الفصل 12: أسير (1)
أجلس في زنزانة. لأسابيع، ابتلعني الظلام الكامل. أصابعي، التي استنفدت من الدفء والدورة الدموية، لا تظهر إلا عندما أمسك بها على بعد بضعة بوصات من وجهي. جُرّدت ملابسي مني في اليوم الأول. البضاعة بضاعة. الخنازير لا ترتدي السراويل. هذا ما ظل ذو البشرة الزرقاء يقوله. رائحته—نفسه العفن، ولثته المتعفنة—تلتصق بحواسي كأنها لعنة.
من منظور إليوت.
لقد استغرقوا وقتاً اليوم. عددت في رأسي، من شدة الملل. عندما تكون محبوساً في قفص مع العشرات غيرك، وتتكدس تلك الأقفاص فوق بعضها البعض، لا يوجد الكثير لتفعله. خاصة عندما نُجبر على الاستلقاء ظهراً لظهر، وركبنا مشدودة. حاول البعض تفكيك القضبان الحديدية. حمقى. وفروا قوتكم.
“العالم لا يتغير لأننا نرغب في ذلك، بل لأننا نجبره على ذلك”.
عند هذه الفكرة، يظلم تعبيري. كان بعضهم آباء. والبعض الآخر، أمهات—يقاتلن لتحرير أطفالهن، يتشبثن بهم حتى وهم يتشنجون تحت الصدمات الكهربائية. تتجه نظراتي إلى رين. يرقد في أبعد زاوية، وعيناه مغلقتان، ويداه ملطختان بالدماء. قبل يومين، اضطر للقتال مع شخص ما. تبدو البقع على جلده مثل الصدأ. أطقطق لساني، ألقي نظرة على الآخرين في زنزانتنا.
–– إليوت ستارفول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يخرج الرجل ذو البشرة الزرقاء لسانه، بطيئاً وسميكاً، يسيل دماً أحمراً. ابتسامة بشعة تترامى على وجهه. يحدق في الفتاة. يجب أن تكون—كم، إحدى عشرة؟ اثنتا عشرة؟ بالكاد كبيرة بما يكفي لتسمى مراهقة. الجميع يحدقون بي. ليس بشهوة، مثل اللسان الأزرق. بل بارتياح. يعلمون أنه سيكون أنا. يعلمون أنهم اشتروا لأنفسهم بضع ساعات أخرى—ربما يوماً.
أجلس في زنزانة. لأسابيع، ابتلعني الظلام الكامل. أصابعي، التي استنفدت من الدفء والدورة الدموية، لا تظهر إلا عندما أمسك بها على بعد بضعة بوصات من وجهي. جُرّدت ملابسي مني في اليوم الأول. البضاعة بضاعة. الخنازير لا ترتدي السراويل. هذا ما ظل ذو البشرة الزرقاء يقوله. رائحته—نفسه العفن، ولثته المتعفنة—تلتصق بحواسي كأنها لعنة.
“العالم لا يتغير لأننا نرغب في ذلك، بل لأننا نجبره على ذلك”.
أريد أن أبصق، لكن لعابي سميك، يلتصق بفكّي على شكل خيوط بطيئة ومريضة. أميل رأسي إلى الخلف، وشعري الدهني يضغط على الرجل العجوز خلفي. تغرز الشظايا في جلدي. وخزت في البداية—أبقاني ذلك مستيقظاً ليومين تقريباً—لكن في النهاية، يتوقف الجسد عن العمل.
أخفض رأسي. ألعن اللعين العجوز خلفي. في البداية، حتى أنني أشفق عليه. اعتدت على تدليك رقبته عندما كان يشتكي من آلام الشيخوخة. لن تفهم، قال. أنت صغير جداً. أجبر نفسي على البقاء صامتاً. لا تنهيدة، لا دمعة، لا صرخة غضب. كنت سأحطم جمجمته إذا كان ذلك يعني البقاء هنا. لكن لن يهم. سيجرونني إلى الأعلى على أي حال.
سيكون الهواء أكثر احتمالاً لو كنا فوق السطح. كل بضع ساعات، يفتحون الفتحة، مما يسمح بدخول شرائح من الهواء النقي. هناك الآلاف منا، محشورون في أدنى مستويات السفينة. يسموننا الحمر. أكره رؤية لثتهم بلون التوت الأزرق عندما يبتسمون لنا. مضحك، أليس كذلك؟
من منظور إليوت.
لقد استغرقوا وقتاً اليوم. عددت في رأسي، من شدة الملل. عندما تكون محبوساً في قفص مع العشرات غيرك، وتتكدس تلك الأقفاص فوق بعضها البعض، لا يوجد الكثير لتفعله. خاصة عندما نُجبر على الاستلقاء ظهراً لظهر، وركبنا مشدودة. حاول البعض تفكيك القضبان الحديدية. حمقى. وفروا قوتكم.
أخفض رأسي. ألعن اللعين العجوز خلفي. في البداية، حتى أنني أشفق عليه. اعتدت على تدليك رقبته عندما كان يشتكي من آلام الشيخوخة. لن تفهم، قال. أنت صغير جداً. أجبر نفسي على البقاء صامتاً. لا تنهيدة، لا دمعة، لا صرخة غضب. كنت سأحطم جمجمته إذا كان ذلك يعني البقاء هنا. لكن لن يهم. سيجرونني إلى الأعلى على أي حال.
عند هذه الفكرة، يظلم تعبيري. كان بعضهم آباء. والبعض الآخر، أمهات—يقاتلن لتحرير أطفالهن، يتشبثن بهم حتى وهم يتشنجون تحت الصدمات الكهربائية. تتجه نظراتي إلى رين. يرقد في أبعد زاوية، وعيناه مغلقتان، ويداه ملطختان بالدماء. قبل يومين، اضطر للقتال مع شخص ما. تبدو البقع على جلده مثل الصدأ. أطقطق لساني، ألقي نظرة على الآخرين في زنزانتنا.
كل شيء يحدث بسرعة كبيرة. في الضوء الخافت، يبدو العالم بطيئاً وضبابياً. أنظر إلى اليسار، ثم اليمين. دفعة. يتأرجح توازني. أسقط إلى الأمام، وخدي يرتطم بكتف حديدي. دفعة أخرى، وفجأة، لم أعد مضغوطاً بين الأجساد غير المغسولة في زنزانتنا. أنا ضد القضبان الحديدية المشحونة بالكهرباء.
أبقي فمي مغلقاً، ومع ذلك يتذمر أحدهم مني. “ابكِ في مكان آخر. سنموت جميعاً على أي حال”. نعم، نعم. لا أنظر حتى في اتجاهه. يظل تركيزي على الضوء الأزرق القاسي الذي ينسكب عبر الفتحة، ويُظهر ظلًّا ينزل الدرجات.
نحن نتجمع بالقرب، الأجساد تضغط على بعضها البعض. رجل ضخم يرتدي سروالاً واسعاً، وقميصاً أبيض بسيطاً، وقبعة زرقاء، ينزل الدرجات الصارّة، يطفئ سيجارته ضد قضبان زنزانة مجاورة. “من، من، من؟” ينادي، صدى ساخر لنفسه. صمت. يتلألأ الضوء الأزرق ضد الدرج المتشظي، يرسمه كأنه درج إلى الجنة. لكن كل من يتسلقه لا يعود أبداً.
“العالم لا يتغير لأننا نرغب في ذلك، بل لأننا نجبره على ذلك”.
طفلة بجواري تتشبث بإطار والدتها العاري. هم، مثلي، عراة، يرتجفون. رجل عجوز خلفي يتحرك، وقدمه الذابلة تضغط على أسفل ظهري. تنغرس شظية كبيرة في جلدي. أستنشق نفساً حاداً لكنني أخمد الصوت، وأضغط بيدي المرتعشة على شفتي—ليس خجلاً، بل نجاة.
سيكون الهواء أكثر احتمالاً لو كنا فوق السطح. كل بضع ساعات، يفتحون الفتحة، مما يسمح بدخول شرائح من الهواء النقي. هناك الآلاف منا، محشورون في أدنى مستويات السفينة. يسموننا الحمر. أكره رؤية لثتهم بلون التوت الأزرق عندما يبتسمون لنا. مضحك، أليس كذلك؟
ألقي نظرة جانبية. الرجل الضخم، ذو البشرة الزرقاء، ربما بحار، ربما شيء آخر، يلوح أمام قفصنا. لكنني أصمت. دمي يغلي وهو يقترب. الهواء سميك، خانق. كل عين في الزنزانة تتجه نحوي. يحدق رين، وكتفاه متدليتان، ويداه المتورمتان ما زالتا ملطختين بالدم بلون الصدأ. الرجل الذي قاتله يراقبه، ثم يحول نظره إلي. يبتسم بتهكم، وذقنه منقسمة بشكل بشع، مكونة انقساماً غير طبيعي.
ألقي نظرة جانبية. الرجل الضخم، ذو البشرة الزرقاء، ربما بحار، ربما شيء آخر، يلوح أمام قفصنا. لكنني أصمت. دمي يغلي وهو يقترب. الهواء سميك، خانق. كل عين في الزنزانة تتجه نحوي. يحدق رين، وكتفاه متدليتان، ويداه المتورمتان ما زالتا ملطختين بالدم بلون الصدأ. الرجل الذي قاتله يراقبه، ثم يحول نظره إلي. يبتسم بتهكم، وذقنه منقسمة بشكل بشع، مكونة انقساماً غير طبيعي.
كل شيء يحدث بسرعة كبيرة. في الضوء الخافت، يبدو العالم بطيئاً وضبابياً. أنظر إلى اليسار، ثم اليمين. دفعة. يتأرجح توازني. أسقط إلى الأمام، وخدي يرتطم بكتف حديدي. دفعة أخرى، وفجأة، لم أعد مضغوطاً بين الأجساد غير المغسولة في زنزانتنا. أنا ضد القضبان الحديدية المشحونة بالكهرباء.
سيكون الهواء أكثر احتمالاً لو كنا فوق السطح. كل بضع ساعات، يفتحون الفتحة، مما يسمح بدخول شرائح من الهواء النقي. هناك الآلاف منا، محشورون في أدنى مستويات السفينة. يسموننا الحمر. أكره رؤية لثتهم بلون التوت الأزرق عندما يبتسمون لنا. مضحك، أليس كذلك؟
بقع حمراء صدئة تشوه المعدن، وبجواري، ترقد جثتان—رجل وامرأة ذات يوم، أصبحا الآن هياكل فارغة. تجلس ابنتهما إلى يساري، رأسها منحني. تحدق—ليس في والديها، بل في الأرض. في يديها الملطختين بالدماء، أصابعها ملتفة حول القضبان. لا يجرؤ أحد آخر على الاقتراب إلى هذا الحد. باستثنائي. وهي.
أخفض رأسي. ألعن اللعين العجوز خلفي. في البداية، حتى أنني أشفق عليه. اعتدت على تدليك رقبته عندما كان يشتكي من آلام الشيخوخة. لن تفهم، قال. أنت صغير جداً. أجبر نفسي على البقاء صامتاً. لا تنهيدة، لا دمعة، لا صرخة غضب. كنت سأحطم جمجمته إذا كان ذلك يعني البقاء هنا. لكن لن يهم. سيجرونني إلى الأعلى على أي حال.
يخرج الرجل ذو البشرة الزرقاء لسانه، بطيئاً وسميكاً، يسيل دماً أحمراً. ابتسامة بشعة تترامى على وجهه. يحدق في الفتاة. يجب أن تكون—كم، إحدى عشرة؟ اثنتا عشرة؟ بالكاد كبيرة بما يكفي لتسمى مراهقة. الجميع يحدقون بي. ليس بشهوة، مثل اللسان الأزرق. بل بارتياح. يعلمون أنه سيكون أنا. يعلمون أنهم اشتروا لأنفسهم بضع ساعات أخرى—ربما يوماً.
هل سيقطعون عمودي الفقري ويرمونني للأسماك؟ لا. سيأكلونني بأنفسهم. الدم الأحمر الطازج الذي يقطر من شفتي الرجل ذي البشرة الزرقاء—يجب أن يكون من الذي صعد بالأمس. فتى في مثل عمري. ضحى بنفسه من أجل أخته الصغيرة. كان يرتجف عندما تسلق الدرج. يبكي. ما الذي كان يدور في ذهنه؟
أخفض رأسي. ألعن اللعين العجوز خلفي. في البداية، حتى أنني أشفق عليه. اعتدت على تدليك رقبته عندما كان يشتكي من آلام الشيخوخة. لن تفهم، قال. أنت صغير جداً. أجبر نفسي على البقاء صامتاً. لا تنهيدة، لا دمعة، لا صرخة غضب. كنت سأحطم جمجمته إذا كان ذلك يعني البقاء هنا. لكن لن يهم. سيجرونني إلى الأعلى على أي حال.
أخفض رأسي. ألعن اللعين العجوز خلفي. في البداية، حتى أنني أشفق عليه. اعتدت على تدليك رقبته عندما كان يشتكي من آلام الشيخوخة. لن تفهم، قال. أنت صغير جداً. أجبر نفسي على البقاء صامتاً. لا تنهيدة، لا دمعة، لا صرخة غضب. كنت سأحطم جمجمته إذا كان ذلك يعني البقاء هنا. لكن لن يهم. سيجرونني إلى الأعلى على أي حال.
هل سيقطعون عمودي الفقري ويرمونني للأسماك؟ لا. سيأكلونني بأنفسهم. الدم الأحمر الطازج الذي يقطر من شفتي الرجل ذي البشرة الزرقاء—يجب أن يكون من الذي صعد بالأمس. فتى في مثل عمري. ضحى بنفسه من أجل أخته الصغيرة. كان يرتجف عندما تسلق الدرج. يبكي. ما الذي كان يدور في ذهنه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) نحن نتجمع بالقرب، الأجساد تضغط على بعضها البعض. رجل ضخم يرتدي سروالاً واسعاً، وقميصاً أبيض بسيطاً، وقبعة زرقاء، ينزل الدرجات الصارّة، يطفئ سيجارته ضد قضبان زنزانة مجاورة. “من، من، من؟” ينادي، صدى ساخر لنفسه. صمت. يتلألأ الضوء الأزرق ضد الدرج المتشظي، يرسمه كأنه درج إلى الجنة. لكن كل من يتسلقه لا يعود أبداً.
ترتجف أصابعي، خدرة من عدم الاستخدام. دم جاف يلتصق بأظافري، يحتك بجلدي كاحتكاك الستايروفوم. أخفض ذقني، أضغط بها على عظم الترقوة. رقبتي تؤلمني، وألم حاد يغرز في رئتي كجرح مفتوح. يتلعثم تنفسي. في ذهني، ألكم الرجل العجوز خلفي مرة أخرى. ألم لن أفهمه؟ ترتجف الطفلة بجواري، وتترنح يداها كما لو كانت مصابة بمرض باركنسون بينما تكافح لإحضار ملعقة من الحساء إلى شفتيها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) نحن نتجمع بالقرب، الأجساد تضغط على بعضها البعض. رجل ضخم يرتدي سروالاً واسعاً، وقميصاً أبيض بسيطاً، وقبعة زرقاء، ينزل الدرجات الصارّة، يطفئ سيجارته ضد قضبان زنزانة مجاورة. “من، من، من؟” ينادي، صدى ساخر لنفسه. صمت. يتلألأ الضوء الأزرق ضد الدرج المتشظي، يرسمه كأنه درج إلى الجنة. لكن كل من يتسلقه لا يعود أبداً.
بقع حمراء صدئة تشوه المعدن، وبجواري، ترقد جثتان—رجل وامرأة ذات يوم، أصبحا الآن هياكل فارغة. تجلس ابنتهما إلى يساري، رأسها منحني. تحدق—ليس في والديها، بل في الأرض. في يديها الملطختين بالدماء، أصابعها ملتفة حول القضبان. لا يجرؤ أحد آخر على الاقتراب إلى هذا الحد. باستثنائي. وهي.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات