نيران صديقة!
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
حين كان في فريق حرس الدوق الشخصي، كان هناك عددٌ كبير من الجنود الخواص الذين جلبهم الدوق من عشيرته ليصطحبهم معه إلى الجنوب كحرسٍ شخصي له.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
Arisu-san
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
الفصل 32: نيران صديقة!
لكن، كيف له ألّا يميّز حركات الجنود، وأسلحتهم، وطراز دروعهم بعد أن خدم أعوامًا طويلة تحت راية الدوق جون؟
…
منذ زمنٍ بعيد، كانت مقاطعة المدينة الشرقية مجرد ضاحيةٍ تقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة النجم الأبدي. كان ذلك في الحقبة التي سبقت قدوم الأمير تورموند برفقة الناجين من الإمبراطورية الأخيرة، حين رفع بصره نحو النجوم فوق رأسه، وأقسم أن يُشيّد الكوكبة في المكان الذي تقوم فيه مدينة النجم الأبدي اليوم.
“إن عيد ميلاد جلالته الثامن والأربعين يقترب. وهذه المناسبة في غاية الأهمية.
ومع تصاعد قوة الكوكبة واتساع رقعتها، أخذت بُنية السلطة في طبقة النبلاء داخل المملكة تتضخم. ازداد عدد اللوردات الإقطاعيين والنبلاء والموظفين، ولم يكن كبار الشخصيات في العاصمة راغبين في مجاورة التجار الوضيعين، والعامة، والبغايا القذرات، واللصوص، ورجال العصابات. ولهذا بنوا منازلهم في ضواحي الجهة الشمالية الغربية.
لهذا، استطاع جينارد أن يميز بنظرةٍ واحدة أن الفارسين في المقدمة أمامه من النخبة أصحاب الخبرة القتالية. فقد لاحظ حركة أجسادهم السلسة رغم هدوء ملامحهم، وانحناءة ظهورهم الطفيفة التي تمنحهم توازنًا فور امتطائهم صهوات الخيل، وموقع السيوف على خصورهم وسروجهم القريبة من أيديهم المسيطرة. هؤلاء النبلاء الذين يفوقون الفئة العليا لا بد أنهم ضباطٌ رفيعو الرتبة في وحدات الهجوم—سواء في الطليعة أو فرق الاقتحام أو الدفاع أو الاحتياط أو حتى الحرس الشخصي للقادة. كانوا بحقّ العصب والعمود الفقري للجيش، كالبَارون الشهير أراكا مورخ في المملكة.
شيئًا فشيئًا، تحوّلت تلك المنطقة إلى بقعةٍ يتسابق النبلاء لتشييد قصورهم فيها. ثم ضمّتها بلدية المدينة إلى سلطتها، فأضحت من أهم مناطق العاصمة بعد المنطقتين المركزية ومنطقة نجم الصباح. اللوردات الذين يحرسون حدود المملكة، وأصحاب النفوذ في البلاط، وحتى المبعوثون الأجانب المنفيون من أوطانهم، جميعهم أحبوا أن يبنوا قصورهم ومنازلهم في هذا المكان.
كان السيف الفضي في يد غيلبرت اليمنى ثابتًا لا يهتز، وخطواته تنضح برزانة النبلاء في القتال. ومع ذلك، لم يكن السيف ما يُقلق إسترون. فهو قادر على تفادي ضرباته بسهولة، بل وحتى قلب اثنين من الفرسان أثناء المراوغة.
كانت المنطقة حافلة بممتلكات النبلاء الكبار والصغار والموظفين على حدٍّ سواء. لم يكن فيها تقريبًا مساكن للعامة ولا أسواق تجارية من أي نوع. حتى المارة في الشوارع كانوا في الغالب من الخدم والتابعين لتلك الأسر. وإضافةً إلى أسعار الأراضي الباهظة حدّ الجنون، كانت هناك قاعدة غير مكتوبة في المقاطعة الشرقية: من يشتري قطعة أرض هنا يجب أن يملك مكانةً تليق بقيمتها. ولا أحد يرغب بمعرفة عاقبة من يتجرأ على مخالفة هذه القاعدة. حتى العشائر الست الكبرى والعائلات الثلاث عشرة المرموقة أقامت عقاراتها الخاصة في هذه المقاطعة، رغم امتلاكها قصورًا في مناطق أخرى من العاصمة. وبالطبع، كانت جميعها في أفضل بقاع المنطقة… سواء أكان نبلاؤها يزورونها أم لا.
قبل عقدٍ تقريبًا، حين كان في التاسعة عشرة من عمره—ولم يكن يكترث لتذكر يوم مولده بعد وفاة والده—حلّت الكارثة على قريته بأكملها. فقد هاجمها اللصوص، ونهبوها. وجد جينارد نفسه بلا سبيلٍ للعيش، فاستجاب لنداء دوقٍ في الجنوب، وجنّد نفسه في كتيبة ضوء النجوم التابعة للدوق جون.
لهذا السبب كانت القصور والمنازل الفخمة متباعدة عن بعضها، وكان ذلك ممكنًا فقط لأن مساحة المقاطعة الشرقية شاسعة منذ البداية. أما الأعشاب والأشجار بين تلك القصور فقد اعتنت بها بلدية المدينة بعنايةٍ فائقة، لذا بدت يانعةً وقوية. ورُصفت الشوارع الرئيسية بعناية، وكانت مستقرةً ومعبدة، وعلى جانبيها مصابيح أبدية—وفرتها قاعة المدينة—نُصبت واحدةً كل عشرين مترًا.
وكيف لخائنٍ بين النبلاء أن يفلح في اختيار الملك؟”
أما شرطة المدينة ووحدة الحرس التي تجوب تلك الشوارع فكانت تتحرك بحذرٍ شديد، إذ إن إغضاب أحد أولئك النبلاء قد يودي بهم، ولن يستطيع حتى رؤساؤهم تحمل العواقب. ومع ذلك، كانت وظائفهم سهلة ومريحة في أغلب الأوقات. فعادةً، حين تقع مشكلةٌ تستدعي تدخل الشرطة أو الحرس، يتكفّل النبلاء بحلها بطريقتهم الخاصة؛ ولم يكن هناك داعٍ لأن يتورط الغرباء في شؤونهم.
في يوم معركته الأخيرة—معركة زودرا—زفر جينارد زفرةً طويلة ولعن يومًا اجتمع فيه النصر والحزن. لوّح لرفاقه ليُفسحوا الطريق أمام فرسان راية زهرة السوسن.
خلال السنوات العشر التي قضاها جينارد قائدًا لفريق الحرس المناوب في الشارع الرئيسي بالمقاطعة الشرقية، لم يكد يستخدم السيف أو القوس المعلّقين على جسده. لمع كل من خوذته ودرعه كأنهما جديدان. وحين يصادف عربات النبلاء في الشوارع، كان يعتدل في وقفته، ويُصلح درعه بعادةٍ متأصلة، ثم يتراجع خطوةً إلى الوراء وينزع خوذته احترامًا لهم. (وكما قال مدير شرطة المقاطعة الشرقية: كان يجدر بفريق الحرس أن يستبدل خوذاته الثقيلة بقبعات، إذ إن نزع الخوذ لتحية النبلاء أمرٌ يبعث على السخرية).
كان جينارد يقدّر عمله بالغ التقدير. فقد علم أن زملاءه بذلوا جهدًا كبيرًا لنقله إلى حرس العاصمة بعد أن كان يفترض به أن يبحث عن رزقه بنفسه إثر تفكك الجيش. بل وتمكن حتى من الانتقال إلى المقاطعة الشرقية، تلك المنطقة الآمنة الهادئة التي كان سكانها يمنحونه الإكراميات من حينٍ لآخر.
كان جينارد مزارعًا وُلد في مقاطعة دورون جنوب الكوكبة، وتجربته الحياتية المفعمة بالأحداث كانت بحق جديرة بأن تُخلّد في أنشودةٍ شعرية.
مقارنةً بأسلوب سيفه الأرستقراطي، بدت العصا وكأن شخصًا آخر هو من يستخدمها. في كل مرة يتفادى فيها إسترون السيف الفضي أو يصدّه، وحين يستعد لهجمةٍ مضادة، كانت العصا تباغته من حيث لا يتوقع، فتضربه بدقةٍ في الاتجاه الذي كان سيهاجم منه، أو على المفصل الحاسم الذي يستخدمه للاندفاع. لم تكن تخطئ قط. وبسببها اضطر مرارًا للتراجع، فيما يشتعل قلبه غيظًا، ليجد نفسه محاصرًا مجددًا بين سيوف الفرسان.
قبل عقدٍ تقريبًا، حين كان في التاسعة عشرة من عمره—ولم يكن يكترث لتذكر يوم مولده بعد وفاة والده—حلّت الكارثة على قريته بأكملها. فقد هاجمها اللصوص، ونهبوها. وجد جينارد نفسه بلا سبيلٍ للعيش، فاستجاب لنداء دوقٍ في الجنوب، وجنّد نفسه في كتيبة ضوء النجوم التابعة للدوق جون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غير أن هذا القائد البسيط لفريق الحرس لم يكن ليدرك أن كتمانه لهذه المعلومة سيترك أثرًا عظيمًا على مستقبل الكوكبة.
قاتل جينارد بشجاعةٍ وبذكاءٍ لامع، وخاض معركة الدفاع عن مدينة الجاد، ونجا بأعجوبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي مرةٍ أخرى، خاطر بحمل كيسين من الطحين، واستطاع اللحاق بالكتيبة التي كانت تنسحب عبر ممر والا. تبع الدوق بشجاعةٍ وهو يقتحم المتاريس حول أرض العاج.
في يوم معركته الأخيرة—معركة زودرا—زفر جينارد زفرةً طويلة ولعن يومًا اجتمع فيه النصر والحزن. لوّح لرفاقه ليُفسحوا الطريق أمام فرسان راية زهرة السوسن.
(“قبل أن نتحد مع القوات الأخرى، نحن مدينون لك بثمن كيسي الطحين.” — الدوق جون).
وبأوامر من قادته، اقتحم وليمة الاستقبال التي أقامها الكونت ديلبرت في قصره، وشهد الدوق جون، ضيف الشرف، وهو يُبيد جيش الكونت الخاص دون أن يرمش له جفن.
بل إنه اندفع عبر موجة الانفجار التي تسببت بها رماح الصوفيين في مرج الشرارة، وسحق فأس معركةٍ بقبضته.
(نعم…) قال جينارد لنفسه مجددًا،
وقاد كتيبةً صغيرة تحت راية النجمة التساعية الخاصة بالدوق، وصدّ آخر هجومٍ يائس في فجوة النصل.
قال سيشيل بنبرةٍ حذرة. كان قد ارتحل إلى ساحة المعركة الفوضوية في مملكة الفجر والظلام، وتعلّم من حكماء الشرق كيف يكون يقظًا ودقيقًا.
خاض هجومه الأخير حين كانت سيوف جيش المتمردين على وشك أن تلامس حناجرهم—لكنه قلب الموازين وانتصر.
في يوم معركته الأخيرة—معركة زودرا—زفر جينارد زفرةً طويلة ولعن يومًا اجتمع فيه النصر والحزن. لوّح لرفاقه ليُفسحوا الطريق أمام فرسان راية زهرة السوسن.
كان عدد فرسان عائلة كوڤندير أربعةً وثلاثين فارسًا. لم تصحبهم عربات، لذا لا بد أنهم كانوا يؤدون مهمةً نيابةً عن سيدهم.
أما الرجلان اللذان قادا الفريق، فكانا على الأرجح يمتلكان قدراتٍ تتجاوز الفئة العليا. وأما الآخرون، فمن طريقة سيرهم وموضع أسلحتهم، بدا أنهم مجرد مرافقةٍ شكلية. عضّ جينارد شفته بخفة وتراجع إلى طرف الطريق.
في سنةٍ وبضعة أشهر فحسب، ترقّى من ضابط في فيلق الإمداد إلى مجند، ثم إلى حامل فأس، فإلى قائد وحدة مشاة، وأخيرًا إلى أشرف لقبٍ على الإطلاق—حارس الدوق الشخصي. تحوّل جينارد من مزارعٍ لا يعرف كيف يمسك بالسيف إلى قائدٍ بارع خاض معارك لا تُحصى. وقد جعلته خبراته القتالية النادرة مشهدًا استثنائيًا بين أبناء الطبقة العادية. فطالما كان معه ثلاثة أو خمسة رفاقٍ يصطفون معه بتشكيلةٍ دفاعية، فإنه حتى لو واجه مقاتلين من الفئة العليا، لما تراجع خطوة. وحتى بعد تفكك كتيبة ضوء النجوم، ظلّ جينارد يذكر تعاليم قائد حرس الدوق المحترم، ولم يُهمل تدريبه يومًا واحدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (أولئك الفرسان الثلاثون ينتمون إلى عائلة جيدستار، إنهم الجنود الخواص للعائلة المالكة).
رأى في تلك الأيام عددًا كبيرًا من الفرسان الذين اعتبرها أخطر أيام حياته. بعضهم كانوا محاربين أشداء ذوي مهارةٍ وبأسٍ لا يُضاهى، اشتهروا بشجاعتهم في الهجوم على ظهور الخيل. لكن بعضهم الآخر لم يكن سوى جبناءٍ عاجزين لا يُحسنون سوى إذلال الضعفاء والتذلل للأقوياء. وبالطبع، كان الصنف الأول أكثر عددًا بكثير في عهد الدوق جون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تقلق، يا لورد سيشيل،” قال كاساين ببرود، “في هذه المرحلة، كل قوةٍ لا تخدم العائلة الملكية، وكل تحركٍ يهدف إلى دعم العائلات النبيلة التسع عشرة، سيُعدّ خيانة.
لهذا، استطاع جينارد أن يميز بنظرةٍ واحدة أن الفارسين في المقدمة أمامه من النخبة أصحاب الخبرة القتالية. فقد لاحظ حركة أجسادهم السلسة رغم هدوء ملامحهم، وانحناءة ظهورهم الطفيفة التي تمنحهم توازنًا فور امتطائهم صهوات الخيل، وموقع السيوف على خصورهم وسروجهم القريبة من أيديهم المسيطرة. هؤلاء النبلاء الذين يفوقون الفئة العليا لا بد أنهم ضباطٌ رفيعو الرتبة في وحدات الهجوم—سواء في الطليعة أو فرق الاقتحام أو الدفاع أو الاحتياط أو حتى الحرس الشخصي للقادة. كانوا بحقّ العصب والعمود الفقري للجيش، كالبَارون الشهير أراكا مورخ في المملكة.
قطّب سيشيل الفارس الموثوق لدى الدوق زاين حاجبيه، “هل صادفتم هؤلاء الفرسان؟ لأي عشيرةٍ ينتمون؟ وأي رايةٍ كانوا يرفعون؟”
حينها، كان ينبغي لهذين الرجلين أن يمرّا به، غير أن أحدهما شدّ لجام فرسه فتوقف، وتقدّم نحو جينارد.
ولم تطُل حيرتهم طويلًا…
“فريق الدفاع المدني!”
ثم لفت السلاسل حول ذراعها اليمنى، فانبعثت منها قوة غريبة جبارة، وجذبت السلسلة بقسوةٍ مروّعة!
كان فارسًا أصلع في الثلاثينيات من عمره، يرتدي درعًا خفيفًا أخضر مزخرفًا، بديع الصنع، واضح أنه من كنوز العائلة الموروثة. نظر إلى جينارد من فوق صهوة جواده بملامح جامدة، وقال بنبرة آمرة لقائد الحرس:
222222222 window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "691c49610b02532d2b2fde29", id: "pf-17553-1"}) طَطَطْ… طَطَطْ… طَطَطْ…
“رأينا آثار حوافرٍ لجماعةٍ كبيرةٍ على الطريق. في مثل هذه الساعة لا ينبغي أن يظهر هذا العدد من الفرسان في المقاطعة الشرقية. هل رأيتهم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صوتُ خطوات أطفالٍ يهرولون من داخل المنزل انتشر في الساحة.
(وهل يفترض بكم أن تكونوا هنا أصلًا؟)
تحسّس سيشيل مقبض سيفه عند خصره. وبينما تذكّر قائد الحرس ذي النظرة الحادّة قبل قليل، تمتم بشرود.
تردّد جينارد ساخرًا في نفسه وهو ينظر إلى فرسان النبلاء تحت راية زهرة السوسن الثلاثية.
خلال السنوات العشر التي قضاها جينارد قائدًا لفريق الحرس المناوب في الشارع الرئيسي بالمقاطعة الشرقية، لم يكد يستخدم السيف أو القوس المعلّقين على جسده. لمع كل من خوذته ودرعه كأنهما جديدان. وحين يصادف عربات النبلاء في الشوارع، كان يعتدل في وقفته، ويُصلح درعه بعادةٍ متأصلة، ثم يتراجع خطوةً إلى الوراء وينزع خوذته احترامًا لهم. (وكما قال مدير شرطة المقاطعة الشرقية: كان يجدر بفريق الحرس أن يستبدل خوذاته الثقيلة بقبعات، إذ إن نزع الخوذ لتحية النبلاء أمرٌ يبعث على السخرية).
لكن بعد عشر سنواتٍ في الحرس، كانت حدّة طبعه قد خمدت منذ زمن. فانحنى حارس الدوق السابق برأسه بتواضعٍ واحترام، وأجاب:
“يا مولاي الكريم، وحدهم اللوردات الإقطاعيون من يُسمح لهم بتحريك هذا العدد من الجنود في المقاطعة الشرقية. ونحن لا نجرؤ على التدخل في شؤونهم.”
حين رأت مصّاصة الدماء رولانا أنها أخفقت في إصابة جينيس بضربةٍ واحدة، استدارت بسرعةٍ وصدّت سيفين فضيين بضربةٍ خاطفة، ثم أطلقت صرخةً حادّة وهي تتراجع بخفةٍ مذهلة. تبعتها أصوات فحيحٍ غاضب.
قطّب سيشيل الفارس الموثوق لدى الدوق زاين حاجبيه، “هل صادفتم هؤلاء الفرسان؟ لأي عشيرةٍ ينتمون؟ وأي رايةٍ كانوا يرفعون؟”
سقط جينارد في صمتٍ قصير.
قبل نحو عشر دقائق، كان قد مرّ من هنا اثنان وثلاثون فارسًا، تراوحت قوتهم ما بين الطبقة العادية والفئة العليا. كان قائدهم رجلًا من النبلاء، يتحرك بخفةٍ واضحة، لكنه لم يكن جنديًّا بالمعنى الحقيقي. حتى إن امرأة كانت تتبعهم من الخلف، ومع ذلك لم يرى جينارد أي رايةٍ مرفوعةٍ فوقهم.
لكن، كيف له ألّا يميّز حركات الجنود، وأسلحتهم، وطراز دروعهم بعد أن خدم أعوامًا طويلة تحت راية الدوق جون؟
حين كان في فريق حرس الدوق الشخصي، كان هناك عددٌ كبير من الجنود الخواص الذين جلبهم الدوق من عشيرته ليصطحبهم معه إلى الجنوب كحرسٍ شخصي له.
لكن، كيف له ألّا يميّز حركات الجنود، وأسلحتهم، وطراز دروعهم بعد أن خدم أعوامًا طويلة تحت راية الدوق جون؟
بعض أولئك الرجال أنقذوا حياته ذات مرة، وقد أنقذ هو حياتهم أيضًا. كانوا جميعًا رجالًا شجعانًا—وربما امرأةً واحدة—يمكنه أن يأتمنهم على ظهره في ساحة القتال، ولم يُخزي أيٌّ منهم راية النجمة التساعية التي حملوها.
(نعم…) قال جينارد لنفسه مجددًا،
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
(أولئك الفرسان الثلاثون ينتمون إلى عائلة جيدستار، إنهم الجنود الخواص للعائلة المالكة).
والأهم من ذلك أنهم من أسرة الدوق جون نفسه، الذي أقسم جينارد أن يخدمه حتى آخر لحظةٍ من حياته.
ومع تصاعد قوة الكوكبة واتساع رقعتها، أخذت بُنية السلطة في طبقة النبلاء داخل المملكة تتضخم. ازداد عدد اللوردات الإقطاعيين والنبلاء والموظفين، ولم يكن كبار الشخصيات في العاصمة راغبين في مجاورة التجار الوضيعين، والعامة، والبغايا القذرات، واللصوص، ورجال العصابات. ولهذا بنوا منازلهم في ضواحي الجهة الشمالية الغربية.
“بالفعل يا مولاي الكريم،” أجاب جينارد بثبات، “لقد التقينا بهم منذ لحظات. لم يرفعوا أي راية، ولا أعلم إلى أين توجهوا بعد ذلك.”
انحنى حارس الدوق السابق برأسه. يا للسخرية. حين كان يخدم تحت لواء الدوق جون، شقيق الملك الأصغر، لم يُعلّمه أحد كيف ينحني لتحية النبلاء. لكن في اليوم الثاني من وصوله إلى العاصمة، علّمه أحد موظفي قاعة المدينة ذوي الرتب المتدنية الطريقة الرسمية للانحناء، وهو يغلي غضبًا.
(“إنهم نبلاء، أفهمت؟” — قائده السابق في فريق الدفاع المدني).
غير أن هذا القائد البسيط لفريق الحرس لم يكن ليدرك أن كتمانه لهذه المعلومة سيترك أثرًا عظيمًا على مستقبل الكوكبة.
نظرت جينيس من داخل تشكيل السيوف إلى غيلبرت بذهول. كان الأخير يعبس، يحاول فهم ما يجري أمامه.
تجهّم سيشيل قليلًا، ثم مدّ يده إلى كيسه الذهبي وأخرج حفنة من النقود. بعد أن ألقى قطعة فضية وقطعة ذهبية أخرجها بالخطأ، نثر ما تبقّى من نحاسٍ على رجال الحرس المدني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إكرامية لكم.” قالها، ثم حرّك فرسه ليلتحق برفاقه بسرعة.
تمتم كريس ببضع كلماتٍ خافتة لم يسمعها سوى يودل وأفراد عشيرة الدم بفضل سمعهم الخارق.
“لا تشغل بالك كثيرًا، ولا تهتم بأمر العشائر. نحن فقط ننفّذ أوامر الدوق. طالما نحن الاثنان هنا، فليس في العاصمة ما لا يمكننا معالجته—إلا لو تعلق الأمر باقتحام قصر النهضة. أما إن لم يتعاون مصاصو الدماء معنا، فمصيرهم الموت لا غير.”
قبل أن يتبيّن ما يجري حوله، جمع تاليس كل ما يملك من قوة كطفلٍ في السابعة، واستعمل كل ما يعرفه من طرقٍ لإيصال صوته، ليصرخ نحو السماء بعقلٍ مضطرب:
قال سيشيل ذلك بينما عاد إلى مقدّمة الركب، يصغي إلى رفيقه كاساين وهو يتحدث بنبرةٍ هادئة.
“إن كانوا من عشائر أخرى، فلماذا لم يرفعوا راياتهم؟ كتيبة فرسانٍ مجهولة الهوية مؤلفة من ثلاثين إلى أربعين فارسًا، تقتحم المقاطعة الشرقية في جوف الليل… منذ متى حدث أمرٌ كهذا؟”
وفي اللحظة التي أنهى فيها صراخه، اصطدمت الفتاة فضية الشعر بظهره، إذ لم تستطع التوقف في الوقت المناسب، فسقطا معًا على الأرض.
قال سيشيل بنبرةٍ حذرة. كان قد ارتحل إلى ساحة المعركة الفوضوية في مملكة الفجر والظلام، وتعلّم من حكماء الشرق كيف يكون يقظًا ودقيقًا.
“إن عيد ميلاد جلالته الثامن والأربعين يقترب. وهذه المناسبة في غاية الأهمية.
“السيد كريس…” تحرّكت أذنا إسترون فجأة؛ التقطت همساتٍ خافتة من رولانا وسط العراك.
سيتقاطر إلى العاصمة كل رسل النبلاء في أنحاء المملكة، وسفراء المقاطعات التابعة، بل وحتى القوى الخفية التي تختبئ في زوايا البلاد المظلمة، صغيرها وكبيرها، ستجتمع هنا.
يمكنك القول إن أنظار العالم بأسره ستتجه إلى هذا المكان.”
“العشائر العظمى في المملكة تتحرك على جبهاتٍ عدة. بعضها يخطط علنًا، وبعضها في الخفاء، وهذا أمرٌ طبيعي تمامًا. ألسنا نفعل الشيء ذاته؟ نحن نبذل جهدنا لتحقيق غايتنا.”
أدار كاساين رأسه وقال ببرود: “إن كنت قلقًا إلى هذا الحد، فبمجرد إتمام مهمتك، عُد وقدّم تقريرك. فالأمر لا يتعلق بمهمتنا الحالية.”
لهذا السبب كانت القصور والمنازل الفخمة متباعدة عن بعضها، وكان ذلك ممكنًا فقط لأن مساحة المقاطعة الشرقية شاسعة منذ البداية. أما الأعشاب والأشجار بين تلك القصور فقد اعتنت بها بلدية المدينة بعنايةٍ فائقة، لذا بدت يانعةً وقوية. ورُصفت الشوارع الرئيسية بعناية، وكانت مستقرةً ومعبدة، وعلى جانبيها مصابيح أبدية—وفرتها قاعة المدينة—نُصبت واحدةً كل عشرين مترًا.
“نرجو أن يكون كذلك…”
تعثّرت رولانا، التي كانت لتوها قد تفادت ومضة سيف، وسقطت أرضًا وهي تصرخ بينما تُجرّ بعنفٍ على الأرض!
تحسّس سيشيل مقبض سيفه عند خصره. وبينما تذكّر قائد الحرس ذي النظرة الحادّة قبل قليل، تمتم بشرود.
“فلنأمل ألا يكون هذا من صنع العشائر الأخرى.”
“لا تقلق، يا لورد سيشيل،” قال كاساين ببرود، “في هذه المرحلة، كل قوةٍ لا تخدم العائلة الملكية، وكل تحركٍ يهدف إلى دعم العائلات النبيلة التسع عشرة، سيُعدّ خيانة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (ذلك الوغد الملعون، نصف المعاق، صاحب القدرات النفسية).
وكيف لخائنٍ بين النبلاء أن يفلح في اختيار الملك؟”
…..
تألّق بريقٌ لامع في عيني جينيس وهي تتفادى عبيد دم اندفعا نحوها بجنون.
بلمسةٍ سريعة من معصمها، ارتفع سيف السلسلة الفضي، فالتفّت سلاسله وقيدتهما معًا.
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
وفي انسجامٍ تام، اندفع فارسان من فرسان الإبادة التابعين لعائلة جيدستار إلى الأمام، وغرزا سيفيهما الفضيين في قلب عبدي الدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير أن المسؤولة الشابة شعرت بشيءٍ في تلك اللحظة. انخفضت فجأة وتدحرجت جانبًا، متجنبةً مخلبًا حادًا انقضّ نحوها من العدم.
في يوم معركته الأخيرة—معركة زودرا—زفر جينارد زفرةً طويلة ولعن يومًا اجتمع فيه النصر والحزن. لوّح لرفاقه ليُفسحوا الطريق أمام فرسان راية زهرة السوسن.
حين رأت مصّاصة الدماء رولانا أنها أخفقت في إصابة جينيس بضربةٍ واحدة، استدارت بسرعةٍ وصدّت سيفين فضيين بضربةٍ خاطفة، ثم أطلقت صرخةً حادّة وهي تتراجع بخفةٍ مذهلة. تبعتها أصوات فحيحٍ غاضب.
(ما زلت غير معتادة على استخدام ذراعي اليمنى الجديدة… إنها تحدّ من قوتي الحقيقية).
فكرت رولانا بغضب.
(ذلك الوغد الملعون، نصف المعاق، صاحب القدرات النفسية).
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
زمجرت جينيس وهي تنهض بغضب، وذراعاها النحيلتان تتأرجحان بقوة. انطلقت سلاسل سيفها لتلتف فجأة حول ساق رولانا اليسرى.
“أيها الجميع!”
ثم لفت السلاسل حول ذراعها اليمنى، فانبعثت منها قوة غريبة جبارة، وجذبت السلسلة بقسوةٍ مروّعة!
قال سيشيل بنبرةٍ حذرة. كان قد ارتحل إلى ساحة المعركة الفوضوية في مملكة الفجر والظلام، وتعلّم من حكماء الشرق كيف يكون يقظًا ودقيقًا.
تعثّرت رولانا، التي كانت لتوها قد تفادت ومضة سيف، وسقطت أرضًا وهي تصرخ بينما تُجرّ بعنفٍ على الأرض!
توقف الاثنان، هذان المحاربان من الفئة الفائقة، عن القتال فجأة، وتراجعا في اتجاهين مختلفين.
(قوة هذه البشرية… أهي وحش؟!)
“أيها الجميع!”
زمجرت رولانا وغرست مخالبها في الأرض تقاوم قوة جينيس الوحشية، لكن قبل أن تثبت قدميها، اندفع نحوها سيفٌ فضيّ آخر ليطعنها!
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
(تشكيلة السيوف الملعونة!)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (قوة هذه البشرية… أهي وحش؟!)
لعنت رولانا في نفسها. لم تستطع إطلاق العنان لسرعتها الخارقة ولا لقواها الفريدة أمام هذا النوع من الأعداء.
كانت تشكيلة ضوء النجوم تشكيلةً دفاعية دائرية، تتمحور حول فرقٍ صغيرة تتقدم من الأطراف كالهوائيات أو المستكشفين، تسمح للتشكيلة بأكملها بالتحرك بخفة، تقدمًا أو تراجعًا، خلال القتال.
رولانا تجنّبت بعناية السيوف الفضية بينما كانت تقاوم القوة الوحشية لجينيس، وتركُل السيافين الذين نصبوا لها كمينًا. كانت أعداد عبيد الدم تتناقص داخل طوق تشكيل السيف. فكيف يمكن لمسوخٍ بلا عقل أن يصمدوا أمام سيوف رجالٍ خاضوا مئات المعارك؟
“السيد كريس…” تحرّكت أذنا إسترون فجأة؛ التقطت همساتٍ خافتة من رولانا وسط العراك.
“غيلبرت!” صرخت جينيس بغضبٍ عارم وهي تشد السلسلة في قبضتها. “أين الطفل؟ لقد شُغِلنا بهذين الاثنين وبزمرةٍ من المجانين طوال هذا الوقت، من الأفضل أن يكون لديك خطة تبرر ذلك!”
ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى لاحظ كل من كان يقاتل على العشب المشهد المذهل: عبيد الدم أنفسهم بدأوا بالتراجع إلى طرف الساحة، وهم يزمجرون ويهدرون. حتى وإن قُطعت رؤوس بعضهم بسيوف الفرسان، لم يُبدوا أدنى اكتراث.
على الجانب الآخر من التشكيل، عند مدخل المنزل، كان غيلبرت يمسك سيفًا بيده اليمنى وعصًا بيده اليسرى، يقاتل إلى جانب بضعةٍ من فرسان الإبادة، وقد أحاطوا بالرجل الأشقر «إسترون» ليهاجموه.
“يودل مشغول بخصمٍ آخر. ذلك الرجل أيضًا من الفئة الفائقة!” قال غيلبرت بعبوسٍ. “لكن طالما أننا جميعًا عالقون هنا، فليس أمامنا سوى الثقة به!”
بل إنه اندفع عبر موجة الانفجار التي تسببت بها رماح الصوفيين في مرج الشرارة، وسحق فأس معركةٍ بقبضته.
“أنتم… مجرد زمرةٍ من الرجال العاجزين!”
خاض هجومه الأخير حين كانت سيوف جيش المتمردين على وشك أن تلامس حناجرهم—لكنه قلب الموازين وانتصر.
غيلبرت لم يلتفت إلى إهانات جينيس، بل ركّز انتباهه على إسترون. كان ذلك الرجل هو من اختطف تاليس من بين ثمانية حراسٍ بسرعةٍ خارقة، بل وأودى بحياتهم جميعًا.
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
كانت موهبة إسترون الفطرية تكمن في سرعته التي تفوق سرعة معظم أفراد عشيرته. ورغم أنه لم يتجاوز الفئة العليا، فقد كان أسرع من أغلب أقرانه في المستوى نفسه. إلا أنه، في هذه الليلة وحدها، واجه عدوّين من الفئة العليا، وكلاهما لم يخف من سرعته الفائقة.
نظرت جينيس من داخل تشكيل السيوف إلى غيلبرت بذهول. كان الأخير يعبس، يحاول فهم ما يجري أمامه.
أحدهما كان نيكولاي من عصابة قوارير الدم. إسترون رأى حركات خصمه الأولى بوضوح — نيكولاي لم يكن قادرًا على مجاراة سرعته إطلاقًا، ولكن لسببٍ مجهول، ومع كل تبادلٍ للضربات، ازدادت سرعة نيكولاي وردّات فعله تدريجيًا، حتى صارا متكافئين في اللحظة الحاسمة من القتال. لولا تدخل كريس المفاجئ، لكان إسترون على يقينٍ بأن سرعة نيكولاي ستتفوق عليه في النهاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها، كان ينبغي لهذين الرجلين أن يمرّا به، غير أن أحدهما شدّ لجام فرسه فتوقف، وتقدّم نحو جينارد.
أما الخصم الثاني، فقد جعل شعر إسترون يقف من الخوف — ذاك الرجل المتأنّق الوقور ذو الملامح الهادئة: غيلبرت. كان شبيهًا بنيكولاي، لا يستطيع اللحاق بسرعته، لكنه تمكّن بأسلوبه الفريد من كبح السرعة التي كان إسترون يفاخر بها.
“فريق الدفاع المدني!”
كان السيف الفضي في يد غيلبرت اليمنى ثابتًا لا يهتز، وخطواته تنضح برزانة النبلاء في القتال. ومع ذلك، لم يكن السيف ما يُقلق إسترون. فهو قادر على تفادي ضرباته بسهولة، بل وحتى قلب اثنين من الفرسان أثناء المراوغة.
“فلنأمل ألا يكون هذا من صنع العشائر الأخرى.”
ما كان يخشاه حقًّا هو العصا في يد غيلبرت اليسرى!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مقارنةً بأسلوب سيفه الأرستقراطي، بدت العصا وكأن شخصًا آخر هو من يستخدمها. في كل مرة يتفادى فيها إسترون السيف الفضي أو يصدّه، وحين يستعد لهجمةٍ مضادة، كانت العصا تباغته من حيث لا يتوقع، فتضربه بدقةٍ في الاتجاه الذي كان سيهاجم منه، أو على المفصل الحاسم الذي يستخدمه للاندفاع. لم تكن تخطئ قط. وبسببها اضطر مرارًا للتراجع، فيما يشتعل قلبه غيظًا، ليجد نفسه محاصرًا مجددًا بين سيوف الفرسان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبأوامر من قادته، اقتحم وليمة الاستقبال التي أقامها الكونت ديلبرت في قصره، وشهد الدوق جون، ضيف الشرف، وهو يُبيد جيش الكونت الخاص دون أن يرمش له جفن.
ولهذا السبب بالذات شعر إسترون أن غيلبرت هو من كان يقيّده، لا العكس.
في يوم معركته الأخيرة—معركة زودرا—زفر جينارد زفرةً طويلة ولعن يومًا اجتمع فيه النصر والحزن. لوّح لرفاقه ليُفسحوا الطريق أمام فرسان راية زهرة السوسن.
لكن إسترون لم يدرك أنه وقع في فخّ غيلبرت منذ البداية. فسرّ فنون القتال لدى عائلة غيلبرت، المتوارث جيلاً بعد جيل، لم يكن في العصا، بل في السيف الأيمن الذي بدا بسيطًا ومألوفًا.
في سنةٍ وبضعة أشهر فحسب، ترقّى من ضابط في فيلق الإمداد إلى مجند، ثم إلى حامل فأس، فإلى قائد وحدة مشاة، وأخيرًا إلى أشرف لقبٍ على الإطلاق—حارس الدوق الشخصي. تحوّل جينارد من مزارعٍ لا يعرف كيف يمسك بالسيف إلى قائدٍ بارع خاض معارك لا تُحصى. وقد جعلته خبراته القتالية النادرة مشهدًا استثنائيًا بين أبناء الطبقة العادية. فطالما كان معه ثلاثة أو خمسة رفاقٍ يصطفون معه بتشكيلةٍ دفاعية، فإنه حتى لو واجه مقاتلين من الفئة العليا، لما تراجع خطوة. وحتى بعد تفكك كتيبة ضوء النجوم، ظلّ جينارد يذكر تعاليم قائد حرس الدوق المحترم، ولم يُهمل تدريبه يومًا واحدًا.
“السيد كريس…” تحرّكت أذنا إسترون فجأة؛ التقطت همساتٍ خافتة من رولانا وسط العراك.
“من الصعب علينا الصمود أكثر. ألم تستيقظ صاحبة السمو بعد؟ إن لم نتمكن من الصمود، فسنأخذ تابوت الأسلاف وننسحب.”
لكنهم لم يكونوا يعلمون أن كريس، الذي كان يُمسك بسيف يودل القصير بإحكام، كان وجهه في تلك اللحظة مفعمًا بالذهول والدهشة.
“بالفعل يا مولاي الكريم،” أجاب جينارد بثبات، “لقد التقينا بهم منذ لحظات. لم يرفعوا أي راية، ولا أعلم إلى أين توجهوا بعد ذلك.”
هذا الانفعال امتد حتى أصاب خصمه يودل، الذي كان وجهه محجوبًا خلف القناع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “من الصعب علينا الصمود أكثر. ألم تستيقظ صاحبة السمو بعد؟ إن لم نتمكن من الصمود، فسنأخذ تابوت الأسلاف وننسحب.”
تمتم كريس ببضع كلماتٍ خافتة لم يسمعها سوى يودل وأفراد عشيرة الدم بفضل سمعهم الخارق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توقف الاثنان، هذان المحاربان من الفئة الفائقة، عن القتال فجأة، وتراجعا في اتجاهين مختلفين.
ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى لاحظ كل من كان يقاتل على العشب المشهد المذهل: عبيد الدم أنفسهم بدأوا بالتراجع إلى طرف الساحة، وهم يزمجرون ويهدرون. حتى وإن قُطعت رؤوس بعضهم بسيوف الفرسان، لم يُبدوا أدنى اكتراث.
وحين سمعت رولانا وإسترون تلك الكلمات، تجمّدت وجوههما من الصدمة، لكنهما سرعان ما انسحبا بسرعةٍ خاطفة، يتفاديان الضربات دون أن يردّا عليها.
ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى لاحظ كل من كان يقاتل على العشب المشهد المذهل: عبيد الدم أنفسهم بدأوا بالتراجع إلى طرف الساحة، وهم يزمجرون ويهدرون. حتى وإن قُطعت رؤوس بعضهم بسيوف الفرسان، لم يُبدوا أدنى اكتراث.
نظرت جينيس من داخل تشكيل السيوف إلى غيلبرت بذهول. كان الأخير يعبس، يحاول فهم ما يجري أمامه.
“إن عيد ميلاد جلالته الثامن والأربعين يقترب. وهذه المناسبة في غاية الأهمية.
ولم تطُل حيرتهم طويلًا…
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
طَطَطْ… طَطَطْ… طَطَطْ…
صوتُ خطوات أطفالٍ يهرولون من داخل المنزل انتشر في الساحة.
“أيا مصاصة الدماء الحقيرة! في المرة القادمة، أصيبي هدفك بدقةٍ أكبر! لقد رأيت الكثير من أمثالكم يرتكبون الجرائم في العاصمة! بل وألقيتُ القبض بنفسي على أحد كونتات عشيرة أولاس!”
ومع تلك الخطوات، دوّى صوتُ صبيٍّ يافع:
“أيها الجميع!”
زمجرت جينيس وهي تنهض بغضب، وذراعاها النحيلتان تتأرجحان بقوة. انطلقت سلاسل سيفها لتلتف فجأة حول ساق رولانا اليسرى.
رأى كل من في الساحة المشهد نفسه — تاليس عاري الصدر تقريبًا، يجر خلفه فتاةً ذات شعرٍ فضيّ ترتدي قميصه، يلهث بشدّة وهما يركضان عبر الباب نحو العشب أمام المنزل.
لكن إسترون لم يدرك أنه وقع في فخّ غيلبرت منذ البداية. فسرّ فنون القتال لدى عائلة غيلبرت، المتوارث جيلاً بعد جيل، لم يكن في العصا، بل في السيف الأيمن الذي بدا بسيطًا ومألوفًا.
قبل أن يتبيّن ما يجري حوله، جمع تاليس كل ما يملك من قوة كطفلٍ في السابعة، واستعمل كل ما يعرفه من طرقٍ لإيصال صوته، ليصرخ نحو السماء بعقلٍ مضطرب:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تقلق، يا لورد سيشيل،” قال كاساين ببرود، “في هذه المرحلة، كل قوةٍ لا تخدم العائلة الملكية، وكل تحركٍ يهدف إلى دعم العائلات النبيلة التسع عشرة، سيُعدّ خيانة.
“توقفوا! نحن حلفاء! نيران صديقة! كفّوا عن القتال!”
وفي اللحظة التي أنهى فيها صراخه، اصطدمت الفتاة فضية الشعر بظهره، إذ لم تستطع التوقف في الوقت المناسب، فسقطا معًا على الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لكن بعد عشر سنواتٍ في الحرس، كانت حدّة طبعه قد خمدت منذ زمن. فانحنى حارس الدوق السابق برأسه بتواضعٍ واحترام، وأجاب:
وقاد كتيبةً صغيرة تحت راية النجمة التساعية الخاصة بالدوق، وصدّ آخر هجومٍ يائس في فجوة النصل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تقلق، يا لورد سيشيل،” قال كاساين ببرود، “في هذه المرحلة، كل قوةٍ لا تخدم العائلة الملكية، وكل تحركٍ يهدف إلى دعم العائلات النبيلة التسع عشرة، سيُعدّ خيانة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “العشائر العظمى في المملكة تتحرك على جبهاتٍ عدة. بعضها يخطط علنًا، وبعضها في الخفاء، وهذا أمرٌ طبيعي تمامًا. ألسنا نفعل الشيء ذاته؟ نحن نبذل جهدنا لتحقيق غايتنا.”
“فريق الدفاع المدني!”
(تشكيلة السيوف الملعونة!)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبل نحو عشر دقائق، كان قد مرّ من هنا اثنان وثلاثون فارسًا، تراوحت قوتهم ما بين الطبقة العادية والفئة العليا. كان قائدهم رجلًا من النبلاء، يتحرك بخفةٍ واضحة، لكنه لم يكن جنديًّا بالمعنى الحقيقي. حتى إن امرأة كانت تتبعهم من الخلف، ومع ذلك لم يرى جينارد أي رايةٍ مرفوعةٍ فوقهم.
خاض هجومه الأخير حين كانت سيوف جيش المتمردين على وشك أن تلامس حناجرهم—لكنه قلب الموازين وانتصر.
قال سيشيل بنبرةٍ حذرة. كان قد ارتحل إلى ساحة المعركة الفوضوية في مملكة الفجر والظلام، وتعلّم من حكماء الشرق كيف يكون يقظًا ودقيقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولهذا السبب بالذات شعر إسترون أن غيلبرت هو من كان يقيّده، لا العكس.
انحنى حارس الدوق السابق برأسه. يا للسخرية. حين كان يخدم تحت لواء الدوق جون، شقيق الملك الأصغر، لم يُعلّمه أحد كيف ينحني لتحية النبلاء. لكن في اليوم الثاني من وصوله إلى العاصمة، علّمه أحد موظفي قاعة المدينة ذوي الرتب المتدنية الطريقة الرسمية للانحناء، وهو يغلي غضبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “توقفوا! نحن حلفاء! نيران صديقة! كفّوا عن القتال!”
رأى كل من في الساحة المشهد نفسه — تاليس عاري الصدر تقريبًا، يجر خلفه فتاةً ذات شعرٍ فضيّ ترتدي قميصه، يلهث بشدّة وهما يركضان عبر الباب نحو العشب أمام المنزل.
ثم لفت السلاسل حول ذراعها اليمنى، فانبعثت منها قوة غريبة جبارة، وجذبت السلسلة بقسوةٍ مروّعة!
كان السيف الفضي في يد غيلبرت اليمنى ثابتًا لا يهتز، وخطواته تنضح برزانة النبلاء في القتال. ومع ذلك، لم يكن السيف ما يُقلق إسترون. فهو قادر على تفادي ضرباته بسهولة، بل وحتى قلب اثنين من الفرسان أثناء المراوغة.
“السيد كريس…” تحرّكت أذنا إسترون فجأة؛ التقطت همساتٍ خافتة من رولانا وسط العراك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبأوامر من قادته، اقتحم وليمة الاستقبال التي أقامها الكونت ديلبرت في قصره، وشهد الدوق جون، ضيف الشرف، وهو يُبيد جيش الكونت الخاص دون أن يرمش له جفن.
خلال السنوات العشر التي قضاها جينارد قائدًا لفريق الحرس المناوب في الشارع الرئيسي بالمقاطعة الشرقية، لم يكد يستخدم السيف أو القوس المعلّقين على جسده. لمع كل من خوذته ودرعه كأنهما جديدان. وحين يصادف عربات النبلاء في الشوارع، كان يعتدل في وقفته، ويُصلح درعه بعادةٍ متأصلة، ثم يتراجع خطوةً إلى الوراء وينزع خوذته احترامًا لهم. (وكما قال مدير شرطة المقاطعة الشرقية: كان يجدر بفريق الحرس أن يستبدل خوذاته الثقيلة بقبعات، إذ إن نزع الخوذ لتحية النبلاء أمرٌ يبعث على السخرية).
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تقلق، يا لورد سيشيل،” قال كاساين ببرود، “في هذه المرحلة، كل قوةٍ لا تخدم العائلة الملكية، وكل تحركٍ يهدف إلى دعم العائلات النبيلة التسع عشرة، سيُعدّ خيانة.
بلمسةٍ سريعة من معصمها، ارتفع سيف السلسلة الفضي، فالتفّت سلاسله وقيدتهما معًا.
بل إنه اندفع عبر موجة الانفجار التي تسببت بها رماح الصوفيين في مرج الشرارة، وسحق فأس معركةٍ بقبضته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غير أن هذا القائد البسيط لفريق الحرس لم يكن ليدرك أن كتمانه لهذه المعلومة سيترك أثرًا عظيمًا على مستقبل الكوكبة.
غير أن المسؤولة الشابة شعرت بشيءٍ في تلك اللحظة. انخفضت فجأة وتدحرجت جانبًا، متجنبةً مخلبًا حادًا انقضّ نحوها من العدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لهذا، استطاع جينارد أن يميز بنظرةٍ واحدة أن الفارسين في المقدمة أمامه من النخبة أصحاب الخبرة القتالية. فقد لاحظ حركة أجسادهم السلسة رغم هدوء ملامحهم، وانحناءة ظهورهم الطفيفة التي تمنحهم توازنًا فور امتطائهم صهوات الخيل، وموقع السيوف على خصورهم وسروجهم القريبة من أيديهم المسيطرة. هؤلاء النبلاء الذين يفوقون الفئة العليا لا بد أنهم ضباطٌ رفيعو الرتبة في وحدات الهجوم—سواء في الطليعة أو فرق الاقتحام أو الدفاع أو الاحتياط أو حتى الحرس الشخصي للقادة. كانوا بحقّ العصب والعمود الفقري للجيش، كالبَارون الشهير أراكا مورخ في المملكة.
لهذا، استطاع جينارد أن يميز بنظرةٍ واحدة أن الفارسين في المقدمة أمامه من النخبة أصحاب الخبرة القتالية. فقد لاحظ حركة أجسادهم السلسة رغم هدوء ملامحهم، وانحناءة ظهورهم الطفيفة التي تمنحهم توازنًا فور امتطائهم صهوات الخيل، وموقع السيوف على خصورهم وسروجهم القريبة من أيديهم المسيطرة. هؤلاء النبلاء الذين يفوقون الفئة العليا لا بد أنهم ضباطٌ رفيعو الرتبة في وحدات الهجوم—سواء في الطليعة أو فرق الاقتحام أو الدفاع أو الاحتياط أو حتى الحرس الشخصي للقادة. كانوا بحقّ العصب والعمود الفقري للجيش، كالبَارون الشهير أراكا مورخ في المملكة.
لكن، كيف له ألّا يميّز حركات الجنود، وأسلحتهم، وطراز دروعهم بعد أن خدم أعوامًا طويلة تحت راية الدوق جون؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى لاحظ كل من كان يقاتل على العشب المشهد المذهل: عبيد الدم أنفسهم بدأوا بالتراجع إلى طرف الساحة، وهم يزمجرون ويهدرون. حتى وإن قُطعت رؤوس بعضهم بسيوف الفرسان، لم يُبدوا أدنى اكتراث.
أدار كاساين رأسه وقال ببرود: “إن كنت قلقًا إلى هذا الحد، فبمجرد إتمام مهمتك، عُد وقدّم تقريرك. فالأمر لا يتعلق بمهمتنا الحالية.”
وفي اللحظة التي أنهى فيها صراخه، اصطدمت الفتاة فضية الشعر بظهره، إذ لم تستطع التوقف في الوقت المناسب، فسقطا معًا على الأرض.
ولم تطُل حيرتهم طويلًا…
مقارنةً بأسلوب سيفه الأرستقراطي، بدت العصا وكأن شخصًا آخر هو من يستخدمها. في كل مرة يتفادى فيها إسترون السيف الفضي أو يصدّه، وحين يستعد لهجمةٍ مضادة، كانت العصا تباغته من حيث لا يتوقع، فتضربه بدقةٍ في الاتجاه الذي كان سيهاجم منه، أو على المفصل الحاسم الذي يستخدمه للاندفاع. لم تكن تخطئ قط. وبسببها اضطر مرارًا للتراجع، فيما يشتعل قلبه غيظًا، ليجد نفسه محاصرًا مجددًا بين سيوف الفرسان.
خلال السنوات العشر التي قضاها جينارد قائدًا لفريق الحرس المناوب في الشارع الرئيسي بالمقاطعة الشرقية، لم يكد يستخدم السيف أو القوس المعلّقين على جسده. لمع كل من خوذته ودرعه كأنهما جديدان. وحين يصادف عربات النبلاء في الشوارع، كان يعتدل في وقفته، ويُصلح درعه بعادةٍ متأصلة، ثم يتراجع خطوةً إلى الوراء وينزع خوذته احترامًا لهم. (وكما قال مدير شرطة المقاطعة الشرقية: كان يجدر بفريق الحرس أن يستبدل خوذاته الثقيلة بقبعات، إذ إن نزع الخوذ لتحية النبلاء أمرٌ يبعث على السخرية).
بعض أولئك الرجال أنقذوا حياته ذات مرة، وقد أنقذ هو حياتهم أيضًا. كانوا جميعًا رجالًا شجعانًا—وربما امرأةً واحدة—يمكنه أن يأتمنهم على ظهره في ساحة القتال، ولم يُخزي أيٌّ منهم راية النجمة التساعية التي حملوها.
على الجانب الآخر من التشكيل، عند مدخل المنزل، كان غيلبرت يمسك سيفًا بيده اليمنى وعصًا بيده اليسرى، يقاتل إلى جانب بضعةٍ من فرسان الإبادة، وقد أحاطوا بالرجل الأشقر «إسترون» ليهاجموه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت المنطقة حافلة بممتلكات النبلاء الكبار والصغار والموظفين على حدٍّ سواء. لم يكن فيها تقريبًا مساكن للعامة ولا أسواق تجارية من أي نوع. حتى المارة في الشوارع كانوا في الغالب من الخدم والتابعين لتلك الأسر. وإضافةً إلى أسعار الأراضي الباهظة حدّ الجنون، كانت هناك قاعدة غير مكتوبة في المقاطعة الشرقية: من يشتري قطعة أرض هنا يجب أن يملك مكانةً تليق بقيمتها. ولا أحد يرغب بمعرفة عاقبة من يتجرأ على مخالفة هذه القاعدة. حتى العشائر الست الكبرى والعائلات الثلاث عشرة المرموقة أقامت عقاراتها الخاصة في هذه المقاطعة، رغم امتلاكها قصورًا في مناطق أخرى من العاصمة. وبالطبع، كانت جميعها في أفضل بقاع المنطقة… سواء أكان نبلاؤها يزورونها أم لا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “توقفوا! نحن حلفاء! نيران صديقة! كفّوا عن القتال!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هذا الانفعال امتد حتى أصاب خصمه يودل، الذي كان وجهه محجوبًا خلف القناع.
فكرت رولانا بغضب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (أولئك الفرسان الثلاثون ينتمون إلى عائلة جيدستار، إنهم الجنود الخواص للعائلة المالكة).
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي انسجامٍ تام، اندفع فارسان من فرسان الإبادة التابعين لعائلة جيدستار إلى الأمام، وغرزا سيفيهما الفضيين في قلب عبدي الدم.
رأى في تلك الأيام عددًا كبيرًا من الفرسان الذين اعتبرها أخطر أيام حياته. بعضهم كانوا محاربين أشداء ذوي مهارةٍ وبأسٍ لا يُضاهى، اشتهروا بشجاعتهم في الهجوم على ظهور الخيل. لكن بعضهم الآخر لم يكن سوى جبناءٍ عاجزين لا يُحسنون سوى إذلال الضعفاء والتذلل للأقوياء. وبالطبع، كان الصنف الأول أكثر عددًا بكثير في عهد الدوق جون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صوتُ خطوات أطفالٍ يهرولون من داخل المنزل انتشر في الساحة.
…
(تشكيلة السيوف الملعونة!)
كان السيف الفضي في يد غيلبرت اليمنى ثابتًا لا يهتز، وخطواته تنضح برزانة النبلاء في القتال. ومع ذلك، لم يكن السيف ما يُقلق إسترون. فهو قادر على تفادي ضرباته بسهولة، بل وحتى قلب اثنين من الفرسان أثناء المراوغة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غيلبرت لم يلتفت إلى إهانات جينيس، بل ركّز انتباهه على إسترون. كان ذلك الرجل هو من اختطف تاليس من بين ثمانية حراسٍ بسرعةٍ خارقة، بل وأودى بحياتهم جميعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“فريق الدفاع المدني!”
سيتقاطر إلى العاصمة كل رسل النبلاء في أنحاء المملكة، وسفراء المقاطعات التابعة، بل وحتى القوى الخفية التي تختبئ في زوايا البلاد المظلمة، صغيرها وكبيرها، ستجتمع هنا.
أما شرطة المدينة ووحدة الحرس التي تجوب تلك الشوارع فكانت تتحرك بحذرٍ شديد، إذ إن إغضاب أحد أولئك النبلاء قد يودي بهم، ولن يستطيع حتى رؤساؤهم تحمل العواقب. ومع ذلك، كانت وظائفهم سهلة ومريحة في أغلب الأوقات. فعادةً، حين تقع مشكلةٌ تستدعي تدخل الشرطة أو الحرس، يتكفّل النبلاء بحلها بطريقتهم الخاصة؛ ولم يكن هناك داعٍ لأن يتورط الغرباء في شؤونهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غير أن هذا القائد البسيط لفريق الحرس لم يكن ليدرك أن كتمانه لهذه المعلومة سيترك أثرًا عظيمًا على مستقبل الكوكبة.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “توقفوا! نحن حلفاء! نيران صديقة! كفّوا عن القتال!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي اللحظة التي أنهى فيها صراخه، اصطدمت الفتاة فضية الشعر بظهره، إذ لم تستطع التوقف في الوقت المناسب، فسقطا معًا على الأرض.
لعنت رولانا في نفسها. لم تستطع إطلاق العنان لسرعتها الخارقة ولا لقواها الفريدة أمام هذا النوع من الأعداء.
تمتم كريس ببضع كلماتٍ خافتة لم يسمعها سوى يودل وأفراد عشيرة الدم بفضل سمعهم الخارق.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات