الفصل 19: التنكر (2)
“لكن لماذا؟” أسأل، وصوتي موزون. “لكي تثق بي.” يقابل نظرتي. “وبالخضر.” لم أتوقع ذلك، لكن عيني تلمعان. أريد توبيخ نفسي على ذلك، لكنني أكتفي بالبلع عند رؤية الأخضر النابض بالحياة. “إذاً، ما الذي تحتاجه بالضبط؟” ينعقد حاجباي، لكن عيني، مع ذلك، تظلان مثبتتين على الأخضر النابض. تلمع عينا آرثر الزرقاوان— أشبه بعيني صياد سمك أمسك خيطه أخيراً بشيء ثمين. “ثلاثون ألف إيلي. أبواغ الحقيقة. بذور السرعوف. خوخ الرغبة. وأعشاب الترياق الشافي. عشرات من كل نوع. في المقابل، سيزودوننا بصيغ تصل إلى الدم البنفسجي، بالإضافة إلى قطع أثرية من الدرجة الرابعة.”
البرتقاليون أقوياء، نعم. لكنهم ليسوا رقيقين. هم مخلوقون للحرب. نادراً ما يملكون مطاعم. ومع ذلك، في المخطط الكبير للأشياء، هم يقفون فوقنا. في الوقت الحالي. نحن فاتحون للشهية جداً بالنسبة لهم أيضاً، لكن مقابل الحفاظ على البنية التحتية وكل ما يأتي معها، يتركوننا في سلام. في المقابل، يُسمح لهم بالحكم علينا كملوك وقيادة جيوشنا. أشعر بضلوعي تضغط على رئتي، ثم الطريقة التي تمتلئ بها رئتاي بالهواء مرة أخرى. “حسناً إذن، أستون، استمتع.” يظهر لي لثته المصبوغة بالبرتقالي في ابتسامة عريضة تحت لحيته بلون المشمش. أومئ له للحظة وجيزة، بخضوع طفيف، قبل أن أخطو عائداً إلى الغرفة ورأسي مرفوع عالياً. يُقفل الباب خلفي.
“كيف عرفت؟” أسأل، رغم أن الإجابة واضحة. “الدم.” يبتسم، كاشفاً عن ومضة من الأزرق. “الدم؟” أكرر، ونظراتي عالقة على خطوط الضحك والغمازات البريئة التي تجعد وجهه. يرفع يديه الزرقاوين المتلألئتين أمام شعار عائلته ويبصق في وعاء، غاسلاً فمه بكوب من الماء. “تلقيت صيغة أقل مقدماً.” عيناه الزرقاوان الشاحبتان تثبتان على عيني. “لا، ليس حقاً مقدماً—أكثر كوسيلة لطمأنتي على صدقهم. المستقلون، أعني.” أدرسه للحظة. “فقط نادهم بالخضر،” أقول، مطلقاً تنهيدة متواضعة وأنا ألتقط أدوات المائدة الخاصة بي. آرثر فون لوينهرز، ابن عائلة لوينهرز، التي تنتشر بنوكها عبر كل إليسيا، يقلد حركاتي.
الغرفة صامتة. الغرفة باردة. لا ضوء شمس، فقط توهج ثريا تطفو عالياً في الأعلى. ثلاثة من الجدران الأربعة مزينة بورق حائط بنقوش زرقاء وبرتقالية؛ الرابع مصنوع بالكامل من الزجاج، كاشفاً عن منظر للمباني المقابلة والشارع العريض الذي يقطع خلالها. الشوارع هنا هي الأعرض في كل زينتريا. ألقي نظرة على الأبراج الداكنة للمباني التي تخترق السماء الفيروزية العكرة. “ستمطر.” رجل أشقر، يحمل شبهاً مذهلاً بي، يخاطبني ويداه متشابكتان وهو يجلس على طاولة الطعام. الفرق الوحيد بيننا هو النعومة الطفيفة في أنفه واستدارة وجهه.
إنه في منتصف الثلاثينيات، يكبرني بحوالي عشر سنوات. كلانا لا يزال كالجراء. مقارنة بالحمر، نحن بالكاد مراهقون، نظراً لمتوسط عمرنا البالغ مائتي عام. أعقد حاجبي وأنا آخذ مقعداً، خالعاً قفازاتي الجليدية وتاركاً الأحجار البرتقالية على مفاصل أصابعي تعكس ضوء الثريا.
إنه في منتصف الثلاثينيات، يكبرني بحوالي عشر سنوات. كلانا لا يزال كالجراء. مقارنة بالحمر، نحن بالكاد مراهقون، نظراً لمتوسط عمرنا البالغ مائتي عام. أعقد حاجبي وأنا آخذ مقعداً، خالعاً قفازاتي الجليدية وتاركاً الأحجار البرتقالية على مفاصل أصابعي تعكس ضوء الثريا.
“كيف عرفت؟” أسأل، رغم أن الإجابة واضحة. “الدم.” يبتسم، كاشفاً عن ومضة من الأزرق. “الدم؟” أكرر، ونظراتي عالقة على خطوط الضحك والغمازات البريئة التي تجعد وجهه. يرفع يديه الزرقاوين المتلألئتين أمام شعار عائلته ويبصق في وعاء، غاسلاً فمه بكوب من الماء. “تلقيت صيغة أقل مقدماً.” عيناه الزرقاوان الشاحبتان تثبتان على عيني. “لا، ليس حقاً مقدماً—أكثر كوسيلة لطمأنتي على صدقهم. المستقلون، أعني.” أدرسه للحظة. “فقط نادهم بالخضر،” أقول، مطلقاً تنهيدة متواضعة وأنا ألتقط أدوات المائدة الخاصة بي. آرثر فون لوينهرز، ابن عائلة لوينهرز، التي تنتشر بنوكها عبر كل إليسيا، يقلد حركاتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “الخضر…” يكرر الكلمة بلمحة من الازدراء. يقطع شريحة اللحم الرائعة، الزرقاء الشاحبة، تماماً كما أفعل. “… لديهم صيغة أقل لك أيضاً.” في اللحظة التي ينهي فيها جملته ويأخذ قضمة من اللحم الأزرق—تماماً كما أفعل—يبدأ المطر بالطرق على الزجاج. أولاً، بضع قطرات. ثم، طوفان. “قد يكون الخضر حقيرين،” يتابع آرثر، وصوته هادئ، “الأكثر وحشية وغدراً من بين جميع السلالات. لكن الذين سأعرفك عليهم مختلفون.” يبتسم لي، بلا خبث. أشاهد المطر ينهمر، العاصفة ظهرت من العدم في ثوانٍ معدودة. يبدو المطعم وكأنه مغمور بالماء. اللحم الأزرق في فمي حلو، يتفوق كثيراً على أي لحم أحمر في الجودة. “وأي نوع من الصيغ ستكون تلك؟” أسأل، وعيناي تلمعان بالرضا وأنا أغرس شوكتي في قطعة من الهليون. أتوقف وأنا أرى فمه ينفرج قليلاً. “وماذا تلقيت أنت؟” يقهقه على استجوابي. “مباشر جداً، أستون؟ لكن حسناً. إنها تمنح لمحة عن المستقبل. بشكل أدق، الصيغة مركبة بحيث أستطيع إدراك الظواهر الطبيعية قبل حدوثها.” يتوقف، متجاوزاً الخضار المر لصالح المزيد من اللحم.
“الخضر…” يكرر الكلمة بلمحة من الازدراء. يقطع شريحة اللحم الرائعة، الزرقاء الشاحبة، تماماً كما أفعل. “… لديهم صيغة أقل لك أيضاً.” في اللحظة التي ينهي فيها جملته ويأخذ قضمة من اللحم الأزرق—تماماً كما أفعل—يبدأ المطر بالطرق على الزجاج. أولاً، بضع قطرات. ثم، طوفان. “قد يكون الخضر حقيرين،” يتابع آرثر، وصوته هادئ، “الأكثر وحشية وغدراً من بين جميع السلالات. لكن الذين سأعرفك عليهم مختلفون.” يبتسم لي، بلا خبث. أشاهد المطر ينهمر، العاصفة ظهرت من العدم في ثوانٍ معدودة. يبدو المطعم وكأنه مغمور بالماء. اللحم الأزرق في فمي حلو، يتفوق كثيراً على أي لحم أحمر في الجودة. “وأي نوع من الصيغ ستكون تلك؟” أسأل، وعيناي تلمعان بالرضا وأنا أغرس شوكتي في قطعة من الهليون. أتوقف وأنا أرى فمه ينفرج قليلاً. “وماذا تلقيت أنت؟” يقهقه على استجوابي. “مباشر جداً، أستون؟ لكن حسناً. إنها تمنح لمحة عن المستقبل. بشكل أدق، الصيغة مركبة بحيث أستطيع إدراك الظواهر الطبيعية قبل حدوثها.” يتوقف، متجاوزاً الخضار المر لصالح المزيد من اللحم.
“لكن لماذا؟” أسأل، وصوتي موزون. “لكي تثق بي.” يقابل نظرتي. “وبالخضر.” لم أتوقع ذلك، لكن عيني تلمعان. أريد توبيخ نفسي على ذلك، لكنني أكتفي بالبلع عند رؤية الأخضر النابض بالحياة. “إذاً، ما الذي تحتاجه بالضبط؟” ينعقد حاجباي، لكن عيني، مع ذلك، تظلان مثبتتين على الأخضر النابض. تلمع عينا آرثر الزرقاوان— أشبه بعيني صياد سمك أمسك خيطه أخيراً بشيء ثمين. “ثلاثون ألف إيلي. أبواغ الحقيقة. بذور السرعوف. خوخ الرغبة. وأعشاب الترياق الشافي. عشرات من كل نوع. في المقابل، سيزودوننا بصيغ تصل إلى الدم البنفسجي، بالإضافة إلى قطع أثرية من الدرجة الرابعة.”
“أنت، مع ذلك، ستتلقى شيئاً أفضل بكثير. القدرة على التنكر. ادعى الخضر أن لديهم فقط هاتين الصيغتين المتاحتين. خذ—” يمضغ آرثر برضا شريحة اللحم الزرقاء وهو يدحرج حاوية نحوي. قارورة، حقنة. تتسع عيناي عند رؤيتها. تحت الطاولة، تتوتر ساقاي. “صيغة؟” أسأل، متشككاً أكثر من ذي قبل، جالباً يديّ إلى ذقني وواضعاً جانباً أدوات المائدة والصحن. تحتوي الحقنة على دم أخضر، سائله يدور داخل الحقنة. “إنها مدمجة مع عشرين بالمائة دم أزرق وعشرة بالمائة دم برتقالي،” يصرح آرثر بنبرة رتيبة، رغم أن ابتسامته لا تتلاشى. “ومزيج معين من الأعشاب مصمم لتحفيز تغيير الشكل.” تبدأ ابتسامتي بالتشكل ببطء. عادة، القدرات الممنوحة بالدم عشوائية. الجميع يتفاعل بشكل مختلف، مما يؤدي إلى احتمالات لا حصر لها. لكن مع مكونات دقيقة وأعشاب نادرة، يمكن للمرء التلاعب بالقوة السحرية التي تجري في عروقنا، وتشكيلها لتحقيق نتائج محددة. وإذا كان هذا صحيحاً—إذا كانت هذه الصيغة حقيقية—ففي يدي يكمن شيء يساوي حياً كاملاً من مدينة. نادر. وثمين.
إنه في منتصف الثلاثينيات، يكبرني بحوالي عشر سنوات. كلانا لا يزال كالجراء. مقارنة بالحمر، نحن بالكاد مراهقون، نظراً لمتوسط عمرنا البالغ مائتي عام. أعقد حاجبي وأنا آخذ مقعداً، خالعاً قفازاتي الجليدية وتاركاً الأحجار البرتقالية على مفاصل أصابعي تعكس ضوء الثريا.
“لكن لماذا؟” أسأل، وصوتي موزون. “لكي تثق بي.” يقابل نظرتي. “وبالخضر.” لم أتوقع ذلك، لكن عيني تلمعان. أريد توبيخ نفسي على ذلك، لكنني أكتفي بالبلع عند رؤية الأخضر النابض بالحياة. “إذاً، ما الذي تحتاجه بالضبط؟” ينعقد حاجباي، لكن عيني، مع ذلك، تظلان مثبتتين على الأخضر النابض. تلمع عينا آرثر الزرقاوان— أشبه بعيني صياد سمك أمسك خيطه أخيراً بشيء ثمين. “ثلاثون ألف إيلي. أبواغ الحقيقة. بذور السرعوف. خوخ الرغبة. وأعشاب الترياق الشافي. عشرات من كل نوع. في المقابل، سيزودوننا بصيغ تصل إلى الدم البنفسجي، بالإضافة إلى قطع أثرية من الدرجة الرابعة.”
إنه في منتصف الثلاثينيات، يكبرني بحوالي عشر سنوات. كلانا لا يزال كالجراء. مقارنة بالحمر، نحن بالكاد مراهقون، نظراً لمتوسط عمرنا البالغ مائتي عام. أعقد حاجبي وأنا آخذ مقعداً، خالعاً قفازاتي الجليدية وتاركاً الأحجار البرتقالية على مفاصل أصابعي تعكس ضوء الثريا.
الغرفة صامتة. الغرفة باردة. لا ضوء شمس، فقط توهج ثريا تطفو عالياً في الأعلى. ثلاثة من الجدران الأربعة مزينة بورق حائط بنقوش زرقاء وبرتقالية؛ الرابع مصنوع بالكامل من الزجاج، كاشفاً عن منظر للمباني المقابلة والشارع العريض الذي يقطع خلالها. الشوارع هنا هي الأعرض في كل زينتريا. ألقي نظرة على الأبراج الداكنة للمباني التي تخترق السماء الفيروزية العكرة. “ستمطر.” رجل أشقر، يحمل شبهاً مذهلاً بي، يخاطبني ويداه متشابكتان وهو يجلس على طاولة الطعام. الفرق الوحيد بيننا هو النعومة الطفيفة في أنفه واستدارة وجهه.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات