في أحضان الليل العميق، علت أصوات صرير الحشرات الصغيرة في الأفق البعيد، بينما غرقت صغيرتي سو يون في نومٍ عميق. لم تحصل على قسط كافٍ من النوم في الأيام الماضية، وبدأت أقلق إن كان سيؤثر على نموها مستقبلًا. بهدوء، سحبت البطانية برفق فوق جسدها الصغير، ثم توجهت إلى غرفة المرافق التي اعتدنا أن نستخدمها كمستودع.
هرب تعجب من شفتي.
داخل تلك الغرفة كان هناك راديو قديم. مع توقف الهواتف وأجهزة التلفاز عن العمل، كنت أعلق أملًا صغيرًا على إمكانية استعماله. رغم أنني لم أكن واثقًا تمامًا من قدرتي على تشغيله، فلست بارعًا في تصليح الأجهزة، ولكن ينبغي عليَّ المحاولة على الأقل. حاولت تشغيل الراديو بأمل ضعيف، ولكن بلا فائدة. مررت عبر المحطات المختلفة، محاولًا العثور على إشارة، إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل.
عشرات الأمراض مرت بذهني، وكلها احتمالات واقعية في وضعنا هذا. دون كهرباء أو ماء، تضعف أجهزتنا المناعية، وتصبح مقاومة الأمراض أصعب. علاوة على ذلك، بدون كهرباء، الطعام يفسد بسرعة، وانعدام النظافة يزيد الأمور سوءًا.
تساءلت عما إذا كان السبب وراء تعطله كونه قديمًا ومهترئًا. ليتني تعلمت كيف أصلح الأجهزة عندما أُتيحت لي الفرصة. طرقت على الراديو برفق عدة مرات على أمل أن يصلح نفسه.
كان التحرك في الليل انتحارًا بمعنى الكلمة. من الأفضل بكثير التحرك خلال النهار، حيث تتباطأ تحركات ”هم“.
«عادةً ما تفلح هذه الطريقة…»
«يا إلهي!…»
للأسف، لم أحصل على النتيجة المرجوة. تنهدت بخفة وسرت باتجاه النافذة. على مَن يقع اللوم في جهلي؟ ومَن يتحمل المسؤولية عن التغيير الذي حل بالعالم؟
مليئًا بالقلق، غطيت فمي بيدي وأحكمت قبضتي. وبعد فترة ليست طويلة، سمعت صوت أقدام ثقيلة قادمة من الشقة رقم ١٠١، فوجهت انتباهي إلى هناك.
حينما نظرت إلى الخارج، لاحظت أن ”هم“ عادوا إلى مكانهم الأصلي الذي جاؤوا منه، بعد أن أدركوا أنه لا شيء يستحق الصيد. كما عاد ”هو“ إلى موقعه المعتاد مواصلًا روتينه اليومي.
لكن في تلك اللحظة، خطرت ببالي فكرة بدمٍ بارد.
في مواجهة هذا الواقع الميؤوس منه… شعرت بالسكينة على نحو مدهشٍ اليوم. ربما بدأت أتكيف مع هذا الواقع، أو ربما تضاءل إحساسي بالخطر. أطلقت تنهيدة عميقة رافعًا نظري نحو سماء الليل المتلألئة، بدا القمر أكثر سطوعًا من المعتاد. في أوقات مثل هذه، أتوق إلى الخروج واستنشاق الهواء النقي. لكن النافذة ذات الزجاج المزدوج والستائر حجبت رؤيتي، وكأنها تقول لي أن أعود إلى أرض الواقع.
ظلت عينيَّ متشبثة بهم وهم يتحركون بحذر على طول جدار الطابق الأول. في تلك اللحظة، لاحظت أحد المخلوقات عند مدخل الشقة يتصرف بغرابة. حرك رأسه لأعلى ولأسفل بينما ارتسمت على وجهه تعابير غريبة. أمكنني سماع صوت استنشاق خافت.
أغمضت عيني، مستمتعًا بأصوات صرير الحشرات الليلية. بدا أن ”هم“ لا يتفاعلون مع صرير تلك الحشرات؛ إذ ينظرون حولهم بصمت فقط. بدا أن كل اهتمامهم منصب على محاولة تحديد مصدر هذه أصوات، دون تجاوب أو إصدار أي صوت يدل على استجابة. رغم جهلي للسبب الحقيقي وراء سلوكهم هذا، إلا أن تلك الحشرات وفرت لي فرصة للتمتع بأمسية هادئة.
وجهت انتباهي بسرعة نحو مدخل الشقة وركزت علي ”هم“. لقد توقف ”هم“ عن التلويح بأذرعهم وبدأوا في التحديق مباشرةً باتجاه شقة رقم ١٠١.
*صرير~*
كان التحرك في الليل انتحارًا بمعنى الكلمة. من الأفضل بكثير التحرك خلال النهار، حيث تتباطأ تحركات ”هم“.
*خُطى، خُطى، خُطى*
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولكن ماذا لو كان بإمكانهم مساعدتي؟ بدأت أفكر في الفوائد التي يمكنهم تقديمها لي.
*ارتطام!*
راقبتهم عن كثب وأنا أستعرض كل الاحتمالات المختلفة في ذهني.
في تلك اللحظة، كسر نشاز مفاجئ هدوء الليل المتناغم. فتحت عينيَّ فورًا وتطلعت نحو الظلام أمامي. لاحظت وجود بعض الأشخاص في الشقة رقم ١٠١ -الشقة المقابلة لشقتي- يتسللون بهدوء إلى الخارج وظهرهم محني.
رغم ضجيج الحشرات، ليس من المنطقي التحرك أثناء الليل. كان من المنطقي أكثر التحرك في وضح النهار، حيث تكون فرصة النجاة أكبر. لو كانوا قد فكروا جيدًا، لما خرجوا الآن.
وجهت انتباهي بسرعة نحو مدخل الشقة وركزت علي ”هم“. لقد توقف ”هم“ عن التلويح بأذرعهم وبدأوا في التحديق مباشرةً باتجاه شقة رقم ١٠١.
في تلك اللحظة، أشار الرجل الذي في المقدمة إلى المجموعة لمواصلة المضي قدمًا. والمثير للدهشة، أن الطريق الرئيسي بدا خاليًا من تلك المخلوقات.
‹بالطبع، من المستحيل أن ”هم“ فاتتهم تلك الضوضاء، لا بد أن ”هم“ سمعوها.›
جميع ”هم“ داخل المجمع السكني وجهوا أنظارهم نحو الشقة رقم ١٠١. بدأ ”هم“ يتجمعون حولها، بينما بدأ بعضهم في الشم في اتجاه الدرج المؤدي إليها.
بقلق، تابعت نظرة ”هم“، ووجدت نفسي أخيرًا أنظر إلى الأشخاص الخارجين من الشقة رقم ١٠١. كان هناك ثلاثة أشخاص، رجلان وامرأة. بدأ الرجل الذي في المقدمة يهمس للرجل خلفه، كما لو أنه لاحظ وهج ”هم“. بدا أن الرجل في الخلف هو مَن تسبب في الضجيج.
‹إلى أين هم ذاهبون؟›
شعرت بالقلق يتصاعد داخلي بينما أراقبهم.
حينها، تذكرت وجه المخلوق الذي رأيته في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم. كان يمارس روتينه المعتاد، ملوحًا بذراعيه للأمام والخلف في مكانه المعتاد، لكن هذه المرة غطى الدم فمه. قبل أن يُلتهم الطفل والمرأة أحياءً في الليلة السابقة، كان فقط يلوح بذراعيه.
‹عودوا إلى الداخل ولا تخرجوا مرة أخرى!›
عضضت شفتي أثناء مشاهدتي لهم وهم يركضون.
كان التحرك في الليل انتحارًا بمعنى الكلمة. من الأفضل بكثير التحرك خلال النهار، حيث تتباطأ تحركات ”هم“.
وضعت رأسي بين يديَّ، وأعدت انتباهي إلى تحركاتهم. لقد نجحوا في تجاوز الجدران ووصلوا إلى مدخل جانبي على اليسار، وبدأوا يستكشفون الطريق الرئيسي. تساءلت عما سيفعلونه بعد ذلك.
وفي ليلة هادئة مثل هذه، كانت حواس ”هم“ على الأرجح في قمة حساسيتها.
راقبتهم عن كثب وأنا أستعرض كل الاحتمالات المختلفة في ذهني.
أمسكت بأطراف الستائر وأنا أراقب الثلاثي، متمنيًا بشدة أن يعودوا إلى داخل الشقة. لكن للأسف، بدأوا بالنزول إلى الطابق الأول.
‹لو كنت مكانهم… لم أكن لأختار الخروج الآن.›
‹لماذا؟ لماذا ينزلون إلى الأسفل؟ هل نفد طعامهم؟ هل يعتقدون أن فرق الإنقاذ لن تصل إليهم؟ أم أن الإحباط واليأس دفعهم للخروج؟ أم أنهم، بطريقة ما، يظنون أنهم سيجدون المساعدة في الخارج؟›
رغم ضجيج الحشرات، ليس من المنطقي التحرك أثناء الليل. كان من المنطقي أكثر التحرك في وضح النهار، حيث تكون فرصة النجاة أكبر. لو كانوا قد فكروا جيدًا، لما خرجوا الآن.
ظلت عينيَّ متشبثة بهم وهم يتحركون بحذر على طول جدار الطابق الأول. في تلك اللحظة، لاحظت أحد المخلوقات عند مدخل الشقة يتصرف بغرابة. حرك رأسه لأعلى ولأسفل بينما ارتسمت على وجهه تعابير غريبة. أمكنني سماع صوت استنشاق خافت.
لم يكن لديَّ وسيلة لإنقاذهم، ولا سبب يدفعني لذلك. ومع ذلك لسبب ما، لم أستطع التوقف عن القلق بشأنهم. هل كان السبب أنهم بشر مثلي؟ أم لأنني تخيلت نفسي في مكانهم؟ أو ربما، في أعماقي، تمنيت سرًّا أن ينجحوا؛ لأكتسب أنا الجرأة للخروج بأمان؟ هل يمكن أن يلهمني نجاحهم في اتخاذ خطوة مماثلة؟
حينها، تذكرت وجه المخلوق الذي رأيته في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم. كان يمارس روتينه المعتاد، ملوحًا بذراعيه للأمام والخلف في مكانه المعتاد، لكن هذه المرة غطى الدم فمه. قبل أن يُلتهم الطفل والمرأة أحياءً في الليلة السابقة، كان فقط يلوح بذراعيه.
‹عودوا إلى الداخل ولا تخرجوا مرة أخرى!›
وعلى هذا الأساس، استنتجت أن هذا المخلوق كان لا بد أنه شم رائحة دماء الطفل والمرأة، وتغذى على لحمهما فيما بعد. هذا هو التفسير الوحيد للدماء التي غطت فمه. مما يعني أن ”هم“ لا يعتمدون فقط على حاسة السمع، بل لديهم أيضًا حاسة الشم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹لماذا أشعر بالقلق عليهم في المقام الأول؟… إنه ليس من شأني على أي حال.›
لم أصدق أن هذا لم يخطر ببالي من قبل. لماذا افترضت أنهم يعتمدون فقط على سمعهم؟ أرسلت هذه الفكرة قشعريرة عبر جسدي عندما رأيت الثلاثي يتحركون بجانب الجدار.
جميع ”هم“ داخل المجمع السكني وجهوا أنظارهم نحو الشقة رقم ١٠١. بدأ ”هم“ يتجمعون حولها، بينما بدأ بعضهم في الشم في اتجاه الدرج المؤدي إليها.
لا يسعني إلا أن أتخيل أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث للثلاثي إذا ما أمسك ”هم“ بهم. بعد كل شيء، إذا كان الأمر يتعلق فقط بالضوضاء، فيمكنهم التحرك بحذر أكثر والتنفس بعناية حتى يخرجوا من نطاق ”هم“. ولكن ماذا عن حاسة الشم الخاصة بـ”هم“؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹ماذا ستفعل؟ ماذا ستفعل؟›
ماذا لو كان بإمكانهم شم رائحة حيوية الكائنات الحية؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هناك أي فرصة على الإطلاق للهروب من”هم“ دون أن يتم الإمساك بهم.
وجهت انتباهي بسرعة نحو مدخل الشقة وركزت علي ”هم“. لقد توقف ”هم“ عن التلويح بأذرعهم وبدأوا في التحديق مباشرةً باتجاه شقة رقم ١٠١.
عضضت شفتي أثناء مشاهدتي لهم وهم يركضون.
كان التحرك في الليل انتحارًا بمعنى الكلمة. من الأفضل بكثير التحرك خلال النهار، حيث تتباطأ تحركات ”هم“.
‹هل هناك وسيلة للإشارة إليهم للعودة؟… يجب أن تكون هناك طريقة لإعلامهم بالخطر.›
‹عودوا إلى الداخل ولا تخرجوا مرة أخرى!›
لكن في تلك اللحظة، خطرت ببالي فكرة بدمٍ بارد.
«يا إلهي!…»
‹لماذا أشعر بالقلق عليهم في المقام الأول؟… إنه ليس من شأني على أي حال.›
وجهت انتباهي بسرعة نحو مدخل الشقة وركزت علي ”هم“. لقد توقف ”هم“ عن التلويح بأذرعهم وبدأوا في التحديق مباشرةً باتجاه شقة رقم ١٠١.
لم يكن لديَّ وسيلة لإنقاذهم، ولا سبب يدفعني لذلك. ومع ذلك لسبب ما، لم أستطع التوقف عن القلق بشأنهم. هل كان السبب أنهم بشر مثلي؟ أم لأنني تخيلت نفسي في مكانهم؟ أو ربما، في أعماقي، تمنيت سرًّا أن ينجحوا؛ لأكتسب أنا الجرأة للخروج بأمان؟ هل يمكن أن يلهمني نجاحهم في اتخاذ خطوة مماثلة؟
‹بالطبع، من المستحيل أن ”هم“ فاتتهم تلك الضوضاء، لا بد أن ”هم“ سمعوها.›
هززت رأسي وأطلقت تنهيدة طويلة. الآن ليس الوقت المناسب للانجراف وراء مثل هذه الأفكار. كان عليَّ أن أستوعب الوضع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‹لنستعرض بعض السيناريوهات الممكنة ونتوقع نتائجها. لنفترض أنني ساعدتهم بالفعل ونجحت في إنقاذهم. لكن ماذا لو قاموا بتهديدي؟ أو أرادوا الاستيلاء على الطعام القليل الذي نملكه أنا وسو يون؟›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبهذا، توصلت إلى نتيجة مفادها أنهم لم يكونوا بهذا الذكاء. لم يكونوا عقلانيين، ولم يفكروا في عواقب الأمور. ورغم أن الأفعال في بعض الأحيان تكون أعلى صوتًا من الكلمات، إلا أنه ربما كان لديهم مكان آمن يمكنهم من خلاله وضع الاستراتيجيات، وكان ينبغي لهم بصراحة أن يفعلوا ذلك. وهذا خطأهم… عدم التفكير في الأمر.
في تلك الحالة، سأضطر إلى قتالهم. وفي هذه العملية، من المحتمل أن ينتهي الأمر بوقوع إصابات، أو حتى الموت. بدا واضحًا أنه لا يوجد أي سبب وجيه لمساعدتهم في المقام الأول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹إذًا ما هو هدفهم؟ هل يبحثون عن ملجأ آخر لاستخدامه؟›
ولكن ماذا لو كان بإمكانهم مساعدتي؟ بدأت أفكر في الفوائد التي يمكنهم تقديمها لي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹ماذا ستفعل؟ ماذا ستفعل؟›
‹طعام؟ دواء؟ معلومات؟ أو ربما قوتهم البشرية لمواجهة ”هم“؟›
جميع ”هم“ داخل المجمع السكني وجهوا أنظارهم نحو الشقة رقم ١٠١. بدأ ”هم“ يتجمعون حولها، بينما بدأ بعضهم في الشم في اتجاه الدرج المؤدي إليها.
راقبتهم عن كثب وأنا أستعرض كل الاحتمالات المختلفة في ذهني.
*خبط! خبط! خبط!*
‹لو كنت مكانهم… لم أكن لأختار الخروج الآن.›
‹هل يحاولون تعقبهم؟›
رغم ضجيج الحشرات، ليس من المنطقي التحرك أثناء الليل. كان من المنطقي أكثر التحرك في وضح النهار، حيث تكون فرصة النجاة أكبر. لو كانوا قد فكروا جيدًا، لما خرجوا الآن.
وفي لحظات، بدأت ستائر شرفة في الطابق السابع تهتز. وعندما ارتفعت، رأيت امرأة تقف هناك. كانت عيناها مثبتتين على الباب الأمامي، والضجيج القادم من ذلك الاتجاه كان كافيًا ليصيبني بالرعب.
وبهذا، توصلت إلى نتيجة مفادها أنهم لم يكونوا بهذا الذكاء. لم يكونوا عقلانيين، ولم يفكروا في عواقب الأمور. ورغم أن الأفعال في بعض الأحيان تكون أعلى صوتًا من الكلمات، إلا أنه ربما كان لديهم مكان آمن يمكنهم من خلاله وضع الاستراتيجيات، وكان ينبغي لهم بصراحة أن يفعلوا ذلك. وهذا خطأهم… عدم التفكير في الأمر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹ماذا ستفعل؟ ماذا ستفعل؟›
ليس هناك سبب لإنقاذ أشخاص بهذه العقلية. بعدما بررت ذلك لنفسي، شعرت فجأة بالارتياح. لم يكن هناك حقًا أي مبرر للمخاطرة من أجلهم، على أي حال. عليَّ الاعتناء بـ سو يون. كانت سلامتها هي أولويتي القصوى. خطأ واحد قد يكلفنا حياتنا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينما نظرت إلى الخارج، لاحظت أن ”هم“ عادوا إلى مكانهم الأصلي الذي جاؤوا منه، بعد أن أدركوا أنه لا شيء يستحق الصيد. كما عاد ”هو“ إلى موقعه المعتاد مواصلًا روتينه اليومي.
وضعت رأسي بين يديَّ، وأعدت انتباهي إلى تحركاتهم. لقد نجحوا في تجاوز الجدران ووصلوا إلى مدخل جانبي على اليسار، وبدأوا يستكشفون الطريق الرئيسي. تساءلت عما سيفعلونه بعد ذلك.
ماذا لو كان بإمكانهم شم رائحة حيوية الكائنات الحية؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هناك أي فرصة على الإطلاق للهروب من”هم“ دون أن يتم الإمساك بهم.
‹إلى أين هم ذاهبون؟›
لم أصدق أن هذا لم يخطر ببالي من قبل. لماذا افترضت أنهم يعتمدون فقط على سمعهم؟ أرسلت هذه الفكرة قشعريرة عبر جسدي عندما رأيت الثلاثي يتحركون بجانب الجدار.
إذا كانوا يبحثون عن الطعام، سيتعين عليهم الوصول إلى متجر صغير أو سوبر ماركت، والطريق إلى أي منهما عبر المدخل الرئيسي. نظرًا لأن المدخل الرئيسي كان مليئًا بـ ”هم“، لم يكن هذا خيارًا. ومع ذلك، فإن المخرج الجانبي على اليسار لم يؤد إلى أي مكان. كان عليهم الذهاب إلى المخرج الموجود على اليمين إذا أرادوا الوصول إلى أي متجر صغير.
لم يكن ”هم“ يتعقبون الثلاثي، بل كانوا يتتبعون طريقهم عائدين إلى المكان الذي أتى منه الثلاثي. صعد ”هم“ الدرج كالحيوانات، يتحركون على أربع. لا يبدو أن ”هم“ يفتقرون إلى القدرة على التحمل. شقوا طريقهم إلى الطابق الثالث، ثم الرابع، وبعده الخامس، وأخيرًا الطابق السابع، ثم فجأة اختفوا. ربما توجهوا إلى الردهة المقابلة.
‹إذًا ما هو هدفهم؟ هل يبحثون عن ملجأ آخر لاستخدامه؟›
مليئًا بالقلق، غطيت فمي بيدي وأحكمت قبضتي. وبعد فترة ليست طويلة، سمعت صوت أقدام ثقيلة قادمة من الشقة رقم ١٠١، فوجهت انتباهي إلى هناك.
في تلك اللحظة، أشار الرجل الذي في المقدمة إلى المجموعة لمواصلة المضي قدمًا. والمثير للدهشة، أن الطريق الرئيسي بدا خاليًا من تلك المخلوقات.
وفي لحظات، بدأت ستائر شرفة في الطابق السابع تهتز. وعندما ارتفعت، رأيت امرأة تقف هناك. كانت عيناها مثبتتين على الباب الأمامي، والضجيج القادم من ذلك الاتجاه كان كافيًا ليصيبني بالرعب.
جميع ”هم“ داخل المجمع السكني وجهوا أنظارهم نحو الشقة رقم ١٠١. بدأ ”هم“ يتجمعون حولها، بينما بدأ بعضهم في الشم في اتجاه الدرج المؤدي إليها.
تساءلت عما إذا كان السبب وراء تعطله كونه قديمًا ومهترئًا. ليتني تعلمت كيف أصلح الأجهزة عندما أُتيحت لي الفرصة. طرقت على الراديو برفق عدة مرات على أمل أن يصلح نفسه.
‹هل يحاولون تعقبهم؟›
وعلى هذا الأساس، استنتجت أن هذا المخلوق كان لا بد أنه شم رائحة دماء الطفل والمرأة، وتغذى على لحمهما فيما بعد. هذا هو التفسير الوحيد للدماء التي غطت فمه. مما يعني أن ”هم“ لا يعتمدون فقط على حاسة السمع، بل لديهم أيضًا حاسة الشم.
ليس لديَّ أدنى فكرة عما ينوي الثلاثي فعله، لكن بدا من المستحيل بالنسبة لهم العودة الآن. بدأت بقضم أظافري بعصبية وأنا أحدق في الطريق الرئيسي. عبر الثلاثي الطريق بسرعة، ووقفوا الآن على جانب الرصيف. مع إطفاء كل الأضواء، كان من الصعب تحديد المتجر الذي توقفوا أمامه. وبعد التدقيق لفترة، أدركت بصدمة أنهم كانوا يتجهون نحو ”صيدلية“.
‹لو كنت مكانهم… لم أكن لأختار الخروج الآن.›
‹لقد خاطروا بحياتهم للذهاب إلى الصيدلية. هل كان معهم شخص مريض؟ هل يعاني من نزلة برد؟ تسمم غذائي؟ التهاب الأمعاء؟ أو ربما يعاني من الأكزيما؟›
راقبتهم عن كثب وأنا أستعرض كل الاحتمالات المختلفة في ذهني.
عشرات الأمراض مرت بذهني، وكلها احتمالات واقعية في وضعنا هذا. دون كهرباء أو ماء، تضعف أجهزتنا المناعية، وتصبح مقاومة الأمراض أصعب. علاوة على ذلك، بدون كهرباء، الطعام يفسد بسرعة، وانعدام النظافة يزيد الأمور سوءًا.
كان التحرك في الليل انتحارًا بمعنى الكلمة. من الأفضل بكثير التحرك خلال النهار، حيث تتباطأ تحركات ”هم“.
مليئًا بالقلق، غطيت فمي بيدي وأحكمت قبضتي. وبعد فترة ليست طويلة، سمعت صوت أقدام ثقيلة قادمة من الشقة رقم ١٠١، فوجهت انتباهي إلى هناك.
عضضت شفتي أثناء مشاهدتي لهم وهم يركضون.
«يا إلهي!…»
داخل تلك الغرفة كان هناك راديو قديم. مع توقف الهواتف وأجهزة التلفاز عن العمل، كنت أعلق أملًا صغيرًا على إمكانية استعماله. رغم أنني لم أكن واثقًا تمامًا من قدرتي على تشغيله، فلست بارعًا في تصليح الأجهزة، ولكن ينبغي عليَّ المحاولة على الأقل. حاولت تشغيل الراديو بأمل ضعيف، ولكن بلا فائدة. مررت عبر المحطات المختلفة، محاولًا العثور على إشارة، إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل.
هرب تعجب من شفتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com *ارتطام!*
*خبط! طقطقه!*
نظرت المرأة ذهابًا وإيابًا بين الباب الأمامي والشرفة بقلق. ثم فتحت الستائر على مصراعيها ونظرت إلى الخارج.
لم يكن ”هم“ يتعقبون الثلاثي، بل كانوا يتتبعون طريقهم عائدين إلى المكان الذي أتى منه الثلاثي. صعد ”هم“ الدرج كالحيوانات، يتحركون على أربع. لا يبدو أن ”هم“ يفتقرون إلى القدرة على التحمل. شقوا طريقهم إلى الطابق الثالث، ثم الرابع، وبعده الخامس، وأخيرًا الطابق السابع، ثم فجأة اختفوا. ربما توجهوا إلى الردهة المقابلة.
لكن في تلك اللحظة، خطرت ببالي فكرة بدمٍ بارد.
وفي لحظات، بدأت ستائر شرفة في الطابق السابع تهتز. وعندما ارتفعت، رأيت امرأة تقف هناك. كانت عيناها مثبتتين على الباب الأمامي، والضجيج القادم من ذلك الاتجاه كان كافيًا ليصيبني بالرعب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*خبط! خبط! خبط!*
في تلك اللحظة، كسر نشاز مفاجئ هدوء الليل المتناغم. فتحت عينيَّ فورًا وتطلعت نحو الظلام أمامي. لاحظت وجود بعض الأشخاص في الشقة رقم ١٠١ -الشقة المقابلة لشقتي- يتسللون بهدوء إلى الخارج وظهرهم محني.
استمر الضرب والركل والخدش.
وضعت رأسي بين يديَّ، وأعدت انتباهي إلى تحركاتهم. لقد نجحوا في تجاوز الجدران ووصلوا إلى مدخل جانبي على اليسار، وبدأوا يستكشفون الطريق الرئيسي. تساءلت عما سيفعلونه بعد ذلك.
‹ماذا ستفعل؟ ماذا ستفعل؟›
في تلك الحالة، سأضطر إلى قتالهم. وفي هذه العملية، من المحتمل أن ينتهي الأمر بوقوع إصابات، أو حتى الموت. بدا واضحًا أنه لا يوجد أي سبب وجيه لمساعدتهم في المقام الأول.
شعرت وكأنني في مكانها.
ماذا لو كان بإمكانهم شم رائحة حيوية الكائنات الحية؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هناك أي فرصة على الإطلاق للهروب من”هم“ دون أن يتم الإمساك بهم.
سد ”هم“ طريقها الوحيد للخروج من تلك الشقة. لا مفر لها. أصدقاؤها كانوا في الخارج، وليس لديها وسيلة لمحاربتهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹ماذا ستفعل؟ ماذا ستفعل؟›
ارتجف ذقني، وغطيت فمي بإحكام، خائفًا من تسرب أي صوت مني. الخوف من الموت خيم عليَّ
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹ماذا ستفعل؟ ماذا ستفعل؟›
نظرت المرأة ذهابًا وإيابًا بين الباب الأمامي والشرفة بقلق. ثم فتحت الستائر على مصراعيها ونظرت إلى الخارج.
وضعت رأسي بين يديَّ، وأعدت انتباهي إلى تحركاتهم. لقد نجحوا في تجاوز الجدران ووصلوا إلى مدخل جانبي على اليسار، وبدأوا يستكشفون الطريق الرئيسي. تساءلت عما سيفعلونه بعد ذلك.
أمسكت بأطراف الستائر وأنا أراقب الثلاثي، متمنيًا بشدة أن يعودوا إلى داخل الشقة. لكن للأسف، بدأوا بالنزول إلى الطابق الأول.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات

 
		 
		 
		 
		