سمكة غريبة
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عضّ سيزر حبل القش بقوة وجذب إلى الخلف، وكان ذا خبرة في الشدّ، فقد سحب الناس والحبال غير مرة.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
وبينما كان يُعدّ عدّته، طفق المحاربان اللذان يحميان الضفّة يتبادلان النظرات المتعجبة. في البداية ظنّا أنّ الفتى سيقفز إلى الماء، واستعدّا لانتشاله ورميه في كهفه ثانية. غير أنّ تصرّفه الغريب أذهلهما، فاكتفيا بمراقبته بصمت.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
هبت الريح من فوق الماء تحمل رطوبة ورائحة زُفارة، ربما رائحة الماء أو المخلوق المختبئ تحته، فزاد ذلك المحاربين قلقًا.
Arisu-san
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عضّ سيزر حبل القش بقوة وجذب إلى الخلف، وكان ذا خبرة في الشدّ، فقد سحب الناس والحبال غير مرة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وتوتّر المحاربان من بعيد؛ فهما لم يدخلا الماء قطّ. أقصى ما فعلاه عند النهر هو غسل جلود الحيوانات عند الحافة الضحلة. وفي الصيف رأيا وحشًا مائيًا عملاقًا يخرج من وسط النهر، وسمعا الكثير من القصص المفزعة التي تناقلتها الأجيال. ولهذا كانا، كغيرهما، يتعاملان مع النهر بحذرٍ وخشية. والآن، وهما يريان شاو شوان يسحب شيئًا من الماء، ازداد توترهما، خائفين من أن يخرج وحشٌ كبير.
الفصل 7: سمكة غريبة
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل 7: سمكة غريبة
…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
استخدم شاو شوان نصف الكرة السوداء طُعمًا عائمًا، وربط دودةَ الحجر بطرف حبلٍ من القش، إذ لم يكن ثمّة صنارة، ولم يستطع إيجاد خطّافٍ حجري بديل. ولو أنّ في الماء سمكةً مفترسة تبدي اهتمامًا بدود الحجر!
وبعد إلحاحٍ طويل من شاو شوان، ترك سيزر الحبل على مضض، واقترب بحذر من السمكة التي ترفرف بقوة، كاشفًا أنيابه كأنه يتهيأ لعضّها.
في حياته السابقة كان يستخدم ديدان الأرض للصيد، ولأنّه لم يصادف دودة أرض واحدة في هذه الحياة، جرّب استخدام ديدان الحجر. أهل القبيلة كانوا يقولون إنّ المخلوقات في ذلك النهر شديدة الشراسة وصلبة، فلعلّها لا تكترث بطُعمٍ خشن. فضلًا عن أنّ شاو شوان لم يكن ينوي اصطياد شيء دون خطّاف، بل كان يجري اختبارًا فقط. فإن وُجد في الماء ما يأكل ديدان الحجر، فبوسعه صنع خطّاف حجري في الغد.
وبعد إلحاحٍ طويل من شاو شوان، ترك سيزر الحبل على مضض، واقترب بحذر من السمكة التي ترفرف بقوة، كاشفًا أنيابه كأنه يتهيأ لعضّها.
كانت دودة الحجر التي عثر عليها سيزر مربوطةً مؤقتًا في طرف الحبل. قد تهرب بعد مقاومةٍ قصيرةٍ في الماء، لكن شاو شوان لم يُبالِ، فليست لديه أدوات كافية. وإن فشل الأمر، فسيطلب من سيزر أن يلتقط له دودة حجر أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هيا، هي صيدك. أحسنت! ستصبح محاربًا ممتازًا في المستقبل!” ثم أردف وهو يفكر: “لكن من الأفضل ألا تقترب من النهر ثانية، فهناك غير هذه السمكة أشياء أخرى، ولن تكون محظوظًا كل مرة.”
كان نصف الكرة السوداء مربوطًا بالحبل، وعلى مسافة نصف متر من دودة الحجر. ولم يكن شاو شوان ينوي إجراء تجربته في المياه العميقة، فوقف عند الضفة الضحلة وألقى الدودة ونصف الكرة معًا. غاصت الكرة قليلًا تحت وطأة الحبل والدودة، لكنها ظلّت تطفو فوق السطح، مما مكّنه من الاستدلال على ما يحدث تحت الماء بمراقبة حركتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن بين المكان الذي وقف فيه شاو شوان وبين موضع دودة الحجر سوى بضع خطوات. والماء هناك ضحل لا يُغرق أحدًا، ومع ذلك وجدت سمكة بهذه الشراسة موطنًا لها في هذا العمق الضحل!
لم يكن طول الحبل الذي معه يتجاوز خمسة أمتار، لذا وقف شاو شوان قريبًا جدًا من موضع الطُعم. ووقف على اليابسة حاذرًا ألا يخطو إلى الماء، لكي يتمكن من الركض بسرعة إذا طرأ خطر، وقد رسم طريق هروبه باتجاه المحاربين الحارسين.
كان ذلك أول صيدٍ يشدّه سيزر، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وأطاع أمر شاو شوان. وبعد فترة، توقف شاو شوان حين تأكد أنّ السمكة لن تقفز عائدةً إلى الماء.
وبينما كان يُعدّ عدّته، طفق المحاربان اللذان يحميان الضفّة يتبادلان النظرات المتعجبة. في البداية ظنّا أنّ الفتى سيقفز إلى الماء، واستعدّا لانتشاله ورميه في كهفه ثانية. غير أنّ تصرّفه الغريب أذهلهما، فاكتفيا بمراقبته بصمت.
ظنّ المحاربان أن شاو شوان خائف من الاقتراب من تلك السمكة الضارية. كان ذلك أول لقاء له مع مثلها، لكن أحد المحاربين سبق أن رآها من قبل.
“سيزر، اسحب الحبل عندما أعطيك الإشارة، حسنًا؟”
لكن بعد نصف ساعة فقط…
وضع شاو شوان الطرف الآخر من الحبل بين فكي سيزر، وأمسك هو بالمنتصف.
وعلى الرغم من أنّ الأمر كله جرى في طرفة عين، فقد شعر شاو شوان بأن القوة تحت الماء تفوق قدرته، ولهذا استنجد بسيزر. كان شغوفًا بأن يرى ما الذي يجرّ الطعم الآن.
ومضى بعض الوقت، ولم يحدث شيء. وبدأ شاو شوان يفكر: لعلّ الأسماك ليست قريبة من الضفة… أو لعلّها لا تهتم بدود الحجر؟
“…”
لكن قبل أن ينهي فكرته، غاصت نصف الكرة السوداء فجأة.
ظنّ المحاربان أن شاو شوان خائف من الاقتراب من تلك السمكة الضارية. كان ذلك أول لقاء له مع مثلها، لكن أحد المحاربين سبق أن رآها من قبل.
شيء يلتهم الطُّعم!
حدّق المحاربان، عاجزين عن الكلام.
انزلق الحبل من بين يدي شاو شوان بسرعة، واحترقت كفّاه من الاحتكاك. وفي لحظة قبض على الحبل بقوة، وصاح بطلب المساعدة: “اسحب يا سيزر!”
لم يكن طول الحبل الذي معه يتجاوز خمسة أمتار، لذا وقف شاو شوان قريبًا جدًا من موضع الطُعم. ووقف على اليابسة حاذرًا ألا يخطو إلى الماء، لكي يتمكن من الركض بسرعة إذا طرأ خطر، وقد رسم طريق هروبه باتجاه المحاربين الحارسين.
وعلى الرغم من أنّ الأمر كله جرى في طرفة عين، فقد شعر شاو شوان بأن القوة تحت الماء تفوق قدرته، ولهذا استنجد بسيزر. كان شغوفًا بأن يرى ما الذي يجرّ الطعم الآن.
لكن قبل أن ينهي فكرته، غاصت نصف الكرة السوداء فجأة.
عضّ سيزر حبل القش بقوة وجذب إلى الخلف، وكان ذا خبرة في الشدّ، فقد سحب الناس والحبال غير مرة.
ثم ظهرت هيئة الكائن الذي كان يلتهم الطُّعم، وانفجر السطح باضطراب صراعه.
وتوتّر المحاربان من بعيد؛ فهما لم يدخلا الماء قطّ. أقصى ما فعلاه عند النهر هو غسل جلود الحيوانات عند الحافة الضحلة. وفي الصيف رأيا وحشًا مائيًا عملاقًا يخرج من وسط النهر، وسمعا الكثير من القصص المفزعة التي تناقلتها الأجيال. ولهذا كانا، كغيرهما، يتعاملان مع النهر بحذرٍ وخشية. والآن، وهما يريان شاو شوان يسحب شيئًا من الماء، ازداد توترهما، خائفين من أن يخرج وحشٌ كبير.
وضع شاو شوان الطرف الآخر من الحبل بين فكي سيزر، وأمسك هو بالمنتصف.
“هل ننزل؟” همس أحدهما، ودفع رفيقه بكوعه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“آه… لِن… لنذهب وننظر…” تردد الآخر قليلًا، ثم أجاب موافقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
هبت الريح من فوق الماء تحمل رطوبة ورائحة زُفارة، ربما رائحة الماء أو المخلوق المختبئ تحته، فزاد ذلك المحاربين قلقًا.
كان الفم أضخم ما في رأسها، يملأه صفٌّ طويل من الأنياب الصغيرة الحادة. وُلدت السمكة لتعضّ وتقتل. ولولا مساعدة سيزر لما استطاع شاو شوان جرّها إلى الشاطئ بقوته وحده.
كان شيءٌ تحت الماء يسحب شاو شوان بعنف، يحاول جره إلى الداخل، بينما هو وسيزر يجاهدان في السحب. غير أنّ شاو شوان كان أقوى قليلًا، ومع مرور الوقت، أخذ يجرّ الشيء خطوة فخطوة خارج الماء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان نصف الكرة السوداء مربوطًا بالحبل، وعلى مسافة نصف متر من دودة الحجر. ولم يكن شاو شوان ينوي إجراء تجربته في المياه العميقة، فوقف عند الضفة الضحلة وألقى الدودة ونصف الكرة معًا. غاصت الكرة قليلًا تحت وطأة الحبل والدودة، لكنها ظلّت تطفو فوق السطح، مما مكّنه من الاستدلال على ما يحدث تحت الماء بمراقبة حركتها.
ثم ظهرت هيئة الكائن الذي كان يلتهم الطُّعم، وانفجر السطح باضطراب صراعه.
أحد المحاربين استخدم رمحه العظمي ليطعن السمكة. كان سريعًا وقويًا، فنفذ رمحه منها وثبّتها بالأرض.
قبض شاو شوان على الحبل بشدة، يحدّق في الماء، حين ومضت أمام عينيه صورة خاطفة: فمٌ هائل يزخر بأسنان صغيرة حادة، ينقضّ نحوه! كان الفم كبيرًا لدرجة أنه قادر على ابتلاع رأسه. لكنه ما إن لاح حتى اختفى.
Arisu-san
كان الوميض سريعًا جدًا، واختفى قبل أن يستطيع ردّ فعل، فهزّ رأسه ظانًا أنّها مجرد هلاوس بسبب التوتر.
كان الوميض سريعًا جدًا، واختفى قبل أن يستطيع ردّ فعل، فهزّ رأسه ظانًا أنّها مجرد هلاوس بسبب التوتر.
وصل المحاربان إلى جانبه، وكانت السمكة قد خرجت بكامل جسدها: رأسها يشكّل ثلثي جسدها، وطولها نصف متر تقريبًا. وما إن أُخرجت حتى واصلت عضّ حبل القش بلا نية لإفلاته.
“سيزر، اسحب الحبل عندما أعطيك الإشارة، حسنًا؟”
“لا تتوقفا! اسحبا!” صرخ شاو شوان على سيزر حين رأى المحاربين واقفين مذهولين بلا حركة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عضّ سيزر حبل القش بقوة وجذب إلى الخلف، وكان ذا خبرة في الشدّ، فقد سحب الناس والحبال غير مرة.
كان ذلك أول صيدٍ يشدّه سيزر، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وأطاع أمر شاو شوان. وبعد فترة، توقف شاو شوان حين تأكد أنّ السمكة لن تقفز عائدةً إلى الماء.
استخدم شاو شوان نصف الكرة السوداء طُعمًا عائمًا، وربط دودةَ الحجر بطرف حبلٍ من القش، إذ لم يكن ثمّة صنارة، ولم يستطع إيجاد خطّافٍ حجري بديل. ولو أنّ في الماء سمكةً مفترسة تبدي اهتمامًا بدود الحجر!
“أخيرًا! أحسنت يا سيزر!… سيزر، اتركها!… إلى أين تجرّ السمكة؟!”
انزلق الحبل من بين يدي شاو شوان بسرعة، واحترقت كفّاه من الاحتكاك. وفي لحظة قبض على الحبل بقوة، وصاح بطلب المساعدة: “اسحب يا سيزر!”
ظلّ سيزر ممسكًا بالحبل، يزمجر بصوت منخفض. كانت السمكة قد استنفرت غرائزه، فوقف مستعدًا للقتال، يشدّ الحبل بقوة، وقد نسي تمامًا أنّ شاو شوان قد أفلت الحبل.
وتوتّر المحاربان من بعيد؛ فهما لم يدخلا الماء قطّ. أقصى ما فعلاه عند النهر هو غسل جلود الحيوانات عند الحافة الضحلة. وفي الصيف رأيا وحشًا مائيًا عملاقًا يخرج من وسط النهر، وسمعا الكثير من القصص المفزعة التي تناقلتها الأجيال. ولهذا كانا، كغيرهما، يتعاملان مع النهر بحذرٍ وخشية. والآن، وهما يريان شاو شوان يسحب شيئًا من الماء، ازداد توترهما، خائفين من أن يخرج وحشٌ كبير.
وبعد إلحاحٍ طويل من شاو شوان، ترك سيزر الحبل على مضض، واقترب بحذر من السمكة التي ترفرف بقوة، كاشفًا أنيابه كأنه يتهيأ لعضّها.
وذاك الوميض الذي تراءى له وهو يشدّ الحبل… ذلك الفم الهائل ذو الأسنان الصغيرة الحادة…
لم يكن بين المكان الذي وقف فيه شاو شوان وبين موضع دودة الحجر سوى بضع خطوات. والماء هناك ضحل لا يُغرق أحدًا، ومع ذلك وجدت سمكة بهذه الشراسة موطنًا لها في هذا العمق الضحل!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تتوقفا! اسحبا!” صرخ شاو شوان على سيزر حين رأى المحاربين واقفين مذهولين بلا حركة.
كان لها فمٌ هائل، مليء بأسنان صغيرة حادة. وكانت عنيدة، تتشبث بالطُّعم بشراسة كأنها تريد تمزيقه خارج الماء. بل إنها ظلّت ترفس بذيلها وجسدها بعد سحبها إلى اليابسة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عضّ سيزر حبل القش بقوة وجذب إلى الخلف، وكان ذا خبرة في الشدّ، فقد سحب الناس والحبال غير مرة.
أحد المحاربين استخدم رمحه العظمي ليطعن السمكة. كان سريعًا وقويًا، فنفذ رمحه منها وثبّتها بالأرض.
وتوتّر المحاربان من بعيد؛ فهما لم يدخلا الماء قطّ. أقصى ما فعلاه عند النهر هو غسل جلود الحيوانات عند الحافة الضحلة. وفي الصيف رأيا وحشًا مائيًا عملاقًا يخرج من وسط النهر، وسمعا الكثير من القصص المفزعة التي تناقلتها الأجيال. ولهذا كانا، كغيرهما، يتعاملان مع النهر بحذرٍ وخشية. والآن، وهما يريان شاو شوان يسحب شيئًا من الماء، ازداد توترهما، خائفين من أن يخرج وحشٌ كبير.
وما إن انغرس بها الرمح حتى فتحت فمها وأفلتت الحبل، وبدأت تفتح وتغلق فكيها كأنها تبحث عما تعضّه. وبعد أن أفلتت، لم يبقَ من دودة الحجر سوى أشلاء، وكان حبل القش على وشك القطع.
كان ذلك أول صيدٍ يشدّه سيزر، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وأطاع أمر شاو شوان. وبعد فترة، توقف شاو شوان حين تأكد أنّ السمكة لن تقفز عائدةً إلى الماء.
صنع شاو شوان هذا الحبل بنفسه، وكان يعرف مدى قوته ومقاومته للبلى. طالما استخدمه للسحب والربط ولم ينقطع قط. ولكن السمكة قطّعته في لحظات.
هبت الريح من فوق الماء تحمل رطوبة ورائحة زُفارة، ربما رائحة الماء أو المخلوق المختبئ تحته، فزاد ذلك المحاربين قلقًا.
وعندما وقعت عيناه على ذلك الفم الهائل، أصيب بالذهول.
“…”
كان الفم أضخم ما في رأسها، يملأه صفٌّ طويل من الأنياب الصغيرة الحادة. وُلدت السمكة لتعضّ وتقتل. ولولا مساعدة سيزر لما استطاع شاو شوان جرّها إلى الشاطئ بقوته وحده.
كان لها فمٌ هائل، مليء بأسنان صغيرة حادة. وكانت عنيدة، تتشبث بالطُّعم بشراسة كأنها تريد تمزيقه خارج الماء. بل إنها ظلّت ترفس بذيلها وجسدها بعد سحبها إلى اليابسة.
ولو أن في المياه الضحلة كثيرًا من هذا النوع، لالتهَموا الإنسان حتى العظام إن تعثر وسقط. وهي واحدة فقط من مخلوقات النهر—فما بالك بما هو أفظع منها؟ ليس عجبًا أن حتى محاربي الطوطم يتحاشون دخول النهر.
أحد المحاربين استخدم رمحه العظمي ليطعن السمكة. كان سريعًا وقويًا، فنفذ رمحه منها وثبّتها بالأرض.
ارتجف شاو شوان من فكرة أن طفلًا من أطفال القبيلة قد ينزلق ويسقط إلى الماء.
وبينما كان يُعدّ عدّته، طفق المحاربان اللذان يحميان الضفّة يتبادلان النظرات المتعجبة. في البداية ظنّا أنّ الفتى سيقفز إلى الماء، واستعدّا لانتشاله ورميه في كهفه ثانية. غير أنّ تصرّفه الغريب أذهلهما، فاكتفيا بمراقبته بصمت.
وذاك الوميض الذي تراءى له وهو يشدّ الحبل… ذلك الفم الهائل ذو الأسنان الصغيرة الحادة…
ولو أن في المياه الضحلة كثيرًا من هذا النوع، لالتهَموا الإنسان حتى العظام إن تعثر وسقط. وهي واحدة فقط من مخلوقات النهر—فما بالك بما هو أفظع منها؟ ليس عجبًا أن حتى محاربي الطوطم يتحاشون دخول النهر.
حدّق شاو شوان في الفم وتذكّر الصور التي رآها على الجدار الحجري في القرية النائية أثناء لحظاته الأخيرة في حياته السابقة.
…
ظنّ المحاربان أن شاو شوان خائف من الاقتراب من تلك السمكة الضارية. كان ذلك أول لقاء له مع مثلها، لكن أحد المحاربين سبق أن رآها من قبل.
هبت الريح من فوق الماء تحمل رطوبة ورائحة زُفارة، ربما رائحة الماء أو المخلوق المختبئ تحته، فزاد ذلك المحاربين قلقًا.
“حين لم تكن قوة الطوطم خاصتي قد استيقظت، جئت مع أبي إلى النهر ورأينا مخلوقًا كهذا. وقال الشامان إنه يُسمّى (سمكة). هناك ملوثات كثيرة في الماء. امرأة من القبيلة قُطعت ذراعُها وهي تغسل الجلود. قتل أبي واحدة منهنّ في ذلك اليوم.”
رمق المحارب شاو شوان بنظرة تقدير. لم يتوقع أن طفلًا مثله قد يجرّ سمكة خطرة دون أن يدخل الماء. أما في الماضي فقد خاطر والده بحياته لينقذ تلك المرأة قبل أن تُلتهم، لكنها فقدت ذراعها رغم ذلك. ومن يومها تجنبت النساء النهر لفترة طويلة، ولم يعدن إليه إلا اضطرارًا حين يجفّ السيل في الجبل ويضيق مجراه.
وعلى الرغم من أنّ الأمر كله جرى في طرفة عين، فقد شعر شاو شوان بأن القوة تحت الماء تفوق قدرته، ولهذا استنجد بسيزر. كان شغوفًا بأن يرى ما الذي يجرّ الطعم الآن.
حين عاد شاو شوان إلى رشده، كانت السمكة قد ماتت بالفعل. وانتزع المحارب رمحه وحمل السمكة من ذيلها، ثم قدّمها إليه.
…
“هيا، هي صيدك. أحسنت! ستصبح محاربًا ممتازًا في المستقبل!” ثم أردف وهو يفكر: “لكن من الأفضل ألا تقترب من النهر ثانية، فهناك غير هذه السمكة أشياء أخرى، ولن تكون محظوظًا كل مرة.”
كان ذلك أول صيدٍ يشدّه سيزر، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وأطاع أمر شاو شوان. وبعد فترة، توقف شاو شوان حين تأكد أنّ السمكة لن تقفز عائدةً إلى الماء.
لكن بعد نصف ساعة فقط…
ولو أن في المياه الضحلة كثيرًا من هذا النوع، لالتهَموا الإنسان حتى العظام إن تعثر وسقط. وهي واحدة فقط من مخلوقات النهر—فما بالك بما هو أفظع منها؟ ليس عجبًا أن حتى محاربي الطوطم يتحاشون دخول النهر.
كان شاو شوان—الذي “لن يكون محظوظًا كل مرة”—يسحب سمكة أكبر بالطريقة نفسها.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
حدّق المحاربان، عاجزين عن الكلام.
حين عاد شاو شوان إلى رشده، كانت السمكة قد ماتت بالفعل. وانتزع المحارب رمحه وحمل السمكة من ذيلها، ثم قدّمها إليه.
“…”
وما إن انغرس بها الرمح حتى فتحت فمها وأفلتت الحبل، وبدأت تفتح وتغلق فكيها كأنها تبحث عما تعضّه. وبعد أن أفلتت، لم يبقَ من دودة الحجر سوى أشلاء، وكان حبل القش على وشك القطع.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
صنع شاو شوان هذا الحبل بنفسه، وكان يعرف مدى قوته ومقاومته للبلى. طالما استخدمه للسحب والربط ولم ينقطع قط. ولكن السمكة قطّعته في لحظات.
ظلّ سيزر ممسكًا بالحبل، يزمجر بصوت منخفض. كانت السمكة قد استنفرت غرائزه، فوقف مستعدًا للقتال، يشدّ الحبل بقوة، وقد نسي تمامًا أنّ شاو شوان قد أفلت الحبل.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات