You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

انتفاضة الحُمر 101

ضحايا

ضحايا

1111111111

الفصل 6 : ضحايا

أُحدّق ناظرا لأعلى متجاوزًا هوليداي بينما يتشكل درع دفاعي قزحي الألوان فوق القمم السبع لأتيكا، قاطعًا عنا الغيوم والسماء وما وراءها. لا بد أن مولد الدرع كان خارج نطاق انفجار النبضة الكهرومغناطيسية. لن تأتينا أي مساعدة من ورائه.
“تريغ! عد إلى هنا!” تصرخ وهو يزرع اللغم الأخير على الجسر.

“لا يوجد نقاش هنا. أنت إرهابي، ويجب أن تُقدّم إلى العدالة”. “إذًا لماذا تتحدث معي أيها المنافق اللعين؟” “لأن الشرف لا يزال مهمًا. الشرف هو ما يتردد صداه”. كلمات والده. لكنها فارغة على شفتيه كما تبدو في أذنيّ. هذه الحرب أخذت كل شيء منه. أرى في عينيه كم هو محطم. كم يحاول جاهدًا أن يكون ابن أبيه. لو استطاع، لاختار العودة إلى نار المخيم التي أوقدناها في مرتفعات المعهد. كان ليعود إلى أيام المجد عندما كانت الحياة بسيطة، عندما بدا الأصدقاء حقيقيين. لكن تمني الماضي لا ينظف الدم من أي من أيدينا. أستمع إلى الريح الآتية من الوادي. يصل كعباي إلى نهاية منصة الهبوط. لا يوجد شيء سوى الهواء خلفي. الهواء والتضاريس المتغيرة لمدينة مظلمة في قاع الوادي على بعد ألفي متر أدناه. “سيقفز”، تقول آجا بهدوء لكاسيوس. “نحتاج إلى الجثة”. “دارو… لا تفعل”، يقول كاسيوس، لكن عينيه تخبرانني بأن أقفز، تخبرانني أن آخذ هذا المخرج بدلاً من الاستسلام، بدلاً من الذهاب إلى لونا ليتم تقشيري. هذه هي الطريقة النبيلة. إنه يضع عباءته فوقي مرة أخرى. أكرهه لذلك. “تظن أنك شريف؟” أهسهس. “تظن أنك جيد؟ من بقي لتحبه؟ من تقاتل من أجله؟” يتسلل الغضب إلى كلماتي. “أنت وحيد يا كاسيوس. لكنني لست كذلك. ليس عندما واجهت أخاك في الممر. ليس عندما اختبأت بينكم. ليس عندما كنت أرقد في الظلام. ولا حتى الآن”. أقبض على جسد هوليداي الفاقد للوعي بأقصى ما أستطيع، وأدخل أصابعي داخل أشرطة درعها الجسدي. أتشبث بيد فيكترا. كعباي يخدشان حافة الخرسانة. “استمع إلى الريح يا كاسيوس. استمع إلى الريح اللعينة”. يميل الفارسان رأسيهما. وما زالا لا يفهمان صوت الصرير الغريب الذي ينجرف من قاع الوادي، كيف سيعرف ابن وابنة “الذهبيين” صوت المخلب الحفار وهو يقضم الصخر؟ كيف سيخمنان أن شعبي سيأتي ليس من السماء، بل من قلب كوكبنا؟

رصاصة واحدة تحطم صباح الشتاء. يتردد صداها هشًا وباردًا. تتبعها المزيد. فرقعة. فرقعة. فرقعة. يتطاير الثلج حوله. يركض عائدًا بينما تنحني هوليداي لتغطيه، وبندقيتها تهز كتفها. بمشقة، أدفع نفسي لأقف. تؤلمني عيناي وهما تحاولان التركيز في ضوء الشمس. تنفجر الخرسانة أمامي. شظايا تمزق وجهي. أنحني، وأرتجف من الخوف. لقد وجد رجال جاكال أسلحتهم الاحتياطية.

222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “إنه أخوك!” “إنه ليس هدف المهمة. بل أنت”. “دارو!” تنادي آجا من الجسر. تطل هوليداي حيث تقف آجا مع أخيها، ووجهها شاحب وهادئ. تحمل الفارس تريغ على طرف نصلها بيد واحدة. يرتعش تريغ على النصل. ينزلق عليه نحو قبضتها. “أيها الفاضل، لقد انتهى وقت الاختباء خلف الآخرين. اخرج”. “لا تفعل”، تتمتم هوليداي. “اخرج”، تقول آجا. وترمي تريغ من نصلها فوق جانب الجسر. يسقط مائتي متر قبل أن ينشطر جسده على حافة صخرية أدناه.

أُطل مرة أخرى. من خلال جفون ضيقة، أرى تريغ محاصرًا في منتصف الطريق إلينا، يتبادل إطلاق النار مع فرقة من “الرماديين” يحملون بنادق تعمل بالغاز. يتدفقون من أبواب القلعة المضادة للانفجار، المفتوحة الآن في الطرف المقابل من الجسر. يسقط اثنان. يقترب اثنان آخران من لغم تقاربي ويختفيان في سحابة من الدخان بينما يطلق تريغ النار عليه عند أقدامهم. تلتقط هوليداي واحدًا آخر تمامًا عندما يترنح تريغ عائدًا إلى الغطاء، مصابًا برصاصة في الكتف. يغرز حقنة منشطة في فخذه ويقفز مرة أخرى. تصطدم رصاصة بالخرسانة التي أمامي، وترتد إلى الأعلى لتصيب هوليداي في أضلاعها تحت إبط درعها الجسدي بضربة مكتومة.

“لا يوجد نقاش هنا. أنت إرهابي، ويجب أن تُقدّم إلى العدالة”. “إذًا لماذا تتحدث معي أيها المنافق اللعين؟” “لأن الشرف لا يزال مهمًا. الشرف هو ما يتردد صداه”. كلمات والده. لكنها فارغة على شفتيه كما تبدو في أذنيّ. هذه الحرب أخذت كل شيء منه. أرى في عينيه كم هو محطم. كم يحاول جاهدًا أن يكون ابن أبيه. لو استطاع، لاختار العودة إلى نار المخيم التي أوقدناها في مرتفعات المعهد. كان ليعود إلى أيام المجد عندما كانت الحياة بسيطة، عندما بدا الأصدقاء حقيقيين. لكن تمني الماضي لا ينظف الدم من أي من أيدينا. أستمع إلى الريح الآتية من الوادي. يصل كعباي إلى نهاية منصة الهبوط. لا يوجد شيء سوى الهواء خلفي. الهواء والتضاريس المتغيرة لمدينة مظلمة في قاع الوادي على بعد ألفي متر أدناه. “سيقفز”، تقول آجا بهدوء لكاسيوس. “نحتاج إلى الجثة”. “دارو… لا تفعل”، يقول كاسيوس، لكن عينيه تخبرانني بأن أقفز، تخبرانني أن آخذ هذا المخرج بدلاً من الاستسلام، بدلاً من الذهاب إلى لونا ليتم تقشيري. هذه هي الطريقة النبيلة. إنه يضع عباءته فوقي مرة أخرى. أكرهه لذلك. “تظن أنك شريف؟” أهسهس. “تظن أنك جيد؟ من بقي لتحبه؟ من تقاتل من أجله؟” يتسلل الغضب إلى كلماتي. “أنت وحيد يا كاسيوس. لكنني لست كذلك. ليس عندما واجهت أخاك في الممر. ليس عندما اختبأت بينكم. ليس عندما كنت أرقد في الظلام. ولا حتى الآن”. أقبض على جسد هوليداي الفاقد للوعي بأقصى ما أستطيع، وأدخل أصابعي داخل أشرطة درعها الجسدي. أتشبث بيد فيكترا. كعباي يخدشان حافة الخرسانة. “استمع إلى الريح يا كاسيوس. استمع إلى الريح اللعينة”. يميل الفارسان رأسيهما. وما زالا لا يفهمان صوت الصرير الغريب الذي ينجرف من قاع الوادي، كيف سيعرف ابن وابنة “الذهبيين” صوت المخلب الحفار وهو يقضم الصخر؟ كيف سيخمنان أن شعبي سيأتي ليس من السماء، بل من قلب كوكبنا؟

تدور وتسقط. تجبرني الرصاصات على الانحناء بجانبها. يتساقط المطر الخرساني. تبصق دمًا وهناك صدى رطب ومخاطي لأنفاسها.
“إنها في رئتي”، تلهث وهي تتلمس حقنة منشطة من جيب ساقها. لو لم تُحرق دوائر درعها، لحُقنت الأدوية تلقائيًا. لكن عليها فتح العلبة وسحب جرعة يدويًا. أساعدها، وأسحب إحدى المحاقن الدقيقة وأحقنها في رقبتها. تتوسع حدقتا عينيها وتبطؤ أنفاسها بينما ينجرف المخدر عبر دمها. بجانبي، عينا فيكترا مغلقتان.

تدور وتسقط. تجبرني الرصاصات على الانحناء بجانبها. يتساقط المطر الخرساني. تبصق دمًا وهناك صدى رطب ومخاطي لأنفاسها. “إنها في رئتي”، تلهث وهي تتلمس حقنة منشطة من جيب ساقها. لو لم تُحرق دوائر درعها، لحُقنت الأدوية تلقائيًا. لكن عليها فتح العلبة وسحب جرعة يدويًا. أساعدها، وأسحب إحدى المحاقن الدقيقة وأحقنها في رقبتها. تتوسع حدقتا عينيها وتبطؤ أنفاسها بينما ينجرف المخدر عبر دمها. بجانبي، عينا فيكترا مغلقتان.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

يتوقف إطلاق النار. بحذر، أُطل. يختبئ “رماديو” جاكال خلف جدران خرسانية وأعمدة عبر الجسر، على بعد حوالي ستين مترًا. يعيد تريغ تعبئة سلاحه. الريح هي الصوت الوحيد. هناك خطب ما. أبحث في السماء، خائفًا من الهدوء. ذهبي قادم. أشعر به من نبض المعركة.
“تريغ!” أصرخ حتى يرتجف جسدي. “اهرب!”

الفصل 6 : ضحايا

ترى هوليداي النظرة على وجهي. تكافح لتقف، وتئن من الألم بينما يتخلى تريغ عن غطائه، وينزلق حذاؤه على الجسر الزلق بالجليد. يسقط ويقف على قدميه، ويتدافع نحونا، مرعوبًا. فات الأوان. خلفه، تخرج آجا أو غريموس من باب القلعة، متجاوزة “الرماديين”، متجاوزة الأوبسديان الذين يتربصون في الظلال. ترتدي سترتها الرسمية السوداء. ساقاها الطويلتان تبتلعان تريغ الآن. إنه أحد أتعس المشاهد التي رأيتها على الإطلاق.

أطلق النار من مسدسي. تفرغ هوليداي بندقيتها. لا نصيب سوى الهواء. تتفادى آجا، تلتوي، وعندما يكون تريغ على بعد عشر خطوات منا، تطعنه عبر جذعه بنصلها. يلمع المعدن رطبًا من عظمة صدره. يتسع الذهول في عينيه. يطلق فمه شهقة هادئة. ويصرخ وهو يُرفع في الهواء. يُرفع إلى الأعلى بنصل آجا كضفدع بركة يرتعش على طرف رمح مؤقت.
“تريغ…” تهمس هوليداي.
أترنح إلى الأمام، نحو آجا، وأسحب نصلي، لكن هوليداي تجذبني إلى الخلف خلف الجدار بينما تمزق رصاصات من “الرماديين” البعيدين الخرسانة حولنا. يذيب دمها الثلج تحتها. “لا تكن غبيًا”، تزمجر، وهي تجرني إلى الأرض بآخر ما تبقى من قوتها. “لا يمكننا مساعدته”.

رصاصة واحدة تحطم صباح الشتاء. يتردد صداها هشًا وباردًا. تتبعها المزيد. فرقعة. فرقعة. فرقعة. يتطاير الثلج حوله. يركض عائدًا بينما تنحني هوليداي لتغطيه، وبندقيتها تهز كتفها. بمشقة، أدفع نفسي لأقف. تؤلمني عيناي وهما تحاولان التركيز في ضوء الشمس. تنفجر الخرسانة أمامي. شظايا تمزق وجهي. أنحني، وأرتجف من الخوف. لقد وجد رجال جاكال أسلحتهم الاحتياطية.

222222222

“إنه أخوك!”
“إنه ليس هدف المهمة. بل أنت”.
“دارو!” تنادي آجا من الجسر. تطل هوليداي حيث تقف آجا مع أخيها، ووجهها شاحب وهادئ. تحمل الفارس تريغ على طرف نصلها بيد واحدة. يرتعش تريغ على النصل. ينزلق عليه نحو قبضتها. “أيها الفاضل، لقد انتهى وقت الاختباء خلف الآخرين. اخرج”.
“لا تفعل”، تتمتم هوليداي.
“اخرج”، تقول آجا. وترمي تريغ من نصلها فوق جانب الجسر. يسقط مائتي متر قبل أن ينشطر جسده على حافة صخرية أدناه.

تطلق هوليداي صوت اختناق. ترفع بندقيتها الفارغة وتسحب الزناد عشرات المرات في اتجاه آجا. تنحني آجا قبل أن تدرك أن سلاح هوليداي فارغ. أسحب هوليداي إلى الأسفل بينما تصطدم رصاصة قناص تستهدف صدرها ببندقيتها، وتحطمها وتطيرها من قبضتها، وتشوه إصبعًا. نجلس ونحن نرتجف، وظهورنا إلى الخرسانة، وفيكترا بيننا.
“أنا آسف”، أتمكن من القول. لا تسمعني. يداها ترتجفان أسوأ من يديّ. لا دموع في عينيها البعيدتين. لا لون في وجهها المجعد.
“سيأتون”، تقول بعد لحظة جوفاء. عيناها تتبعان الدخان الأخضر. “يجب عليهم ذلك”. يتسرب الدم من ملابسها ومن زاوية فمها قبل أن يتجمد في منتصف عنقها. تمسك بسكين حذائها وتحاول النهوض، لكن جسدها قد انتهى. أنفاسها رطبة وسميكة، تفوح منها رائحة النحاس. “سيأتون”.
“ما هي الخطة؟” أسألها. تغلق عينيها. أهزها. “كيف سيأتون؟”
تومئ إلى حافة منصة الهبوط. “استمع”.
“دارو!” ينادي صوت كاسيوس عبر الريح. لقد انضم إلى آجا. “دارو من ليكوس، اخرج!” صوته الرخيم لا يليق بهذه اللحظة. ملكي جدًا وعالٍ وغير متأثر بالحزن الذي يبتلعنا. أمسح الدموع من عيني. “يجب أن تقرر ما أنت عليه في النهاية يا دارو. هل ستخرج كرجل؟ أم يجب أن نستأصلك كفأر من كهف؟”
يضيق الغضب صدري، لكنني لا أريد أن أقف. كنت سأفعل ذلك ذات مرة، عندما كنت أرتدي درع “الذهبيين” وظننت أنني سأعلو فوق قاتل “إيو” وأكشف عن نفسي الحقيقية بينما تحترق مدنه ويسقط لونهم. لكن هذا الدرع قد ذهب. قناع الحاصد ذاك قد أكله الشك والظلام. أنا مجرد صبي، وأرتجف وأرتعد وأختبئ من عدوي لأنني أعرف ثمن الفشل، وأنا خائف جدًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يتوقف إطلاق النار. بحذر، أُطل. يختبئ “رماديو” جاكال خلف جدران خرسانية وأعمدة عبر الجسر، على بعد حوالي ستين مترًا. يعيد تريغ تعبئة سلاحه. الريح هي الصوت الوحيد. هناك خطب ما. أبحث في السماء، خائفًا من الهدوء. ذهبي قادم. أشعر به من نبض المعركة. “تريغ!” أصرخ حتى يرتجف جسدي. “اهرب!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

لكنني لن أتركهم يأخذونني. لن أكون ضحيتهم، ولن أترك فيكترا تقع في أيديهم مرة أخرى.
“اللعنة على هذا”، أقول. أمسك بطوق هوليداي ويد فيكترا، وعيناي تومضان من الإجهاد، وأعمى من الشمس على الثلج، ووجهي مخدر، وأجرهما بكل قوتي من مكان اختبائنا عبر منصة الهبوط إلى الحافة البعيدة حيث تعصف الريح.
هناك صمت من أعدائي.
المشهد الذي يجب أن أصنعه—شكل مترنح، ذابل، يجر أصدقائي، عيون غائرة، وجه كوجه شيطان عجوز جائع، ملتحٍ وسخيف—مثير للشفقة. على بعد عشرين مترًا خلفي، يقف فارسا أوليمبوس بتعجرف على الجسر حيث يلتقي بمنصة الهبوط، محاطين بأكثر من خمسين من “الرماديين” والأوبسديان الذين أتوا من أبواب القلعة التي خلفهم. نصل آجا الفضي يقطر دمًا. لكنه ليس سلاحها. إنه سلاح لورن، الذي أخذته من جثته. تنبض أصابع قدمي داخل نعالي المبللة.

ترى هوليداي النظرة على وجهي. تكافح لتقف، وتئن من الألم بينما يتخلى تريغ عن غطائه، وينزلق حذاؤه على الجسر الزلق بالجليد. يسقط ويقف على قدميه، ويتدافع نحونا، مرعوبًا. فات الأوان. خلفه، تخرج آجا أو غريموس من باب القلعة، متجاوزة “الرماديين”، متجاوزة الأوبسديان الذين يتربصون في الظلال. ترتدي سترتها الرسمية السوداء. ساقاها الطويلتان تبتلعان تريغ الآن. إنه أحد أتعس المشاهد التي رأيتها على الإطلاق.

يبدو رجالهم صغارًا جدًا أمام وجه قلعة الجبل الشاسعة. بنادقهم المعدنية تافهة وبسيطة. أنظر إلى اليمين، بعيدًا عن الجسر. على بعد كيلومترات، ترتفع مجموعة من الجنود من قمة جبل بعيدة حيث لم يصل النبض الكهرومغناطيسي. ينعطفون نحونا عبر طبقة سحاب منخفضة. ذوات أجنحة خاطفة تتبعهم.
“دارو”، يناديني كاسيوس وهو يمشي إلى الأمام مع آجا من الجسر إلى المنصة. “لا يمكنك الهروب”. يراقبني، وعيناه لا تُقرآن. “الدرع مرفوع. السماء محجوبة. لا يمكن لأي سفن أن تأتي من وراءه لاستعادتك”. ينظر إلى الدخان الأخضر الذي ينبعث من القنبلة على منصة الهبوط في هواء الشتاء. “تقبل مصيرك”.
تعوي الريح بيننا، حاملة رقاقات من الثلج المقتلع من الجبل.
“تشريح؟” أسأل. “هل هذا ما تظن أنني أستحقه؟”
“أنت إرهابي. أي حقوق كانت لك، لقد تخليت عنها”.
“حقوق؟” أزمجر فوق فيكترا وهوليداي. “لأسحب قدمي زوجتي؟ لأشاهد والدي يموت؟” أحاول أن أبصق، لكنه يلتصق بشفتي. “ما الذي يمنحكم الحق في أخذهما؟”

ترى هوليداي النظرة على وجهي. تكافح لتقف، وتئن من الألم بينما يتخلى تريغ عن غطائه، وينزلق حذاؤه على الجسر الزلق بالجليد. يسقط ويقف على قدميه، ويتدافع نحونا، مرعوبًا. فات الأوان. خلفه، تخرج آجا أو غريموس من باب القلعة، متجاوزة “الرماديين”، متجاوزة الأوبسديان الذين يتربصون في الظلال. ترتدي سترتها الرسمية السوداء. ساقاها الطويلتان تبتلعان تريغ الآن. إنه أحد أتعس المشاهد التي رأيتها على الإطلاق.

“لا يوجد نقاش هنا. أنت إرهابي، ويجب أن تُقدّم إلى العدالة”.
“إذًا لماذا تتحدث معي أيها المنافق اللعين؟”
“لأن الشرف لا يزال مهمًا. الشرف هو ما يتردد صداه”. كلمات والده. لكنها فارغة على شفتيه كما تبدو في أذنيّ. هذه الحرب أخذت كل شيء منه. أرى في عينيه كم هو محطم. كم يحاول جاهدًا أن يكون ابن أبيه. لو استطاع، لاختار العودة إلى نار المخيم التي أوقدناها في مرتفعات المعهد. كان ليعود إلى أيام المجد عندما كانت الحياة بسيطة، عندما بدا الأصدقاء حقيقيين. لكن تمني الماضي لا ينظف الدم من أي من أيدينا.
أستمع إلى الريح الآتية من الوادي. يصل كعباي إلى نهاية منصة الهبوط. لا يوجد شيء سوى الهواء خلفي. الهواء والتضاريس المتغيرة لمدينة مظلمة في قاع الوادي على بعد ألفي متر أدناه.
“سيقفز”، تقول آجا بهدوء لكاسيوس. “نحتاج إلى الجثة”.
“دارو… لا تفعل”، يقول كاسيوس، لكن عينيه تخبرانني بأن أقفز، تخبرانني أن آخذ هذا المخرج بدلاً من الاستسلام، بدلاً من الذهاب إلى لونا ليتم تقشيري. هذه هي الطريقة النبيلة. إنه يضع عباءته فوقي مرة أخرى.
أكرهه لذلك.
“تظن أنك شريف؟” أهسهس. “تظن أنك جيد؟ من بقي لتحبه؟ من تقاتل من أجله؟” يتسلل الغضب إلى كلماتي. “أنت وحيد يا كاسيوس. لكنني لست كذلك. ليس عندما واجهت أخاك في الممر. ليس عندما اختبأت بينكم. ليس عندما كنت أرقد في الظلام. ولا حتى الآن”. أقبض على جسد هوليداي الفاقد للوعي بأقصى ما أستطيع، وأدخل أصابعي داخل أشرطة درعها الجسدي. أتشبث بيد فيكترا. كعباي يخدشان حافة الخرسانة. “استمع إلى الريح يا كاسيوس. استمع إلى الريح اللعينة”.
يميل الفارسان رأسيهما. وما زالا لا يفهمان صوت الصرير الغريب الذي ينجرف من قاع الوادي، كيف سيعرف ابن وابنة “الذهبيين” صوت المخلب الحفار وهو يقضم الصخر؟ كيف سيخمنان أن شعبي سيأتي ليس من السماء، بل من قلب كوكبنا؟

الفصل 6 : ضحايا

“وداعًا يا كاسيوس”، أقول. “توقعني”. وأدفع جسدي من الحافة بكلتا ساقيّ، وألقي بنفسي إلى الخلف في الهواء الطلق، وأجر هوليداي وفيكترا إلى الهواء الرقيق.

222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “إنه أخوك!” “إنه ليس هدف المهمة. بل أنت”. “دارو!” تنادي آجا من الجسر. تطل هوليداي حيث تقف آجا مع أخيها، ووجهها شاحب وهادئ. تحمل الفارس تريغ على طرف نصلها بيد واحدة. يرتعش تريغ على النصل. ينزلق عليه نحو قبضتها. “أيها الفاضل، لقد انتهى وقت الاختباء خلف الآخرين. اخرج”. “لا تفعل”، تتمتم هوليداي. “اخرج”، تقول آجا. وترمي تريغ من نصلها فوق جانب الجسر. يسقط مائتي متر قبل أن ينشطر جسده على حافة صخرية أدناه.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

1111111111
0 0 تقييمات
التقييم
اشترك
نبّهني عن
guest
1 تعليق
الأحدث
الأقدم أعلى تقييمًا
Inline Feedbacks
View all comments
Google Play

🎉 التطبيق الآن على Google Play!

النسخة الرسمية من ملوك الروايات

⚠️ مهم: احذف النسخة القديمة (APK) أولاً قبل تثبيت النسخة الجديدة من Google Play
1
احذف النسخة القديمة من الإعدادات
2
اضغط على زر Google Play أدناه
3
ثبّت النسخة الرسمية من المتجر

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط