الأب والملك
“أريد حقًا أن أعرف ما حدث بالفعل، وما هو المسار الذي سأسلكه.”
الفصل 18: الأب والملك
حدق تاليس في كيسل. “تاليس.” سمع نفسه يقول، “اسمي تاليس.”
الطور 2: وريث المملكة
‘ماذا؟ انتهى الأمر… هكذا فقط؟’ صُدم تاليس وشاهد بذهولٍ رحيل “والده”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حل الفجر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في قاعة مينديس، جرى اللقاء الأهم والأكثر حرجًا بين أبٍ وابنه في المملكة كلها.
ثم نظر إلى الحراس في القاعة، غير أنّ الجنود المدججين بالسلاح أخفوا أنظارهم خلف خوذاتهم المحكمة وظلوا جامدين.
تاليس حدّق بذهول في النبيل الضخم أمامه، والده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
التفت نحو غيلبرت ويودل، وعلامات الخوف والارتباك تملأه، لكنهما لزما الصمت وخفضا رأسيهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم نظر إلى الحراس في القاعة، غير أنّ الجنود المدججين بالسلاح أخفوا أنظارهم خلف خوذاتهم المحكمة وظلوا جامدين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حينها دوّى صوت كيسيل الخامس الجهوري بجانبه، “يبدو كقرد طيني هزيل.”
بالفعل، لم يكن تاليس في أفضل حالاته. شعره الأسود القصير مقصوص بشكل غير متساوٍ (بفعل سينتي) ومغطى بالتراب، ووجهه الصغير يحمل آثار الأيدي والطين. صحيح أن أسدا، الصوفي، أوقف نزيف جراحه بأسلوب التصوف، لكن الخدوش والرضوض والجروح من المنزل المهجور وسوق الشارع الأحمر ما زالت تغطي جسده. ثوبه المصنوع من الخيش اتّسخ بالتراب وتمزّق عند الصدر حتى كاد يكشف عن الحرق هناك. وقبل دخوله قاعة مينديس، كان يرتجف من البرد.
تسارعت أنفاس تاليس. عبس وقال، “أنا في الواقع محتار بعض الشيء. ربما، بصفتي… يمكنك إعطائي بعض الإجابات. ففي النهاية، نحن… أقارب بالدم. وقد تحدثتَ عن أمور كثيرة كالوريث، والمملكة، وعقد الزواج، لكنني لا أعرف شيئًا. قد لا يكون هذا مهمًا بالنسبة لك، وأنت لا تهتم حقًا…”
ارتفع صوت كيسيل في القاعة، “كنت واثقًا أنكما لن تخطئا.”
‘الآن فقط يفكر في السؤال عن اسم ابنه؟ واو.’ هز تاليس رأسه في ذهنه.
رفع تاليس رأسه مجددًا ونظر إلى كيسيل. ملكه… أبوه. لكن كيسيل كان قد أشاح بوجهه بعيدًا ولم يعد ينظر إليه.
ارتفعت في قلب تاليس غصّة خفيفة، غير أنّه أسرع في كبحها.
“ماذا لو قلت أن الظروف المحيطة باختفاء الكنز الملكي غامضة للغاية وأنك أمرتني بالتحقيق في هذا الأمر بدقة؟”
ظلّ صوت كيسيل الرخيم يتردّد في القاعة، “أنتما تعرفان أهمية هذا الأمر. حتى الآن، لا يعلم به سوى نحن الثلاثة. بالطبع، سأنقل جينيس إلى هنا، فهو بحاجة إلى رعاية مؤهلة. عندها يصبح عدد العارفين أربعة فقط. وعندما يعود مورات، سأتولى بنفسي الحديث معه.”
لقد أفاق تاليس من أفكاره وكان مذهولًا قليلًا.
“ابتداءً من الآن، ستُغلق قاعة مينديس إغلاقًا تامًا. وللخارج سننشر أن كنزًا ملكيًا قد فُقد وأن غضبي بالغ. لا يمكننا المجازفة بإرسال حرس القصر، فذلك سيبدو جليًا. علينا أن نُبقي العدو جاهلًا بخطوتنا التالية.”
لقد غرق قلب تاليس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استدار كيسل بعد برهة. لم ينظر إلى أحد. لكن الصوت الآمر الذي كان ملكًا لملك الكوكبة، كيسل الخامس، رن مرة أخرى، “باختصار، الواجب الملقى على عاتقكما ثقيلٌ جدًا. الكوكبة بلا وريث منذ اثني عشر عامًا. في الأسبوع الماضي فقط، سواءً عن قصد أم لا، ذكر كوشدر في رسالته نظام الخلافة في إكستيدت. كلاكما يعرف كيف ستتصرف العشائر الست الكبرى.”
“خلال الشهر المقبل، سيتكفّل جنود عائلة جيدستار الخاصون، خمسون من ‘سيوف الإبادة’، بحمايته. قد يكون مستوى الحراسة أضعف بسبب قلّتهم، لكنهم يتفوّقون في الولاء والكتمان. يستطيعون حفظ السر. ما داموا لا يلفتون الأنظار، فذلك كافٍ وزيادة. يودل، احتياطًا، ابقَ هنا للحراسة. أمّا أيدا والحرس الملكي فسيكونون مسؤولين عن سلامتي هذا الشهر.”
بالفعل، لم يكن تاليس في أفضل حالاته. شعره الأسود القصير مقصوص بشكل غير متساوٍ (بفعل سينتي) ومغطى بالتراب، ووجهه الصغير يحمل آثار الأيدي والطين. صحيح أن أسدا، الصوفي، أوقف نزيف جراحه بأسلوب التصوف، لكن الخدوش والرضوض والجروح من المنزل المهجور وسوق الشارع الأحمر ما زالت تغطي جسده. ثوبه المصنوع من الخيش اتّسخ بالتراب وتمزّق عند الصدر حتى كاد يكشف عن الحرق هناك. وقبل دخوله قاعة مينديس، كان يرتجف من البرد.
“أنا… مع أننا لم نلتقِ قط…” تلعثم في كلماته، مدّ يديه وحرّكهما بعجز أمام جسده وهو يُفكّر في كلماته. “لكن بما أنك… أعني، بما أننا…”
لم يتفوّه يودل بكلمة، واكتفى بهزّ رأسه المغطّى بالقناع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقفت الشخصية القوية للحظة ثم استدارت.
“غيلبرت.” كيسيل لم يخص تاليس بنظرة واحدة حتى الآن. كان يمرّر يده على الكريستالة المثبّتة في صولجانه، غارقًا في تفكيره، ونبرته تفيض بالهيبة، “هل وجدت مبررًا مقنعًا لزيارة قاعة مينديس عند الفجر؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“بالطبع يا جلالة الملك. العذر مُسبق: اندلعت معركة ضارية بين العصابات على حدود أحياء المدينة السفلى والأحياء الغربية. سقط عدد لا يُحصى من القتلى والجرحى. أسرعتُ ليلًا إلى القصر الإمبراطوري الذي كنتَ تقيم فيه مؤقتًا لأُبلغك بالأمر،” أجاب غيلبرت باحترام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘هل هذا هو حقا والد هذا الجسد، وليس عدوًا؟’
“هذا لا يكفي. سأعود إلى قصر النهضة غدًا. لكن خلال الشهر القادم، ستحتاج إلى زيارة هذا المكان باستمرار. نحتاج إلى سبب أقوى.” هز الملك كيسيل رأسه.
هل هي مصادفة؟
“ماذا لو قلت أن الظروف المحيطة باختفاء الكنز الملكي غامضة للغاية وأنك أمرتني بالتحقيق في هذا الأمر بدقة؟”
في قاعة مينديس، جرى اللقاء الأهم والأكثر حرجًا بين أبٍ وابنه في المملكة كلها.
“الأمر مُعقد بعض الشيء. لكنه كافٍ لشهر واحد.” فكّر الملك كيسيل قليلًا ثم أومأ برأسه.
“أريد حقًا أن أعرف ما حدث بالفعل، وما هو المسار الذي سأسلكه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن كيسيل لوح بيده بسرعة وأوقف غيلبرت في منتصف الجملة.
ثم ألقى ملك الكوكبة نظره أخيرًا على تاليس، الواقع في حيرة من أمره. كانت نظراته حادة لدرجة أن تاليس تراجع خطوةً إلى الوراء دون وعي، فلم يشعر قط أن أبًا ينظر إلى ابنه —بدا الملك وكأنه لا يكترث لأمر تاليس إطلاقًا.
حرك يديه بخفة وهو يُركّب جملته. “لكن هذا مستقبلي. إن كنتَ قد اتخذتَ قرارك بالفعل… فعليكَ على الأقل أن تُساعدني على فهم الوضع قليلًا. علاوةً على ذلك، قلتَ إنه لا داعي لأن يعرف أحدٌ ماضيّ… لكنني على الأقل أريد ذلك، ما أقصده هو… على الأقل، أحتاج أن أعرف ماضيّ.”
“شهر واحد يا غيلبرت، شهر واحد. قبل الاعتراف الرسمي بمكانته، ستكون أنت معلمه الشخصي، وستكون مسؤولًا عن جميع الأمور المتعلقة بتعليمه.”
“نعم يا جلالة الملك، كما تريد، سأبذل قصارى جهدي،” أجاب غيلبرت باحترام.
“هو قبل كل شيء قريبك —ابنك! وعندها فقط يصبح وريثك. لا يمكنك تجاهل كونه ابنك.”
لقد غرق قلب تاليس.
“يا بني، تاليس.” لم يستطع غيلبرت، الذي كان خلفه، المقاومة، فنقر على كتفه بصمت. “لا تقلق ولا تفكر كثيرًا في الأمر. جلالته مشغول جدًا. إنه في الواقع—”
تسارعت أنفاس تاليس. عبس وقال، “أنا في الواقع محتار بعض الشيء. ربما، بصفتي… يمكنك إعطائي بعض الإجابات. ففي النهاية، نحن… أقارب بالدم. وقد تحدثتَ عن أمور كثيرة كالوريث، والمملكة، وعقد الزواج، لكنني لا أعرف شيئًا. قد لا يكون هذا مهمًا بالنسبة لك، وأنت لا تهتم حقًا…”
نقر كيسيل بصولجانه على الأرض بثقة وتأمل للحظة. “عليك أن تُهيئه. لا يمكنه الظهور أمام المملكة بأكملها، والعشائر الست الكبرى، والمبعوثين الدبلوماسيين من دول أخرى كهذه. من آداب السلوك إلى التعامل، ومن المعرفة إلى المظهر، عليه أن يبدو أنيقًا. ما نحتاجه هو وريثٌ مناسبٌ للمملكة، وليس متسول شارع بائس.”
لكن كان هناك من قاطع الملك دون مراعاة للأجواء. “جلالتك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‘متسول شارع؟’ سمع تاليس هذا، فشد قبضتيه قليلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخذ تاليس نفسًا عميقًا. ‘ربما أساءا الفهم. هل ظنا أنني أشعر بخيبة أمل لأن والدي تجاهلني؟’
“سنضع مأدبة الترحيب التي تقيمها مجموعة إكستيدت الدبلوماسية كهدف. آمل أن يتمكن من الحضور بحلول ذلك الوقت. لن يكون هذا الأمر سهلًا، لكنني أعتقد أنكم قادرون على إنجازه على أكمل وجه.”
ارتجف قلب تاليس قليلًا، لكنه استمع بصمت إلى أوامر الملك كيسيل التي لم تترك مجالًا للشك بينما يخطط الملك لمستقبله خطوة بخطوة.
لم يتفوّه يودل بكلمة، واكتفى بهزّ رأسه المغطّى بالقناع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نزل الرجل القويّ الدرج ببطء. كانت خطواته ثقيلة لكنها قوية. سلطة ملك.
لكن، بدا وكأن إرادة تاليس لا مكان لها في مستقبله. لماذا كان الأمر هكذا؟ لقد نجا لتوه من ذلك المكان البائس الذي صبر عليه وتحمله طوال حياته. لا تزال في قلبه أسئلة وشكوك كثيرة.
لكن الملك كيسيل الواقف أمامه لم يُبدِ أي اهتمام لأفكاره. اكتفى بإعلان أوامره جملةً جملةً، وعبّر عن رغباته. “لا أحد يعلم ماضيه، ولكن لا بد من وجود قصة. يا غيلبرت، اختلق قصةً عن أصله. ما دامت سلالته مؤكدة —سأناقش هذا الأمر مع ليسيا، فالتعامل مع التجسيدات ليس مستحيلًا— فلا داعي للخوف من الشائعات.”
“خلال الشهر المقبل، سيتكفّل جنود عائلة جيدستار الخاصون، خمسون من ‘سيوف الإبادة’، بحمايته. قد يكون مستوى الحراسة أضعف بسبب قلّتهم، لكنهم يتفوّقون في الولاء والكتمان. يستطيعون حفظ السر. ما داموا لا يلفتون الأنظار، فذلك كافٍ وزيادة. يودل، احتياطًا، ابقَ هنا للحراسة. أمّا أيدا والحرس الملكي فسيكونون مسؤولين عن سلامتي هذا الشهر.”
حرك يديه بخفة وهو يُركّب جملته. “لكن هذا مستقبلي. إن كنتَ قد اتخذتَ قرارك بالفعل… فعليكَ على الأقل أن تُساعدني على فهم الوضع قليلًا. علاوةً على ذلك، قلتَ إنه لا داعي لأن يعرف أحدٌ ماضيّ… لكنني على الأقل أريد ذلك، ما أقصده هو… على الأقل، أحتاج أن أعرف ماضيّ.”
“اختر بعضًا من أقرانه من قائمة النبلاء، بالإضافة إلى المعلمين والمرافقين للوريث. بعد التعرف عليه، سيصبح كل هذا محور الاهتمام. تأكد من تسجيل كل ذلك في السجلات مسبقًا. أريد الاطلاع على قائمة الأسماء قبل الأسبوع المقبل.”
فتح عينيه ونظر مباشرة إلى “والده”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تشبث كيسيل الخامس بصولجانه بقوة، ولم يُجب بكلمة. عبس ببطء.
“وللتأكد يا غيلبرت، عليك إعادة تأكيد بنود الخلافة الملكية في ‘دستور الكوكبة المقدسة’، بالإضافة إلى سوابق لقضايا مماثلة في عائلة جيدستار. إذا كان هناك أي سبب للخلاف، فلن يفوت الأوان لمعالجته الآن.”
“على الرغم من أن أفعالك… لا تشبه حقًا أفعال الأب العادي… على الرغم من أنك الملك…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عبس تاليس، واستمر في الاستماع وهم يخططون لمستقبله وحياته. كان كالدمية.
تسارعت أنفاس تاليس. عبس وقال، “أنا في الواقع محتار بعض الشيء. ربما، بصفتي… يمكنك إعطائي بعض الإجابات. ففي النهاية، نحن… أقارب بالدم. وقد تحدثتَ عن أمور كثيرة كالوريث، والمملكة، وعقد الزواج، لكنني لا أعرف شيئًا. قد لا يكون هذا مهمًا بالنسبة لك، وأنت لا تهتم حقًا…”
بدا كيسل وكأنه ينوي الالتفات نحو تاليس، لكنه استدار فجأة. وضع يديه على صولجانه، ونظر إلى الصور الثلاث، صامتًا لفترة طويلة.
“أما بالنسبة لعقد زواجه، فلديّ فكرة. سنناقشها لاحقًا مع إكستيدت—”
في تلك اللحظة تحدث غيلبرت وقطع حديث الملك بتعبير محترم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“جلالة الملك، لا يزال هناك بعض الوقت المتبقي.” بدا النبيل الكهل وكأنه يشعر بوجود خطب ما، لكنه بذل قصارى جهده للتعبير عن رأيه. “إذا كنتَ بحاجة لقضاء بعض الوقت على انفراد مع هذا الطفل، يمكننا—”
لكن الملك كيسيل الواقف أمامه لم يُبدِ أي اهتمام لأفكاره. اكتفى بإعلان أوامره جملةً جملةً، وعبّر عن رغباته. “لا أحد يعلم ماضيه، ولكن لا بد من وجود قصة. يا غيلبرت، اختلق قصةً عن أصله. ما دامت سلالته مؤكدة —سأناقش هذا الأمر مع ليسيا، فالتعامل مع التجسيدات ليس مستحيلًا— فلا داعي للخوف من الشائعات.”
لكن كيسيل لوح بيده بسرعة وأوقف غيلبرت في منتصف الجملة.
عضّ تاليس شفتيه. شعر بحرقة في صدره تؤلمه من جديد.
في تلك اللحظة، رأى تاليس رموشَ عيني الملك الغائرتين ترفرف. شعر وكأن موجةً من المشاعر الغريبة تسري في وجه كيسيل. أراد تاليس أن يقول شيئًا، لكن قبل أن تصل الكلمات إلى حافة فمه، ابتلعها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالطبع يا جلالة الملك. العذر مُسبق: اندلعت معركة ضارية بين العصابات على حدود أحياء المدينة السفلى والأحياء الغربية. سقط عدد لا يُحصى من القتلى والجرحى. أسرعتُ ليلًا إلى القصر الإمبراطوري الذي كنتَ تقيم فيه مؤقتًا لأُبلغك بالأمر،” أجاب غيلبرت باحترام.
“هذا لا يكفي. سأعود إلى قصر النهضة غدًا. لكن خلال الشهر القادم، ستحتاج إلى زيارة هذا المكان باستمرار. نحتاج إلى سبب أقوى.” هز الملك كيسيل رأسه.
‘ماذا… ماذا أقول؟ ماذا أستطيع أن أقول؟ ماذا يجب أن يقول طفل في السابعة من عمره يلتقي والده لأول مرة؟ يا أبي الذي التقيته للتو، هل يمكنني أن أقول شيئًا؟ ربما عليك أن تستمع لرأيي بدلًا من أن تُحدث نفسك؟ آه، هذا غريب جدًا.’
تنهد تاليس. ‘لا بأس.’
بدا كيسل وكأنه ينوي الالتفات نحو تاليس، لكنه استدار فجأة. وضع يديه على صولجانه، ونظر إلى الصور الثلاث، صامتًا لفترة طويلة.
ارتجف قلب تاليس قليلًا، لكنه استمع بصمت إلى أوامر الملك كيسيل التي لم تترك مجالًا للشك بينما يخطط الملك لمستقبله خطوة بخطوة.
فقط في هذه اللحظة بدا وكأنه يشبه الإنسان.
‘الآن فقط يفكر في السؤال عن اسم ابنه؟ واو.’ هز تاليس رأسه في ذهنه.
استدار كيسل بعد برهة. لم ينظر إلى أحد. لكن الصوت الآمر الذي كان ملكًا لملك الكوكبة، كيسل الخامس، رن مرة أخرى، “باختصار، الواجب الملقى على عاتقكما ثقيلٌ جدًا. الكوكبة بلا وريث منذ اثني عشر عامًا. في الأسبوع الماضي فقط، سواءً عن قصد أم لا، ذكر كوشدر في رسالته نظام الخلافة في إكستيدت. كلاكما يعرف كيف ستتصرف العشائر الست الكبرى.”
لم يتفوّه يودل بكلمة، واكتفى بهزّ رأسه المغطّى بالقناع.
ثم غادر كيسل الخامس، الملك الأعلى التاسع والثلاثون للكوكبة والجزيرة الجنوبية والصحراء الغربية، قاعة مينديس دون أن يلتفت. واختفى عباءته عن أنظار تاليس.
“ظهوره متغير، ولكنه أيضًا ورقة تفاوض وميزة غير متوقعة لنا… حان الوقت لتغيير خططنا، لنضمن تقدمنا خطوة على أعدائنا. احرصوا على استغلال وجوده على أكمل وجه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ظهوره متغير، ولكنه أيضًا ورقة تفاوض وميزة غير متوقعة لنا… حان الوقت لتغيير خططنا، لنضمن تقدمنا خطوة على أعدائنا. احرصوا على استغلال وجوده على أكمل وجه.”
صُدِم تاليس. ‘هل هذا… والده؟’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سنضع مأدبة الترحيب التي تقيمها مجموعة إكستيدت الدبلوماسية كهدف. آمل أن يتمكن من الحضور بحلول ذلك الوقت. لن يكون هذا الأمر سهلًا، لكنني أعتقد أنكم قادرون على إنجازه على أكمل وجه.”
مدّ غيلبرت، الذي بجانبه، يده نحو تاليس كأنه يريد أن يقول شيئًا. لكنه في النهاية اختار الصمت.
‘مُتَغَيِّر. ورقة تفاوض. ميزة. يُستَغَلٌ إلى أقصى حد؟ هل هذا ما ينبغي أن يقوله الأب أمام ابن لم يلتقِ به قط؟’
بينما يراقب تاليس الملك وهو يستدير ببطء، وينظر إليه بنظرة حادة، شعر فجأةً وكأن ضفدعًا يتسلل إلى حلقه. لكنه، بجهدٍ كبير، فتح فمه وتكلم.
تنهد تاليس في قلبه وأخفض رأسه. ‘إذن هذا هو الأمر… هذا الشعور بعدم الانتماء… لا يشبه هذا لقاءً بين أب وابنه إطلاقًا… إنه أشبه بلاعب شطرنج يحرك قطعة صدره تلقائيًا وبلا مبالاة.’
من الواضح أن تاليس لم يكن الوحيد الذي شعر بهذا الشعور الغريب. تغير وجه غيلبرت قليلًا، كما لو يريد أن يقول شيئًا. لكنه في النهاية اكتفى بخفض رأسه وتنهد تنهيدة خفيفة من زاوية لم يستطع الملك رؤيتها.
لكن كان هناك من قاطع الملك دون مراعاة للأجواء. “جلالتك.”
الفصل 18: الأب والملك
أدار تاليس رأسه مندهشًا. يودل الصامت هو من تكلم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالطبع يا جلالة الملك. العذر مُسبق: اندلعت معركة ضارية بين العصابات على حدود أحياء المدينة السفلى والأحياء الغربية. سقط عدد لا يُحصى من القتلى والجرحى. أسرعتُ ليلًا إلى القصر الإمبراطوري الذي كنتَ تقيم فيه مؤقتًا لأُبلغك بالأمر،” أجاب غيلبرت باحترام.
‘إعجاب؟ لامبالاة؟ ذهول؟ مفاجأة؟ لا يبدو أيٌّ منها صحيحًا.’
لم يكن من الممكن رؤية تعبير الحارس السري خلف القناع، لكن صوته الأجش كان حازمًا للغاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن كيسيل لوح بيده بسرعة وأوقف غيلبرت في منتصف الجملة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلّ صوت كيسيل الرخيم يتردّد في القاعة، “أنتما تعرفان أهمية هذا الأمر. حتى الآن، لا يعلم به سوى نحن الثلاثة. بالطبع، سأنقل جينيس إلى هنا، فهو بحاجة إلى رعاية مؤهلة. عندها يصبح عدد العارفين أربعة فقط. وعندما يعود مورات، سأتولى بنفسي الحديث معه.”
“هو قبل كل شيء قريبك —ابنك! وعندها فقط يصبح وريثك. لا يمكنك تجاهل كونه ابنك.”
‘إعجاب؟ لامبالاة؟ ذهول؟ مفاجأة؟ لا يبدو أيٌّ منها صحيحًا.’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تشبث كيسيل الخامس بصولجانه بقوة، ولم يُجب بكلمة. عبس ببطء.
رفع تاليس رأسه ورأى أن كيسيل الخامس أطلق تنهيدة طويلة قبل أن يغلق عينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“نعم، إنه ابني.” وبينما لا يزال الملك مغمض العينين، أمسك بصولجانه بقوة وقال بنبرة حزينة، “لهذا السبب أنا هنا اليوم. أعهد به إليكما. تذكرا —شهر واحد.”
تجمدت نظرة يودل من خلف عدسات القناع للحظة. في النهاية، خفض رأسه ولم يعد يتكلم. تسلل شعور طفيف من الشك والصدمة إلى قلب تاليس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استدار كيسل بعد برهة. لم ينظر إلى أحد. لكن الصوت الآمر الذي كان ملكًا لملك الكوكبة، كيسل الخامس، رن مرة أخرى، “باختصار، الواجب الملقى على عاتقكما ثقيلٌ جدًا. الكوكبة بلا وريث منذ اثني عشر عامًا. في الأسبوع الماضي فقط، سواءً عن قصد أم لا، ذكر كوشدر في رسالته نظام الخلافة في إكستيدت. كلاكما يعرف كيف ستتصرف العشائر الست الكبرى.”
أومأ الملك. نظر إلى غيلبرت ويودل، اللذين ركعا على ركبة واحدة. ثم ألقى نظرة خاطفة على تاليس المذهول بنظرة غامضة ومعقدة، ثم انصرف دون تردد.
وقف غيلبرت ويودل ببطء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نزل الرجل القويّ الدرج ببطء. كانت خطواته ثقيلة لكنها قوية. سلطة ملك.
‘ماذا؟ انتهى الأمر… هكذا فقط؟’ صُدم تاليس وشاهد بذهولٍ رحيل “والده”.
‘تبًا. حتى أسوأ تقرير أطروحتي كان أقل إحراجًا من هذا.’
‘هذا ليس صحيحًا. هذا الأب المزعوم… هو من أنجب هذا الجسد، أليس كذلك؟’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حل الفجر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‘لكن لماذا؟ لماذا يبدو… بلا مشاعر؟ أيضًا… الأمور المتعلقة بمستقبلي… هل حُسمت هكذا؟ لم أُتح لي حتى فرصة للتحدث…’
“انتظر لحظة!” أخيرًا، لم يستطع تاليس المقاومة، فصرخ بصوت عالٍ. لقد انتهى من كونه قطعة شطرنج عاجزة.
توقفت الشخصية القوية للحظة ثم استدارت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تجمدت نظرة يودل من خلف عدسات القناع للحظة. في النهاية، خفض رأسه ولم يعد يتكلم. تسلل شعور طفيف من الشك والصدمة إلى قلب تاليس.
نظر غيلبرت إلى تاليس بصدمة. كان تعبير يودل لا يزال مخفيًا خلف القناع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما يراقب تاليس الملك وهو يستدير ببطء، وينظر إليه بنظرة حادة، شعر فجأةً وكأن ضفدعًا يتسلل إلى حلقه. لكنه، بجهدٍ كبير، فتح فمه وتكلم.
ارتفعت في قلب تاليس غصّة خفيفة، غير أنّه أسرع في كبحها.
“أنا… مع أننا لم نلتقِ قط…” تلعثم في كلماته، مدّ يديه وحرّكهما بعجز أمام جسده وهو يُفكّر في كلماته. “لكن بما أنك… أعني، بما أننا…”
“نعم يا جلالة الملك، كما تريد، سأبذل قصارى جهدي،” أجاب غيلبرت باحترام.
الطور 2: وريث المملكة
أمسك الملك درابزين الدرج ونظر إلى تاليس بنظرة معقدة لا يمكن وصفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حل الفجر.
أغمض تاليس عينيه بإحكام ثم فتحهما مجددًا وهو يزفر. “أعتقد…” نطق الكلمات بصعوبة، ولم يجد بلاغته المعهودة في أي مكان.
أدار تاليس رأسه مندهشًا. يودل الصامت هو من تكلم.
‘اللعنة… ما نوع الموقف والكلمات التي يجب أن أستخدمها عند مواجهة… هذا الشخص، الذي هو والدي والملك في نفس الوقت؟’
ارتفعت في قلب تاليس غصّة خفيفة، غير أنّه أسرع في كبحها.
‘إعجاب؟ لامبالاة؟ ذهول؟ مفاجأة؟ لا يبدو أيٌّ منها صحيحًا.’
حدق تاليس في كيسل. “تاليس.” سمع نفسه يقول، “اسمي تاليس.”
مدّ غيلبرت، الذي بجانبه، يده نحو تاليس كأنه يريد أن يقول شيئًا. لكنه في النهاية اختار الصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها دوّى صوت كيسيل الخامس الجهوري بجانبه، “يبدو كقرد طيني هزيل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تسارعت أنفاس تاليس. عبس وقال، “أنا في الواقع محتار بعض الشيء. ربما، بصفتي… يمكنك إعطائي بعض الإجابات. ففي النهاية، نحن… أقارب بالدم. وقد تحدثتَ عن أمور كثيرة كالوريث، والمملكة، وعقد الزواج، لكنني لا أعرف شيئًا. قد لا يكون هذا مهمًا بالنسبة لك، وأنت لا تهتم حقًا…”
في تلك اللحظة تحدث غيلبرت وقطع حديث الملك بتعبير محترم.
تشبث كيسيل الخامس بصولجانه بقوة، ولم يُجب بكلمة. عبس ببطء.
أمسك الملك درابزين الدرج ونظر إلى تاليس بنظرة معقدة لا يمكن وصفها.
في قاعة مينديس، جرى اللقاء الأهم والأكثر حرجًا بين أبٍ وابنه في المملكة كلها.
عضّ تاليس شفتيه. شعر بحرقة في صدره تؤلمه من جديد.
‘تبًا. حتى أسوأ تقرير أطروحتي كان أقل إحراجًا من هذا.’
لكن كان هناك من قاطع الملك دون مراعاة للأجواء. “جلالتك.”
ثم نظر إلى الحراس في القاعة، غير أنّ الجنود المدججين بالسلاح أخفوا أنظارهم خلف خوذاتهم المحكمة وظلوا جامدين.
حرك يديه بخفة وهو يُركّب جملته. “لكن هذا مستقبلي. إن كنتَ قد اتخذتَ قرارك بالفعل… فعليكَ على الأقل أن تُساعدني على فهم الوضع قليلًا. علاوةً على ذلك، قلتَ إنه لا داعي لأن يعرف أحدٌ ماضيّ… لكنني على الأقل أريد ذلك، ما أقصده هو… على الأقل، أحتاج أن أعرف ماضيّ.”
تنهد تاليس في قلبه وأخفض رأسه. ‘إذن هذا هو الأمر… هذا الشعور بعدم الانتماء… لا يشبه هذا لقاءً بين أب وابنه إطلاقًا… إنه أشبه بلاعب شطرنج يحرك قطعة صدره تلقائيًا وبلا مبالاة.’
“أريد حقًا أن أعرف ما حدث بالفعل، وما هو المسار الذي سأسلكه.”
‘ماذا؟ انتهى الأمر… هكذا فقط؟’ صُدم تاليس وشاهد بذهولٍ رحيل “والده”.
تغيرت نظرة كيسيل عندما نظر إلى تاليس. لم تعد نظرةً مُدققةً وحكميةً وناقدةً. كأنه أدرك، لأول مرة، أن تاليس إنسانٌ، وابنه أيضًا.
ارتفع صوت كيسيل في القاعة، “كنت واثقًا أنكما لن تخطئا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أغمض تاليس عينيه بإحكام ثم فتحهما مجددًا وهو يزفر. “أعتقد…” نطق الكلمات بصعوبة، ولم يجد بلاغته المعهودة في أي مكان.
تنهد تاليس. ‘لا بأس.’
ارتجف قلب تاليس قليلًا، لكنه استمع بصمت إلى أوامر الملك كيسيل التي لم تترك مجالًا للشك بينما يخطط الملك لمستقبله خطوة بخطوة.
فتح عينيه ونظر مباشرة إلى “والده”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“نعم، أريد أن أعرف كل شيء عن نفسي. أريد أن أعرف أصولي. مثل… من هي أمي، وأين ولدت، وكيف أصبحتُ كما أنا الآن. بالإضافة إلى هويتي، ومستقبلي، والخيارات المتاحة لي… إجابات كهذه… بدلًا من أن أكون دخيلًا، أو قطعة شطرنج، أو شيئًا… هذا إن كنتُ حقًا…” صر تاليس على أسنانه وهو ينطق بتلك الكلمة، “ابنك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“على الرغم من أن أفعالك… لا تشبه حقًا أفعال الأب العادي… على الرغم من أنك الملك…”
شعر تاليس بدوار خفيف. فالطاقة التي بذلها الليلة كانت فوق طاقة جسده ذي السبع سنوات.
هل هي مصادفة؟
نظر الملك إليه أخيرًا. لمعت عيناه الزرقاوان السماويتان ببريقٍ ساطعٍ في عينيه الغائرتين. في تلك اللحظة، كانت نظرة كيسيل الخامس معقدةً للغاية وغير مفهومة. لم يستطع تاليس تفسير أي شيءٍ أبعد من ذلك.
‘الآن فقط يفكر في السؤال عن اسم ابنه؟ واو.’ هز تاليس رأسه في ذهنه.
لم يتفوّه يودل بكلمة، واكتفى بهزّ رأسه المغطّى بالقناع.
“يا بني، ما اسمك؟” سأل الحاكم الأعلى في كوكبة بصوته المهيب.
“نعم يا جلالة الملك، كما تريد، سأبذل قصارى جهدي،” أجاب غيلبرت باحترام.
حدق تاليس في كيسل. “تاليس.” سمع نفسه يقول، “اسمي تاليس.”
بالفعل، لم يكن تاليس في أفضل حالاته. شعره الأسود القصير مقصوص بشكل غير متساوٍ (بفعل سينتي) ومغطى بالتراب، ووجهه الصغير يحمل آثار الأيدي والطين. صحيح أن أسدا، الصوفي، أوقف نزيف جراحه بأسلوب التصوف، لكن الخدوش والرضوض والجروح من المنزل المهجور وسوق الشارع الأحمر ما زالت تغطي جسده. ثوبه المصنوع من الخيش اتّسخ بالتراب وتمزّق عند الصدر حتى كاد يكشف عن الحرق هناك. وقبل دخوله قاعة مينديس، كان يرتجف من البرد.
‘الآن فقط يفكر في السؤال عن اسم ابنه؟ واو.’ هز تاليس رأسه في ذهنه.
“أنا… مع أننا لم نلتقِ قط…” تلعثم في كلماته، مدّ يديه وحرّكهما بعجز أمام جسده وهو يُفكّر في كلماته. “لكن بما أنك… أعني، بما أننا…”
“تاليس، اسمع جيدًا.” ضيّق كيسل عينيه، بنبرة باردة. “لستَ بحاجة لمعرفة الكثير من الأمور؛ ولا داعي للقلق بشأنها أيضًا. طريقك مُحدّد مسبقًا، ما عليك سوى اتباعه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بدا كيسل وكأنه ينوي الالتفات نحو تاليس، لكنه استدار فجأة. وضع يديه على صولجانه، ونظر إلى الصور الثلاث، صامتًا لفترة طويلة.
“ماذا؟” في تلك اللحظة، شعر تاليس بموجة من البرودة في قلبه.
‘اللعنة… ما نوع الموقف والكلمات التي يجب أن أستخدمها عند مواجهة… هذا الشخص، الذي هو والدي والملك في نفس الوقت؟’
“إذا كان لا يزال لديك أي شكوك، اذهب واسأل غيلبرت.”
ارتفع صوت كيسيل في القاعة، “كنت واثقًا أنكما لن تخطئا.”
ثم غادر كيسل الخامس، الملك الأعلى التاسع والثلاثون للكوكبة والجزيرة الجنوبية والصحراء الغربية، قاعة مينديس دون أن يلتفت. واختفى عباءته عن أنظار تاليس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أما بالنسبة لعقد زواجه، فلديّ فكرة. سنناقشها لاحقًا مع إكستيدت—”
“اللعنة.” خفض تاليس رأسه وركز نظره على بلاط الأرضية الأسود الباهظ الثمن بعبوس شديد.
تجمدت نظرة يودل من خلف عدسات القناع للحظة. في النهاية، خفض رأسه ولم يعد يتكلم. تسلل شعور طفيف من الشك والصدمة إلى قلب تاليس.
‘هل هذا هو حقا والد هذا الجسد، وليس عدوًا؟’
في قاعة مينديس، جرى اللقاء الأهم والأكثر حرجًا بين أبٍ وابنه في المملكة كلها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالطبع يا جلالة الملك. العذر مُسبق: اندلعت معركة ضارية بين العصابات على حدود أحياء المدينة السفلى والأحياء الغربية. سقط عدد لا يُحصى من القتلى والجرحى. أسرعتُ ليلًا إلى القصر الإمبراطوري الذي كنتَ تقيم فيه مؤقتًا لأُبلغك بالأمر،” أجاب غيلبرت باحترام.
“يا بني، تاليس.” لم يستطع غيلبرت، الذي كان خلفه، المقاومة، فنقر على كتفه بصمت. “لا تقلق ولا تفكر كثيرًا في الأمر. جلالته مشغول جدًا. إنه في الواقع—”
“يا بني، ما اسمك؟” سأل الحاكم الأعلى في كوكبة بصوته المهيب.
قبل أن يُكمل غيلبرت جملته، تقدم يودل فجأةً وانحنى أمام تاليس. أخرج خنجر تاليس —الذي كان قد سقط بين يديه بطريقة ما (تغير تعبير غيلبرت. لمس خصره وعقد حاجبيه)— ووضعه برفق بين يدي تاليس.
تجمدت نظرة يودل من خلف عدسات القناع للحظة. في النهاية، خفض رأسه ولم يعد يتكلم. تسلل شعور طفيف من الشك والصدمة إلى قلب تاليس.
لقد أفاق تاليس من أفكاره وكان مذهولًا قليلًا.
“لا تقلقا.” قمع عدم الرضا في قلبه وتحدث بوضوح، “شكرًا لكما.”
رفع تاليس رأسه مجددًا ونظر إلى كيسيل. ملكه… أبوه. لكن كيسيل كان قد أشاح بوجهه بعيدًا ولم يعد ينظر إليه.
أومأ الرأس خلف القناع الأرجواني الداكن قليلًا، وقال صوت أجش ببطء، “اهدأ. أنت ابنه، قريب الدم، ومرتبط بالقدر. لا شيء ولا أحد يستطيع تغيير هذا.”
لقد احتفظ بخنجره وضغط على قبضتيه بقوة، مما أجبره على الابتسام.
أخذ تاليس نفسًا عميقًا. ‘ربما أساءا الفهم. هل ظنا أنني أشعر بخيبة أمل لأن والدي تجاهلني؟’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد احتفظ بخنجره وضغط على قبضتيه بقوة، مما أجبره على الابتسام.
“لا تقلقا.” قمع عدم الرضا في قلبه وتحدث بوضوح، “شكرًا لكما.”
‘إعجاب؟ لامبالاة؟ ذهول؟ مفاجأة؟ لا يبدو أيٌّ منها صحيحًا.’
“على الرغم من أن أفعالك… لا تشبه حقًا أفعال الأب العادي… على الرغم من أنك الملك…”
نظر غيلبرت إلى يودل الذي قطع كلامه بأفعاله، فزفر من أنفه بانزعاج. ثم انحنى أمام تاليس وقال له بلطف، “سيدي الشاب تاليس، لقد مررت بالكثير الليلة. ما تحتاجه الآن هو الراحة، وربما العلاج. تاليس، تفضل معي. يودل، سأبحث عنك لاحقًا. نحتاج إلى التحدث.”
“يا بني، تاليس.” لم يستطع غيلبرت، الذي كان خلفه، المقاومة، فنقر على كتفه بصمت. “لا تقلق ولا تفكر كثيرًا في الأمر. جلالته مشغول جدًا. إنه في الواقع—”
أومأ تاليس برأسه وتبع غيلبرت مطيعًا.
تنهد تاليس في قلبه وأخفض رأسه. ‘إذن هذا هو الأمر… هذا الشعور بعدم الانتماء… لا يشبه هذا لقاءً بين أب وابنه إطلاقًا… إنه أشبه بلاعب شطرنج يحرك قطعة صدره تلقائيًا وبلا مبالاة.’
رفع يودل، الذي بقي وحيدًا، رأسه ونظر إلى مزهرية موضوعة في الممر على مسافة ما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تاليس، اسمع جيدًا.” ضيّق كيسل عينيه، بنبرة باردة. “لستَ بحاجة لمعرفة الكثير من الأمور؛ ولا داعي للقلق بشأنها أيضًا. طريقك مُحدّد مسبقًا، ما عليك سوى اتباعه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وباستخدام نظراته الحادة والمخيفة، لاحظ ظهور شقوق رقيقة بالكاد يمكن ملاحظتها على المزهرية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع يودل، الذي بقي وحيدًا، رأسه ونظر إلى مزهرية موضوعة في الممر على مسافة ما.
عبس يودل قليلًا خلف قناعه. إنه يعلم أنه قبل أن يزأر تاليس بغضب… كانت المزهرية لا تزال في حالة ممتازة.
مدّ غيلبرت، الذي بجانبه، يده نحو تاليس كأنه يريد أن يقول شيئًا. لكنه في النهاية اختار الصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هل هي مصادفة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
————————
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أمسك الملك درابزين الدرج ونظر إلى تاليس بنظرة معقدة لا يمكن وصفها.
اللهم يا واحد يا أحد، يا ملك يا مبين، ارزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعلهم في جنات النعيم. انصر المستضعفين، واكشف الغمّة، وفرّج الكرب، يا أرحم الراحمين. آمين.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
ارتفعت في قلب تاليس غصّة خفيفة، غير أنّه أسرع في كبحها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها دوّى صوت كيسيل الخامس الجهوري بجانبه، “يبدو كقرد طيني هزيل.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات

 
		 
		 
		 
		 
		