You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سليل المملكة 112

الكوكبة والتنين والإمبراطورية التي ولت منذ زمن طويل

الكوكبة والتنين والإمبراطورية التي ولت منذ زمن طويل

1111111111

▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شيء مكرّر ومملّ.”

اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل 112: الكوكبة والتنين والإمبراطورية التي ولت منذ زمن طويل

تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:

“ليس المغزى من التنين في علم إكستيدت كونه موجودًا فعلاً، إذ نحن لا نعتمد على مخلوق أسطوري ليحمي المملكة.” قال كينتفيدا بجدية.

Arisu-san

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنّ فاجأه مجددًا حين وصل إلى نهاية القصة.

▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

“في عصر الإمبراطورية القديمة، كان سيد الجبال إيمانًا مشتركًا بين جميع البشر. ليس بيننا نحن سكان الشمال فحسب، بل أيضًا بينكم أنتم الرودوليين الذين شيّدوا الإمبراطورية في قلب العالم، والكالونسيين في أرض الأشواك الجنوبية الغربية وأرض ذوي الدماء التنّينية، وشعب العظم القاحل في الصحراء العظمى، و«اللصوص» في الشرق الأدنى، أي النيدانيين، والسيلس الذين يرعون في السهول الشرقية، وأولئك ذوو البشرة القرمزية من أقصى الجنوب، والكاسايين الذين يجوبون الجزر بمهارةٍ عظيمة. باستثناء أهل المشرق الأقصى، كان جميع البشر تقريبًا يعرفون ويقرّون بوجود سيد الجبال.” شرب كاسلان العجوز جرعةً من شرابه وتكلّم بعاطفةٍ جياشة من وراء منضدة الحانة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

الفصل 112: الكوكبة والتنين والإمبراطورية التي ولت منذ زمن طويل

“جديدة؟” حدّق كينتفيدا فيه وقال بهدوء: “هل سمعتَ بقصة كيسو لامبارد، يا صاحب السمو؟”

“وأظنّك تعرف ما الذي حدث بعد ذلك…”

“سيدُ الجبال؟”

“«اختر واحدًا.»”

تجمّد تاليس بدهشة. “لِمَ لم أسمع بهذا من قبل؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شيء مكرّر ومملّ.”

ضحك بيوتراي بخفوت، وشرح. “لأن هذا التجسيد لا يملك ناطقًا باسمه في عالم البشر، ولهذا لا قاعة له ولا دير. وحتى السجلات التي توثّق تجليّ حضوره أو قوّته نادرةٌ للغاية. إنّه لا يوجد إلا في القصص والأساطير التي تناقلها الناس شفهيًا. أمّا للمسافرين الذين يجوبون الجبال والسُّهول، فإن تبجيل سيد الجبال تمنحهم راحةَ البال وتحفظهم من الأخطار في أسفارهم البعيدة عن الديار. لذلك فإن تقديم القرابين للجبال ليس سوى طقسٍ رمزيّ، وسيلةٍ لمساعدة المسافرين على تجاوز البرد القارس.”

لقد عرف هذا الاسم حين أطلعه غيلبرت على تاريخ العالم—كيسو لامبارد، «ملك الإصلاح» في الشمال.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“منقولٌ شفهيًا؟”

وبينما احتدم الجدل بين كينتفيدا وبيوتراي، لم يتمالك كاسلان، صاحب الحانة، نفسه من الضحك، ما أثار حيرة من حوله.

“في عصر الإمبراطورية القديمة، كان سيد الجبال إيمانًا مشتركًا بين جميع البشر. ليس بيننا نحن سكان الشمال فحسب، بل أيضًا بينكم أنتم الرودوليين الذين شيّدوا الإمبراطورية في قلب العالم، والكالونسيين في أرض الأشواك الجنوبية الغربية وأرض ذوي الدماء التنّينية، وشعب العظم القاحل في الصحراء العظمى، و«اللصوص» في الشرق الأدنى، أي النيدانيين، والسيلس الذين يرعون في السهول الشرقية، وأولئك ذوو البشرة القرمزية من أقصى الجنوب، والكاسايين الذين يجوبون الجزر بمهارةٍ عظيمة. باستثناء أهل المشرق الأقصى، كان جميع البشر تقريبًا يعرفون ويقرّون بوجود سيد الجبال.” شرب كاسلان العجوز جرعةً من شرابه وتكلّم بعاطفةٍ جياشة من وراء منضدة الحانة.

ضحك بيوتراي بخفوت. “إن كنتَ حقًّا تريد الحديث عن أنّ الشمال لا يخصّ سوى سكان الشمال، فلدينا عائلة آروند في الإقليم الشمالي للكوكبة، التي كانت تحكم إقليم الشمال بأسره نيابةً عن الإمبراطور…”

“أما الآن، فباستثناء الأرياف في أرض الشمال، حيث لا يزال الناس على فطرتهم الصافية وتُرى بقايا تلك المعتقدات البسيطة… فقد اختفى اسم سيد الجبال تقريبًا، شأنه شأن عددٍ لا يُحصى من تقاليد الشمال الثمينة. ولم يبقَ سوى القاعات الكبرى التي تحرسها السلطة والمال.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمّد الاثنان في ذهول.

“الرودوليون وسكان الشمال؟” خفَض تاليس رأسه بفضولٍ وبدأ يأكل قطعةَ خبزٍ أخرى. “أذكر أن لقب الملك الأعلى لمملكة الكوكبة يتضمّن—”

“نعم، نحن نعلم.” ضحك مستشار الآرشيدوق لامبارد، الفيكونت كينتفيدا، بسخريةٍ ماكرة، ثم قال: “إنه السيّد الأعلى على الرودوليين وسكان الشمال في شبه الجزيرة الغربية. لكنّي أنصحك بصدقٍ أن تُسقط الجزء الثاني في إكستيدت، فسكّان الشمال لم يعترفوا يومًا بسيادتكم علينا.”

“نعم، نحن نعلم.” ضحك مستشار الآرشيدوق لامبارد، الفيكونت كينتفيدا، بسخريةٍ ماكرة، ثم قال: “إنه السيّد الأعلى على الرودوليين وسكان الشمال في شبه الجزيرة الغربية. لكنّي أنصحك بصدقٍ أن تُسقط الجزء الثاني في إكستيدت، فسكّان الشمال لم يعترفوا يومًا بسيادتكم علينا.”

“أيها المواطن الإمبراطوري، كفّ عن التمتّع بأمجادٍ زائفة. أنتم تسكرون بزهوٍ كاذب، ولا تدرون كم هو قبيح موضعكم في صفحات التاريخ.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“من معرفتي، كان ثلثا إقليم الشمال في عهد الإمبراطورية القديمة داخل حدود إكستيدت، بينما كان الثلث الباقي في الإقليم الشمالي للكوكبة. اهل الكوكبة كانوا يُسمّون أنفسهم سكان الشمال، ويُقرّون بسيادة الملك الأعلى.” ردّ بيوتراي بحدّة.

ولحسن الحظ أنّ الجالسين الآخرين كانوا على طاولاتٍ دائرية على بُعد أمتارٍ منهم، وإلا لاندلع عراكٌ جديد في الحانة بين رجال الكوكبة وأبناء إكستدت.

“وهنا تكمن المشكلة.” نقر الفيكونت كينتفيدا على سطح المنضدة متأملًا. “الشمال لأهل الشمال. فلمَ ينبغي أن يخضعوا لحكم الكوكبة، ولحكم ملكٍ رودولي؟”

تجمّد تاليس بدهشة. “لِمَ لم أسمع بهذا من قبل؟”

أدرك تاليس فجأة أن “الشمال” يُشير إلى إقليم الشمال قبل ألف عامٍ إبّان الإمبراطورية القديمة، وأنه مفهومٌ جغرافيّ. أمّا “سكان الشمال”، فهو وصفٌ أسبق من الإمبراطورية نفسها، يُطلق على البشر الذين عاشوا على تلك الأرض. أمّا إكستيدت، التي لم تُؤسّس إلا بعد معركة الإبادة، فمفهومها أقل أهمية من مفهوم الشمال نفسه، وأقلّ بكثير من مفهوم سكان الشمال.

ولحسن الحظ أنّ الجالسين الآخرين كانوا على طاولاتٍ دائرية على بُعد أمتارٍ منهم، وإلا لاندلع عراكٌ جديد في الحانة بين رجال الكوكبة وأبناء إكستدت.

وكان الأمر مماثلًا بالنسبة للكوكبة، المملكة التي لم توجد إلا بعد معركة الإبادة. في الحقيقة، كان أولئك الذين عاشوا على الأرض التي قامت عليها الكوكبة يُعرفون باسم “الرودوليين” قبل آلاف السنين، ويبدو أنهم كانوا العِرق الرئيسي في الإمبراطورية القديمة.

ولحسن الحظ أنّ الجالسين الآخرين كانوا على طاولاتٍ دائرية على بُعد أمتارٍ منهم، وإلا لاندلع عراكٌ جديد في الحانة بين رجال الكوكبة وأبناء إكستدت.

أما اليوم، فسكّان الشمال والرودوليون قد تفرّقوا وسكنوا كلًا من منطقة الرمال السوداء في إكستيدت والإقليم الشمالي للكوكبة.

“وما إن انتشر الخبر، حتى ارتجّ الشمال بأسره. حمل الناس سلاحهم، وارتدوا دروعهم، واحتشدوا إلى جانب كيسو الذي كان على حافة الموت. لكنّهم هذه المرّة لم يفعلوا ذلك للانضمام إلى جيش الإمبراطورية، بل للتمرّد على حكمها القاسي.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

خفض تاليس رأسه ونظر عرضًا إلى رواسب القمح في قاع كأسه، فتذكّر حانة الغروب في السوق السفلي لمدينة النجم الأبدي، وتذكّر جالا، الساقيةَ المرحة، والطاهي الضخم ذي الملامح الغاضبة، وإدموند، وصاحب الحانة الذي لم يره إلا مرّتين أو ثلاثًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر تاليس بقشعريرةٍ تسري في جسده.

“لِمَ؟ لأن هذا هو التاريخ.” تكلّم بيوتراي بهدوء. “اليوم، سواء في منطقة الرمال السوداء أو الإقليم الشمالي، فقد عاش الرودوليون وسكان الشمال معًا لسنين طويلة، ولم يعودوا يُحدثون أي تمييز فيما بينهم.”

“شكرًا على التأييد.” رفع تاليس كتفيه. “من جهة، يُظهر هذا مدى عمق تأثير الإمبراطورية وبقائه.”

“همف، بل لأنكم استوليتم على أرض الشمال وشعبها!” اعترض كينتفيدا. “لقد اغتصبتم القلعة الباردة قبل أربعمائة عام، والبرجَ القديم المنعزل قبل مئتين، إن إقليمكم الشمالي هو أرضُنا الجنوبية!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وبعد موته، أوقدت كلّ عائلة في الشمال الشموع وكرّمته ملكًا وفقًا لتقاليد الملوك الإقطاعيين القدماء. ولعلّ لقب «ملك الإصلاح» كان لقبًا لم يرغب كيسو في حمله حتى وهو على فراش الموت.”

وبينما احتدم الجدل بين كينتفيدا وبيوتراي، لم يتمالك كاسلان، صاحب الحانة، نفسه من الضحك، ما أثار حيرة من حوله.

ومن هناك بدأت أول حربٍ أهلية في الإمبراطورية، واشتدّ العنف بعدها أكثر فأكثر.

تسلّل البردُ إلى عمودِ ظهر تاليس وهو يصغي إلى حديثهم. (إذًا، هذا ما يظنّه الإكستيدتيون؟)

ثم تابع: “قل لي، ماذا قدّمت الإمبراطورية للعالم؟ سنواتٌ من الخدمة العسكرية، وحروبٌ لا تنتهي، وضرائب ثقيلة لا حدود لها. من منحدرات الغرب إلى التربة القرمزية، ومن أرض الأشواك إلى أقصى الشرق، الجميع يعرف قسوة الإمبراطورية وجبروتها.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

تذكّر تصرّفات الجنود ونظراتهم حين دخلوا معسكر لامبارد لأول مرة، ففهم عندها السبب.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبعد أن ضُيّق عليه الخناق ولم يبقَ له مهرب، أدرك كيسو أنّه لن ينجو من مطاردة الإمبراطورية أبدًا، فانقلب على مطارديه. استغلّ سخط أهل الشمال على قسوة الدوق آروند، ونشر الشائعات لزرع الفتنة، فأغرق الشمال في فوضى عارمة، ثم رفع راية التمرّد ضد الإمبراطورية. وفي النهاية، سحقته جيوشها قرب البرج القديم المنعزل.

الكوكبة أرادت أن تدافع عن أرضها في الشمال، وإكستيدت أرادت أن تستعيد الأرض التي ترى أنها أرضُ الشماليين.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صفّق كاسلان وضحك بصوت مرتفع. “هاهاها… يا لها من خلاصة ممتعة. وماذا عن الشبه الثاني؟”

كلا الطرفين يقاتلان من أجل “عدالتهما”، وما أبلغَ السخرية في ذلك.

“بل أكثر من ذلك، فجيشكم لا يزال يتبع الأنظمة التي وضعتها الإمبراطورية. ما زلتم تقسّمون الجنود إلى ألوية وكتائب وحرس وسرايا. وما زلتم تصنّفون النبلاء على نمط الإمبراطورية إلى دوقات وكونتات ونبلاء صغار وأسياد… لولا الإمبراطورية، لظلّت الأراضي الشمالية غارقة في الفوضى—متخلفة وهمجية!”

هذه أمورٌ لم يكن ليسمعها أبدًا داخل الكوكبة.

ثم تناول آخر لقمة من الخبز.

ضحك بيوتراي بخفوت. “إن كنتَ حقًّا تريد الحديث عن أنّ الشمال لا يخصّ سوى سكان الشمال، فلدينا عائلة آروند في الإقليم الشمالي للكوكبة، التي كانت تحكم إقليم الشمال بأسره نيابةً عن الإمبراطور…”

“فنكم، وشعركم، وموسيقاكم، كلها مشبعة بأمجاد الإمبراطورية. ومهما اشتهر الإكستيدتيون بعجزهم الثقافي، فلا بدّ أن يعترفوا بهذا.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“همف، الغطرسة الحمقاء لأبناء الكوكبة!” زفر الفيكونت كينتفيدا باستياء. “في النهاية، تعودون دائمًا للحديث عن الإمبراطورية القديمة، أليس كذلك؟ لقد فَنِيَت منذ زمن بعيد، ومع ذلك لا تزالون متشبّثين بسلطان عرش بيغاسوس ومجده؟ هل تفتقدون أولئك الأباطرة الذين حكموا العالم بإشارةٍ من أيديهم؟ أم تشتاقون إلى تلك العصور التي كانت خرائط الممالك تمتدّ من جدارٍ إلى آخر؟”

تسلّل بردٌ إلى عمودِ تاليس الفقري.

“كانت الإمبراطورية أثمن إرث بشري، وأمجده، وأقواه وجودًا في تاريخ البشر، ولا ريب في ذلك.” أجابه بيوتراي ببرود. “ومع أنها لم تَعُد موجودة، فإنّ بهاءها لم يخفت بعد، وما زال موضعَ توقيرٍ حتى اليوم.”

أدرك تاليس فجأة أن “الشمال” يُشير إلى إقليم الشمال قبل ألف عامٍ إبّان الإمبراطورية القديمة، وأنه مفهومٌ جغرافيّ. أمّا “سكان الشمال”، فهو وصفٌ أسبق من الإمبراطورية نفسها، يُطلق على البشر الذين عاشوا على تلك الأرض. أمّا إكستيدت، التي لم تُؤسّس إلا بعد معركة الإبادة، فمفهومها أقل أهمية من مفهوم الشمال نفسه، وأقلّ بكثير من مفهوم سكان الشمال.

“هاه! كدت أنسى!” رفع كينتفيدا كلتا يديه وضحك ساخرًا وهو ينظر إلى تاليس. “الإمبراطوريةُ باقيةٌ ما بقيت النجوم، أليس كذلك، يا صاحب السمو؟”

“هراء!” لوّح كاسلان بيده بازدراء كاشفًا عن أسنانه الصفراء.

اكتفى تاليس برفع كتفيه والابتسام له.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لستَ بحاجةٍ لأن تسمعها من أحد أتباع الآرشيدوق—” بدأ بيوتراي يتكلم، لكنه سكت حين رفع تاليس يده إشارةً له بالتوقف.

“لا تمزح بشأن العائلة الملكية.” تكلّم بيوتراي بنبرةٍ باردة. “لقد كانت سلالته يومًا ما في قمّة العالم، شاهدةً على صعود الجنس البشري وسقوطه.”

“أما الآن، فباستثناء الأرياف في أرض الشمال، حيث لا يزال الناس على فطرتهم الصافية وتُرى بقايا تلك المعتقدات البسيطة… فقد اختفى اسم سيد الجبال تقريبًا، شأنه شأن عددٍ لا يُحصى من تقاليد الشمال الثمينة. ولم يبقَ سوى القاعات الكبرى التي تحرسها السلطة والمال.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“سلالة؟” أطلق كينتفيدا ضحكةً ساخرة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أشرق وجه تاليس بابتسامة.

“أبناء الشمال لا يؤمنون بالسلالات. الأبطال الذين يقدرون على حمل أعباء المملكة وشعبها يصبحون ملوكًا بطبيعتهم.” ضيّق النائب عينيه وتابع بنبرةٍ جادّة: “صاحب السمو، أنصت جيّدًا. إن الإمبراطورية التي حكمتها تلك العائلة التي وُلدتَ فيها لم تخلّف للعالم سوى كابوسٍ من الفوضى والاضطراب.”

“في النهاية، علم الإمبراطور بما حدث. فأصدر مرسومًا لم تُكتب عليه سوى كلمتين.”

“أم… شكرًا على نصيحتك.” حكّ تاليس رأسه بارتباكٍ وأطلق ضحكةً جافة. “وجهة نظرٍ جديدة حقًا.”

▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

“جديدة؟” حدّق كينتفيدا فيه وقال بهدوء: “هل سمعتَ بقصة كيسو لامبارد، يا صاحب السمو؟”

“في النهاية، علم الإمبراطور بما حدث. فأصدر مرسومًا لم تُكتب عليه سوى كلمتين.”

“كيسو لامبارد؟ أحد أسلاف عائلة لامبارد؟ الملك الثوري؟” أجاب تاليس بحماس.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر تاليس بقشعريرةٍ تسري في جسده.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“لستَ بحاجةٍ لأن تسمعها من أحد أتباع الآرشيدوق—” بدأ بيوتراي يتكلم، لكنه سكت حين رفع تاليس يده إشارةً له بالتوقف.

صفّق كاسلان بأصابعه.

“تابع يا فيكونت كينتفيدا.” ابتسم تاليس بخفّة. “أنا مهتمٌّ بكلّ معرفة.”

“كانت الإمبراطورية أثمن إرث بشري، وأمجده، وأقواه وجودًا في تاريخ البشر، ولا ريب في ذلك.” أجابه بيوتراي ببرود. “ومع أنها لم تَعُد موجودة، فإنّ بهاءها لم يخفت بعد، وما زال موضعَ توقيرٍ حتى اليوم.”

تبادل بيوتراي وكينتفيدا نظرةَ دهشةٍ صامتة.

“أما دوق آروند، عبدُ الإمبراطور، فعجز عن جمع الضرائب أو تجنيد الرجال، وتكررت حوادث التهرّب حتى بين جنوده.”

“هل تعرف الآرشيدوق ترينتيدا من برج الإصلاح؟ إنه أحد الآرشيدوقات العشرة لإكستيدت.” قال كينتفيدا بصوتٍ خافت بعد تفكيرٍ لحظة. “يُجاور برج الإصلاح البرج القديم المنعزل في مملكتكم. ويحكمه بيت من الفرسان العظام المشهورين في تاريخ الشمال—بيت ترينتيدا. شعارهم سيفٌ يشعّ نورًا ساطعًا.”

222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “هناك، وقف عاجزًا يشهد مقتل ابنه بحدّ السيف، وخنق زوجته بالحبل، وشنق ابنته، وجَلد أصدقاءه حتى الموت… كلّ هذا فقط لأنّه أبى أن يجيب على مرسوم الإمبراطور!”

“لا أعرف عنه الكثير، آسف، فأنا لا أزال في السابعة من عمري.” هزّ تاليس رأسه بخجل. “لكنني أرغب في سماع قصتك. ماذا حدث لعائلة ترينتيدا؟ وما علاقتها بكيسو لامبارد؟”

“كانت أقرب إلى احتجاجٍ صامت ضدّ الإمبراطور منها إلى تمرّدٍ على الإمبراطورية التي ظلّ مخلصًا لها طوال حياته، أليس كذلك؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“ليس للأمر علاقةٌ بعائلة ترينتيدا، بل بأرضهم—برج الإصلاح وما حوله.” تنفّس كينتفيدا بعمق قبل أن يتابع: “كانت تلك الأرض أقصى الشرق من الشمال، وأحد الممرات المؤدية إلى جبال التنهد. في عصر الإمبراطورية القديمة، قبل أن تنفصل شبه الجزر، كان برج الإصلاح مَثلًا للهمجية والفوضى. هل تعرف كيف نال اسمه؟”

“أم… شكرًا على نصيحتك.” حكّ تاليس رأسه بارتباكٍ وأطلق ضحكةً جافة. “وجهة نظرٍ جديدة حقًا.”

هزّ تاليس رأسه موافقًا.

“كيسو لامبارد؟ أحد أسلاف عائلة لامبارد؟ الملك الثوري؟” أجاب تاليس بحماس.

“في زمن الإمبراطورية القديمة، كان ذلك المكان سجنًا للمنفيّين وميدانًا للإعدام أيضًا. كلّ من ذهب إلى هناك كان عليه أن «يُصلَح».” هزّ كينتفيدا رأسه بأسف. “برج الإصلاح… لكن للأسف، لم يغادر أكثر أولئك السجناء المكان أحياء ليُصلحوا حياتهم.”

“وفي النهاية، بعدما سئم الإمبراطور سماع شكاوى الناس يومًا بعد يوم، واعتذارات الدوق لعجزه عن جمع الضرائب، ضاق ذرعًا بعناد كيسو. فقرّر أن يجعله عبرةً لغيره، وأن يردع الشماليين بالعقوبة والرعب، ليؤكّد لهم مهابة الإمبراطورية.”

أومأ تاليس برأسه، غارقًا في التفكير.

Arisu-san

“وفي ذلك الوقت، أودعوا خلف قضبانه رجلًا مشهورًا—كيسو لامبارد.”

“كيسو لم يكن ينوي القتال أصلًا. منذ البداية، سرّح معظم المتمرّدين، ولم يبقَ معه سوى ثلاثمئة رجلٍ رفضوا الرحيل، فقادهم في هجومٍ أخير على الجيوش الثلاثة المتحصّنة عند القمة القديمة المنعزلة. تلك كانت المعركة الوحيدة في ما سُمّي «إصلاح كيسو».”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

عند سماع ذلك، عقد تاليس حاجبيه قليلًا.

“كيسو لامبارد؟ أحد أسلاف عائلة لامبارد؟ الملك الثوري؟” أجاب تاليس بحماس.

(كيسو لامبارد…)

“مهما حملت لغتكم ولهجتكم من نبرة شمالية، ومهما اختلفت نصوصكم، فإن أصلها من اللغة القديمة أو العامة للإمبراطورية. من الميلاد إلى الممات، ما تهمسون به جميعًا إنما هو جزء من ثقافة الإمبراطورية وتقاليدها.”

لقد عرف هذا الاسم حين أطلعه غيلبرت على تاريخ العالم—كيسو لامبارد، «ملك الإصلاح» في الشمال.

أومأ تاليس برأسه، غارقًا في التفكير.

كان الرجل الذي أشعل أول حربٍ أهلية في تاريخ الإمبراطورية القديمة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “همف، الغطرسة الحمقاء لأبناء الكوكبة!” زفر الفيكونت كينتفيدا باستياء. “في النهاية، تعودون دائمًا للحديث عن الإمبراطورية القديمة، أليس كذلك؟ لقد فَنِيَت منذ زمن بعيد، ومع ذلك لا تزالون متشبّثين بسلطان عرش بيغاسوس ومجده؟ هل تفتقدون أولئك الأباطرة الذين حكموا العالم بإشارةٍ من أيديهم؟ أم تشتاقون إلى تلك العصور التي كانت خرائط الممالك تمتدّ من جدارٍ إلى آخر؟”

غير أن الكتب وصفته على أنه قاطعُ طريقٍ يجوب غابات الصنوبر الشمالية بحرية. وفي إحدى عمليات السلب، قتل مسؤولًا من الإمبراطورية عن طريق الخطأ، فاعتُقل، ثم أنقذه رفاقه باقتحام ساحة الإعدام.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘عملتكم قائمة على معيار الذهب والفضة والنحاس الذي وضعته الإمبراطورية. هذه القطع الصغيرة هي التي تحفظ اقتصاد مملكتكم ومعيشة شعبكم، وتمنعكم من العودة إلى زمن الملوك الإقطاعيين.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

وبعد أن ضُيّق عليه الخناق ولم يبقَ له مهرب، أدرك كيسو أنّه لن ينجو من مطاردة الإمبراطورية أبدًا، فانقلب على مطارديه. استغلّ سخط أهل الشمال على قسوة الدوق آروند، ونشر الشائعات لزرع الفتنة، فأغرق الشمال في فوضى عارمة، ثم رفع راية التمرّد ضد الإمبراطورية. وفي النهاية، سحقته جيوشها قرب البرج القديم المنعزل.

(كيسو لامبارد…)

ومن هناك بدأت أول حربٍ أهلية في الإمبراطورية، واشتدّ العنف بعدها أكثر فأكثر.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “همف، الغطرسة الحمقاء لأبناء الكوكبة!” زفر الفيكونت كينتفيدا باستياء. “في النهاية، تعودون دائمًا للحديث عن الإمبراطورية القديمة، أليس كذلك؟ لقد فَنِيَت منذ زمن بعيد، ومع ذلك لا تزالون متشبّثين بسلطان عرش بيغاسوس ومجده؟ هل تفتقدون أولئك الأباطرة الذين حكموا العالم بإشارةٍ من أيديهم؟ أم تشتاقون إلى تلك العصور التي كانت خرائط الممالك تمتدّ من جدارٍ إلى آخر؟”

لكن ما يرويه كينتفيدا الآن كان قصةً مختلفةً تمامًا.

“غير أنّ عامًا كاملًا مضى، ولم يلن كيسو. وفي الوقت نفسه، كان أبناء الشمال الذين علموا بسجنه يغلي في صدورهم الغضب.”

قال كينتفيدا بصوتٍ خافت: “تقول الشائعات إن عائلة لامبارد تنحدر من تاكموخ، ملك الشمال الراحل من عصر الهمجية قبل غزو الأورك.

هزّ تاليس رأسه موافقًا.

ومنذ أكثر من ألفٍ وخمسمائة عام، كان كيسو لامبارد مجرد حطّابٍ بسيط في مقاطعة الشمال التابعة للإمبراطورية القديمة. غير أنه كان ذا مهارةٍ فائقة، جريئًا وعادلًا، يساعد الضعفاء والفقراء، ذائع الصيت بين الناس حتى إنّ دوق المقاطعة، آروند، سمع بذكره.”

“نعم، نحن نعلم.” ضحك مستشار الآرشيدوق لامبارد، الفيكونت كينتفيدا، بسخريةٍ ماكرة، ثم قال: “إنه السيّد الأعلى على الرودوليين وسكان الشمال في شبه الجزيرة الغربية. لكنّي أنصحك بصدقٍ أن تُسقط الجزء الثاني في إكستيدت، فسكّان الشمال لم يعترفوا يومًا بسيادتكم علينا.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

تابع بنبرةٍ أعمق: “كان ذلك زمن مجد الإمبراطورية الأعظم—أو كما كانوا يصفونه. فقد خضع الجان، وصار الأقزام صنّاعًا، وهرب الأورك خلف الجليد، وانقرضت التنانين؛ ولم يبقَ سوى أقصى الشرق عصيًّا على الفتح.

لكن ما يرويه كينتفيدا الآن كان قصةً مختلفةً تمامًا.

وحين احتدمت معركة إخضاع الشرق، جُنّد كيسو في الجيش. ذهب إلى ساحة القتال مفعمًا بالفخر، يقاتل من أجل مجد الإمبراطورية. وبفضل شجاعته الفريدة، ومهارته القتالية، ومكانته بين أبناء الشمال، ترقّى حتى قلّدته الإمبراطورية لقبَ كونتٍ وعيّنته قائدًا عامًا لجيش الشمال.”

يا فتى، لن تنضج ما لم تشرب!”

تسلّل بردٌ إلى عمودِ تاليس الفقري.

صفّق كاسلان بأصابعه.

كانت هذه القصة تختلف كليًّا عمّا عرفه.

ثم قال متأمّلًا: “نعم، لقد قاتل ملك الإصلاح حتى النهاية، ومعه آخر ثلاثمئة رجل…”

“بفضل كيسو وجيوشه، أخذ أهل الشرق يفقدون مواقعهم تدريجيًا حتى انحصروا في مدينة كيرين المقدّسة. كانت جيوشهم قد أُبيدت ومؤنهم نفدت، وأوشكوا على السقوط. كان توحيد العالم تحت راية الإمبراطورية وشيكًا.”

“وعليه، اقتيد كيسو لامبارد إلى ساحة الإعدام.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

أخذ كينتفيدا نفسًا عميقًا. “لكن الإمبراطور، وقد ذاق طعم السلطان المطلق، ازداد جشعًا واستبدادًا. لم يتوقف عن تجنيد العمّال قسرًا، ورفع الضرائب بلا حدود. وبما أنّ مقاطعة الشمال كانت منبع الجند، فقد كانت أول من تحمّل العبء.”

“اسخر كما تشاء، أيها المواطن الإمبراطوري. فكلّ ما يشغل بالك هو مجد إمبراطوريتك المزعوم.” اتّقدت نظرة كينتفيدا بالكراهية.

“وفي النهاية، ضاق الشماليون ذرعًا. امتنعوا عن دفع الضرائب، وتهرّبوا من الخدمة العسكرية، وطردوا جباة الإمبراطور، وبدل الولاء أطلقوا السباب، وبدل الطاعة أبدوا السخط.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “منقولٌ شفهيًا؟”

“أما دوق آروند، عبدُ الإمبراطور، فعجز عن جمع الضرائب أو تجنيد الرجال، وتكررت حوادث التهرّب حتى بين جنوده.”

“وأظنّك تعرف ما الذي حدث بعد ذلك…”

“فما كان من الإمبراطورية إلا أن فكّرت في حلٍّ واحد: استدعاء أشهر رجلٍ في الشمال—قائد جيش الشمال كيسو—ليخاطب قومه بنفسه. كان آنذاك في عطلةٍ يتعافى في منزله.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وأخيرًا، حين جاء دوره، اندفع أبناء الشمال الغاضبون وأتباع كيسو واقتحموا برج الإصلاح وساحة الإعدام. قتلوا جنود الإمبراطورية، وأنقذوا كيسو.”

أطلق كاسلان تنهيدة، وبقي بيوتراي صامتًا، فيما تابع كينتفيدا.

(اختر واحدًا.)

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“رجوه أن يتعاون معهم في جمع الضرائب وتجنيد العمّال، لكنه رفض. طلبوا منه أن يدعو الشماليين للخضوع للإمبراطورية، فرفض. ثم أمروه بالقبض على مثيري الشغب باسم الإمبراطورية، فرفض أيضًا.”

غير أن الكتب وصفته على أنه قاطعُ طريقٍ يجوب غابات الصنوبر الشمالية بحرية. وفي إحدى عمليات السلب، قتل مسؤولًا من الإمبراطورية عن طريق الخطأ، فاعتُقل، ثم أنقذه رفاقه باقتحام ساحة الإعدام.

“قال كيسو حينها: «أنا مخلصٌ للإمبراطورية، لكنني ابنُ الشمال.»”

“والأمر ذاته ينطبق على التنين والإمبراطورية.” ابتسم كاسلان بسخرية.

تجمّد صوت كينتفيدا، وعيناه اشتدّتا برودة.

ضحك بيوتراي بخفوت، وشرح. “لأن هذا التجسيد لا يملك ناطقًا باسمه في عالم البشر، ولهذا لا قاعة له ولا دير. وحتى السجلات التي توثّق تجليّ حضوره أو قوّته نادرةٌ للغاية. إنّه لا يوجد إلا في القصص والأساطير التي تناقلها الناس شفهيًا. أمّا للمسافرين الذين يجوبون الجبال والسُّهول، فإن تبجيل سيد الجبال تمنحهم راحةَ البال وتحفظهم من الأخطار في أسفارهم البعيدة عن الديار. لذلك فإن تقديم القرابين للجبال ليس سوى طقسٍ رمزيّ، وسيلةٍ لمساعدة المسافرين على تجاوز البرد القارس.”

“في النهاية، علم الإمبراطور بما حدث. فأصدر مرسومًا لم تُكتب عليه سوى كلمتين.”

“بينما يتحدث كلّ منكما مدافعًا عن موقفه، فإن شيئًا واحدًا فقط يملأ رأسيكما.”

“«اختر واحدًا.»”

ومنذ أكثر من ألفٍ وخمسمائة عام، كان كيسو لامبارد مجرد حطّابٍ بسيط في مقاطعة الشمال التابعة للإمبراطورية القديمة. غير أنه كان ذا مهارةٍ فائقة، جريئًا وعادلًا، يساعد الضعفاء والفقراء، ذائع الصيت بين الناس حتى إنّ دوق المقاطعة، آروند، سمع بذكره.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

شعر تاليس بقشعريرةٍ تسري في جسده.

رفع كينتفيدا قدح الجعة، شرب جرعةً، ثم ابتسم بازدراء.

(اختر واحدًا…)

تجمّد تاليس في مكانه.

الإمبراطورية…

اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ

الشمال…

“كيسو لامبارد؟ أحد أسلاف عائلة لامبارد؟ الملك الثوري؟” أجاب تاليس بحماس.

(اختر واحدًا.)

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صفّق كاسلان وضحك بصوت مرتفع. “هاهاها… يا لها من خلاصة ممتعة. وماذا عن الشبه الثاني؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“وما لبث الشماليون أن علموا أن كيسو قد نُفي إلى برج الإصلاح، حتى يُثبت ولاءه للإمبراطورية من جديد. لم يستطع الإمبراطور أن يتحمّل فكرة أنّ قائده المخلص لم يخضع له كليًا.”

“«اختر واحدًا.»”

“غير أنّ عامًا كاملًا مضى، ولم يلن كيسو. وفي الوقت نفسه، كان أبناء الشمال الذين علموا بسجنه يغلي في صدورهم الغضب.”

“في زمن الإمبراطورية القديمة، كان ذلك المكان سجنًا للمنفيّين وميدانًا للإعدام أيضًا. كلّ من ذهب إلى هناك كان عليه أن «يُصلَح».” هزّ كينتفيدا رأسه بأسف. “برج الإصلاح… لكن للأسف، لم يغادر أكثر أولئك السجناء المكان أحياء ليُصلحوا حياتهم.”

“وفي النهاية، بعدما سئم الإمبراطور سماع شكاوى الناس يومًا بعد يوم، واعتذارات الدوق لعجزه عن جمع الضرائب، ضاق ذرعًا بعناد كيسو. فقرّر أن يجعله عبرةً لغيره، وأن يردع الشماليين بالعقوبة والرعب، ليؤكّد لهم مهابة الإمبراطورية.”

لكن ما يرويه كينتفيدا الآن كان قصةً مختلفةً تمامًا.

“وعليه، اقتيد كيسو لامبارد إلى ساحة الإعدام.”

“أه… رجل؟ عمري سبع سنوات فقط…” حدّق تاليس في الكأس الضخم بحجم رأسه تقريبًا، وردّد بارتباك ما قاله من قبل في حضرة الآرشيدوق ذو الرمال السوداء: “تعلم أن الأطفال لا ينبغي لهم شرب الخمر، فذلك مضرّ بالصحة…”

222222222

“هناك، وقف عاجزًا يشهد مقتل ابنه بحدّ السيف، وخنق زوجته بالحبل، وشنق ابنته، وجَلد أصدقاءه حتى الموت… كلّ هذا فقط لأنّه أبى أن يجيب على مرسوم الإمبراطور!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليس للأمر علاقةٌ بعائلة ترينتيدا، بل بأرضهم—برج الإصلاح وما حوله.” تنفّس كينتفيدا بعمق قبل أن يتابع: “كانت تلك الأرض أقصى الشرق من الشمال، وأحد الممرات المؤدية إلى جبال التنهد. في عصر الإمبراطورية القديمة، قبل أن تنفصل شبه الجزر، كان برج الإصلاح مَثلًا للهمجية والفوضى. هل تعرف كيف نال اسمه؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“وأخيرًا، حين جاء دوره، اندفع أبناء الشمال الغاضبون وأتباع كيسو واقتحموا برج الإصلاح وساحة الإعدام. قتلوا جنود الإمبراطورية، وأنقذوا كيسو.”

تبادل بيوتراي وكينتفيدا نظرةَ دهشةٍ صامتة.

“وما إن انتشر الخبر، حتى ارتجّ الشمال بأسره. حمل الناس سلاحهم، وارتدوا دروعهم، واحتشدوا إلى جانب كيسو الذي كان على حافة الموت. لكنّهم هذه المرّة لم يفعلوا ذلك للانضمام إلى جيش الإمبراطورية، بل للتمرّد على حكمها القاسي.”

“جديدة؟” حدّق كينتفيدا فيه وقال بهدوء: “هل سمعتَ بقصة كيسو لامبارد، يا صاحب السمو؟”

“وأظنّك تعرف ما الذي حدث بعد ذلك…”

“الصراعات العرقية تحوّلت إلى اضطهادٍ دينيٍّ عنيفٍ قذرٍ مظلم. كم من إنسانٍ مات تحت التعذيب الوحشيّ غير المبرّر على يد القوى السرّية للإمبراطورية؟ وكم من نفسٍ أزهقها دير التجسيد الساطع بذريعة الهرطقة؟ أتعلم أنّ الإيمان بالتجسدات القديمة—سيّد الجبال، عذراء البحر الحامية، وأب السهول—قد اندثر لأنّ الإمبراطورية القديمة حظرت تبجيلهم؟ كلّ ذلك جرى وسط مؤامراتٍ دبّرها الإمبراطور ودير التجسيد الساطع معًا.”

(يا لها من رواية تختلف اختلافًا تامًا عمّا تذكره كتب الكوكبة.) فكّر تاليس في صمت.

“هل تعرف الآرشيدوق ترينتيدا من برج الإصلاح؟ إنه أحد الآرشيدوقات العشرة لإكستيدت.” قال كينتفيدا بصوتٍ خافت بعد تفكيرٍ لحظة. “يُجاور برج الإصلاح البرج القديم المنعزل في مملكتكم. ويحكمه بيت من الفرسان العظام المشهورين في تاريخ الشمال—بيت ترينتيدا. شعارهم سيفٌ يشعّ نورًا ساطعًا.”

ثم قال متأمّلًا: “نعم، لقد قاتل ملك الإصلاح حتى النهاية، ومعه آخر ثلاثمئة رجل…”

لكن ما يرويه كينتفيدا الآن كان قصةً مختلفةً تمامًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

لكنّ فاجأه مجددًا حين وصل إلى نهاية القصة.

222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “هناك، وقف عاجزًا يشهد مقتل ابنه بحدّ السيف، وخنق زوجته بالحبل، وشنق ابنته، وجَلد أصدقاءه حتى الموت… كلّ هذا فقط لأنّه أبى أن يجيب على مرسوم الإمبراطور!”

“هناك اختلافٌ صغير واحد.” قاطع كينتفيدا كلام تاليس، وعيناه تتألّقان ببريقٍ حاد. “إنه لم يقاتل حتى النهاية.”

اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ

تجمّد تاليس في مكانه.

“يمكنك أن تتابع أفكارك الخاصة، غير أن التاريخ لا يمكن تغييره، حتى الآن.” قال بيوتراي بازدراء.

“كيسو لم يكن ينوي القتال أصلًا. منذ البداية، سرّح معظم المتمرّدين، ولم يبقَ معه سوى ثلاثمئة رجلٍ رفضوا الرحيل، فقادهم في هجومٍ أخير على الجيوش الثلاثة المتحصّنة عند القمة القديمة المنعزلة. تلك كانت المعركة الوحيدة في ما سُمّي «إصلاح كيسو».”

“بينما يتحدث كلّ منكما مدافعًا عن موقفه، فإن شيئًا واحدًا فقط يملأ رأسيكما.”

“كانت أقرب إلى احتجاجٍ صامت ضدّ الإمبراطور منها إلى تمرّدٍ على الإمبراطورية التي ظلّ مخلصًا لها طوال حياته، أليس كذلك؟”

“لِمَ؟ لأن هذا هو التاريخ.” تكلّم بيوتراي بهدوء. “اليوم، سواء في منطقة الرمال السوداء أو الإقليم الشمالي، فقد عاش الرودوليون وسكان الشمال معًا لسنين طويلة، ولم يعودوا يُحدثون أي تمييز فيما بينهم.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“وبعد موته، أوقدت كلّ عائلة في الشمال الشموع وكرّمته ملكًا وفقًا لتقاليد الملوك الإقطاعيين القدماء. ولعلّ لقب «ملك الإصلاح» كان لقبًا لم يرغب كيسو في حمله حتى وهو على فراش الموت.”

“كانت أقرب إلى احتجاجٍ صامت ضدّ الإمبراطور منها إلى تمرّدٍ على الإمبراطورية التي ظلّ مخلصًا لها طوال حياته، أليس كذلك؟”

“هذه هي القصة الحقيقية لكيسو لامبارد، ملك الإصلاح… وكثيرٌ من أبناء إكستدت يعرفونها جيدًا.”

“وما الذي يثبت ذلك؟” قاطعه كينتفيدا بخشونة. “إن كنت تعتبر ما فرضته علينا الإمبراطورية من قيود مِنّةً وفضلاً، فلتغتبط بوهمك ذاك!”

“أتفهم الآن، يا وريث الإمبراطورية؟” قال كينتفيدا بنبرةٍ باردة. “هل ترى ما الذي خلّفته الإمبراطورية حقًا للشمال؟”

نظر إلى الرجلين. “ومن جهة أخرى… فإنكما كنتما تتجادلان على تصوّراتكما الخاصة…”

كان كاسلان يراقب تفاعل تاليس باهتمامٍ واضح.

تبادل بيوتراي وكينتفيدا نظرةَ دهشةٍ صامتة.

ولحسن الحظ أنّ الجالسين الآخرين كانوا على طاولاتٍ دائرية على بُعد أمتارٍ منهم، وإلا لاندلع عراكٌ جديد في الحانة بين رجال الكوكبة وأبناء إكستدت.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وما لبث الشماليون أن علموا أن كيسو قد نُفي إلى برج الإصلاح، حتى يُثبت ولاءه للإمبراطورية من جديد. لم يستطع الإمبراطور أن يتحمّل فكرة أنّ قائده المخلص لم يخضع له كليًا.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“قصةٌ معدّلة بإتقان.” أطلق بيوتراي ضحكةً ساخرة. “أتساءل فقط… كيف تعرف مرسوم الإمبراطور بهذه الدقة، حتى في كلّ حرفٍ منه؟”

“فنكم، وشعركم، وموسيقاكم، كلها مشبعة بأمجاد الإمبراطورية. ومهما اشتهر الإكستيدتيون بعجزهم الثقافي، فلا بدّ أن يعترفوا بهذا.”

“اسخر كما تشاء، أيها المواطن الإمبراطوري. فكلّ ما يشغل بالك هو مجد إمبراطوريتك المزعوم.” اتّقدت نظرة كينتفيدا بالكراهية.

“همف، بل لأنكم استوليتم على أرض الشمال وشعبها!” اعترض كينتفيدا. “لقد اغتصبتم القلعة الباردة قبل أربعمائة عام، والبرجَ القديم المنعزل قبل مئتين، إن إقليمكم الشمالي هو أرضُنا الجنوبية!”

ثم تابع: “قل لي، ماذا قدّمت الإمبراطورية للعالم؟ سنواتٌ من الخدمة العسكرية، وحروبٌ لا تنتهي، وضرائب ثقيلة لا حدود لها. من منحدرات الغرب إلى التربة القرمزية، ومن أرض الأشواك إلى أقصى الشرق، الجميع يعرف قسوة الإمبراطورية وجبروتها.”

“أه… رجل؟ عمري سبع سنوات فقط…” حدّق تاليس في الكأس الضخم بحجم رأسه تقريبًا، وردّد بارتباك ما قاله من قبل في حضرة الآرشيدوق ذو الرمال السوداء: “تعلم أن الأطفال لا ينبغي لهم شرب الخمر، فذلك مضرّ بالصحة…”

“مسؤولون طمّاعون فاسدون من كلّ الطبقات، يحكمون بالقهر والجور. أولئك الذين يُدعون عظماء الإمبراطورية قد تعفّنوا منذ زمن، من القمّة إلى القاع، من عرش بيغاسوس إلى كتائب الغزو، ومن الحرس الإمبراطوري إلى حرّاس البوابات.”

غير أن الكتب وصفته على أنه قاطعُ طريقٍ يجوب غابات الصنوبر الشمالية بحرية. وفي إحدى عمليات السلب، قتل مسؤولًا من الإمبراطورية عن طريق الخطأ، فاعتُقل، ثم أنقذه رفاقه باقتحام ساحة الإعدام.

“الصراعات العرقية تحوّلت إلى اضطهادٍ دينيٍّ عنيفٍ قذرٍ مظلم. كم من إنسانٍ مات تحت التعذيب الوحشيّ غير المبرّر على يد القوى السرّية للإمبراطورية؟ وكم من نفسٍ أزهقها دير التجسيد الساطع بذريعة الهرطقة؟ أتعلم أنّ الإيمان بالتجسدات القديمة—سيّد الجبال، عذراء البحر الحامية، وأب السهول—قد اندثر لأنّ الإمبراطورية القديمة حظرت تبجيلهم؟ كلّ ذلك جرى وسط مؤامراتٍ دبّرها الإمبراطور ودير التجسيد الساطع معًا.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سلالة؟” أطلق كينتفيدا ضحكةً ساخرة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“ثم كان هناك قاعة الفرسان الشمالية، التي دمّرها الإمبراطور قبل ألف عام… المهد والأرض المقدّسة التي وُلد منها الفرسان. المكان الأسطوري الذي اتحد فيه البشر لمحاربة الأورك القدماء! ”

Arisu-san

رفع كينتفيدا قدح الجعة، شرب جرعةً، ثم ابتسم بازدراء.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تتردّد يا فتى! اشربه دفعة واحدة!” استعرض كاسلان عضلة ذراعه اليمنى القوية التي لم يبدُ عليها أثر الشيخوخة. “هناك معياران لمعرفة الرجل الحق: أن يلوّح بفأسه بقوة كافية، وأن يشرب بنَفَسٍ كافٍ!”

“أيها المواطن الإمبراطوري، كفّ عن التمتّع بأمجادٍ زائفة. أنتم تسكرون بزهوٍ كاذب، ولا تدرون كم هو قبيح موضعكم في صفحات التاريخ.”

الشمال…

“يمكنك أن تتابع أفكارك الخاصة، غير أن التاريخ لا يمكن تغييره، حتى الآن.” قال بيوتراي بازدراء.

“وهنا تكمن المشكلة.” نقر الفيكونت كينتفيدا على سطح المنضدة متأملًا. “الشمال لأهل الشمال. فلمَ ينبغي أن يخضعوا لحكم الكوكبة، ولحكم ملكٍ رودولي؟”

“لا أرى سوى عرباتكم تجري فوق الطرق التي أنشأها الإمبراطور. من الملك حين يخرج في رحلاته إلى العامة حين يغادرون بيوتهم، لا أحد مستثنى.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قصةٌ معدّلة بإتقان.” أطلق بيوتراي ضحكةً ساخرة. “أتساءل فقط… كيف تعرف مرسوم الإمبراطور بهذه الدقة، حتى في كلّ حرفٍ منه؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

‘عملتكم قائمة على معيار الذهب والفضة والنحاس الذي وضعته الإمبراطورية. هذه القطع الصغيرة هي التي تحفظ اقتصاد مملكتكم ومعيشة شعبكم، وتمنعكم من العودة إلى زمن الملوك الإقطاعيين.”

“هراء!” لوّح كاسلان بيده بازدراء كاشفًا عن أسنانه الصفراء.

“مهما حملت لغتكم ولهجتكم من نبرة شمالية، ومهما اختلفت نصوصكم، فإن أصلها من اللغة القديمة أو العامة للإمبراطورية. من الميلاد إلى الممات، ما تهمسون به جميعًا إنما هو جزء من ثقافة الإمبراطورية وتقاليدها.”

تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:

“فنكم، وشعركم، وموسيقاكم، كلها مشبعة بأمجاد الإمبراطورية. ومهما اشتهر الإكستيدتيون بعجزهم الثقافي، فلا بدّ أن يعترفوا بهذا.”

“وأظنّك تعرف ما الذي حدث بعد ذلك…”

“بل أكثر من ذلك، فجيشكم لا يزال يتبع الأنظمة التي وضعتها الإمبراطورية. ما زلتم تقسّمون الجنود إلى ألوية وكتائب وحرس وسرايا. وما زلتم تصنّفون النبلاء على نمط الإمبراطورية إلى دوقات وكونتات ونبلاء صغار وأسياد… لولا الإمبراطورية، لظلّت الأراضي الشمالية غارقة في الفوضى—متخلفة وهمجية!”

كان كينتفيدا على وشك الردّ حين أطلق تاليس تنهيدة طويلة.

“وما الذي يثبت ذلك؟” قاطعه كينتفيدا بخشونة. “إن كنت تعتبر ما فرضته علينا الإمبراطورية من قيود مِنّةً وفضلاً، فلتغتبط بوهمك ذاك!”

“الثاني… همم.” تمتم تاليس وهو يمضغ خبز الجاودار. “على الرغم من أنكما قلتما الكثير عن الإمبراطورية…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“فرضت؟” بدا أن بيوتراي قد استُفزّ. “فرسان الملوك الإقطاعيين في الشمال بايعوا الإمبراطور الأعظم كاميلوت كارلوس في الوقت نفسه الذي انضوى فيه فرسان البلاد الشوفينية القديمة تحت رايته. . كنتم جميعًا من أوائل الداعمين للإمبراطور العظيم وأكثرهم نشاطًا في تأسيس الإمبراطورية!”

“وما إن انتشر الخبر، حتى ارتجّ الشمال بأسره. حمل الناس سلاحهم، وارتدوا دروعهم، واحتشدوا إلى جانب كيسو الذي كان على حافة الموت. لكنّهم هذه المرّة لم يفعلوا ذلك للانضمام إلى جيش الإمبراطورية، بل للتمرّد على حكمها القاسي.”

“حسنٌ إذًا.” زمّ كينتفيدا شفتيه ساخرًا. “أما الآن، فنحن أبناء الريح الشمالية والتنين لم نعد بحاجة إلى تلك الإمبراطورية الملعونة. نعتمد على أنفسنا وحدنا. فاطرحوا عنكم كبرياءكم، يا أبناء الإمبراطورية.”

“سيدُ الجبال؟”

“لقد رأيت الريح الشمالية مرارًا.” تمتم بيوتراي بهدوء. “أما إن كنت تشير إلى التنين المطرّز على علم إكستيدت… هه، فالقماش لا بأس به.”

تجمّد تاليس في مكانه.

“ليس المغزى من التنين في علم إكستيدت كونه موجودًا فعلاً، إذ نحن لا نعتمد على مخلوق أسطوري ليحمي المملكة.” قال كينتفيدا بجدية.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

ثم رفع كأسه نحو اهل الكوكبة، وابتسم ابتسامة ذات معنى قبل أن يرتشف جرعة كبيرة. “إنه يرمز إلى المعتقدات والخصال التي تحلّينا بها حين أسّسنا المملكة. إنها التعاليم التي أورثنا إياها رايكارو، بطل الشمال، في معركة الإبادة—القوة، الصبر، الشدة، الصلابة، الكبرياء، الإصرار، و… ألّا نستسلم أبدًا، حتى في وجه وحشٍ عظيم كالإمبراطورية.

“فما كان من الإمبراطورية إلا أن فكّرت في حلٍّ واحد: استدعاء أشهر رجلٍ في الشمال—قائد جيش الشمال كيسو—ليخاطب قومه بنفسه. كان آنذاك في عطلةٍ يتعافى في منزله.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“وماذا بقي لكم أنتم؟” سخر كينتفيدا. “الكوكبة ليست إلا أثرًا قديمًا بلا معنى وجودي، موجودة فقط كدليل على تاريخ مضى، تستدعي أرواح الموتى من مملكة باد أثرها منذ زمن بعيد.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ثم كان هناك قاعة الفرسان الشمالية، التي دمّرها الإمبراطور قبل ألف عام… المهد والأرض المقدّسة التي وُلد منها الفرسان. المكان الأسطوري الذي اتحد فيه البشر لمحاربة الأورك القدماء! ”

“إن كنت تعتبر حمل شعلة أعظم ما في ماضي البشرية من مجد بمثابة ’استدعاء لأرواح الموتى‘، فليكن.” هزّ بيوتراي رأسه بسخرية. “على الأقل نحن نُعنى بتلك الأشياء. ماذا تبقّى للشمال؟ أنتم تنددون بالإمبراطورية لهدمها قاعة الفرسان، لكن الحقيقة أن إكستيدت وما تسمونه شمال الأرض قد فقدا حتى إتقان أسلوب السيف الشمالي العسكري!”

“«اختر واحدًا.»”

كان كينتفيدا على وشك الردّ حين أطلق تاليس تنهيدة طويلة.

تجمّد تاليس في مكانه.

استدار كلّ من كينتفيدا وبيوتراي نحو الأمير الثاني للكوكبة.

Arisu-san

“هل تعلمان أنه على الرغم من كون بيوتراي وكينتفيدا من الكوكبة وإكستيدت على التوالي، فقد وجدت بينكما أكثر شيئين متشابهين في هذا الجدال البغيض بينكما؟”

“كيسو لامبارد؟ أحد أسلاف عائلة لامبارد؟ الملك الثوري؟” أجاب تاليس بحماس.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

تجمّد الاثنان في ذهول.

“هل تعلمان أنه على الرغم من كون بيوتراي وكينتفيدا من الكوكبة وإكستيدت على التوالي، فقد وجدت بينكما أكثر شيئين متشابهين في هذا الجدال البغيض بينكما؟”

“وما هما؟”

(اختر واحدًا…)

كان كاسلان، صاحب الحانة، يراقب المشهد كله باهتمام، فمسّد ذقنه وقال بفضول عميق: “وما أوجه الشبه تلك يا تُرى؟”

هزّ تاليس رأسه موافقًا.

رفع تاليس حاجبيه وهزّ كتفيه.

“في عصر الإمبراطورية القديمة، كان سيد الجبال إيمانًا مشتركًا بين جميع البشر. ليس بيننا نحن سكان الشمال فحسب، بل أيضًا بينكم أنتم الرودوليين الذين شيّدوا الإمبراطورية في قلب العالم، والكالونسيين في أرض الأشواك الجنوبية الغربية وأرض ذوي الدماء التنّينية، وشعب العظم القاحل في الصحراء العظمى، و«اللصوص» في الشرق الأدنى، أي النيدانيين، والسيلس الذين يرعون في السهول الشرقية، وأولئك ذوو البشرة القرمزية من أقصى الجنوب، والكاسايين الذين يجوبون الجزر بمهارةٍ عظيمة. باستثناء أهل المشرق الأقصى، كان جميع البشر تقريبًا يعرفون ويقرّون بوجود سيد الجبال.” شرب كاسلان العجوز جرعةً من شرابه وتكلّم بعاطفةٍ جياشة من وراء منضدة الحانة.

“بينما يتحدث كلّ منكما مدافعًا عن موقفه، فإن شيئًا واحدًا فقط يملأ رأسيكما.”

أما وجها بيوتراي وكينتفيدا فغشيهما السواد.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“شيء مكرّر ومملّ.”

“انسيا الأمر يا فتيان.”

اتّسعت دهشة بيوتراي، فيما عقد كينتفيدا حاجبيه قليلًا.

“أه… رجل؟ عمري سبع سنوات فقط…” حدّق تاليس في الكأس الضخم بحجم رأسه تقريبًا، وردّد بارتباك ما قاله من قبل في حضرة الآرشيدوق ذو الرمال السوداء: “تعلم أن الأطفال لا ينبغي لهم شرب الخمر، فذلك مضرّ بالصحة…”

“الإمبراطورية.” قال تاليس بصوت منخفض.

“وما إن انتشر الخبر، حتى ارتجّ الشمال بأسره. حمل الناس سلاحهم، وارتدوا دروعهم، واحتشدوا إلى جانب كيسو الذي كان على حافة الموت. لكنّهم هذه المرّة لم يفعلوا ذلك للانضمام إلى جيش الإمبراطورية، بل للتمرّد على حكمها القاسي.”

ثم تناول آخر لقمة من الخبز.

222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “هناك، وقف عاجزًا يشهد مقتل ابنه بحدّ السيف، وخنق زوجته بالحبل، وشنق ابنته، وجَلد أصدقاءه حتى الموت… كلّ هذا فقط لأنّه أبى أن يجيب على مرسوم الإمبراطور!”

تجمّد الاثنان في اللحظة نفسها.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قصةٌ معدّلة بإتقان.” أطلق بيوتراي ضحكةً ساخرة. “أتساءل فقط… كيف تعرف مرسوم الإمبراطور بهذه الدقة، حتى في كلّ حرفٍ منه؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

صفّق كاسلان وضحك بصوت مرتفع. “هاهاها… يا لها من خلاصة ممتعة. وماذا عن الشبه الثاني؟”

“في عصر الإمبراطورية القديمة، كان سيد الجبال إيمانًا مشتركًا بين جميع البشر. ليس بيننا نحن سكان الشمال فحسب، بل أيضًا بينكم أنتم الرودوليين الذين شيّدوا الإمبراطورية في قلب العالم، والكالونسيين في أرض الأشواك الجنوبية الغربية وأرض ذوي الدماء التنّينية، وشعب العظم القاحل في الصحراء العظمى، و«اللصوص» في الشرق الأدنى، أي النيدانيين، والسيلس الذين يرعون في السهول الشرقية، وأولئك ذوو البشرة القرمزية من أقصى الجنوب، والكاسايين الذين يجوبون الجزر بمهارةٍ عظيمة. باستثناء أهل المشرق الأقصى، كان جميع البشر تقريبًا يعرفون ويقرّون بوجود سيد الجبال.” شرب كاسلان العجوز جرعةً من شرابه وتكلّم بعاطفةٍ جياشة من وراء منضدة الحانة.

“الثاني… همم.” تمتم تاليس وهو يمضغ خبز الجاودار. “على الرغم من أنكما قلتما الكثير عن الإمبراطورية…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عند سماع ذلك، عقد تاليس حاجبيه قليلًا.

“إلا أن أياً منكما لم يرها بعينيه قط، لا الإمبراطورية الأخيرة قبل ستمائة عام، ولا الإمبراطورية القديمة قبل أكثر من ألف عام.”

تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:

اشتدّ ضحك كاسلان أكثر فأكثر.

“أه… رجل؟ عمري سبع سنوات فقط…” حدّق تاليس في الكأس الضخم بحجم رأسه تقريبًا، وردّد بارتباك ما قاله من قبل في حضرة الآرشيدوق ذو الرمال السوداء: “تعلم أن الأطفال لا ينبغي لهم شرب الخمر، فذلك مضرّ بالصحة…”

أما وجها بيوتراي وكينتفيدا فغشيهما السواد.

“بينما يتحدث كلّ منكما مدافعًا عن موقفه، فإن شيئًا واحدًا فقط يملأ رأسيكما.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“أحسنت يا أمير الكوكبة الثاني!” صاح كاسلان ضاحكًا وهو يصفع الطاولة بحماسة وينظر إلى تاليس. “لم يريا الإمبراطورية قط!”

“ليس المغزى من التنين في علم إكستيدت كونه موجودًا فعلاً، إذ نحن لا نعتمد على مخلوق أسطوري ليحمي المملكة.” قال كينتفيدا بجدية.

“شكرًا على التأييد.” رفع تاليس كتفيه. “من جهة، يُظهر هذا مدى عمق تأثير الإمبراطورية وبقائه.”

Arisu-san

نظر إلى الرجلين. “ومن جهة أخرى… فإنكما كنتما تتجادلان على تصوّراتكما الخاصة…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “فرضت؟” بدا أن بيوتراي قد استُفزّ. “فرسان الملوك الإقطاعيين في الشمال بايعوا الإمبراطور الأعظم كاميلوت كارلوس في الوقت نفسه الذي انضوى فيه فرسان البلاد الشوفينية القديمة تحت رايته. . كنتم جميعًا من أوائل الداعمين للإمبراطور العظيم وأكثرهم نشاطًا في تأسيس الإمبراطورية!”

تجمّد بيوتراي وكينتفيدا مجددًا.

“همف، بل لأنكم استوليتم على أرض الشمال وشعبها!” اعترض كينتفيدا. “لقد اغتصبتم القلعة الباردة قبل أربعمائة عام، والبرجَ القديم المنعزل قبل مئتين، إن إقليمكم الشمالي هو أرضُنا الجنوبية!”

“كلاكما كان يجادل بناءً على ما تخيّل أن تكون عليه الإمبراطورية.” بسط تاليس كفيه. “لقد شكّل كلٌّ منكما صورته الذهنية عن الإمبراطورية انطلاقًا من واقعه الخاص، من مشاعره الآن، ومن آرائه حولها، ومن نظرته إلى التاريخ.”

“في زمن الإمبراطورية القديمة، كان ذلك المكان سجنًا للمنفيّين وميدانًا للإعدام أيضًا. كلّ من ذهب إلى هناك كان عليه أن «يُصلَح».” هزّ كينتفيدا رأسه بأسف. “برج الإصلاح… لكن للأسف، لم يغادر أكثر أولئك السجناء المكان أحياء ليُصلحوا حياتهم.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

تبادل الرجلان المتنازعان النظرات ثم أشاحا بوجهيهما.

ومنذ أكثر من ألفٍ وخمسمائة عام، كان كيسو لامبارد مجرد حطّابٍ بسيط في مقاطعة الشمال التابعة للإمبراطورية القديمة. غير أنه كان ذا مهارةٍ فائقة، جريئًا وعادلًا، يساعد الضعفاء والفقراء، ذائع الصيت بين الناس حتى إنّ دوق المقاطعة، آروند، سمع بذكره.”

“انسيا الأمر يا فتيان.”

الشمال…

هزّ العجوز كاسلان رأسه. “سوى العائلات المتعجرفة والعلماء المملّين، لم يعُد أحد يتذكّر تلك الأساطير القديمة، ولا الأمجاد الماضية، ولا التاريخ الضائع، ولا التقاليد المقدسة.” وأشار نحو الباب. “لكن تلك الأشياء هناك… تلك الهِبات للجبال هي ما تقي الصغار في الخارج من التجمد والجوع في هذا الشتاء القارس… وهذا يكفي. ما دام الشيء نافعًا للبشر، فوجوده ذو معنى. سيّد الجبال لم يختفِ، بل يعيش في الفجوات بين كل يومٍ يسبق الشتاء القارس، وفي امتنان المسافرين الذين يلتقطون الطعام من الأشجار.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ثم كان هناك قاعة الفرسان الشمالية، التي دمّرها الإمبراطور قبل ألف عام… المهد والأرض المقدّسة التي وُلد منها الفرسان. المكان الأسطوري الذي اتحد فيه البشر لمحاربة الأورك القدماء! ”

“والأمر ذاته ينطبق على التنين والإمبراطورية.” ابتسم كاسلان بسخرية.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قصةٌ معدّلة بإتقان.” أطلق بيوتراي ضحكةً ساخرة. “أتساءل فقط… كيف تعرف مرسوم الإمبراطور بهذه الدقة، حتى في كلّ حرفٍ منه؟”

لم يقل بيوتراي ولا كينتفيدا شيئًا بعد ذلك، لكن ملامحهما كانت كئيبة.

كان الرجل الذي أشعل أول حربٍ أهلية في تاريخ الإمبراطورية القديمة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

أشرق وجه تاليس بابتسامة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر تاليس بقشعريرةٍ تسري في جسده.

طَق!

صفّق كاسلان بأصابعه.

“تابع يا فيكونت كينتفيدا.” ابتسم تاليس بخفّة. “أنا مهتمٌّ بكلّ معرفة.”

دَوِي!

“بفضل كيسو وجيوشه، أخذ أهل الشرق يفقدون مواقعهم تدريجيًا حتى انحصروا في مدينة كيرين المقدّسة. كانت جيوشهم قد أُبيدت ومؤنهم نفدت، وأوشكوا على السقوط. كان توحيد العالم تحت راية الإمبراطورية وشيكًا.”

ظهر برايان، عامل الحانة ذو الندبة المحروقة في وجهه. كعادته، كان يبدو متجهّمًا كأن الجميع مدينون له بثمن الشراب. وبإشارة من ربّ عمله، رمى كأسًا على الطاولة بخشونة ودفعها نحو تاليس. كان الشراب ذا لون مختلف عن بقية الكحول.

ضحك بيوتراي بخفوت. “إن كنتَ حقًّا تريد الحديث عن أنّ الشمال لا يخصّ سوى سكان الشمال، فلدينا عائلة آروند في الإقليم الشمالي للكوكبة، التي كانت تحكم إقليم الشمال بأسره نيابةً عن الإمبراطور…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

رمقه بنظرة حادّة قبل أن يستدير عائدًا إلى المطبخ الخلفي.

▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

رفع تاليس رأسه بدهشة.

“لقد رأيت الريح الشمالية مرارًا.” تمتم بيوتراي بهدوء. “أما إن كنت تشير إلى التنين المطرّز على علم إكستيدت… هه، فالقماش لا بأس به.”

“خمر الجاودار الفاخر، تقدمه حانة البطل خصيصًا!” قال العجوز بمكر تحت نظرات تاليس المندهشة. “إنه من صُنع رفيق قديم لي من منطقة أوركيد المرموقة، ولا يتوافر منه سوى كمية محدودة كل يوم.”

“والأمر ذاته ينطبق على التنين والإمبراطورية.” ابتسم كاسلان بسخرية.

“إنه مختلف عن تلك الخمور الرخيصة التي يشربونها، وهذا لأجل ما قلتَه قبل قليل!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبعد أن ضُيّق عليه الخناق ولم يبقَ له مهرب، أدرك كيسو أنّه لن ينجو من مطاردة الإمبراطورية أبدًا، فانقلب على مطارديه. استغلّ سخط أهل الشمال على قسوة الدوق آروند، ونشر الشائعات لزرع الفتنة، فأغرق الشمال في فوضى عارمة، ثم رفع راية التمرّد ضد الإمبراطورية. وفي النهاية، سحقته جيوشها قرب البرج القديم المنعزل.

اتّسعت عينا تاليس، ونظر إلى العجوز ذي الشعر الأبيض، ثم إلى السائل في الكأس أمامه.

تسلّل بردٌ إلى عمودِ تاليس الفقري.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

“لا تتردّد يا فتى! اشربه دفعة واحدة!” استعرض كاسلان عضلة ذراعه اليمنى القوية التي لم يبدُ عليها أثر الشيخوخة. “هناك معياران لمعرفة الرجل الحق: أن يلوّح بفأسه بقوة كافية، وأن يشرب بنَفَسٍ كافٍ!”

غير أن الكتب وصفته على أنه قاطعُ طريقٍ يجوب غابات الصنوبر الشمالية بحرية. وفي إحدى عمليات السلب، قتل مسؤولًا من الإمبراطورية عن طريق الخطأ، فاعتُقل، ثم أنقذه رفاقه باقتحام ساحة الإعدام.

“أه… رجل؟ عمري سبع سنوات فقط…” حدّق تاليس في الكأس الضخم بحجم رأسه تقريبًا، وردّد بارتباك ما قاله من قبل في حضرة الآرشيدوق ذو الرمال السوداء: “تعلم أن الأطفال لا ينبغي لهم شرب الخمر، فذلك مضرّ بالصحة…”

ومن هناك بدأت أول حربٍ أهلية في الإمبراطورية، واشتدّ العنف بعدها أكثر فأكثر.

“هراء!” لوّح كاسلان بيده بازدراء كاشفًا عن أسنانه الصفراء.

رفع كينتفيدا قدح الجعة، شرب جرعةً، ثم ابتسم بازدراء.

وبينما ارتسم على وجه بيوتراي تعبيرٌ بالغُ الضجر، ضرب العجوز كتف تاليس بصفعة قوية جعلته يترنّح. “بل لأنك في السابعة يجب أن تشرب!

دَوِي!

يا فتى، لن تنضج ما لم تشرب!”

كانت هذه القصة تختلف كليًّا عمّا عرفه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

“وفي النهاية، بعدما سئم الإمبراطور سماع شكاوى الناس يومًا بعد يوم، واعتذارات الدوق لعجزه عن جمع الضرائب، ضاق ذرعًا بعناد كيسو. فقرّر أن يجعله عبرةً لغيره، وأن يردع الشماليين بالعقوبة والرعب، ليؤكّد لهم مهابة الإمبراطورية.”

ثم تابع: “قل لي، ماذا قدّمت الإمبراطورية للعالم؟ سنواتٌ من الخدمة العسكرية، وحروبٌ لا تنتهي، وضرائب ثقيلة لا حدود لها. من منحدرات الغرب إلى التربة القرمزية، ومن أرض الأشواك إلى أقصى الشرق، الجميع يعرف قسوة الإمبراطورية وجبروتها.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

1111111111
0 0 تقييمات
التقييم
اشترك
نبّهني عن
guest
1 تعليق
الأحدث
الأقدم أعلى تقييمًا
Inline Feedbacks
View all comments
Google Play

🎉 التطبيق الآن على Google Play!

النسخة الرسمية من ملوك الروايات

⚠️ مهم: احذف النسخة القديمة (APK) أولاً قبل تثبيت النسخة الجديدة من Google Play
1
احذف النسخة القديمة من الإعدادات
2
اضغط على زر Google Play أدناه
3
ثبّت النسخة الرسمية من المتجر

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط