المعهد
الفصل 16: المعهد
ابتسامته بيروقراطية. “هل كانت لديك معرفة مسبقة بالأسئلة؟”
تصل نتائج اختباري بينما أتدرب مع ماتيو على التمييز الثقافي وتعديل اللهجة في شقتنا الشاهقة. لدينا إطلالة على للمدينة، مع منظر لغروب الشمس خلفها. كنت في منتصف رد ساخر حول نادي يوركتون سوبرنوفا الرياضي للحرب الوهمية عندما أصدر اللوح الرقمي الخاص بي صفيرًا مع رسالة ذات أولوية أُرسلت إلى بث الجهاز الخاص بي. كدت أسكب قهوتي.
أتبادل أنا وماتيو ابتسامة وانحناءة. نتبادل الألقاب الرسمية ويمد يده. لا يمسك بيدي. بدلاً من ذلك، يخطف الزهرة من جيبي. أمد يدي نحوها، لكنه لا يزال الرجل الوحيد الذي قابلته أسرع مني.
قلت: “لقد تم ربط جهاز اللوح الرقمي خاصتي بواسطة جهاز آخر”. “إنه مجلس مراقبة الجودة”.
“جوليان”، يعلن بشكل لائق، ويمسك بساعدي. ليس لدينا أي بيانات لنتبادلها من خلال “ألواحنا الرقمية”؛ لقد أخذوها منا عندما صعدنا إلى المركبة. لذا، بدلاً من ذلك، أعرض عليه المقعد المقابل لي. “دارو، اسم مثير للاهتمام حقًا.”
ينهض ماتيو فجأة من كرسيه. “لدينا ربما أربع دقائق”. يركض إلى مكتبة الجناح، حيث كانت هارموني تقرأ على أريكة مريحة. تقفز وتخرج من الجناح في أقل من ثلاث أنفاس. أتأكد من أن الصور المجسمة لي مع عائلتي المزيفة مرتبة في غرفة نومي وفي جميع أنحاء الشقة. أربعة خدم مستأجرين – بنّيون ووردية – يقومون بالمهام المنزلية في الشقة. يرتدون زي بيغاسوس الخاص بعائلتي المزيفة. يذهب أحد البنّيين إلى المطبخ. والأخرى، امرأة وردية، تدلك كتفي. يقوم ماتيو بتلميع حذائي في غرفتي. بالطبع هناك آلات للقيام بهذه الأشياء، لكن الذهبي لن يستخدم آلة لعمل يمكن أن يؤديه إنسان. لا توجد سطوة في ذلك.
“أنا لا أحب اللعب كثيرًا.” ألاحظ رد فعله، فأضحك وأخفف جديتي بغمزة. “ليس إلا إذا كان هناك رهان، يا رجل. هل تسمعني؟”
تظهر مركبة المدينة مثل يعسوب بعيد. تكبر ببطء بينما تقترب بطنين وتحوم خارج نافذة شقتي. ينزلق باب الصعود الخاص بها وينفتح ويقوم رجل يرتدي بدلة نحاسية بانحناءة رسمية. أترك جهاز اللوح الرقمي يفتح نافذة من الزجاج المقوى ويطفو الرجل إلى الداخل. ثلاثة من البيض معه. كل واحد منهم لديه شارة بيضاء على يديه. أعضاء من الأكاديميين وبيروقراطي نحاسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الفتاة لم تكن تعرف حتى أن الفيديو سيتسرب. ومع ذلك، فإن استعدادها لتحمل المشقة هو ما منحها القوة. الشهداء، كما ترون، مثل النحل. قوتهم الوحيدة تأتي من الموت. كم منكم سيضحي بنفسه ليس للقتل، بل لمجرد إيذاء عدوه؟ لا أحد منكم، أراهن.”
“هل لي شرف مخاطبة المدعو دارو أو أندروميدوس، ابن الراحلين حديثًا لينوس أو أندروميدوس و ليكسوس أو أندروميدوس؟”
“نعم”. أكذب بملء فمي، مفسدًا أسئلة الحكم الخاصة بهم.
“لك هذا الشرف”.
“لا. كما قلت، كان هناك جهاز تشويش. شكرًا لمواكبتك، يا صاحب الرأس النحاسي”.
ينظر البيروقراطي إليّ من أعلى إلى أسفل بطريقة محترمة جدًا، ولكنها نافدة الصبر. “أنا بونديلوس كو تانكروس من مجلس مراقبة الجودة في المعهد. هناك بعض الأسئلة التي يجب أن نلتمس طرحها عليك”.
“مرحبًا بكم، يا أبناء الذهبيين،” يقول الحاكم الأعلى نيرو أو أغسطس بصوت ناعم كبشرة إيو. صوته عالٍ بشكل خارق. “أفترض أنكم تدركون خطورة وجودكم هنا. من بين آلاف مدن المريخ. من بين جميع العائلات العظيمة، أنتم القلة المختارة. أنتم قمة الهرم البشري. اليوم، ستبدأون حملتكم للانضمام إلى أفضل طبقة في عرقنا. يقف نظراؤكم مثلكم في معاهد الزهرة، والنصفين الشرقي والغربي من الأرض، والقمر، وأقمار الكواكب الغازية العملاقة، وأوروبا، والمجموعة النجمية اليونانية والمجموعة النجمية الطروادية، وعطارد، وكاليستو، والمشروع المشترك إنسيلادوس وسيريس، ورواد هيلداس البعيدين.”
نجلس متقابلين على طاولة مطبخي المصنوعة من خشب البلوط. هناك، يشبكون إصبعي بآلة ويرتدي أحد البيض نظارة ستحلل بؤبؤ عيني وردود الفعل الفسيولوجية الأخرى. سيكونون قادرين على معرفة ما إذا كنت أكذب.
يعم المزيد من الضحك في الساحة وهو يخبرنا أن ننظر إلى أثينا البائسة، مهد السرطان الذي يسمونه الديمقراطية. انظروا كيف سقطت أمام إسبرطة. الكذبة النبيلة جعلت أثينا ضعيفة. جعلت مواطنيها ينقلبون على أفضل جنرالاتهم، ألكيبيادس، بسبب الغيرة.
“سنبدأ بسؤال حكم لتقييم رد فعلك الطبيعي عند قول الحقائق. هل أنت من عائلة أندروميدوس؟”
“لا”. أتنهد بنفاد صبر. “كان هناك جهاز تشويش في الغرفة، وبالتالي كان الأمر مستحيلاً. يسعدني أنكم قمتم بأبحاثكم ولا تضيعون وقتي، أيها النحاسي”.
“نعم”.
عندما يصل خادم شخصي لمرافقتي إلى المعهد، أودع الراقص داخل الشقة. يمسك بيدي بقوة بينما نتصافح ويرمقني بنفس النظرة التي أعطاني إياها أبي قبل أن يُشنق. إنها نظرة طمأنينة. لكن خلفها قلق وشك. هل أعدّني للعالم؟ هل أدى واجبه؟ كان أبي في الخامسة والعشرين عندما نظر إليّ هكذا. الراقص في الواحدة والأربعين. لا يوجد فرق. أضحك بخفة.
“هل أنت من جنس الذهبيين؟”
“لم ليس الآن، أيها الجبان؟” ينادي جوليان. وصدره النحيل منتفخ تمامًا كما علمه والده. لا أحد يهين عائلته.
“نعم”. أكذب بملء فمي، مفسدًا أسئلة الحكم الخاصة بهم.
“ماذا؟ أيها الوضيع الصغير!” يقول جوليان مصدومًا. “من الذي رباك؟”
“هل غششت في اختبار القبول قبل شهرين؟”
“إذن كيف تعرف عنه؟” أسأل.
“لا”.
“أعطني بتلة إذن”، أقول.
“هل استخدمت مجدد النوى العصبية لتحفيز الفهم العالي والوظائف التحليلية أثناء الاختبار نفسه؟”
من المفترض أن يكون كذلك.
“لا”.
لم يعطني عمي نارول مثل هذه النظرة قط، ولا حتى عندما سمح لي بإنزال إيو. ربما لأنه تلقى ما يكفي من لكماتي اليمنى ليعرف الإجابة. لكن إذا فكرت في معلميّ، آبائي، فإن عمي نارول هو من شكّلني أكثر من أي أحد اخر. علّمني الرقص؛ علّمني كيف أكون رجلاً، ربما لأنه كان يعلم أن هذا سيكون مستقبلي. ورغم أنه حاول منعي من أن أصبح غطاس جحيم، إلا أن دروسه هي التي أبقتني على قيد الحياة. لقد تعلمت دروسًا جديدة الآن. لنأمل أن تفي بالغرض.
“هل استخدمت أداة شبكية لتجميع أو توليف موارد خارجية في الوقت الفعلي؟”
“لا”.
“لا”. أتنهد بنفاد صبر. “كان هناك جهاز تشويش في الغرفة، وبالتالي كان الأمر مستحيلاً. يسعدني أنكم قمتم بأبحاثكم ولا تضيعون وقتي، أيها النحاسي”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل لي شرف مخاطبة المدعو دارو أو أندروميدوس، ابن الراحلين حديثًا لينوس أو أندروميدوس و ليكسوس أو أندروميدوس؟”
ابتسامته بيروقراطية. “هل كانت لديك معرفة مسبقة بالأسئلة؟”
“لك هذا الشرف”.
“لا”. أعتبر أن الرد الغاضب مناسب في هذه المرحلة. “وما هذا الأمر؟ لست معتادًا على أن ينعتني بالكاذب شخص من أمثالك”.
تفاجئني هارموني بأخذ يدي اليمنى، وتقبيل المكان الذي كانت شارتي الحمراء مزينة به. هناك دموع في إحدى عينيها، في العين الباردة التي لا تحمل ندوبًا. بينما الأخرى لا تستطيع البكاء. تخبرني: “إيفي ستأتي لتعيش معنا”. تبتسم قبل أن أتمكن من سؤالها عن السبب. يبدو الأمر غريبًا على وجهها. “هل تظن أنك الوحيد الذي يلاحظ الأشياء؟ سنمنحها حياة أفضل مما كان سيفعل ميكي”.
“إنه إجراء متبع مع جميع الحاصلين على درجات النخبة، أيها اللورد الذهبي. ألتمس تفهمك”، يقول البيروقراطي بنبرة رتيبة. “أي قيمة شاذة صاعدة بعيدة عن الانحراف المعياري تخضع للتحقيق. هل ربطت أداتك بأداة فرد آخر أثناء الاختبار؟”
“بل هو من فعلها”، يصحح ماتيو.
“لا. كما قلت، كان هناك جهاز تشويش. شكرًا لمواكبتك، يا صاحب الرأس النحاسي”.
نصل إلى وادي مارينريس في الظلام. إنه عبارة عن ندبة عظيمة من الضوء عبر سطح المريخ الأسود، تمتد إلى أبعد ما يمكن للعين رؤيته. وفي وسطها، ترتفع عاصمة كوكبي في الليل كحديقة من السيوف مرصعة بالجواهر. تومض النوادي الليلية على أسطح المنازل، وحلبات الرقص مصنوعة من الهواء المكثف. ترتفع وتهبط الفتيات شبه العاريات والفتيان الحمقى مع تلاعب خلاطات الجاذبية بقوانين الفيزياء. تفصل فقاعات الضوضاء بين كتل المدينة. نخترقها ونسمع عوالم من الأصوات المختلفة.
يأخذون عينة من دمي ويفحصون دماغي. النتائج فورية، لكن البيروقراطي لن يشاركها. “بروتوكول”، يذكرني. “ستحصل على نتائجك في غضون أسبوعين”.
يقع المعهد خلف مناطق آجيا الليلية وهو مبني في جانب جدران وادي مارينريس التي يبلغ ارتفاعها ثمانية كيلومترات. ترتفع الجدران مثل أمواج مد من الحجر الأخضر تحتضن الحضارة بالنباتات. المعهد نفسه مصنوع من الحجر الأبيض – مكان من الأعمدة والمنحوتات، روماني حتى النخاع.
نستلمها في غضون أربعة. أجتاز فحص مراقبة الجودة. لم أغش. ثم تأتي درجة امتحاني، بعد شهرين من خوضي لذلك الاختبار اللعين، وأدرك لماذا ظنوا أنني غششت. لقد أخطأت في سؤال واحد. واحد فقط. من بين المئات. عندما أشارك النتائج مع الراقص وهارموني وماتيو، يحدقون فيّ ببساطة. يسقط الراقص على كرسي ويبدأ في الضحك؛ ضحك هستيري.
نصل إلى وادي مارينريس في الظلام. إنه عبارة عن ندبة عظيمة من الضوء عبر سطح المريخ الأسود، تمتد إلى أبعد ما يمكن للعين رؤيته. وفي وسطها، ترتفع عاصمة كوكبي في الليل كحديقة من السيوف مرصعة بالجواهر. تومض النوادي الليلية على أسطح المنازل، وحلبات الرقص مصنوعة من الهواء المكثف. ترتفع وتهبط الفتيات شبه العاريات والفتيان الحمقى مع تلاعب خلاطات الجاذبية بقوانين الفيزياء. تفصل فقاعات الضوضاء بين كتل المدينة. نخترقها ونسمع عوالم من الأصوات المختلفة.
“اللعنة!”، يقسم. “لقد فعلناها”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم أكن هنا من قبل. لكنني رأيت الأعمدة. رأيت وجهة رحلتنا. المرارة تتصاعد في داخلي مثل الحمض الهضمي الصاعد من المعدة نحو الحلق بينما أفكر في وجهه. أفكر في كلماته. في عينيه وهو يتفحص الحشد. شاهدت على “مكعب العرض المجسم” الحاكم الأعلى وهو يلقي خطابه مرارًا وتكرارًا على الفصول التي سبقت فصلي. قريبًا سأسمعه من شفتيه بنفسي. قريبًا سأعاني من الغضب. أشعر بالنار تلتهم قلبي بينما أراه شخصيًا مرة أخرى.
“بل هو من فعلها”، يصحح ماتيو.
يرتفع رجل ذهبي طويل القامة محاطًا بالأوبسيديان وحاشية من المستشارين الذهبيين على زوج من أحذية الجاذبية أمام البوابة. قلبي يتجمد عندما أتعرف على وجهه وأسمع صوته وأرى البريق في عينيه اللامعتين.
يستغرق الأمر دقيقة قبل أن يستجمع الراقص شجاعته ليحضر زجاجة شمبانيا، لكنني ما زلت أشعر بعينيه تراقبانني كما لو كنت شيئًا مختلفًا، شيئًا غريبًا. يبدو الأمر وكأنهم فجأة لا يفهمون ما الذي صنعوه. ألمس زهرة الهيمانثوس في جيبي وأشعر بخاتم الزواج حول عنقي. لم يصنعوني هم. بل هي من فعلت.
المنازل. أعرفها. هناك اثنا عشر منزلا تعتمد بشكل فضفاض على سمات شخصية أساسية. كل منها يحمل اسم أحد آلهة البانثيون الروماني. منازل المدرسة هي أدوات للتواصل الاجتماعي ونوادٍ اجتماعية خارج المدرسة. إذا أبليت حسنًا، فسيجدون لك عائلة قوية لتخدمها. العائلات هي القوى الحقيقية في المجتمع. لديهم جيوشهم وأساطيلهم الخاصة ويساهمون في قوات الحاكمة. الولاء يبدأ معهم. هناك القليل من الحب لسكان الكوكب الواحد. إن وجد شيء، فهو المنافسة.
عندما يصل خادم شخصي لمرافقتي إلى المعهد، أودع الراقص داخل الشقة. يمسك بيدي بقوة بينما نتصافح ويرمقني بنفس النظرة التي أعطاني إياها أبي قبل أن يُشنق. إنها نظرة طمأنينة. لكن خلفها قلق وشك. هل أعدّني للعالم؟ هل أدى واجبه؟ كان أبي في الخامسة والعشرين عندما نظر إليّ هكذا. الراقص في الواحدة والأربعين. لا يوجد فرق. أضحك بخفة.
يرتفع رجل ذهبي طويل القامة محاطًا بالأوبسيديان وحاشية من المستشارين الذهبيين على زوج من أحذية الجاذبية أمام البوابة. قلبي يتجمد عندما أتعرف على وجهه وأسمع صوته وأرى البريق في عينيه اللامعتين.
لم يعطني عمي نارول مثل هذه النظرة قط، ولا حتى عندما سمح لي بإنزال إيو. ربما لأنه تلقى ما يكفي من لكماتي اليمنى ليعرف الإجابة. لكن إذا فكرت في معلميّ، آبائي، فإن عمي نارول هو من شكّلني أكثر من أي أحد اخر. علّمني الرقص؛ علّمني كيف أكون رجلاً، ربما لأنه كان يعلم أن هذا سيكون مستقبلي. ورغم أنه حاول منعي من أن أصبح غطاس جحيم، إلا أن دروسه هي التي أبقتني على قيد الحياة. لقد تعلمت دروسًا جديدة الآن. لنأمل أن تفي بالغرض.
“إذن كيف تعرف عنه؟” أسأل.
يعطيني الراقص خاتم السكين الذي استخدمه لقطع إصبعي قبل أشهر. لكنه أعاد تشكيله ليبدو كحرف L. قال: “سيعتقدون أنها شارة، مثل التي حملها الإسبرطيون على دروعهم”. “حرف L يرمز الى لاكديمونيا”. لكنه يرمز لليكوس. و لامدا أيضا.
أصابع من الخُضرة تمتدّ عبر الأرض التي عشت لأحفرها. أتساءل من هو غطّاس “لامدا” الآن. لوران صغير جدًا. بارلو كبير جدًا. كيران؟ إنه مسؤول أكثر من اللازم. لديه أطفال ليحبهم، وقد رأى ما يكفي من عائلتنا يموتون. لا توجد نار في جوفه. ليانا لديها ما يكفي، لكن لا يُسمح للنساء بالحفر على أي حال. من المحتمل أنه داين، شقيق إيو. متوحش، لكنه ليس ذكيًا. غطّاس الجحيم النموذجي. سيموت بسرعة. هذه الفكرة تجعلني أشعر بالغثيان.
تفاجئني هارموني بأخذ يدي اليمنى، وتقبيل المكان الذي كانت شارتي الحمراء مزينة به. هناك دموع في إحدى عينيها، في العين الباردة التي لا تحمل ندوبًا. بينما الأخرى لا تستطيع البكاء. تخبرني: “إيفي ستأتي لتعيش معنا”. تبتسم قبل أن أتمكن من سؤالها عن السبب. يبدو الأمر غريبًا على وجهها. “هل تظن أنك الوحيد الذي يلاحظ الأشياء؟ سنمنحها حياة أفضل مما كان سيفعل ميكي”.
يحمر وجهه خجلاً عندما أنزله. “تحكم في أعصابك”، يذكرني، وصوته الصغير يكتسب نبرة قاتمة. “تحل بالآداب، ثم الآداب، ثم أحرق منزلهم اللعين حتى يسوى بالأرض”.
أتبادل أنا وماتيو ابتسامة وانحناءة. نتبادل الألقاب الرسمية ويمد يده. لا يمسك بيدي. بدلاً من ذلك، يخطف الزهرة من جيبي. أمد يدي نحوها، لكنه لا يزال الرجل الوحيد الذي قابلته أسرع مني.
يبتسم الولد النحيل ابتسامة شريرة. حتى أسنانه كاكية اللون.
“لا يمكنك أن تأخذ هذا معك، أيها الفاضل. خاتم الزواج على يدك غريب بما فيه الكفاية. الزهرة أكثر من اللازم”.
ننزل على منصة هبوط ويتم توجيهنا إلى ساحة رخامية في الهواء الطلق تطل على الوادي الشاسع. هواء الليل منعش. تمتد آجيا خلفنا وبوابات المعهد أمامنا. أقف مع أكثر من ألف من ذوي الحواجب الذهبية، جميعهم ينظرون حولهم بثقة عرقهم المتغطرسة. يتجمع الكثيرون معًا، أصدقاء من خارج جدران المدرسة البيضاء. لم أكن أعتقد أن فصولهم كبيرة إلى هذا الحد.
“أعطني بتلة إذن”، أقول.
يبدو وكأنه قبل يوم واحد فقط كنت أعلم أنني رائد على المريخ. قبل يوم واحد فقط عانيت حتى تتمكن البشرية، اليائسة لمغادرة أرض تحتضر، من الانتشار نحو الكوكب الأحمر. أوه، كم أجاد حكامي الكذب.
“اعتقدت أنك ستطلب ذلك”. يخرج قلادة. إنها شارة أندروميدوس. شارتي، أتذكر. إنها من حديد. يسقطها في يدي. “اهمس باسمها”. أفعل وينفتح البيغاسوس مثل برعم هيمانثوس. يضع بتلة في المنتصف. تنغلق مرة أخرى. “هذا هو قلبك. احرسه بالحديد”.
……
“شكرًا لك، ماتيو”، أقول والدموع في عيني. أرفعه وأعانقه رغم احتجاجاته. “إذا عشت أكثر من أسبوع، فسأكون مدينًا لك بالشكر، أيها الفاضل”.
إنه يتحدث عن الأقزام الماجنين.
يحمر وجهه خجلاً عندما أنزله. “تحكم في أعصابك”، يذكرني، وصوته الصغير يكتسب نبرة قاتمة. “تحل بالآداب، ثم الآداب، ثم أحرق منزلهم اللعين حتى يسوى بالأرض”.
“ألم تنتهوا من التملق لبعضكم البعض بعد أيها الباكون؟” يسخر طفل مشاغب من زاوية المركبة. إنه شاحب لدرجة أنه يميل إلى اللون الكاكي بدلاً من الذهبي. شفتاه رقيقتان ووجهه كصقر قاسٍ يلمح فأرًا. إنه برونزي.
أقبض على البيغاسوس في يدي بينما تحلق المركبة فوق ريف المريخ.
إنه يتحدث عن الأقزام الماجنين.
أصابع من الخُضرة تمتدّ عبر الأرض التي عشت لأحفرها. أتساءل من هو غطّاس “لامدا” الآن. لوران صغير جدًا. بارلو كبير جدًا. كيران؟ إنه مسؤول أكثر من اللازم. لديه أطفال ليحبهم، وقد رأى ما يكفي من عائلتنا يموتون. لا توجد نار في جوفه. ليانا لديها ما يكفي، لكن لا يُسمح للنساء بالحفر على أي حال. من المحتمل أنه داين، شقيق إيو. متوحش، لكنه ليس ذكيًا. غطّاس الجحيم النموذجي. سيموت بسرعة. هذه الفكرة تجعلني أشعر بالغثيان.
ورغم أنني أبتسم، إلا أنه لا يعرف كم أنا بارد من الداخل؛ فالمحادثة، والمزاح، والابتسامات، كلها أنماط من الحياة الاجتماعية. لقد أحسن ماتيو صنعًا معي، لكن يُحسب لجوليان أنه لا يبدو وحشًا.
ليس مجرد الفكر. أنا متوتر. أدرك ذلك ببطء وأنا أنظر حولي داخل المركبة. يجلس ستة شبان آخرون بهدوء. أحدهم، فتى نحيل بنظرة منفتحة وابتسامة جميلة، يلفت انظاري. إنه من النوع الذي لا يزال يضحك لدى رؤيته للفراشات.
“لا”. أتنهد بنفاد صبر. “كان هناك جهاز تشويش في الغرفة، وبالتالي كان الأمر مستحيلاً. يسعدني أنكم قمتم بأبحاثكم ولا تضيعون وقتي، أيها النحاسي”.
“جوليان”، يعلن بشكل لائق، ويمسك بساعدي. ليس لدينا أي بيانات لنتبادلها من خلال “ألواحنا الرقمية”؛ لقد أخذوها منا عندما صعدنا إلى المركبة. لذا، بدلاً من ذلك، أعرض عليه المقعد المقابل لي. “دارو، اسم مثير للاهتمام حقًا.”
من المفترض أن يكون كذلك.
“هل زرت آجيا من قبل؟” أسأل جوليان.
……
يقول مبتسمًا: “بالطبع”. هو يبتسم دائمًا. “ماذا، هل تقصد أنك لم تزرها؟ هذا غريب. اعتقدت أنني أعرف الكثير من الذهبيين، لكن بالكاد تمكن أي منهم من اجتياز امتحانات القبول. إنه عالم جديد تماما من الوجوه، أخشى. على أي حال، أحسدك على حقيقة أنك لم تزر آجيا من قبل. إنه مكان غريب. جميل، بلا شك، لكن الحياة هناك سريعة ورخيصة، كما يقولون.”
أقبض على البيغاسوس في يدي بينما تحلق المركبة فوق ريف المريخ.
“لكن ليس بالنسبة لنا.”
“أتحداك ، أيها الفاضل.”
يضحك بخفة. “لا أعتقد ذلك. ليس إلا إذا كنت تمارس السياسة.”
“لك هذا الشرف”.
“أنا لا أحب اللعب كثيرًا.” ألاحظ رد فعله، فأضحك وأخفف جديتي بغمزة. “ليس إلا إذا كان هناك رهان، يا رجل. هل تسمعني؟”
“أنا لا أحب اللعب كثيرًا.” ألاحظ رد فعله، فأضحك وأخفف جديتي بغمزة. “ليس إلا إذا كان هناك رهان، يا رجل. هل تسمعني؟”
“أسمعك! ما هي لعبتك؟ شطرنج الدم ؟ غرافكروس؟”
أقبض على البيغاسوس في يدي بينما تحلق المركبة فوق ريف المريخ.
“أوه، شطرنج الدم لا بأس به. لكن الحرب الوهمية هي التي تفوز بالجائزة”، أقول بابتسامة ذهبية.
الفصل 16: المعهد
“خاصة إذا كنت من مشجعي نورتون!” يوافقني الرأي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اللعنة!”، يقسم. “لقد فعلناها”.
“أوه… نورتون. لا أعرف ما إذا كنا سنتفق”، أقول متألمًا. وأشير لنفسي بإبهامي. “يوركتون.”
يخبرنا كيف سقط الفرس، وكيف انهار الرومان لأن حكامهم نسوا كيف اكتسب آباؤهم إمبراطوريتهم. يثرثر عن السلالات الإسلامية والتخنث الأوروبي والإقليمية الصينية وكراهية الذات الأمريكية وتخليهم الطوعي عن رجولتهم. كل الأسماء القديمة.
“يوركتون! لا أعرف ما إذا كنا سنتفق أبدًا!” يضحك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل استخدمت مجدد النوى العصبية لتحفيز الفهم العالي والوظائف التحليلية أثناء الاختبار نفسه؟”
ورغم أنني أبتسم، إلا أنه لا يعرف كم أنا بارد من الداخل؛ فالمحادثة، والمزاح، والابتسامات، كلها أنماط من الحياة الاجتماعية. لقد أحسن ماتيو صنعًا معي، لكن يُحسب لجوليان أنه لا يبدو وحشًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تظنون أنكم تعرفون الألم. تظنون أن المجتمع قوة حتمية في التاريخ. تظنون أنها نهاية التاريخ. لكن الكثيرين فكروا في ذلك من قبل. لقد اعتقدت العديد من الطبقات الحاكمة أن طبقتهم هي الأخيرة، القمة. لقد أصبحوا لينين. سمانًا. نسوا أن النتوء والجروح والندوب والمشقة هي ما يحافظ على كل تلك النوادي الترفيهية الفاخرة التي تحبون ارتيادها أيها الفتيان الصغار وكل ذلك الحرير والماس ووحيدات القرن التي تطلبنها أيتها الفتيات في أعياد ميلادكن.”
من المفترض أن يكون كذلك.
يُظهر لنا أغسطس لماذا نحن، هم، نحكم. يرتعش جسدي. أنا صغير جدًا. مليار طن من الفولاذ المقوى والمعدن النانوي تتحرك عبر السماوات، وأنا لم أغادر غلاف المريخ الجوي قط. إنها كبقع من الفضة في محيط من الحبر. وأنا أقل من ذلك بكثير. لكن تلك البقع يمكن أن تدمر المريخ. يمكن أن تدمر قمرًا. تلك البقع تحكم الحبر. يقود كل أسطول إمبيراتور ؛ ويقود البريتوريون فيالق داخل ذلك الأسطول. ما الذي يمكنني فعله بتلك القوة…
“لا بد أن أخي قد وصل بالفعل إلى المعهد. لقد كان بالفعل في آجيا في ضيعة عائلتنا، يسبب المشاكل بلا شك!” يهز جوليان رأسه بفخر. “أفضل رجل أعرفه. سيكون هو الزعيم، سترى ذلك. إنه فخر أبي وأمي، وهذا يعني الكثير مع عدد أفراد عائلتي الكبير!” لا يوجد أي أثر للغيرة في صوته، بل حب فقط.
يقف جوليان. “اعتذر، أيها الوغد.”
“الزعيم؟” أسأل.
“أتحداك ، أيها الفاضل.”
“أوه، مصطلح من المعهد؛ يعني قائد منزله.”
“لا بد أن أخي قد وصل بالفعل إلى المعهد. لقد كان بالفعل في آجيا في ضيعة عائلتنا، يسبب المشاكل بلا شك!” يهز جوليان رأسه بفخر. “أفضل رجل أعرفه. سيكون هو الزعيم، سترى ذلك. إنه فخر أبي وأمي، وهذا يعني الكثير مع عدد أفراد عائلتي الكبير!” لا يوجد أي أثر للغيرة في صوته، بل حب فقط.
المنازل. أعرفها. هناك اثنا عشر منزلا تعتمد بشكل فضفاض على سمات شخصية أساسية. كل منها يحمل اسم أحد آلهة البانثيون الروماني. منازل المدرسة هي أدوات للتواصل الاجتماعي ونوادٍ اجتماعية خارج المدرسة. إذا أبليت حسنًا، فسيجدون لك عائلة قوية لتخدمها. العائلات هي القوى الحقيقية في المجتمع. لديهم جيوشهم وأساطيلهم الخاصة ويساهمون في قوات الحاكمة. الولاء يبدأ معهم. هناك القليل من الحب لسكان الكوكب الواحد. إن وجد شيء، فهو المنافسة.
“هل استخدمت أداة شبكية لتجميع أو توليف موارد خارجية في الوقت الفعلي؟”
“ألم تنتهوا من التملق لبعضكم البعض بعد أيها الباكون؟” يسخر طفل مشاغب من زاوية المركبة. إنه شاحب لدرجة أنه يميل إلى اللون الكاكي بدلاً من الذهبي. شفتاه رقيقتان ووجهه كصقر قاسٍ يلمح فأرًا. إنه برونزي.
يخبرنا كيف سقط الفرس، وكيف انهار الرومان لأن حكامهم نسوا كيف اكتسب آباؤهم إمبراطوريتهم. يثرثر عن السلالات الإسلامية والتخنث الأوروبي والإقليمية الصينية وكراهية الذات الأمريكية وتخليهم الطوعي عن رجولتهم. كل الأسماء القديمة.
“هل نزعجك؟” سخريتي تحمل لمسة تهذيب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حتى أمم الأرض غارت من بعضها البعض. فرضت الولايات المتحدة الأمريكية فكرة المساواة هذه بالقوة. وعندما اتحدت الأمم، تفاجأ الأمريكيون بأنهم مكروهون! الجماهير غيورة! يا له من حلم رائع لو أن جميع الرجال خُلقوا متساوين! لكننا لسنا كذلك.”
“هل يزعجني كلبان يتناكحان؟ على الأرجح، نعم. إذا كانا صاخبين.”
“خاصة إذا كنت من مشجعي نورتون!” يوافقني الرأي.
يقف جوليان. “اعتذر، أيها الوغد.”
لكن الحديث عن العبور يقلقني. أدرك أن هناك القليل جدًا مما أعرفه، بينما أستمع لجوليان وهو يبدأ محادثة مع العضو الأخير في مركبتنا. يتحدثون عن درجات اختباراتهم. هناك تفاوت حاد بين درجاتهم المنخفضة ودرجتي. ألاحظ سيفرو يسخر عندما يذكرون درجاتهم بصوت عالٍ. كيف تمكن المتقدمون ذوو الدرجات المنخفضة من الدخول؟ لدي شعور سيء في معدتي. وما هي الدرجة التي حصل عليها سيفرو؟
” فلتذهب للجحيم”، يقول الولد الصغير. في نصف ثانية، سحب جوليان قفازًا أبيض من العدم. “هل هذا لمسح مؤخرتي، أيها الذهبي اللعين؟”
يبتسم وكأنه يعرف الألم. أنا أكره هذا الرجل.
“ماذا؟ أيها الوضيع الصغير!” يقول جوليان مصدومًا. “من الذي رباك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لدي مصادري،” يقول الولد. “وأنا لا أعرف عنه. بل أعرف بوجوده، أيها الأحمق الضخم.”
“الذئاب، بعد أن لفظني رحم أمك.”
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
“أيها الوحش!”
“لم ليس الآن، أيها الجبان؟” ينادي جوليان. وصدره النحيل منتفخ تمامًا كما علمه والده. لا أحد يهين عائلته.
ألقى جوليان القفاز على الولد الصغير. بينما أشاهد، وأعتقد أن هذا هو قمة الكوميديا. يبدو الولد وكأنه من مناجم ليكوس، ربما من بيتا. إنه يشبه لوران، لكنه قبيح وصغير وسريع الانفعال. لا يعرف جوليان ما الذي يفعله، فيطلق تحديًا.
يبدو وكأنه قبل يوم واحد فقط كنت أعلم أنني رائد على المريخ. قبل يوم واحد فقط عانيت حتى تتمكن البشرية، اليائسة لمغادرة أرض تحتضر، من الانتشار نحو الكوكب الأحمر. أوه، كم أجاد حكامي الكذب.
“أتحداك ، أيها الفاضل.”
“أعطني بتلة إذن”، أقول.
“مبارزة؟ هل أنت مستاء إلى هذا الحد؟” يسخر الولد القبيح من الأمير الصغير. “حسنًا. سأخيط كبرياء عائلتك معًا بعد العبور، أيها المتملق اللعين.” ثم يفرغ مخاطه في القفاز.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم أكن هنا من قبل. لكنني رأيت الأعمدة. رأيت وجهة رحلتنا. المرارة تتصاعد في داخلي مثل الحمض الهضمي الصاعد من المعدة نحو الحلق بينما أفكر في وجهه. أفكر في كلماته. في عينيه وهو يتفحص الحشد. شاهدت على “مكعب العرض المجسم” الحاكم الأعلى وهو يلقي خطابه مرارًا وتكرارًا على الفصول التي سبقت فصلي. قريبًا سأسمعه من شفتيه بنفسي. قريبًا سأعاني من الغضب. أشعر بالنار تلتهم قلبي بينما أراه شخصيًا مرة أخرى.
“لم ليس الآن، أيها الجبان؟” ينادي جوليان. وصدره النحيل منتفخ تمامًا كما علمه والده. لا أحد يهين عائلته.
يرتفع رجل ذهبي طويل القامة محاطًا بالأوبسيديان وحاشية من المستشارين الذهبيين على زوج من أحذية الجاذبية أمام البوابة. قلبي يتجمد عندما أتعرف على وجهه وأسمع صوته وأرى البريق في عينيه اللامعتين.
“هل أنت غبي؟ هل ترى أي شفرات هنا؟ أيها الأحمق. اذهب بعيدًا. سنتنازل بعد العبور.”
“في الوقت المناسب ستتلقون ندوبكم من سيفي،” يختتم أغسطس. “ولكن أولاً، يجب أن تكسبوها.”
“العبور…؟” يسأل جوليان أخيرًا ما أفكر فيه.
أغسطس متعجرف في حين يلقي خطابه. أبتلع العصارة الهضمية في حلقي. بسبب المسافة المستحيلة بيني وبين أعدائي، كان غضبي في السابق من النوع الهادئ والصامت. الآن يحترق في داخلي.
يبتسم الولد النحيل ابتسامة شريرة. حتى أسنانه كاكية اللون.
نجلس متقابلين على طاولة مطبخي المصنوعة من خشب البلوط. هناك، يشبكون إصبعي بآلة ويرتدي أحد البيض نظارة ستحلل بؤبؤ عيني وردود الفعل الفسيولوجية الأخرى. سيكونون قادرين على معرفة ما إذا كنت أكذب.
“إنه الاختبار الأخير، أيها الأحمق. وأعظم سر في هذا الجانب من حلقات مؤخرة أوكتافيا أو لون.”
أتذوق طعم الدم في فمي. لدي خاتم النصل الذي أعطاني إياه الراقص. لكنني أكبت الغضب. أنا لست شهيدًا. أنا لست انتقامًا. أنا حلم إيو. ومع ذلك، فإن عدم فعل أي شيء بينما يتباهى قاتلها يبدو وكأنه خيانة.
“إذن كيف تعرف عنه؟” أسأل.
“هل غششت في اختبار القبول قبل شهرين؟”
“لدي مصادري،” يقول الولد. “وأنا لا أعرف عنه. بل أعرف بوجوده، أيها الأحمق الضخم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الزعيم؟” أسأل.
اسمه سيفرو، وأنا معجب بأسلوبه.
نستلمها في غضون أربعة. أجتاز فحص مراقبة الجودة. لم أغش. ثم تأتي درجة امتحاني، بعد شهرين من خوضي لذلك الاختبار اللعين، وأدرك لماذا ظنوا أنني غششت. لقد أخطأت في سؤال واحد. واحد فقط. من بين المئات. عندما أشارك النتائج مع الراقص وهارموني وماتيو، يحدقون فيّ ببساطة. يسقط الراقص على كرسي ويبدأ في الضحك؛ ضحك هستيري.
لكن الحديث عن العبور يقلقني. أدرك أن هناك القليل جدًا مما أعرفه، بينما أستمع لجوليان وهو يبدأ محادثة مع العضو الأخير في مركبتنا. يتحدثون عن درجات اختباراتهم. هناك تفاوت حاد بين درجاتهم المنخفضة ودرجتي. ألاحظ سيفرو يسخر عندما يذكرون درجاتهم بصوت عالٍ. كيف تمكن المتقدمون ذوو الدرجات المنخفضة من الدخول؟ لدي شعور سيء في معدتي. وما هي الدرجة التي حصل عليها سيفرو؟
“مرحبًا بكم، يا أبناء الذهبيين،” يقول الحاكم الأعلى نيرو أو أغسطس بصوت ناعم كبشرة إيو. صوته عالٍ بشكل خارق. “أفترض أنكم تدركون خطورة وجودكم هنا. من بين آلاف مدن المريخ. من بين جميع العائلات العظيمة، أنتم القلة المختارة. أنتم قمة الهرم البشري. اليوم، ستبدأون حملتكم للانضمام إلى أفضل طبقة في عرقنا. يقف نظراؤكم مثلكم في معاهد الزهرة، والنصفين الشرقي والغربي من الأرض، والقمر، وأقمار الكواكب الغازية العملاقة، وأوروبا، والمجموعة النجمية اليونانية والمجموعة النجمية الطروادية، وعطارد، وكاليستو، والمشروع المشترك إنسيلادوس وسيريس، ورواد هيلداس البعيدين.”
نصل إلى وادي مارينريس في الظلام. إنه عبارة عن ندبة عظيمة من الضوء عبر سطح المريخ الأسود، تمتد إلى أبعد ما يمكن للعين رؤيته. وفي وسطها، ترتفع عاصمة كوكبي في الليل كحديقة من السيوف مرصعة بالجواهر. تومض النوادي الليلية على أسطح المنازل، وحلبات الرقص مصنوعة من الهواء المكثف. ترتفع وتهبط الفتيات شبه العاريات والفتيان الحمقى مع تلاعب خلاطات الجاذبية بقوانين الفيزياء. تفصل فقاعات الضوضاء بين كتل المدينة. نخترقها ونسمع عوالم من الأصوات المختلفة.
“لا. كما قلت، كان هناك جهاز تشويش. شكرًا لمواكبتك، يا صاحب الرأس النحاسي”.
يقع المعهد خلف مناطق آجيا الليلية وهو مبني في جانب جدران وادي مارينريس التي يبلغ ارتفاعها ثمانية كيلومترات. ترتفع الجدران مثل أمواج مد من الحجر الأخضر تحتضن الحضارة بالنباتات. المعهد نفسه مصنوع من الحجر الأبيض – مكان من الأعمدة والمنحوتات، روماني حتى النخاع.
أغسطس متعجرف في حين يلقي خطابه. أبتلع العصارة الهضمية في حلقي. بسبب المسافة المستحيلة بيني وبين أعدائي، كان غضبي في السابق من النوع الهادئ والصامت. الآن يحترق في داخلي.
لم أكن هنا من قبل. لكنني رأيت الأعمدة. رأيت وجهة رحلتنا. المرارة تتصاعد في داخلي مثل الحمض الهضمي الصاعد من المعدة نحو الحلق بينما أفكر في وجهه. أفكر في كلماته. في عينيه وهو يتفحص الحشد. شاهدت على “مكعب العرض المجسم” الحاكم الأعلى وهو يلقي خطابه مرارًا وتكرارًا على الفصول التي سبقت فصلي. قريبًا سأسمعه من شفتيه بنفسي. قريبًا سأعاني من الغضب. أشعر بالنار تلتهم قلبي بينما أراه شخصيًا مرة أخرى.
“الكثير من الذهبيين لم يضحوا. ولهذا السبب لا يملكون هذا.” يشير الى ندبة طويلة على خده الأيمن. لدى أوكتافيا أو لون نفس الندبة. “ندبة النبيل. نحن لسنا أسياد النظام الشمسي لأننا ولدنا كذلك. نحن الأسياد لأننا، نحن الفريدون ذو الندبة، الذهبيون الحديديون، جعلنا الأمر على هذا النحو.”
ننزل على منصة هبوط ويتم توجيهنا إلى ساحة رخامية في الهواء الطلق تطل على الوادي الشاسع. هواء الليل منعش. تمتد آجيا خلفنا وبوابات المعهد أمامنا. أقف مع أكثر من ألف من ذوي الحواجب الذهبية، جميعهم ينظرون حولهم بثقة عرقهم المتغطرسة. يتجمع الكثيرون معًا، أصدقاء من خارج جدران المدرسة البيضاء. لم أكن أعتقد أن فصولهم كبيرة إلى هذا الحد.
“أنا لا أحب اللعب كثيرًا.” ألاحظ رد فعله، فأضحك وأخفف جديتي بغمزة. “ليس إلا إذا كان هناك رهان، يا رجل. هل تسمعني؟”
يرتفع رجل ذهبي طويل القامة محاطًا بالأوبسيديان وحاشية من المستشارين الذهبيين على زوج من أحذية الجاذبية أمام البوابة. قلبي يتجمد عندما أتعرف على وجهه وأسمع صوته وأرى البريق في عينيه اللامعتين.
“جوليان”، يعلن بشكل لائق، ويمسك بساعدي. ليس لدينا أي بيانات لنتبادلها من خلال “ألواحنا الرقمية”؛ لقد أخذوها منا عندما صعدنا إلى المركبة. لذا، بدلاً من ذلك، أعرض عليه المقعد المقابل لي. “دارو، اسم مثير للاهتمام حقًا.”
“مرحبًا بكم، يا أبناء الذهبيين،” يقول الحاكم الأعلى نيرو أو أغسطس بصوت ناعم كبشرة إيو. صوته عالٍ بشكل خارق. “أفترض أنكم تدركون خطورة وجودكم هنا. من بين آلاف مدن المريخ. من بين جميع العائلات العظيمة، أنتم القلة المختارة. أنتم قمة الهرم البشري. اليوم، ستبدأون حملتكم للانضمام إلى أفضل طبقة في عرقنا. يقف نظراؤكم مثلكم في معاهد الزهرة، والنصفين الشرقي والغربي من الأرض، والقمر، وأقمار الكواكب الغازية العملاقة، وأوروبا، والمجموعة النجمية اليونانية والمجموعة النجمية الطروادية، وعطارد، وكاليستو، والمشروع المشترك إنسيلادوس وسيريس، ورواد هيلداس البعيدين.”
الفصل 16: المعهد
يبدو وكأنه قبل يوم واحد فقط كنت أعلم أنني رائد على المريخ. قبل يوم واحد فقط عانيت حتى تتمكن البشرية، اليائسة لمغادرة أرض تحتضر، من الانتشار نحو الكوكب الأحمر. أوه، كم أجاد حكامي الكذب.
“إننا نحارب ضد الكذبة النبيلة. ولكن كما قلت من قبل، وكما أقول لكم الآن، هناك شر آخر نحاربه. إنه شر أكثر خبثًا. إنه شر تخريبي وبطيء. ليس حريقًا هائلاً. إنه سرطان. وهذا السرطان هو الانحطاط. لقد انتقل مجتمعنا من الهمجية إلى الصعود. ولكن مثل أسلافنا الروحيين، الرومان، يمكننا نحن أيضًا أن نسقط في الانحطاط.”
خلف أغسطس، في النجوم، هناك حركة، لكنها ليست النجوم التي تتحرك. وليست كويكبات أو مذنبات. إنهما الأسطولان السادس والخامس. الأرمادا المريخية. ينقطع نفسي في صدري. يقود الأسطول السادس والد كاسيوس، بينما الأسطول الخامس الأصغر تحت سيطرة الحاكم الأعلى المباشرة. معظم السفن مملوكة لعائلات تدين بالولاء إما لأغسطس أو لبیلونا.
“بل هو من فعلها”، يصحح ماتيو.
يُظهر لنا أغسطس لماذا نحن، هم، نحكم. يرتعش جسدي. أنا صغير جدًا. مليار طن من الفولاذ المقوى والمعدن النانوي تتحرك عبر السماوات، وأنا لم أغادر غلاف المريخ الجوي قط. إنها كبقع من الفضة في محيط من الحبر. وأنا أقل من ذلك بكثير. لكن تلك البقع يمكن أن تدمر المريخ. يمكن أن تدمر قمرًا. تلك البقع تحكم الحبر. يقود كل أسطول إمبيراتور ؛ ويقود البريتوريون فيالق داخل ذلك الأسطول. ما الذي يمكنني فعله بتلك القوة…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اللعنة!”، يقسم. “لقد فعلناها”.
أغسطس متعجرف في حين يلقي خطابه. أبتلع العصارة الهضمية في حلقي. بسبب المسافة المستحيلة بيني وبين أعدائي، كان غضبي في السابق من النوع الهادئ والصامت. الآن يحترق في داخلي.
تصل نتائج اختباري بينما أتدرب مع ماتيو على التمييز الثقافي وتعديل اللهجة في شقتنا الشاهقة. لدينا إطلالة على للمدينة، مع منظر لغروب الشمس خلفها. كنت في منتصف رد ساخر حول نادي يوركتون سوبرنوفا الرياضي للحرب الوهمية عندما أصدر اللوح الرقمي الخاص بي صفيرًا مع رسالة ذات أولوية أُرسلت إلى بث الجهاز الخاص بي. كدت أسكب قهوتي.
“للمجتمع ثلاث مراحل: الهمجية، الصعود، الانحطاط. العظماء ينهضون بسبب الهمجية. يحكمون في الصعود. ويسقطون بسبب انحطاطهم.”
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
يخبرنا كيف سقط الفرس، وكيف انهار الرومان لأن حكامهم نسوا كيف اكتسب آباؤهم إمبراطوريتهم. يثرثر عن السلالات الإسلامية والتخنث الأوروبي والإقليمية الصينية وكراهية الذات الأمريكية وتخليهم الطوعي عن رجولتهم. كل الأسماء القديمة.
“هل غششت في اختبار القبول قبل شهرين؟”
“بدأت همجيتنا عندما تمردت عاصمتنا، لونا، ضد طغيان الأرض وحررت نفسها من أغلال الديمقراطية، من الكذبة النبيلة – فكرة أن الرجال إخوة وأنهم خُلقوا متساوين.”
“بل هو من فعلها”، يصحح ماتيو.
ينسج أغسطس أكاذيبه بلسانه الذهبي ذاك. يروي عن معاناة الذهبيين. يذكّرنا بأن الجماهير جلست على العربة وتوقعت من العظماء أن يسحبوها. جلسوا يجلدون العظماء حتى لم نعد نتحمل.
أغسطس متعجرف في حين يلقي خطابه. أبتلع العصارة الهضمية في حلقي. بسبب المسافة المستحيلة بيني وبين أعدائي، كان غضبي في السابق من النوع الهادئ والصامت. الآن يحترق في داخلي.
أتذكر جلدًا مختلفًا.
أتبادل أنا وماتيو ابتسامة وانحناءة. نتبادل الألقاب الرسمية ويمد يده. لا يمسك بيدي. بدلاً من ذلك، يخطف الزهرة من جيبي. أمد يدي نحوها، لكنه لا يزال الرجل الوحيد الذي قابلته أسرع مني.
“الرجال لم يُخلقوا متساوين؛ كلنا نعرف هذا. هناك المتوسط. وهناك قيم شاذة. هناك القبيحون. وهناك الجميلون. هذا ما كان ليكون لو كنا جميعًا متساوين. لا يستطيع أحمر قيادة سفينة فضائية أكثر من قدرة أخضر على العمل كطبيب!”
“أوه، شطرنج الدم لا بأس به. لكن الحرب الوهمية هي التي تفوز بالجائزة”، أقول بابتسامة ذهبية.
يعم المزيد من الضحك في الساحة وهو يخبرنا أن ننظر إلى أثينا البائسة، مهد السرطان الذي يسمونه الديمقراطية. انظروا كيف سقطت أمام إسبرطة. الكذبة النبيلة جعلت أثينا ضعيفة. جعلت مواطنيها ينقلبون على أفضل جنرالاتهم، ألكيبيادس، بسبب الغيرة.
أتذكر جلدًا مختلفًا.
“حتى أمم الأرض غارت من بعضها البعض. فرضت الولايات المتحدة الأمريكية فكرة المساواة هذه بالقوة. وعندما اتحدت الأمم، تفاجأ الأمريكيون بأنهم مكروهون! الجماهير غيورة! يا له من حلم رائع لو أن جميع الرجال خُلقوا متساوين! لكننا لسنا كذلك.”
يبدو وكأنه قبل يوم واحد فقط كنت أعلم أنني رائد على المريخ. قبل يوم واحد فقط عانيت حتى تتمكن البشرية، اليائسة لمغادرة أرض تحتضر، من الانتشار نحو الكوكب الأحمر. أوه، كم أجاد حكامي الكذب.
“إننا نحارب ضد الكذبة النبيلة. ولكن كما قلت من قبل، وكما أقول لكم الآن، هناك شر آخر نحاربه. إنه شر أكثر خبثًا. إنه شر تخريبي وبطيء. ليس حريقًا هائلاً. إنه سرطان. وهذا السرطان هو الانحطاط. لقد انتقل مجتمعنا من الهمجية إلى الصعود. ولكن مثل أسلافنا الروحيين، الرومان، يمكننا نحن أيضًا أن نسقط في الانحطاط.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس مجرد الفكر. أنا متوتر. أدرك ذلك ببطء وأنا أنظر حولي داخل المركبة. يجلس ستة شبان آخرون بهدوء. أحدهم، فتى نحيل بنظرة منفتحة وابتسامة جميلة، يلفت انظاري. إنه من النوع الذي لا يزال يضحك لدى رؤيته للفراشات.
إنه يتحدث عن الأقزام الماجنين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم أكن هنا من قبل. لكنني رأيت الأعمدة. رأيت وجهة رحلتنا. المرارة تتصاعد في داخلي مثل الحمض الهضمي الصاعد من المعدة نحو الحلق بينما أفكر في وجهه. أفكر في كلماته. في عينيه وهو يتفحص الحشد. شاهدت على “مكعب العرض المجسم” الحاكم الأعلى وهو يلقي خطابه مرارًا وتكرارًا على الفصول التي سبقت فصلي. قريبًا سأسمعه من شفتيه بنفسي. قريبًا سأعاني من الغضب. أشعر بالنار تلتهم قلبي بينما أراه شخصيًا مرة أخرى.
“أنتم أفضل ما في البشرية. لكنكم دُللتم. عوملتم كالأطفال. لو ولدتم بلون مختلف، لكانت لديكم بثور. لكانت لديكم ندوب. لكنتم عرفتم الألم.”
يُظهر لنا أغسطس لماذا نحن، هم، نحكم. يرتعش جسدي. أنا صغير جدًا. مليار طن من الفولاذ المقوى والمعدن النانوي تتحرك عبر السماوات، وأنا لم أغادر غلاف المريخ الجوي قط. إنها كبقع من الفضة في محيط من الحبر. وأنا أقل من ذلك بكثير. لكن تلك البقع يمكن أن تدمر المريخ. يمكن أن تدمر قمرًا. تلك البقع تحكم الحبر. يقود كل أسطول إمبيراتور ؛ ويقود البريتوريون فيالق داخل ذلك الأسطول. ما الذي يمكنني فعله بتلك القوة…
يبتسم وكأنه يعرف الألم. أنا أكره هذا الرجل.
يقع المعهد خلف مناطق آجيا الليلية وهو مبني في جانب جدران وادي مارينريس التي يبلغ ارتفاعها ثمانية كيلومترات. ترتفع الجدران مثل أمواج مد من الحجر الأخضر تحتضن الحضارة بالنباتات. المعهد نفسه مصنوع من الحجر الأبيض – مكان من الأعمدة والمنحوتات، روماني حتى النخاع.
“تظنون أنكم تعرفون الألم. تظنون أن المجتمع قوة حتمية في التاريخ. تظنون أنها نهاية التاريخ. لكن الكثيرين فكروا في ذلك من قبل. لقد اعتقدت العديد من الطبقات الحاكمة أن طبقتهم هي الأخيرة، القمة. لقد أصبحوا لينين. سمانًا. نسوا أن النتوء والجروح والندوب والمشقة هي ما يحافظ على كل تلك النوادي الترفيهية الفاخرة التي تحبون ارتيادها أيها الفتيان الصغار وكل ذلك الحرير والماس ووحيدات القرن التي تطلبنها أيتها الفتيات في أعياد ميلادكن.”
“لا”. أتنهد بنفاد صبر. “كان هناك جهاز تشويش في الغرفة، وبالتالي كان الأمر مستحيلاً. يسعدني أنكم قمتم بأبحاثكم ولا تضيعون وقتي، أيها النحاسي”.
“الكثير من الذهبيين لم يضحوا. ولهذا السبب لا يملكون هذا.” يشير الى ندبة طويلة على خده الأيمن. لدى أوكتافيا أو لون نفس الندبة. “ندبة النبيل. نحن لسنا أسياد النظام الشمسي لأننا ولدنا كذلك. نحن الأسياد لأننا، نحن الفريدون ذو الندبة، الذهبيون الحديديون، جعلنا الأمر على هذا النحو.”
يرتفع رجل ذهبي طويل القامة محاطًا بالأوبسيديان وحاشية من المستشارين الذهبيين على زوج من أحذية الجاذبية أمام البوابة. قلبي يتجمد عندما أتعرف على وجهه وأسمع صوته وأرى البريق في عينيه اللامعتين.
يلمس الندبة على خده. لو كنت أقرب لمنحته واحدة أخرى. يمتص الأطفال حولي قمامة هذا الرجل كأنها أكسجين.
يقع المعهد خلف مناطق آجيا الليلية وهو مبني في جانب جدران وادي مارينريس التي يبلغ ارتفاعها ثمانية كيلومترات. ترتفع الجدران مثل أمواج مد من الحجر الأخضر تحتضن الحضارة بالنباتات. المعهد نفسه مصنوع من الحجر الأبيض – مكان من الأعمدة والمنحوتات، روماني حتى النخاع.
“في هذه اللحظة، الألوان التي تعدّن هذا الكوكب أقسى منكم. يولدون بالبثور. يولدون بالندوب والكراهية. إنهم أقوياء كالمعدن النانوي. لحسن الحظ، هم أيضًا أغبياء جدًا. على سبيل المثال، بيرسيفوني هذه التي لا شك أنكم سمعتم بها ليست أكثر من فتاة بليدة ظنت أن غناء أغنية يستحق الشنق.”
يخبرنا كيف سقط الفرس، وكيف انهار الرومان لأن حكامهم نسوا كيف اكتسب آباؤهم إمبراطوريتهم. يثرثر عن السلالات الإسلامية والتخنث الأوروبي والإقليمية الصينية وكراهية الذات الأمريكية وتخليهم الطوعي عن رجولتهم. كل الأسماء القديمة.
أعضّ على خدي حتى يسيل الدم. يرتعش جلدي من الغضب عندما أكتشف أن زوجتي جزء من خطاب هذا الوغد.
يبتسم الولد النحيل ابتسامة شريرة. حتى أسنانه كاكية اللون.
“الفتاة لم تكن تعرف حتى أن الفيديو سيتسرب. ومع ذلك، فإن استعدادها لتحمل المشقة هو ما منحها القوة. الشهداء، كما ترون، مثل النحل. قوتهم الوحيدة تأتي من الموت. كم منكم سيضحي بنفسه ليس للقتل، بل لمجرد إيذاء عدوه؟ لا أحد منكم، أراهن.”
يبتسم الولد النحيل ابتسامة شريرة. حتى أسنانه كاكية اللون.
أتذوق طعم الدم في فمي. لدي خاتم النصل الذي أعطاني إياه الراقص. لكنني أكبت الغضب. أنا لست شهيدًا. أنا لست انتقامًا. أنا حلم إيو. ومع ذلك، فإن عدم فعل أي شيء بينما يتباهى قاتلها يبدو وكأنه خيانة.
“إذن كيف تعرف عنه؟” أسأل.
“في الوقت المناسب ستتلقون ندوبكم من سيفي،” يختتم أغسطس. “ولكن أولاً، يجب أن تكسبوها.”
“أنا لا أحب اللعب كثيرًا.” ألاحظ رد فعله، فأضحك وأخفف جديتي بغمزة. “ليس إلا إذا كان هناك رهان، يا رجل. هل تسمعني؟”
……
عندما يصل خادم شخصي لمرافقتي إلى المعهد، أودع الراقص داخل الشقة. يمسك بيدي بقوة بينما نتصافح ويرمقني بنفس النظرة التي أعطاني إياها أبي قبل أن يُشنق. إنها نظرة طمأنينة. لكن خلفها قلق وشك. هل أعدّني للعالم؟ هل أدى واجبه؟ كان أبي في الخامسة والعشرين عندما نظر إليّ هكذا. الراقص في الواحدة والأربعين. لا يوجد فرق. أضحك بخفة.
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
“يوركتون! لا أعرف ما إذا كنا سنتفق أبدًا!” يضحك.
ترجمة [Great Reader]
أعضّ على خدي حتى يسيل الدم. يرتعش جلدي من الغضب عندما أكتشف أن زوجتي جزء من خطاب هذا الوغد.
“لا”.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
