ديسماس ديلفر (2)
ديسماس، قائد جيش الغرب ومن أطلق هذه الحرب الأهلية، تم التغلب عليه في اليوم الأول من تقدمهم إلى الغرب.
كان هذا إنجازًا مدهشًا إلى حد ما، لكن الجو بين كبار مسؤولي الإمبراطور لم يكن احتفاليًا للغاية، لأن ديسماس لا يزال على قيد الحياة.
“الإمبراطور مات، أيها الأحمق!”
“لماذا نحتفظ به على قيد الحياة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…أنا لا أفعل هذا بدافع مشاعري الشخصية تجاه ابني. سيحصل على العقاب الذي يستحقه لوضعه الإمبراطورية في خطر، وسأتأكد من أن الجميع يرضى بعقابه. لكن لا يمكننا السماح له بالموت وهو يُعدُّ شهيدًا، ناهيك عن أننا ما زال لدينا الكثير لنعرفه عن الكاينهيريار. علينا أن نجعله يدرك أخطاءه.”
كان بافان مستاءً بشكل خاص من هذا الأمر.
“على الأقل تدرك أنك ارتكبت خطأً فادحًا.”
“لا يمكننا حتى تعذيب ديسماس لاستخراج معلومات مفيدة لأنه شخص يجزّ جسده بانتظام. وهذا يجعله رهينة سيئة أيضًا، لأنه بالتأكيد سيظل يظهر عداءه تجاه جلالته. ما الهدف إذن من إبقائه حيًا؟ للتأديب أو شيء من هذا القبيل؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…أنا لا أفعل هذا بدافع مشاعري الشخصية تجاه ابني. سيحصل على العقاب الذي يستحقه لوضعه الإمبراطورية في خطر، وسأتأكد من أن الجميع يرضى بعقابه. لكن لا يمكننا السماح له بالموت وهو يُعدُّ شهيدًا، ناهيك عن أننا ما زال لدينا الكثير لنعرفه عن الكاينهيريار. علينا أن نجعله يدرك أخطاءه.”
“قائد بافان، اهدأ,” أوقفه لينلي عن إطلاق شكاواه.
“وما الذي يجعلك تظن أن لك الحق في أن تحاكمني؟”
أغلق بافان فمه، لكنه لم يكن الشخص الوحيد الذي لم يفهم الموقف. كان لينلي وسينا أيضًا في حيرة من أمرهما.
لم ينكر بافان أنه ما كان يريده هو الانتقام. واتفق خوان معه جزئيًا؛ فقد رأى أيضًا أنه يجب عليه قتل العدو بدقّة وسرعة عندما يستلزم الأمر—على الرغم من أن جزء السخرية من العدو لم يكن بالضبط ما يفضّله.
ضغط خوان إصبعه على الطاولة دون كلمة واحدة، مما دفع بافان لبدء الشكوى مرة أخرى.
“ليس من الواضح ما إذا كان قتل ديسماس سيوقف الكاينهيريار أم لا,” أجاب خوان بهدوء.
“هناك الكثير من الناس في أنحاء الإمبراطورية يعانون بسبب الكاينهيريار التي خلقها ديسماس حتى الآن—ناهيك عن رفاقنا الذين ما زالوا يقاتلون ضدهم. يجب أن نقتله الآن حتى…”
“جلالته ليس إلهًا — بل نائبٌ وصل إلى ذروة الإنسانية. كان أمله الوحيد أن تبقى هذه الإمبراطورية البشرية قائمة. فإذا بُعث وعاد إلى الحياة، فلن يكون بعد ذلك إمبراطورًا، بل إلهًا. وحينها، في كل مرة تقع فيها أزمة، سيؤمن الناس أن الإمبراطور سيعود لينقذهم بدلًا من أن يجدوا الحل بأنفسهم.”
“ليس من الواضح ما إذا كان قتل ديسماس سيوقف الكاينهيريار أم لا,” أجاب خوان بهدوء.
“وهذا ينطبق على أي إنسان. الفرق الوحيد أن من لديهم جوهر الإمبراطور أصعب بكثير في القتل. أما من استولوا ببساطة على جوهري—مثل نيينّا، فسيكونون أسهل في القتل. لينلي، لا شيء هنا يخصك لتتأذى منه. بافان لن يطبّق هذه المعرفة عمليًا,” قال خوان وهو ينظر إلى بافان وإلى الحاضرين في الغرفة.
أغلق بافان فمه مرة أخرى ونظر إلى خوان.
“جلالته ليس إلهًا — بل نائبٌ وصل إلى ذروة الإنسانية. كان أمله الوحيد أن تبقى هذه الإمبراطورية البشرية قائمة. فإذا بُعث وعاد إلى الحياة، فلن يكون بعد ذلك إمبراطورًا، بل إلهًا. وحينها، في كل مرة تقع فيها أزمة، سيؤمن الناس أن الإمبراطور سيعود لينقذهم بدلًا من أن يجدوا الحل بأنفسهم.”
“استدعاء الأرواح لا يتوقف بمجرد موت المستخدم. إنه يتباطأ تدريجيًا فقط. إذا كانت الكاينهيريار تعمل عبر نوع من استدعاء الأرواح، فعلينا أن نُثبت ذلك.” شرح خوان.
“لا حاجة للإجابة، جلالتي. هذا أيضًا شأن يتعلق بسلامتكم. يبدو أن قائد بافان بحاجة لأن يهدأ قليلًا، لا سيما بعد أن أدلى بتعليق متهور حول مثل هذا الأمر الجدي. أعتقد أنه من الأفضل أن تأخذ قسطًا من الراحة لبعض الوقت، قائد بافان,” قال لينلي وهو يرمق بافان بنظرة حادة.
“هل تنوي إقناع ديسماس إذًا، جلالتي؟”
“حسنًا، سبب معاناتي مختلف الآن.”
“لم لا؟ على أي حال، لم أجري معه حديثًا جيّدًا من قبل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حاول ديسماس أن يقول شيئًا، لكنه لم يتمكن حتى من الكلام، إذ لم يكن قادرًا على تحريك فكه بشكل صحيح.
فتح بافان فمه على مصراعيه ونظر إلى خوان بوجه متفاجئ.
وبعد أن أدرك خوان أنه يشير إلى شيء بلسانه وليس يسخر منه، نظر في الاتجاه الذي يشير إليه اللسان.
وفي هذه الأثناء، عبّر خوان بعبوس عندما فهم سبب صدمة بافان من قراره.
“حسنًا، سبب معاناتي مختلف الآن.”
“…أنا لا أفعل هذا بدافع مشاعري الشخصية تجاه ابني. سيحصل على العقاب الذي يستحقه لوضعه الإمبراطورية في خطر، وسأتأكد من أن الجميع يرضى بعقابه. لكن لا يمكننا السماح له بالموت وهو يُعدُّ شهيدًا، ناهيك عن أننا ما زال لدينا الكثير لنعرفه عن الكاينهيريار. علينا أن نجعله يدرك أخطاءه.”
حاول ديسماس أن يدير رأسه، لكنه سرعان ما استسلم، ونظر إلى السقف بعينين يائستين.
“جلالتكم ربما تعرفون هذا بالفعل، ولكن… سواء مات المرء وهو يتأمل في أفعاله، أو ينكر ذنوبه، أو يُتهم زورًا ويُقَتَل ظلماً، فلا يهم أي من ذلك بمجرد أن يموت.”
“استهدفت بوابة بانكانغ مباشرة بعد أن قبضت عليك، لأنني ظننت أنه من الأفضل إنهاء كل شيء بينما العدو ما يزال غير مستعد تمامًا. لكن كيف علمت أننا ما زلنا في الغرب؟”
“أرى أنك تفضل الانتقام السريع والسهل,” تنهد خوان.
“ها، هاها! كنتُ قريبًا جدًا من خداعك! هاها! كيف عرفت أنني أكذب؟ ظننت أنك اقتنعت تمامًا عندما رأيت تلك النظرة الحزينة على وجهك!”
“علّمَني المعلم هيلا أن أسخر من الأعداء منتصرًا أمام رؤوسهم المقطوعة.”
“انتظر، نحن لسنا في تورا. ما زلنا في الغرب، أليس كذلك؟ أين نحن الآن؟ لا أظن أننا عند بوابة أركول الآن.”
لم ينكر بافان أنه ما كان يريده هو الانتقام. واتفق خوان معه جزئيًا؛ فقد رأى أيضًا أنه يجب عليه قتل العدو بدقّة وسرعة عندما يستلزم الأمر—على الرغم من أن جزء السخرية من العدو لم يكن بالضبط ما يفضّله.
“جلالته ليس إلهًا — بل نائبٌ وصل إلى ذروة الإنسانية. كان أمله الوحيد أن تبقى هذه الإمبراطورية البشرية قائمة. فإذا بُعث وعاد إلى الحياة، فلن يكون بعد ذلك إمبراطورًا، بل إلهًا. وحينها، في كل مرة تقع فيها أزمة، سيؤمن الناس أن الإمبراطور سيعود لينقذهم بدلًا من أن يجدوا الحل بأنفسهم.”
لو سُئل، لم يتردد خوان في القول إن ديسماس لا يستحق أن يعيش، لكن الآن لم يكن الوقت مناسبًا. إذا كان ديسماس متحكمًا به من قبل شخص ما، فعليه أن يعرف من الذي يتحكم به وكيف.
ثم فتح فمه وعلى وجهه نظرة فضولية.
سيجعل الأمر أكثر سهولة لو كان مجرد تلاعب بواسطة سحر سيطرة عقلية، لكن الواقع يقول إن هناك احتمالًا كبيرًا أن ديسماس قد تم خداعه بوعد كاذب من شخص ما.
ورغم أنه قد جنّ، إلا أن ألم ديسماس وإرادته كانا صادقين تمامًا. ومع ذلك كان بالغًا قادرًا على اتخاذ قراراته وكان في موقع لا يليق به اتخاذ مثل هذه القرارات المتهوّرة. فمن الصواب أن يتحمّل مسؤولية قراراته.
ثم فتح فمه وعلى وجهه نظرة فضولية.
“سأكون أنا من يقرر مصير ديسماس,” قال خوان بحزم.
كان تقييده بلا جدوى، لأن لا سلاسل يمكنها أن تقيد ديسماس — كان قويًا للغاية. لذلك، اختار خوان طريقة أكثر بدائية وصعوبة، فغرس مواد غريبة في مفاصل ديسماس وأعصابه الرئيسة وعضلاته في أنحاء جسده بعد أن قطعها.
لم يُخفِ بافان استياءه من كلمات خوان.
“ديسماس.”
“لكن جلالتي، مع قدرته على التجدد السريع، سيحاول الهروب متى سنحت له الفرصة، رغم أننا جردناه تمامًا من سلاحه. فبعد كل شيء، رتبة سورتَر، إيميل إيلدي، والبابا ما زالوا على قيد الحياة وبصحة جيدة.”
“انتظر، نحن لسنا في تورا. ما زلنا في الغرب، أليس كذلك؟ أين نحن الآن؟ لا أظن أننا عند بوابة أركول الآن.”
في تلك اللحظة، تردد بافان كما لو أنه خطر له أمر ما ثم تابع الكلام.
حينها فقط أدرك بافان أنه كان يسأل عن نقاط ضعف الإمبراطور واعترف بسرعة بخطئه. ركع بافان أمام خوان وانحنى طالبًا الصفح.
“هل لأنّه لا يمكن قتله، جلالتي؟”
لم يُجب ديسماس.
“ماذا تقصد؟” سأل خوان.
“ماذا تقصد؟” سأل خوان.
“لديه جوهرك، والذي عزّز قدرته على التجدد إلى أقصى حد. ليس فقط ديسماس، بل حتى الجنرال نيينّا لا يشيخ على الإطلاق. هل كل من لديهم جوهرة الإمبراطور يملكون قوة الخلود؟”
حاول ديسماس أن يدير رأسه، لكنه سرعان ما استسلم، ونظر إلى السقف بعينين يائستين.
“جلالتي.”
“أنت حقًا خصم مثير للاهتمام، أيها الإمبراطور الزائف. وقح لدرجة أنني بدأت أفهم كيف تمكنت من خداع أختي. مظهرك، صوتك، نبرتك، أسلوبك، نظراتك… كلها تذكرني بأبي. إنه أمر لا يُصدق.”
عندما حاول خوان أن يجيب بافان، تقدّم لينلي فجأة.
“أيها الكاذب الحقير.”
“لا حاجة للإجابة، جلالتي. هذا أيضًا شأن يتعلق بسلامتكم. يبدو أن قائد بافان بحاجة لأن يهدأ قليلًا، لا سيما بعد أن أدلى بتعليق متهور حول مثل هذا الأمر الجدي. أعتقد أنه من الأفضل أن تأخذ قسطًا من الراحة لبعض الوقت، قائد بافان,” قال لينلي وهو يرمق بافان بنظرة حادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “البابا يستطيع أن يُعيد الموتى، لكن جلالته لا يستطيع. أو بالأحرى، لن يفعل. الإحياء أمر يتعارض ليس فقط مع جلالته، بل مع كل الكائنات الحية. لقد كان سعي جلالته الدائم هو بناء إمبراطورية للبشر فقط. لن يكون من المنطقي أن يضع هو نفسه سابقة زائفة، حتى لو قُتل ظلمًا.”
حينها فقط أدرك بافان أنه كان يسأل عن نقاط ضعف الإمبراطور واعترف بسرعة بخطئه. ركع بافان أمام خوان وانحنى طالبًا الصفح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تكن سخيفًا. لقد حضرت جنازة والدي بنفسي، ورأيت جثته، ونعيتُه لأربعةٍ وأربعين عامًا. لو كنت مكاني، هل كنت لتصدق غريبًا ظهر فجأة من العدم لمجرد أنه يشبه والدك؟ لقد كان جسده إلى جواري.”
“أغفر لي سؤالي المتهوّر.”
قهقه ديسماس بدهشة.
“لا بأس. لينلي، أقدّر تدخلك نيابةً عني، لكني أختار ما أقوله. ليس أنت,” قال خوان بحزم.
ديسماس، قائد جيش الغرب ومن أطلق هذه الحرب الأهلية، تم التغلب عليه في اليوم الأول من تقدمهم إلى الغرب. كان هذا إنجازًا مدهشًا إلى حد ما، لكن الجو بين كبار مسؤولي الإمبراطور لم يكن احتفاليًا للغاية، لأن ديسماس لا يزال على قيد الحياة.
“أغفر لي، يا جلالتي,” اعتذر لينلي.
“سبب إجابتي على هذا السؤال هو للإجابة على سؤال طرحه عليّ الكثيرون طويلاً. السؤال هو: هل الإمبراطور إله خالد؟ لقد طُرح عليّ هذا السؤال لا حصر له حتى قبل أن أموت.”
“يا بافان، ربما هذا أحد الأمور التي أردت أن تعرفها. ألم أُبعَث بعد موتي؟ أليس هذا بالفعل يتجاوز مجرد عدم الشيخوخة؟ سأجيب عن هذا السؤال.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “البابا يستطيع أن يُعيد الموتى، لكن جلالته لا يستطيع. أو بالأحرى، لن يفعل. الإحياء أمر يتعارض ليس فقط مع جلالته، بل مع كل الكائنات الحية. لقد كان سعي جلالته الدائم هو بناء إمبراطورية للبشر فقط. لن يكون من المنطقي أن يضع هو نفسه سابقة زائفة، حتى لو قُتل ظلمًا.”
أوقد خوان لهبًا صغيرًا في طرف إصبعه.
“سأكون أنا من يقرر مصير ديسماس,” قال خوان بحزم.
“باختصار، نعم. من يملك جوهر الإمبراطور يمكن قتله. هناك طريقة شديدة الصعوبة لكنها سهلة، وهناك طريقة مريحة لكنها صعبة للغاية. من بينهما، كل ما يمكنكم محاولة فعله هو الأولى. حتى مع جوهر الإمبراطور، قدرة التجدد محدودة. ما عليكم فعله هو تحييدهم تمامًا ثم تقطيعهم إلى قطع صغيرة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قطب لينلي جبينه ودار برأسه بعيدًا.
قطب لينلي جبينه ودار برأسه بعيدًا.
أسقطه خوان أرضًا وحدّق به.
“وهذا ينطبق على أي إنسان. الفرق الوحيد أن من لديهم جوهر الإمبراطور أصعب بكثير في القتل. أما من استولوا ببساطة على جوهري—مثل نيينّا، فسيكونون أسهل في القتل. لينلي، لا شيء هنا يخصك لتتأذى منه. بافان لن يطبّق هذه المعرفة عمليًا,” قال خوان وهو ينظر إلى بافان وإلى الحاضرين في الغرفة.
“أتقصد أن تحويلك الإمبراطورية إلى هذا الجحيم له علاقة بجيرارد؟” سأل خوان.
“سبب إجابتي على هذا السؤال هو للإجابة على سؤال طرحه عليّ الكثيرون طويلاً. السؤال هو: هل الإمبراطور إله خالد؟ لقد طُرح عليّ هذا السؤال لا حصر له حتى قبل أن أموت.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أغلق بافان فمه، لكنه لم يكن الشخص الوحيد الذي لم يفهم الموقف. كان لينلي وسينا أيضًا في حيرة من أمرهما.
لم يكن أحد في الغرفة يعرف إجابة ذلك السؤال. لم يكتفِ خوان بتدمير حصن بمساعدة سوترا وتدمير الآلهة، بل عاد إلى الحياة بعد موته. كان واضحًا أنه ليس إنسانًا عاديًا.
“لم لا؟ على أي حال، لم أجري معه حديثًا جيّدًا من قبل.”
“الإجابة هي لا. أنا مجرد بشرٍ مثلكم، لكن الاختلاف الوحيد هو أنني وصلت إلى الذروة المطلقة، لأنني أُعطيت فرصة خاصة.”
“أغفر لي، يا جلالتي,” اعتذر لينلي.
استحضر خوان كلمات أرونتال التي ظلّ يقولها له منذ أن كان صغيرًا. كان أرونتال أيضًا مخدوعًا بواسطة دان في ذلك الوقت، لكن خوان عاش وفق تلك الكلمات واعتبرها شعار حياته—أنه ليس إلهاً، بل مجرد وكيل مؤقت ووصي على البشرية.
كان ذلك خوان.
“أبنائي بالتبني قد شاركوا بعضًا من قوتي فقط، لكن القوة التي شاركتها معهم ليست نعمة. لم أشارك قوتي معهم ليجعلهم خالِدين ويتسلطوا كالآلهة، ولا لأضمن قدرتهم على حكم الناس بشكلٍ جيد. تلك القوة ليست أكثر من قيد. ستدركون قصدي قريبًا، يا بافان.”
***
تحطّم!
عند سماعه صوتًا خافتًا، فتح ديسماس عينيه وهو يعاني من صداع حاد. وحين حاول أن يأخذ نفسًا عميقًا، أدرك أنه لا يستطيع تحريك جسده إطلاقًا. رمش بعينيه بعدما أدرك أن هناك شخصًا يقف أمامه مباشرة.
“جلالتكم ربما تعرفون هذا بالفعل، ولكن… سواء مات المرء وهو يتأمل في أفعاله، أو ينكر ذنوبه، أو يُتهم زورًا ويُقَتَل ظلماً، فلا يهم أي من ذلك بمجرد أن يموت.”
كان وجه الرجل الواقف أمام ديسماس بالكاد يُرى تحت ضوء القمر الذي يتسلّل عبر قضبان النافذة.
حاول ديسماس أن يدير رأسه، لكنه سرعان ما استسلم، ونظر إلى السقف بعينين يائستين.
“هل استيقظت أخيرًا؟”
بدأ خوان يشعر بمزيد من الغرابة. كان ديسماس أول شخص يثق بقيمه ويتحدث عنها بهذا الجديّة. وحتى الآن، الجميع يأمل سرًا أن يستمر خوان في حكم الإمبراطورية لأنهم يظنونه قويًا وتجسيدًا لعودة الإمبراطور. حتى رفاقه الذين يتبعونه كانوا يعتقدون ذلك.
كان ذلك خوان.
كان وجه الرجل الواقف أمام ديسماس بالكاد يُرى تحت ضوء القمر الذي يتسلّل عبر قضبان النافذة.
حاول ديسماس أن يقول شيئًا، لكنه لم يتمكن حتى من الكلام، إذ لم يكن قادرًا على تحريك فكه بشكل صحيح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سأمنحك مهلة حتى شروق الشمس.”
في تلك اللحظة، مدّ خوان يده وسحب شيئًا حادًّا من كلتا وجنتي ديسماس. وعندما أُخرجت القضبان المعدنية الحادّة التي كانت تسدّ الأجزاء المقطوعة من الفك، التأمت الأجزاء بسرعة لتسمح له بالحركة مجددًا.
“سأكون أنا من يقرر مصير ديسماس,” قال خوان بحزم.
“ما الذي حدث لي؟ لم أغب عن الوعي لهذه المدة من قبل.” سأل ديسماس.
“جلالته ليس إلهًا — بل نائبٌ وصل إلى ذروة الإنسانية. كان أمله الوحيد أن تبقى هذه الإمبراطورية البشرية قائمة. فإذا بُعث وعاد إلى الحياة، فلن يكون بعد ذلك إمبراطورًا، بل إلهًا. وحينها، في كل مرة تقع فيها أزمة، سيؤمن الناس أن الإمبراطور سيعود لينقذهم بدلًا من أن يجدوا الحل بأنفسهم.”
“لقد عطّلت الأعصاب التي تصل دماغك بعمودك الفقري، حتى لا تستعيد وعيك حتى بعد أن تتعافى تمامًا.” أجاب خوان وهو يهز كتفيه.
“أُبي قُتل على يد سيف أخي بينما كنت أنا أحتفل وأسكر! أتظن أن الإمبراطور وحده من مات حينها؟ لا… الإمبراطورية بأكملها ماتت معه. نيينّا، راس، وأنا… جميعنا متنا ذلك اليوم! عندها أدركت أن الإمبراطورية التي أسسها إمبراطور، تسقط بسقوطه. إن كنت حقًا الإمبراطور، فليس أنت من بعث، بل الإمبراطورية التي ماتت وجدت مكانها إلى جانبك! كل ما فعلته هو أنني أريت الجميع كيف يبدو الجحيم!”
كان تقييده بلا جدوى، لأن لا سلاسل يمكنها أن تقيد ديسماس — كان قويًا للغاية. لذلك، اختار خوان طريقة أكثر بدائية وصعوبة، فغرس مواد غريبة في مفاصل ديسماس وأعصابه الرئيسة وعضلاته في أنحاء جسده بعد أن قطعها.
“على الأقل تدرك أنك ارتكبت خطأً فادحًا.”
بفضل تلك الحيلة الذكية من خوان، لم يعد ديسماس قادرًا على الإحساس بشيء، ناهيك عن تحريك يديه وقدميه. الشيء الوحيد الذي استطاع تحريكه بشكل طبيعي هو لسانه.
لكن ديسماس كان مقتنعًا تمامًا بأن الإمبراطور مات بالفعل. كان هذا موقفًا غريبًا من شخص يُفترض أنه أكثر من يعبد الإمبراطور بعد البابا.
حاول ديسماس أن يدير رأسه، لكنه سرعان ما استسلم، ونظر إلى السقف بعينين يائستين.
ورغم أنه قد جنّ، إلا أن ألم ديسماس وإرادته كانا صادقين تمامًا. ومع ذلك كان بالغًا قادرًا على اتخاذ قراراته وكان في موقع لا يليق به اتخاذ مثل هذه القرارات المتهوّرة. فمن الصواب أن يتحمّل مسؤولية قراراته.
ثم فتح فمه وعلى وجهه نظرة فضولية.
“ما الذي حدث لي؟ لم أغب عن الوعي لهذه المدة من قبل.” سأل ديسماس.
“انتظر، نحن لسنا في تورا. ما زلنا في الغرب، أليس كذلك؟ أين نحن الآن؟ لا أظن أننا عند بوابة أركول الآن.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “معاناتي، كما تقول؟”
“استهدفت بوابة بانكانغ مباشرة بعد أن قبضت عليك، لأنني ظننت أنه من الأفضل إنهاء كل شيء بينما العدو ما يزال غير مستعد تمامًا. لكن كيف علمت أننا ما زلنا في الغرب؟”
“هل تنوي إقناع ديسماس إذًا، جلالتي؟”
أخرج ديسماس لسانه بدلًا من الإجابة.
لم ينكر بافان أنه ما كان يريده هو الانتقام. واتفق خوان معه جزئيًا؛ فقد رأى أيضًا أنه يجب عليه قتل العدو بدقّة وسرعة عندما يستلزم الأمر—على الرغم من أن جزء السخرية من العدو لم يكن بالضبط ما يفضّله.
وبعد أن أدرك خوان أنه يشير إلى شيء بلسانه وليس يسخر منه، نظر في الاتجاه الذي يشير إليه اللسان.
“حتى البابا يمكنه إعادة الأموات إلى الحياة على حد علمي. أترى حقًا أن الإمبراطور لا يستطيع تجاوز الموت؟” سأل خوان.
وفي الاتجاه الذي أشار إليه لسان ديسماس، كان هناك رمز الإمبراطور المصنوع من الخشب والمعلّق على الجدار. إلا أنه بدا مختلفًا قليلًا عن الرمز الذي يراه عادة.
“هل تنوي إقناع ديسماس إذًا، جلالتي؟”
“إنه رمز الإمبراطور المكسور — يُفترض أن يرمز إلى جلالته الذي خُدع من قبل البشر وتعرّض للمعاناة على أيديهم. أنا من ابتكرته، وجميع الرموز في الغرب تبدو على هذا الشكل. حاولت أيضًا أن أجعل نمط الكسر يبدو طبيعيًا قدر الإمكان.”
كان وجه الرجل الواقف أمام ديسماس بالكاد يُرى تحت ضوء القمر الذي يتسلّل عبر قضبان النافذة.
“حسنًا، سبب معاناتي مختلف الآن.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “البابا يستطيع أن يُعيد الموتى، لكن جلالته لا يستطيع. أو بالأحرى، لن يفعل. الإحياء أمر يتعارض ليس فقط مع جلالته، بل مع كل الكائنات الحية. لقد كان سعي جلالته الدائم هو بناء إمبراطورية للبشر فقط. لن يكون من المنطقي أن يضع هو نفسه سابقة زائفة، حتى لو قُتل ظلمًا.”
“معاناتي، كما تقول؟”
“أغفر لي سؤالي المتهوّر.”
انفجر ديسماس ضاحكًا لفترة طويلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لو سُئل، لم يتردد خوان في القول إن ديسماس لا يستحق أن يعيش، لكن الآن لم يكن الوقت مناسبًا. إذا كان ديسماس متحكمًا به من قبل شخص ما، فعليه أن يعرف من الذي يتحكم به وكيف.
“أنت حقًا خصم مثير للاهتمام، أيها الإمبراطور الزائف. وقح لدرجة أنني بدأت أفهم كيف تمكنت من خداع أختي. مظهرك، صوتك، نبرتك، أسلوبك، نظراتك… كلها تذكرني بأبي. إنه أمر لا يُصدق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لكن جلالتي، مع قدرته على التجدد السريع، سيحاول الهروب متى سنحت له الفرصة، رغم أننا جردناه تمامًا من سلاحه. فبعد كل شيء، رتبة سورتَر، إيميل إيلدي، والبابا ما زالوا على قيد الحياة وبصحة جيدة.”
“ألا يمكنك الاعتراف بي كإمبراطور في هذه المرحلة على الأقل؟”
كان ذلك خوان.
ظل ديسماس يضحك.
أوقد خوان لهبًا صغيرًا في طرف إصبعه.
“لا تكن سخيفًا. لقد حضرت جنازة والدي بنفسي، ورأيت جثته، ونعيتُه لأربعةٍ وأربعين عامًا. لو كنت مكاني، هل كنت لتصدق غريبًا ظهر فجأة من العدم لمجرد أنه يشبه والدك؟ لقد كان جسده إلى جواري.”
نظر خوان إلى ديسماس بصمت وخفّض رأسه ببطء. كانت عينا ديسماس مليئتين بمزيج من الاضطراب والمعاناة التي لا تُحتمل.
شعر خوان بشيء غريب في كلمات ديسماس.
“هل استيقظت أخيرًا؟”
كل المتعصبين في الكنيسة الذين التقى بهم من قبل كانوا يؤمنون بأن الإمبراطور لا يزال حيًا، وأن القوة التي مُنحت لهم في شكل “نعمة” هي الدليل على ذلك.
في تلك اللحظة، مدّ خوان يده وسحب شيئًا حادًّا من كلتا وجنتي ديسماس. وعندما أُخرجت القضبان المعدنية الحادّة التي كانت تسدّ الأجزاء المقطوعة من الفك، التأمت الأجزاء بسرعة لتسمح له بالحركة مجددًا.
لكن ديسماس كان مقتنعًا تمامًا بأن الإمبراطور مات بالفعل. كان هذا موقفًا غريبًا من شخص يُفترض أنه أكثر من يعبد الإمبراطور بعد البابا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…أنا لا أفعل هذا بدافع مشاعري الشخصية تجاه ابني. سيحصل على العقاب الذي يستحقه لوضعه الإمبراطورية في خطر، وسأتأكد من أن الجميع يرضى بعقابه. لكن لا يمكننا السماح له بالموت وهو يُعدُّ شهيدًا، ناهيك عن أننا ما زال لدينا الكثير لنعرفه عن الكاينهيريار. علينا أن نجعله يدرك أخطاءه.”
“حتى البابا يمكنه إعادة الأموات إلى الحياة على حد علمي. أترى حقًا أن الإمبراطور لا يستطيع تجاوز الموت؟” سأل خوان.
“البابا يستطيع أن يُعيد الموتى، لكن جلالته لا يستطيع. أو بالأحرى، لن يفعل. الإحياء أمر يتعارض ليس فقط مع جلالته، بل مع كل الكائنات الحية. لقد كان سعي جلالته الدائم هو بناء إمبراطورية للبشر فقط. لن يكون من المنطقي أن يضع هو نفسه سابقة زائفة، حتى لو قُتل ظلمًا.”
كان بافان مستاءً بشكل خاص من هذا الأمر.
بدأ خوان يشعر بمزيد من الغرابة. كان ديسماس أول شخص يثق بقيمه ويتحدث عنها بهذا الجديّة. وحتى الآن، الجميع يأمل سرًا أن يستمر خوان في حكم الإمبراطورية لأنهم يظنونه قويًا وتجسيدًا لعودة الإمبراطور. حتى رفاقه الذين يتبعونه كانوا يعتقدون ذلك.
“أُبي قُتل على يد سيف أخي بينما كنت أنا أحتفل وأسكر! أتظن أن الإمبراطور وحده من مات حينها؟ لا… الإمبراطورية بأكملها ماتت معه. نيينّا، راس، وأنا… جميعنا متنا ذلك اليوم! عندها أدركت أن الإمبراطورية التي أسسها إمبراطور، تسقط بسقوطه. إن كنت حقًا الإمبراطور، فليس أنت من بعث، بل الإمبراطورية التي ماتت وجدت مكانها إلى جانبك! كل ما فعلته هو أنني أريت الجميع كيف يبدو الجحيم!”
“جلالته ليس إلهًا — بل نائبٌ وصل إلى ذروة الإنسانية. كان أمله الوحيد أن تبقى هذه الإمبراطورية البشرية قائمة. فإذا بُعث وعاد إلى الحياة، فلن يكون بعد ذلك إمبراطورًا، بل إلهًا. وحينها، في كل مرة تقع فيها أزمة، سيؤمن الناس أن الإمبراطور سيعود لينقذهم بدلًا من أن يجدوا الحل بأنفسهم.”
“هل استيقظت أخيرًا؟”
لزم خوان الصمت، إذ لم يكن هناك خطأ في كلام ديسماس. لكنه لم يستطع أن يفهم كيف أصبح ديسماس بهذا الانحراف الشديد رغم أنه فهم إرادة خوان جيدًا. فتصرفات ديسماس كانت تتعارض تمامًا مع تلك الإرادة.
“لا يمكننا حتى تعذيب ديسماس لاستخراج معلومات مفيدة لأنه شخص يجزّ جسده بانتظام. وهذا يجعله رهينة سيئة أيضًا، لأنه بالتأكيد سيظل يظهر عداءه تجاه جلالته. ما الهدف إذن من إبقائه حيًا؟ للتأديب أو شيء من هذا القبيل؟”
“…الأمر عائد إليك إن كنت ستصدق أنني الإمبراطور أم لا. لن أحاول إقناعك بذلك. لكن ماذا لو كنت أنا حقًا والدك؟ كيف كنت ستفكر وتتصرف لو أن والدك كان يشاهدك الآن؟”
“الإجابة هي لا. أنا مجرد بشرٍ مثلكم، لكن الاختلاف الوحيد هو أنني وصلت إلى الذروة المطلقة، لأنني أُعطيت فرصة خاصة.”
أغمض ديسماس عينيه بهدوء بعد سماع سؤال خوان.
نظر خوان إلى ديسماس بصمت وخفّض رأسه ببطء. كانت عينا ديسماس مليئتين بمزيج من الاضطراب والمعاناة التي لا تُحتمل.
“سيكون أبي غاضبًا جدًا. سيقتلني أو يضربني حتى الموت.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجف خوان وحدّق في ديسماس. كان يستطيع أن يقتله في الحال أو يعذبه بأبشع الطرق، لكن لم يكن لأيٍّ منهما معنى بالنسبة له.
“على الأقل تدرك أنك ارتكبت خطأً فادحًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سأمنحك مهلة حتى شروق الشمس.”
“بالطبع أدرك ذلك. لا يمكن لأبي أن يوافق على خطتي بدفع معظم سكان الإمبراطورية إلى ساحة المعركة. لكن والدي لم يعد هنا ليوبخني؛ لقد غصتُ في الوحل عميقًا. من يدري؟ ربما أنا أيضًا كنت أنتظر عودة أبي راكضًا لينقذ الإمبراطورية التي تعيش الآن أزمة…”
“أيها الكاذب الحقير.”
نظر خوان إلى ديسماس بصمت وخفّض رأسه ببطء. كانت عينا ديسماس مليئتين بمزيج من الاضطراب والمعاناة التي لا تُحتمل.
“لا حاجة للإجابة، جلالتي. هذا أيضًا شأن يتعلق بسلامتكم. يبدو أن قائد بافان بحاجة لأن يهدأ قليلًا، لا سيما بعد أن أدلى بتعليق متهور حول مثل هذا الأمر الجدي. أعتقد أنه من الأفضل أن تأخذ قسطًا من الراحة لبعض الوقت، قائد بافان,” قال لينلي وهو يرمق بافان بنظرة حادة.
مدّ خوان يده وربّت على رأس ديسماس، ثم وضع جبينه على جبينه.
كان ذلك خوان.
“ديسماس.”
“ليس من الواضح ما إذا كان قتل ديسماس سيوقف الكاينهيريار أم لا,” أجاب خوان بهدوء.
لم يُجب ديسماس.
“ظننت أنك قد تنخدع عندما رأيت كم أنت مهووس بتلك التمثيلية السخيفة التي تلعب فيها دور الإمبراطور الزائف! يا للأسف… لقد توقعت حتى أنك قد تطلق سراحي إن تظاهرت بالندم هكذا!”
“أيها الكاذب الحقير.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تكن سخيفًا. لقد حضرت جنازة والدي بنفسي، ورأيت جثته، ونعيتُه لأربعةٍ وأربعين عامًا. لو كنت مكاني، هل كنت لتصدق غريبًا ظهر فجأة من العدم لمجرد أنه يشبه والدك؟ لقد كان جسده إلى جواري.”
في اللحظة نفسها التي لوّح فيها خوان بقبضته نحو ديسماس، بصق ديسماس شيئًا كان يخفيه في فمه. قطعة معدنية حادة خدشت خدّ خوان في لحظة.
“ما الذي حدث لي؟ لم أغب عن الوعي لهذه المدة من قبل.” سأل ديسماس.
وفي الوقت ذاته، ارتطمت قبضة خوان بخدّ ديسماس الأيمن، ثم رمقه خوان بنظرة حادة وهو يشفي جرحه في الخد.
“وما الذي يجعلك تظن أن لك الحق في أن تحاكمني؟”
كان ديسماس الذي تمدد بهدوء مغمض العينين وكأنه يتأمل نفسه، يضحك الآن ساخرًا من خوان.
في تلك اللحظة، تردد بافان كما لو أنه خطر له أمر ما ثم تابع الكلام.
“ها، هاها! كنتُ قريبًا جدًا من خداعك! هاها! كيف عرفت أنني أكذب؟ ظننت أنك اقتنعت تمامًا عندما رأيت تلك النظرة الحزينة على وجهك!”
لم يُخفِ بافان استياءه من كلمات خوان.
ضحك ديسماس حتى كاد ينقطع نفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استحضر خوان كلمات أرونتال التي ظلّ يقولها له منذ أن كان صغيرًا. كان أرونتال أيضًا مخدوعًا بواسطة دان في ذلك الوقت، لكن خوان عاش وفق تلك الكلمات واعتبرها شعار حياته—أنه ليس إلهاً، بل مجرد وكيل مؤقت ووصي على البشرية.
“ظننت أنك قد تنخدع عندما رأيت كم أنت مهووس بتلك التمثيلية السخيفة التي تلعب فيها دور الإمبراطور الزائف! يا للأسف… لقد توقعت حتى أنك قد تطلق سراحي إن تظاهرت بالندم هكذا!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حاول ديسماس أن يقول شيئًا، لكنه لم يتمكن حتى من الكلام، إذ لم يكن قادرًا على تحريك فكه بشكل صحيح.
عضّ خوان على أسنانه وأمسك بتلابيب ديسماس.
عندما حاول خوان أن يجيب بافان، تقدّم لينلي فجأة.
“لماذا؟! لماذا تفعل هذا؟! أنت حتى تفهم إرادة الإمبراطور جيدًا… إذن، لماذا؟!”
“أبنائي بالتبني قد شاركوا بعضًا من قوتي فقط، لكن القوة التي شاركتها معهم ليست نعمة. لم أشارك قوتي معهم ليجعلهم خالِدين ويتسلطوا كالآلهة، ولا لأضمن قدرتهم على حكم الناس بشكلٍ جيد. تلك القوة ليست أكثر من قيد. ستدركون قصدي قريبًا، يا بافان.” *** تحطّم! عند سماعه صوتًا خافتًا، فتح ديسماس عينيه وهو يعاني من صداع حاد. وحين حاول أن يأخذ نفسًا عميقًا، أدرك أنه لا يستطيع تحريك جسده إطلاقًا. رمش بعينيه بعدما أدرك أن هناك شخصًا يقف أمامه مباشرة.
“الإمبراطور مات، أيها الأحمق!”
“أُبي قُتل على يد سيف أخي بينما كنت أنا أحتفل وأسكر! أتظن أن الإمبراطور وحده من مات حينها؟ لا… الإمبراطورية بأكملها ماتت معه. نيينّا، راس، وأنا… جميعنا متنا ذلك اليوم! عندها أدركت أن الإمبراطورية التي أسسها إمبراطور، تسقط بسقوطه. إن كنت حقًا الإمبراطور، فليس أنت من بعث، بل الإمبراطورية التي ماتت وجدت مكانها إلى جانبك! كل ما فعلته هو أنني أريت الجميع كيف يبدو الجحيم!”
ضحك ديسماس وصرخ في وجه خوان.
“أتقصد أن تحويلك الإمبراطورية إلى هذا الجحيم له علاقة بجيرارد؟” سأل خوان.
“أُبي قُتل على يد سيف أخي بينما كنت أنا أحتفل وأسكر! أتظن أن الإمبراطور وحده من مات حينها؟ لا… الإمبراطورية بأكملها ماتت معه. نيينّا، راس، وأنا… جميعنا متنا ذلك اليوم! عندها أدركت أن الإمبراطورية التي أسسها إمبراطور، تسقط بسقوطه. إن كنت حقًا الإمبراطور، فليس أنت من بعث، بل الإمبراطورية التي ماتت وجدت مكانها إلى جانبك! كل ما فعلته هو أنني أريت الجميع كيف يبدو الجحيم!”
“جلالتكم ربما تعرفون هذا بالفعل، ولكن… سواء مات المرء وهو يتأمل في أفعاله، أو ينكر ذنوبه، أو يُتهم زورًا ويُقَتَل ظلماً، فلا يهم أي من ذلك بمجرد أن يموت.”
ارتجف خوان وحدّق في ديسماس. كان يستطيع أن يقتله في الحال أو يعذبه بأبشع الطرق، لكن لم يكن لأيٍّ منهما معنى بالنسبة له.
لزم خوان الصمت، إذ لم يكن هناك خطأ في كلام ديسماس. لكنه لم يستطع أن يفهم كيف أصبح ديسماس بهذا الانحراف الشديد رغم أنه فهم إرادة خوان جيدًا. فتصرفات ديسماس كانت تتعارض تمامًا مع تلك الإرادة.
“أتقصد أن تحويلك الإمبراطورية إلى هذا الجحيم له علاقة بجيرارد؟” سأل خوان.
“لا حاجة للإجابة، جلالتي. هذا أيضًا شأن يتعلق بسلامتكم. يبدو أن قائد بافان بحاجة لأن يهدأ قليلًا، لا سيما بعد أن أدلى بتعليق متهور حول مثل هذا الأمر الجدي. أعتقد أنه من الأفضل أن تأخذ قسطًا من الراحة لبعض الوقت، قائد بافان,” قال لينلي وهو يرمق بافان بنظرة حادة.
“بالطبع له علاقة بجيرارد! أردت قتله كل يوم!”
“الإجابة هي لا. أنا مجرد بشرٍ مثلكم، لكن الاختلاف الوحيد هو أنني وصلت إلى الذروة المطلقة، لأنني أُعطيت فرصة خاصة.”
كان بإمكان ديسماس أن يكذب كما يشاء، لكن خوان كان متأكدًا هذه المرة أنه يقول الحقيقة. لم يكن ديسماس يعلم شيئًا عن جيرارد — كل ما كان يهتم به هو تدمير الإمبراطورية بشغف.
“سيكون أبي غاضبًا جدًا. سيقتلني أو يضربني حتى الموت.”
أسقطه خوان أرضًا وحدّق به.
كل المتعصبين في الكنيسة الذين التقى بهم من قبل كانوا يؤمنون بأن الإمبراطور لا يزال حيًا، وأن القوة التي مُنحت لهم في شكل “نعمة” هي الدليل على ذلك.
“سأمنحك مهلة حتى شروق الشمس.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “جلالتي.”
“أي هراء تتفوه به؟”
ورغم أنه قد جنّ، إلا أن ألم ديسماس وإرادته كانا صادقين تمامًا. ومع ذلك كان بالغًا قادرًا على اتخاذ قراراته وكان في موقع لا يليق به اتخاذ مثل هذه القرارات المتهوّرة. فمن الصواب أن يتحمّل مسؤولية قراراته.
“إما أن تخبرني كيف أوقف الكاينهيريار، أو تستسلم. وإلا فسأقتلك.”
قهقه ديسماس بدهشة.
“هل لأنّه لا يمكن قتله، جلالتي؟”
“وما الذي يجعلك تظن أن لك الحق في أن تحاكمني؟”
“سيكون أبي غاضبًا جدًا. سيقتلني أو يضربني حتى الموت.”
“ليس لي ذلك الحق. من سيحاكمك هم الذين قتلتهم، لا أنا.”
“أغفر لي سؤالي المتهوّر.”
همس خوان بصوت بارد.
ظل ديسماس يضحك.
“وظيفتي هي أن أرسلك إليهم.”
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات
عندما حاول خوان أن يجيب بافان، تقدّم لينلي فجأة.
“يا بافان، ربما هذا أحد الأمور التي أردت أن تعرفها. ألم أُبعَث بعد موتي؟ أليس هذا بالفعل يتجاوز مجرد عدم الشيخوخة؟ سأجيب عن هذا السؤال.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات

 
		 
		 
		 
		