ماميت الخارجة عن القانون (1)
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
قَرِض!
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
ما لبث الرجال المحيطون بـجين أن تفرّقوا، كأن شيئًا لم يكن.
ترجمة: Arisu san
من المرجّح إذًا أن ألكارو محبوس داخل غرفته يتعاطى المخدرات.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
فمن كانوا يراقبون جين في النهار داخل البئر المُقمِر، قد خفضوا حذرهم مع حلول الليل.
كانت منطقة ماميت الخارجة عن القانون موطنًا لتجمّع شتّى أنواع المجرمين والمنبوذين والمخالفين للشرائع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ساد صمت ثقيل طويل. لم ينطق أحد بكلمة واحدة. وأشار جين بيده نحو الساقي إشارة صامتة، يطالبه بجلب الماء البارد وبعض المقرمشات.
وقد انتشرت شائعات في أصقاع العالم كافة، تقول إنّ هذه الأرض الموبوءة بالفساد قد تلبّستها طاقة شريرة انبعثت من هؤلاء المجرمين، حتى غدت قاحلة لا تنبت فيها نبتة ولا تنمو فيها عشبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لماذا؟! لماذا لا تستطيع؟ كنت تفعلها جيدًا بالأمس!”
لكن الأمر لم يكن محض إشاعة. فـماميت كانت بالفعل أرضًا جرداء لا ينبت فيها حتى عودُ حشيش.
فقد تعمّد نشر معلومة كاذبة، مفادها أنه يبحث عن شخص بعينه، ليوهم الحاضرين بأن مجيئه إلى ماميت كان بدافع التتبع.
شمسٌ حارقة تلفح الرمال بالصهد، ومدينة صغيرة يتقافز فيها المجرمون كما الحشرات القذرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خطوة… خطوة…
لم يكن ثمة بوابة رسمية تؤدي إلى المدينة. كلّ ما وُجد هناك لافتة مهترئة محاطة بالقمامة. وما إن تتجاوز تلك اللافتة، حتى تكون قد دخلت ماميت.
وُضعت كأس زجاجية على طاولة جين. كأس ماء بارد.
“لقد وصلَ زائرٌ جديد، يا أبناء القحبة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان افتعال الفوضى في الحانة جزءًا من خطة جين.
صرخ رجل ضخم الجثة وهو يقتحم أحد الحانات الواقعة في وسط المدينة، وكان يحمل على ظهره هراوة حديدية مخيفة لا تقل ضخامة عنه.
أفرغ جين صحنه من الخبز الجاف واللحم المقدّد، ثم غادر الحانة.
“بواههاها! زائر جديد؟ تبًا لك، عُدت لأنك على قائمة المطلوبين من جديد، أليس كذلك؟ أقسم أنك مثل سمكة السلمون، لا تكف عن الرجوع إلى هذه البالوعة!”
“شكرًا.”
علت ضحكات الصخب في أرجاء الحانة، إذ تعرّف الجميع على الرجل الضخم، وأخذوا يرمونه بالسخرية والإهانات، بل حتى بأكواب الجِعة… ففي ماميت، كان التنمّر والضرب والقذف بالأكواب تقاليد غريبة لكنها مألوفة في الترحيب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لن يُشكّ أحد في جين، خاصة وأنه لا يُخفي وجوده بل يتجوّل بلا مبالاة.
تحطّم! طراخ! طنين!
“تعرف الكثير عن ماميت رغم صغر سنك. هل أحد من أهلك اعتاد هذا المكان؟ والدك؟ أخوك؟”
تحطّمت الأكواب الثقيلة على رأس “الزائر الجديد” وصدره، فتناثر الزجاج على الأرض وسط بِرَك الجعة، دون أن يرفّ جفن لصاحب الحانة، فضلاً عن أن يكلّف نفسه عناء التنظيف.
“كما اعتاد المعلم أن يقول… هذا المكان يعجّ بالمجانين.”
لكنّ الرجل الضخم، الذي تلقّى كل ذلك كأنما كان في نزهة، ابتسم بمرح، وانحنى ليلتقط قطعة زجاج من الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مجرّد محاولة سخيفة لاستعادة اهتمام سيدة القصر الخفي، التي كانت قد انشغلت مؤخرًا بعشيق آخر.
قَرِض!
روايات انصح بها: [لعبة الاياشيكي خاصتي] [الاب الزومبي]
ثم حدث مشهد لا يُرى إلا في السيرك؛ إذ بدأ بمضغ قطعة الزجاج وابتلاعها!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أما تراه؟ لا بد أنه مبارز أسطوري! بخخخ!”
“نعم! أنا سمكة سلمون! وماميت هي موطن تونك العظيم! الشراب على حسابي الليلة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لو استغل قوته الروحية والسحرية كاملة، فقد يتمكن من التغلب على واحد منهم. لكن اثنين أو أكثر؟ مستحيل.
“بحق الجحيم يا تونك، ما الذي فعلتَه هذه المرّة؟ لمَ عدت إلى هنا تركض؟ هيا، لا تُخفِ شيئًا، نريد الحكاية كاملة.”
التقط الساقي العملة وهو يضحك بسخرية، وسرعان ما تفجّرت الضحكات في أنحاء الحانة.
“كهاها! قضيت بعض الوقت الممتع مع عاهرة نبيلة من مملكة إيكان.”
“لا أعرف. فتاة من أسرة نبيلة على ما يبدو. ثم أتى خمسة حرّاس لإلقاء القبض علي، فذبحتهم. هل يظنون أنهم سيُمسكون بي بمثل أولئك الحراس العاديين؟ كانوا يرسلونهم أفواجًا!”
“هاه! من تكون؟”
“كياااه!”
“لا أعرف. فتاة من أسرة نبيلة على ما يبدو. ثم أتى خمسة حرّاس لإلقاء القبض علي، فذبحتهم. هل يظنون أنهم سيُمسكون بي بمثل أولئك الحراس العاديين؟ كانوا يرسلونهم أفواجًا!”
“تونك مات!”
“كهاهاها، يا لهم من حمقى سذج.”
رماه جين بعملة ذهبية هذه المرّة، فاكتفى الساقي بهزّ كتفيه وهو يلتقطها.
“بالفعل. لذلك سحقتهم كما يُسحق البطاطس المسلوق. ربما كانوا خمسين أو أكثر؟ وبينما كنت أحيلهم إلى أشلاء، وجدت نفسي أتجه لاشعوريًا نحو ماميت، وما إن انتبهت حتى كنت هنا…”
كان لصوت حذائه المتهالك صدى ثقيل في الحانة كلما خطا خطوة، حتى جلس بصمت إلى جانب تونك.
“نخب مذبحة تونك! في صحتك!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ههه…”
“في صحتك! مرحبًا بعودتك إلى الديار!”
التقط الساقي العملة وهو يضحك بسخرية، وسرعان ما تفجّرت الضحكات في أنحاء الحانة.
غَرغَرَة! غَرغَرَة!
“كل من حاول اغتيال ألكارو سابقًا كان من المرتزقة المحترفين. أما أنا، فأبدو فوضويًّا متخبّطًا، وهذا ما سيصرف أنظارهم عني.”
شرب الرجال جعتهم في صخب، وساد الهدوء تدريجيًا بينما انهمكوا في التهام كؤوسهم. لكن، في تلك الأثناء…
ولقد نجحت هذه الحيلة كالسحر.
صريـر…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تصرفوا وكأن صداقتهم المزعومة مع تونك لم تكن سوى قشرة زائفة، فعاد كلّ منهم إلى طاولته، يشرب الجعة بصحبة رفاقه كما اعتاد.
دخل فتى إلى الحانة، تغلّفه عباءة بالية ممزقة.
لكنّ سؤالهم قد وُجد له جواب.
كان ذلك جين.
قال بهدوء:
“هاه؟”
كان لصوت حذائه المتهالك صدى ثقيل في الحانة كلما خطا خطوة، حتى جلس بصمت إلى جانب تونك.
“يبدو أن الزائر الجديد هذه المرّة حقيقي.”
تبادل تونك والرجال النظرات، وكأنهم يسألون: “هل يعرفه أحد منكم؟” لكن الجميع هزوا رؤوسهم نفيًا.
تبادل تونك والرجال النظرات، وكأنهم يسألون: “هل يعرفه أحد منكم؟” لكن الجميع هزوا رؤوسهم نفيًا.
تحطّمت الأكواب الثقيلة على رأس “الزائر الجديد” وصدره، فتناثر الزجاج على الأرض وسط بِرَك الجعة، دون أن يرفّ جفن لصاحب الحانة، فضلاً عن أن يكلّف نفسه عناء التنظيف.
خطوة… خطوة…
“كنت أعلم أنّ هذا سيحدث يومًا ما، بخخخ.”
كان لصوت حذائه المتهالك صدى ثقيل في الحانة كلما خطا خطوة، حتى جلس بصمت إلى جانب تونك.
من المرجّح إذًا أن ألكارو محبوس داخل غرفته يتعاطى المخدرات.
قال بهدوء:
“حتى أنا أعلم أن استخدام السمّ في القتل محظور هنا.”
“كأس ماء بارد. وبعض المقرمشات البسيطة.”
“بواههاها! زائر جديد؟ تبًا لك، عُدت لأنك على قائمة المطلوبين من جديد، أليس كذلك؟ أقسم أنك مثل سمكة السلمون، لا تكف عن الرجوع إلى هذه البالوعة!”
ثم أخرج عملة فضية من جيب صدره، وقذف بها نحو الساقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خطوة… خطوة…
“ههه…”
“يبدو أن أولئك الثلاثة هم حُرّاس القصر الخفي المكلّفون بحماية ألكارو… قوتهم لا تقل عن 6 نجوم. لو واجهتهم دفعة واحدة، ففرصتي بالنجاة ضئيلة.”
التقط الساقي العملة وهو يضحك بسخرية، وسرعان ما تفجّرت الضحكات في أنحاء الحانة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“كياااه!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نخب مذبحة تونك! في صحتك!”
“يا له من مشهد! كأننا في رواية بطولية! انظروا إليه، يتقمّص دور البطل بكل احتراف!”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“إذًا؟ من تكون؟ فارس من رتبة تسع نجوم؟”
“شكرًا.”
“أما تراه؟ لا بد أنه مبارز أسطوري! بخخخ!”
وما إن سحب جين خنجره حتى اندفعت الدماء من جرح تونك، ليسقط أرضًا.
ما إن أطلقوا كلماتهم الساخرة حتى تغيّرت ملامحهم دفعة واحدة. وقفوا فجأة وأحاطوا بـجين وهم يتغامزون ضاحكين بسُخرية شريرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لماذا؟! لماذا لا تستطيع؟ كنت تفعلها جيدًا بالأمس!”
قال تونك وهو يضحك:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خطوة… خطوة…
“أهلاً أيها الجديد. أنا تونك العظيم، ومزاجي جيد اليوم. لذا، دعنا لا نُغضب بعضنا، اتفقنا؟ إذا ركعت الآن ولعقت أقدام الجميع، سأغف— كغخ!”
ثم أخرج عملة فضية من جيب صدره، وقذف بها نحو الساقي.
قُطع حديثه فجأة.
“هاه! من تكون؟”
ولن يُكمله أبدًا.
“كَهخ… غغغ…”
فقد انغرس رأس الخنجر الذي أخرجه جين في عنق تونك.
“كما اعتاد المعلم أن يقول… هذا المكان يعجّ بالمجانين.”
كان الرجل الضخم يقف قريبًا جدًا من جين دون أن يتخذ أي وضع دفاعي، فلم يُتح له الوقت الكافي لردّ الفعل على هجوم الفتى المباغت. لم يتخيّل أحد أن هذا الصبيّ سيجرؤ على طعن عملاق مثل تونك في عنقه دون أدنى تردّد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كهاها! قضيت بعض الوقت الممتع مع عاهرة نبيلة من مملكة إيكان.”
“كَهخ… غغغ…”
ثم حدث مشهد لا يُرى إلا في السيرك؛ إذ بدأ بمضغ قطعة الزجاج وابتلاعها!
وما إن سحب جين خنجره حتى اندفعت الدماء من جرح تونك، ليسقط أرضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ههه…”
ساد صمت ثقيل طويل. لم ينطق أحد بكلمة واحدة. وأشار جين بيده نحو الساقي إشارة صامتة، يطالبه بجلب الماء البارد وبعض المقرمشات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن يُضاهي نُزلًا فاخرًا في مدينة كبيرة، لكنه على الأقل يخلو من الحثالة الذين يتصرّفون كالكلاب الضالة.
“لقد رحل!”
“ليس من شأنك.”
“تونك مات!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آه… مجرّد وغد تافه آخر.”
“كنت أعلم أنّ هذا سيحدث يومًا ما، بخخخ.”
فمن كانوا يراقبون جين في النهار داخل البئر المُقمِر، قد خفضوا حذرهم مع حلول الليل.
ما لبث الرجال المحيطون بـجين أن تفرّقوا، كأن شيئًا لم يكن.
استعاد جين في ذهنه ما ورد في تقارير عائلة تزيندلر:
تصرفوا وكأن صداقتهم المزعومة مع تونك لم تكن سوى قشرة زائفة، فعاد كلّ منهم إلى طاولته، يشرب الجعة بصحبة رفاقه كما اعتاد.
لم تكن هناك حاجة للنزول إلى السوق السوداء بحثًا عن معلومات إضافية حول ألكارو.
ففي هذا المكان، لم يكن هناك شيء اسمه صداقة حقيقية، مهما بدا الظاهر.
“يا له من مشهد! كأننا في رواية بطولية! انظروا إليه، يتقمّص دور البطل بكل احتراف!”
“كما اعتاد المعلم أن يقول… هذا المكان يعجّ بالمجانين.”
“تونك مات!”
لقد أبدوا اهتمامهم بـجين فقط لأنه بدا ضعيفًا. طفل لم يكتمل نموه بعد، يدخل وكرًا للمجرمين كأنما لا يهاب شيئًا… لا بد أن لديهم فضولًا لمعرفة السبب.
فالقاتل المحترف يسعى للاندماج والاختفاء وسط السكان. أما جين، فقد لجأ إلى أن يكون واضحًا لدرجة أن يُنسى. كما يُقال: “أشدّ الظلال ظلامًا، هي تلك التي تحت المصباح.”
لكنّ سؤالهم قد وُجد له جواب.
مرّ يومٌ كامل دون أن يظهر ألكارو. وتوصّل جين إلى نتيجة مفادها أن هذا الأخير يظل حبيس غرفته، يتناول طعامه هناك، ويتسلّم حاجاته من حراسه.
جين قتل تونك بخنجره، وبذلك نال القبول الصامت من مرتادي الحانة. هذا هو “الترحيب الحقيقي” الذي يعرفه سكّان ماميت بالزائرين الجدد.
وقد تعرّف عليه جين فورًا، إذ كان قد حفظ ملامح هدفه عن ظهر قلب. بدا واضحًا أن غضبه نابع من رفض أحد الحُرّاس جلب المزيد من المخدّرات له.
“ما زلت مدينًا لك، يا معلمي… لقد كنت عونًا لي في حياتي السابقة والحالية. آمل أن يأتي اليوم الذي أردّ لك فيه الجميل.”
قَرِض!
طَق.
“كَهخ… غغغ…”
وُضعت كأس زجاجية على طاولة جين. كأس ماء بارد.
لقد أبدوا اهتمامهم بـجين فقط لأنه بدا ضعيفًا. طفل لم يكتمل نموه بعد، يدخل وكرًا للمجرمين كأنما لا يهاب شيئًا… لا بد أن لديهم فضولًا لمعرفة السبب.
قال الساقي:
“هاه! من تكون؟”
“لم أضع فيه سمًا، لا تقلق.”
مسح الساقي العملة بمنديل وتفحّص وزنها. كانت ثقيلة بما يكفي لتكون ذهبًا خالصًا.
أجابه جين بهدوء:
“بحق الجحيم يا تونك، ما الذي فعلتَه هذه المرّة؟ لمَ عدت إلى هنا تركض؟ هيا، لا تُخفِ شيئًا، نريد الحكاية كاملة.”
“حتى أنا أعلم أن استخدام السمّ في القتل محظور هنا.”
وبهذه الطريقة، لن يُدرج جين ضمن قائمة المراقبة العالية الأولوية. إذ أن من جاء بهذه الجرأة وصرّح عمّن يبحث عنه لن يُؤخذ على محمل الشك.
“تعرف الكثير عن ماميت رغم صغر سنك. هل أحد من أهلك اعتاد هذا المكان؟ والدك؟ أخوك؟”
“ما زلت مدينًا لك، يا معلمي… لقد كنت عونًا لي في حياتي السابقة والحالية. آمل أن يأتي اليوم الذي أردّ لك فيه الجميل.”
“ليس من شأنك.”
“وماذا تريد؟ مخدّرات؟ ثمة سلعة منتشرة هذه الأيام في ماميت… أم أنك تبحث عن شخص؟”
رَنّة.
فقد كانت المعلومات التي أرسلتها عائلة تزيندلر إلى رونكاندل كافية لتوصيفه؛ فهو شخص مدلّل متكبّر لم يذق طعم الشقاء يومًا في حياته، يذلّ الضعفاء ويتملّق الأقوياء، مهووس بالمتع الفاخرة والخدمات الرفيعة، لا يُميّزه شيء سوى وسامته ونسبه.
رماه جين بعملة ذهبية هذه المرّة، فاكتفى الساقي بهزّ كتفيه وهو يلتقطها.
“الآن، ستنتشر الشائعات عني في ماميت. شيء من قبيل: ’طفل قتل تونك لحظة وصوله، ويبحث عن شخص يُدعى هيستر‘ سيتناقل بين الجميع.”
“وماذا تريد؟ مخدّرات؟ ثمة سلعة منتشرة هذه الأيام في ماميت… أم أنك تبحث عن شخص؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لماذا؟! لماذا لا تستطيع؟ كنت تفعلها جيدًا بالأمس!”
“الثانية. هل هذا كافٍ كمقابل؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جين قتل تونك بخنجره، وبذلك نال القبول الصامت من مرتادي الحانة. هذا هو “الترحيب الحقيقي” الذي يعرفه سكّان ماميت بالزائرين الجدد.
مسح الساقي العملة بمنديل وتفحّص وزنها. كانت ثقيلة بما يكفي لتكون ذهبًا خالصًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفجأة، تذكّر شيئًا قاله له الساقي في الحانة بالأمس:
“يعتمد على من تبحث عنه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ رجل ضخم الجثة وهو يقتحم أحد الحانات الواقعة في وسط المدينة، وكان يحمل على ظهره هراوة حديدية مخيفة لا تقل ضخامة عنه.
“هل يوجد شخص يُدعى هيستر في هذه المنطقة؟”
فمن كانوا يراقبون جين في النهار داخل البئر المُقمِر، قد خفضوا حذرهم مع حلول الليل.
“لا. متأكد من ذلك.”
“شكرًا.”
نقر جين لسانه بامتعاض.
“شكرًا.”
“حسنًا، أحضر لي مقبلاتي فحسب. وإن أمكن، دلّني على نُزل أبيت فيه الليلة. يُفضّل أن يكون خاليًا من الحشرات.”
لقد أبدوا اهتمامهم بـجين فقط لأنه بدا ضعيفًا. طفل لم يكتمل نموه بعد، يدخل وكرًا للمجرمين كأنما لا يهاب شيئًا… لا بد أن لديهم فضولًا لمعرفة السبب.
“خالٍ من الحشرات” كانت إشارة إلى أنه يريد أكثر الأماكن أمانًا في ماميت.
طَق.
“إذًا أعرف المكان المناسب. نُزل يُدعى البئر المُقمِر، يقع غرب المدينة. يقيم فيه ملوك ماميت أنفسهم، فحاذر أن تُثير ضجة حين تدخل.”
وُضعت كأس زجاجية على طاولة جين. كأس ماء بارد.
“شكرًا.”
“بواههاها! زائر جديد؟ تبًا لك، عُدت لأنك على قائمة المطلوبين من جديد، أليس كذلك؟ أقسم أنك مثل سمكة السلمون، لا تكف عن الرجوع إلى هذه البالوعة!”
أفرغ جين صحنه من الخبز الجاف واللحم المقدّد، ثم غادر الحانة.
صريـر…
كانت أجواء نُزل البئر المُقمِر مختلفة تمامًا عن الحانة. فقد كان مأوى لأكثر رجال ماميت نفوذًا، لذا بدا المكان نظيفًا ومنظمًا على نحو مفاجئ، كأي نُزل عادي خارج هذه المدينة المنبوذة.
ولقد نجحت هذه الحيلة كالسحر.
لم يكن يُضاهي نُزلًا فاخرًا في مدينة كبيرة، لكنه على الأقل يخلو من الحثالة الذين يتصرّفون كالكلاب الضالة.
ترجمة: Arisu san
“حتى وإن كان عشيقًا لسيدة القصر الخفي، فإنه يبقى وصمة عار في عائلة تزيندلر. هذا هو المكان الوحيد في ماميت الذي قد يقيم فيه ألكارو تزيندلر.”
كان لصوت حذائه المتهالك صدى ثقيل في الحانة كلما خطا خطوة، حتى جلس بصمت إلى جانب تونك.
لم تكن هناك حاجة للنزول إلى السوق السوداء بحثًا عن معلومات إضافية حول ألكارو.
قال تونك وهو يضحك:
فقد كانت المعلومات التي أرسلتها عائلة تزيندلر إلى رونكاندل كافية لتوصيفه؛ فهو شخص مدلّل متكبّر لم يذق طعم الشقاء يومًا في حياته، يذلّ الضعفاء ويتملّق الأقوياء، مهووس بالمتع الفاخرة والخدمات الرفيعة، لا يُميّزه شيء سوى وسامته ونسبه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دخل فتى إلى الحانة، تغلّفه عباءة بالية ممزقة.
والسبب الوحيد لوجود هذا المترف في مدينة خطيرة كهذه…
وُضعت كأس زجاجية على طاولة جين. كأس ماء بارد.
كان مجرّد محاولة سخيفة لاستعادة اهتمام سيدة القصر الخفي، التي كانت قد انشغلت مؤخرًا بعشيق آخر.
وحين توصّل جين إلى هذه الفكرة، مسح جبينه وتوجّه إلى الطابق السفلي، عازمًا على تناول مشروب بارد والتعرّف إلى روّاد النُزل الآخرين.
تصرف طفولي من نوع: “ألن تهتمّي لأمري وأنا في هذا المكان الخطر؟!”
“الآن، ستنتشر الشائعات عني في ماميت. شيء من قبيل: ’طفل قتل تونك لحظة وصوله، ويبحث عن شخص يُدعى هيستر‘ سيتناقل بين الجميع.”
لكن، لو أن السيدة قد أولت اهتمامًا فعليًا به وجاءت إلى ماميت بنفسها، فلن تتاح لـجين فرصة لاغتياله في وقت قريب. فلو كانت هي مَن تحميه، حتى لونا ذاتها ما كانت لتنجح في قتله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أما تراه؟ لا بد أنه مبارز أسطوري! بخخخ!”
ولهذا السبب بالضبط، سعت عائلة تزيندلر للاستعانة بـرونكاندل في هذه الفرصة الذهبية.
“كل من حاول اغتيال ألكارو سابقًا كان من المرتزقة المحترفين. أما أنا، فأبدو فوضويًّا متخبّطًا، وهذا ما سيصرف أنظارهم عني.”
“الآن، ستنتشر الشائعات عني في ماميت. شيء من قبيل: ’طفل قتل تونك لحظة وصوله، ويبحث عن شخص يُدعى هيستر‘ سيتناقل بين الجميع.”
“اللعنة عليك! اذهب وأحضر المزيد، أفهمت؟!”
كان افتعال الفوضى في الحانة جزءًا من خطة جين.
لكن الأمر لم يكن محض إشاعة. فـماميت كانت بالفعل أرضًا جرداء لا ينبت فيها حتى عودُ حشيش.
فقد تعمّد نشر معلومة كاذبة، مفادها أنه يبحث عن شخص بعينه، ليوهم الحاضرين بأن مجيئه إلى ماميت كان بدافع التتبع.
“هاه! من تكون؟”
وستصل هذه الإشاعة إلى حُرّاس القصر الخفي المكلّفين بحماية ألكارو في غضون يوم. إذ من المؤكد أنهم يراقبون جميع الزبائن ويفتشون في هوياتهم.
“كما اعتاد المعلم أن يقول… هذا المكان يعجّ بالمجانين.”
وبهذه الطريقة، لن يُدرج جين ضمن قائمة المراقبة العالية الأولوية. إذ أن من جاء بهذه الجرأة وصرّح عمّن يبحث عنه لن يُؤخذ على محمل الشك.
شرب الرجال جعتهم في صخب، وساد الهدوء تدريجيًا بينما انهمكوا في التهام كؤوسهم. لكن، في تلك الأثناء…
“كل من حاول اغتيال ألكارو سابقًا كان من المرتزقة المحترفين. أما أنا، فأبدو فوضويًّا متخبّطًا، وهذا ما سيصرف أنظارهم عني.”
استعاد جين في ذهنه ما ورد في تقارير عائلة تزيندلر:
لن يُشكّ أحد في جين، خاصة وأنه لا يُخفي وجوده بل يتجوّل بلا مبالاة.
لكن الأمر لم يكن محض إشاعة. فـماميت كانت بالفعل أرضًا جرداء لا ينبت فيها حتى عودُ حشيش.
فالقاتل المحترف يسعى للاندماج والاختفاء وسط السكان. أما جين، فقد لجأ إلى أن يكون واضحًا لدرجة أن يُنسى. كما يُقال: “أشدّ الظلال ظلامًا، هي تلك التي تحت المصباح.”
“الثانية. هل هذا كافٍ كمقابل؟”
ولقد نجحت هذه الحيلة كالسحر.
“ألكارو تزيندلر مهووس بالمتع والملذات.”
فمن كانوا يراقبون جين في النهار داخل البئر المُقمِر، قد خفضوا حذرهم مع حلول الليل.
“هاه! من تكون؟”
“يبدو أن أولئك الثلاثة هم حُرّاس القصر الخفي المكلّفون بحماية ألكارو… قوتهم لا تقل عن 6 نجوم. لو واجهتهم دفعة واحدة، ففرصتي بالنجاة ضئيلة.”
“لا. متأكد من ذلك.”
لو استغل قوته الروحية والسحرية كاملة، فقد يتمكن من التغلب على واحد منهم. لكن اثنين أو أكثر؟ مستحيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لماذا؟! لماذا لا تستطيع؟ كنت تفعلها جيدًا بالأمس!”
مرّ يومٌ كامل دون أن يظهر ألكارو. وتوصّل جين إلى نتيجة مفادها أن هذا الأخير يظل حبيس غرفته، يتناول طعامه هناك، ويتسلّم حاجاته من حراسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم أضع فيه سمًا، لا تقلق.”
“اغتياله داخل الغرفة مستحيل. من المؤكد أن عددًا من الحُرّاس يحرسون الداخل أيضًا. في هذه الحالة، لا بد أن أنتظر خروجه.”
قال تونك وهو يضحك:
استعاد جين في ذهنه ما ورد في تقارير عائلة تزيندلر:
صريـر…
“ألكارو تزيندلر مهووس بالمتع والملذات.”
ثم أخرج عملة فضية من جيب صدره، وقذف بها نحو الساقي.
وفجأة، تذكّر شيئًا قاله له الساقي في الحانة بالأمس:
تحطّم! طراخ! طنين!
“ماذا تريد؟ مخدّرات؟ هناك منتج جديد رائج مؤخرًا في ماميت…”
“هاه! من تكون؟”
من المرجّح إذًا أن ألكارو محبوس داخل غرفته يتعاطى المخدرات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان افتعال الفوضى في الحانة جزءًا من خطة جين.
وحين توصّل جين إلى هذه الفكرة، مسح جبينه وتوجّه إلى الطابق السفلي، عازمًا على تناول مشروب بارد والتعرّف إلى روّاد النُزل الآخرين.
“يا له من مشهد! كأننا في رواية بطولية! انظروا إليه، يتقمّص دور البطل بكل احتراف!”
لكن، ما إن وصل إلى البهو، حتى اضطرّ إلى كبح دهشته الظاهرة.
ففي هذا المكان، لم يكن هناك شيء اسمه صداقة حقيقية، مهما بدا الظاهر.
“لماذا؟! لماذا لا تستطيع؟ كنت تفعلها جيدًا بالأمس!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تصرفوا وكأن صداقتهم المزعومة مع تونك لم تكن سوى قشرة زائفة، فعاد كلّ منهم إلى طاولته، يشرب الجعة بصحبة رفاقه كما اعتاد.
“لم أعد أستطيع.”
“كهاهاها، يا لهم من حمقى سذج.”
“اللعنة عليك! اذهب وأحضر المزيد، أفهمت؟!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تصرفوا وكأن صداقتهم المزعومة مع تونك لم تكن سوى قشرة زائفة، فعاد كلّ منهم إلى طاولته، يشرب الجعة بصحبة رفاقه كما اعتاد.
كان صاحب نوبة الغضب تلك شابًا يقف وسط البهو… وكان هو ألكارو تزيندلر ذاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ رجل ضخم الجثة وهو يقتحم أحد الحانات الواقعة في وسط المدينة، وكان يحمل على ظهره هراوة حديدية مخيفة لا تقل ضخامة عنه.
وقد تعرّف عليه جين فورًا، إذ كان قد حفظ ملامح هدفه عن ظهر قلب. بدا واضحًا أن غضبه نابع من رفض أحد الحُرّاس جلب المزيد من المخدّرات له.
كان صاحب نوبة الغضب تلك شابًا يقف وسط البهو… وكان هو ألكارو تزيندلر ذاته.
“آه… مجرّد وغد تافه آخر.”
فقد تعمّد نشر معلومة كاذبة، مفادها أنه يبحث عن شخص بعينه، ليوهم الحاضرين بأن مجيئه إلى ماميت كان بدافع التتبع.
ابتسم جين في نفسه، ابتسامة ماكرة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وُضعت كأس زجاجية على طاولة جين. كأس ماء بارد.
اترك تعليقاً لدعمي🔪
لكن، لو أن السيدة قد أولت اهتمامًا فعليًا به وجاءت إلى ماميت بنفسها، فلن تتاح لـجين فرصة لاغتياله في وقت قريب. فلو كانت هي مَن تحميه، حتى لونا ذاتها ما كانت لتنجح في قتله.
روايات انصح بها:
[لعبة الاياشيكي خاصتي]
[الاب الزومبي]
وُضعت كأس زجاجية على طاولة جين. كأس ماء بارد.
أفرغ جين صحنه من الخبز الجاف واللحم المقدّد، ثم غادر الحانة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
