العشاء [1]
الفصل 327: العشاء [1]
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كنت أعلم أنّ الأمور لن تكون بهذه البساطة.
كان عليّ أن أرمش بضع مرّات لأستعيد وعيي تمامًا وأنا أنظر من حولي. وعندما رأيت الجميع يحدّقون نحوي، لوّحت بيدي.
مالوا إلى الأمام، فبدأت أشرح لهم بالتفصيل ما رأيته. من تلك اللمحات الخفيفة التي شعرت بها من الجدارية خلفي، إلى الوجه الجافّ المتعفّن.
“…أنا بخير.”
مالوا إلى الأمام، فبدأت أشرح لهم بالتفصيل ما رأيته. من تلك اللمحات الخفيفة التي شعرت بها من الجدارية خلفي، إلى الوجه الجافّ المتعفّن.
لم أكن بخير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعرت بأنّ أمرًا بالغ السوء سيحدث إن لم ألمس—
ومع ذلك، بصفتي قائد الفرقة، كان عليّ أن أبدو كذلك.
ما إن أنهيت كلامي حتى خيّم الصمت على الجميع. ميا، وسارة، ونورا، وغيرهم، وجّهوا أنظارهم ببطء نحو الجدارية خلفنا. وفي النهاية، كانت نورا أوّل من كسر الصمت.
“لقد رأيت رؤية غريبة فحسب. لست متأكدًا تمامًا إن كان ذلك بسبب الإرهاق، أم أنه جزء من السيناريو، لكنني أشارككم ما رأيته.”
لم أستطع أن ألتزم الصمت تجاه أمرٍ بهذه الأهمية.
لم يكن هناك داعٍ لأن أُخفي تلك الرؤية عنهم. صحيح، ربما كانت بسبب التعب، ولكن ماذا لو لم تكن كذلك…؟
“وأنا لا أرى شيئًا كذلك.”
لم أستطع أن ألتزم الصمت تجاه أمرٍ بهذه الأهمية.
كِدت أقفز من مكاني رعبًا، إذ ارتطمت يدٌ بالمائدة فجأة، وصوتُها الحادّ شقّ السكون كصاعقةٍ مفاجئة.
“رؤية…؟ أيُّ نوعٍ من الرؤى كانت؟”
لم يجرؤ أحدٌ منّا على لمس الطعام، حدّقنا فيه بوجلٍ عميق، والسكوت الذي خيّم على المائدة ازداد ثِقَلًا مع مرور كلّ ثانية. ظلّ الطبق أمامنا، بُخاره يتصاعد برفق، وسطحه اللامع يلتقط ضوء الثريّا الخافت بطريقة غير طبيعيّة.
مالوا إلى الأمام، فبدأت أشرح لهم بالتفصيل ما رأيته. من تلك اللمحات الخفيفة التي شعرت بها من الجدارية خلفي، إلى الوجه الجافّ المتعفّن.
شعرت ببعض الارتياح حيال ذلك.
“…أظن أن الجثة كان لها شعرٌ أسود. شعرٌ أسود خفيفٌ ومتساقط. وكانت العينان خاويتين، وفي الأنف حلقةٌ معدنية. هذا ما استطعتُ ملاحظته في تلك اللحظة القصيرة.”
“…وأنا أيضًا. تبدو وكأنها دمية عرض.”
ما إن أنهيت كلامي حتى خيّم الصمت على الجميع. ميا، وسارة، ونورا، وغيرهم، وجّهوا أنظارهم ببطء نحو الجدارية خلفنا. وفي النهاية، كانت نورا أوّل من كسر الصمت.
“لا أشعر بأيّ شيءٍ منها.”
“…وأنا أيضًا. تبدو وكأنها دمية عرض.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دونغ—
“وأنا لا أرى شيئًا كذلك.”
شعرت ببعض الارتياح حيال ذلك.
بينما كان الآخرون يحدّقون في الجدارية، لم يبدُ عليهم أنهم لاحظوا أيّ شيءٍ غريب. كانوا يظنونها جداريةً عادية لا أكثر.
بَانغ!
شعرت ببعض الارتياح حيال ذلك.
“….!؟”
’ربما كان الأمر يخصّني وحدي.’
كان على وجوههم نفس الابتسامات التي يحملها الخدم، لكن بخلافهم، بدوا أكثر حيوية. كانت ملامحهم نقيّةً بطريقةٍ ما، ومع دخولهم انحنى الخدم قليلًا احترامًا لهم.
بالطبع، لم أستطع استبعاد احتمال أنني مختلف. في الحقيقة، كنت أعلم جيّدًا أنني كذلك. لذا احتفظتُ بتلك الرؤية في قلبي، بينما واصلت تفحّص المكان من حولي.
“ألن تأكلوا الطعام؟ من الأفضل أن تأكلوه وهو لا يزال دافئًا.”
ظننت أنني سألاحظ شيئًا آخر، لكن بعد أقلّ من دقيقة على ذلك، دوّى صوت جرسٍ ناعم في القاعة.
لم يتحرّك الرجال خلفه، لكنّ ابتساماتهم تجمّدت في مكانها.
دونغ—
شارك الآخرون الشعور نفسه، وانجذبت الأنظار كلّها نحو الطعام القادم. للحظة، راودتني رغبة في لمس الطعام وتذوّقه، لكنني سرعان ما أفقتُ من ذلك الشعور.
على الفور، تحوّلت كلّ الأنظار نحو باب القاعة، الذي انفتح بعد لحظاتٍ قليلة، ودخل منه عددٌ من الأشخاص يرتدون الأبيض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…آه، أرجو المعذرة. لا ينبغي لي أن أُطيل عليكم. فلنبدأ بتذوّق الأطباق.”
كان على وجوههم نفس الابتسامات التي يحملها الخدم، لكن بخلافهم، بدوا أكثر حيوية. كانت ملامحهم نقيّةً بطريقةٍ ما، ومع دخولهم انحنى الخدم قليلًا احترامًا لهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…آه، أرجو المعذرة. لا ينبغي لي أن أُطيل عليكم. فلنبدأ بتذوّق الأطباق.”
“أهلًا بكم، أهلًا بكم.”
ولحسن الحظ، بدا أنّ الآخرين يشاطرونني الشعور نفسه، بينما اقترب الخدم منّا ووضعوا طبقًا على مائدتنا.
رفع رجلٌ مسنّ ذو لحيةٍ بيضاء طويلة يده، فأشار إلى الخدم ليتوقفوا عن الانحناء، ثم وجّه نظره نحو اتجاهنا.
’فكّر، فكّر. لا بدّ أنّ هذا هو هدف السيناريو. إيجاد طريقةٍ لعدم أكل الطعام. إيجا—’
“إنه لمن دواعي سروري أن أراكم جميعًا هنا في فندقنا. أنا أحد أعضاء الإدارة، وقد جئت لأحيّيكم شخصيًا وأعتذر عن الإزعاج الذي حصل اليوم.”
“أهلًا بكم، أهلًا بكم.”
كانت كلماته رقيقة، وللحظةٍ وجيزةٍ ظننتُ أنه مجرد رجلٍ مسنٍّ عادي.
“ولأوّل اعتذارٍ نقدّمه، أودّ أن نُقدّم لكم أفضل ما لدينا من طعام.”
كلما نظرت إليه أكثر، ازداد يقيني بذلك. من ملامحه الهادئة، إلى قسماته ولُطف تصرّفاته… لم يكن يبدو لي إلا رجلًا عجوزًا بسيطًا.
ما إن أنهيت كلامي حتى خيّم الصمت على الجميع. ميا، وسارة، ونورا، وغيرهم، وجّهوا أنظارهم ببطء نحو الجدارية خلفنا. وفي النهاية، كانت نورا أوّل من كسر الصمت.
“ولأوّل اعتذارٍ نقدّمه، أودّ أن نُقدّم لكم أفضل ما لدينا من طعام.”
لم أستطع أن ألتزم الصمت تجاه أمرٍ بهذه الأهمية.
حوّل نظره إلى الطهاة، الذين انحنوا قليلًا. وبعد لحظاتٍ، فُتحت الأبواب على اتساعها، ودخل مزيدٌ من الخدم، يحمل كلٌّ منهم صينيةً مختلفةً من الأطعمة.
كان الرجل العجوز يحدّق بنا مباشرةً، يده لا تزال على الطاولة، وتغيّر تعبير وجهه. لم يعد ودودًا.
انتشر عبيرٌ طيّب في القاعة بعد ذلك بوقتٍ قصير، حتى بدأتُ أبتلع ريقي.
الفصل 327: العشاء [1]
“و-واو… رائحته مذهلة.”
الفصل 327: العشاء [1]
شارك الآخرون الشعور نفسه، وانجذبت الأنظار كلّها نحو الطعام القادم. للحظة، راودتني رغبة في لمس الطعام وتذوّقه، لكنني سرعان ما أفقتُ من ذلك الشعور.
ظننت أنني سألاحظ شيئًا آخر، لكن بعد أقلّ من دقيقة على ذلك، دوّى صوت جرسٍ ناعم في القاعة.
’لا، لا يمكن أن يكون هذا طعامًا صالحًا للأكل.’
كان على وجوههم نفس الابتسامات التي يحملها الخدم، لكن بخلافهم، بدوا أكثر حيوية. كانت ملامحهم نقيّةً بطريقةٍ ما، ومع دخولهم انحنى الخدم قليلًا احترامًا لهم.
كانت هذه بوّابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انتشر عبيرٌ طيّب في القاعة بعد ذلك بوقتٍ قصير، حتى بدأتُ أبتلع ريقي.
كنت أعلم أنّ الأمور لن تكون بهذه البساطة.
’فكّر، فكّر. لا بدّ أنّ هذا هو هدف السيناريو. إيجاد طريقةٍ لعدم أكل الطعام. إيجا—’
ولحسن الحظ، بدا أنّ الآخرين يشاطرونني الشعور نفسه، بينما اقترب الخدم منّا ووضعوا طبقًا على مائدتنا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إنه لمن دواعي سروري أن أراكم جميعًا هنا في فندقنا. أنا أحد أعضاء الإدارة، وقد جئت لأحيّيكم شخصيًا وأعتذر عن الإزعاج الذي حصل اليوم.”
وحين رفع الغطاء المعدني، ظهر طبق لحم طازج، تفوح منه رائحة نفّاذة أقوى من ذي قبل. زمجر بطني من شدّة الرائحة، لكنّي دفعت كلّ فكرة عن الأكل جانبًا.
جلس الرجل العجوز بلا حراكٍ على رأس المائدة، عيناه مثبتتان علينا بشدّةٍ جعلت قلبي يرتجف. كان كأنّه ينتظر ليرى من سيبدأ بالأكل أولًا.
“هذا هنا أحد أطباقنا المميّزة. فيليه نوار أو فان سومبر، مع لمسةٍ خاصّة من صلصة الفلفل، مزججة بقليل من النبيذ.”
ارتفعت فجأةً موجة توتّر داخل القاعة، إذ التفتت رؤوس جميع الخدم نحونا. ظلت ابتساماتهم قائمة، لكن الدفء الذي كان فيها تلاشى.
جالسًا على رأس المائدة، انحنى الرجل العجوز إلى الأمام، وأطراف أصابعه تلامس حوافّ الطبق الفضيّ بينما يقدّم الطبق بصوتٍ ناعمٍ مريب الهدوء. وقف الرجال الآخرون بالملابس البيضاء خلفه، وابتساماتهم عريضة.
“أنتم من سيُفوّت المتعة.”
“…آه، أرجو المعذرة. لا ينبغي لي أن أُطيل عليكم. فلنبدأ بتذوّق الأطباق.”
كلما نظرت إليه أكثر، ازداد يقيني بذلك. من ملامحه الهادئة، إلى قسماته ولُطف تصرّفاته… لم يكن يبدو لي إلا رجلًا عجوزًا بسيطًا.
أمسك العجوز بالشوكة والسكّين وبدأ يأكل الطعام.
لم يجرؤ أحدٌ منّا على لمس الطعام، حدّقنا فيه بوجلٍ عميق، والسكوت الذي خيّم على المائدة ازداد ثِقَلًا مع مرور كلّ ثانية. ظلّ الطبق أمامنا، بُخاره يتصاعد برفق، وسطحه اللامع يلتقط ضوء الثريّا الخافت بطريقة غير طبيعيّة.
لكن—
الفصل 327: العشاء [1]
كان الوحيد الذي فعل ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولم يتحرّك أحد.
لم يجرؤ أحدٌ منّا على لمس الطعام، حدّقنا فيه بوجلٍ عميق، والسكوت الذي خيّم على المائدة ازداد ثِقَلًا مع مرور كلّ ثانية. ظلّ الطبق أمامنا، بُخاره يتصاعد برفق، وسطحه اللامع يلتقط ضوء الثريّا الخافت بطريقة غير طبيعيّة.
’ما الذي سنفعله؟’ تردّد الهمس بينما يرمقنا بنظراته الحادّة، وتبادلَت الفرق الأخرى الحديث فيما بينها، في حين كانت جوانا وبقيّة أعضاء فريقي ينظرون إليّ. لم أجب، وظللت أحدّق في الطبق أمامي.
وكأنّه استشعر تردّدنا، بدأ الابتسام على وجه الرجل العجوز يتلاشى ببطءٍ يكاد لا يُلحظ.
“ولأوّل اعتذارٍ نقدّمه، أودّ أن نُقدّم لكم أفضل ما لدينا من طعام.”
لم يتحرّك الرجال خلفه، لكنّ ابتساماتهم تجمّدت في مكانها.
’لا، لا يمكن أن يكون هذا طعامًا صالحًا للأكل.’
“ألن تأكلوا الطعام؟ من الأفضل أن تأكلوه وهو لا يزال دافئًا.”
كلما نظرت إليه أكثر، ازداد يقيني بذلك. من ملامحه الهادئة، إلى قسماته ولُطف تصرّفاته… لم يكن يبدو لي إلا رجلًا عجوزًا بسيطًا.
ارتفعت فجأةً موجة توتّر داخل القاعة، إذ التفتت رؤوس جميع الخدم نحونا. ظلت ابتساماتهم قائمة، لكن الدفء الذي كان فيها تلاشى.
بل صار باردًا.
لم يتكلّم أحد.
كان الرجل العجوز يحدّق بنا مباشرةً، يده لا تزال على الطاولة، وتغيّر تعبير وجهه. لم يعد ودودًا.
ولم يتحرّك أحد.
ظننت أنني سألاحظ شيئًا آخر، لكن بعد أقلّ من دقيقة على ذلك، دوّى صوت جرسٍ ناعم في القاعة.
“…..”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…آه، أرجو المعذرة. لا ينبغي لي أن أُطيل عليكم. فلنبدأ بتذوّق الأطباق.”
جلس الرجل العجوز بلا حراكٍ على رأس المائدة، عيناه مثبتتان علينا بشدّةٍ جعلت قلبي يرتجف. كان كأنّه ينتظر ليرى من سيبدأ بالأكل أولًا.
“أهلًا بكم، أهلًا بكم.”
’ما الذي سنفعله؟’ تردّد الهمس بينما يرمقنا بنظراته الحادّة، وتبادلَت الفرق الأخرى الحديث فيما بينها، في حين كانت جوانا وبقيّة أعضاء فريقي ينظرون إليّ. لم أجب، وظللت أحدّق في الطبق أمامي.
مالوا إلى الأمام، فبدأت أشرح لهم بالتفصيل ما رأيته. من تلك اللمحات الخفيفة التي شعرت بها من الجدارية خلفي، إلى الوجه الجافّ المتعفّن.
هل علينا أن نأكل الطعام…؟ خطرت الفكرة ببالي لحظةً عابرة، لكن سرعان ما بدت لي حماقة. سيكون من الغباء أن آكل طعامًا مصدره بوّابة. ومع ذلك، وأنا أحدّق في الرجل العجوز وأشعر بوقع نظرته القاسية، أحسست كأنّ قوّةً خفيّة تدفعني لألتقط الشوكة.
هل علينا أن نأكل الطعام…؟ خطرت الفكرة ببالي لحظةً عابرة، لكن سرعان ما بدت لي حماقة. سيكون من الغباء أن آكل طعامًا مصدره بوّابة. ومع ذلك، وأنا أحدّق في الرجل العجوز وأشعر بوقع نظرته القاسية، أحسست كأنّ قوّةً خفيّة تدفعني لألتقط الشوكة.
شعرت بأنّ أمرًا بالغ السوء سيحدث إن لم ألمس—
“…..”
بَانغ!
ما إن أنهيت كلامي حتى خيّم الصمت على الجميع. ميا، وسارة، ونورا، وغيرهم، وجّهوا أنظارهم ببطء نحو الجدارية خلفنا. وفي النهاية، كانت نورا أوّل من كسر الصمت.
“….!؟”
“…وأنا أيضًا. تبدو وكأنها دمية عرض.”
“….!!”
كأنّه قد نفد صبره أخيرًا.
كِدت أقفز من مكاني رعبًا، إذ ارتطمت يدٌ بالمائدة فجأة، وصوتُها الحادّ شقّ السكون كصاعقةٍ مفاجئة.
ما إن أنهيت كلامي حتى خيّم الصمت على الجميع. ميا، وسارة، ونورا، وغيرهم، وجّهوا أنظارهم ببطء نحو الجدارية خلفنا. وفي النهاية، كانت نورا أوّل من كسر الصمت.
أدرت رأسي ببطء، وكلّ عضلةٍ في جسدي مشدودة.
هل علينا أن نأكل الطعام…؟ خطرت الفكرة ببالي لحظةً عابرة، لكن سرعان ما بدت لي حماقة. سيكون من الغباء أن آكل طعامًا مصدره بوّابة. ومع ذلك، وأنا أحدّق في الرجل العجوز وأشعر بوقع نظرته القاسية، أحسست كأنّ قوّةً خفيّة تدفعني لألتقط الشوكة.
توقّف قلبي لحظة.
“…أنا بخير.”
كان الرجل العجوز يحدّق بنا مباشرةً، يده لا تزال على الطاولة، وتغيّر تعبير وجهه. لم يعد ودودًا.
كانت هذه بوّابة.
بل صار باردًا.
“رؤية…؟ أيُّ نوعٍ من الرؤى كانت؟”
كأنّه قد نفد صبره أخيرًا.
“ألن تأكلوا الطعام؟” سأل مجددًا، لكن هذه المرّة كان صوته أكثر برودة، برودةً جعلت عمودي الفقري يقشعرّ للحظة.
“…..”
أردت أن ألتقط الشوكة، لكن جزءًا كبيرًا منّي كان يصرخ بأنّها فكرة حمقاء.
كان عليّ أن أرمش بضع مرّات لأستعيد وعيي تمامًا وأنا أنظر من حولي. وعندما رأيت الجميع يحدّقون نحوي، لوّحت بيدي.
’فكّر، فكّر. لا بدّ أنّ هذا هو هدف السيناريو. إيجاد طريقةٍ لعدم أكل الطعام. إيجا—’
كانت هذه بوّابة.
“حسنًا إذًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبالابتسامة نفسها كما من قبل، أمسك بالسكّين والشوكة وبدأ يأكل مجددًا.
عاد صوت الرجل العجوز لينساب بنعومة، وتلاشت البرودة والتوتّر من الغرفة تمامًا.
مالوا إلى الأمام، فبدأت أشرح لهم بالتفصيل ما رأيته. من تلك اللمحات الخفيفة التي شعرت بها من الجدارية خلفي، إلى الوجه الجافّ المتعفّن.
وبالابتسامة نفسها كما من قبل، أمسك بالسكّين والشوكة وبدأ يأكل مجددًا.
لم يتحرّك الرجال خلفه، لكنّ ابتساماتهم تجمّدت في مكانها.
“أنتم من سيُفوّت المتعة.”
توقّف قلبي لحظة.
لكن—
كِدت أقفز من مكاني رعبًا، إذ ارتطمت يدٌ بالمائدة فجأة، وصوتُها الحادّ شقّ السكون كصاعقةٍ مفاجئة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات