الفصل 78: سيباستيان (4)
أقف هناك في الغرفة المظلمة، خلفها، أشاهدها وهي تتراجع وتتركني وحيداً، لا لهب ناتج عن ورق ينير الغرفة، على عكس دخول أستون. الضوء الوحيد يأتي من شموع متناثرة، برتقالية متموجة، تلقي بظلال مشوهة على الجدران المتصدعة. يرتجف لهبها وكأنها تخاف الظلام أكثر مني. في مكان ما وراء هذه الجدران، أسمع الصبي يصرخ. صوته عالٍ وممزق، يتكسر بالخوف. لكنه ليس الوحيد. هناك أصوات أخرى—أكبر، أصغر، ذكور، إناث—تولول في بؤس متداخل كجوقة من الملعونين. وأنا أكره نفسي.
يسيل العرق على خدي. ينتفض رأسي مرة أخرى، كاشطاً رقبتي حتى الاحمرار. تحترق النيران الزرقاء للموقد في رؤيتي الجانبية، بينما تحمل مدخنة الدخان للخارج. باردة للنظر، لكنني أعلم أنها أكثر سخونة من الجحيم نفسه. ينبض جانبي الأيمن، ليس فقط بالألم الشبحي لذراعي المفقودة، بل بوجع معرفة أن ذلك الطفل يُلكم الآن. مرة. مرتين. يصرخ، وأنظر للخلف. جين نصف ناهض من كرسيه مجدداً. أهز رأسي. لا تفعل. يتجمد ويفهم. إنه يعلم ما سيحدث لو فقدت أعصابي. ستكون مذبحة. أنا، جين، تشام. سينتهي بنا المطاف جميعاً ورؤوسنا معلقة على رماح، وبالتأكيد، سأصطحب القليل من هؤلاء الزرق معي. لكن ذلك عزاء صغير. وأنا أمشي، أنظر عبر الغرفة كأنني عدت لكافيتيريا المدرسة. عندما كان كل شيء طبيعياً. عندما كنت أمشي مع رين خارج القاعة، يداً بيد. لم يهددنا أحد، لم تنتظرنا وحوش بمعاطف زرقاء لتذبحنا كنوع من الرياضة. والآن؟. بضع عشرات من الرجال، نصفهم على الأقل تتربع عاهرات على أحضانهم، ربعهم أو أقل من ذوي الدماء الزرقاء، والبقية من قومي، اللون الأحمر يحرق عروقهم، غضب وسخط لم يغادر أجسادهم بعد. المزيد يراقبون من الطابق الثاني، ظلال تنحني فوق السياج. سيكون حمام دم. أفكر مرة أخرى، متخيلاً من منهم سيموت أولاً، وكم سأتمكن من إسقاطهم قبل أن يخترقني الرصاص.
أقف هناك في الغرفة المظلمة، خلفها، أشاهدها وهي تتراجع وتتركني وحيداً، لا لهب ناتج عن ورق ينير الغرفة، على عكس دخول أستون. الضوء الوحيد يأتي من شموع متناثرة، برتقالية متموجة، تلقي بظلال مشوهة على الجدران المتصدعة. يرتجف لهبها وكأنها تخاف الظلام أكثر مني. في مكان ما وراء هذه الجدران، أسمع الصبي يصرخ. صوته عالٍ وممزق، يتكسر بالخوف. لكنه ليس الوحيد. هناك أصوات أخرى—أكبر، أصغر، ذكور، إناث—تولول في بؤس متداخل كجوقة من الملعونين. وأنا أكره نفسي.
لا أشكر ساقي الجبانتين. بل أمقتهما لطاعتهما العمياء. لكنهما تحملانني على أي حال، وصولاً إلى البار. الساقي هناك. بجانبه، امرأة ذات مظهر جليدي خلف المنضدة. تملأ كوب بيرة ضخماً، وتراقبني بفضول صريح. تنتقل عيناها إلى كمي الفارغ. أشعر بأسناني تطحن، ورأسي لا يزال يلتوي قليلاً للجانب كأنني نصف مكسور. لكن الأمر ليس واضحاً جداً، وإلا لنظرت إلى وجهي وليس إلى ذراعي المفقودة. أزفر عبر أنف متسع، أبدو كرجل يتعافى من الإدمان بعد أيام من تعاطي المخدرات. “ويسكي أفيلوري واحد. قشة. كحول إضافي.” تنزلق الكلمات قبل حتى أن أفكر فيها. تتجمد، وينعقد حاجباها. “ماذا؟” لقد سمعتني. هي تعلم أنها سمعتني. لكنها لا تفهم. يتوقف قلبي عن النبض، لكن فمي يستمر. “نسينا شيئاً مهماً،” أقول. صوتي يبدو هادئاً، مهذباً تقريباً. “هل يمكنني أخذه معي مرة أخرى؟”. لا تحيد عيناي عن عينيها حتى تلعق شفتيها ببطء. شفاه زرقاء. وكأن آخر ذرة دفء قد استنزفت منها. “حسناً،” تقول، وهي تدير جسدها بعيداً عني.
يسيل العرق على خدي. ينتفض رأسي مرة أخرى، كاشطاً رقبتي حتى الاحمرار. تحترق النيران الزرقاء للموقد في رؤيتي الجانبية، بينما تحمل مدخنة الدخان للخارج. باردة للنظر، لكنني أعلم أنها أكثر سخونة من الجحيم نفسه. ينبض جانبي الأيمن، ليس فقط بالألم الشبحي لذراعي المفقودة، بل بوجع معرفة أن ذلك الطفل يُلكم الآن. مرة. مرتين. يصرخ، وأنظر للخلف. جين نصف ناهض من كرسيه مجدداً. أهز رأسي. لا تفعل. يتجمد ويفهم. إنه يعلم ما سيحدث لو فقدت أعصابي. ستكون مذبحة. أنا، جين، تشام. سينتهي بنا المطاف جميعاً ورؤوسنا معلقة على رماح، وبالتأكيد، سأصطحب القليل من هؤلاء الزرق معي. لكن ذلك عزاء صغير. وأنا أمشي، أنظر عبر الغرفة كأنني عدت لكافيتيريا المدرسة. عندما كان كل شيء طبيعياً. عندما كنت أمشي مع رين خارج القاعة، يداً بيد. لم يهددنا أحد، لم تنتظرنا وحوش بمعاطف زرقاء لتذبحنا كنوع من الرياضة. والآن؟. بضع عشرات من الرجال، نصفهم على الأقل تتربع عاهرات على أحضانهم، ربعهم أو أقل من ذوي الدماء الزرقاء، والبقية من قومي، اللون الأحمر يحرق عروقهم، غضب وسخط لم يغادر أجسادهم بعد. المزيد يراقبون من الطابق الثاني، ظلال تنحني فوق السياج. سيكون حمام دم. أفكر مرة أخرى، متخيلاً من منهم سيموت أولاً، وكم سأتمكن من إسقاطهم قبل أن يخترقني الرصاص.
تسحبني الغريزة خلفها، يترنح كتفي مثل سمكة فوق بحر عاصف. يزهر الألم عبر الجذع حيث يجب أن تكون ذراعي، نيئاً كجرح جديد، يطرق بالتزامن مع نبضي المسعور. أريد أن أتوقف، أن أمسكه وأصرخ من الألم، لكنني لا أستطيع. تتحرك ساقاي دون إذني، جسدي مغلق عن إرادتي، وعاء بالكاد أسكنه. أنا لست نفسي. أتعرق. أتنفس. أمشي. أنا حي، لكنني أشعر كأنني جثة أكثر من كوني رجلاً. هناك طعم نحاسي للدم على لساني، لزج وحلو كحلوى رخيصة، حديد وسكر وذكريات. رائحة اللحم المحروق في الهواء تجعلني أفكر بسخافة في حفلات الشواء الطفولية مع رين في الصيف، وكيف كنا نضحك حتى والنيران تزأر وتطهو اللحم. تتقلص معدتي عند تلك الذكرى، دفئها الآن سخرية في هذا المكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أقف هناك في الغرفة المظلمة، خلفها، أشاهدها وهي تتراجع وتتركني وحيداً، لا لهب ناتج عن ورق ينير الغرفة، على عكس دخول أستون. الضوء الوحيد يأتي من شموع متناثرة، برتقالية متموجة، تلقي بظلال مشوهة على الجدران المتصدعة. يرتجف لهبها وكأنها تخاف الظلام أكثر مني. في مكان ما وراء هذه الجدران، أسمع الصبي يصرخ. صوته عالٍ وممزق، يتكسر بالخوف. لكنه ليس الوحيد. هناك أصوات أخرى—أكبر، أصغر، ذكور، إناث—تولول في بؤس متداخل كجوقة من الملعونين. وأنا أكره نفسي.
الفصل 78: سيباستيان (4)
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) تسحبني الغريزة خلفها، يترنح كتفي مثل سمكة فوق بحر عاصف. يزهر الألم عبر الجذع حيث يجب أن تكون ذراعي، نيئاً كجرح جديد، يطرق بالتزامن مع نبضي المسعور. أريد أن أتوقف، أن أمسكه وأصرخ من الألم، لكنني لا أستطيع. تتحرك ساقاي دون إذني، جسدي مغلق عن إرادتي، وعاء بالكاد أسكنه. أنا لست نفسي. أتعرق. أتنفس. أمشي. أنا حي، لكنني أشعر كأنني جثة أكثر من كوني رجلاً. هناك طعم نحاسي للدم على لساني، لزج وحلو كحلوى رخيصة، حديد وسكر وذكريات. رائحة اللحم المحروق في الهواء تجعلني أفكر بسخافة في حفلات الشواء الطفولية مع رين في الصيف، وكيف كنا نضحك حتى والنيران تزأر وتطهو اللحم. تتقلص معدتي عند تلك الذكرى، دفئها الآن سخرية في هذا المكان.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات