209.md
الفصل المئتان والتاسع: ميزة السبق
“أجل.”
—————————————-
الفصل المئتان والتاسع: ميزة السبق
ما إن وطئت قدماي برج الوحش المُركَّب المحصن حتى وقعت عيناي على مشهدٍ لمجموعاتٍ عدة من المغامرين يتجادلون فيما بينهم. كانت إحدى المجموعات تتقدم بخطى حثيثة نحو رجلٍ في الأربعين من عمره يسد طريقهم أمام البوابة، وعلت أصواتهم بالغضب.
“ما هذا الهراء؟! لمَ لا يُسمح لنا بدخول البرج المحصن؟!”
“اسمه أوغاتا كاتسومي. لقد كان في طليعة الغزاة منذ ظهور الأبراج المحصنة لأول مرة قبل عشرين عامًا، وطوال السنوات الخمس الماضية، ظل يُلقَّب دائمًا بـ ‘المغامر الأقرب إلى الرتبة S’.”
“لقد كررت على مسامعكم مرارًا وتكرارًا! بالأمس، تم اكتشاف آلية خاصة في الداخل، وأُوكلت مهمة التحقيق فيها إلى نقابتنا، ‘القياصرة المنقطعي النظير’! لذا، يستحيل أن نسمح لأي مغامر آخر بالدخول حتى تنتهي مهمتنا!”
“عذرًا، لقد سمعت ما لا ينبغي لك سماعه.”
“محال…!”
هل كانت الآلية بتلك الدرجة من الخطورة يا تُرى؟ ولكن، على الأقل خلال جولاتي المتكررة في البرج المحصن بالأمس، لم ألحظ أي تغيير غريب يؤثر على البرج بأكمله…
همم… على الرغم من أن اسم النقابة يذكرني بمجموعة معينة، إلا أنني فهمت الموقف العام. عندما تُكتشف آلية جديدة وتُعتبر خطيرة، يُجرى ما يُعرف بغزو التحقق، تمامًا كما يحدث عند اكتشاف برج محصن جديد. من هذا المنطلق، يبدو الأمر طبيعيًا، لكن شعورًا غريبًا بالريبة راودني.
ما إن تردد هذا المصطلح في مسامعي حتى استحضرت مشهد ري ورفاقه وهم يقاتلون الزعيم الإضافي، أسد اللهب، في غرفة الفخ قبل بضعة أيام. في ذلك المكان، حتى لو هُزم الزعيم الإضافي، لا يحصل المغامر إلا على مكافأة رفع المستوى، دون أن يُجبر على انتظار تلك الفترات الزمنية القصيرة قبل المحاولة مجددًا. ولهذا السبب، ذكروا آنذاك أنها طريقة فعالة لرفع المستوى عبر القضاء عليه مرارًا وتكرارًا خلال فترة غزو التحقق. لعل هذا هو أوضح مثال على ما يعنيه مصطلح ‘ميزة السبق’.
“في العادة، عند اكتشاف آلية ما، يقتصر الحظر على المنطقة المحيطة بها فحسب… أما أن يُمنع الغزو بالكامل، فهذا أمرٌ نادر الحدوث.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا عليك، لكن ما أثار فضولي هو ما ذكرته عن ‘حيلهم القذرة’…”
هل كانت الآلية بتلك الدرجة من الخطورة يا تُرى؟ ولكن، على الأقل خلال جولاتي المتكررة في البرج المحصن بالأمس، لم ألحظ أي تغيير غريب يؤثر على البرج بأكمله…
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “وأين بقية أعضاء مجموعتك؟ كنت أود أن أشرح الأمر للجميع دفعة واحدة…”
‘حسنًا، ما الذي يتوجب عليّ فعله الآن…’
‘حسنًا، ما الذي يتوجب عليّ فعله الآن…’
وفي اللحظة التي كنت أوازن فيها بين خيار العودة أدراجي أو التسلل إلى الداخل باستخدام الانتقال الآني داخل البرج، انبعث من خلفي صوتٌ لم يستطع صاحبه إخفاء سخطه.
“لقد كررت على مسامعكم مرارًا وتكرارًا! بالأمس، تم اكتشاف آلية خاصة في الداخل، وأُوكلت مهمة التحقيق فيها إلى نقابتنا، ‘القياصرة المنقطعي النظير’! لذا، يستحيل أن نسمح لأي مغامر آخر بالدخول حتى تنتهي مهمتنا!”
“تشه، أهُم مرة أخرى… لا يكفون عن استخدام حيلهم القذرة أبدًا.”
“بل هو ممكن للأسف. فزعيم نقابة ‘القياصرة المنقطعي النظير’ يمتلك معارف كثر داخل جمعية المغامرين. انظر، إنه ذلك الرجل الواقف هناك.”
التفتُّ لأرى مجموعة متوسطة الحجم تضم أكثر من عشرة أفراد، وكان في مقدمتهم رجلٌ في مطلع الثلاثينيات من عمره، يتميز بملامح وديعة، إلا أنه كان يصر على أسنانه بغيظ. فجأة، التقت أعيننا. ارتسمت على وجهه نظرة مرتبكة للحظة، قبل أن يبتسم ابتسامة خفيفة.
اتسعت عينا الرجل دهشةً عند سماعه جوابي. ثم أردف قائلًا: “…يالها من مفاجأة. صحيح أن مستويات المغامرين أصبحت ترتفع بسهولة أكبر مع ازدياد صعوبة الأبراج المحصنة عامًا بعد عام، لكنني لم أتخيل قط أن يصل الأمر إلى درجة أن يقتحم شاب في مثل عمرك برجًا محصنًا من الرتبة A بمفرده. يبدو أن عليّ إعادة النظر في مفاهيمي.”
“عذرًا، لقد سمعت ما لا ينبغي لك سماعه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا عليك، لكن ما أثار فضولي هو ما ذكرته عن ‘حيلهم القذرة’…”
اعتذر الرجل، لكن أمراً آخر أثار اهتمامي أكثر من مجرد اعتذاره.
“إذن، هناك أمر مريب في الطريقة التي تتبعها نقابة ‘القياصرة المنقطعي النظير’، أليس كذلك؟”
“لا عليك، لكن ما أثار فضولي هو ما ذكرته عن ‘حيلهم القذرة’…”
“أجل، هذا صحيح تمامًا. لطالما دأب أولئك الأوغاد على الإبلاغ عن الآليات التي يكتشفها غيرهم على أنها من اكتشافهم، ليسرقوا بذلك الامتيازات لأنفسهم.”
“آه، لا شك أن الأمر يثير فضولك. من غير المنصف أن تُمنع من الدخول دون أن تفهم ما يجري… ولكن للتأكيد فحسب، لقد أتيت لغزو هذا البرج المحصن أيضًا، أليس كذلك؟”
“اسمه أوغاتا كاتسومي. لقد كان في طليعة الغزاة منذ ظهور الأبراج المحصنة لأول مرة قبل عشرين عامًا، وطوال السنوات الخمس الماضية، ظل يُلقَّب دائمًا بـ ‘المغامر الأقرب إلى الرتبة S’.”
“أجل.”
“في العادة، عند اكتشاف آلية ما، يقتصر الحظر على المنطقة المحيطة بها فحسب… أما أن يُمنع الغزو بالكامل، فهذا أمرٌ نادر الحدوث.”
“وأين بقية أعضاء مجموعتك؟ كنت أود أن أشرح الأمر للجميع دفعة واحدة…”
التفتُّ لأرى مجموعة متوسطة الحجم تضم أكثر من عشرة أفراد، وكان في مقدمتهم رجلٌ في مطلع الثلاثينيات من عمره، يتميز بملامح وديعة، إلا أنه كان يصر على أسنانه بغيظ. فجأة، التقت أعيننا. ارتسمت على وجهه نظرة مرتبكة للحظة، قبل أن يبتسم ابتسامة خفيفة.
“لا بأس بذلك، فأنا أعمل بمفردي.”
“أجل، هذا صحيح تمامًا. لطالما دأب أولئك الأوغاد على الإبلاغ عن الآليات التي يكتشفها غيرهم على أنها من اكتشافهم، ليسرقوا بذلك الامتيازات لأنفسهم.”
“بمفردك؟!”
“بل هو ممكن للأسف. فزعيم نقابة ‘القياصرة المنقطعي النظير’ يمتلك معارف كثر داخل جمعية المغامرين. انظر، إنه ذلك الرجل الواقف هناك.”
اتسعت عينا الرجل دهشةً عند سماعه جوابي. ثم أردف قائلًا: “…يالها من مفاجأة. صحيح أن مستويات المغامرين أصبحت ترتفع بسهولة أكبر مع ازدياد صعوبة الأبراج المحصنة عامًا بعد عام، لكنني لم أتخيل قط أن يصل الأمر إلى درجة أن يقتحم شاب في مثل عمرك برجًا محصنًا من الرتبة A بمفرده. يبدو أن عليّ إعادة النظر في مفاهيمي.”
“عذرًا، لقد سمعت ما لا ينبغي لك سماعه.”
بدا وكأنه قد اقتنع بمنطقه الخاص، فأومأ برأسه مرة واحدة ثم استأنف حديثه: “على أي حال، لنعد إلى شرحنا. تلك الجماعة التي تسد طريق البوابة هناك… نقابة ‘القياصرة المنقطعي النظير’، ما هم إلا مجموعة من الأوغاد الذين بنوا مجدهم على الاستفادة من اكتشاف آليات الأبراج المحصنة الجديدة قبل غيرهم، أو ما يسمى بـ ‘ميزة السبق’.”
“لا بأس بذلك، فأنا أعمل بمفردي.”
“ميزة السبق…”
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “وأين بقية أعضاء مجموعتك؟ كنت أود أن أشرح الأمر للجميع دفعة واحدة…”
ما إن تردد هذا المصطلح في مسامعي حتى استحضرت مشهد ري ورفاقه وهم يقاتلون الزعيم الإضافي، أسد اللهب، في غرفة الفخ قبل بضعة أيام. في ذلك المكان، حتى لو هُزم الزعيم الإضافي، لا يحصل المغامر إلا على مكافأة رفع المستوى، دون أن يُجبر على انتظار تلك الفترات الزمنية القصيرة قبل المحاولة مجددًا. ولهذا السبب، ذكروا آنذاك أنها طريقة فعالة لرفع المستوى عبر القضاء عليه مرارًا وتكرارًا خلال فترة غزو التحقق. لعل هذا هو أوضح مثال على ما يعنيه مصطلح ‘ميزة السبق’.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “محال…!”
إن هذا الامتياز في حد ذاته حق للمغامرين الذين يخاطرون بحياتهم، وليس أمرًا يستدعي اللوم أو الشكوى. لكن الرجل الذي أمامي تحدث عن الأمر وكأنه أسلوبٌ دنيء. لم يكن ذلك ليشير إلا إلى حقيقة واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صحيح أن القوانين المتعلقة بالأبراج المحصنة لم تكتمل بعد، لكن فكرة حماية الأرباح التي يجنيها المغامرون بأنفسهم لا تزال قائمة. لا أظن أن مثل هذه الأفعال يمكن التغاضي عنها مرارًا وتكرارًا. لكن الرجل هز رأسه بأسف ورفع يديه إلى جانبي وجهه بتعابير تنم عن اليأس.
“إذن، هناك أمر مريب في الطريقة التي تتبعها نقابة ‘القياصرة المنقطعي النظير’، أليس كذلك؟”
اتسعت عينا الرجل دهشةً عند سماعه جوابي. ثم أردف قائلًا: “…يالها من مفاجأة. صحيح أن مستويات المغامرين أصبحت ترتفع بسهولة أكبر مع ازدياد صعوبة الأبراج المحصنة عامًا بعد عام، لكنني لم أتخيل قط أن يصل الأمر إلى درجة أن يقتحم شاب في مثل عمرك برجًا محصنًا من الرتبة A بمفرده. يبدو أن عليّ إعادة النظر في مفاهيمي.”
أومأ الرجل برأسه موافقًا على سؤالي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بمفردك؟!”
“أجل، هذا صحيح تمامًا. لطالما دأب أولئك الأوغاد على الإبلاغ عن الآليات التي يكتشفها غيرهم على أنها من اكتشافهم، ليسرقوا بذلك الامتيازات لأنفسهم.”
أشار الرجل بإصبعه نحو الرجل الأربعيني الذي كان يسد البوابة منذ البداية. ثم واصل شرحه دون أن يغير وضعيته.
“…وهل هذا ممكن حقًا؟”
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) “وأين بقية أعضاء مجموعتك؟ كنت أود أن أشرح الأمر للجميع دفعة واحدة…”
صحيح أن القوانين المتعلقة بالأبراج المحصنة لم تكتمل بعد، لكن فكرة حماية الأرباح التي يجنيها المغامرون بأنفسهم لا تزال قائمة. لا أظن أن مثل هذه الأفعال يمكن التغاضي عنها مرارًا وتكرارًا. لكن الرجل هز رأسه بأسف ورفع يديه إلى جانبي وجهه بتعابير تنم عن اليأس.
“آه، لا شك أن الأمر يثير فضولك. من غير المنصف أن تُمنع من الدخول دون أن تفهم ما يجري… ولكن للتأكيد فحسب، لقد أتيت لغزو هذا البرج المحصن أيضًا، أليس كذلك؟”
“بل هو ممكن للأسف. فزعيم نقابة ‘القياصرة المنقطعي النظير’ يمتلك معارف كثر داخل جمعية المغامرين. انظر، إنه ذلك الرجل الواقف هناك.”
أشار الرجل بإصبعه نحو الرجل الأربعيني الذي كان يسد البوابة منذ البداية. ثم واصل شرحه دون أن يغير وضعيته.
أشار الرجل بإصبعه نحو الرجل الأربعيني الذي كان يسد البوابة منذ البداية. ثم واصل شرحه دون أن يغير وضعيته.
ما إن تردد هذا المصطلح في مسامعي حتى استحضرت مشهد ري ورفاقه وهم يقاتلون الزعيم الإضافي، أسد اللهب، في غرفة الفخ قبل بضعة أيام. في ذلك المكان، حتى لو هُزم الزعيم الإضافي، لا يحصل المغامر إلا على مكافأة رفع المستوى، دون أن يُجبر على انتظار تلك الفترات الزمنية القصيرة قبل المحاولة مجددًا. ولهذا السبب، ذكروا آنذاك أنها طريقة فعالة لرفع المستوى عبر القضاء عليه مرارًا وتكرارًا خلال فترة غزو التحقق. لعل هذا هو أوضح مثال على ما يعنيه مصطلح ‘ميزة السبق’.
“اسمه أوغاتا كاتسومي. لقد كان في طليعة الغزاة منذ ظهور الأبراج المحصنة لأول مرة قبل عشرين عامًا، وطوال السنوات الخمس الماضية، ظل يُلقَّب دائمًا بـ ‘المغامر الأقرب إلى الرتبة S’.”
“عذرًا، لقد سمعت ما لا ينبغي لك سماعه.”
بدا وكأنه قد اقتنع بمنطقه الخاص، فأومأ برأسه مرة واحدة ثم استأنف حديثه: “على أي حال، لنعد إلى شرحنا. تلك الجماعة التي تسد طريق البوابة هناك… نقابة ‘القياصرة المنقطعي النظير’، ما هم إلا مجموعة من الأوغاد الذين بنوا مجدهم على الاستفادة من اكتشاف آليات الأبراج المحصنة الجديدة قبل غيرهم، أو ما يسمى بـ ‘ميزة السبق’.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
