الثقة
الفصل 23: الثقة
نسير في صمت حتى نصل إلى باب حجرتي. ألقي نظرة خلفي وأرى راغنار يتبعنا في الممرات. لولا الضمادات على جسده، لما رأيته على الإطلاق. أشير إليه بالابتعاد. عند الباب، أبحث في عيني فيكترا المتعجرفتين. “كان بإمكانكِ إرسال شخص ذي لون أدنى ليخبرني أن الجناح لي.”
أجده في حمام مشترك. لقد حصل على إحدى الحجرات التي يطالب بها الآخرون في رحلة العودة إلى المريخ، لكنه لا يفكر بهذه الطريقة. لا يزال هذا هو الفتى الذي اختبأ داخل الحصان. لا، أفكر. لم يعد فتى. “لقد اهتمت بك يا سيفرو.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمر عبر الممرات المظلمة، متجاوزًا الفنيين البرتقاليين ومشغلي الأنظمة الزرق، الذين يصمتون وينحنون وأنا أمر عبر الممرات المعدنية نزولاً إلى أعماق السفينة، إلى المكان الذي لا تطأه أقدام الذهبيين أبدًا. الأسقف منخفضة، مخصصة للعمال الحمر والخدم البنيين. هذه السفينة عبارة عن مدينة، أو جزيرة. كل الألوان هنا. أتذكر القائمة. آلاف الوظائف. ملايين الأجزاء المتحركة. أفحص لوحة صيانة. ماذا لو قام البرتقالي الذي عمل عليها بتحميل اللوحة بشكل زائد؟ ماذا سيحدث عندها؟ لا أعرف. أراهن أن قلة من الذهبيين يعرفون حقًا. أدوّن ملاحظة في ذهني.
تتقاطع ذراعاه أمامه، نحيلتان ومغطّاتان بالنمش. تلتف منشفة حول خصره، وأخرى تتدلى على كتفيه. لا يهتم الذهبيون بالعري ولكن سيفرو كان يهتم دائمًا. لقد حصل على وشم منذ آخر مرة رأيته فيها. ذئب أسود ورمادي ضخم على ظهره. العواؤون هم كل شيء بالنسبة له. ذات مرة كانوا مجرد أداة بالنسبة لي؛ الآن أفكر فيهم كشيء أكثر من ذلك. ولكن ماذا يعني هذا، عندما أستخدمهم بنفس الطريقة؟ يحدق في الماء الذي يجري في مصرف الدش. وهو يدور في دوامة إلى الأسفل.
“أنا؟”
“في النهاية، أعتقد أنني سأستمتع بالحرب،” يقول. “يجب أن أقوي عمودي الفقري قليلاً. أجعل يديّ قاسيتين. يخبرنا الأوغاد أن الأمر كله ورود ومجد.” يرفع بصره. “ألا تشم رائحة الورود يا حاصد؟” أجلس بجانبه على المقعد.
“عليّ؟” أدير عيني. “ما الذي تدبّرينه له يا فيكترا؟”
“هل سمعت ما قلته؟”
تشخر ضاحكة. “غبي جدًا. نحن نعيد تعريف أنفسنا؟”
“بالطبع سمعتك. أنا أفتقد عينًا، وليس أذنًا.” ينقر على عينه الإلكترونية بإصبعه الهزيل. “بالطبع أعلم أنها اهتمت. لكن ليس بالطريقة التي أردتها أبدًا. لقد استحقت أن تعيش. إذا كان أي منا نحن آكلي البراز الصغار القبيحين يستحق ذلك، فقد كانت هي. لم يكن في جسدها عظمة قاسية واحدة. ولا واحدة. لكن ذلك لم يهم. لا يهم إذا كنا صالحين أو أشرارًا. الأمر كله يعود إلى الصدفة.”
“لا أعرف. تبدو هادئا. مرتاحا. على الرغم مما حدث.”
“كانت صدفة أنك عرفتها على الإطلاق،” أقول. “الصدفة هي التي جلبتها إلى منزل مارس.”
“موستانج أرسلتك. أخبرتني أنها أحضرتك من الحافة. وكذلك فعلت مع جميع العوائين.”
“لا. كان والدي،” يقول سيفرو. “لقد اختارها، وبادل اختيارًا مع جونو للحصول عليها.” يهز رأسه. “كل ذلك لأنه ظن أنها ستهدئنا، وتتحكم في غضبنا. لو لم يخترها، لما كنا قد التقيناها، ولكانت على قيد الحياة.”
“ما رأيك أن نجرب شيئًا جديدًا؟” أعرض، وأعود إليها. أمد يدي. “دارو. على عكس الشائعات المنتشرة، أنا لا آكل الزجاج. أحب الموسيقى والرقص، وأنا مولع جدًا بالفاكهة الطازجة، خاصة الفراولة.”
“ربما،” أقول، مفكرًا في إيو. “لكنها اختارت أن تأتي إلى هنا. اختارت أن تتبعني. أن تتبعك.”
“أدرك ذلك—”
“تمامًا مثل باكس.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أبتعد عنه، محرجًا، وأمسح وجهي بكمي. أعتقد أنني أتمتم باعتذار. رؤيتي ضبابية. أشهق. يعطيني منشفة، أنفخ فيها مخاط أنفي. يقطب حاجبيه. “ماذا؟”
أومئ، وألمس حصاني المجنح.
“لكنني لست هي.”
“الأمر كله بول وبراز. أليس كذلك؟” يقول سيفرو. “لا يهم مدى جمالهم في تزيينه. ما زلنا في اللعبة. سنكون دائمًا في اللعبة اللعينة. ألعن إمبراطوريتهم. ألعن هذا البول وهذا البراز. لقد جئت من أجلك لأنه أخبرني بما أنت عليه.” أحدق فيه، غير قادر على الفهم.
فيكترا متآمرة. هذه هي طريقتها. ولكن للحظة، كانت ضعيفة. ورؤية ذلك… رؤية ذلك أحدثت كل الفرق. أقتل التوتر الجنسي بأفضل طريقة أعرفها. “ليلة سعيدة يا أختي،” أقول، وأقبلها على جبينها.
“ماذا تقصد؟” أسأل بضحكة متوترة. “شغّله،” يقول. “أعلم أنك أحضرت واحدًا. أنت دقيق يا حاصد. دقيق دائمًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنت تحب النساء، لكنك لا تستمتع بنا.” تتجعد خطوط الابتسامة مع انفراج شفتيها قليلاً. لا يسع عيني إلا أن تتبع الخطوط النحيلة لرقبتها، والقوة في كتفيها النحيلين، وارتفاع نهديها. تتّقد عيناها تجاهي. “هناك الكثير للاستمتاع به. هل تعرف حتى مدى نعومة بشرتي؟”
“لماذا تتصرف هكذا—”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “من دون دروع. فقط شخصان. أنا أنتظر،” أقول بمرح.
“اصمت وشغّله.” أومئ وأنشط الجهاز في جيبي. ينتشر حقل تشويش. لست فخورًا مثل الحاكمة لأعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يتنصت. يحدق سيفرو فيّ حتى أتحرك بشكل غير مريح.
“أنا لا أعطي نصائح حب أيها الأحمق.” يقف. “قل، فقط لأنني ثوري لا يعني ذلك أنني لا أستطيع الحصول على تدليك من وردية، أليس كذلك؟ هذا سيكون سيئًا.”
“إذًا ماذا أكون؟” أسأل.
يشخر. “استغرق الأمر مني ستة أشهر على مركبة فضائية فائقة السرعة للوصول إليك. ثلاثة أشهر من ترايتون بعد أن أراني الراقص الحقيقة. هل كنت مرتبكًا؟ بالتأكيد. لكنني ما زلت أصعد إلى السفينة وكان لدي ثلاثة أشهر لإعادة النظر. ما زلت هنا. لذا أعتقد أن وقت التشكيك في التزامي قد مضى. على أي حال، ‘إخوتي’ الذهبيون يحاولون قتلي منذ أن ولدت.” ينظر حوله، غير مرتاح حتى بعد كل ما شاركناه، على الرغم من حقل التشويش. “الأشخاص الوحيدون الذين عاملوني بلطف هم أشخاص ليس لديهم سبب لذلك. الألوان الدنيا. أنت. أعتقد أن الوقت قد حان لرد الجميل.”
“حتى الآن؟” يسأل، وهو يهز رأسه. “أنت متوتر جدًا. قل اسم الشخص الذي أرسلني.”
“آمل أن تعرفي الطريق. لقد ضللت بالفعل.”
“موستانج أرسلتك. أخبرتني أنها أحضرتك من الحافة. وكذلك فعلت مع جميع العوائين.”
أجده في حمام مشترك. لقد حصل على إحدى الحجرات التي يطالب بها الآخرون في رحلة العودة إلى المريخ، لكنه لا يفكر بهذه الطريقة. لا يزال هذا هو الفتى الذي اختبأ داخل الحصان. لا، أفكر. لم يعد فتى. “لقد اهتمت بك يا سيفرو.”
“هذا صحيح. لقد فعلت ذلك. استغرق الأمر ستة أشهر للوصول إلى هنا من بلوتو. لكن خمن من جاء إليّ أثناء توقفي في ترايتون. هيا يا حاصد. خمن.”
“وماذا عن الآخرين؟” أسأل بحدة. “الحصاة، المهرج؟”
“لورن؟” تلتوي شفتاه في سخرية.
إنه لا يخادع. وأنا أعرف ما أريد أن أقوله. ولكن كيف يمكن أن يكون ذلك؟ سيفرو ذهبي. ذهبي لعين. سمعني أقول “لعين” لأبولو. لقد غطى على الأمر. أليس كذلك؟ أم كان ذلك خطأ؟ هل هو ينصب لي فخًا؟ لا. لا، إذا كان ذلك صحيحًا، فإن اللعبة قد انتهت بالفعل. لقد فشل حلم إيو. من هو أقرب إليّ منه؟ من يحبني أكثر من هذا المنبوذ الغريب والبغيض؟ لا أحد. لذا أنظر في عينيه الذهبيتين الباهتتين.
“فيتشنير؟”
……
يبصق سيفرو في وجهي، تحت عيني مباشرة. “خمن خطأ مرة أخرى وسأتركك هكذا.” يطقطق أصابعه. “لن أعود. لن أساعدك. لن أنزف من أجلك. لن أضحي بأصدقائي من أجل رجل لا يهتم بي بما يكفي ليخاطر برقبته مرة واحدة فقط. الثقة تسير في كلا الاتجاهين يا دارو. هذه المرة عليك أن تقوم بالقفزة.”
نضحك معًا ثم نجلس في صمت محرج. مع مرور الوقت، أسأله منذ متى وهو يعرف. يقول إنه اشتبه في شيء ما منذ المعهد، حيث سمعني أقول “لعين” لأبولو. أصبح صوتي غليظًا، صدئًا. ثم أراه الراقص فيديو نحتي. “بطريقة ما عرفوا أنه يمكنهم الوثوق بي، حتى لو لم تفعل أنت ذلك أيها الأحمق. هكذا كان الأمر دائمًا. وسيبقى كذلك دوما.”
إنه لا يخادع. وأنا أعرف ما أريد أن أقوله. ولكن كيف يمكن أن يكون ذلك؟ سيفرو ذهبي. ذهبي لعين. سمعني أقول “لعين” لأبولو. لقد غطى على الأمر. أليس كذلك؟ أم كان ذلك خطأ؟ هل هو ينصب لي فخًا؟ لا. لا، إذا كان ذلك صحيحًا، فإن اللعبة قد انتهت بالفعل. لقد فشل حلم إيو. من هو أقرب إليّ منه؟ من يحبني أكثر من هذا المنبوذ الغريب والبغيض؟ لا أحد. لذا أنظر في عينيه الذهبيتين الباهتتين.
أواصل سيري، الجوع يجذبني إلى قاعة الطعام. يمكن توصيل الطعام بسهولة إلى غرفي، لكن خدمي لم يتم تنظيمهم بعد. على أي حال، أكره أن يخدمني أحد. في قاعة الطعام، أجد شخصًا لا ينام مثلي جالسًا على طاولة معدنية طويلة. موستانج.
“أريس أرسلك.” يسود صمت بيننا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وأنتِ تبدين ودودة بشكل خاص،” أقول.
خمس ثوان رهيبة. ست. سبع. يقف ويغلق الباب قبل أن يسحب بلورة سوداء صغيرة من جيب سرواله المجعد. “لأنفاسك فقط.” “جوهرة همس…”
“أختي؟ أختي؟” تضحك بازدراء وأنا أغادر. يستغرق الأمر لحظة، لكنها تناديني. “هل هذا لأنك تعتقد أنني شريرة؟” ألتفت إليها.
آخذها برفق، وأنا أعلم كم تكلفتها، وأنفخ على سطحها. أنفاسي تجعلها تهتز، ثم تتحطم. ترتفع ذرات صغيرة من اللون الأسود، وتنجرف كاليراعات من العشب مع حلول الغسق في عمق الصيف. تتجمع. تطفو وتشكل صورة مجسمة تقريبية تحوم بيني وبين سيفرو. خوذة أريس المدببة.
“هل لهذا السبب لم ترغب بي أبدًا؟” تتوقف، وتختار كلماتها بعناية. “لأنك تنظر إليّ بازدراء؟”
“يا بني،” يتكلم بصوت مرتعش. “أنا آسف. لقد خانتني هارموني وبدأت حملة ضد مبادئنا. اكتشفت نيتها في استخدامك بعد فوات الأوان. لكنك كنت حكيمًا. لهذا السبب اخترتك. يتم اتخاذ خطوات للحد من جهودها. استمر في جهودك الخاصة. أثر أغسطس ضد بيلونا واكسر سلام النظام الشمسي.” أحاول أن أسأله سؤالاً، لكنه تسجيل. تم صنعه في وقت ما بعد الحفل.
“وماذا عن الآخرين؟” أسأل بحدة. “الحصاة، المهرج؟”
“أدرك أن هذا يجب أن يكون صعبًا. لقد طلبت منك الكثير بالفعل. ولكن يجب أن تستمر. ازرع الفوضى. أضعفهم. لديك الكثير من الأسباب للشك بي. لم نتصل بك حتى الآن، لأنك كنت مراقبًا من قبل بليني، وجاكال، وجواسيس الحاكمة. مثيرو الشغب يولدون الاهتمام. لكنني راقبتك أيضًا، وأنا فخور. أعلم أن إيو ستكون كذلك. في حال شككت في صحة هذه الرسالة، هناك صديق يود أن يلقي التحية.”
“كانت لعينيك.”
تتلاشى خوذة أريس ويبتسم لي الراقص. “دارو، أريدك أن تعلم، نحن معك. عائلتك على قيد الحياة وبخير. النهاية قادمة يا صديقي. قريبًا ستكون معنا. حتى ذلك الحين، ثق بالرجل الذي أرسله أريس؛ لقد جندته بنفسي. اكسر السلاسل.” تتآكل الصورة، ويتلاشى الضوء المسود في الهواء. وأبقى أحدق في أرضية الدش.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أضحك على ذلك. كان ليقزمني في هيئتي الحمراء. “يجب أن تعلم ما أنا هنا لأفعله. ليس مجرد تسلل. سينتهي ذلك بسقوط المجتمع.”
“تبدو جيدًا بعد كل تلك العمليات الجراحية،” يقول سيفرو. ابتسامته ليست أقل بغضًا من المعتاد. “أرسل أريس ذلك الأعرج إليّ. الذي أرسلك إلى المعهد. الراقص.” لا يستطيع أن يقول المزيد لأنني أعانقه وأبكي. أنتحب وأتمسك به، أرتجف، وأخيفه. لا يتحرك إلا ليربت على رأسي. يسقط كل الوزن عن كتفي. شخص ما يعرف. إنه يعرف وهو هنا. إنه يعرف وقد جاء لمساعدتي. لمساعدتي. لا أستطيع التوقف عن الارتجاف وقول شكرًا لك. كانت إيو على حق. كنت على حق. “أنت صديقي،” أرتجف كطفل. يكاد يبكي لرؤيتي هكذا. صديق حقيقي. “بالطبع،” يقول بتردد. “ولكن فقط إذا توقفت عن النحيب يا رجل. ما زلنا ذهبيين.”
“حتى الآن؟” يسأل، وهو يهز رأسه. “أنت متوتر جدًا. قل اسم الشخص الذي أرسلني.”
أبتعد عنه، محرجًا، وأمسح وجهي بكمي. أعتقد أنني أتمتم باعتذار. رؤيتي ضبابية. أشهق. يعطيني منشفة، أنفخ فيها مخاط أنفي. يقطب حاجبيه. “ماذا؟”
“تبدو جيدًا بعد كل تلك العمليات الجراحية،” يقول سيفرو. ابتسامته ليست أقل بغضًا من المعتاد. “أرسل أريس ذلك الأعرج إليّ. الذي أرسلك إلى المعهد. الراقص.” لا يستطيع أن يقول المزيد لأنني أعانقه وأبكي. أنتحب وأتمسك به، أرتجف، وأخيفه. لا يتحرك إلا ليربت على رأسي. يسقط كل الوزن عن كتفي. شخص ما يعرف. إنه يعرف وهو هنا. إنه يعرف وقد جاء لمساعدتي. لمساعدتي. لا أستطيع التوقف عن الارتجاف وقول شكرًا لك. كانت إيو على حق. كنت على حق. “أنت صديقي،” أرتجف كطفل. يكاد يبكي لرؤيتي هكذا. صديق حقيقي. “بالطبع،” يقول بتردد. “ولكن فقط إذا توقفت عن النحيب يا رجل. ما زلنا ذهبيين.”
“كانت لعينيك.”
“هل سمعت ما قلته؟”
نضحك معًا ثم نجلس في صمت محرج. مع مرور الوقت، أسأله منذ متى وهو يعرف. يقول إنه اشتبه في شيء ما منذ المعهد، حيث سمعني أقول “لعين” لأبولو. أصبح صوتي غليظًا، صدئًا. ثم أراه الراقص فيديو نحتي. “بطريقة ما عرفوا أنه يمكنهم الوثوق بي، حتى لو لم تفعل أنت ذلك أيها الأحمق. هكذا كان الأمر دائمًا. وسيبقى كذلك دوما.”
“أنا لا أعطي نصائح حب أيها الأحمق.” يقف. “قل، فقط لأنني ثوري لا يعني ذلك أنني لا أستطيع الحصول على تدليك من وردية، أليس كذلك؟ هذا سيكون سيئًا.”
“ألا يزعجك… ذلك؟” أسأله. “ما أنا عليه؟”
أواصل سيري، الجوع يجذبني إلى قاعة الطعام. يمكن توصيل الطعام بسهولة إلى غرفي، لكن خدمي لم يتم تنظيمهم بعد. على أي حال، أكره أن يخدمني أحد. في قاعة الطعام، أجد شخصًا لا ينام مثلي جالسًا على طاولة معدنية طويلة. موستانج.
“يزعج؟ يا لها من كلمة تافهة لشيء عظيم كهذا.” يخدش رأسه المحلوق. “طفح جلدي في الفخذ يزعجني. البراز السيئ يزعجني. الحمقى المتغطرسون يزعجونني. أما هذا…” يهز كتفيه. “تبًّا له. أنت تحب هيئتي أكثر من أي أحمق آخر في العوالم. فكرت أن أرد لك الجميل، حتى لو كنت حقًا أكبر من مؤخرتك الصدئة.”
“من علا أكثر مما ينبغي، غاص في الوحل أعمق.”
أضحك على ذلك. كان ليقزمني في هيئتي الحمراء. “يجب أن تعلم ما أنا هنا لأفعله. ليس مجرد تسلل. سينتهي ذلك بسقوط المجتمع.”
“هكذا؟” لا أستطيع إلا أن أضحك. “ماذا تقصدين؟”
“من علا أكثر مما ينبغي، غاص في الوحل أعمق.”
“هذا صحيح. لقد فعلت ذلك. استغرق الأمر ستة أشهر للوصول إلى هنا من بلوتو. لكن خمن من جاء إليّ أثناء توقفي في ترايتون. هيا يا حاصد. خمن.”
“هذا كل شيء؟” أسأل بغير تصديق. “أأنت موافق؟”
أواصل سيري، الجوع يجذبني إلى قاعة الطعام. يمكن توصيل الطعام بسهولة إلى غرفي، لكن خدمي لم يتم تنظيمهم بعد. على أي حال، أكره أن يخدمني أحد. في قاعة الطعام، أجد شخصًا لا ينام مثلي جالسًا على طاولة معدنية طويلة. موستانج.
يشخر. “استغرق الأمر مني ستة أشهر على مركبة فضائية فائقة السرعة للوصول إليك. ثلاثة أشهر من ترايتون بعد أن أراني الراقص الحقيقة. هل كنت مرتبكًا؟ بالتأكيد. لكنني ما زلت أصعد إلى السفينة وكان لدي ثلاثة أشهر لإعادة النظر. ما زلت هنا. لذا أعتقد أن وقت التشكيك في التزامي قد مضى. على أي حال، ‘إخوتي’ الذهبيون يحاولون قتلي منذ أن ولدت.” ينظر حوله، غير مرتاح حتى بعد كل ما شاركناه، على الرغم من حقل التشويش. “الأشخاص الوحيدون الذين عاملوني بلطف هم أشخاص ليس لديهم سبب لذلك. الألوان الدنيا. أنت. أعتقد أن الوقت قد حان لرد الجميل.”
“هل هذا هو السبب الوحيد؟” أسأل.
“وماذا عن الآخرين؟” أسأل بحدة. “الحصاة، المهرج؟”
أكتم ضحكة تخرج مني كالسعال. “أنتِ تسخرين مني.”
“ليس من شأني أن أشارك هذا السر. كانت كوين ستفهم،” يقول ببطء، محاربًا شيئًا ما. “البقية قد يوافقون. الشوكة لن تفعل. روكي لن يفعل. ولا حتى بعد مليون عام. انهم مغرمون جدًا بنوعهم. لا أعرف عن الطويل المتغطرس.”
الفصل 23: الثقة
“فيكترا. وموستانج؟” أسأل.
لا أستطيع النوم. أجساد أولئك الذين تركتهم ورائي تطفو في الظلام معي. أستيقظ عشرات المرات، ومضات من القنابل، وضربات السيوف تمزق أحلامي. لقد استحققت هذه الليالي التي لا يهدأ لي فيها بال للنوم. أعرف ذلك، وهذا ما يجعلها أكثر صعوبة.
“أنا لا أعطي نصائح حب أيها الأحمق.” يقف. “قل، فقط لأنني ثوري لا يعني ذلك أنني لا أستطيع الحصول على تدليك من وردية، أليس كذلك؟ هذا سيكون سيئًا.”
أجده في حمام مشترك. لقد حصل على إحدى الحجرات التي يطالب بها الآخرون في رحلة العودة إلى المريخ، لكنه لا يفكر بهذه الطريقة. لا يزال هذا هو الفتى الذي اختبأ داخل الحصان. لا، أفكر. لم يعد فتى. “لقد اهتمت بك يا سيفرو.”
“لا أعرف،” أضحك. “ما زلت أحاول فهم الأمر، لأكون صادقًا.”
تدير عينيها، وتتقدم خطوة، وتنظر في كلا الاتجاهين في الممر. ترفع يدها، تحاول كبح ابتسامة طفولية. “فيكترا. أحب رائحة الحجر قبل هطول المطر.” تقطّب وجهها، وتتورّد وجنتاها باللون الأحمر. “و… لا تضحك. أنا في الواقع أكره اللون الذهبي. الأخضر يناسب بشرتي بشكل أفضل.”
“اللعنة. سأحصل على واحدة. أشعر أن ظهري مكسور.” تظهر أسنانه المعوجة وهو يضحك. “انه شعور جيد. هكذا أعرف أنه صائب يا حاصد. على الرغم من كل هذا الهراء. إنه شعور جيد هنا.” ينقر على صدره النحيل. “إنه شعور… كيف أقول ذلك… جيد بشكل لعين.”
“كانت لعينيك.”
تجدني فيكترا بعد أن قلت وداعي لسيفرو. “أرسلني أغسطس لأخبرك أن حجرة سيد الرماد لك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنا آسف،” أقول. “أنتِ فقط…” أحاول أن أجد الكلمات المناسبة للمرأة الطويلة. لا توجد أي كلمات. لذا أهز كتفي وأقول، “من الصعب معرفة أنكِ أخت أنطونيا. هذا هو كل ما في الأمر.”
“أغسطس يعطيني أكبر غرفة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أضحك على ذلك. كان ليقزمني في هيئتي الحمراء. “يجب أن تعلم ما أنا هنا لأفعله. ليس مجرد تسلل. سينتهي ذلك بسقوط المجتمع.”
“انها سفينتك، وغنائمك، كما قال. أنت تعرف مدى دقته بشأن النظام.”
تتقاطع ذراعاه أمامه، نحيلتان ومغطّاتان بالنمش. تلتف منشفة حول خصره، وأخرى تتدلى على كتفيه. لا يهتم الذهبيون بالعري ولكن سيفرو كان يهتم دائمًا. لقد حصل على وشم منذ آخر مرة رأيته فيها. ذئب أسود ورمادي ضخم على ظهره. العواؤون هم كل شيء بالنسبة له. ذات مرة كانوا مجرد أداة بالنسبة لي؛ الآن أفكر فيهم كشيء أكثر من ذلك. ولكن ماذا يعني هذا، عندما أستخدمهم بنفس الطريقة؟ يحدق في الماء الذي يجري في مصرف الدش. وهو يدور في دوامة إلى الأسفل.
“آمل أن تعرفي الطريق. لقد ضللت بالفعل.”
“ماذا تقصد؟” أسأل بضحكة متوترة. “شغّله،” يقول. “أعلم أنك أحضرت واحدًا. أنت دقيق يا حاصد. دقيق دائمًا.”
تشير إليّ لأتبعها. نسير في صمت عبر الممرات. أنا منهك، لكنني سعيد بما يكفي بمعرفة أن سيفرو معي، وأن أريس لا يزال يؤمن بي، وأن الراقص لا يزال على قيد الحياة هناك. إنه كمرهم وضع على ألم وفاة كوين. “أفترض أنك تعلم أن عائلتي قد خانت الحاكم الأعلى،” تقول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليس من شأني أن أشارك هذا السر. كانت كوين ستفهم،” يقول ببطء، محاربًا شيئًا ما. “البقية قد يوافقون. الشوكة لن تفعل. روكي لن يفعل. ولا حتى بعد مليون عام. انهم مغرمون جدًا بنوعهم. لا أعرف عن الطويل المتغطرس.”
“لقد سمعت. لكنكِ ما زلتِ معنا.”
“أريس أرسلك.” يسود صمت بيننا.
“كما قلت. أفعل ما أريد. أمي لا تسيطر عليّ، أو على حساباتي، كما تفعل مع أنطونيا.” تبتسم جانبيًا، وتراقبني.
“أدرك ذلك—”
“تعجبني عندما تكون هكذا.”
“أغسطس يعطيني أكبر غرفة؟”
“هكذا؟” لا أستطيع إلا أن أضحك. “ماذا تقصدين؟”
“فيكترا. وموستانج؟” أسأل.
“لا أعرف. تبدو هادئا. مرتاحا. على الرغم مما حدث.”
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
“وأنتِ تبدين ودودة بشكل خاص،” أقول.
يبصق سيفرو في وجهي، تحت عيني مباشرة. “خمن خطأ مرة أخرى وسأتركك هكذا.” يطقطق أصابعه. “لن أعود. لن أساعدك. لن أنزف من أجلك. لن أضحي بأصدقائي من أجل رجل لا يهتم بي بما يكفي ليخاطر برقبته مرة واحدة فقط. الثقة تسير في كلا الاتجاهين يا دارو. هذه المرة عليك أن تقوم بالقفزة.”
“ودودة؟ يا له من خيال غريب. لكن كلانا يعلم أنني بعيدة كل البعد عن اللطف.”
يشخر. “استغرق الأمر مني ستة أشهر على مركبة فضائية فائقة السرعة للوصول إليك. ثلاثة أشهر من ترايتون بعد أن أراني الراقص الحقيقة. هل كنت مرتبكًا؟ بالتأكيد. لكنني ما زلت أصعد إلى السفينة وكان لدي ثلاثة أشهر لإعادة النظر. ما زلت هنا. لذا أعتقد أن وقت التشكيك في التزامي قد مضى. على أي حال، ‘إخوتي’ الذهبيون يحاولون قتلي منذ أن ولدت.” ينظر حوله، غير مرتاح حتى بعد كل ما شاركناه، على الرغم من حقل التشويش. “الأشخاص الوحيدون الذين عاملوني بلطف هم أشخاص ليس لديهم سبب لذلك. الألوان الدنيا. أنت. أعتقد أن الوقت قد حان لرد الجميل.”
نسير في صمت حتى نصل إلى باب حجرتي. ألقي نظرة خلفي وأرى راغنار يتبعنا في الممرات. لولا الضمادات على جسده، لما رأيته على الإطلاق. أشير إليه بالابتعاد. عند الباب، أبحث في عيني فيكترا المتعجرفتين. “كان بإمكانكِ إرسال شخص ذي لون أدنى ليخبرني أن الجناح لي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “فيتشنير؟”
“ولكن عندها لم أكن لأراك.”
“لا أعرف،” أضحك. “ما زلت أحاول فهم الأمر، لأكون صادقًا.”
“هل هذا هو السبب الوحيد؟” أسأل.
“أنت رجل غريب،” تقول بتنهيدة ناعمة، كل الضعف الذي كان فيها قد ذهب الآن. تعود مخالبها للظهور. تتكئ على الحائط المقابل لي، وتثني ركبة وتضع حذاءً على الحائط، تضحك عليّ بعينيها. ها هي فيكترا التي أعرفها.
تبتسم بخبث. “أعتقد أنني سأحتفظ بأسراري.” بعد لحظة، ترفع بصرها إليّ. “لكنني قلقة عليك.”
“يا بني،” يتكلم بصوت مرتعش. “أنا آسف. لقد خانتني هارموني وبدأت حملة ضد مبادئنا. اكتشفت نيتها في استخدامك بعد فوات الأوان. لكنك كنت حكيمًا. لهذا السبب اخترتك. يتم اتخاذ خطوات للحد من جهودها. استمر في جهودك الخاصة. أثر أغسطس ضد بيلونا واكسر سلام النظام الشمسي.” أحاول أن أسأله سؤالاً، لكنه تسجيل. تم صنعه في وقت ما بعد الحفل.
“عليّ؟” أدير عيني. “ما الذي تدبّرينه له يا فيكترا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لقد سمعت. لكنكِ ما زلتِ معنا.”
“لا شيء،” تقول، مستاءة. “أنت منافق جدًا يا دارو.”
“ألا يزعجك… ذلك؟” أسأله. “ما أنا عليه؟”
“أنا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أتذكر عندما تخلص تاكتوس من كمانك لأنه كان يشك في أنك تريد شيئًا ما؟ الآن تعاملني بنفس الطريقة. حدث نفس الشيء عندما جئت إليك في الحدائق على لونا. هل من الصعب جدًا أن تصدق أنني صديقتك وأنني أهتم بك؟” يتجعد أنفها. “أنت تجعلني عاطفية، وأنا أكره ذلك.”
“أتذكر عندما تخلص تاكتوس من كمانك لأنه كان يشك في أنك تريد شيئًا ما؟ الآن تعاملني بنفس الطريقة. حدث نفس الشيء عندما جئت إليك في الحدائق على لونا. هل من الصعب جدًا أن تصدق أنني صديقتك وأنني أهتم بك؟” يتجعد أنفها. “أنت تجعلني عاطفية، وأنا أكره ذلك.”
“أنا آسف،” أقول. “أنتِ فقط…” أحاول أن أجد الكلمات المناسبة للمرأة الطويلة. لا توجد أي كلمات. لذا أهز كتفي وأقول، “من الصعب معرفة أنكِ أخت أنطونيا. هذا هو كل ما في الأمر.”
إنه لا يخادع. وأنا أعرف ما أريد أن أقوله. ولكن كيف يمكن أن يكون ذلك؟ سيفرو ذهبي. ذهبي لعين. سمعني أقول “لعين” لأبولو. لقد غطى على الأمر. أليس كذلك؟ أم كان ذلك خطأ؟ هل هو ينصب لي فخًا؟ لا. لا، إذا كان ذلك صحيحًا، فإن اللعبة قد انتهت بالفعل. لقد فشل حلم إيو. من هو أقرب إليّ منه؟ من يحبني أكثر من هذا المنبوذ الغريب والبغيض؟ لا أحد. لذا أنظر في عينيه الذهبيتين الباهتتين.
“لكنني لست هي.”
“اللعنة. سأحصل على واحدة. أشعر أن ظهري مكسور.” تظهر أسنانه المعوجة وهو يضحك. “انه شعور جيد. هكذا أعرف أنه صائب يا حاصد. على الرغم من كل هذا الهراء. إنه شعور جيد هنا.” ينقر على صدره النحيل. “إنه شعور… كيف أقول ذلك… جيد بشكل لعين.”
“أدرك ذلك—”
“حتى الآن؟” يسأل، وهو يهز رأسه. “أنت متوتر جدًا. قل اسم الشخص الذي أرسلني.”
“هل تفعل؟” تمد يدها وتلمس وجهي. تنفرج شفتاها باحثة عن معنى في عينيّ. أتذكر ملمسهما على شفتي قبل أن أقذف نفسي عبر أنبوب الاطلاق. تركتها تقبلني آنذاك. حتى لو كانت امرأة باردة، ثمة شيء في قلبها تجاهي. مختلف عن إيو. مختلف عن موستانج. أبتعد برفق عن يدها وأهز رأسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجدني فيكترا بعد أن قلت وداعي لسيفرو. “أرسلني أغسطس لأخبرك أن حجرة سيد الرماد لك.”
“أنت رجل غريب،” تقول بتنهيدة ناعمة، كل الضعف الذي كان فيها قد ذهب الآن. تعود مخالبها للظهور. تتكئ على الحائط المقابل لي، وتثني ركبة وتضع حذاءً على الحائط، تضحك عليّ بعينيها. ها هي فيكترا التي أعرفها.
“كانت صدفة أنك عرفتها على الإطلاق،” أقول. “الصدفة هي التي جلبتها إلى منزل مارس.”
“أنت تحب النساء، لكنك لا تستمتع بنا.” تتجعد خطوط الابتسامة مع انفراج شفتيها قليلاً. لا يسع عيني إلا أن تتبع الخطوط النحيلة لرقبتها، والقوة في كتفيها النحيلين، وارتفاع نهديها. تتّقد عيناها تجاهي. “هناك الكثير للاستمتاع به. هل تعرف حتى مدى نعومة بشرتي؟”
“تعجبني عندما تكون هكذا.”
أكتم ضحكة تخرج مني كالسعال. “أنتِ تسخرين مني.”
نسير في صمت حتى نصل إلى باب حجرتي. ألقي نظرة خلفي وأرى راغنار يتبعنا في الممرات. لولا الضمادات على جسده، لما رأيته على الإطلاق. أشير إليه بالابتعاد. عند الباب، أبحث في عيني فيكترا المتعجرفتين. “كان بإمكانكِ إرسال شخص ذي لون أدنى ليخبرني أن الجناح لي.”
“كالعادة.”
“لورن؟” تلتوي شفتاه في سخرية.
فيكترا متآمرة. هذه هي طريقتها. ولكن للحظة، كانت ضعيفة. ورؤية ذلك… رؤية ذلك أحدثت كل الفرق. أقتل التوتر الجنسي بأفضل طريقة أعرفها. “ليلة سعيدة يا أختي،” أقول، وأقبلها على جبينها.
لا أستطيع النوم. أجساد أولئك الذين تركتهم ورائي تطفو في الظلام معي. أستيقظ عشرات المرات، ومضات من القنابل، وضربات السيوف تمزق أحلامي. لقد استحققت هذه الليالي التي لا يهدأ لي فيها بال للنوم. أعرف ذلك، وهذا ما يجعلها أكثر صعوبة.
“أختي؟ أختي؟” تضحك بازدراء وأنا أغادر. يستغرق الأمر لحظة، لكنها تناديني. “هل هذا لأنك تعتقد أنني شريرة؟” ألتفت إليها.
“لماذا تتصرف هكذا—”
“شريرة؟”
“ما رأيك أن نجرب شيئًا جديدًا؟” أعرض، وأعود إليها. أمد يدي. “دارو. على عكس الشائعات المنتشرة، أنا لا آكل الزجاج. أحب الموسيقى والرقص، وأنا مولع جدًا بالفاكهة الطازجة، خاصة الفراولة.”
“هل لهذا السبب لم ترغب بي أبدًا؟” تتوقف، وتختار كلماتها بعناية. “لأنك تنظر إليّ بازدراء؟”
ترجمة [Great Reader]
“لماذا تعتقدين ذلك؟” أسأل برفق. تهز كتفيها وتنظر حولها في الممر، مترددة بشكل غريب. “أنا لا…” تلوي يديها، محاولة استخلاص الكلمات الصحيحة. تشير إلى نفسها. “هكذا أعيش، هل تفهم؟ هكذا علمتني أمي. هذا ما ينجح.”
“فيكترا. وموستانج؟” أسأل.
“ما رأيك أن نجرب شيئًا جديدًا؟” أعرض، وأعود إليها. أمد يدي. “دارو. على عكس الشائعات المنتشرة، أنا لا آكل الزجاج. أحب الموسيقى والرقص، وأنا مولع جدًا بالفاكهة الطازجة، خاصة الفراولة.”
نسير في صمت حتى نصل إلى باب حجرتي. ألقي نظرة خلفي وأرى راغنار يتبعنا في الممرات. لولا الضمادات على جسده، لما رأيته على الإطلاق. أشير إليه بالابتعاد. عند الباب، أبحث في عيني فيكترا المتعجرفتين. “كان بإمكانكِ إرسال شخص ذي لون أدنى ليخبرني أن الجناح لي.”
تشخر ضاحكة. “غبي جدًا. نحن نعيد تعريف أنفسنا؟”
“كانت صدفة أنك عرفتها على الإطلاق،” أقول. “الصدفة هي التي جلبتها إلى منزل مارس.”
“من دون دروع. فقط شخصان. أنا أنتظر،” أقول بمرح.
أواصل سيري، الجوع يجذبني إلى قاعة الطعام. يمكن توصيل الطعام بسهولة إلى غرفي، لكن خدمي لم يتم تنظيمهم بعد. على أي حال، أكره أن يخدمني أحد. في قاعة الطعام، أجد شخصًا لا ينام مثلي جالسًا على طاولة معدنية طويلة. موستانج.
تدير عينيها، وتتقدم خطوة، وتنظر في كلا الاتجاهين في الممر. ترفع يدها، تحاول كبح ابتسامة طفولية. “فيكترا. أحب رائحة الحجر قبل هطول المطر.” تقطّب وجهها، وتتورّد وجنتاها باللون الأحمر. “و… لا تضحك. أنا في الواقع أكره اللون الذهبي. الأخضر يناسب بشرتي بشكل أفضل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنت تحب النساء، لكنك لا تستمتع بنا.” تتجعد خطوط الابتسامة مع انفراج شفتيها قليلاً. لا يسع عيني إلا أن تتبع الخطوط النحيلة لرقبتها، والقوة في كتفيها النحيلين، وارتفاع نهديها. تتّقد عيناها تجاهي. “هناك الكثير للاستمتاع به. هل تعرف حتى مدى نعومة بشرتي؟”
لا أستطيع النوم. أجساد أولئك الذين تركتهم ورائي تطفو في الظلام معي. أستيقظ عشرات المرات، ومضات من القنابل، وضربات السيوف تمزق أحلامي. لقد استحققت هذه الليالي التي لا يهدأ لي فيها بال للنوم. أعرف ذلك، وهذا ما يجعلها أكثر صعوبة.
“أتذكر عندما تخلص تاكتوس من كمانك لأنه كان يشك في أنك تريد شيئًا ما؟ الآن تعاملني بنفس الطريقة. حدث نفس الشيء عندما جئت إليك في الحدائق على لونا. هل من الصعب جدًا أن تصدق أنني صديقتك وأنني أهتم بك؟” يتجعد أنفها. “أنت تجعلني عاطفية، وأنا أكره ذلك.”
أقف وأتجول في مسكني الجديد، وأتجول في مرافقه. ست غرف. صالة ألعاب رياضية صغيرة. حمام كبير. مكتبة. كلها تعود للرجل الذي أحرق قمرًا. والد الفوريات. كيف يمكنني النوم في غرفة كهذه؟ آخذ قلادة الحصان المجنح من جيبي، كدت أنسى أنها قنبلة راديوم.
“من علا أكثر مما ينبغي، غاص في الوحل أعمق.”
أتجول في ممرات السفينة، كشبح، أنظر خلفي، وأتساءل عما إذا كان راغنار يتبعني. أخبرته أن ينام، لكنني لا أعرف سوى القليل عن مزاجه، كيف يفكر، ماذا يفعل في الليل. هناك الكثير لنتعلمه.
“لورن؟” تلتوي شفتاه في سخرية.
أمر عبر الممرات المظلمة، متجاوزًا الفنيين البرتقاليين ومشغلي الأنظمة الزرق، الذين يصمتون وينحنون وأنا أمر عبر الممرات المعدنية نزولاً إلى أعماق السفينة، إلى المكان الذي لا تطأه أقدام الذهبيين أبدًا. الأسقف منخفضة، مخصصة للعمال الحمر والخدم البنيين. هذه السفينة عبارة عن مدينة، أو جزيرة. كل الألوان هنا. أتذكر القائمة. آلاف الوظائف. ملايين الأجزاء المتحركة. أفحص لوحة صيانة. ماذا لو قام البرتقالي الذي عمل عليها بتحميل اللوحة بشكل زائد؟ ماذا سيحدث عندها؟ لا أعرف. أراهن أن قلة من الذهبيين يعرفون حقًا. أدوّن ملاحظة في ذهني.
“أنا؟”
أواصل سيري، الجوع يجذبني إلى قاعة الطعام. يمكن توصيل الطعام بسهولة إلى غرفي، لكن خدمي لم يتم تنظيمهم بعد. على أي حال، أكره أن يخدمني أحد. في قاعة الطعام، أجد شخصًا لا ينام مثلي جالسًا على طاولة معدنية طويلة. موستانج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com آخذها برفق، وأنا أعلم كم تكلفتها، وأنفخ على سطحها. أنفاسي تجعلها تهتز، ثم تتحطم. ترتفع ذرات صغيرة من اللون الأسود، وتنجرف كاليراعات من العشب مع حلول الغسق في عمق الصيف. تتجمع. تطفو وتشكل صورة مجسمة تقريبية تحوم بيني وبين سيفرو. خوذة أريس المدببة.
……
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمر عبر الممرات المظلمة، متجاوزًا الفنيين البرتقاليين ومشغلي الأنظمة الزرق، الذين يصمتون وينحنون وأنا أمر عبر الممرات المعدنية نزولاً إلى أعماق السفينة، إلى المكان الذي لا تطأه أقدام الذهبيين أبدًا. الأسقف منخفضة، مخصصة للعمال الحمر والخدم البنيين. هذه السفينة عبارة عن مدينة، أو جزيرة. كل الألوان هنا. أتذكر القائمة. آلاف الوظائف. ملايين الأجزاء المتحركة. أفحص لوحة صيانة. ماذا لو قام البرتقالي الذي عمل عليها بتحميل اللوحة بشكل زائد؟ ماذا سيحدث عندها؟ لا أعرف. أراهن أن قلة من الذهبيين يعرفون حقًا. أدوّن ملاحظة في ذهني.
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
“لكنني لست هي.”
ترجمة [Great Reader]
“لا. كان والدي،” يقول سيفرو. “لقد اختارها، وبادل اختيارًا مع جونو للحصول عليها.” يهز رأسه. “كل ذلك لأنه ظن أنها ستهدئنا، وتتحكم في غضبنا. لو لم يخترها، لما كنا قد التقيناها، ولكانت على قيد الحياة.”
“أريس أرسلك.” يسود صمت بيننا.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
