جعلتني أسقط الحلوى الخاصة بي!” ينظر سيفرو إلى أرضية الممر. “انتظر. أين هي؟ اللعنة يا راغنار. أين قطعة الفول السوداني الخاصة بي؟ هل تعلم كم عدد الأشخاص الذين اضطررت لقتلهم للحصول عليها. ستة! ستة!” يمضغ راغنار بهدوء فوقي، وعلى الرغم من أنني ربما أكون مخطئًا، أعتقد أنني أراه يبتسم.
“راغنار، هل كنت تنظف أسنانك؟ تبدو رائعة”.
“شكرًا لك”، يتفاخر بقدر ما يمكن لرجل يبلغ طوله ثمانية أقدام أن يتفاخر وفمه ممتلئ بقطعة من زبدة الفول السوداني. “الساحر أزال أسناني القديمة. لقد آلمتني كثيرًا. هذه جديدة. أليست جيدة؟”
“ميكي، الساحر”، أؤكد.
“بالفعل. لقد علمني أيضًا القراءة قبل أن يغادر تينوس”. يثبت راغنار هذا بقراءة كل لافتة وتحذير نمر به في القاعة حتى ندخل حظيرة الطائرات بعد حوالي عشر دقائق. يتبعه سيفرو، لا يزال يشتكي من الحلوى المفقودة. الحظيرة ضيقة بمعايير المجتمع، لكن ارتفاعها لا يزال يقارب ثلاثين مترًا وعرضها ستين. لقد تم قطعها في الصخر بواسطة مثاقب الليزر. الأرضية من الحجر، مسودة بالأسود من المحركات. عدة مركبات متهالكة تجلس في مراسيها بجانب ثلاث ذوات أجنحة خاطفة جديدة لامعة. يقوم “الحمر” بتوجيه من اثنين من “البرتقاليين” بخدمة السفن ويحدقون فيّ ونحن نمر. أشعر بأنني غريب هنا.
“أوي!” يصرخ صوت في الممرات. تقفز أمي عند سماع الصوت. “يا حاصد! يا حاصد! اخرج والعب-ب-ب!” هناك ضجة في القاعة وصوت أقدام تدوس. “تذكر، ديانا أخبرتنا أن نطرق”، يقول صوت مدوٍ. “أنت مزعج جدًا. حسنًا”. ثم نسمع طرقا مهذبا على الباب. “تحياتنا! إنه العم سيفرو والعملاق الودود باعتدال”.
مجموعة متنوعة من الجنود تبتعد عن مركبة محطمة. بعضهم لا يزال في درعه وعباءات الذئب تتدلى من أكتافهم. آخرون تجردوا من ملابسهم إلى بذلاتهم الداخلية أو يمشون عراة الصدور.
“يا رئيس!” تصرخ الحصاة من تحت ذراع المهرج. إنها ممتلئة كعادتها، وتبتسم لي، وتجر المهرج معها لتتحرك بشكل أسرع. شعره المنتفخ متلبد بالعرق، ويتكئ على الفتاة الأقصر. كلا وجهيهما مشرقان عندما يقتربان، كما لو كنت تمامًا كما يتذكران. تدفع الحصاة المهرج من كتفها لتعانقني. المهرج، من جانبه، ينحني انحناءة سخيفة.
“كما تشائين”. “وماذا عن الهدايا؟” يسأل أحد أبناء أخي. “ألم تحضر أيًا منها؟” “لدي هدية لك…” يقول سيفرو. “سيفرو، لا!” تصرخ “ديو” وأمي. “ماذا؟” يخرج كيسًا. “إنها مجرد حلوى هذه المرة”.
“العواؤون يبلغون عن أنفسهم للخدمة يا زعيم”، يقول. “آسف على الجلبة”.
“الأمور أصبحت شائكة”، تشرح الحصاة قبل أن أتمكن من التحدث.
“شائكة للغاية. هناك شيء مختلف فيك يا حاصد”. يضع المهرج يديه على وركيه. “تبدو… نحيفًا. هل قصصت شعرك؟ لا تخبرني. إنها اللحية… تنحف بشكل رهيب”.
“لطف منك أن تلاحظ”، أقول. “وأن تبقى، مع الأخذ في الاعتبار كل شيء”.
“ماذا، تقصد كذبك علينا لمدة خمس سنوات؟”
“نعم، ذلك”، أقول.
“حسنًا…” يقول المهرج، على وشك أن يهاجمني. تضربه الحصاة على كتفه.
“بالطبع سنبقى يا حاصد!” تقول بلطف. “هذه عائلتنا…”
“ولكن لدينا مطالب…” يواصل المهرج، وهو يلوح بإصبعه. “إذا كنت ترغب في خدماتنا الكاملة. ولكن… في الوقت الحالي، يجب أن نذهب. أخشى أن لدي شظايا في مؤخرتي. لذا أستأذنك. تعالي يا حصاة. إلى الجراحين”.
“وداعًا يا رئيس!” تقول الحصاة. “سعيدة لأنك لست ميتًا!”
“عشاء الفرقة في الثامنة!” ينادي سيفرو خلفهم. “لا تتأخر. الشظايا في مؤخرتك ليست عذرًا يا مهرج”.
“نعم سيدي!”
يلتفت سيفرو إليّ بابتسامة. “الأوغاد لم يطرف لهم جفن حتى عندما أخبرتهم أنك صدئ. أتوا معي ومع ‘راغز’ لإحضار عائلتك على الفور. كان من الرائع إخبارهم بما هو عليه الأمر، على الرغم من ذلك. من هذا الطريق”.
“لا نفعل. أعني، نحاول، ولكن لم تكن هناك فئران في تينوس منذ شهر. الناس ينامون متلاصقين. بدأنا في نقل اللاجئين إلى الهوابط. لكن المرض ينتشر بالفعل بين الناس. ليس لدينا ما يكفي من الأدوية. ولا يمكنني المخاطرة بمرض ‘أبنائي’. بدونهم. ليس لدينا أسنان. نحن مجرد بقرة مريضة تنتظر الذبح”. “وقد قاموا بأعمال شغب”، يقول راغنار. “أعمال شغب؟” “نعم، كدت أنسى ذلك. اضطررنا إلى خفض الحصص إلى النصف. كانت صغيرة جدًا بالفعل. هؤلاء الأوغاد ناكرو الجميل في الأسفل لم يعجبهم ذلك كثيرًا”. “لقد فقد الكثيرون حياتهم قبل أن أنزل”. “درع تينوس”، يقول سيفرو. “إنه أكثر شعبية مني، هذا أمر مؤكد. إنهم لا يلومونه على الحصص الغذائية السيئة. لكنني أكثر شعبية من الراقص، لأن لدي خوذة رائعة وهو مسؤول عن الأمور الدقيقة التي لا أستطيع القيام بها. الناس أغبياء جدًا. رجل يكسر ظهره من أجلهم ويعتقدون أنه بخيل غبي. على الأقل ‘الأبناء’ يحبونه—كعمك”. “يبدو وكأننا عدنا ألف عام إلى الوراء”، أقول بيأس. “تقريبًا، باستثناء المولدات. هناك نهر يمر تحت الحجر. لذا هناك ماء، صرف صحي، طاقة، أحيانًا. و… هناك قذارة فاسقة أيضًا. جرائم. قتل. اغتصاب. سرقة. علينا أن نبقي حثالة ‘غاما’ منفصلين عن الجميع. بعض ‘أوميكرون’ شنقوا هذا الطفل الصغير من ‘غاما’ الأسبوع الماضي ونحتوا شعار ‘الذهبيين’ في صدره، ومزقوا شعارات ‘الحمر’ من ذراعيه. قالوا أنه كان مواليًا، ‘ذهبيًا’. كان في الرابعة عشرة من عمره”.
بينما نمر بالسفينة التي خرجت منها الحصاة والمهرج، أرى أعلى المنحدر إلى بطنها. يعمل صبيان صغيران في الداخل، وينظفان الأرضيات بالخراطيم. يتدفق الماء بلون أحمر بني أسفل المنحدر إلى سطح الحظيرة، ولا يتدفق إلى مصرف، بل إلى أسفل حوض ضيق نحو حافة الحظيرة، حيث يختفي فوق الحافة.
“بعض الآباء يتركون سفنًا أو فيلات لأبنائهم. الأحمق ‘آريس’ ترك لي هذه الخلية البائسة من القلق والفلاحين”.
“بحق الجحيم”، أهمس وأنا أدرك ما الذي أنظر إليه بالضبط.
وراء الحظيرة توجد غابة مقلوبة من الهوابط (ترسبات حادة تتشكل بالكهوف سواء بالأعلى و تتجه للأسفل او بالأسفل و تتجه للأعلى). تتلألأ في الفجر الاصطناعي تحت الأرض. ليس فقط من الماء الذي يتقاطر على طول أسطحها الرمادية الملساء، ولكن من أضواء الأرصفة والثكنات ومصفوفات أجهزة الاستشعار التي تعطي أسنانًا لحصن “آريس” العظيم. تحلق سفن الإمداد بين الأرصفة المتعددة.
—
“نحن في هابطة”. أضحك مندهشًا. ولكن بعد ذلك أنظر إلى الأسفل إلى الرعب تحتي ويتضاعف الوزن على كتفيّ. على بعد مئة متر تحت هابطتنا يمتد مخيم للاجئين. كان في يوم من الأيام مدينة تحت الأرض منحوتة في صخر المريخ. الشوارع عميقة جدًا بين المباني، لدرجة أنها أشبه بأودية مصغرة. والمدينة تمتد على أرضية الكهف الهائل إلى الجدران البعيدة على بعد كيلومترات، حيث تم بناء المزيد من المنازل الشبيهة بخلايا النحل. تتعرج الشوارع صعودًا على الحجر الرملي. ولكن فوق ذلك انبثقت مدينة جديدة بلا أسقف. مدينة من اللاجئين. بشرة وأقمشة وشعر مختلطة كلها تتلوى كبحر لحمي غريب. ينامون على أسطح المنازل. في الشوارع. على السلالم المتعرجة. أرى رموزًا معدنية مؤقتة لـ ‘غاما’، ‘أوميكرون’، ‘ابسيلون’. كل العشائر الاثنتي عشرة التي يقسمون شعبي إليها.
“أوي!” يصرخ صوت في الممرات. تقفز أمي عند سماع الصوت. “يا حاصد! يا حاصد! اخرج والعب-ب-ب!” هناك ضجة في القاعة وصوت أقدام تدوس. “تذكر، ديانا أخبرتنا أن نطرق”، يقول صوت مدوٍ. “أنت مزعج جدًا. حسنًا”. ثم نسمع طرقا مهذبا على الباب. “تحياتنا! إنه العم سيفرو والعملاق الودود باعتدال”.
أذهلني المشهد. “كم عددهم؟”
“اللعنة إذا كنت أعرف. عشرون منجمًا على الأقل. كان ليكوس صغيرًا مقارنة ببعض المناجم القريبة من رواسب الهيليوم-3 الأكبر”.
“أربعمائة وخمسة وستون ألفًا. وفقًا للسجلات”، يقول راغنار.
“نصف مليون فقط؟” أهمس.
“يبدو وكأنه أكثر بكثير، أليس كذلك؟”
أومئ. “لماذا هم هنا؟”
“كان علينا أن نوفر لهم المأوى. الأوغاد الفقراء جميعهم يأتون من مناجم طهرها جاكال. يضخ ‘أكليس-9’ في الفتحات إذا شك حتى في وجود ‘الأبناء’. إنها إبادة جماعية غير مرئية”.
تمر قشعريرة في جسدي. “بروتوكول التصفية. الإجراء الأخير لمجلس مراقبة الجودة للمناجم المخترقة. كيف تحافظون على كل هذا سرًا؟ أجهزة التشويش؟”
“نعم. ونحن على بعد أكثر من كيلومترين تحت الأرض. قام الأب بتغيير الخرائط الطبوغرافية في قاعدة بيانات المجتمع. بالنسبة للذهبيين، هذه صخرة أساس تم استنفاد الهيليوم-3 منها منذ أكثر من ثلاثمائة عام. ذكي بما فيه الكفاية، في الوقت الحالي”.
“وكيف تطعمون الجميع؟”
مجموعة متنوعة من الجنود تبتعد عن مركبة محطمة. بعضهم لا يزال في درعه وعباءات الذئب تتدلى من أكتافهم. آخرون تجردوا من ملابسهم إلى بذلاتهم الداخلية أو يمشون عراة الصدور. “يا رئيس!” تصرخ الحصاة من تحت ذراع المهرج. إنها ممتلئة كعادتها، وتبتسم لي، وتجر المهرج معها لتتحرك بشكل أسرع. شعره المنتفخ متلبد بالعرق، ويتكئ على الفتاة الأقصر. كلا وجهيهما مشرقان عندما يقتربان، كما لو كنت تمامًا كما يتذكران. تدفع الحصاة المهرج من كتفها لتعانقني. المهرج، من جانبه، ينحني انحناءة سخيفة.
“لا نفعل. أعني، نحاول، ولكن لم تكن هناك فئران في تينوس منذ شهر. الناس ينامون متلاصقين. بدأنا في نقل اللاجئين إلى الهوابط. لكن المرض ينتشر بالفعل بين الناس. ليس لدينا ما يكفي من الأدوية. ولا يمكنني المخاطرة بمرض ‘أبنائي’. بدونهم. ليس لدينا أسنان. نحن مجرد بقرة مريضة تنتظر الذبح”.
“وقد قاموا بأعمال شغب”، يقول راغنار.
“أعمال شغب؟”
“نعم، كدت أنسى ذلك. اضطررنا إلى خفض الحصص إلى النصف. كانت صغيرة جدًا بالفعل. هؤلاء الأوغاد ناكرو الجميل في الأسفل لم يعجبهم ذلك كثيرًا”.
“لقد فقد الكثيرون حياتهم قبل أن أنزل”.
“درع تينوس”، يقول سيفرو. “إنه أكثر شعبية مني، هذا أمر مؤكد. إنهم لا يلومونه على الحصص الغذائية السيئة. لكنني أكثر شعبية من الراقص، لأن لدي خوذة رائعة وهو مسؤول عن الأمور الدقيقة التي لا أستطيع القيام بها. الناس أغبياء جدًا. رجل يكسر ظهره من أجلهم ويعتقدون أنه بخيل غبي. على الأقل ‘الأبناء’ يحبونه—كعمك”.
“يبدو وكأننا عدنا ألف عام إلى الوراء”، أقول بيأس.
“تقريبًا، باستثناء المولدات. هناك نهر يمر تحت الحجر. لذا هناك ماء، صرف صحي، طاقة، أحيانًا. و… هناك قذارة فاسقة أيضًا. جرائم. قتل. اغتصاب. سرقة. علينا أن نبقي حثالة ‘غاما’ منفصلين عن الجميع. بعض ‘أوميكرون’ شنقوا هذا الطفل الصغير من ‘غاما’ الأسبوع الماضي ونحتوا شعار ‘الذهبيين’ في صدره، ومزقوا شعارات ‘الحمر’ من ذراعيه. قالوا أنه كان مواليًا، ‘ذهبيًا’. كان في الرابعة عشرة من عمره”.
“سيفرو”. أنحني إلى الأمام. “عيناك…” ينحني قريبًا. “هل يعجبانك؟” مدفونتان في ذلك الوجه الضيق والحاد الزوايا، لم تعد عيناه بذلك الظل القذر من اللون “الذهبي”، بل أصبحتا الآن حمراوين كتربة المريخ. يسحب جفنيه حتى أتمكن من الرؤية بشكل أفضل. ليستا عدستين لاصقتين. واليمنى لم تعد اصطناعية. “بحق الجحيم. هل تم نحتك؟” “على يد أفضل من في المهنة. هل يعجبانك؟” “إنهما رائعتان بحق الجحيم. تناسبانك كقفاز”. يضرب يديه ببعضهما البعض. “سعيد لأنك قلت ذلك. لأنهما لك”. يشحب لوني. “ماذا؟” “إنهما لك”. “ماذا لي؟” “عيناك!” “عيناي…” “هل أسقطك ذلك العملاق الودود على رأسك في عملية الإنقاذ؟ كان لدى ميكي عيناك في صندوق تبريد في محله في يوركتون—مكان مخيف، بالمناسبة—عندما داهمناه للحصول على إمدادات لإعادتها إلى تينوس لمساعدة ‘الانتفاضة’. فكرت أنك لا تستخدمهما، لذا…” يهز كتفيه بشكل محرج. “لذا سألته إذا كان بإمكانه وضعهما لي. كما تعلم. لتقريبنا من بعضنا البعض. شيء لأتذكرك به. هذا ليس غريبًا جدًا، أليس كذلك؟” “أخبرته أنه غريب”، يقول راغنار. إحدى الفتيات تتسلق ساقه. “هل تريد العينين مرة أخرى؟” يسأل سيفرو، قلقًا فجأة. “يمكنني إعادتهما”. “لا!” أقول. “لقد نسيت كم أنت مجنون”. “أوه”. يضحك ويصفع كتفي. “جيد. ظننت أنه شيء خطير. إذًا أنا بخير في الاحتفاظ بهما؟” “من وجدها فهي له”، أقول وأهز كتفي. “يا ديانا من ليكوس، هل يمكننا استعارة ابنك لأمور حربية؟” يسأل راغنار أمي. “لديه الكثير ليفعله. أشياء كثيرة ليعرفها”. “فقط إذا أعدته قطعة واحدة. وتأخذ بعض القهوة معك. وتأخذ هذه الجوارب إلى المغسلة”. تدفع أمي كيسًا من الجوارب المرقعة حديثًا في ذراعي راغنار.
أشعر بالغثيان. “نحافظ على الأضواء ساطعة. حتى في الليل”.
“نعم. أطفئها، فيصبح الأمر… غريبًا في الطابق السفلي”. يبدو سيفرو متعبًا وهو يحدق في المدينة. صديقي يعرف كيف يقاتل، لكن هذه معركة أخرى تمامًا.
أحدق في المدينة، عاجزًا عن إيجاد الكلمات التي أحتاج إلى قولها. أشعر وكأنني سجين قضى حياته كلها يحفر عبر الجدار، فقط ليخترقه ويجد أنه حفر إلى زنزانة أخرى. إلا أنه ستكون هناك دائمًا زنزانة أخرى. وأخرى. وأخرى. هؤلاء الناس لا يعيشون. إنهم جميعًا يحاولون فقط تأجيل النهاية.
“لا نفعل. أعني، نحاول، ولكن لم تكن هناك فئران في تينوس منذ شهر. الناس ينامون متلاصقين. بدأنا في نقل اللاجئين إلى الهوابط. لكن المرض ينتشر بالفعل بين الناس. ليس لدينا ما يكفي من الأدوية. ولا يمكنني المخاطرة بمرض ‘أبنائي’. بدونهم. ليس لدينا أسنان. نحن مجرد بقرة مريضة تنتظر الذبح”. “وقد قاموا بأعمال شغب”، يقول راغنار. “أعمال شغب؟” “نعم، كدت أنسى ذلك. اضطررنا إلى خفض الحصص إلى النصف. كانت صغيرة جدًا بالفعل. هؤلاء الأوغاد ناكرو الجميل في الأسفل لم يعجبهم ذلك كثيرًا”. “لقد فقد الكثيرون حياتهم قبل أن أنزل”. “درع تينوس”، يقول سيفرو. “إنه أكثر شعبية مني، هذا أمر مؤكد. إنهم لا يلومونه على الحصص الغذائية السيئة. لكنني أكثر شعبية من الراقص، لأن لدي خوذة رائعة وهو مسؤول عن الأمور الدقيقة التي لا أستطيع القيام بها. الناس أغبياء جدًا. رجل يكسر ظهره من أجلهم ويعتقدون أنه بخيل غبي. على الأقل ‘الأبناء’ يحبونه—كعمك”. “يبدو وكأننا عدنا ألف عام إلى الوراء”، أقول بيأس. “تقريبًا، باستثناء المولدات. هناك نهر يمر تحت الحجر. لذا هناك ماء، صرف صحي، طاقة، أحيانًا. و… هناك قذارة فاسقة أيضًا. جرائم. قتل. اغتصاب. سرقة. علينا أن نبقي حثالة ‘غاما’ منفصلين عن الجميع. بعض ‘أوميكرون’ شنقوا هذا الطفل الصغير من ‘غاما’ الأسبوع الماضي ونحتوا شعار ‘الذهبيين’ في صدره، ومزقوا شعارات ‘الحمر’ من ذراعيه. قالوا أنه كان مواليًا، ‘ذهبيًا’. كان في الرابعة عشرة من عمره”.
“هذا ليس ما أرادته ‘إيو'”، أقول.
“نعم… حسنًا”. يهز سيفرو كتفيه. “الحلم سهل. الحرب ليست كذلك”. يمضغ شفته بتفكير. “هل رأيت كاسيوس على الإطلاق؟”
“مرتين، في النهاية. لماذا؟”
“أوه، لا شيء”. يلتفت إليّ، وعيناه تلمعان. “إنه فقط من قضى على الأب”.
أشعر بالغثيان. “نحافظ على الأضواء ساطعة. حتى في الليل”. “نعم. أطفئها، فيصبح الأمر… غريبًا في الطابق السفلي”. يبدو سيفرو متعبًا وهو يحدق في المدينة. صديقي يعرف كيف يقاتل، لكن هذه معركة أخرى تمامًا. أحدق في المدينة، عاجزًا عن إيجاد الكلمات التي أحتاج إلى قولها. أشعر وكأنني سجين قضى حياته كلها يحفر عبر الجدار، فقط ليخترقه ويجد أنه حفر إلى زنزانة أخرى. إلا أنه ستكون هناك دائمًا زنزانة أخرى. وأخرى. وأخرى. هؤلاء الناس لا يعيشون. إنهم جميعًا يحاولون فقط تأجيل النهاية.
“سيفرو”. أنحني إلى الأمام. “عيناك…” ينحني قريبًا. “هل يعجبانك؟” مدفونتان في ذلك الوجه الضيق والحاد الزوايا، لم تعد عيناه بذلك الظل القذر من اللون “الذهبي”، بل أصبحتا الآن حمراوين كتربة المريخ. يسحب جفنيه حتى أتمكن من الرؤية بشكل أفضل. ليستا عدستين لاصقتين. واليمنى لم تعد اصطناعية. “بحق الجحيم. هل تم نحتك؟” “على يد أفضل من في المهنة. هل يعجبانك؟” “إنهما رائعتان بحق الجحيم. تناسبانك كقفاز”. يضرب يديه ببعضهما البعض. “سعيد لأنك قلت ذلك. لأنهما لك”. يشحب لوني. “ماذا؟” “إنهما لك”. “ماذا لي؟” “عيناك!” “عيناي…” “هل أسقطك ذلك العملاق الودود على رأسك في عملية الإنقاذ؟ كان لدى ميكي عيناك في صندوق تبريد في محله في يوركتون—مكان مخيف، بالمناسبة—عندما داهمناه للحصول على إمدادات لإعادتها إلى تينوس لمساعدة ‘الانتفاضة’. فكرت أنك لا تستخدمهما، لذا…” يهز كتفيه بشكل محرج. “لذا سألته إذا كان بإمكانه وضعهما لي. كما تعلم. لتقريبنا من بعضنا البعض. شيء لأتذكرك به. هذا ليس غريبًا جدًا، أليس كذلك؟” “أخبرته أنه غريب”، يقول راغنار. إحدى الفتيات تتسلق ساقه. “هل تريد العينين مرة أخرى؟” يسأل سيفرو، قلقًا فجأة. “يمكنني إعادتهما”. “لا!” أقول. “لقد نسيت كم أنت مجنون”. “أوه”. يضحك ويصفع كتفي. “جيد. ظننت أنه شيء خطير. إذًا أنا بخير في الاحتفاظ بهما؟” “من وجدها فهي له”، أقول وأهز كتفي. “يا ديانا من ليكوس، هل يمكننا استعارة ابنك لأمور حربية؟” يسأل راغنار أمي. “لديه الكثير ليفعله. أشياء كثيرة ليعرفها”. “فقط إذا أعدته قطعة واحدة. وتأخذ بعض القهوة معك. وتأخذ هذه الجوارب إلى المغسلة”. تدفع أمي كيسًا من الجوارب المرقعة حديثًا في ذراعي راغنار.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات