الفصل 17: وحيد (3)
الفصل 17: وحيد (3)
يتوقف نفسي بينما تثبت نظراتي على فم مفتوح. عينا الجثة اختفتا. مفرغة، لم يتبق سوى فجوات سوداء. يبرز لسان أحمر بشكل مشوه من التجويف حيث يجب أن يكون الأنف. تضطرب معدتي. أتقيأ. لا شيء يخرج. أتقيأ مرة أخرى. تضغط يداي على الجثة. على أحشائها. تغوص أصابعي في اللحم، في الأعضاء، في دم دافئ ولزج. أتنفس بسرعة. قلبي يدق. يداي ترتجفان. شعره مثل شعري. أشقر. الشيء الوحيد المتبقي منه. إنه مشوه. ساقاه—اختفتا. جذعه—مشقوق، أحشاؤه مكشوطة للخارج، مبعثرة عبر صدره كعرض بشع.
إنه رين. مهما كان مشوهاً، أنا أعرفه. شفتاه الحمراوان الممتلئتان، اللتان كانتا تشبهان شفتي، الآن شاحبتان، جافتان، متشققتان. إنه أخي الصغير. وهو يرقد هنا تماماً كما تخيلت—مقطع الأوصال، معذب، منتهك. 581 صرخة. كل واحدة محفورة في هذه الجروح. لا دموع تغادر عيني—فقط دم. أحدق فيه، بلا حراك، بينما يضغط ثقل العالم على كتفي. كنت أعرف أنه مات. كنت أعرف أنه سيعذب. أزفر بحدة، غير قادر على استيعاب ما يكمن أمامي. ومع ذلك، كنت قد أملت أن يموت بسرعة. لا—بل كنت أتشبث بالأمل الأحمق في أنه قد ينجو.
إنه رين. مهما كان مشوهاً، أنا أعرفه. شفتاه الحمراوان الممتلئتان، اللتان كانتا تشبهان شفتي، الآن شاحبتان، جافتان، متشققتان. إنه أخي الصغير. وهو يرقد هنا تماماً كما تخيلت—مقطع الأوصال، معذب، منتهك. 581 صرخة. كل واحدة محفورة في هذه الجروح. لا دموع تغادر عيني—فقط دم. أحدق فيه، بلا حراك، بينما يضغط ثقل العالم على كتفي. كنت أعرف أنه مات. كنت أعرف أنه سيعذب. أزفر بحدة، غير قادر على استيعاب ما يكمن أمامي. ومع ذلك، كنت قد أملت أن يموت بسرعة. لا—بل كنت أتشبث بالأمل الأحمق في أنه قد ينجو.
يقطر الدم أسفل رقبته المقطوعة، تبرز الفقرات من اللحم الممزق. لقد قطعوا رأسه. تتحرك حدقتاي بجنون، عاصرة المزيد من الدم من عيني، دموع قرمزية تتبعثر على خدي. يداي ترتجفان، حاملتين رأس أخي، تترنحان، غير مستقرتين—حتى تهبط يد على كتفي. أحدق في فراغ محاجر رين.
ألقي نظرة على الكتلة الحمراء الهامدة بين يدي. كان في الثامنة عشرة فقط. حياة كاملة أمامه—واحدة لن يحظى بها أبداً. زوجة، أطفال—الآن الأمر مستحيل. بسببي. أتحطم. يسحقني ثقل العالم. كنت متمسكاً بفتات من الأمل وسط هذا العالم المدمر، لكنه الآن قد مُحي تماماً. يطغى الألم على كل شيء—أكثر من فكي المتدلي، أكثر من العظام البارزة من يدي. أكثر من حبالي الصوتية الممزقة، ركبتي المشقوقتين. أكثر من أسابيع الجوع، والجفاف. لو كان ذلك يعني إعادة أخي، لتحملت كل ذلك لسنوات. لكن الأوان قد فات. وهذا ما يكسرني. ينهار عالمي. أسقط للأمام، بالكاد قادراً على إبقاء جسدي الضعيف منتصباً. أحوم فوق جثة أخي. عيناي الحمراوان مثبتتان على محاجره الفارغة. أنفي المعوج على بعد بوصات من أنفه المحشو باللسان. شفتاي المرتعشتان—الصامتتان—فوق شفتيه الهامدتين.
أنكسر. أتحطم عند المشهد السريالي له. منذ أشهر، أقللته من حفل تخرجه من المدرسة الثانوية. كان فخوراً جداً. واثقاً جداً بأنه سيجد وظيفة جيدة. بأنه سيساعدني. وفعل. حصل على وظيفة مكتبية، يتعامل مع الأوراق. هذا ما أخبرني به. لم أهتم سواء عمل أم لا. كنت سأدفع مقابل كل شيء. لكنه أصر. حصل على شقته الخاصة. عمل، حتى أنه أرسل لي المال. عمل أكثر، فخوراً بأنه أخيراً يرد لي ما فعلته لأجله طوال تلك السنوات. منذ شهر، كنا في السينما، نشاهد الجزء الأخير من سلسلة كان يحبها. لا زلت لا أتذكر اسمها. في الليلة التي سبقت رؤيتي، أكلنا البيتزا في شقته. ثم غادرت.
أنكسر. أتحطم عند المشهد السريالي له. منذ أشهر، أقللته من حفل تخرجه من المدرسة الثانوية. كان فخوراً جداً. واثقاً جداً بأنه سيجد وظيفة جيدة. بأنه سيساعدني. وفعل. حصل على وظيفة مكتبية، يتعامل مع الأوراق. هذا ما أخبرني به. لم أهتم سواء عمل أم لا. كنت سأدفع مقابل كل شيء. لكنه أصر. حصل على شقته الخاصة. عمل، حتى أنه أرسل لي المال. عمل أكثر، فخوراً بأنه أخيراً يرد لي ما فعلته لأجله طوال تلك السنوات. منذ شهر، كنا في السينما، نشاهد الجزء الأخير من سلسلة كان يحبها. لا زلت لا أتذكر اسمها. في الليلة التي سبقت رؤيتي، أكلنا البيتزا في شقته. ثم غادرت.
كان يجب أن أخبره. أخبره أن العالم سينتهي. أخبره عن رؤاي. كان ليصدقني. حتى لو لم يكن ذلك ليغير شيئاً. أحدق في محاجره الفارغة. تسحبني للداخل، مثل ثقوب سوداء. تضغط جبهتي على جبهته. يتسرب دمي إلى الفراغ حيث كانت عيناه ذات يوم. الأسبوع القادم، كان سيبلغ التاسعة عشرة. تضغط شفتاي الجافتان على جبهته الملطخة بالدم. تتشابك أصابعي في شعره الدهني المتلبد—الذي يشبه شعري كثيراً. أمسك به. لا أريد تركه. تمر الأنفاس. لا أعرف كم عددها. لكن ثقل العالم يسحقني أكثر مع كل واحد منها. أرتجف. أمسك رأسه بقوة أكبر. يفسح فكي المجال، ينزاح أكثر للداخل، يلتوي للجانب. الألم بعيد. أمسكه بقوة أكبر فقط. أخي الصغير. حتى أجلس منتصباً. عيناي مغلقتان. أتساءل لمَ يبدو وزنه خفيفاً جداً. رموشي الطويلة، المبللة بالدم، تظلم رؤيتي. أحمل رأسه. رأسه فقط.
يقطر الدم أسفل رقبته المقطوعة، تبرز الفقرات من اللحم الممزق. لقد قطعوا رأسه. تتحرك حدقتاي بجنون، عاصرة المزيد من الدم من عيني، دموع قرمزية تتبعثر على خدي. يداي ترتجفان، حاملتين رأس أخي، تترنحان، غير مستقرتين—حتى تهبط يد على كتفي. أحدق في فراغ محاجر رين.
أنكسر. أتحطم عند المشهد السريالي له. منذ أشهر، أقللته من حفل تخرجه من المدرسة الثانوية. كان فخوراً جداً. واثقاً جداً بأنه سيجد وظيفة جيدة. بأنه سيساعدني. وفعل. حصل على وظيفة مكتبية، يتعامل مع الأوراق. هذا ما أخبرني به. لم أهتم سواء عمل أم لا. كنت سأدفع مقابل كل شيء. لكنه أصر. حصل على شقته الخاصة. عمل، حتى أنه أرسل لي المال. عمل أكثر، فخوراً بأنه أخيراً يرد لي ما فعلته لأجله طوال تلك السنوات. منذ شهر، كنا في السينما، نشاهد الجزء الأخير من سلسلة كان يحبها. لا زلت لا أتذكر اسمها. في الليلة التي سبقت رؤيتي، أكلنا البيتزا في شقته. ثم غادرت.
“أخوك؟” يتردد صوت مرح في عقلي. أعرفه. يتحرك وجه إلى محيط رؤيتي. شعر كستنائي بني. وعينان من نفس اللون—لكنهما تلمعان مثل الزمرد. تمتد ابتسامة عريضة عبر شفتيه. “آسف، لم أستطع منع نفسي.” تكشف لثته الخضراء عن ابتسامة غير بشرية. يتحدث، واللعاب يقطر من لسانه الأخضر. “كان ببساطة…” وأنكسر مرة أخرى. ينزلق رأس أخي من قبضتي المرتعشة. ينزلق عالمي من بين أصابعي. يتناثر الدم على ساقي بينما يهبط رأسه بصوت ارتطام مقزز. يداعب الشيء ذو الشعر البني شفتي المرتعشتين. ينزلق إصبع فوق جلدي غير المستوي، جامعاً دموعي الدامية. ثم، بلسانه، يلعقها. “… لذيذاً بشكل لا يصدق.” فمي يتدلى مفتوحاً. نظراتي فارغة. أنظر للأسفل. وأرى أخي. رأسه مستقر داخل أحشائه المشوهة. كان يجب أن يكون أنا.
الفصل 17: وحيد (3)
يتوقف نفسي بينما تثبت نظراتي على فم مفتوح. عينا الجثة اختفتا. مفرغة، لم يتبق سوى فجوات سوداء. يبرز لسان أحمر بشكل مشوه من التجويف حيث يجب أن يكون الأنف. تضطرب معدتي. أتقيأ. لا شيء يخرج. أتقيأ مرة أخرى. تضغط يداي على الجثة. على أحشائها. تغوص أصابعي في اللحم، في الأعضاء، في دم دافئ ولزج. أتنفس بسرعة. قلبي يدق. يداي ترتجفان. شعره مثل شعري. أشقر. الشيء الوحيد المتبقي منه. إنه مشوه. ساقاه—اختفتا. جذعه—مشقوق، أحشاؤه مكشوطة للخارج، مبعثرة عبر صدره كعرض بشع.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات