الخصوم القدامى
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
عادةً ما كان الآخرون في القبيلة يأتون لـ”جمع البقايا” في وقت العشاء، عند اقتراب الغروب، لأن معظم المحاربين في ذلك الوقت يتوقفون عن التدريب ليستريحوا. أمّا في سائر أوقات النهار، فكان ميدان التدريب يصبح مكانًا خطرًا لأولئك الذين لم تستيقظ بعد فيهم قوة الطوطم، إذ إنّ الحجارة المتطايرة من ضربات المحاربين للصخور كانت بمثابة رصاصات قاتلة للضعفاء. ولحسن الحظ، بفضل توجيهات ماي السابقة، أصبح وصول شاو شوان إلى وجهته أسهل وأكثر أمنًا.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
اقترب شاو شوان بحذر من سيزر ونظر في الاتجاه الذي أشار إليه. كانت هناك ثلاثة صبيةٍ في نحو العاشرة من أعمارهم، أقوى وأطول منه.
Arisu-san
رفع شاو شوان سكينه عاليًا وضرب حافة الصخرة. دوّى صوت تشقّقٍ قوي، وخلّف أثرًا خفيفًا على الحجر، فابتهج لذلك، إذ عرف أنّ الحجر يمكن أن يُصنع منه رأس رمحٍ أو سهم. صانعو الأدوات الحجرية سيقررون لاحقًا ما يمكن صنعه منه، أمّا هو فما عليه سوى إيجاد الحجر الجيد ومبادلته بالطعام.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
رفع شاو شوان سكينه عاليًا وضرب حافة الصخرة. دوّى صوت تشقّقٍ قوي، وخلّف أثرًا خفيفًا على الحجر، فابتهج لذلك، إذ عرف أنّ الحجر يمكن أن يُصنع منه رأس رمحٍ أو سهم. صانعو الأدوات الحجرية سيقررون لاحقًا ما يمكن صنعه منه، أمّا هو فما عليه سوى إيجاد الحجر الجيد ومبادلته بالطعام.
الفصل 3: الخصوم القدامى
سار مع كلبه سيزر في الطريق الذي دلّه عليه ماي من قبل. وأثناء سيرهما، دوّى هدير الصخور المتكسّرة في تلال التدريب، واهتزّت الجبال حين تدحرجت من أعاليها صخور ضخمة على الجوانب. ولو لم يُخبره ماي بطريقٍ آمن، لكان عبوره هناك مخاطرة قاتلة.
…
نظر حوله ثم اختار مكانًا خفيًا ليخفي فيه كيس الجلد الذي يحتوي الحجر الذي وجده، وبعدها تسلّل إلى الجهة الخلفية من الجرف وقال لسيزر: “يجب أن تتولى أمر (يي)، فهمت؟ تعرف من هو (يي)، أليس كذلك؟”
بما أنّ هذه المنطقة كانت المصدر الرئيسي للحجارة التي يستخدمها أفراد القبيلة، فلا شك أنّ فيها الكثير من الصخور الجيدة التي يمكن تحويلها بسهولة إلى أدوات. وبالطبع، كان لمحاربين الطوطم حقّ الأسبقية في اختيار الحجارة، إذ كانت تلك المنطقة ميدان تدريبهم. أمّا الضعفاء، ومن بينهم شاو شوان، فكان عليهم الانتظار ليأتِي دورهم في “جمع البقايا”.
أثناء فترة تعافيه، أجرى تأملًا عميقًا في نفسه، وقرّر بعدها ألا يُظهر أيّ رحمة في القتال ضدّهم. كان قانون القبيلة يمنع القتل أو التسبّب بعاهة، لذا لم يكن أحد يتدخّل طالما لم يُقتل أحد أو يُعجز. وسكّان سفح الجبل اعتادوا على هذه القاعدة الوحشية.
كانت العبارة مهينة في ظاهرها، لكنها تصف الواقع بدقّة تامّة.
كانت العبارة مهينة في ظاهرها، لكنها تصف الواقع بدقّة تامّة.
عادةً ما كان الآخرون في القبيلة يأتون لـ”جمع البقايا” في وقت العشاء، عند اقتراب الغروب، لأن معظم المحاربين في ذلك الوقت يتوقفون عن التدريب ليستريحوا. أمّا في سائر أوقات النهار، فكان ميدان التدريب يصبح مكانًا خطرًا لأولئك الذين لم تستيقظ بعد فيهم قوة الطوطم، إذ إنّ الحجارة المتطايرة من ضربات المحاربين للصخور كانت بمثابة رصاصات قاتلة للضعفاء. ولحسن الحظ، بفضل توجيهات ماي السابقة، أصبح وصول شاو شوان إلى وجهته أسهل وأكثر أمنًا.
كان أحد المحاربين قد قال يومًا إنّ معظم الوحوش التي تعيش في الغابات العميقة ذكية، بينما الأغبياء منها هم الأصعب في التدريب. وكان سيزر من النوع الذكي، وهذه ليست أول مرة يعمل فيها مع شاو شوان. وحتى لو اختلط عليه الأمر، فلن يهمّ، إذ قرّر شاو شوان أن يتولّى بنفسه أمر زعيمهم المسمّى (ساي)، لأنه إن أسقطه أولًا فسيصبح الباقون أسهل.
كان الحجر الجيد يُعدّ سلعة ثمينة يمكن مبادلته بالكثير، لذا لم يكن شاو شوان ليفوّت تلك الفرصة.
كان المكان الذي يتدرّب فيه ماي قريبًا من قمة التلّ. وبما أنّه ميدان تدريب لمحاربي الطوطم، فلم تُشقّ فيه طرق ملساء، فكان التسلق صعبًا ومرهقًا. وحين وصل شاو شوان أخيرًا إلى المنطقة الصحيحة، كانت يداه وقدماه وذراعاه تنزف دمًا.
سار مع كلبه سيزر في الطريق الذي دلّه عليه ماي من قبل. وأثناء سيرهما، دوّى هدير الصخور المتكسّرة في تلال التدريب، واهتزّت الجبال حين تدحرجت من أعاليها صخور ضخمة على الجوانب. ولو لم يُخبره ماي بطريقٍ آمن، لكان عبوره هناك مخاطرة قاتلة.
عادةً ما كان الآخرون في القبيلة يأتون لـ”جمع البقايا” في وقت العشاء، عند اقتراب الغروب، لأن معظم المحاربين في ذلك الوقت يتوقفون عن التدريب ليستريحوا. أمّا في سائر أوقات النهار، فكان ميدان التدريب يصبح مكانًا خطرًا لأولئك الذين لم تستيقظ بعد فيهم قوة الطوطم، إذ إنّ الحجارة المتطايرة من ضربات المحاربين للصخور كانت بمثابة رصاصات قاتلة للضعفاء. ولحسن الحظ، بفضل توجيهات ماي السابقة، أصبح وصول شاو شوان إلى وجهته أسهل وأكثر أمنًا.
تابع شاو شوان السير وهو يعدّل شعره المشعث ويزيل شظايا الحجارة العالقة بثيابه.
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) كانت الحجارة الأجود والأصلب قد اختارها ماي بالفعل، إذ كان يسعى إلى تلك ذات الخواص المتقدمة، غير أنّ بعض الصخور ذات الجودة المتوسطة ما زالت متروكة، يمكن لشاو شوان الاستفادة منها.
كان المكان الذي يتدرّب فيه ماي قريبًا من قمة التلّ. وبما أنّه ميدان تدريب لمحاربي الطوطم، فلم تُشقّ فيه طرق ملساء، فكان التسلق صعبًا ومرهقًا. وحين وصل شاو شوان أخيرًا إلى المنطقة الصحيحة، كانت يداه وقدماه وذراعاه تنزف دمًا.
كانت العبارة مهينة في ظاهرها، لكنها تصف الواقع بدقّة تامّة.
لم يبالِ بالجراح، إذ كان واثقًا أنّها ستشفى بعد أيام قليلة من الراحة، وكل ذلك يستحق العناء إن عثر على حجارةٍ جيدة.
Arisu-san
استنزف تسلّق الجبل قوته، ولولا فطوره الصباحي لما استطاع الوصول.
لم يكونوا من “كهف الأيتام”، بل من عائلاتٍ تسكن عند سفح الجبل. كانوا يتسكّعون معًا، وبدؤوا في سرقته بعد أيام قليلة من استيقاظه في هذا العالم. في البداية، لم يكن شاو شوان قد غيّر طريقة تفكيره بعد، فكان يتصرّف كما في حياته السابقة، متردّدًا في ردّ الأذى، متساهلًا في القتال. لكنّ ذلك التراخي كلفه غاليًا، إذ خسر شرائح اللحم المجفّف التي جمعها بشقّ الأنفس، وتعرّض لضربٍ مبرّح.
كانت الحجارة من مختلف الأحجام والأشكال متناثرة على الأرض الوعرة، وعلى الجرف المقابل بدت ثقوب متفاوتة العمق تحمل آثار اقتلاع الحجارة من أطرافها. خمّن شاو شوان أنّ تلك الثقوب كانت تحتوي سابقًا على حجارة أصلب، حفرها ماي وأخذها ليصنع منها أدوات للصيد. فالحجارة الصلبة الدقيقة ليست موزّعة على نطاقٍ واسع في الجبال، بل تتكوّن على هيئة عُقدٍ متفرقة، بعضها ظاهر على السطح وبعضها مدفون في الأعماق. وإذ لم يكن المحاربون قادرين على تمزيق الجبل نفسه، فالعثور على تلك الحجارة الجيدة كان يعتمد على الحظّ، ولهذا قال شاو شوان من قبل إنّ ماي كان ذا حظٍّ حسن حين عاد.
بما أنّ هذه المنطقة كانت المصدر الرئيسي للحجارة التي يستخدمها أفراد القبيلة، فلا شك أنّ فيها الكثير من الصخور الجيدة التي يمكن تحويلها بسهولة إلى أدوات. وبالطبع، كان لمحاربين الطوطم حقّ الأسبقية في اختيار الحجارة، إذ كانت تلك المنطقة ميدان تدريبهم. أمّا الضعفاء، ومن بينهم شاو شوان، فكان عليهم الانتظار ليأتِي دورهم في “جمع البقايا”.
إلى جانب تلك الثقوب، كانت هناك آثار قبضاتٍ وأقدام على الجرف، وهو مكان تدريب ماي.
بما أنّ هذه المنطقة كانت المصدر الرئيسي للحجارة التي يستخدمها أفراد القبيلة، فلا شك أنّ فيها الكثير من الصخور الجيدة التي يمكن تحويلها بسهولة إلى أدوات. وبالطبع، كان لمحاربين الطوطم حقّ الأسبقية في اختيار الحجارة، إذ كانت تلك المنطقة ميدان تدريبهم. أمّا الضعفاء، ومن بينهم شاو شوان، فكان عليهم الانتظار ليأتِي دورهم في “جمع البقايا”.
لقد طوّر محاربي الطوطم قبضاتٍ شديدة الصلابة. ولو حاول شاو شوان ضرب أضعف جزءٍ من الجرف، لانكسرت قبضته بينما تبقى الصخرة كما هي.
لقد طوّر محاربي الطوطم قبضاتٍ شديدة الصلابة. ولو حاول شاو شوان ضرب أضعف جزءٍ من الجرف، لانكسرت قبضته بينما تبقى الصخرة كما هي.
كانت الحجارة الأجود والأصلب قد اختارها ماي بالفعل، إذ كان يسعى إلى تلك ذات الخواص المتقدمة، غير أنّ بعض الصخور ذات الجودة المتوسطة ما زالت متروكة، يمكن لشاو شوان الاستفادة منها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمّا بالنسبة إلى أولئك الصبية الثلاثة، فلم يكن شاو شوان بطولهم أو بقوتهم، ولا كان في مثل تغذيتهم الجيدة، فبِمَ عساه أن ينافسهم؟ لا بدّ من ذهنٍ حادٍّ وخطةٍ قاسية عند مواجهة خصومٍ متفوّقين عددًا وقوة.
من دون تردّد، أوكل شاو شوان لسيزر مهمة المراقبة، وبدأ يبحث بهدوء عن حجارة يمكنه مبادلتها بالطعام، فقد وجب عليه أن يُسارع قبل أن يأتي غيره ويسلبه ما يجده.
تابع شاو شوان السير وهو يعدّل شعره المشعث ويزيل شظايا الحجارة العالقة بثيابه.
التقط شاو شوان شظية حجرية طويلة، يبلغ طولها نصف قدم تقريبًا، غير منتظمة الشكل، ليست كبيرة ولا ثقيلة. كان يعلم أنّ جودة الحجارة لا تُقاس بوزنها. كانت هناك أنواع كثيرة لم يرها في حياته السابقة، بل إنّ خبراته القديمة لم تعد نافعة في هذا العالم الجديد. ما اكتسبه من معرفة خلال الأشهر الستة الماضية كان ما تعلّمه بنفسه من تجاربه. وعلى عكس المحاربين ذوي الخبرة الذين يميّزون جودة الحجر من ملمسه ولونه، لم يكن شاو شوان يعرف كيف يُحدّد ذلك، لافتقاره إلى الخبرة. لذا استخدم طريقة بدائية؛ إذ يختار حجارة مناسبة الشكل ويضربها بسكينه الحجري ليرى إن كانت تترك أثرًا. وغالبًا، كلما كان الأثر أقل عمقًا، دلّ ذلك على جودةٍ أعلى.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
رفع شاو شوان سكينه عاليًا وضرب حافة الصخرة. دوّى صوت تشقّقٍ قوي، وخلّف أثرًا خفيفًا على الحجر، فابتهج لذلك، إذ عرف أنّ الحجر يمكن أن يُصنع منه رأس رمحٍ أو سهم. صانعو الأدوات الحجرية سيقررون لاحقًا ما يمكن صنعه منه، أمّا هو فما عليه سوى إيجاد الحجر الجيد ومبادلته بالطعام.
بما أنّ هذه المنطقة كانت المصدر الرئيسي للحجارة التي يستخدمها أفراد القبيلة، فلا شك أنّ فيها الكثير من الصخور الجيدة التي يمكن تحويلها بسهولة إلى أدوات. وبالطبع، كان لمحاربين الطوطم حقّ الأسبقية في اختيار الحجارة، إذ كانت تلك المنطقة ميدان تدريبهم. أمّا الضعفاء، ومن بينهم شاو شوان، فكان عليهم الانتظار ليأتِي دورهم في “جمع البقايا”.
وضع الحجر في كيسٍ من جلد الحيوان مثقّب ببضع فتحات، وهمَّ بالبحث مجددًا، لكنّ سيزر شعر بشيءٍ غير طبيعي.
لم يكن شاو شوان يعلم إن كان أفراد القبيلة ينتمون إلى سلالةٍ مميّزة، لكنّهم امتلكوا قدرةً خارقة على الشفاء رغم تشابههم مع البشر الذين عرفهم في حياته السابقة. فحتى بعد جرحٍ بالغ، كان المرء يستطيع الوقوف مجددًا بعد أيام قليلة، وبعد شهر أو شهرين يستعيد جسده عافيته تمامًا. ولهذا السبب لم يكونوا يُولون القتال اهتمامًا كبيرًا، إذ يعدّونه أمرًا تافهًا مقارنةً بالعثور على الطعام.
اقترب شاو شوان بحذر من سيزر ونظر في الاتجاه الذي أشار إليه. كانت هناك ثلاثة صبيةٍ في نحو العاشرة من أعمارهم، أقوى وأطول منه.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
إنهم معارفه القدامى وخصومه الأقدمون، الذين اعتادوا سرقة ما يملكه. أولئك الأوغاد الثلاثة!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استنزف تسلّق الجبل قوته، ولولا فطوره الصباحي لما استطاع الوصول.
لم يكونوا من “كهف الأيتام”، بل من عائلاتٍ تسكن عند سفح الجبل. كانوا يتسكّعون معًا، وبدؤوا في سرقته بعد أيام قليلة من استيقاظه في هذا العالم. في البداية، لم يكن شاو شوان قد غيّر طريقة تفكيره بعد، فكان يتصرّف كما في حياته السابقة، متردّدًا في ردّ الأذى، متساهلًا في القتال. لكنّ ذلك التراخي كلفه غاليًا، إذ خسر شرائح اللحم المجفّف التي جمعها بشقّ الأنفس، وتعرّض لضربٍ مبرّح.
اقترب شاو شوان بحذر من سيزر ونظر في الاتجاه الذي أشار إليه. كانت هناك ثلاثة صبيةٍ في نحو العاشرة من أعمارهم، أقوى وأطول منه.
بعدها، أدرك شاو شوان حقيقة هذا العالم وتكيّف معها، تمامًا كما حدث في اليوم الأول حين استيقظ في الكهف ورأى الأطفال يتقاتلون على الطعام بعيونٍ تشبه عيون الذئاب، فبدّل نظرته تجاههم.
وضع الحجر في كيسٍ من جلد الحيوان مثقّب ببضع فتحات، وهمَّ بالبحث مجددًا، لكنّ سيزر شعر بشيءٍ غير طبيعي.
أثناء فترة تعافيه، أجرى تأملًا عميقًا في نفسه، وقرّر بعدها ألا يُظهر أيّ رحمة في القتال ضدّهم. كان قانون القبيلة يمنع القتل أو التسبّب بعاهة، لذا لم يكن أحد يتدخّل طالما لم يُقتل أحد أو يُعجز. وسكّان سفح الجبل اعتادوا على هذه القاعدة الوحشية.
بما أنّ هذه المنطقة كانت المصدر الرئيسي للحجارة التي يستخدمها أفراد القبيلة، فلا شك أنّ فيها الكثير من الصخور الجيدة التي يمكن تحويلها بسهولة إلى أدوات. وبالطبع، كان لمحاربين الطوطم حقّ الأسبقية في اختيار الحجارة، إذ كانت تلك المنطقة ميدان تدريبهم. أمّا الضعفاء، ومن بينهم شاو شوان، فكان عليهم الانتظار ليأتِي دورهم في “جمع البقايا”.
لم يكن شاو شوان يعلم إن كان أفراد القبيلة ينتمون إلى سلالةٍ مميّزة، لكنّهم امتلكوا قدرةً خارقة على الشفاء رغم تشابههم مع البشر الذين عرفهم في حياته السابقة. فحتى بعد جرحٍ بالغ، كان المرء يستطيع الوقوف مجددًا بعد أيام قليلة، وبعد شهر أو شهرين يستعيد جسده عافيته تمامًا. ولهذا السبب لم يكونوا يُولون القتال اهتمامًا كبيرًا، إذ يعدّونه أمرًا تافهًا مقارنةً بالعثور على الطعام.
لم يبالِ بالجراح، إذ كان واثقًا أنّها ستشفى بعد أيام قليلة من الراحة، وكل ذلك يستحق العناء إن عثر على حجارةٍ جيدة.
أمّا بالنسبة إلى أولئك الصبية الثلاثة، فلم يكن شاو شوان بطولهم أو بقوتهم، ولا كان في مثل تغذيتهم الجيدة، فبِمَ عساه أن ينافسهم؟ لا بدّ من ذهنٍ حادٍّ وخطةٍ قاسية عند مواجهة خصومٍ متفوّقين عددًا وقوة.
لم يكن شاو شوان يعلم إن كان أفراد القبيلة ينتمون إلى سلالةٍ مميّزة، لكنّهم امتلكوا قدرةً خارقة على الشفاء رغم تشابههم مع البشر الذين عرفهم في حياته السابقة. فحتى بعد جرحٍ بالغ، كان المرء يستطيع الوقوف مجددًا بعد أيام قليلة، وبعد شهر أو شهرين يستعيد جسده عافيته تمامًا. ولهذا السبب لم يكونوا يُولون القتال اهتمامًا كبيرًا، إذ يعدّونه أمرًا تافهًا مقارنةً بالعثور على الطعام.
خفض شاو شوان رأس سيزر قليلًا، لكنّ الكلب ظلّ يُظهر أنيابه بوحشية تجاه القادمين. اضطر شاو شوان إلى الضغط على فمه هامسًا: “انتظر قليلًا!”
كان أحد المحاربين قد قال يومًا إنّ معظم الوحوش التي تعيش في الغابات العميقة ذكية، بينما الأغبياء منها هم الأصعب في التدريب. وكان سيزر من النوع الذكي، وهذه ليست أول مرة يعمل فيها مع شاو شوان. وحتى لو اختلط عليه الأمر، فلن يهمّ، إذ قرّر شاو شوان أن يتولّى بنفسه أمر زعيمهم المسمّى (ساي)، لأنه إن أسقطه أولًا فسيصبح الباقون أسهل.
نظر حوله ثم اختار مكانًا خفيًا ليخفي فيه كيس الجلد الذي يحتوي الحجر الذي وجده، وبعدها تسلّل إلى الجهة الخلفية من الجرف وقال لسيزر: “يجب أن تتولى أمر (يي)، فهمت؟ تعرف من هو (يي)، أليس كذلك؟”
اقترب شاو شوان بحذر من سيزر ونظر في الاتجاه الذي أشار إليه. كانت هناك ثلاثة صبيةٍ في نحو العاشرة من أعمارهم، أقوى وأطول منه.
كان أحد المحاربين قد قال يومًا إنّ معظم الوحوش التي تعيش في الغابات العميقة ذكية، بينما الأغبياء منها هم الأصعب في التدريب. وكان سيزر من النوع الذكي، وهذه ليست أول مرة يعمل فيها مع شاو شوان. وحتى لو اختلط عليه الأمر، فلن يهمّ، إذ قرّر شاو شوان أن يتولّى بنفسه أمر زعيمهم المسمّى (ساي)، لأنه إن أسقطه أولًا فسيصبح الباقون أسهل.
Arisu-san
ألصق سيزر جسده بالأرض واختبأ خلف صخرةٍ ضخمة، في إشارةٍ إلى أنه فهم أمر شاو شوان.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
يبدو أنّ جميع الوحوش البرّية تمتلك بالفطرة قدرةً على التسلّل والاختباء والانقضاض بفتكٍ مميت. فغريزة الصيد تجري في دمائها، حتى وإن كان الذئب قد تربّى ككلب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يبدو أنّ جميع الوحوش البرّية تمتلك بالفطرة قدرةً على التسلّل والاختباء والانقضاض بفتكٍ مميت. فغريزة الصيد تجري في دمائها، حتى وإن كان الذئب قد تربّى ككلب.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
عادةً ما كان الآخرون في القبيلة يأتون لـ”جمع البقايا” في وقت العشاء، عند اقتراب الغروب، لأن معظم المحاربين في ذلك الوقت يتوقفون عن التدريب ليستريحوا. أمّا في سائر أوقات النهار، فكان ميدان التدريب يصبح مكانًا خطرًا لأولئك الذين لم تستيقظ بعد فيهم قوة الطوطم، إذ إنّ الحجارة المتطايرة من ضربات المحاربين للصخور كانت بمثابة رصاصات قاتلة للضعفاء. ولحسن الحظ، بفضل توجيهات ماي السابقة، أصبح وصول شاو شوان إلى وجهته أسهل وأكثر أمنًا.
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) كانت الحجارة الأجود والأصلب قد اختارها ماي بالفعل، إذ كان يسعى إلى تلك ذات الخواص المتقدمة، غير أنّ بعض الصخور ذات الجودة المتوسطة ما زالت متروكة، يمكن لشاو شوان الاستفادة منها.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات