الفصل 223: الأفعى السوداء (1)
……
شُركاء في التدريب المزدوج؟
وقفتُ هناك، عاجزًا للحظات عن استيعاب ما قيل للتو.
ثم، في اللحظة التالية.
قال الشيخ: “صمتُك هذا يدل على أنك خجولٌ جدًا. دعنا نَرَ… بالإضافة إلى جسد البرق المقدس، سندرس سلالات الدم التي تمتلكها لنجد لك المرأة الأنسب بناءً على سلالتك”.
“مـ-مهلًا لحظة!”
عدتُ إلى رشدي فجأة وأوقفتُ الشيخ على عجل.
“هل قلتَ شركاء في التدريب المزدوج؟”
“أجل، شركاء في التدريب المزدوج. ألم يشرح سيد الطائفة الأعلى الأمر سابقًا؟ كيف نمارس أسلوب مسار البرق، ومدى قوة العلاقات بين تلاميذ طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي… بما أنك من نفس العالم الرئيسي، فمن المفترض أنك تعلم ذلك، أليس كذلك؟”
“…”
لم أكن أعلم…
لكن، ليس هذا هو المهم.
ما هو التدريب المزدوج؟
إنه أسلوب يتبادل فيه متدربان أو أكثر طاقاتهم لتضخيم ممارساتهم التدريبية. من الشائع أن يجلس الإخوة المُتحالفون جنبًا إلى جنب وهم يدربون أساليبهم، أو أن يُشكّل تلاميذ من نفس الطائفة تشكيلات تدريب مزدوج لتبادل الطاقات.
لكن، التدريب المزدوج الذي يتضمن “الين” و”اليانغ”، أي الذكر والأنثى، يختلف اختلافًا جذريًا عن هذه الأساليب البريئة.
فمعظم تقنيات التدريب المزدوج التي تركز على تبادل الين واليانغ تتضمن استخدام أساليب حميمة لتضخيم طاقاتهم، أو بعبارة أخرى، تقنيات جنسية.
والأمر لا يقتصر على مجرد التدريب المزدوج، بل إن استخدام مصطلح “شركاء”، الذي يشير إلى زوجين في عالم التدريب، يجعل الأمر واضحًا تمامًا.
الشيخ الذي أمامي يبحث لي عن امرأة لأُشكّل معها شراكة تدريب مزدوج قائمة على الين واليانغ.
“في العادة، لا نُعيّن شركاء تدريب مزدوج مباشرةً بعد الانضمام إلى طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي، لأن ذلك قد يُخل بالتوازن بين الجنسين. لا يمكن للمرء أن يُشكّل شراكة كهذه إلا بعد إتقان التقنيات الأساسية للطائفة واجتياز طقوس النجوم السبعة”.
“إذًا، لماذا أنا؟”
“لأن شخصًا مثلك يتمتع ببنية جسدية أسطورية، سيساعد تشكيل شراكة تدريب مزدوج في وقت مبكر الجميع على تعلم أساليب مسار البرق الحقيقية بسرعة. بالطبع، هذا…”
فرقعة!
بنقرة من إصبعه، انفجرت كرة من الضوء من قارورة عند خصر الشيخ، واتجهت نحو الأرض.
وميض!
أشرق الضوء ساطعًا، وتحولت كتلة الضوء إلى هيئة شخص.
إنه جيون ميونغ-هون، فاقدًا للوعي.
“وهذا الرفيق هنا، المولود بجسد الرعد الذهبي السماوي، مثلك تمامًا. لقد أيقظ كلاكما سلالات دم أسطورية متوارثة في طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي، لذا فإن الإسراع في تشكيل شراكات تدريب مزدوج سيعود بالنفع الهائل على الجميع”.
“…”
بقيتُ صامتًا للحظة.
‘إنها ورطة’.
كنت قد حسمت أمري عبر دورات عديدة بشأن ما إذا كنت سأمنح مشاعري لشريكة مقدرة أم لا. إذا كان هناك شخص يمكنني أن أمنحه مشاعري في تلك الحياة، فسأفعل ذلك لأنها ستكون شخصًا فريدًا لا يمكن تعويضه في تلك الحياة. وسيبقى هذا المبدأ ثابتًا مهما مررت من دورات.
هذا هو مبدئي.
لكن هذه الحالة مختلفة.
أن تصبح زوجًا وتشارك عاطفتك لا يقتصر على مجرد لقاء شخص ما، بل يتعلق بتكوين رابطة. حتى لو كان الأمر بلا حب، ومجرد شراكة تدريب مزدوج، فإن مواجهة بعضكما البعض لعقود ستؤدي حتمًا إلى نشوء المودة.
علاوة على ذلك، فإن طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي سيُقضى عليها في النهاية على يد مالك راية البرق السماوية.
‘لن تُحل الأمور بمجرد عدم نُطقي لاسم “زينغلي” وإغلاق فمي’.
بينما تحول جسدي بالكامل إلى برق وخضع لـ “العودة”، اكتسبت تدريجيًا معرفة عن البرق. ومن خلال ذلك، أدركت شيئًا فشيئًا قوة الجذب بين راية البرق السماوية ومالكها.
سواء نطقت اسم زينغلي أم لا، فإن مالك راية البرق السماوية سيأتي حتمًا إلى “عالم الصقيع الساطع” بسبب الجذب المرتبط بكنزه الخالد. منذ اللحظة التي غادرت فيها الراية العالم الرئيسي، كان هذا الأمر محتومًا.
‘لا يمكنني أن أمنح عاطفتي بتهور حتى أختم راية البرق السماوية في العالم الرئيسي’.
وفوق ذلك…
‘إذا وجدت شريكة تدريب مزدوج بينما لا أزال مرتبطًا بـ “كيم يون”…’
ربما في اللحظة التي أنقذ فيها كيم يون من “اللورد المجنون”، قد تحولني إلى “جنرال عظيم” حقيقي على الفور، لذا من الأفضل توخي الحذر.
قلت للشيخ ذي مرحلة الكائن السماوي معبرًا عن رأيي: “أود أن أبدأ من الأساسيات”.
“همم؟”
“لا أرغب في أن أُعامل معاملة خاصة لمجرد أنني أمتلك بنية فريدة. أريد أن أبني أساسي من مبادئ طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي وأتقدم تدريجيًا إلى الأعلى”.
“همم…”
من بين الشيخين اللذين بقيا لإيجاد شركاء تدريب لنا، أومأ أحدهما بالموافقة بينما بدا الآخر مستاءً.
“من حيث المبدأ، هذا صحيح”.
“ولكن أن نهدر موهبة كهذه حتى طقوس النجوم السبعة…”
كانت آراؤهما منقسمة.
بعد لحظة من التفكير، تنهدا ورفعا جيون ميونغ-هون.
“هيا، استيقظ”.
صعقة!
صعق أحد الشيوخ جيون ميونغ-هون الفاقد للوعي بالكهرباء، مما جعله يرتجف ويصرخ.
“آآآه!”
“أولًا…”
أمسك الشيخ الملتحي برأس جيون ميونغ-هون وبدأ يستخلص طاقته الروحية. كان من الواضح أنه يحقن في ذهنه بسرعة معرفة اللغة المشتركة للتحالف الكبير للجنس البشري وغيرها من المعلومات الأساسية.
“آآآه!”
صرخ جيون ميونغ-هون مقاومًا المعرفة التي تُفرض عليه، لكنه لم يستطع الإفلات من قبضة الشيخ ذي مرحلة الكائن السماوي.
شاهدت المشهد بشعور يمتزج فيه الأسى بالمرارة.
‘لو كنت أضعف أو أقل معرفة، لكنت في مكانه الآن’.
هذا يجعلني أدرك مدى خطورة وجود كائنات من مرحلة الكائن السماوي، حتى بالنسبة لشخص مثلي. الآن، مع قوة “تخطي السماء” و”سجل تجاوز التدريب واستنفاد الفنون القتالية”، لم أعد أخشى شيئًا، إذ يمكنني القتال على قدم المساواة مع أحد الشيوخ أمامي في معركة قصيرة الأمد.
لكن في العالم الرئيسي، لم يكن متدرب من مرحلة الكائن السماوي فحسب، بل حتى متدرب من مرحلة الروح الوليدة كان مصدر خوف كبير لي.
‘فلأضع هدفًا أوليًا لهذه الحياة، وهو تجميع القوة بأسرع ما يمكن’.
حتى لو استعدت تدريبي الأصلي فقط… لا، إذا استعدت تدريب الدورة السادسة عشرة حين بلغت “روح اليانغ”!
‘يمكنني أن أتجاوز بسرعة مرحلة الروح الوليدة المتأخرة وحتى الكمال الأعظم’.
سيضعني ذلك على عتبة مرحلة الكائن السماوي مباشرةً.
‘في هذه الحياة، سأصل حتمًا إلى مرحلة الكائن السماوي’.
أنا لا أهدف فقط إلى شيء مثل منتصف مرحلة الروح الوليدة. سأخترق إلى مرحلة الكائن السماوي دون أدنى شك. لسبب ما، أسلوب قبيلة السماء، وأسلوب قبيلة الأرض، والعالم الذي يقع وراء “تخطي السماء”. إذا تمكنت من تطوير الثلاثة معًا، لدي حدس بأن شيئًا ما سيتغير بالتأكيد بدءًا من مرحلة الكائن السماوي.
في هذه الأثناء، كان جيون ميونغ-هون، الذي استعاد وعيه إلى حد ما، يمسك رأسه في حيرة وينظر حوله. لا بد أنه كان مشوشًا تمامًا. فجأة اختطفه جين بيوك-هو، ثم استيقظ في مكان غريب، وبعدها حُقنت في رأسه معرفة غريبة.
“هل تفهمني الآن؟”
فزع جيون ميونغ-هون من سؤال شيوخ مرحلة الكائن السماوي، وأجاب بصوت مرتبك:
“أ-أين أنا؟ من أنتم…؟”
“جيد، جيد. لقد تم إدخال اللغة بشكل صحيح. ليس فقط اللغة، بل قمنا أيضًا بتبسيط وإدخال المعرفة الثقافية الأساسية عن “شينغزي”، وطائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي، وعالم التدريب، لذا لن تحتاج إلى أي شروحات للمصطلحات”.
“نـ-نعم؟ الذهبي… طائفة الرعد السماوي… عالم التدريب… آآه…”
أمسك جيون ميونغ-هون برأسه، وبدا أنه يتألم من المعرفة الجديدة التي اكتسبها. بعد فترة، فتح فمه بصوت مرتعش، وعيناه تلمعان.
“هل هذه… رواية “شيانشيا”؟ هل هو مكان كهذا؟”
“…؟”
“ما هذا؟”
ضحك جيون ميونغ-هون وهو يمسك رأسه.
“إذًا، اتضح أن هذا المكان هو عالم داخل رواية “شيانشيا”. ولا بد أنني انتقلت إلى تلك الرواية. هل هذه قصة “تناسخ في كتاب”؟ هاها… من الواضح أن هذا هو عالم رواية “داويست الرعد” التي كنت أقرأها”.
“…”
نظرت بشفقة إلى جيون ميونغ-هون، الذي كان عاجزًا عن التمييز بين الواقع والخيال. يبدو أنه يعتقد أنه في رواية “شيانشيا” كان يقرأها خلسة أثناء العمل…
‘لكن الأمر ليس كذلك’.
لدي فكرة تقريبية عما كان يقرأه، لكن الأمر مختلف تمامًا منذ البداية.
اعتقادًا منه أنه أصبح بطل الرواية، تحدث جيون ميونغ-هون بغطرسة إلى شيوخ مرحلة الكائن السماوي.
“حسنًا، أخبراني مرة أخرى. ما هي الشراكة التي كنتما تحاولان تشكيلها معي؟”
عند سماع هذه الكلمات، عبس الشيخان.
“… قبل التدريب المزدوج، يبدو أننا بحاجة إلى تعليمك الآداب أولًا”.
صفعة!
صفع أحد الشيوخ جيون ميونغ-هون على رأسه، مما جعله يفقد وعيه على الفور مرة أخرى.
بعد أن أغمي على جيون ميونغ-هون، تنهد الشيخان وهما ينظران إليّ.
“أنت وهذا الرفيق زميلان، لكن لماذا يتصرف بغطرسة تجاه الشيوخ الذين يقابلهم للمرة الأولى؟ هل يعلم أنه يمتلك جسد الرعد الذهبي السماوي؟”
“… لا أعرف. شخصيته هكذا… لقد نشأ في عائلة نبيلة ويفتقر إلى بعض الآداب، لذا أرجو منكما تفهم الأمر”.
“أهكذا… إذًا لم يتخلَّ بعد عن رغباته الدنيوية”.
هز الشيخان رأسيهما باستياء.
“إذًا، في الوقت الحالي… ستبدأ أنت بتعلم التقنيات الأساسية بمجرد استقرار الطائفة، أما هذا الرفيق فسيتم تعليمه الآداب قبل تعيين شريكة تدريب مزدوج له”.
“لمن نعهد بتعليمه الآداب؟ سيكون الجميع مشغولين بتثبيت استقرار الطائفة لفترة…”
“يمكننا أن نترك الأمر لـ “سو-هاي”. كانت في الأصل عضوًا في “قاعة الانضباط”، تعتقل وتستجوب التلاميذ الذين ينتهكون قواعد الطائفة. وبما أنها سليلة مباشرة لسيد الطائفة الأعلى، فستكون محمية داخل الطائفة خلال فترة الاستقرار هذه…”
“هذا مثالي”.
وهكذا، نجوت أنا وجيون ميونغ-هون من تشكيل شراكات تدريب مزدوج على الفور.
وو-وونغ
نظرت إلى السماء مع جيون ميونغ-هون الفاقد للوعي والشيخين. كانت جزيرة روح الرعد بأكملها تهتز، وبدأ البرق يتلوى في السماء.
“يا خائن طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي الذي دخل قمة سحابة الرعد، اخرج قبل أن أعد إلى العشرة”.
أمسك جين بيوك-هو براية البرق السماوية بحزم، وهو يحدق في قمة سحابة الرعد.
قمة سحابة الرعد، حيث تتركز الطاقة الروحية للسماء والأرض. بدأت حافة القمة تهتز بطاقة البرق.
‘هل هذا هو الخائن الذي خان طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي منذ عقود… في ذروة مرحلة المحاور الأربعة…’
اتخذ جين بيوك-هو قرارًا سريعًا. إنه شيخ مخيف من الطائفة أتقن جسد تايجي البرق المرتجف إلى أقصى حد. أي تأخير، ولو للحظة، سيضع جين بيوك-هو في موقف حرج.
“واحد، اثنان… عشرة”.
أنهى جين بيوك-هو العد ولوّح على الفور براية البرق السماوية.
هدير هائل!
اهتزت جزيرة روح الرعد بأكملها بفعل البرق الذي استدعته راية البرق السماوية.
قصف!
غطى البرق محيط قمة سحابة الرعد بالكامل. أقام جميع شيوخ مرحلة الكائن السماوي في طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي حواجز واقية خلف جين بيوك-هو لحماية أنفسهم من قوة البرق.
أزيز، أزيز، أزيز…
لكن، حتى مع تغطية البرق لقمة سحابة الرعد والجزيرة بأكملها، شعر جين بيوك-هو بوخز يسري في جسده.
‘ذلك الكائن، مؤهل للوصول إلى مرحلة التكامل’.
لا يصدق.
‘عمليًا، هو متدرب عظيم على وشك بلوغ مرحلة التكامل’.
إنه أحد الوحوش القلائل في تاريخ طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي الطويل الذين اقتربوا من الوصول إلى مرحلة التكامل، باستثناء تلاميذ يانغ سو-جين المباشرين. ربما لو لم يصل أصحاب جسد الرعد الذهبي السماوي وجسد البرق المقدس، لكان جين بيوك-هو قد اختار عدم قتل ذلك الكائن، بل الإبقاء على حياته وإجباره على التخلي عن تدريبه.
‘لكن الآن، لم تعد الطائفة بحاجة إلى مثل هذا الخائن’.
جسد الرعد الذهبي السماوي بين أيديهم. لقد حان الوقت لإعادة أمجاد طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي التي انتشرت شهرتها ذات يوم عبر القارة بأكملها وما وراءها إلى العوالم الثلاثة آلاف الكبرى في عهد يانغ سو-جين.
‘يجب قطع أي سابقة سيئة من جذورها!’
قصف!
ضخ جين بيوك-هو المزيد من القوة في راية البرق السماوية، مما زاد من شدة البرق.
صوت تشقق مرعب!
بدأت حبة عرق تتساقط على جبين جين بيوك-هو.
وو-وونغ!
ظهر رمز تايجي عملاق وسط البرق. ومع دوران رمز الين واليانغ، بدأ يمتص برق راية البرق السماوية من موقع قمة سحابة الرعد.
هدير، هدير هائل!
في الفراغات التي لم يكن فيها سوى وهج البرق، ظهر تدفق التايجي، ملتهمًا البرق وكاشفًا عن شكل قمة سحابة الرعد مرة أخرى.
في أعلى قمة سحابة الرعد، كان هناك جناح صغير. فوق ذلك الجناح، نقل رمز التايجي قوة البرق الممتص إلى داخل الجناح.
[أنت، مجرد سليل، هل تتجرأ على معارضة شيخ من الطائفة والفارق بيننا يمتد إلى 40 ألف عام؟]
رنين
شعر جين بيوك-هو برنين في رأسه واضطراب في أحشائه من [صوت] الخصم.
“لا تضحكني يا يون وي. لقد طُردت بأمر الأسلاف، لذا من الصواب إزالة لقب ‘جين’ الذي يُمنح للمؤهلين لقيادة الطائفة. كيف يجرؤ شخص مثلك على تسمية نفسه شيخًا للطائفة! هل تعلم كم تدهورت مكانة طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي بسبب خيانتك قبل 40 ألف عام؟ أنت تستحق أن تدفع ثمن خطاياك!”
[قبل 40 ألف عام، حتى جد جدك لم يكن قد وُلد بعد، فما الذي يمنحك الحق في الثرثرة بهذه الوقاحة… هل تعلم حتى ما فعلته من أجل طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي؟]
تشقق، تشقق، تشقق!
بدأ الجناح الذي انبعث منه الصوت يتصدع.
ثم.
تحطّم!
انفجر سقف الجناح وبرز [ذراع] طويل من الداخل.
بدأ جين بيوك-هو يتعرق ببرود.
[في ذلك الوقت، لم يكن يجب أن يوجد اسم طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي، التي ورثت عباءة السلف، في العالم الأوسط. لهذا السبب، محوتُ كل آثار السلف بجهد مضنٍ].
ذراع عملاقة! نحيلة، تنبعث منها طاقة البرق، ذراع بحجم تل صغير.
قعقعة!
سرعان ما برزت ذراع أخرى من الجناح. وفي الجناح الضيق، بدأ يظهر شكل مخلوق وحشي عملاق.
[وماذا تفعل أنت الآن؟ لم تكتفِ بإحضار ذلك الكائن المشؤوم إلى العالم الأوسط، بل تتجرأ على مواجهة شيخ من الطائفة به؟]
“أي هراء! لقد بُجّلت راية البرق السماوية كقطعة أثرية مقدسة في طائفتنا لأجيال! لا تتفوه بالتجديف!”
[هل بُجّل ذلك المخلوق المشؤوم كقطعة أثرية مقدسة؟ بعد الحادثة التي حدثت قبل 40 ألف عام، كم انحطت الطائفة… طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي محكوم عليها بالهلاك. يا سلفي، كيف أمكنك التخلي عن أحفادك].
قعقعة هائلة!
أخيرًا، ظهر الشكل الحقيقي لـ “وي” أمام جين بيوك-هو.
‘هذا هو مظهر جين وي، الذي أتقن جسد تايجي البرق المرتجف’.
بشعر أسود وأبيض، بدأ عملاق ذابل بـ [رأسين] يرتفع فوق قمة سحابة الرعد. كان الرأس ذو الشعر الأسود مزينًا بشكل غريب بمكياج ملون وفاخر، بينما كان لعاب الرأس ذي الشعر الأبيض يسيل، مع لحية متصلة به. على ظهر العملاق، كانت أربع طبول مروعة تتدلى في دائرة، كل طبلة مرسوم عليها رموز الين الأصغر، واليانغ الأصغر، والين الأكبر (تايين)، واليانغ الأكبر (تايانغ)، والتي تمثل الرموز الأربعة.
[تعال، أرني ما لديك يا صغير. آمل أن تتمكن من هزيمتي. إذا خسرت، سأضطر إلى ابتلاع جميع صغاري لتجنب الكارثة، مغطيًا السماوات بالمحنة وأنا أذرف الدموع…].
تداخل صوت رجل وامرأة، مما جعل جين بيوك-هو وشيوخ مرحلة الكائن السماوي يبصقون دمًا.
“أسطورة الوحش آكل لحوم البشر الذي التهم رفاقه التلاميذ حقيقية. يا لك من حقير. سأعاقبك هنا والآن!”
[لا شيء أقبح من الثرثرة دون معرفة ما حدث. رؤيتك تصل إلى مرحلة المحاور الأربعة بهذه السرعة، تبدو موهبتك مشابهة لموهبتي، لكنني لست بالمحاور الأربعة التي تتخيلها…].
رنين حاد
فوق الطبول المزينة بالرموز الأربعة على ظهر العملاق، ارتفعت أحرف: طول العمر، الثروة، الصحة… والأرض.
هدير هائل!
بدأ كل البرق الدائر حول جزيرة روح الرعد يتجه نحو قمة سحابة الرعد.
فوق قمة سحابة الرعد، ظهر إله الرعد، وهو يحمل ستة أعلام بستة ألوان في ستة أذرع، وتطفو راية البرق السماوية فوق رأسه. أمامه، ارتفع شبح مروع برأسين، أسود وأبيض، يلتهم البرق.
المعركة الهائلة بين الكيانين هزت السماء والأرض.
هدير
ألقى الشيخان في مرحلة الكائن السماوي حاجزًا واقيًا وخرجا لحماية جيون ميونغ-هون.
أما أنا، فكنت أتعرق ببرود خارج الحاجز الواقي من “آثار” المعركة الدائرة.
‘هل هذه هي قوة يون وي في أوجها، وجين بيوك-هو وهو يستخدم راية البرق السماوية؟’
جين بيوك-هو نفسه ليس قويًا لدرجة أنني سأخسر أمامه في قتال. لكن، بمجرد أن يستخدم راية البرق السماوية، فإنه يُظهر قوة شرسة ومدمرة كما لو أنه سيقلب السماء والأرض. تبدو تلك القوة مساوية تقريبًا لقوة “غيو-ريون”، التي كانت على مستوى أقل بقليل من ملك شياطين في مرحلة التكامل.
قصف، هدير هائل!
“…!”
وسط اهتزاز السماء والأرض، شهقتُ عند رؤية إله الرعد ذي الألوان الستة وهو يتراجع تدريجيًا أمام الشبح ذي الرأسين من بعيد.
‘ماذا يحدث… هل تضغط يون وي على جين بيوك-هو؟’
الأمر تمامًا كما يبدو. الشبح ذو الشعر الأسود والأبيض المتناثر يلتهم البرق، ثم يتقيأه، ضاغطًا بهجومه على إله الرعد. مع كل هجوم منعكس، كان إله الرعد يُدفع إلى الوراء.
وبينما كان العملاق النحيل ذو الرأسين على وشك الاندفاع نحو إله الرعد، امتص إله الرعد ذو الألوان الستة جميع الأعلام الستة التي يحملها وأمسك براية البرق السماوية بأذرعه الستة. امتصت راية البرق السماوية البرق المحيط، وازداد حجمها لتصبح بالحجم المناسب لإله الرعد.
عند رؤية هذا، بدأت يون وي تصرخ فجأة.
[أيها المجنون! ماذا تحاول أن تفعل!!! توقف! كيف تخطط للتعامل مع العواقب!]
دوى صوت يون وي بصوت عالٍ في جميع أنحاء جزيرة روح الرعد لدرجة أننا وشيوخ مرحلة الكائن السماوي شعرنا جميعًا بالغضب في صوتها وارتعبنا.
سرعان ما غلف “ستار” من مرحلة المحاور الأربعة، مكون من البرق، الكيانين وابتلعهما.
حدق الشبح العملاق ذو الرأسين والشعر الأشعث، يون وي، في جين بيوك-هو بعيون محتقنة بالدماء.
[لقد فككت بحماقة طبقة واحدة من ختم ذلك الوحش. يا له من خيار غبي لإنهاء صراع داخلي. الآن وقد فككت ختمًا لم يستطع سوى السلف وضعه، أصبح من الأسهل على ذلك الوحش أن يجلب الكارثة! أي نوع من التفكير الأحمق قادك إلى فك الختم!!!]
وبصوت أهدأ من ذي قبل، وبخت يون وي جين بيوك-هو. لكن جين بيوك-هو اكتفى بالابتسام بسخرية ولوّح براية البرق السماوية المكبرة.
[أنا على دراية تامة بالختم الذي وضعه السلف على راية البرق السماوية. إنه ختم لا يمكن إدارته إلا بجسد الرعد الذهبي السماوي، أليس كذلك؟]
[نعم، أيها الأحمق! بدون جسد الرعد الذهبي السماوي الأسطوري، من المستحيل استعادة الختم. خطيئتك أعظم من خطيئتي، أنا التي التهمت رفاقي التلاميذ وأنا أبكي دمًا!]
[…لا بأس.]
[ماذا؟]
قصف، هدير هائل!
صرخ إله الرعد، وهو يلوح براية البرق السماوية المكبرة بأذرعه الستة.
[لقد حصلت بالفعل على جسد الرعد الذهبي السماوي. حتى لو فككت طبقة من الختم، فبمجرد أن يصل جسد الرعد الذهبي السماوي إلى منتصف مرحلة الروح الوليدة، يمكن استعادته!]
[لقد حصلت على جسد الرعد الذهبي السماوي؟]
نظرت يون وي إلى جين بيوك-هو في ذهول، لم تتفادَ البرق الذي يضربها ولم تمتصه. وكأنها تحاول تمييز الحقيقة في كلمات جين بيوك-هو. حدقت عيناها الأربع فيه.
بعد فترة.
ضُربت يون وي مباشرة بالقوة المعززة لراية البرق السماوية وتحولت إلى رماد.
وهكذا، سقطت يون وي، التي عاشت 40 ألف عام وكانت على وشك أن تصبح متدربة عظيمة.
حفيف
لم يتبق سوى الرماد على قمة سحابة الرعد.
نظر جين بيوك-هو، بعد أن تخلص من تحول إله الرعد، إلى جسد يون وي الذي أصبح الآن قطعة فحم عملاقة متكئة على قمة سحابة الرعد.
“هل لديك أي كلمات أخيرة؟”
“لقد حصلت على جسد الرعد الذهبي السماوي؟ ها، هاها… هراء. إذن، ما فعلته قبل 40 ألف عام… لأي غرض… من أجل ماذا مات رفاقي التلاميذ…”
الصوت الغريب الذي تداخل فيه صوت رجل وامرأة سرعان ما اندمج في صوت واحد، متحولًا إلى صوت امرأة ناعم كاليشم. بعد أن تمتمت لبعض الوقت، رفعت عنقًا متفحمًا بصوت مرتعش.
“ستتمتع طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي بالشهرة مرة أخرى لآلاف الأجيال. تهانينا”.
“هل هذه كلمتك الأخيرة؟”
“قد تكون خطاياي لا تغتفر، لكن لا يمكنني السماح لجسد الرعد الذهبي السماوي بتجميع النوع الخاطئ من أساس المحاور، لذا دعني أعلمك عن أساس المحاور الأرثوذكسي”.
“أساس المحاور الأرثوذكسي؟”
“نعم. إنها حقيقة سمعتها من متدرب أشباح من وادي الأشباح السوداء في عالم الشبح السفلي خلال الحرب قبل 40 ألف عام”.
حفيف.
بينما بدأ الحلق المتفحم في التفتت، تبادلت يون وي وجين بيوك-هو بضع كلمات.
“أرسل شخصًا إلى عالم الشبح السفلي. قد تتعلم المزيد”.
“سأفعل”.
“قد أكون أعظم خاطئة في الطائفة، لكن على الأقل في النهاية، استطعت تقديم معلومات قيمة للطائفة… وداعًا”.
حفيف
أخيرًا، تناثرت بقايا يون وي المتفحمة العملاقة بالكامل، ولم يتبق سوى جسد امرأة. على الرغم من أنه تحول بالكامل إلى فحم بسبب البرق، مما جعل من المستحيل تمييز شكله الأصلي، أغلق جين بيوك-هو عينيه وأحنى رأسه للحظة احترامًا ليون وي، شيخة الطائفة التي ماتت.
“ارقدي بسلام، يا شيخـ-”
ثم.
وميض!
انبعث وميض من جسد يون وي وطار بسرعة البرق.
بينما كان جين بيوك-هو وشيوخ مرحلة الكائن السماوي الآخرون قد أرخوا حذرهم، استغلت كتلة الضوء سريعة الطيران هذه الثغرة.
عند رؤية كتلة الضوء، تطاير الشرر من عيني جين بيوك-هو.
“اللعنة…! هل كان كل ذلك تمثيلًا!؟”
قصف مدوٍ!
بينما لوّح جين بيوك-هو براية البرق السماوية، ضربت صاعقة برق روح يون وي الهاربة. على الرغم من أن الروح بدت وكأنها تترنح من ضربة البرق، إلا أنها واصلت الطيران إلى مكان ما دون توقف. في النهاية، استسلم جين بيوك-هو عن مطاردتها.
“لا بد أنها أخفت جسدًا في مكان ما للبعث. هذا النوع من السرعة يأتي من جسد البعث الذي ‘يسحبها’ من الجانب الآخر”.
“ماذا يجب أن نفعل يا زعيم الطائفة؟ إذا استعادت خائنة الطائفة، الوحش المجنون، قوتها وظهرت مرة أخرى…”
“همف! لن يكون الأمر سهلًا. لقد أصيبت روحها مباشرة ببرق راية البرق السماوية، لذا سيستغرق الأمر 500 عام على الأقل لاستعادة حيويتها. بحلول ذلك الوقت، سيكون جسد الرعد الذهبي السماوي الذي جاء إلينا قادرًا بالتأكيد على الوصول إلى مرحلة التكامل!”
أصدر جين بيوك-هو أوامره وهو يحمل راية البرق السماوية.
“بما أن القوة العظمى في جناح سحابة الرعد قد ماتت، اطردوا البقية بسرعة وثبّتوا استقرار طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي! و… يجب أن نرسل شخصًا إلى عالم الشبح السفلي، لذا شكّلوا فريق استكشاف! أيضًا، ابحثوا في جميع أنحاء جزيرة روح الرعد عن أحفاد يون وي! باستثناء أولئك الذين صعدوا هذه المرة، اعتقلوا ودققوا في كل من يحمل لقب جين. ستسعى تلك الشريرة بالتأكيد إلى البعث باستخدام أحد أحفادها!”
في اليوم الذي وطأت فيه طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي جزيرة روح الرعد، بدأت الطائفة في الاستقرار بسرعة.
“على أي حال، على الرغم من انشغال الطائفة بتثبيت استقرارها، لا يمكننا إهدار موهبتك… بدءًا من اليوم، سأكون معلمك وسأبدأ في تعليمك الأساسيات”.
جين هوي، نائب زعيم طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي الحالي، وشيخ عظيم في مرحلة الكمال الأعظم من مرحلة الكائن السماوي.
تقرر أن يصبح جين هوي معلمي.
في الأصل، كان من المفترض أن يتعلم جيون ميونغ-هون الأساسيات معي، لكن بما أنه كان بحاجة إلى تلقين لثقافة وآداب هذا العالم مع جين سو-هاي، فسينضم إلى التدريب بعد بضعة أيام.
دخلت جناح الكتب في طائفة الرعد السماوي الإلهي الذهبي مع جين هوي.
كان جناح الكتب، الذي اقتلعته الطائفة بأكمله من قمة السماء المحطمة، واسعًا وشاسعًا بشكل لا يصدق، حتى أكثر من جناح كتب طائفة خلق السماء اللازوردية.
“أساليب الطائفة واسعة، لكن أشهرها هذه الثلاثة”.
أخرج جين هوي ثلاثة أدلة أساليب من الأرشيف.
“كتاب اهتزازات الرعد السبعة، جسد تايجي البرق المرتجف، ومعبد البرق الداخلي السماوي المطفئ.”
كتاب اهتزازات الرعد السبعة هو الأسلوب التي استخدمه جين بيوك-هو وجيون ميونغ-هون للتحول إلى عملاق بستة ألوان والتلاعب بسبعة ألوان من البرق.
جسد تايجي البرق المرتجف هو الأسلوب الذي أتقنته يون وي ويون جين.
ويقال إن معبد البرق الداخلي السماوي المطفئ هو أسلوب مثالي لإجراء الطقوس للسماوات من خلال تشكيل قصر رعد داخل الجسم، مما يمنح مقاومة قصوى لتعاويذ سمة البرق.
“اختر ما تريد أن تتعلمه أكثر”.
أجبت دون تردد.
“أريد أن أتعلمها كلها”.
الفصل 223: الأفعى السوداء (1)
……
كما تعلمون جميعا أنا مشغول بعض الشيء مع دراستي لمدة شهر كما أن الفصول طويلة لذا سنحاول ترجمة فصل يوميا أو فصل كل يومين إلى حين انتهائي.
الفصل 223: الأفعى السوداء (1)
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
