المقطوعة الإفتتاحية
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
كان الكونتان ديريك كرُوما وكارابيَان العجوز من أبرز نبلاء العائلات الثلاث عشرة المرموقة، ومن بين ثلاثة عشر تابعاً رفيعاً لا يعلوهم سوى العائلة الملكية والعشائر الست الكبرى. وبأعلام الغراب ذي الجناح الواحد وشعار سيف البرجين، اجتازوا الحشود بسهولة، وعبروا سور القصر الخارجي وبوّابته وسط همهمات الجماهير ونظرات الحراس والموظفين المليئة بالاحترام.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
أطرق غيلبرت رأسه متنهدًا، فيما أدارت جينيس وجهها دون أن تنبس بكلمة.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
“أولئك الأوغاد من العظام القاحلة! لماذا جناح الأسطورة متساهلٌ إلى هذا الحد؟ ينبغي له أن يتعلّم شيئًا من جلالته — ليقبض عليهم جميعًا ويدفنهم أحياء في مذبح تجسيد الصحراء مثل الأورك!”
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
“أيها الشاب، كفّ عن التخمينات الجامحة هناك!”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“خالتي خادمةٌ في منزل نائبٍ في إقليم نجم الصباح. أخبرتني أنّ إكستيدت تعرّضت لحادثٍ في الشمال على ما أظن. آه، لماذا لم تصل بعثتهم الدبلوماسية بعد؟”
الفصل 57: المقطوعة الافتتاحية
(يا الهي… كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟)
…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أومأ تاليس ومضى متجاوزًا إياها، متوقفًا أمام الباب.
حين خرج تاليس من الغرفة الحجرية وهو يحمل في صدره مشاعر معقدة عصيّة على الوصف، كان قد خمّن بالفعل مغزى تلك الرنات الطويلة وما الذي سيحدث تالياً.
كان من المستحيل عليهم، بقوةٍ لا تتجاوز الألف رجل، أن يحفظوا النظام في ساحةٍ تتّسع لعشرات الآلاف من البشر.
“هل سيحدث هذا اليوم؟” نظر بهدوء إلى غيلبرت وجينيس اللذين كانا ينتظرانه منذ وقتٍ ليس بالقليل.
“آيدا؟ في مثل هذا الوقت، ينبغي أن تكوني إلى جوار جلالته تحمينه!”
(إنه مفاجئ جداً.)
قال يودل بصوتٍ مبحوحٍ ثابت:
امتلأت نظرات غيلبرت بالتنهّدات والأسى، بينما بدا على ملامح جينيس الباردة شيءٌ من التردّد الخفي.
“أنا في نوبة عمل هنا، لا أعلم. لكن ابن عمي، وهو حارس في القلعة، أخبرني أن القاعة الكبرى امتلأت تقريباً إلى النصف. إن لم تكن نبيلاً فوق رتبة فيكونت، فلن تتمكن من الدخول إطلاقاً!”
(أليس من المفترض أن يقفزا فرحاً الآن؟ لماذا يبدوان بهذا الشكل؟) فكّر تاليس، مرهقاً وخالي الذهن، فيما لا يزال عقله مشغولاً بما جرى داخل الغرفة وما سيأتي بعده.
كان شعره لم يعُد فوضويًا، بل مقصوصًا ومصفّفًا بعنايةٍ في تسريحةٍ بسيطة أنيقة، تُظهره يقظًا وسيم الطلعة.
لسببٍ ما، رغم الثقل الجاثم على قلبه، استطاع أن يخفيه عن ملامحه. (أهذا ما يسمونه “وجه البوكر”؟)
رفعت جينيس رأسها وضحكت بمرارةٍ عاجزة، وقد غمر وجهها الأسى والشفقة.
تحدث غيلبرت بمرارة. “أرجوك أن تقبل اعتذاري، لم يكن هذا ما نويتُه… مبعوث الطوارئ من إكستيدت سيصل إلى الكوكبة الليلة، سواء أكانوا قادمين لإعلان الحرب أم لعقد تسوية، في ذلك الوقت أنتَ… جلالته سوف…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اختفى ظل تاليس وسط تلك العتمة.
قطّب غيلبرت حاجبيه بشدة، كأنه يوشك أن يقول شيئاً، ثم تنفّس بعمق وأحجم عن الكلام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لكن من أجل أن ينال جلالته الدعم العسكري الذي يحتاجه، لم يكن أمام العائلات النبيلة التسع عشرة إلا أن تذعن لقرار المؤتمر الوطني. أما القلائل الذين رفضوا الامتثال، فقد حوصِروا في مرحلةٍ ما بغضب المواطنين، بل وواجهوا صعوبات في مجالاتٍ عدة. وعلى الرغم من أنهم مجرد تابعين للعائلات الكبرى، فليس هذا بالمؤشر الحسن.”
“لا تُضِع مزيداً من الوقت. سيُعقد المؤتمر الوطني عند الثالثة بعد الظهر. أمرنا جلالته أن نحضره إلى غرفة الانتظار قبل الواحدة.” قطعت جينيس حديث غيلبرت، وكانت نظرتها غامضة عصيّة على القراءة.
أدار تاليس رأسه إلى الأمام، وبينما كان يسير دون أن يغيّر ملامح وجهه، قال:
كان وزير الخارجية السابق والمسؤولة الرفيعة يرتديان ثياباً رسمية داكنة اللون كئيبة المظهر. أما الخادمات الثمان الواقفات خلفهما، فقد حملن بصمتٍ ثمانية صوانٍ ممتلئة، ووقفن بوجوهٍ جامدة مصطفّات على جانبي الممر.
“كُفّ عن المزاح! تلك الأمور تناسب أماكن ريفية مثل آنلينزو وألومبيا! مملكتنا العظيمة الكوكبة هي وريثة الإمبراطورية! كيف نسمح لامرأةٍ أن تصير ملكًا؟ لست أزدري النساء، لكن يجب أن نعترف بالفوارق الموضوعية!”
دونغ!
“أيها الشاب، كفّ عن التخمينات الجامحة هناك!”
رنّ الجرس للمرة الثانية.
“فإنه لا يساوي عُشر عُشر الأثمان التي سيُضطر ذلك الفتى لدفعها.”
تقدمت جينيس بخطواتٍ ثابتة ووجهها يحمل تعقيداً خفيّاً، وقادت تاليس المثقل بالهموم إلى غرفةٍ أخرى، ولحقتهما الخادمات الثمان إلى الداخل.
متجاهلاً تدافع الجموع من حوله، شقّت وحدة الفرسان التابعة للكونت ديريك كروما وعربة الكونت تورامي كارابيَان طريقها وسط الزحام، لتصل إلى قصر النهضة بعد نصف ساعةٍ فقط من دقّ الجرس الثاني.
…..
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتدى سترةً طويلة الأكمام سميكةً بعض الشيء، مزخرفةً ببلّوراتٍ زرقاء داكنة لامعة. وتحتها قميصٌ أبيض بأكمامٍ محكمة الأزرار بأزرارٍ من قطرات الكريستال، ورداءٌ مخرّم مفصّل خصيصًا له. جعلت تلك الثياب جسده النحيل يبدو أكثر انتصابًا وهيبة.
قصر النهضة، السور الخارجي للقصر، البوّابة الأولى.
“… اعتبرها مجرد لعبة أخرى.”
هذا هو المكان ذاته الذي مرّ به تاليس بالأمس. المكان بالكاد منضبط وسط صراخ الحراس الفظّ وتوبيخهم القاسي. وقد شكّل النبلاء من مختلف الرتب والوجهاء من شتى المهن طابوراً طويلاً، تتناوب على وجوههم مشاعر متباينة، جميعهم يتزاحمون للظفر بمكانٍ للدخول إلى قصر النهضة.
قال يودل بصوتٍ مبحوحٍ ثابت:
أمام القصر، عند موضع البوّابة المعدنية الثقيلة الملطّخة بالصدأ، كان الحراس المتأهبون يُجرون تفتيشاً صارماً، ولا يسمحون إلا لمن يملك الأهلية بحضور المؤتمر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر تاليس إلى الأمام، حيث كانت هناك هيئة صغيرة تتكئ على أحد جانبي الباب.
“أنا! أنا نائب رئيس نقابة صهر الحديد، ولدي الحق في الدخول والمراقبة! ماذا؟ تقول إن في النقابة خمسةً وعشرين نائب للرئيس؟ آه، أنت لا تعلم، أولئك مجرد أسماءٍ لإكمال العدد، أما أنا فحالة خاصة! دعني أخبرك، انظر إلى شعري الأسود وعينيّ السوداوين! أفهمت؟ هل تعلم أن حِرفتنا تعود أصولها إلى سلالة الفجر في الشرق الأقصى، قبل معركة الإبادة… حسنٌ، حسنٌ! الرجل الشريف يناقش ولا يستخدم العنف! لن أدخل، أليس هذا كافياً؟!”
خفض غيلبرت رأسه وهو يتكلم، لكنه سرعان ما نظر إلى أحد جانبي الباب، فارتسمت على وجهه نظرة حيرة.
“أنا إيروس كاتا، تاجر أقمشة مُنحت إذناً خاصاً من العائلة الملكية! أستطيع الدخول! أنظر! هذه شهادة موقعة من الملك الراحل آيدي، وتحتها توقيع الأمير ميدير!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لكنني أرى أنّ ابنة عائلة تابارك ليست سيئة أيضًا! علينا أن نتعلّم من دوقية آنلينزو. فكّر بالأمر، ملكةٌ جميلة وشابة… يا إلهي، قلبي يكاد يذوب!”
“لدي أيضاً دعوة أرسلها مينديس الثالث إلى عائلتنا منذ سنوات! صحيح أنها قديمة قليلاً، لكنها تعود إلى مئةٍ وخمسين عاماً فقط. هيه، لا تكن عنيفاً! سأغادر بنفسي! سأغادر بنفسي!”
كان الكونتان ديريك كرُوما وكارابيَان العجوز من أبرز نبلاء العائلات الثلاث عشرة المرموقة، ومن بين ثلاثة عشر تابعاً رفيعاً لا يعلوهم سوى العائلة الملكية والعشائر الست الكبرى. وبأعلام الغراب ذي الجناح الواحد وشعار سيف البرجين، اجتازوا الحشود بسهولة، وعبروا سور القصر الخارجي وبوّابته وسط همهمات الجماهير ونظرات الحراس والموظفين المليئة بالاحترام.
“أيها الفتى! أما زلت تذكرني؟ أنا لازان، الضابط الشرعي في مركز الشرطة المركزي. كنا زملاء لمدة نصف عام! هل بقيت مقاعد في قاعة النجوم؟”
كان الممر طويلًا جدًا. لم يرمش تاليس بعينه، قطع عشرات الخطوات ثم توقّف. كان أمامه باب أسود ضخم.
“أنا في نوبة عمل هنا، لا أعلم. لكن ابن عمي، وهو حارس في القلعة، أخبرني أن القاعة الكبرى امتلأت تقريباً إلى النصف. إن لم تكن نبيلاً فوق رتبة فيكونت، فلن تتمكن من الدخول إطلاقاً!”
تحت ضوء المصابيح الأبدية، وقد تسللت أشعة الشمس من نوافذ الممر على الجانبين، استدار تاليس، رفع إبهامه، وابتسم ابتسامة مشرقة.
“إذن، هل خيارنا الوحيد هو الانضمام إلى الجموع في ساحة النجم، نستمع بينما يمرّر الحراس قرارات أصحاب النفوذ طبقةً بعد طبقة؟”
“هل يُعقل أن معركةً ضئيلة بين عصابتين تثير ذعر النبلاء هناك في الأعلى؟”
“ليكن، فبمثل مكانتنا، حتى لو دخلنا قاعة النجوم، سنجلس في أدنى الصفوف وأبعدها، نستمع بصمتٍ إلى أولئك الكبار في الأعلى يتناقشون. لن يكون لنا رأي في شيء!”
“هل سيحدث هذا اليوم؟” نظر بهدوء إلى غيلبرت وجينيس اللذين كانا ينتظرانه منذ وقتٍ ليس بالقليل.
“يا إلهي… تلك شعارات الغراب ذي الجناح الواحد وسيف البرجين! إنها قوافل عائلتَي كروما وكارابيَان! افسحوا الطريق حالاً! لن تكون نهايتكم سعيدة إن أغضبتموهم!”
“آه، أنا حقًا أحب هذا الفتى.”
“وماذا لو كانوا نبلاء؟ النبلاء أيضاً عليهم طاعة القوانين الأساسية… انتظر، لا، عليهم طاعة الدستور المؤقت للكوكبة!”
لسببٍ ما، رغم الثقل الجاثم على قلبه، استطاع أن يخفيه عن ملامحه. (أهذا ما يسمونه “وجه البوكر”؟)
“أي نكتةٍ هذه؟! هؤلاء ليسوا نبلاء عاديين. إنهم تابعون رفيعو المقام، منحهم اللقب ملوكُ العائلة المالكة أنفسهم، يملكون أكثر من ألف جنديٍّ خاص، وأراضي شاسعة ورعايا لا يُحصون… بصفتك ضابطاً، عليك توسيع معرفتك. هل سمعت عن العائلات الثلاث عشرة المرموقة؟ هؤلاء، والعائلة الملكية، والعشائر الست العظمى، يمكنهم الضحك والمزاح معاً…”
أما المرأة ذات العباءة، فصفّقت بأصابعها بسرور.
“وكيف تعرف كل هذا؟”
قصر النهضة، السور الخارجي للقصر، البوّابة الأولى.
“معذرة، كنت أعمل سابقاً في قصر عائلة كيسين في المقاطعة الشرقية، أدرّب أبناءهم الثلاثة على أساسيات القتال…”
وهو يُحدّق في الباب الحجري الأسود أمامه، عضَّ على أسنانه.
متجاهلاً تدافع الجموع من حوله، شقّت وحدة الفرسان التابعة للكونت ديريك كروما وعربة الكونت تورامي كارابيَان طريقها وسط الزحام، لتصل إلى قصر النهضة بعد نصف ساعةٍ فقط من دقّ الجرس الثاني.
“لا تقلق، هذا النوع من الأشخاص لن يموت بسهولة.”
كان الكونتان ديريك كرُوما وكارابيَان العجوز من أبرز نبلاء العائلات الثلاث عشرة المرموقة، ومن بين ثلاثة عشر تابعاً رفيعاً لا يعلوهم سوى العائلة الملكية والعشائر الست الكبرى. وبأعلام الغراب ذي الجناح الواحد وشعار سيف البرجين، اجتازوا الحشود بسهولة، وعبروا سور القصر الخارجي وبوّابته وسط همهمات الجماهير ونظرات الحراس والموظفين المليئة بالاحترام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رنّ صوتها الشاب العذب المفعم بالحيوية وهي تُناوله شيئًا.
تنهد المدير لوربيك، الجالس في العربة، تنهيدةً خفيفة. “لم يشهد المؤتمر الوطني قط هذا الكمّ من الناس. في مؤتمر حرب الصحراء، حضر فقط زعماء الحِرف، والتجّار الأثرياء، وأولئك العلماء العجائز المتغطرسون. ومن بين العشائر الست الكبرى، حضرت عشيرتان فقط، ومن بين العائلات المرموقة الثلاث عشرة، خمس عائلات لا غير.”
“تَعافٍ سريع كهذا؟”
حدق كارابيَان عبر نافذة العربة بوجهٍ جادٍّ كئيب.
“كُفّ عن المزاح! تلك الأمور تناسب أماكن ريفية مثل آنلينزو وألومبيا! مملكتنا العظيمة الكوكبة هي وريثة الإمبراطورية! كيف نسمح لامرأةٍ أن تصير ملكًا؟ لست أزدري النساء، لكن يجب أن نعترف بالفوارق الموضوعية!”
“لكن من أجل أن ينال جلالته الدعم العسكري الذي يحتاجه، لم يكن أمام العائلات النبيلة التسع عشرة إلا أن تذعن لقرار المؤتمر الوطني. أما القلائل الذين رفضوا الامتثال، فقد حوصِروا في مرحلةٍ ما بغضب المواطنين، بل وواجهوا صعوبات في مجالاتٍ عدة. وعلى الرغم من أنهم مجرد تابعين للعائلات الكبرى، فليس هذا بالمؤشر الحسن.”
“آيدا؟ في مثل هذا الوقت، ينبغي أن تكوني إلى جوار جلالته تحمينه!”
اقترب الكونت الشاب لدعامة الجناح، ديريك كرُوما، ممتطياً جواده قرب نافذة العربة، وقد بدت على وجهه ملامح الضيق. “يا سادتي، علينا الإسراع. فحتى وإن كانت للعائلات التسع عشرة النبيلة مقاعد محددة في المؤتمر، ولن يُجبروا على ’الاستماع’ إلى ما يجري من ساحة النجم تحت شرفة القصر، فقد نضطر قريباً إلى شقّ طريقنا بين العامة وتلك النخبة من النبلاء المتغطرسين.”
قبل أن يتمكن الثلاثة الآخرون من الرد، دفع تاليس الباب ودخل.
…..
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com …..
وعلى الجانب الآخر، كانت ساحة النجم، الواقعة مباشرةً أسفل قاعة النجوم في الجهة الشمالية الغربية من قصر النهضة، تضجُّ بالصخب والضجيج.
“يا إلهي… تلك شعارات الغراب ذي الجناح الواحد وسيف البرجين! إنها قوافل عائلتَي كروما وكارابيَان! افسحوا الطريق حالاً! لن تكون نهايتكم سعيدة إن أغضبتموهم!”
كانت مبادرةً رائدة من الملك الفاضل، إذ قيل إنّ المؤتمر الوطني مكرّسٌ لجميع المواطنين. إنّه الوقت الوحيد الذي يستطيع فيه العامة والنبلاء الصغار الإصغاء إلى علية الكوكبة وهم يمارسون ألعابهم السياسية، وسيُعقد هذا المساء!
أطرق غيلبرت رأسه متنهدًا، فيما أدارت جينيس وجهها دون أن تنبس بكلمة.
كل موضوعٍ، وكل نقاشٍ، وكل قرارٍ، سينتقل عبر الساحة بأسرها بواسطة أشخاصٍ مكلّفين خصيصًا، وسيُبلّغ به جميع سكان العاصمة.
وعلى الجانب الآخر، كانت ساحة النجم، الواقعة مباشرةً أسفل قاعة النجوم في الجهة الشمالية الغربية من قصر النهضة، تضجُّ بالصخب والضجيج.
قطّب جينارد حاجبيه وهو يحدّق في الحشود المزدحمة التي تملأ الساحة.
حدق كارابيَان عبر نافذة العربة بوجهٍ جادٍّ كئيب.
هو ووحدة الدفاع المدني التابعة له قد نُقلوا مؤقتًا من المقاطعة الشرقية في الصباح للمساعدة في حفظ النظام في ساحة النجم جنبًا إلى جنب مع قوة الشرطة.
أما المرأة ذات العباءة، فصفّقت بأصابعها بسرور.
(يا الهي… كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟)
كانت المرأة المعتمرة عباءتها تعقد ذراعيها، ثم نهضت من الجدار الذي كانت تتكئ عليه.
كان من المستحيل عليهم، بقوةٍ لا تتجاوز الألف رجل، أن يحفظوا النظام في ساحةٍ تتّسع لعشرات الآلاف من البشر.
“أُخمّن أن الأمر يتعلق بالانفجار العظيم الذي حدث في سوق الشارع الأحمر قبل شهر! أهه، هل لأنّ عصابة قوارير الدم سُحقت سحقًا ذريعًا على يد أخوية الشارع الأسود حتى جنّ جنونها من اليأس؟”
حتى فرقة ضوء النجوم التابعة للدوق جون قبل أعوامٍ ما كانت لتستطيع فرض أيّ نظامٍ يُذكر.
“إكستيدت ربما لا تملك عشرين ألف جندي في كامل البلاد.”
كانت أنظار الجميع متجهة إلى موقع المؤتمر فوقهم — القاعة ذات الشرفة المطلة على ساحة النجم، قاعة النجوم!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com التفت غيلبرت وجينيس بدهشة إلى الخلف، وهناك تجسدت هيئة الحارس المقنّع من العدم.
تحت صرخات آلاف الحراس في الساحة، وتحت ظلّ الابراح الدفاعية الضخمة المثبّتة على جدران قصر النهضة استعدادًا لأي طارئ، تدافع الحشد بلامبالاة، يتبادلون الأخبار حول قرار الملك المفاجئ بعقد المؤتمر الوطني.
تنهدت جينيس، وكانت نبرتها مُرة.
“أُخمّن أن الأمر يتعلق بالانفجار العظيم الذي حدث في سوق الشارع الأحمر قبل شهر! أهه، هل لأنّ عصابة قوارير الدم سُحقت سحقًا ذريعًا على يد أخوية الشارع الأسود حتى جنّ جنونها من اليأس؟”
“لقد حان الوقت تقريبًا. كيسل — جلالته يأمل أن تدخُل في وقتٍ أبكر.”
“هل يُعقل أن معركةً ضئيلة بين عصابتين تثير ذعر النبلاء هناك في الأعلى؟”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“من أين جئت بهذه الإشاعة؟ بل ومقدّمة بطريقةٍ بليغة أيضًا. ما أهمية عصابة قوارير الدم وأخوية الشارع الأسود؟ كيف يمكن أن توجد عصاباتٌ في عاصمة المملكة؟ نحن نعيش في مجتمعٍ متحضّر! حياتنا الآن مريحة للغاية! لِمَ تنشر نظرياتٍ هدّامة كهذه؟ ها؟ بوجهك المريب هذا، لا بدّ أنّك جاسوسٌ من قوةٍ أجنبية، أليس كذلك؟”
“كُفّ عن المزاح! تلك الأمور تناسب أماكن ريفية مثل آنلينزو وألومبيا! مملكتنا العظيمة الكوكبة هي وريثة الإمبراطورية! كيف نسمح لامرأةٍ أن تصير ملكًا؟ لست أزدري النساء، لكن يجب أن نعترف بالفوارق الموضوعية!”
“صدّقني، فأنا واثقٌ تمامًا. لا بدّ أنّ شعب العظام القاحلة قد تمرّد من جديد! أولئك التجّار من اتحاد كاموس، الأكثر جشعًا من مصّاصي الدماء، هم حتمًا وراء ذلك! الشهر الماضي، احتجزوا قافلة عائلتي التجارية! أرادوا فرض ضريبةٍ بنسبة خمسين بالمئة علينا! أتصدّق؟ خمسون من مئة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا… يودل، هل هو بخير؟”
“أولئك الأوغاد من العظام القاحلة! لماذا جناح الأسطورة متساهلٌ إلى هذا الحد؟ ينبغي له أن يتعلّم شيئًا من جلالته — ليقبض عليهم جميعًا ويدفنهم أحياء في مذبح تجسيد الصحراء مثل الأورك!”
“يا إلهي… تلك شعارات الغراب ذي الجناح الواحد وسيف البرجين! إنها قوافل عائلتَي كروما وكارابيَان! افسحوا الطريق حالاً! لن تكون نهايتكم سعيدة إن أغضبتموهم!”
“ليس مسموحًا لك بإهانة جناح الأسطورة! إنه وسيمٌ للغاية، وجودٌ يمكنه أن يوحّد شبه الجزيرة الغربية بأسرها بجماله وحده!”
“أظنّك مجرد محاربٍ باللسان… عذرًا، أعني (محارب مدفع الفم)!”
“خالتي خادمةٌ في منزل نائبٍ في إقليم نجم الصباح. أخبرتني أنّ إكستيدت تعرّضت لحادثٍ في الشمال على ما أظن. آه، لماذا لم تصل بعثتهم الدبلوماسية بعد؟”
حتى أنّ جينيس علّقت في أذنه اليسرى قرطًا مرصّعًا بحجرٍ بلّوري متلألئ دون أن يأبه لتعبيره الجامد.
“كيف يكون ذلك ممكنًا؟ لقد وُقّعت معاهدة الحصن لتسري لمدة عشرين عامًا. فضلًا عن أنّ لدينا زهرة الحصن التي تحرس حصن التنين المحطم بإحكام. وهناك أيضًا عائلاتٌ قوية في الإقليم الشمالي مثل عائلة أروندي، وعائلة زيمونتو، وعائلة فريس. لا يمكن أن يتكرر ما حدث قبل اثني عشر عامًا…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com …..
“ولا تنسَ أنّ سخط المملكة ما يزال في العاصمة! وحده، ومعه قوسه ذاك، يمكنه أن يُفني عشرين ألفًا من رجال إكستيدت!”
كان غِمد خنجرٍ أسود، ومعه حزامٌ جلديٌّ مُثبت بإبزيم. نُقشت على أحد جوانبه كلمات:
“إكستيدت ربما لا تملك عشرين ألف جندي في كامل البلاد.”
كان وزير الخارجية السابق والمسؤولة الرفيعة يرتديان ثياباً رسمية داكنة اللون كئيبة المظهر. أما الخادمات الثمان الواقفات خلفهما، فقد حملن بصمتٍ ثمانية صوانٍ ممتلئة، ووقفن بوجوهٍ جامدة مصطفّات على جانبي الممر.
“خلاصة القول، هذا ما أعنيه!”
“فإنه لا يساوي عُشر عُشر الأثمان التي سيُضطر ذلك الفتى لدفعها.”
“أظنّ أنّ الأمر يتعلق بـ دوقية سيرا في الشمال الغربي. قريبٌ لي جاء لاجئًا من هناك قال إنّ ساحرةً شريرة تنشر الطاعون في تلك الأنحاء. جيرانهم، دوقية آنلينزو ودوقية نورتون، أغلقوا حدودهم. انتظر، لم ينتشر الطاعون إلى الكوكبة بعد، صحيح؟ هل النبلاء من الجنوب الغربي لم يأتوا بعد؟ ماذا عن عائلة تابارك وكارابيّان ولاسشيا؟ لا تقل لي إنّهم ماتوا جميعًا بالطاعون؟”
“أظنّ أن الكونت كوڤندير ليس سيئًا! العام الماضي، حين جاء ليتفقّد السوق الكبرى، أمسك بيدي! مع كونتٍ كهذا، كيف لا تزدهر مملكتنا؟”
“إذًا، هل يعني هذا أن أسعار الأعشاب سترتفع؟ يجب أن أعيد تخزينها فورًا!”
هدّأ تاليس أنفاسه وأحكم ربط الغمد على حزامه.
“أنتم تتحدثون هراءً. مصدري السري أخبرني أنّ جلالته سيختار شخصًا من بين العشائر العظمى الست ليكون الملك التالي!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com التفت غيلبرت وجينيس بدهشة إلى الخلف، وهناك تجسدت هيئة الحارس المقنّع من العدم.
“ماذا؟ وماذا عن العائلة الملكية جيدستار؟ عائلتنا تملك تصريحًا ملكيًا خاصًا بحقوق تجارة الأثاث!”
“هل يُعقل أن معركةً ضئيلة بين عصابتين تثير ذعر النبلاء هناك في الأعلى؟”
“وما الذي يمكن فعله؟ هل يمكنك إجبار جلالته على إنجاب ابنٍ آخر؟”
حتى أنّ جينيس علّقت في أذنه اليسرى قرطًا مرصّعًا بحجرٍ بلّوري متلألئ دون أن يأبه لتعبيره الجامد.
“أظنّ أن الكونت كوڤندير ليس سيئًا! العام الماضي، حين جاء ليتفقّد السوق الكبرى، أمسك بيدي! مع كونتٍ كهذا، كيف لا تزدهر مملكتنا؟”
وعلى الجانب الآخر، كانت ساحة النجم، الواقعة مباشرةً أسفل قاعة النجوم في الجهة الشمالية الغربية من قصر النهضة، تضجُّ بالصخب والضجيج.
“لكنني أرى أنّ ابنة عائلة تابارك ليست سيئة أيضًا! علينا أن نتعلّم من دوقية آنلينزو. فكّر بالأمر، ملكةٌ جميلة وشابة… يا إلهي، قلبي يكاد يذوب!”
هذا هو المكان ذاته الذي مرّ به تاليس بالأمس. المكان بالكاد منضبط وسط صراخ الحراس الفظّ وتوبيخهم القاسي. وقد شكّل النبلاء من مختلف الرتب والوجهاء من شتى المهن طابوراً طويلاً، تتناوب على وجوههم مشاعر متباينة، جميعهم يتزاحمون للظفر بمكانٍ للدخول إلى قصر النهضة.
“كُفّ عن المزاح! تلك الأمور تناسب أماكن ريفية مثل آنلينزو وألومبيا! مملكتنا العظيمة الكوكبة هي وريثة الإمبراطورية! كيف نسمح لامرأةٍ أن تصير ملكًا؟ لست أزدري النساء، لكن يجب أن نعترف بالفوارق الموضوعية!”
رفعت المرأة ذات العباءة ذقنها.
“أيها الشاب، كفّ عن التخمينات الجامحة هناك!”
أُصيب غيلبرت بالذهول، لكن تاليس لم يكن ينوي منحه فرصة الرد.
“إنني مهتمّ بالسياسة فحسب!”
لم يُجب يودل، بل لاذ بالصمت، يربّت على القناع البنفسجي فوق وجهه.
“أظنّك مجرد محاربٍ باللسان… عذرًا، أعني (محارب مدفع الفم)!”
حدّق في الممر اللامتناهي الطول، وقبض قبضتَيه بإحكام، غير عابئٍ بنظرات غيلبرت المترددة.
“عليك أن تؤمن بالمملكة، وتؤمن بجلالته، وتؤمن بـ المؤتمر الإمبراطوري! كيف يمكن أن يجهلوا أمرًا تعرفه أنت؟”
“ليس مسموحًا لك بإهانة جناح الأسطورة! إنه وسيمٌ للغاية، وجودٌ يمكنه أن يوحّد شبه الجزيرة الغربية بأسرها بجماله وحده!”
…..
“فإنه لا يساوي عُشر عُشر الأثمان التي سيُضطر ذلك الفتى لدفعها.”
وقف تاليس ببطء، يحدّق في النبيل الشاب المنعكس في المرآة، ذي الثياب الفاخرة والتعبير البارد.
“لا… ربما، منذ أن فتحتُ عيني في هذا العالم، لم يكن هناك سبيلٌ للعودة أصلًا. لا خيار أمامي سوى المضيّ قدمًا.”
كان شعره لم يعُد فوضويًا، بل مقصوصًا ومصفّفًا بعنايةٍ في تسريحةٍ بسيطة أنيقة، تُظهره يقظًا وسيم الطلعة.
“لقد حان الوقت تقريبًا. كيسل — جلالته يأمل أن تدخُل في وقتٍ أبكر.”
حتى أنّ جينيس علّقت في أذنه اليسرى قرطًا مرصّعًا بحجرٍ بلّوري متلألئ دون أن يأبه لتعبيره الجامد.
رفعت جينيس رأسها وضحكت بمرارةٍ عاجزة، وقد غمر وجهها الأسى والشفقة.
ارتدى سترةً طويلة الأكمام سميكةً بعض الشيء، مزخرفةً ببلّوراتٍ زرقاء داكنة لامعة. وتحتها قميصٌ أبيض بأكمامٍ محكمة الأزرار بأزرارٍ من قطرات الكريستال، ورداءٌ مخرّم مفصّل خصيصًا له. جعلت تلك الثياب جسده النحيل يبدو أكثر انتصابًا وهيبة.
(إنه مفاجئ جداً.)
رفع يديه. كان قفازاه الجلديّان الأبيضين نقيّين لامعين، ينساب منهما بريقٌ خافت يزيد من عمق كلّ حركةٍ يقوم بها.
“أظنّك مجرد محاربٍ باللسان… عذرًا، أعني (محارب مدفع الفم)!”
وسرواله الأسود النبيل، مزدانٌ بحزامٍ تتلألأ على أبزيمه نجومٌ محفورة، وأحذيةٌ جلدية فاخرة زادت طوله بوصتين، منحت مشيته رَزانة النبلاء.
(لن أُغيّر اسمي. تلك التجارب الماضية… لن أنساها، ولن أتخلى عن أيٍّ منها.)
وعلى ظهر ثيابه خُيّط شعار النجم التساعي الذي يرمز إلى عائلة جيدستار، فيما توهّجت على صدره شارةٌ من الذهب والفضة على شكل النجم نفسه تحت الضوء.
عند سماع ذلك، غدت نظرات جينيس مترددة غامضة يصعب فهمها. مدت يدها نحوه، لكن غيلبرت بجانبها أمسكها برفق وهزّ رأسه.
رشّت الخادمات عليه قليلًا من العطر؛ رائحةٌ بالكاد تُشم، لكنها قرّبته إلى عبق الطبقة العليا.
لسببٍ ما، رغم الثقل الجاثم على قلبه، استطاع أن يخفيه عن ملامحه. (أهذا ما يسمونه “وجه البوكر”؟)
ابتسم تاليس بسخريةٍ حزينة وتنهد.
رفع تاليس رأسه ونظر إلى غيلبرت.
(أناقةُ الثياب، رُقيّ السلوك، آدابُ المجالس، ومعرفةٌ محدودة… هذه هي الأدوات المثلى لعزل الناس وفصلهم إلى طبقات. هذه هي دائرة النبلاء. تلك الثقافة الملعونة الشريرة.)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com امتلأت نظرات غيلبرت بالتنهّدات والأسى، بينما بدا على ملامح جينيس الباردة شيءٌ من التردّد الخفي.
حتى جينيس وغيلبرت اللذان راقبا المشهد من الجانب، لم يستطيعا إلا أن يومئا برأسيهما إعجابًا.
تنهد المدير لوربيك، الجالس في العربة، تنهيدةً خفيفة. “لم يشهد المؤتمر الوطني قط هذا الكمّ من الناس. في مؤتمر حرب الصحراء، حضر فقط زعماء الحِرف، والتجّار الأثرياء، وأولئك العلماء العجائز المتغطرسون. ومن بين العشائر الست الكبرى، حضرت عشيرتان فقط، ومن بين العائلات المرموقة الثلاث عشرة، خمس عائلات لا غير.”
تنهدت جينيس، وكانت نبرتها مُرة.
“صدّقني، فأنا واثقٌ تمامًا. لا بدّ أنّ شعب العظام القاحلة قد تمرّد من جديد! أولئك التجّار من اتحاد كاموس، الأكثر جشعًا من مصّاصي الدماء، هم حتمًا وراء ذلك! الشهر الماضي، احتجزوا قافلة عائلتي التجارية! أرادوا فرض ضريبةٍ بنسبة خمسين بالمئة علينا! أتصدّق؟ خمسون من مئة!”
“لقد حان الوقت تقريبًا. كيسل — جلالته يأمل أن تدخُل في وقتٍ أبكر.”
أومأت جينيس وغادرت مع غيلبرت.
كان تاليس يعلم أن مشاعرهما لم تكن على ما يُرام، لكنه، وقد بلغ هذا الحد… أفرغ ذهنه من كل ما يَشغله، وغادر ببطءٍ مع غيلبرت وجينيس.
قصر النهضة، السور الخارجي للقصر، البوّابة الأولى.
“أحتاج إلى تأكيدٍ نهائيٍّ منك بشأن بعض الأمور.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لكنني أرى أنّ ابنة عائلة تابارك ليست سيئة أيضًا! علينا أن نتعلّم من دوقية آنلينزو. فكّر بالأمر، ملكةٌ جميلة وشابة… يا إلهي، قلبي يكاد يذوب!”
رفع تاليس رأسه ونظر إلى غيلبرت.
“إنه قادر.”
“اسمك — أعني، جلالته كان ينوي أن يمنحك اسمًا أكثر توافقًا مع «تقليد جيدستار»، كـ جون أو ميدير، أو كيسل وتورموند. فاسم «تاليس» يُستعمل بين عامة الشعب. سيظهر في شجرة النسب الملكي للمرة الأولى… وسيُمكّن المراقبين المتبصرين من اكتشاف ماضيك…”
كان شعره لم يعُد فوضويًا، بل مقصوصًا ومصفّفًا بعنايةٍ في تسريحةٍ بسيطة أنيقة، تُظهره يقظًا وسيم الطلعة.
أدار تاليس رأسه إلى الأمام، وبينما كان يسير دون أن يغيّر ملامح وجهه، قال:
هدّأ تاليس أنفاسه وأحكم ربط الغمد على حزامه.
“تاليس.”
حلّ صمتٌ آخر.
“ماذا؟”
خفض غيلبرت رأسه وهو يتكلم، لكنه سرعان ما نظر إلى أحد جانبي الباب، فارتسمت على وجهه نظرة حيرة.
“أريد أن يُناديني الناس بـ تاليس.”
“لدي أيضاً دعوة أرسلها مينديس الثالث إلى عائلتنا منذ سنوات! صحيح أنها قديمة قليلاً، لكنها تعود إلى مئةٍ وخمسين عاماً فقط. هيه، لا تكن عنيفاً! سأغادر بنفسي! سأغادر بنفسي!”
(لن أُغيّر اسمي. تلك التجارب الماضية… لن أنساها، ولن أتخلى عن أيٍّ منها.)
“أيًّا يكن الثمن الذي دفعته”، أخذت هيئته بالتلاشي تدريجيًا، ولم يبقَ سوى صوته الأجشّ،
حدّق في الممر اللامتناهي الطول، وقبض قبضتَيه بإحكام، غير عابئٍ بنظرات غيلبرت المترددة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتدى سترةً طويلة الأكمام سميكةً بعض الشيء، مزخرفةً ببلّوراتٍ زرقاء داكنة لامعة. وتحتها قميصٌ أبيض بأكمامٍ محكمة الأزرار بأزرارٍ من قطرات الكريستال، ورداءٌ مخرّم مفصّل خصيصًا له. جعلت تلك الثياب جسده النحيل يبدو أكثر انتصابًا وهيبة.
“هاه… سأمتثل لرغبتك.” تنهد غيلبرت تحت نظرات جينيس القاتلة.
حدق كارابيَان عبر نافذة العربة بوجهٍ جادٍّ كئيب.
كان الممر طويلًا جدًا. لم يرمش تاليس بعينه، قطع عشرات الخطوات ثم توقّف. كان أمامه باب أسود ضخم.
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
“هذه هي قاعة النجوم. ستدخل إلى الغرفة الداخلية المظلمة. لا داعي للتوتر. حين يحين الوقت، سأفتح الباب، وكل ما عليك هو أن تفعل ما أُخبِرت به سلفًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تقلقا، كونا أكثر سرورًا. هذا أمرٌ جيد، السيد غيلبرت، السيدة جينيس، و… هذه السيدة المعتمرة. لقد قال لي شخصٌ طيب ذات مرة…”
خفض غيلبرت رأسه وهو يتكلم، لكنه سرعان ما نظر إلى أحد جانبي الباب، فارتسمت على وجهه نظرة حيرة.
كان الممر طويلًا جدًا. لم يرمش تاليس بعينه، قطع عشرات الخطوات ثم توقّف. كان أمامه باب أسود ضخم.
“آيدا؟ في مثل هذا الوقت، ينبغي أن تكوني إلى جوار جلالته تحمينه!”
“أيها الشاب، كفّ عن التخمينات الجامحة هناك!”
نظر تاليس إلى الأمام، حيث كانت هناك هيئة صغيرة تتكئ على أحد جانبي الباب.
هدّأ تاليس أنفاسه وأحكم ربط الغمد على حزامه.
(إنها هي.)
رفعت جينيس رأسها وضحكت بمرارةٍ عاجزة، وقد غمر وجهها الأسى والشفقة.
استطاع تاليس أن يتعرف عليها، كانت المرأة ذات العباءة التي قادت الحرس الملكي البارحة وأنقذته من زاين. وجهها لا يزال مغطى بعباءتها، ولم يُرَ تحت الإضاءة الخافتة.
كان الممر طويلًا جدًا. لم يرمش تاليس بعينه، قطع عشرات الخطوات ثم توقّف. كان أمامه باب أسود ضخم.
كانت المرأة المعتمرة عباءتها تعقد ذراعيها، ثم نهضت من الجدار الذي كانت تتكئ عليه.
“أظنّك مجرد محاربٍ باللسان… عذرًا، أعني (محارب مدفع الفم)!”
“هيه، أيها الفتى، ذلك المقنّع طلب مني أن أُعطيك هذه الهدية نيابةً عنه.”
“إنه قادر على تحمّل مثل تلك المسؤوليات. أنا أعرفه جيدًا. يمتلك خصائص فريدة لا يملكها أحد في هذا العالم — لا بشر، ولا تجسدات، ولا شياطين. ولا حتى الصوفيون.”
رنّ صوتها الشاب العذب المفعم بالحيوية وهي تُناوله شيئًا.
(أليس من المفترض أن يقفزا فرحاً الآن؟ لماذا يبدوان بهذا الشكل؟) فكّر تاليس، مرهقاً وخالي الذهن، فيما لا يزال عقله مشغولاً بما جرى داخل الغرفة وما سيأتي بعده.
تجمّد تاليس لحظة، أخذها دون أن يُلقي بالًا إلى بشرتها شديدة النعومة والصفاء.
هدّأ تاليس أنفاسه وأحكم ربط الغمد على حزامه.
كان غِمد خنجرٍ أسود، ومعه حزامٌ جلديٌّ مُثبت بإبزيم. نُقشت على أحد جوانبه كلمات:
وعلى ظهر ثيابه خُيّط شعار النجم التساعي الذي يرمز إلى عائلة جيدستار، فيما توهّجت على صدره شارةٌ من الذهب والفضة على شكل النجم نفسه تحت الضوء.
«الملك لا ينال الاحترام بفضل سلالته.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “غيلبرت، هل لن أستطيع الرجوع أبدًا بعد أن أخطو هذه الخطوة؟”
قاوم تاليس رغبةً لا شعورية في لمس صدره، ثم بسكونٍ متوتر أخرج خنجر جي.سي من حزامه وأدخله في الغمد — كان المقاس مثاليًا.
كان شعره لم يعُد فوضويًا، بل مقصوصًا ومصفّفًا بعنايةٍ في تسريحةٍ بسيطة أنيقة، تُظهره يقظًا وسيم الطلعة.
“شكرًا… يودل، هل هو بخير؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هاه… سأمتثل لرغبتك.” تنهد غيلبرت تحت نظرات جينيس القاتلة.
هدّأ تاليس أنفاسه وأحكم ربط الغمد على حزامه.
كان الممر طويلًا جدًا. لم يرمش تاليس بعينه، قطع عشرات الخطوات ثم توقّف. كان أمامه باب أسود ضخم.
“لا تقلق، هذا النوع من الأشخاص لن يموت بسهولة.”
“ما الثمن الذي دفعته هذه المرة؟”
ضحكت المرأة المعتمرة عباءتها بخفة.
“هل يُعقل أن معركةً ضئيلة بين عصابتين تثير ذعر النبلاء هناك في الأعلى؟”
“أنا أعرفه جيدًا.”
“أظنّ أن الكونت كوڤندير ليس سيئًا! العام الماضي، حين جاء ليتفقّد السوق الكبرى، أمسك بيدي! مع كونتٍ كهذا، كيف لا تزدهر مملكتنا؟”
أومأ تاليس ومضى متجاوزًا إياها، متوقفًا أمام الباب.
كانت المرأة المعتمرة عباءتها تعقد ذراعيها، ثم نهضت من الجدار الذي كانت تتكئ عليه.
وهو يُحدّق في الباب الحجري الأسود أمامه، عضَّ على أسنانه.
كانت مبادرةً رائدة من الملك الفاضل، إذ قيل إنّ المؤتمر الوطني مكرّسٌ لجميع المواطنين. إنّه الوقت الوحيد الذي يستطيع فيه العامة والنبلاء الصغار الإصغاء إلى علية الكوكبة وهم يمارسون ألعابهم السياسية، وسيُعقد هذا المساء!
(خطوة واحدة فقط.)
كان شعره لم يعُد فوضويًا، بل مقصوصًا ومصفّفًا بعنايةٍ في تسريحةٍ بسيطة أنيقة، تُظهره يقظًا وسيم الطلعة.
خلفه، ازداد تجهم غيلبرت عمقًا، بينما عضّت جينيس شفتها السفلى بقوة. أما المرأة ذات العباءة، فحرّكت عنقها بلا اكتراث.
تنهد المدير لوربيك، الجالس في العربة، تنهيدةً خفيفة. “لم يشهد المؤتمر الوطني قط هذا الكمّ من الناس. في مؤتمر حرب الصحراء، حضر فقط زعماء الحِرف، والتجّار الأثرياء، وأولئك العلماء العجائز المتغطرسون. ومن بين العشائر الست الكبرى، حضرت عشيرتان فقط، ومن بين العائلات المرموقة الثلاث عشرة، خمس عائلات لا غير.”
لم يلتفت تاليس. ظل يحدق في الأرض الرمادية الحجرية أمامه.
“أيها الشاب، كفّ عن التخمينات الجامحة هناك!”
“غيلبرت، هل لن أستطيع الرجوع أبدًا بعد أن أخطو هذه الخطوة؟”
“أنتم تتحدثون هراءً. مصدري السري أخبرني أنّ جلالته سيختار شخصًا من بين العشائر العظمى الست ليكون الملك التالي!”
أُصيب غيلبرت بالذهول، لكن تاليس لم يكن ينوي منحه فرصة الرد.
كان من المستحيل عليهم، بقوةٍ لا تتجاوز الألف رجل، أن يحفظوا النظام في ساحةٍ تتّسع لعشرات الآلاف من البشر.
رفع الفتى رأسه وابتسم ابتسامةً قسرية.
لم يُجب يودل، بل لاذ بالصمت، يربّت على القناع البنفسجي فوق وجهه.
“لا… ربما، منذ أن فتحتُ عيني في هذا العالم، لم يكن هناك سبيلٌ للعودة أصلًا. لا خيار أمامي سوى المضيّ قدمًا.”
“يا إلهي… تلك شعارات الغراب ذي الجناح الواحد وسيف البرجين! إنها قوافل عائلتَي كروما وكارابيَان! افسحوا الطريق حالاً! لن تكون نهايتكم سعيدة إن أغضبتموهم!”
عند سماع ذلك، غدت نظرات جينيس مترددة غامضة يصعب فهمها. مدت يدها نحوه، لكن غيلبرت بجانبها أمسكها برفق وهزّ رأسه.
“أظنّ أن الكونت كوڤندير ليس سيئًا! العام الماضي، حين جاء ليتفقّد السوق الكبرى، أمسك بيدي! مع كونتٍ كهذا، كيف لا تزدهر مملكتنا؟”
“لا تقلقا، كونا أكثر سرورًا. هذا أمرٌ جيد، السيد غيلبرت، السيدة جينيس، و… هذه السيدة المعتمرة. لقد قال لي شخصٌ طيب ذات مرة…”
رفع تاليس رأسه ونظر إلى غيلبرت.
تحت ضوء المصابيح الأبدية، وقد تسللت أشعة الشمس من نوافذ الممر على الجانبين، استدار تاليس، رفع إبهامه، وابتسم ابتسامة مشرقة.
Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ
“… اعتبرها مجرد لعبة أخرى.”
“هيه، أيها الفتى، ذلك المقنّع طلب مني أن أُعطيك هذه الهدية نيابةً عنه.”
قبل أن يتمكن الثلاثة الآخرون من الرد، دفع تاليس الباب ودخل.
“أيًّا يكن الثمن الذي دفعته”، أخذت هيئته بالتلاشي تدريجيًا، ولم يبقَ سوى صوته الأجشّ،
اندفعت نسمة باردة من خلال الباب الحجري الضخم. كانت الإضاءة أمامه خافتة، وكأن الظلام لا نهاية له.
(أليس من المفترض أن يقفزا فرحاً الآن؟ لماذا يبدوان بهذا الشكل؟) فكّر تاليس، مرهقاً وخالي الذهن، فيما لا يزال عقله مشغولاً بما جرى داخل الغرفة وما سيأتي بعده.
اختفى ظل تاليس وسط تلك العتمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان تاليس يعلم أن مشاعرهما لم تكن على ما يُرام، لكنه، وقد بلغ هذا الحد… أفرغ ذهنه من كل ما يَشغله، وغادر ببطءٍ مع غيلبرت وجينيس.
أطرق غيلبرت رأسه متنهدًا، فيما أدارت جينيس وجهها دون أن تنبس بكلمة.
“لدي أيضاً دعوة أرسلها مينديس الثالث إلى عائلتنا منذ سنوات! صحيح أنها قديمة قليلاً، لكنها تعود إلى مئةٍ وخمسين عاماً فقط. هيه، لا تكن عنيفاً! سأغادر بنفسي! سأغادر بنفسي!”
أما المرأة ذات العباءة، فصفّقت بأصابعها بسرور.
“صدّقني، فأنا واثقٌ تمامًا. لا بدّ أنّ شعب العظام القاحلة قد تمرّد من جديد! أولئك التجّار من اتحاد كاموس، الأكثر جشعًا من مصّاصي الدماء، هم حتمًا وراء ذلك! الشهر الماضي، احتجزوا قافلة عائلتي التجارية! أرادوا فرض ضريبةٍ بنسبة خمسين بالمئة علينا! أتصدّق؟ خمسون من مئة!”
“آه، أنا حقًا أحب هذا الفتى.”
هدّأ تاليس أنفاسه وأحكم ربط الغمد على حزامه.
رفعت جينيس رأسها وضحكت بمرارةٍ عاجزة، وقد غمر وجهها الأسى والشفقة.
وعلى الجانب الآخر، كانت ساحة النجم، الواقعة مباشرةً أسفل قاعة النجوم في الجهة الشمالية الغربية من قصر النهضة، تضجُّ بالصخب والضجيج.
“حقًا، هذا الفتى… ما يزال طفلًا. كيف له أن يحمل عبئًا ثقيلًا كهذا… ومستقبلًا كهذا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “غيلبرت، هل لن أستطيع الرجوع أبدًا بعد أن أخطو هذه الخطوة؟”
ساد الصمت لحظة، إلى أن دوّى صوتٌ أجشّ فجأة.
لم يُجب يودل، بل لاذ بالصمت، يربّت على القناع البنفسجي فوق وجهه.
“إنه قادر.”
كانت المرأة المعتمرة عباءتها تعقد ذراعيها، ثم نهضت من الجدار الذي كانت تتكئ عليه.
رفعت المرأة ذات العباءة ذقنها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“تَعافٍ سريع كهذا؟”
وقف تاليس ببطء، يحدّق في النبيل الشاب المنعكس في المرآة، ذي الثياب الفاخرة والتعبير البارد.
التفت غيلبرت وجينيس بدهشة إلى الخلف، وهناك تجسدت هيئة الحارس المقنّع من العدم.
“إنه قادر.”
لكن الغريب أن جسد يودل كان متماوجًا ضبابيًا، وكأنه مغطى بحجابٍ من الهواء.
“ماذا؟”
قال يودل بصوتٍ مبحوحٍ ثابت:
…
“إنه قادر على تحمّل مثل تلك المسؤوليات. أنا أعرفه جيدًا. يمتلك خصائص فريدة لا يملكها أحد في هذا العالم — لا بشر، ولا تجسدات، ولا شياطين. ولا حتى الصوفيون.”
“أنا! أنا نائب رئيس نقابة صهر الحديد، ولدي الحق في الدخول والمراقبة! ماذا؟ تقول إن في النقابة خمسةً وعشرين نائب للرئيس؟ آه، أنت لا تعلم، أولئك مجرد أسماءٍ لإكمال العدد، أما أنا فحالة خاصة! دعني أخبرك، انظر إلى شعري الأسود وعينيّ السوداوين! أفهمت؟ هل تعلم أن حِرفتنا تعود أصولها إلى سلالة الفجر في الشرق الأقصى، قبل معركة الإبادة… حسنٌ، حسنٌ! الرجل الشريف يناقش ولا يستخدم العنف! لن أدخل، أليس هذا كافياً؟!”
حلّ صمتٌ آخر.
(يا الهي… كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟)
هزّ غيلبرت رأسه وأطلق شهيقًا خفيفًا ساخرًا، ثم رفع قبعته بتحيةٍ مهذبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزّ غيلبرت رأسه وأطلق شهيقًا خفيفًا ساخرًا، ثم رفع قبعته بتحيةٍ مهذبة.
“أعتذر لاستئذاني. المؤتمر الوطني سيبدأ خلال ساعتين فقط. سيدتي جينيس، علينا رؤية جلالته.”
تقدمت جينيس بخطواتٍ ثابتة ووجهها يحمل تعقيداً خفيّاً، وقادت تاليس المثقل بالهموم إلى غرفةٍ أخرى، ولحقتهما الخادمات الثمان إلى الداخل.
أومأت جينيس وغادرت مع غيلبرت.
ضحكت المرأة المعتمرة عباءتها بخفة.
تلاشى ظلاهما في آخر الممر مع خفوت وقع أقدامهما.
ساد الصمت لحظة، إلى أن دوّى صوتٌ أجشّ فجأة.
بقي الحارس المقنّع والمرأة ذات العباءة وحدهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تقلقا، كونا أكثر سرورًا. هذا أمرٌ جيد، السيد غيلبرت، السيدة جينيس، و… هذه السيدة المعتمرة. لقد قال لي شخصٌ طيب ذات مرة…”
“لقد اخترق صدرك ثلاث سهامٍ من اقواس نشاب مُسمّمة بعشب الكرمة الزرقاء السامّ بشدة. لم تمر سوى ليلةٍ واحدة، ومن المستحيل أن تتمكن من الوقوف. هل عقدت صفقةً أخرى مع ذلك القناع؟ لقد حذّرتك مرارًا! انهيار مملكة الإلف القديمة لم يكن بعيدًا عن ذلك القناع! وأنت…”
“هذه هي قاعة النجوم. ستدخل إلى الغرفة الداخلية المظلمة. لا داعي للتوتر. حين يحين الوقت، سأفتح الباب، وكل ما عليك هو أن تفعل ما أُخبِرت به سلفًا.”
“ما الثمن الذي دفعته هذه المرة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com …..
لم يُجب يودل، بل لاذ بالصمت، يربّت على القناع البنفسجي فوق وجهه.
ضحكت المرأة المعتمرة عباءتها بخفة.
“أيًّا يكن الثمن الذي دفعته”، أخذت هيئته بالتلاشي تدريجيًا، ولم يبقَ سوى صوته الأجشّ،
بقي الحارس المقنّع والمرأة ذات العباءة وحدهما.
“فإنه لا يساوي عُشر عُشر الأثمان التي سيُضطر ذلك الفتى لدفعها.”
قطّب غيلبرت حاجبيه بشدة، كأنه يوشك أن يقول شيئاً، ثم تنفّس بعمق وأحجم عن الكلام.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
رفع الفتى رأسه وابتسم ابتسامةً قسرية.
كان شعره لم يعُد فوضويًا، بل مقصوصًا ومصفّفًا بعنايةٍ في تسريحةٍ بسيطة أنيقة، تُظهره يقظًا وسيم الطلعة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
