الفصل 23: أنا وحش (2)
“ما الذي أفعله بحق الجحيم هنا؟” أشتم بتذمر، قابضاً يديّ في قبضتين. أقرأ الصحيفة وكأنني جدي. أنتظر الموت بسلام؟ أن يأتي شخص، يفضل أن يكون أخضر، ويقتلني دون أن يرف له جفن؟. أبتلع وأنظر حولي بتفكير. أمشي خارجاً من غرفة المعيشة إلى أخرى. إنه ممر أصغر، لكن حيث يؤدي هو علامة X على خريطة كنزي. حمام. أحدق في المرآة المؤطرة بالأخضر التفاحي ولا أتعرف على نفسي. خجلاً، أنظر بعيداً، أقترب من الحمام المبلط. فرش أسنان خشبية، حوض استحمام ضخم، ورأس دش بفتحات بحجم الإبهام. السقف هو رأس الدش، نصف المساحة فوق الحوض، الذي سأتسع فيه مرة ونصف. البلاط الأزرق الشاحب، الذي يعكس جسدي المثير للشفقة مثل المرايا، غارق في الأحمر، لكن أكثر بكثير في اللون الأخضر من جسدي.
أستند بيدي المتألمة بينما أستمر في التحديق في المارة عبر الشارع الضيق. فقط عربة تجرها خيول، وخلفها، أرى عائلة أخرى تبدو مسالمة. فتاة صغيرة، في مثل عمر تلك التي نمت بجانبها بالأمس. التي بجانبها رثيت أخي الصغير. لكنهم يسحبون شخصاً ما. صبياً صغيراً. شخص يبرز لي في الضباب الأزرق الشاحب. في العالم العكر، البارد، والمهجور. شرارة حمراء. واحد مثلي. ومع ذلك يسحبونه خلفهم. يمسك الأب الظاهري يد الفتاة وهي تأكل قطعة خبز بحجم يدها. نصف مأكولة. ببراءة، تمزقها لنصفين. الصبي الأحمر الصغير، ربما بنصف حجمي، يركض نصف عارٍ، بخلافي، يرتدي ملابس داخلية فقط. مثلي، لديه علامة حرق على رقبته، أقل تشوهاً مما كنت عليه قبل أيام، وأكثر مما أنا عليه في حالتي الحالية. تمد الفتاة نصف خبزتها للصبي ذي الشعر البني. تصل أصابعي نحو الضوء الخافت. يمد الصبي الصغير يده للخبز، لتدفعه الفتاة الأكبر قليلاً. يسقط في بركة. ترمي الفتاة نصف الخبزة عليه، لتسقط هي أيضاً في البركة القذرة. يمر مارة آخرون، يضحك بعضهم مثل الفتاة الصغيرة، مثل الأب أو الأم. رغم شكلهم البشري، هم ليسوا بشراً. لكنني لست كذلك أيضاً. أشيح بوجهي، ونظراتي منخفضة. لا أستطيع المساعدة، ليس في هذه الحالة. ليس بملامحي الحالية، ليس بمعرفتي المحدودة. لا أستطيع. أنا آسف، لكنني لا أستطيع.
أستند بيدي المتألمة بينما أستمر في التحديق في المارة عبر الشارع الضيق. فقط عربة تجرها خيول، وخلفها، أرى عائلة أخرى تبدو مسالمة. فتاة صغيرة، في مثل عمر تلك التي نمت بجانبها بالأمس. التي بجانبها رثيت أخي الصغير. لكنهم يسحبون شخصاً ما. صبياً صغيراً. شخص يبرز لي في الضباب الأزرق الشاحب. في العالم العكر، البارد، والمهجور. شرارة حمراء. واحد مثلي. ومع ذلك يسحبونه خلفهم. يمسك الأب الظاهري يد الفتاة وهي تأكل قطعة خبز بحجم يدها. نصف مأكولة. ببراءة، تمزقها لنصفين. الصبي الأحمر الصغير، ربما بنصف حجمي، يركض نصف عارٍ، بخلافي، يرتدي ملابس داخلية فقط. مثلي، لديه علامة حرق على رقبته، أقل تشوهاً مما كنت عليه قبل أيام، وأكثر مما أنا عليه في حالتي الحالية. تمد الفتاة نصف خبزتها للصبي ذي الشعر البني. تصل أصابعي نحو الضوء الخافت. يمد الصبي الصغير يده للخبز، لتدفعه الفتاة الأكبر قليلاً. يسقط في بركة. ترمي الفتاة نصف الخبزة عليه، لتسقط هي أيضاً في البركة القذرة. يمر مارة آخرون، يضحك بعضهم مثل الفتاة الصغيرة، مثل الأب أو الأم. رغم شكلهم البشري، هم ليسوا بشراً. لكنني لست كذلك أيضاً. أشيح بوجهي، ونظراتي منخفضة. لا أستطيع المساعدة، ليس في هذه الحالة. ليس بملامحي الحالية، ليس بمعرفتي المحدودة. لا أستطيع. أنا آسف، لكنني لا أستطيع.
تترك قدماي الحافيتان بقعاً خضراء على الأرضية الخشبية. رغم أنها تتلاشى في حدتها، حتى بعد عشرين خطوة بلا هدف حول هذا المنزل، فإنها لا تزال تترك علامات. ورق حائط بلون الزيتون. خزائن تذكرني بزياراتي لأجدادي في طفولتي. المطبخ، أدوات المائدة، الأطباق الخزفية. ساعات تدق. ساعات بـ 16 رقماً بدلاً من 24. كل شيء يبدو عتيقاً جداً. أواصل المشي، أرى صحيفة، وأقرأ عنواناً: الأسبوع الثالث بعد اختراق الحمر لأبولو، وبالفعل مقاومة؟ أقلب للصفحة التالية والورق المزرق يلتصق ببعضه، النص مائل وبرتقالي. تتعمق عيناي أكثر، وتبدأ في التألم من الخط. أتنهد، ضارباً بقبضتي على الطاولة الخشبية الصلبة في غرفة المعيشة الظاهرية. أستدير، أمشي فوق السجادة البرتقالية العنبرية، ما زلت أقرأ الصحيفة، وأجلس على أريكة تذكرني مرة أخرى بزياراتي لأجدادي. إنها صلبة، غير مريحة، للمظهر أكثر من الراحة الفعلية. الحواف صلبة، بارزة قليلاً، وأجلس بظهري ومؤخرتي الداميتين، لكنني لا أهتم. ألقي نظرة على وعاء، أتنهد، وأمد يدي للفاكهة ذات المظهر الغريب. لم أرها من قبل، لم أسمع بها حتى. بينما أحاول متابعة قراءة الصحيفة وتقريب الفاكهة المزرقة، التي تشبه الكمثرى، من فمي، أرميها ضد ورق الحائط الزيتوني، مما يتسبب في سقوط صورة معلقة. تتبعها الصحيفة، رغم أنها لا تطير بعيداً بنفس القدر.
تترك قدماي الحافيتان بقعاً خضراء على الأرضية الخشبية. رغم أنها تتلاشى في حدتها، حتى بعد عشرين خطوة بلا هدف حول هذا المنزل، فإنها لا تزال تترك علامات. ورق حائط بلون الزيتون. خزائن تذكرني بزياراتي لأجدادي في طفولتي. المطبخ، أدوات المائدة، الأطباق الخزفية. ساعات تدق. ساعات بـ 16 رقماً بدلاً من 24. كل شيء يبدو عتيقاً جداً. أواصل المشي، أرى صحيفة، وأقرأ عنواناً: الأسبوع الثالث بعد اختراق الحمر لأبولو، وبالفعل مقاومة؟ أقلب للصفحة التالية والورق المزرق يلتصق ببعضه، النص مائل وبرتقالي. تتعمق عيناي أكثر، وتبدأ في التألم من الخط. أتنهد، ضارباً بقبضتي على الطاولة الخشبية الصلبة في غرفة المعيشة الظاهرية. أستدير، أمشي فوق السجادة البرتقالية العنبرية، ما زلت أقرأ الصحيفة، وأجلس على أريكة تذكرني مرة أخرى بزياراتي لأجدادي. إنها صلبة، غير مريحة، للمظهر أكثر من الراحة الفعلية. الحواف صلبة، بارزة قليلاً، وأجلس بظهري ومؤخرتي الداميتين، لكنني لا أهتم. ألقي نظرة على وعاء، أتنهد، وأمد يدي للفاكهة ذات المظهر الغريب. لم أرها من قبل، لم أسمع بها حتى. بينما أحاول متابعة قراءة الصحيفة وتقريب الفاكهة المزرقة، التي تشبه الكمثرى، من فمي، أرميها ضد ورق الحائط الزيتوني، مما يتسبب في سقوط صورة معلقة. تتبعها الصحيفة، رغم أنها لا تطير بعيداً بنفس القدر.
“ما الذي أفعله بحق الجحيم هنا؟” أشتم بتذمر، قابضاً يديّ في قبضتين. أقرأ الصحيفة وكأنني جدي. أنتظر الموت بسلام؟ أن يأتي شخص، يفضل أن يكون أخضر، ويقتلني دون أن يرف له جفن؟. أبتلع وأنظر حولي بتفكير. أمشي خارجاً من غرفة المعيشة إلى أخرى. إنه ممر أصغر، لكن حيث يؤدي هو علامة X على خريطة كنزي. حمام. أحدق في المرآة المؤطرة بالأخضر التفاحي ولا أتعرف على نفسي. خجلاً، أنظر بعيداً، أقترب من الحمام المبلط. فرش أسنان خشبية، حوض استحمام ضخم، ورأس دش بفتحات بحجم الإبهام. السقف هو رأس الدش، نصف المساحة فوق الحوض، الذي سأتسع فيه مرة ونصف. البلاط الأزرق الشاحب، الذي يعكس جسدي المثير للشفقة مثل المرايا، غارق في الأحمر، لكن أكثر بكثير في اللون الأخضر من جسدي.
في البداية، لا ألقي لها بالاً. مجرد نَفَس. لكن بعد ذلك يتلعثم. حاد. مفكك. كأنه قد يكون الأخير لي. أمتص الهواء غريزياً—لكنه ليس هواء. إنه ماء. أشهق، مختنقاً بالبرودة، ويصطدم الألم بصدري كالحجر. تتوقف رئتاي. تتصلب ذراعاي. للحظة، أشعر وكأن شيئاً يضغط عليّ، يحاول إغراقي ببطء. أريد الصراخ، لكن لا صوت—فقط فقاعات تتصاعد. لكن بينما أحارب الضغط الخانق، يتحول الأمر. ليس الماء. أنا. جسدي يتكيف، يتخدر من البرد. تخف الصدمة، وأتنفس بشكل أسهل، رغم أن أنفاسي لا تزال ترتجف. يرتعد جسدي بعنف، فكي مطبق، ذراعاي مسحوبتان للداخل. ليس نوع البرد الذي يقوم بوخز جلدك. إنه النوع الذي يتسرب لعظامك وينقع روحك.
أنظر حولي بإيجاز، قابضاً بيدي المرتعشتين على حافة الحوض، التي هي بارتفاع الركبة. بينما أضع أصابع قدمي في الحوض الفارغ، أنظر لنفسي لأول مرة منذ أسابيع. كنت أتخيل فقط بشكل تقريبي كيف سأبدو الآن، لكنه كان أسوأ مما ظننت. أحدق في نفسي في المرآة العرضية بين العديدين ولا أظهر شيئاً. أنا فقط أحدق. أنظر لجلدي غير المستوي. بلون النحاس، وبقع خضراء وزرقاء. ظننت أن فكي قد شُفي؛ أستطيع تحريكه مجدداً، العض، لكنه لا يزال يبدو مشوهاً، كأنه دُفع للخلف للنصف فقط. عظم أنفي غائر، شعري أشيب ودهني، يسقط فوق عينيّ المحتقنتين بالدم. يبدو شعري كالرماد وسط الجمر. أتنفس بعمق، محدقاً في عينيّ الحمراوين. ظننت أن عينيّ زرقاوان. زرقاوان مثل الشمس، لكنهما، كما أرى، حمراوان مثل دمي. بلا حدقات. لا أكلف نفسي عناء الدهشة.
أستمر في التحديق، وتنتقل عيناي لرقبتي، التي لم تعد تبدو موجودة. استبدلت بلحم أحمر. بثور، مثل بيتزا سُحبت منها الجبنة. تنتقل عيناي للأسفل أكثر، وأرى الخدوش الصغيرة، مصحوبة ببقع زرقاء وبنفسجية. ترتجف قبضتاي، تتدليان عند وركي. يقطر دم أحمر من أصابعي إلى الحوض بالأسفل. بينما وجهي خالٍ من الشعر، الباقي، خاصة بالأسفل، مغطى بالكامل. أريد النظر لقدمي وركبتي، لكن الحوض الأزرق الجليدي يحجب الرؤية، ولا أكلف نفسي عناء الخروج مرة أخرى. بدلاً من ذلك، أتنهد فقط، موجهاً كتفيّ المتيبسين، يداي تبحثان عن صنبور. لا توجد ستارة. لا نافذة، فقط الغرفة المليئة بالبلاط البارد. إنها أظلم قليلاً من الممر، لكن مقارنة بالزنزانة، هي كالنار المتوهجة التي يتدفأ حولها المرء أثناء التخييم. أصابعي بالكاد تطيعني، لذا أضغط على جزء طويل وبارد بيدي الدامية المسطحة. طرطشة.
تترك قدماي الحافيتان بقعاً خضراء على الأرضية الخشبية. رغم أنها تتلاشى في حدتها، حتى بعد عشرين خطوة بلا هدف حول هذا المنزل، فإنها لا تزال تترك علامات. ورق حائط بلون الزيتون. خزائن تذكرني بزياراتي لأجدادي في طفولتي. المطبخ، أدوات المائدة، الأطباق الخزفية. ساعات تدق. ساعات بـ 16 رقماً بدلاً من 24. كل شيء يبدو عتيقاً جداً. أواصل المشي، أرى صحيفة، وأقرأ عنواناً: الأسبوع الثالث بعد اختراق الحمر لأبولو، وبالفعل مقاومة؟ أقلب للصفحة التالية والورق المزرق يلتصق ببعضه، النص مائل وبرتقالي. تتعمق عيناي أكثر، وتبدأ في التألم من الخط. أتنهد، ضارباً بقبضتي على الطاولة الخشبية الصلبة في غرفة المعيشة الظاهرية. أستدير، أمشي فوق السجادة البرتقالية العنبرية، ما زلت أقرأ الصحيفة، وأجلس على أريكة تذكرني مرة أخرى بزياراتي لأجدادي. إنها صلبة، غير مريحة، للمظهر أكثر من الراحة الفعلية. الحواف صلبة، بارزة قليلاً، وأجلس بظهري ومؤخرتي الداميتين، لكنني لا أهتم. ألقي نظرة على وعاء، أتنهد، وأمد يدي للفاكهة ذات المظهر الغريب. لم أرها من قبل، لم أسمع بها حتى. بينما أحاول متابعة قراءة الصحيفة وتقريب الفاكهة المزرقة، التي تشبه الكمثرى، من فمي، أرميها ضد ورق الحائط الزيتوني، مما يتسبب في سقوط صورة معلقة. تتبعها الصحيفة، رغم أنها لا تطير بعيداً بنفس القدر.
في البداية، لا ألقي لها بالاً. مجرد نَفَس. لكن بعد ذلك يتلعثم. حاد. مفكك. كأنه قد يكون الأخير لي. أمتص الهواء غريزياً—لكنه ليس هواء. إنه ماء. أشهق، مختنقاً بالبرودة، ويصطدم الألم بصدري كالحجر. تتوقف رئتاي. تتصلب ذراعاي. للحظة، أشعر وكأن شيئاً يضغط عليّ، يحاول إغراقي ببطء. أريد الصراخ، لكن لا صوت—فقط فقاعات تتصاعد. لكن بينما أحارب الضغط الخانق، يتحول الأمر. ليس الماء. أنا. جسدي يتكيف، يتخدر من البرد. تخف الصدمة، وأتنفس بشكل أسهل، رغم أن أنفاسي لا تزال ترتجف. يرتعد جسدي بعنف، فكي مطبق، ذراعاي مسحوبتان للداخل. ليس نوع البرد الذي يقوم بوخز جلدك. إنه النوع الذي يتسرب لعظامك وينقع روحك.
تترك قدماي الحافيتان بقعاً خضراء على الأرضية الخشبية. رغم أنها تتلاشى في حدتها، حتى بعد عشرين خطوة بلا هدف حول هذا المنزل، فإنها لا تزال تترك علامات. ورق حائط بلون الزيتون. خزائن تذكرني بزياراتي لأجدادي في طفولتي. المطبخ، أدوات المائدة، الأطباق الخزفية. ساعات تدق. ساعات بـ 16 رقماً بدلاً من 24. كل شيء يبدو عتيقاً جداً. أواصل المشي، أرى صحيفة، وأقرأ عنواناً: الأسبوع الثالث بعد اختراق الحمر لأبولو، وبالفعل مقاومة؟ أقلب للصفحة التالية والورق المزرق يلتصق ببعضه، النص مائل وبرتقالي. تتعمق عيناي أكثر، وتبدأ في التألم من الخط. أتنهد، ضارباً بقبضتي على الطاولة الخشبية الصلبة في غرفة المعيشة الظاهرية. أستدير، أمشي فوق السجادة البرتقالية العنبرية، ما زلت أقرأ الصحيفة، وأجلس على أريكة تذكرني مرة أخرى بزياراتي لأجدادي. إنها صلبة، غير مريحة، للمظهر أكثر من الراحة الفعلية. الحواف صلبة، بارزة قليلاً، وأجلس بظهري ومؤخرتي الداميتين، لكنني لا أهتم. ألقي نظرة على وعاء، أتنهد، وأمد يدي للفاكهة ذات المظهر الغريب. لم أرها من قبل، لم أسمع بها حتى. بينما أحاول متابعة قراءة الصحيفة وتقريب الفاكهة المزرقة، التي تشبه الكمثرى، من فمي، أرميها ضد ورق الحائط الزيتوني، مما يتسبب في سقوط صورة معلقة. تتبعها الصحيفة، رغم أنها لا تطير بعيداً بنفس القدر.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات