الفصل 79: سيباستيان (5)
أكره أنني لا أذهب للمساعدة. أنني لا أستطيع. أنه حتى لو حاولت، فلن تحملني ساقاي، أو إذا فعلت، فسأسقط فقط على ركبتي، أنزف من جذع ذراعي. تلتف يدي وتنثني بلا فائدة في ذكرى طرف ليس موجوداً. بدلاً من ذلك، أتجول، قدماي تجران عبر الأرضية المتصدعة، ويدي تمسح كالشبح فوق طاولات وكراسي محطمة، وتتحسس ملمسها المتهالك. أرفف—تتدفق ذكريات رين، كان يسميها “ريجال” بدلاً من أرفف. أود أن أبطئ، أن آخذ لحظة لنفسي، ولو نادراً؛. لكن ساقاي تتحركان من تلقاء نفسيهما، ويداي تمران عبر الغبار والكتب الجلدية. دقات قلبي عالية جداً لدرجة أنها تطغى على الصرخات.
ثم أراها. ورقة بين الكتب. في البداية، مجرد لطخة في الضوء الخافت، بلا معنى. لكن الشموع تحترق بسطوع أكبر، واللون البرتقالي يتعمق إلى أحمر غاضب. تتقلص الظلال. وأرى ما يقع على تلك الورقة. تتسع عيناي. إنه إصبع. مجفف. محنط. عظمي ورقيق كالحقيقة نفسها. غريزتي الأولى يجب أن تكون الرعب. الاشمئزاز. الهروب. التفكير بأنني أنظر إلى شيء تافه كهذا، بينما يصرخ صبي في عذاب بجواري مباشرة. يجب أن أستدير، يجب أن أقاتل، يجب أن أنقذ الصبي وأهرب. لكنني لا أفعل. أنا لست نفسي. أنا مفقود منذ زمن طويل. أشعر وكأنني راكب داخل جمجمتي، أراقب جسدي ينحني ليلتقط الإصبع، كما لو كنت في جسد أستون، لكن الفرق أنني الآن داخل جسدي الحقيقي. جسدي الحقيقي. يدي ترتجف. شفتاي تنفرجان. أمسك السبابة المحنطة داخل يدي وأضعها على مضض على شفتي. لا أمضغ. أبتلعه كاملاً، العظم يكشط حلقي، يعلق للحظة قبل أن ينزلق إلى معدتي بصوت مقزز. أقف هناك في صمت، فمي جاف، والعرق يغمر ياقتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) يبتلعني الفراغ. تصرخ روحي، لكن لا صوت. هذه المرة، لا يدوم السواد طويلاً. ألوان، يستحيل تسميتها، تندفع إلى الرؤية. تتحول رؤيتي إلى جنون. أقف على سهل واسع، الأرض مرسومة بظلال لا ينبغي أن توجد. الضوء يحرق من كل اتجاه، لكنني لا أحمي عيني. لا أستطيع. لست في موضع السيطرة. متى كنت كذلك أصلاً؟. أنا نواة لشيء آخر، شيء أكرهه. لكن الجلد حولي مألوف بشكل مرعب. إنه أنا. أو كان.
“منذ متى؟”. ينجرف صوتها إلي من المدخل، بعيداً رغم أنها بالخارج مباشرة. ربما هي الزاوية، أو الطريقة التي تدير بها ظهرها، لكن يبدو وكأن هناك أميالاً بيننا. “منذ متى؟” تسأل مرة أخرى. لكن الكلمات تتلاشى حتى وهي تغادر لسانها. تحترق الشموع أعلى، وتلتف النيران إلى كرات من الأحمر المنصهر. تغمق عيناي عند الحواف. تسبح رؤيتي، لم تعد حمراء بل سوداء، كثيفة كالقطران. جسدي لم يعد لي. أشعر بالانفصال كأن نصلاً يفصل الروح عن الجسد. مرة أخرى. أنا محاصر في الفراغ الذي بالكاد هربت منه سابقاً.
أمشي. قدمان حافيتان تخوضان في ماء كثيف ومعدني. لا أنظر للأسفل. لا أجرؤ. بدلاً من ذلك، أحتضن الضوء، أدعه يحرق التفكير. إنه دم. ليس دمي. كنت أتوقع أن يكون أحمر، ليطابق دمي الضعيف الشبيه بالبشر. لكنه ليس كذلك. إنه ذهبي. لم أرَ لوناً كهذا. أعرف ثلاثة فقط شخصياً، لكن يجب أن أعترف أن هذا الدم، إذا كان لا يزال بإمكان المرء تسميته كذلك، يبدو أثمن من أي دم آخر. ثروة سائلة، تترقرق بالوعود. لكن كلهم سواء، إن لم يكونوا حمراً في اللون، فالواحد منهم عدوي، العدو الذي قتل أخي، وعائلتي. أخوض أعمق، جسدي عارٍ ويلمع بهذا الترف الزائف، مطلياً بموت شخص آخر. من حولي، تطفو الجثث، جلودها ممزقة، أفواهها فاغرة في رعب صامت. هذا الجسد—أنا—لا هذا الجسد يشعر بالكراهية. غضب عميق لدرجة أنه حتى لو لم أكن داخل جسده، لكنت قادراً على رؤيته في عينيه من على بعد أميال.
…
يبتلعني الفراغ. تصرخ روحي، لكن لا صوت. هذه المرة، لا يدوم السواد طويلاً. ألوان، يستحيل تسميتها، تندفع إلى الرؤية. تتحول رؤيتي إلى جنون. أقف على سهل واسع، الأرض مرسومة بظلال لا ينبغي أن توجد. الضوء يحرق من كل اتجاه، لكنني لا أحمي عيني. لا أستطيع. لست في موضع السيطرة. متى كنت كذلك أصلاً؟. أنا نواة لشيء آخر، شيء أكرهه. لكن الجلد حولي مألوف بشكل مرعب. إنه أنا. أو كان.
أكره أنني لا أذهب للمساعدة. أنني لا أستطيع. أنه حتى لو حاولت، فلن تحملني ساقاي، أو إذا فعلت، فسأسقط فقط على ركبتي، أنزف من جذع ذراعي. تلتف يدي وتنثني بلا فائدة في ذكرى طرف ليس موجوداً. بدلاً من ذلك، أتجول، قدماي تجران عبر الأرضية المتصدعة، ويدي تمسح كالشبح فوق طاولات وكراسي محطمة، وتتحسس ملمسها المتهالك. أرفف—تتدفق ذكريات رين، كان يسميها “ريجال” بدلاً من أرفف. أود أن أبطئ، أن آخذ لحظة لنفسي، ولو نادراً؛. لكن ساقاي تتحركان من تلقاء نفسيهما، ويداي تمران عبر الغبار والكتب الجلدية. دقات قلبي عالية جداً لدرجة أنها تطغى على الصرخات.
أمشي. قدمان حافيتان تخوضان في ماء كثيف ومعدني. لا أنظر للأسفل. لا أجرؤ. بدلاً من ذلك، أحتضن الضوء، أدعه يحرق التفكير. إنه دم. ليس دمي. كنت أتوقع أن يكون أحمر، ليطابق دمي الضعيف الشبيه بالبشر. لكنه ليس كذلك. إنه ذهبي. لم أرَ لوناً كهذا. أعرف ثلاثة فقط شخصياً، لكن يجب أن أعترف أن هذا الدم، إذا كان لا يزال بإمكان المرء تسميته كذلك، يبدو أثمن من أي دم آخر. ثروة سائلة، تترقرق بالوعود. لكن كلهم سواء، إن لم يكونوا حمراً في اللون، فالواحد منهم عدوي، العدو الذي قتل أخي، وعائلتي. أخوض أعمق، جسدي عارٍ ويلمع بهذا الترف الزائف، مطلياً بموت شخص آخر. من حولي، تطفو الجثث، جلودها ممزقة، أفواهها فاغرة في رعب صامت. هذا الجسد—أنا—لا هذا الجسد يشعر بالكراهية. غضب عميق لدرجة أنه حتى لو لم أكن داخل جسده، لكنت قادراً على رؤيته في عينيه من على بعد أميال.
شيء يتحرك أمامي. خيال في الدم، الدم الذهبي. امرأة، مستلقية هناك. محاطة بموتاها. وجهها بلا عينين، محاجر فارغة تحدق فيّ، ترى كل شيء. أعرفها. أكرهها. أشفق عليها. ربما هي كل ضحية لم أستطع إنقاذها. ربما هي رين. ربما هي أنا. الشمس في الأعلى تحرق ببرودة. ضوء شاحب يجمد عظامي حتى وهو يكوي جلدي. “سيباستيان!”. الصوت خام، يعوي. ألتفت. يلتوي فمي في ابتسامة لا أتحكم بها. أتذوق الصفراء. إنه يركض نحوي، رجل من ذهب، حرفياً—جلده، شعره، عيناه كلها ظلال من الحقد المذهب. كتمثال دبت فيه الحياة، يزأر في غضب. تتسع ابتسامتي حتى تشق شيئاً بداخلي. أبدأ بالضحك. “أبولو،” أقول، اسم الرجل الذهبي الذي يركض نحوي بسرعة تفوق تصور أي كائن فانٍ، لكن بطريقة ما، أنا—هذا الجسد يتفاعل. تغلق عيناي بقوة من شدة الأمر، ويتمزق العالم. أنا أسقط.
ثم أراها. ورقة بين الكتب. في البداية، مجرد لطخة في الضوء الخافت، بلا معنى. لكن الشموع تحترق بسطوع أكبر، واللون البرتقالي يتعمق إلى أحمر غاضب. تتقلص الظلال. وأرى ما يقع على تلك الورقة. تتسع عيناي. إنه إصبع. مجفف. محنط. عظمي ورقيق كالحقيقة نفسها. غريزتي الأولى يجب أن تكون الرعب. الاشمئزاز. الهروب. التفكير بأنني أنظر إلى شيء تافه كهذا، بينما يصرخ صبي في عذاب بجواري مباشرة. يجب أن أستدير، يجب أن أقاتل، يجب أن أنقذ الصبي وأهرب. لكنني لا أفعل. أنا لست نفسي. أنا مفقود منذ زمن طويل. أشعر وكأنني راكب داخل جمجمتي، أراقب جسدي ينحني ليلتقط الإصبع، كما لو كنت في جسد أستون، لكن الفرق أنني الآن داخل جسدي الحقيقي. جسدي الحقيقي. يدي ترتجف. شفتاي تنفرجان. أمسك السبابة المحنطة داخل يدي وأضعها على مضض على شفتي. لا أمضغ. أبتلعه كاملاً، العظم يكشط حلقي، يعلق للحظة قبل أن ينزلق إلى معدتي بصوت مقزز. أقف هناك في صمت، فمي جاف، والعرق يغمر ياقتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) يبتلعني الفراغ. تصرخ روحي، لكن لا صوت. هذه المرة، لا يدوم السواد طويلاً. ألوان، يستحيل تسميتها، تندفع إلى الرؤية. تتحول رؤيتي إلى جنون. أقف على سهل واسع، الأرض مرسومة بظلال لا ينبغي أن توجد. الضوء يحرق من كل اتجاه، لكنني لا أحمي عيني. لا أستطيع. لست في موضع السيطرة. متى كنت كذلك أصلاً؟. أنا نواة لشيء آخر، شيء أكرهه. لكن الجلد حولي مألوف بشكل مرعب. إنه أنا. أو كان.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات