376 محطة الذكرى
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“الساعة لا تزال تعمل. إن لم نصل إلى النهاية قبل أن ينفد الوقت، سنُحتجز هنا إلى الأبد!”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
كان غاو مينغ الجبان يشعر أن الجثة الجالسة قربه تحدّق فيه، لكن وجوده وسط حافلة مليئة بنسخٍ من نفسه كان أفظع. لم يستطع احتمال ثانية إضافية، خاصة بعد أن رأى الضوء الذي يقوده نحو البيت.
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
استرعت كلماته انتباه الجميع، فالتفتت الأنظار نحو المقصورة. مهما حاولوا مدّ أعناقهم، لم يُرَ سوى ظهر السائق. ومن مظهره، بدا أنه أيضًا يرتدي زي المدرسة الثانوية ذاته، ويشبه غاو مينغ في هيئته، فلا شك أنه غاو مينغ آخر.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
استنزف غاو مينغ الطيب قدرًا هائلًا من طاقته في شرح وضعهم الراهن لبقية غاو مينغ. اختلفت ردات فعل كل واحدٍ منهم، تبعًا لماضيهم وتجاربهم المتباينة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضيّق غاو مينغ الرسام عينيه.
“في الواقع، لا داعي للجزع. وفقًا لما نعلمه، فإن الجسد الأصلي قد تعرّض لكمينٍ من الطواغيت، فحبسنا في غرفٍ منفصلة كي لا نلتقي. عادةً، لم يكن لنا أن نجتمع كهذا أبدًا. إنما هذا غاو مينغ الجسور هو من منحنا هذه الفرصة.”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
نهض غاو مينغ الرسام من بين الجموع، فرشاته بيده، وعيناه تتفحصان وجوه النسخ الأخرى حتى استقرتا على مقصورة السائق.
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
“كل راكبٍ على هذه الحافلة هو غاو مينغ. نحن وحدنا من يملأ هذا المكان… غير أن سؤالًا يفرض نفسه: من الذي يقود؟”
وقف غاو مينغ الصامت في الصف ما قبل الأخير، عيناه متعبتان، ونظرته إلى ليو يي تحمل مزيجًا من التردد والذنب والعجز.
تقدم نحو المقصورة وارتطم بيده على زجاجها بقوة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“أهو غاو مينغ آخر؟ إن كان كذلك، فلمَ خُصّ بحق القيادة دون سوانا؟”
وطأت كعبا امرأةٍ رفيعة الماء بخطًى بطيئة، وجمالها الفاتن يحدّق في المحطة بصمت.
استرعت كلماته انتباه الجميع، فالتفتت الأنظار نحو المقصورة. مهما حاولوا مدّ أعناقهم، لم يُرَ سوى ظهر السائق. ومن مظهره، بدا أنه أيضًا يرتدي زي المدرسة الثانوية ذاته، ويشبه غاو مينغ في هيئته، فلا شك أنه غاو مينغ آخر.
لم يستطع غاو مينغ الرسام فتح مقصورة السائق، فتراجع عنها وقال بصوتٍ حازم:
“لماذا لا يكون هذا الغاو مينغ راكبًا مثلنا؟”
وخلف المحطة، انتصب مبنى سكنيّ لم يكن شقق الحياة الأبدية، لكنه بدا مألوفًا لكل غاو مينغ.
طرق غاو مينغ الرسام على الباب طالبًا من السائق أن يوقف الحافلة، غير أنّ السائق لم يُبدِ أي نية للتوقف. عبس غاو مينغ الطيب وهو يحدق في المقصورة. كان يتساءل إن كان السائق فعلًا نسخة أخرى من غاو مينغ، ولماذا امتلك وحده سلطة التحكم بماضيهم.
طرق غاو مينغ الرسام على الباب طالبًا من السائق أن يوقف الحافلة، غير أنّ السائق لم يُبدِ أي نية للتوقف. عبس غاو مينغ الطيب وهو يحدق في المقصورة. كان يتساءل إن كان السائق فعلًا نسخة أخرى من غاو مينغ، ولماذا امتلك وحده سلطة التحكم بماضيهم.
لم يفهم البقية، غير أن غاو مينغ العادي وحده شعر بشيء يتململ في ذاكرته. لمح نفسه وهو يسير مرارًا داخل نفقٍ مظلم، وكان يُقتل في كل مرة من الخلف، دون أن يرى وجه قاتله، بل مجرد هيئةٍ ضبابية غامضة.
“إن لم ينزل أحد، فلن تتحرك الحافلة مجددًا.”
“أهو… القاتل؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أهو غاو مينغ آخر؟ إن كان كذلك، فلمَ خُصّ بحق القيادة دون سوانا؟”
هبّت نسمة ليلية عبر نوافذ الحافلة، فارتعش غاو مينغ العادي. جلس في مقعده وغاص في تفكيرٍ عميق، بينما كانت ملامح الأبنية خارج النوافذ تتضح شيئًا فشيئًا. وبعد دقيقة، توقفت الحافلة أمام مبنى ما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفتح الباب، وحدّق غاو مينغ الطيب إلى المحطة الجديدة. كان اسمها الشخص الذي أحببته ذات يوم.
“هل توقفت الحافلة؟”
لم يستطع غاو مينغ الرسام فتح مقصورة السائق، فتراجع عنها وقال بصوتٍ حازم:
رفع الركاب أنظارهم نحو الخارج، حيث انسكب ضوءٌ دافئ على محطة الحافلات. كان اسم المحطة غريبًا: الدفء الذي شعرت به يومًا.
هبّت نسمة ليلية عبر نوافذ الحافلة، فارتعش غاو مينغ العادي. جلس في مقعده وغاص في تفكيرٍ عميق، بينما كانت ملامح الأبنية خارج النوافذ تتضح شيئًا فشيئًا. وبعد دقيقة، توقفت الحافلة أمام مبنى ما.
وخلف المحطة، انتصب مبنى سكنيّ لم يكن شقق الحياة الأبدية، لكنه بدا مألوفًا لكل غاو مينغ.
“الساعة لا تزال تعمل. إن لم نصل إلى النهاية قبل أن ينفد الوقت، سنُحتجز هنا إلى الأبد!”
“أهذا منزلنا؟ أليست هذه دارنا منذ عشرة أعوام؟”
“لماذا لا يكون هذا الغاو مينغ راكبًا مثلنا؟”
ظهرت العائلة خلف النافذة، تُعدّ الأطباق وتنتظر عودة غاو مينغ إلى المنزل. كان الضوء الدافئ في ذلك العالم هو ضوء البيت، مرسومًا كطريقٍ يقوده إلى الديار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“إن لم ينزل أحد، فلن تتحرك الحافلة مجددًا.”
قفز غاو مينغ الجبان من الحافلة، واندفع يركض عبر الطريق المغمور بالنور حتى بلغ باب منزله.
رمق غاو مينغ الطيب الساعة الإلكترونية التي لم تتوقف بعد.
لم يستطع غاو مينغ الرسام فتح مقصورة السائق، فتراجع عنها وقال بصوتٍ حازم:
“أعتقد أنني فهمت الآن. هذه الحافلة شبيهة بالممرات التي رآها قائد الفريق الأول. كل محطة تماثل مكتبًا يحمل ذكرى يائسة. علينا أن نغادر الحافلة ونستخلص الذكرى البائسة من ماضينا لنتمكن من بلوغ المحطة التالية.”
اشتد المطر. وفجأة، ركضت من العتمة نحو المحطة فتاةٌ ترتدي الزيّ المدرسي ذاته، حاملةً كتابًا إلى صدرها.
ضيّق غاو مينغ الرسام عينيه.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“بمعنى آخر، علينا جمع الذكريات في كل محطة لنصل إلى النهاية؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أهو… القاتل؟”
“لا يهم ما تقول، أنا أريد النزول.”
“هل توقفت الحافلة؟”
كان غاو مينغ الجبان يشعر أن الجثة الجالسة قربه تحدّق فيه، لكن وجوده وسط حافلة مليئة بنسخٍ من نفسه كان أفظع. لم يستطع احتمال ثانية إضافية، خاصة بعد أن رأى الضوء الذي يقوده نحو البيت.
“هل توقفت الحافلة؟”
قفز غاو مينغ الجبان من الحافلة، واندفع يركض عبر الطريق المغمور بالنور حتى بلغ باب منزله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أهو… القاتل؟”
كان الركاب الآخرون يراقبونه بوضوح. فُتح الباب، لكن وجوه أفراد العائلة تحوّلت إلى ملامح مروّعة. ومع ذلك، لم يبدو أن غاو مينغ الجبان لاحظ شيئًا. بقي في البيت حتى خبا الضوء، ثم أُغلق الباب من جديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أهو غاو مينغ آخر؟ إن كان كذلك، فلمَ خُصّ بحق القيادة دون سوانا؟”
انطلقت الحافلة مجددًا.
وخلف المحطة، انتصب مبنى سكنيّ لم يكن شقق الحياة الأبدية، لكنه بدا مألوفًا لكل غاو مينغ.
بقي غاو مينغ الجبان في منزله إلى الأبد، وصار جزءًا من ذلك المكان. لكنه رغم ذلك، أنقذ البقية، إذ اجتازوا بفضله المحطة الأولى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفتح الباب، وحدّق غاو مينغ الطيب إلى المحطة الجديدة. كان اسمها الشخص الذي أحببته ذات يوم.
“لبلوغ النهاية، يجب ألا نغرق في الوهم الجميل. علينا أن نرى الأشياء من أسوأ منظور ممكن.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أهذا منزلنا؟ أليست هذه دارنا منذ عشرة أعوام؟”
هزّ غاو مينغ الرسام رأسه، وعاد إلى مقعده وبدأ بالرسم. كان مقعد غاو مينغ الذي غادر شاغرًا بوضوح. لم يتعافَ الآخرون بعد من الصدمة، حين توقفت الحافلة مجددًا.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
انفتح الباب، وحدّق غاو مينغ الطيب إلى المحطة الجديدة. كان اسمها الشخص الذي أحببته ذات يوم.
وطأت كعبا امرأةٍ رفيعة الماء بخطًى بطيئة، وجمالها الفاتن يحدّق في المحطة بصمت.
هطل رذاذ خفيف خارج النوافذ، فتشوش الزجاج والذاكرة معًا. تبادل الركاب النظرات، ولم يجرؤ أحد على النزول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استنزف غاو مينغ الطيب قدرًا هائلًا من طاقته في شرح وضعهم الراهن لبقية غاو مينغ. اختلفت ردات فعل كل واحدٍ منهم، تبعًا لماضيهم وتجاربهم المتباينة.
اشتد المطر. وفجأة، ركضت من العتمة نحو المحطة فتاةٌ ترتدي الزيّ المدرسي ذاته، حاملةً كتابًا إلى صدرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استنزف غاو مينغ الطيب قدرًا هائلًا من طاقته في شرح وضعهم الراهن لبقية غاو مينغ. اختلفت ردات فعل كل واحدٍ منهم، تبعًا لماضيهم وتجاربهم المتباينة.
“ليو يي؟”
تقدم نحو المقصورة وارتطم بيده على زجاجها بقوة.
كان شعرها مبللًا بالمطر، والماء يتقطر من وجهها. لم تكن الأجمل، لكن كثيرًا من طلاب الصف الثالث عشر كانوا ليذكروا ابتسامتها حتى بعد أعوام.
“في الواقع، لا داعي للجزع. وفقًا لما نعلمه، فإن الجسد الأصلي قد تعرّض لكمينٍ من الطواغيت، فحبسنا في غرفٍ منفصلة كي لا نلتقي. عادةً، لم يكن لنا أن نجتمع كهذا أبدًا. إنما هذا غاو مينغ الجسور هو من منحنا هذه الفرصة.”
شعاعٌ من ضوء القمر اخترق ظلمة المحطة. أحيانًا، يجعل ظهور شخصٍ واحدٍ من ليلةٍ عادية ذكرى لا تُمحى.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وقف غاو مينغ الصامت في الصف ما قبل الأخير، عيناه متعبتان، ونظرته إلى ليو يي تحمل مزيجًا من التردد والذنب والعجز.
“الساعة لا تزال تعمل. إن لم نصل إلى النهاية قبل أن ينفد الوقت، سنُحتجز هنا إلى الأبد!”
“هل توقفت الحافلة؟”
لم يستطع غاو مينغ الرسام فتح مقصورة السائق، فتراجع عنها وقال بصوتٍ حازم:
ظهرت العائلة خلف النافذة، تُعدّ الأطباق وتنتظر عودة غاو مينغ إلى المنزل. كان الضوء الدافئ في ذلك العالم هو ضوء البيت، مرسومًا كطريقٍ يقوده إلى الديار.
“إن كنت تريد النزول، فافعل الآن. إن فوّت هذه المحطة، فقد لا تراها مجددًا.”
قفز غاو مينغ الجبان من الحافلة، واندفع يركض عبر الطريق المغمور بالنور حتى بلغ باب منزله.
تجمّعت المياه بين الحافلة والمحطة. أمسك غاو مينغ الصامت بالدرابزين، وعيناه على ليو يي من خلف الزجاج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الركاب الآخرون يراقبونه بوضوح. فُتح الباب، لكن وجوه أفراد العائلة تحوّلت إلى ملامح مروّعة. ومع ذلك، لم يبدو أن غاو مينغ الجبان لاحظ شيئًا. بقي في البيت حتى خبا الضوء، ثم أُغلق الباب من جديد.
دوى الرعد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعاعٌ من ضوء القمر اخترق ظلمة المحطة. أحيانًا، يجعل ظهور شخصٍ واحدٍ من ليلةٍ عادية ذكرى لا تُمحى.
وظهرت مظلة حمراء خارج المحطة.
وظهرت مظلة حمراء خارج المحطة.
وطأت كعبا امرأةٍ رفيعة الماء بخطًى بطيئة، وجمالها الفاتن يحدّق في المحطة بصمت.
“إن لم ينزل أحد، فلن تتحرك الحافلة مجددًا.”
لم يتعرف غاو مينغ إلى هذه المرأة، غير أنه حين التقت نظراتها به، وقد غمرها خيبـة عميقة، أحسّ بألمٍ حادّ يخترق صدره.
هبّت نسمة ليلية عبر نوافذ الحافلة، فارتعش غاو مينغ العادي. جلس في مقعده وغاص في تفكيرٍ عميق، بينما كانت ملامح الأبنية خارج النوافذ تتضح شيئًا فشيئًا. وبعد دقيقة، توقفت الحافلة أمام مبنى ما.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
هزّ غاو مينغ الرسام رأسه، وعاد إلى مقعده وبدأ بالرسم. كان مقعد غاو مينغ الذي غادر شاغرًا بوضوح. لم يتعافَ الآخرون بعد من الصدمة، حين توقفت الحافلة مجددًا.
نهض غاو مينغ الرسام من بين الجموع، فرشاته بيده، وعيناه تتفحصان وجوه النسخ الأخرى حتى استقرتا على مقصورة السائق.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
