الفصل 14: الأسر (3)
حاولت. حقا حاولت. لكن الأحداث غير مفهومة حقا. بالطبع تفهم السياق العام لكن لا تفهم التفاصيل الدقيقة.
تتهاوى كتافي بينما تتسارع الأحداث. يقوم “اللسان الأزرق” برمي رين على الأرض. يصدمه بالقضبان، ضاغطاً لحمه على المعدن. يملأ صوت الأزيز الزنزانة. الآخرون في زنزانة رين إما يتقيؤون من الرائحة أو من المنظر. يئن رين، وتضرب قبضتاه الصغيرتان ذراع “اللسان الأزرق” الضخمة مثل حشرة عاجزة. يبدو ضعيفاً جداً. أخي الصغير. أتذكر عندما كان يخاف الظلام، وكيف كنت أتفحص أسفل السرير معه بحثاً عن الوحوش. والآن الوحش هنا. ولا أستطيع فعل شيء. يهتز شعر رين فوق جبهته. تركل قدماه ركبة “اللسان الأزرق”. يتعثر “اللسان الأزرق” قليلاً—يضرب رين للأعلى، تطرق قبضته الساعد عمودياً بينما تلوي يده الأخرى ذراعه جانباً. يدوي صوت طقطقة مقزز في الزنزانة. يصرخ “اللسان الأزرق”، وتنهار أحشاؤه المنتفخة تحت ثقلها بينما يتهاوى. تنزلق سكينته من قبضته.
“إليوت.” ينهض أخي الصغير عن “الأزرق” الضخم، جاد، ويخطو خطوة نحوي. “ابقَ حياً.” صوته هادئ، كما لو كانت هذه كلماته الأخيرة لي. ترتجف شفتاي، ممزقة بين ابتسامة وشهقة بكاء.
“جاد، دعنا نحظى ببعض المرح أيضاً!” يصرخ صوت من الطابق العلوي. يرن الصوت كأنه صوت ملاك مهيب ينزل مع الضوء، لكنه على الأرجح مجرد “أزرق” آخر. “تـ-توقف!” يصرخ جاد بينما يندفع رين نحوه، وتتجه عيناه إلى السكين في يده. يضرب أولاً في الحلق، ثم الصدر، ثم المعدة. ثلاث طعنات. ثم خمس. يسقط “الأزرق” أرضاً. يحل الصمت. الصوت الوحيد المتبقي هو أنفاس رين المتقطعة وهو ينظر إليّ—مبتسماً. يبدو بريئاً جداً عندما يقتل. عالمي لا يزال يترقرق، مشوشاً بالدموع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يقف “أزرق” آخر هناك—واحد داكن. يحدق برعب في رفيقه الساقط قبل أن يلتفت لينادي الآخرين. “جاد مات!” يتجمع المزيد من الزرق، وجودهم خانق. تعود نظراتي إلى رين. يقف ثابتاً، وسكين لا تزال في يده اليمنى. إنه صغير جداً، لكنه يبدو شجاعاً جداً. يخطو “الأزرق” ذو الصوت الملائكي للأمام أولاً، منشداً ترنيمة بلغة غير معروفة لي. يجرح كفه، تاركاً دماً لازوردياً يقطر على السطح. يغرق رين على ركبتيه، منتظراً.
“إليوت.” ينهض أخي الصغير عن “الأزرق” الضخم، جاد، ويخطو خطوة نحوي. “ابقَ حياً.” صوته هادئ، كما لو كانت هذه كلماته الأخيرة لي. ترتجف شفتاي، ممزقة بين ابتسامة وشهقة بكاء.
أنظر للأعلى، ألتقط لمحة أخيرة لكعبيه، وجسده محاط بالضوء— —ثم لا شيء. فراغ أبدي. فراغ يلتف حول قلبي كحبل المشنقة، يعصرني حتى لا أستطيع التنفس. أريد العودة. العودة إلى ما كانت عليه الأمور. أخفض نظري، أحدق في يديّ المرتعشتين، القذرتين بقذارتي. يتدلى شعري فوق وجهي المبلل بالدموع. أنفاسي كثيفة وثقيلة في رئتي. لقد انتهى الأمر. أخي سيكون ميتاً. وبدونه… أي سبب لدي لأكون هنا؟ أريد أن أضرب القضبان بقبضتي. لا أفعل. بدلاً من ذلك، أعض باطن خدودي بقوة حتى أتذوق الدم. أعض بقوة أكبر. حتى أقطع طرف لساني.
“جاد؟” ينادي الصوت المهيب نفسه مرة أخرى، ولكن عندما يرى الجسد الهامد على الأرض، تتحول نبرته إلى صرخة يائسة. يتسرب دم أزرق كثيف عبر الألواح الخشبية، متجمعاً في الظلام. يقف رين هناك، مغموراً في الضوء الخافت، ووجهه مصبوغ بظلال زرقاء مخيفة. تضيق عيناه وهو ينظر للأعلى.
يقف “أزرق” آخر هناك—واحد داكن. يحدق برعب في رفيقه الساقط قبل أن يلتفت لينادي الآخرين. “جاد مات!” يتجمع المزيد من الزرق، وجودهم خانق. تعود نظراتي إلى رين. يقف ثابتاً، وسكين لا تزال في يده اليمنى. إنه صغير جداً، لكنه يبدو شجاعاً جداً. يخطو “الأزرق” ذو الصوت الملائكي للأمام أولاً، منشداً ترنيمة بلغة غير معروفة لي. يجرح كفه، تاركاً دماً لازوردياً يقطر على السطح. يغرق رين على ركبتيه، منتظراً.
“جاد، دعنا نحظى ببعض المرح أيضاً!” يصرخ صوت من الطابق العلوي. يرن الصوت كأنه صوت ملاك مهيب ينزل مع الضوء، لكنه على الأرجح مجرد “أزرق” آخر. “تـ-توقف!” يصرخ جاد بينما يندفع رين نحوه، وتتجه عيناه إلى السكين في يده. يضرب أولاً في الحلق، ثم الصدر، ثم المعدة. ثلاث طعنات. ثم خمس. يسقط “الأزرق” أرضاً. يحل الصمت. الصوت الوحيد المتبقي هو أنفاس رين المتقطعة وهو ينظر إليّ—مبتسماً. يبدو بريئاً جداً عندما يقتل. عالمي لا يزال يترقرق، مشوشاً بالدموع.
لكن “الأزرق” ذو الأنف المرفوع بفخر والتجاعيد الذهبية يتوقف قبل الدرجة الأخيرة، ناظراً بازدراء إلى أخي كما لو كان حشرة. يلهث رين الآن طلباً للهواء، كتفاه تحترقان، وظهره يؤلمه. إنه غارق في الدم الأحمر والأزرق. قلبي يتوقف. رؤيتي تتأرجح. تتوقف الترنيمة. اختفت سكين رين الطويلة. وشفرة أطول تخترق فخذه الآن.
……
يركع رين، وجسده بالكامل يرتجف مثلي. لا صوت. لا نَفَس. أنا أنكسر من الداخل. ينتزع “الأزرق” ذو الشعر المجعد السكين، ساحباً إياها عبر العضلات. ولأول مرة، أسمع رين يصرخ. صرخة عذاب. صرخة حزن. صرخة رعب. تسقط عيناي على ظهره، المغطى بكدمات عميقة ومتفحمة. يبدو الأمر كما لو أن جلده قد سُلخ. أريد أن أشيح بنظري، لكنني لا أستطيع. أخي الصغير. يلهث. تغادر المقاومة جسده. يتدلى كتفه، مثل كتفي، للأمام. سيموت. أحاول الصراخ، لكن لا صوت يخرج. فقط سلك حول حلقي، يشتد، ويخنقني. أنا الأكبر. هو الأصغر. ومع ذلك أشاهده يُسحب للأعلى، بينما كان يجب أن يكون أنا.
“جاد؟” ينادي الصوت المهيب نفسه مرة أخرى، ولكن عندما يرى الجسد الهامد على الأرض، تتحول نبرته إلى صرخة يائسة. يتسرب دم أزرق كثيف عبر الألواح الخشبية، متجمعاً في الظلام. يقف رين هناك، مغموراً في الضوء الخافت، ووجهه مصبوغ بظلال زرقاء مخيفة. تضيق عيناه وهو ينظر للأعلى.
أنظر للأعلى، ألتقط لمحة أخيرة لكعبيه، وجسده محاط بالضوء— —ثم لا شيء. فراغ أبدي. فراغ يلتف حول قلبي كحبل المشنقة، يعصرني حتى لا أستطيع التنفس. أريد العودة. العودة إلى ما كانت عليه الأمور. أخفض نظري، أحدق في يديّ المرتعشتين، القذرتين بقذارتي. يتدلى شعري فوق وجهي المبلل بالدموع. أنفاسي كثيفة وثقيلة في رئتي. لقد انتهى الأمر. أخي سيكون ميتاً. وبدونه… أي سبب لدي لأكون هنا؟ أريد أن أضرب القضبان بقبضتي. لا أفعل. بدلاً من ذلك، أعض باطن خدودي بقوة حتى أتذوق الدم. أعض بقوة أكبر. حتى أقطع طرف لساني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في غضون حفنة من دقات القلب، ينتفخ وجهه لدرجة لا يمكن التعرف عليه. في غضون ثلاثين ثانية، يصبح بلا حراك. مثل وحش، أرفع رأسي، ماسحاً الغرفة. عيناي تتحركان ببطء، متأخرتين في حركتهما. يتراجعون جميعاً عني. يجفلون. الشخص الذي سخر مني سابقاً يختبئ خلف امرأة هزيلة. أنظر للأسفل. مثير للشفقة. الرجل العجوز تحتي—وجهه ليس سوى كتلة مدمرة من اللحم. إنه في مثل عمر والدي لو كان حياً الآن. يمر حزن عابر من خلالي. ثم أبصق على وجهه. يصد ذقني المشقوق معظمها، مرسلاً إياها لتسيل أسفل حلقي. لا أهتم. أتنفس بصعوبة. يراقبونني جميعاً في صمت. تنسكب الدموع من عيني، وأتدحرج بعيداً عن الجثة، متكوراً على نفسي، وقلبي محطم بلا أمل في الإصلاح.
“أيها الوغد!” أحاول الصراخ، لكن الهواء الساخن فقط يهرب من شفتي. حاجباي ينعقدان بقوة لدرجة أن رؤيتي تظلم. تسقط عيناي على الرجل العجوز. أندفع. تتوتّر ذراعي اليمنى. تصطدم قبضتي بفكه. ضعيفة، لكنها تكسره. تتبعها اليسرى، تصطدم بعينه، ثم صدغه. يتراجع الجميع حولي. لأول مرة، لدي مساحة خطوة واحدة في كل اتجاه. والرجل العجوز يرقد تحتي، وجهه المجعد مسحوق تحت قبضتي الداميتين. يئن، يتوسل الرحمة. أستمر في ضربه. مرة واحدة ليست كافية. مرتان لا تشفيان الغليل. غضبي هاوية بلا قاع. أضرب مجدداً. ومجدداً. أولاً تتحول عينه وخده للأزرق، ثم للأحمر.
لكن “الأزرق” ذو الأنف المرفوع بفخر والتجاعيد الذهبية يتوقف قبل الدرجة الأخيرة، ناظراً بازدراء إلى أخي كما لو كان حشرة. يلهث رين الآن طلباً للهواء، كتفاه تحترقان، وظهره يؤلمه. إنه غارق في الدم الأحمر والأزرق. قلبي يتوقف. رؤيتي تتأرجح. تتوقف الترنيمة. اختفت سكين رين الطويلة. وشفرة أطول تخترق فخذه الآن.
في غضون حفنة من دقات القلب، ينتفخ وجهه لدرجة لا يمكن التعرف عليه. في غضون ثلاثين ثانية، يصبح بلا حراك. مثل وحش، أرفع رأسي، ماسحاً الغرفة. عيناي تتحركان ببطء، متأخرتين في حركتهما. يتراجعون جميعاً عني. يجفلون. الشخص الذي سخر مني سابقاً يختبئ خلف امرأة هزيلة. أنظر للأسفل. مثير للشفقة. الرجل العجوز تحتي—وجهه ليس سوى كتلة مدمرة من اللحم. إنه في مثل عمر والدي لو كان حياً الآن. يمر حزن عابر من خلالي. ثم أبصق على وجهه. يصد ذقني المشقوق معظمها، مرسلاً إياها لتسيل أسفل حلقي. لا أهتم. أتنفس بصعوبة. يراقبونني جميعاً في صمت. تنسكب الدموع من عيني، وأتدحرج بعيداً عن الجثة، متكوراً على نفسي، وقلبي محطم بلا أمل في الإصلاح.
……
حاولت. حقا حاولت. لكن الأحداث غير مفهومة حقا. بالطبع تفهم السياق العام لكن لا تفهم التفاصيل الدقيقة.
“جاد، دعنا نحظى ببعض المرح أيضاً!” يصرخ صوت من الطابق العلوي. يرن الصوت كأنه صوت ملاك مهيب ينزل مع الضوء، لكنه على الأرجح مجرد “أزرق” آخر. “تـ-توقف!” يصرخ جاد بينما يندفع رين نحوه، وتتجه عيناه إلى السكين في يده. يضرب أولاً في الحلق، ثم الصدر، ثم المعدة. ثلاث طعنات. ثم خمس. يسقط “الأزرق” أرضاً. يحل الصمت. الصوت الوحيد المتبقي هو أنفاس رين المتقطعة وهو ينظر إليّ—مبتسماً. يبدو بريئاً جداً عندما يقتل. عالمي لا يزال يترقرق، مشوشاً بالدموع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يقف “أزرق” آخر هناك—واحد داكن. يحدق برعب في رفيقه الساقط قبل أن يلتفت لينادي الآخرين. “جاد مات!” يتجمع المزيد من الزرق، وجودهم خانق. تعود نظراتي إلى رين. يقف ثابتاً، وسكين لا تزال في يده اليمنى. إنه صغير جداً، لكنه يبدو شجاعاً جداً. يخطو “الأزرق” ذو الصوت الملائكي للأمام أولاً، منشداً ترنيمة بلغة غير معروفة لي. يجرح كفه، تاركاً دماً لازوردياً يقطر على السطح. يغرق رين على ركبتيه، منتظراً.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات