الفصل 76: سيباستيان (2)
تتقلص معدتي كما حدث مرات عديدة. مهما رأيت، جسدي لن يعتاد على هذا، وربما لن يعتاد أبداً. قد يكون في عمر والدي. أصلع، مع خصلات محروقة فقط تتشبث بفروة رأسه. يتقشر جلده في طبقات تشبه الصدأ، اللون البني المحروق يفسح المجال للحم النيء، ويسقط على الأرض كقصاصات رطبة. سيموت. قريباً.
أنظر إلى الجانب. هناك امرأة، من ذوي الدماء الحمراء مثلي. تتكئ على ذراع الرجل السمين وكأنها لم تعد تشعر بوجوده. لا دموع. عيناها محيطان فارغان؛ كل الغضب والأمل تبخر في عاصفة مرت منذ زمن طويل. مجرد قبول. إنها في مثل سني. وعلى مسافة أبعد، هناك طفل.
نحن نتعرق بشدة؛ الحرارة هنا ستفسد تنكرنا في دقائق. أستطيع الشعور بذلك، جبهتي زلقة، وأنا متأكد من أنني بدأت أبدو مثيراً للريبة. تتجول عيناي، وتضع امرأة زرقاء ثلاثة مشروبات على طاولتنا. لا أشكرها، لا أستطيع حتى النظر إليها. نجلس في صمت، نحاول أن نكون غير مرئيين وسط مجموعات الزبائن الأخرى، الضائعين في جحيمهم وخيالاتهم الخاصة.
أمرر لساني على باطن خدي، وأعض حتى أتذوق الدم. كمي الأيسر مبتل داخل قبضتي. أما كمي الأيمن فيتدلى فارغاً من جسدي، وتغطي ياقتي العلامة المحروقة، ذلك التذكير الدائم بما أنا عليه بالنسبة لهم. جين وتشام يفعلان مثلي، قمصانهما مرتبة بعناية لإخفاء علاماتهم.
“لماذا؟” يهمس جين، صوته منخفض وخطير. أستطيع رؤية العروق نافرة في رقبته، والعرق يسيل في جداول على وجهه. أحدق فيه حتى يتوقف، وهو يتنفس بثقل. “توقف،” أتمتم. “المكياج…”. تتوسع فتحات أنفه، لكنه يكبح غضبه.
“لماذا؟” يهمس جين، صوته منخفض وخطير. أستطيع رؤية العروق نافرة في رقبته، والعرق يسيل في جداول على وجهه. أحدق فيه حتى يتوقف، وهو يتنفس بثقل. “توقف،” أتمتم. “المكياج…”. تتوسع فتحات أنفه، لكنه يكبح غضبه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أراقب تشام. إنه لا يشرب، فقط يحدق فوق حافة كأسه وكأنه يريد أن يختفي. تختلج يدي اليمنى—إلا أنها ليست هناك. تومض، ذلك الطرف الشبحي، وأحاول الإمساك بمشروب تشام بها كالأحمق. أتذكر. لقد ذهبت. أصر على أسناني، وأزيح جسدي، أخرقاً ككلب كسيح، وأمد يدي اليسرى بدلاً من ذلك. أنا الآن نصف مستدير بعيداً عن جين، لا أراقبه. الجليد البارد يقبل كفي عندما أمسك بالكأس أخيراً. بالكاد أدرك ذلك، لأنه في تلك اللحظة ينفجر جين من كرسيه ويضرب يديه على طاولتنا بقوة. تتجمد الغرفة بأكملها، ويكشط كرسيه الخلف بصرخة مروعة، صرخة تقطع الدخان العفن والضحكات المكتومة. كل عين في المكان تتجه نحونا.
نحن نتعرق بشدة؛ الحرارة هنا ستفسد تنكرنا في دقائق. أستطيع الشعور بذلك، جبهتي زلقة، وأنا متأكد من أنني بدأت أبدو مثيراً للريبة. تتجول عيناي، وتضع امرأة زرقاء ثلاثة مشروبات على طاولتنا. لا أشكرها، لا أستطيع حتى النظر إليها. نجلس في صمت، نحاول أن نكون غير مرئيين وسط مجموعات الزبائن الأخرى، الضائعين في جحيمهم وخيالاتهم الخاصة.
أمسك بالمشروب وأتجرعه في رشفة واحدة وحشية. برودة، ثم حرارة. يشق الكحول طريقه حارقاً إلى معدتي، يخدّرني لثانية مباركة. أفرغ كأسي دفعة واحدة، الطعم المر يحرق حلقي. في المقابل، تشتد أصابع جين حول كأسه بقوة لدرجة أنني أعتقد أنه قد يتحطم. للحظة، أريد أن ينكسر الكأس—سيلطخ دمه هذه الطاولة المليئة بالبول، ليظهر للجميع حقيقته. حقيقتنا. لكنه يتراجع، وتتصدع حافة الكأس بصوت خافت قبل أن يرخي قبضته.
عبر الغرفة، يستمر العرض الحقيقي. لم أره في المرة السابقة، ربما لم ينظر إليه أستون. ربما تجاهله كما فعلت أنا قبل لحظات، أو ربما لم يكن العرض جارياً في ذلك اليوم. لكنني أراه الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أراقب تشام. إنه لا يشرب، فقط يحدق فوق حافة كأسه وكأنه يريد أن يختفي. تختلج يدي اليمنى—إلا أنها ليست هناك. تومض، ذلك الطرف الشبحي، وأحاول الإمساك بمشروب تشام بها كالأحمق. أتذكر. لقد ذهبت. أصر على أسناني، وأزيح جسدي، أخرقاً ككلب كسيح، وأمد يدي اليسرى بدلاً من ذلك. أنا الآن نصف مستدير بعيداً عن جين، لا أراقبه. الجليد البارد يقبل كفي عندما أمسك بالكأس أخيراً. بالكاد أدرك ذلك، لأنه في تلك اللحظة ينفجر جين من كرسيه ويضرب يديه على طاولتنا بقوة. تتجمد الغرفة بأكملها، ويكشط كرسيه الخلف بصرخة مروعة، صرخة تقطع الدخان العفن والضحكات المكتومة. كل عين في المكان تتجه نحونا.
رجل عجوز يتدلى رأساً على عقب، مربوطاً من كاحليه، يدور ببطء، مثل جائزة كرنفال بشعة. جسده يرتخي، وجلده مليء بالحروق والجروح والكدمات الأرجوانية السوداء التي تبرز كاتهامات تحت الضوء الأزرق. “تـ-توقفوا!” يصرخ، وصوته متقطع. لكنهم لا يتوقفون. أحدهم يحمل قضيباً معدنيًا، ويضغطه على صدره. هسهسة، ورائحة اللحم المحروق تتدفق عبر الغرفة مثل دخان نتن.
“لماذا؟” يهمس جين، صوته منخفض وخطير. أستطيع رؤية العروق نافرة في رقبته، والعرق يسيل في جداول على وجهه. أحدق فيه حتى يتوقف، وهو يتنفس بثقل. “توقف،” أتمتم. “المكياج…”. تتوسع فتحات أنفه، لكنه يكبح غضبه.
تتقلص معدتي كما حدث مرات عديدة. مهما رأيت، جسدي لن يعتاد على هذا، وربما لن يعتاد أبداً. قد يكون في عمر والدي. أصلع، مع خصلات محروقة فقط تتشبث بفروة رأسه. يتقشر جلده في طبقات تشبه الصدأ، اللون البني المحروق يفسح المجال للحم النيء، ويسقط على الأرض كقصاصات رطبة. سيموت. قريباً.
تتقلص معدتي كما حدث مرات عديدة. مهما رأيت، جسدي لن يعتاد على هذا، وربما لن يعتاد أبداً. قد يكون في عمر والدي. أصلع، مع خصلات محروقة فقط تتشبث بفروة رأسه. يتقشر جلده في طبقات تشبه الصدأ، اللون البني المحروق يفسح المجال للحم النيء، ويسقط على الأرض كقصاصات رطبة. سيموت. قريباً.
أعض على خدي بقوة أكبر. ليس فقط بدافع الغضب. ذراعي تصرخ ألماً. العلامة تنبض في الحرارة، كل دقة قلب ترسل موجة أخرى من الألم خلالي، وكأنها تتذكر ما هي. أشعر بالعرق ينسكب أسفل عمودي الفقري. الأصوات حولنا تعلو، ترتفع في نشوة السكر والقسوة. أنظر إلى يدي في ذعر. هل لا تزال زرقاء؟ هل الصبغة متماسكة؟. أفرك مفاصل أصابعي، محارباً الرغبة في كشط اللون.
“لماذا؟” يهمس جين، صوته منخفض وخطير. أستطيع رؤية العروق نافرة في رقبته، والعرق يسيل في جداول على وجهه. أحدق فيه حتى يتوقف، وهو يتنفس بثقل. “توقف،” أتمتم. “المكياج…”. تتوسع فتحات أنفه، لكنه يكبح غضبه.
أمسك بالمشروب وأتجرعه في رشفة واحدة وحشية. برودة، ثم حرارة. يشق الكحول طريقه حارقاً إلى معدتي، يخدّرني لثانية مباركة. أفرغ كأسي دفعة واحدة، الطعم المر يحرق حلقي. في المقابل، تشتد أصابع جين حول كأسه بقوة لدرجة أنني أعتقد أنه قد يتحطم. للحظة، أريد أن ينكسر الكأس—سيلطخ دمه هذه الطاولة المليئة بالبول، ليظهر للجميع حقيقته. حقيقتنا. لكنه يتراجع، وتتصدع حافة الكأس بصوت خافت قبل أن يرخي قبضته.
نحن نتعرق بشدة؛ الحرارة هنا ستفسد تنكرنا في دقائق. أستطيع الشعور بذلك، جبهتي زلقة، وأنا متأكد من أنني بدأت أبدو مثيراً للريبة. تتجول عيناي، وتضع امرأة زرقاء ثلاثة مشروبات على طاولتنا. لا أشكرها، لا أستطيع حتى النظر إليها. نجلس في صمت، نحاول أن نكون غير مرئيين وسط مجموعات الزبائن الأخرى، الضائعين في جحيمهم وخيالاتهم الخاصة.
أراقب تشام. إنه لا يشرب، فقط يحدق فوق حافة كأسه وكأنه يريد أن يختفي. تختلج يدي اليمنى—إلا أنها ليست هناك. تومض، ذلك الطرف الشبحي، وأحاول الإمساك بمشروب تشام بها كالأحمق. أتذكر. لقد ذهبت. أصر على أسناني، وأزيح جسدي، أخرقاً ككلب كسيح، وأمد يدي اليسرى بدلاً من ذلك. أنا الآن نصف مستدير بعيداً عن جين، لا أراقبه. الجليد البارد يقبل كفي عندما أمسك بالكأس أخيراً. بالكاد أدرك ذلك، لأنه في تلك اللحظة ينفجر جين من كرسيه ويضرب يديه على طاولتنا بقوة. تتجمد الغرفة بأكملها، ويكشط كرسيه الخلف بصرخة مروعة، صرخة تقطع الدخان العفن والضحكات المكتومة. كل عين في المكان تتجه نحونا.
أمسك بالمشروب وأتجرعه في رشفة واحدة وحشية. برودة، ثم حرارة. يشق الكحول طريقه حارقاً إلى معدتي، يخدّرني لثانية مباركة. أفرغ كأسي دفعة واحدة، الطعم المر يحرق حلقي. في المقابل، تشتد أصابع جين حول كأسه بقوة لدرجة أنني أعتقد أنه قد يتحطم. للحظة، أريد أن ينكسر الكأس—سيلطخ دمه هذه الطاولة المليئة بالبول، ليظهر للجميع حقيقته. حقيقتنا. لكنه يتراجع، وتتصدع حافة الكأس بصوت خافت قبل أن يرخي قبضته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أراقب تشام. إنه لا يشرب، فقط يحدق فوق حافة كأسه وكأنه يريد أن يختفي. تختلج يدي اليمنى—إلا أنها ليست هناك. تومض، ذلك الطرف الشبحي، وأحاول الإمساك بمشروب تشام بها كالأحمق. أتذكر. لقد ذهبت. أصر على أسناني، وأزيح جسدي، أخرقاً ككلب كسيح، وأمد يدي اليسرى بدلاً من ذلك. أنا الآن نصف مستدير بعيداً عن جين، لا أراقبه. الجليد البارد يقبل كفي عندما أمسك بالكأس أخيراً. بالكاد أدرك ذلك، لأنه في تلك اللحظة ينفجر جين من كرسيه ويضرب يديه على طاولتنا بقوة. تتجمد الغرفة بأكملها، ويكشط كرسيه الخلف بصرخة مروعة، صرخة تقطع الدخان العفن والضحكات المكتومة. كل عين في المكان تتجه نحونا.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات