37 - سيد قلعة اللازورد القرمزي.
—— شامخة في قلب مدينة الشياطين كيوس فليم، ارتفعت قلعة اللازورد القرمزي.
بدت المدينة ككعكة زفاف عشوائية لا رابط بين أجزائها، وكأن الفوضى رُسمت فوق الفوضى——
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عوارض وسقالات من مواد وأنماط متنافرة شُدَّت معًا، وفي وسطها القلعة التي تتناوب ألوانها المتلألئة بين الأحمر القاني والأزرق اللامع، فريدة في شكلها بين معالم مدينة الشياطين. مدينة لا يمكن فهمها إلا بذوقٍ فني خاص.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «——لا، الحكم ما زال مبكرًا.»
في الأصل، يُشير لفظ “للازورد” إلى اللون الأزرق، لذا فإن اقترانه بـ “القرمزي” يبدو متناقضًا. لكن نظرة واحدة إلى واجهة قلعة اللازورد القرمزي كفيلة بإقناع أيِّ ناظر أنَّ الوصف دقيق.
يورنا: «سيكون ذلك مشكلة. وقتي في اليوم محدود، وإن فاتكم اليوم، فلا أعلم متى ستكون هناك فرصة أخرى.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان جالسًا بكل ثقة، يحيط به ثلاثة رجال يبدون كحرسٍ شخصي، مظهر مألوف ذو شعر أسود ونظرة شرسة—— وبعبارة أخرى، كان ذاك وجه شخص كان من المفترض أن ينتظره في النزل: إيبل.
فالحجر المستخدم بوفرة في أساس القلعة وهياكلها كان، كما يوحي الاسم، من اللازورد الخالص.
ذلك الجَوهَر يشعُّ بلمعان أزرق عميق، تتخلَّله دوَّامات قرمزية كقطرة دم تتساقط ببطء في الماء، حتى إنَّ هذا اللازورد الأزرق البديهي كان، بين حينٍ وآخر، يكتسي بوهجٍ أحمر يشبه دم الحياة.
قلعة من الفوضى، تتلوَّن باستمرار، رافضة أن تستقر على لونٍ واحد.
تلك هي قلعة اللازورد القرمزي في مدينة الشياطين، مقر سيدتها يورنا ميشيغوري.
سوبارو: «————»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فينسنت: «————»
لم يكن هدف وفد فينسنت من القدوم إلى مدينة الشياطين واضحًا بعد. كان ردُّ الفعل على لقائهم بيورنا هو ما يتصدَّر الأولوية، لكن بالنسبة لغرض الزيارة—— ما الذي يدفعه للقدوم إلى إحدى الجنرالات التسعة السماويين التي ما فتئت تتمرَّد؟ إن كان يلعب دور الإمبراطور الحقيقي، فلا بد أن لديه ما يمنحه الشرعية. ولكن، لِمَ قد ترحِّب يورنا بالإمبراطور، وهي على خلاف معه، وتستقبله في القصر؟ ولو قال أحدهم إنَّ مكانتها لا تسمح لها بالرفض، لكان هذا كل ما في الأمر.
بعد أن استُدعي إلى الطابق الأعلى، حيث سيلتقي قريبًا بيورنا، كان ظهر سوبارو مبلَّلًا بعرقٍ بارد.
سبب ذلك أنَّ عينيه وقعتا على مجموعة أشخاص ينتظرون يورنا في القاعة ذاتها—— وفي تلك المجموعة، كان ثمة وجهٌ ما كان ينبغي أن يكون هناك.
إن صدَّقوا كلام إيبل، فإن عرش الإمبراطور لم يكن أبدًا مهدَ سلام. إيبل نفسه لم يكن يغلق عينيه معًا في العلن قط، دائم الحذر من يدٍ قد تمتد لاغتياله وهو نائم. فإذا كانت هذه طبيعة الإمبراطور الحقيقي، فحتى ذلك الإمبراطور المزيَّف لن يُقدِم على الظهور أمام العامة دون حماية جدِّية.
كانت ملاحظتها، وما تعتزم فعله، واضحة. وكان ينبغي على سوبارو وآل أن يدركا الأمر قبل أن تنطق به.
كان جالسًا بكل ثقة، يحيط به ثلاثة رجال يبدون كحرسٍ شخصي، مظهر مألوف ذو شعر أسود ونظرة شرسة—— وبعبارة أخرى، كان ذاك وجه شخص كان من المفترض أن ينتظره في النزل: إيبل.
ثم جلست في صدر القاعة على المقعد العلوي، ومدَّت ساقيها الطويلتين المرنتين، وأسندت جسدها إلى مِسند الذراع. مدت يدها، فتلقَّفت الفتاةُ الكامورو التي رافقتها كيِسِرو مطليًّا بالذهب بين أناملها الشاحبة. أضرمت السيِّدة الجميلة طرفَ الغليون، وابتسمت ابتسامةً آسرة، فيما ملأت رئتَيها بالدخان الأرجواني الصاعد. جلست في موضع الشرف، تنظر من علٍ إلى ضيفها—— إمبراطور فولاكيا الجالس أدناه.
لكن من المستحيل أن يكونوا قد التقوا به هنا. ولهذا السبب تحديدًا جاء سوبارو ورفاقه إلى قلعة اللازورد القرمزي كمبعوثين من دونه.
بعبارة أخرى، وجوده هنا، رغم أنَّه مستحيل، يعني——
يورنا: «————»
وبعد أن أخرس خادمه والضيف غير المدعو معًا، عاد فينسنت ليسأل يورنا مجددًا. في مواجهة السؤال وعلوِّ النبرة، أغمضت يورنا عينيها قليلًا. رفعت الـ«كيسيرو» برفق إلى فمها، ودعت الدخان البنفسجي المتماوج إلى رئتيها، ثم أطلقته بنعومة، مانحةً جوابها زخمًا مبالغًا فيه. ارتجَّت وجنتا كافما قليلًا من ضيقٍ جرَّاء إبقاء الإمبراطور منتظرًا مرة أخرى.
سوبارو: «——إنه مزيَّف، متنكرٌ بزي الإمبراطور.»
تمتم لنفسه، وقد شحب وجهه.
كانوا قد أُخبروا مسبقًا عن وجود شخص يشبه إيبل ويتصرف مثله. والمفاجأة بدقة التوقيت والمكان لم تترك له مجالًا للشك.
إنه أحد الجنرالات التسعة السماويين، النسخة البديلة لجسد الإمبراطور فينسنت فولاكيا——
وبينما كان آل يسحب ميديوم إلى الخلف، أومأ سوبارو بجانبِه بوجهٍ جاد. لقد وجد نفسه في مواجهة خصمٍ غير متوقَّع—— بل أسوأ اصطدام يمكن تخيُّله. ومع مجريات الأحداث، كان من حسن الحظ أنَّ إيبل لم يكن برفقتهم في هذه اللحظة.
جسدها الممشوق الطويل التفَّ بكيمونو زاهٍ ذي زخارف زهرية، وشعرها الذي يتدرَّج من الأبيض إلى البرتقالي عند الأطراف رُبط بعناية وأناقة. وتزيَّن شعرها كانزاشي مصوغة من عظام وقرون حيوانات، ومعها حُلِيُّ شعرٍ أخرى من أنيابٍ وحراشف تُبهج عينَ كل ناظر. غير أنَّها تبقى مجرَّد زينة، جمالًا تصنعه الأيدي. ولكي يُستعرض سحرها حقًّا، لا بدَّ من الشخص المعروض، ومن نقاء جوهره الداخلي. وفي هذا المقام، رفعةُ مَن ترتدي الكيمونو أمرٌ لا يورث شكًّا.
ميديوم: «إيه؟ إيبل تشين؟ ما الذي تفعله هنا… مغه.»
آل: «هووه، كل شيء بخير يا ميديوم تشان. آل تشين موجود هنا.»
الفتاة ذات القرنين: «——لقد وصلت يورنا ميشيغوري ساما.»
خلف سوبارو الذي جمده الذهول، وقع مشهد محفوف بالخطر.
إذ ما إن رأت ميديوم وجهًا مألوفًا وسط الحشد حتى اقتربت منه بود، لكن آل أسرع بتغطية فمها وجذبها إلى الخلف.
ورغم أنَّها كانت أطول قامةً منه، فإنها أطاعت بصمت، ولو أنَّ الدهشة ارتسمت على وجهها من ردة فعل الرجل ذو الذراع الواحدة.
ورغم أنَّها لم تدرك التفاصيل، فقد فهمت جوهر المشكلة، وأشارت مباشرة إلى صُلب المسألة. عبوس سوبارو حين وجد نفسه موضع الإشارة تحوَّل فورًا إلى استيعابٍ تام لقلقها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت لحظة حرجة، لكن حركة ميديوم أُحبِطت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يورنا: «——اليوم لدينا الكثير من الضيوف، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
؟؟؟: «——؟»
ميديوم: «إيه؟ إيبل تشين؟ ما الذي تفعله هنا… مغه.» آل: «هووه، كل شيء بخير يا ميديوم تشان. آل تشين موجود هنا.»
لكن ذلك التبادل المقتضب بدا وكأنه أثار بعض الريبة لدى الطرف الآخر.
فإلى جانب الرجل الذي يحمل وجه إيبل، كان هناك آخر بشعرٍ أخضر مصفر، يبدو أنَّه حارسه الشخصي، قد رمقهم بنظرة حادَّة. ومع ذلك——
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان جالسًا بكل ثقة، يحيط به ثلاثة رجال يبدون كحرسٍ شخصي، مظهر مألوف ذو شعر أسود ونظرة شرسة—— وبعبارة أخرى، كان ذاك وجه شخص كان من المفترض أن ينتظره في النزل: إيبل.
سوبارو: «ردُّ فعل رائع يا آل.»
آل: «أجل، حتى أنا أرغب في أن أربِّت على كتفي إعجابًا بردَّة فعلي الأسطورية… لكن ذلك الرجل كان مفاجئًا أكثر من اللزوم، أليس كذلك؟»
؟؟؟: «جنرال الدرجة الأولى يورنا… أليس هذا السلوك نوعًا من قلة الاحترام؟ ما الذي تفكرين فيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوبارو: «… نعم، أتفق معك.»
ورغم أنَّها لم تدرك التفاصيل، فقد فهمت جوهر المشكلة، وأشارت مباشرة إلى صُلب المسألة. عبوس سوبارو حين وجد نفسه موضع الإشارة تحوَّل فورًا إلى استيعابٍ تام لقلقها.
سوبارو: «أعتذر، لكن لديَّ اقتراح جديد. يبدو أننا في المكان الخطأ، وهناك أشياء من الأرجح أنه لا ينبغي لنا سماعها. نرغب بالتراجع والذهاب إلى…»
وبينما كان آل يسحب ميديوم إلى الخلف، أومأ سوبارو بجانبِه بوجهٍ جاد.
لقد وجد نفسه في مواجهة خصمٍ غير متوقَّع—— بل أسوأ اصطدام يمكن تخيُّله. ومع مجريات الأحداث، كان من حسن الحظ أنَّ إيبل لم يكن برفقتهم في هذه اللحظة.
فلو كان حاضرًا، لاندلع الصدام الحاسم لتحديد مَن هو الإمبراطور الحقيقي لفولاكيا.
كانت لحظة حرجة، لكن حركة ميديوم أُحبِطت.
الفتاة ذات القرنين: «——لقد وصلت يورنا ميشيغوري ساما.»
سوبارو: «ربما يكون ذلك خيارًا أيضًا….»
لم يكن تبادلهما سوى كلمات قليلة، لكن في عينَي سوبارو، الاثنين——
ألقى بنظره نحو الحرس الثلاثة المرافقين للرجل الذي يرتدي ملامح إيبل، وقد بدأت وساوس الإغراء تداعب فكره.
صحيح أنَّ عدد الجنود المتوارين داخل المدينة وخارجها غير معلوم، لكن لا يبدو أنَّ لهذا المزيف سوى هؤلاء الثلاثة هنا—— ذلك الذي كان في العاصمة محاطًا بعشرات الآلاف من جنود الإمبراطورية، يقف الآن أمامهم في فرصة مثالية لفضح زيفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هذا قلَّل من التشتت في مجرى أفكاره، وأتاح له التفرغ لاختيار الخيارات الأجدر بالتنفيذ.
سوبارو: «——لا، الحكم ما زال مبكرًا.»
كانت لحظة حرجة، لكن حركة ميديوم أُحبِطت.
إن صدَّقوا كلام إيبل، فإن عرش الإمبراطور لم يكن أبدًا مهدَ سلام.
إيبل نفسه لم يكن يغلق عينيه معًا في العلن قط، دائم الحذر من يدٍ قد تمتد لاغتياله وهو نائم. فإذا كانت هذه طبيعة الإمبراطور الحقيقي، فحتى ذلك الإمبراطور المزيَّف لن يُقدِم على الظهور أمام العامة دون حماية جدِّية.
عن الشغف في عينيها وكلماتها تجاه فينسنت.
ميديوم: «كما تعلمان… ما زلت لا أفهم تمامًا، لكن… هل ذلك الإيبل تشين شخص مختلف عن إيبل تشين الذي نعرفه؟» آل: «أوه، بلى. لستِ مخطئة. فالحقيقي يفترض أن يكون جالسًا في النزل بالمدينة، ينتظرنا حتى نعود، أليس كذلك؟ لهذا نحن في ورطة…» ميديوم: «ألن يكون هذا سيئًا؟ بسبب خطة ناتسومي؟» سوبارو: «أنا؟ ماذا فعلتُ… آه.»
بمعنى آخر، إما أنَّ الحرس الثلاثة الذين اصطحبهم يملكون قوَّة باهرة، أو أنَّه أعدَّ تدابير أخرى خفيَّة.
آل: «أتريد أن نجرِّب حظَّنا ونرى النتيجة؟»
سوبارو: «لو كان بوسعنا أن نعيد الكرة من جديد، لكان ذلك خيارًا ممكنًا… لكن ما يخيفني أكثر هو تطوُّر لا نستطيع الرجوع منه. لذا، أرجوك، لا تقدم على أي تصرُّف طائش.»
آل: «أجل، أجل.»
سوبارو: «ردُّ فعل رائع يا آل.» آل: «أجل، حتى أنا أرغب في أن أربِّت على كتفي إعجابًا بردَّة فعلي الأسطورية… لكن ذلك الرجل كان مفاجئًا أكثر من اللزوم، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يعلم سوبارو إن كان جادًّا في موافقته، لكن آل لم يُبدِ اعتراضًا على رفض اقتراحه.
أفكار آل كانت تُرفض كثيرًا، لا لأنَّها سيئة بالضرورة، بل لأنَّه كان يطرحها أسرع مما يستطيع سوبارو التفكير بها، مما يمنحه وقتًا لتقييم الموقف بهدوء.
لو كان سيعود أدراجه، لكان عليه أن يحسم أمره منذ أن وقعت عيناه على وجوه الواقفين أمامه. لقد أساء التقدير، وانتهى به الأمر إلى الندم—— لأن…
رجل ذو شعر قصير منتصب، تتدلَّى منه خصلات طويلة كضفائر؛ بدا في العمر مقاربًا لفيـنسنت، وربما أكبر قليلًا. ارتدي عباءة بلون الرمال فوق درع خفيف أسود، ووجهه وبنيته يوحيان بحدة كالسلك المشدود. عيناه الثاقبتان تحدِّقان في يورنا كأنهما تتهمانها.
هذا قلَّل من التشتت في مجرى أفكاره، وأتاح له التفرغ لاختيار الخيارات الأجدر بالتنفيذ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فينسنت: «————»
على الأقل، كان ينبغي إيجاد وسيلة لتجاوز الموقف دون استفزاز الإمبراطور المزيَّف ورفاقه، ومعرفة الغاية الحقيقية من زيارتهم.
لماذا اختار الظهور في كيوس فليم في هذا التوقيت بالذات؟
ثمَّ إنَّ المشهد، وإن كان الواقع مغايرًا، يوحي وكأنَّ الإمبراطور نفسه قد جاء.
سوبارو: «آمم… هل نحن نعكِّر صفو شيء ما؟ إن كان الأمر كذلك، سنعود في يوم آخر…»
يورنا: «بالطبع، أنا دائمًا أفكِّر بصاحب السمو… بصاحب السمو إمبراطور فولاكيا.»
ميديوم: «مم~! ممفهن~!»
لكن ذلك التبادل المقتضب بدا وكأنه أثار بعض الريبة لدى الطرف الآخر. فإلى جانب الرجل الذي يحمل وجه إيبل، كان هناك آخر بشعرٍ أخضر مصفر، يبدو أنَّه حارسه الشخصي، قد رمقهم بنظرة حادَّة. ومع ذلك——
وفي خضم أفكاره، أطلقت ميديوم، التي ما زال آل يغطي فمها، أنينًا مكتومًا.
يورنا: «سيكون ذلك مشكلة. وقتي في اليوم محدود، وإن فاتكم اليوم، فلا أعلم متى ستكون هناك فرصة أخرى.»
كانت قد أُجبرت على التراجع دون تفسير، وفوق ذلك أُطبق فمها؛ لذا كان من الطبيعي أن تبدو مستاءة.
أفلتها آل وهو يكرر معتذرًا: «آسف، آسف.»
وفي خضم أفكاره، أطلقت ميديوم، التي ما زال آل يغطي فمها، أنينًا مكتومًا.
ميديوم: «بففهاا… كان ذلك صعبًا!»
آل: «آسف، لم أنتبه. ليس الأمر أنَّني فعلت ذلك عن قصد لمجرَّد أنَّ خدود ميديوم تشان ناعمة هكذا.»
سوبارو: «كلَّما واصلت الكلام، زادت اتهامات المضايقة ذات الإيحاءات.»
ميديوم: «لا أفهم تمامًا… لكن الأهم!»
سوبارو: «————»
اعتذار آل قوبل بنظرة جامدة من سوبارو، فيما ميديوم، وقد التقطت أنفاسها بكل ما أوتيت من قوة، أشارت إليهما بكلتا يديها.
تراجعا خطوة إلى الخلف من حدَّة حركتها، ثم——
ألقى بنظره نحو الحرس الثلاثة المرافقين للرجل الذي يرتدي ملامح إيبل، وقد بدأت وساوس الإغراء تداعب فكره. صحيح أنَّ عدد الجنود المتوارين داخل المدينة وخارجها غير معلوم، لكن لا يبدو أنَّ لهذا المزيف سوى هؤلاء الثلاثة هنا—— ذلك الذي كان في العاصمة محاطًا بعشرات الآلاف من جنود الإمبراطورية، يقف الآن أمامهم في فرصة مثالية لفضح زيفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن، بطبيعة الحال، لن يكون هناك وقت للتحرُّك بعد أن تشرق الحقيقة في أذهانهما. ومع ذلك، كان يجدر بهما أن يكونا قد أعدَّا خطة لمواجهة الموقف——
ميديوم: «كما تعلمان… ما زلت لا أفهم تمامًا، لكن… هل ذلك الإيبل تشين شخص مختلف عن إيبل تشين الذي نعرفه؟»
آل: «أوه، بلى. لستِ مخطئة. فالحقيقي يفترض أن يكون جالسًا في النزل بالمدينة، ينتظرنا حتى نعود، أليس كذلك؟ لهذا نحن في ورطة…»
ميديوم: «ألن يكون هذا سيئًا؟ بسبب خطة ناتسومي؟»
سوبارو: «أنا؟ ماذا فعلتُ… آه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان جالسًا بكل ثقة، يحيط به ثلاثة رجال يبدون كحرسٍ شخصي، مظهر مألوف ذو شعر أسود ونظرة شرسة—— وبعبارة أخرى، كان ذاك وجه شخص كان من المفترض أن ينتظره في النزل: إيبل.
ورغم أنَّها لم تدرك التفاصيل، فقد فهمت جوهر المشكلة، وأشارت مباشرة إلى صُلب المسألة. عبوس سوبارو حين وجد نفسه موضع الإشارة تحوَّل فورًا إلى استيعابٍ تام لقلقها.
لم يكن تبادلهما سوى كلمات قليلة، لكن في عينَي سوبارو، الاثنين——
كانت ملاحظتها، وما تعتزم فعله، واضحة.
وكان ينبغي على سوبارو وآل أن يدركا الأمر قبل أن تنطق به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ؟؟؟: «——يورنا ميشيغوري.»
آل: «أتريد أن نجرِّب حظَّنا ونرى النتيجة؟» سوبارو: «لو كان بوسعنا أن نعيد الكرة من جديد، لكان ذلك خيارًا ممكنًا… لكن ما يخيفني أكثر هو تطوُّر لا نستطيع الرجوع منه. لذا، أرجوك، لا تقدم على أي تصرُّف طائش.» آل: «أجل، أجل.»
لكن، بطبيعة الحال، لن يكون هناك وقت للتحرُّك بعد أن تشرق الحقيقة في أذهانهما. ومع ذلك، كان يجدر بهما أن يكونا قد أعدَّا خطة لمواجهة الموقف——
الفتاة ذات القرنين: «——لقد وصلت يورنا ميشيغوري ساما.»
لكن ذلك التبادل المقتضب بدا وكأنه أثار بعض الريبة لدى الطرف الآخر. فإلى جانب الرجل الذي يحمل وجه إيبل، كان هناك آخر بشعرٍ أخضر مصفر، يبدو أنَّه حارسه الشخصي، قد رمقهم بنظرة حادَّة. ومع ذلك——
لم تُتح لهما فرصة التفكير، إذ أعلنت الفتاة المرشدة أنَّ وقتهما قد نفد.
وما إن عادت، حتى انحنت برأسها الكبير ذي القرنين أمام سوبارو، والإمبراطور المزيَّف، ورفاقهما. ثم، وقد فتحت الباب في صدر القاعة، قالت: «تفضلوا بالدخول.»
ميديوم: «كما تعلمان… ما زلت لا أفهم تمامًا، لكن… هل ذلك الإيبل تشين شخص مختلف عن إيبل تشين الذي نعرفه؟» آل: «أوه، بلى. لستِ مخطئة. فالحقيقي يفترض أن يكون جالسًا في النزل بالمدينة، ينتظرنا حتى نعود، أليس كذلك؟ لهذا نحن في ورطة…» ميديوم: «ألن يكون هذا سيئًا؟ بسبب خطة ناتسومي؟» سوبارو: «أنا؟ ماذا فعلتُ… آه.»
وفي تلك اللحظة، خطا إلى الداخل شخص ببطء، وما إن وقعت عينا سوبارو عليه، حتى تمكَّن من صياغة انطباعه عن الفتاة ذات القرنين.
فقد شبَّهها بكامورو—— المتدرِّبات الصغيرات في أحياء اللهو اليابانية القديمة، اللواتي يتعلمن آداب السلوك وفنون الغناء والرقص، ويقمن بخدمة المومسات الأكبر منهن في تلك المناطق الزاخرة بالبذخ والترف.
وبعد أن أخرس خادمه والضيف غير المدعو معًا، عاد فينسنت ليسأل يورنا مجددًا. في مواجهة السؤال وعلوِّ النبرة، أغمضت يورنا عينيها قليلًا. رفعت الـ«كيسيرو» برفق إلى فمها، ودعت الدخان البنفسجي المتماوج إلى رئتيها، ثم أطلقته بنعومة، مانحةً جوابها زخمًا مبالغًا فيه. ارتجَّت وجنتا كافما قليلًا من ضيقٍ جرَّاء إبقاء الإمبراطور منتظرًا مرة أخرى.
ربما كان الكيمونو الأنيق غير المتوقع، وزينة الشعر البديعة، هما ما أطلق في ذهنه ذلك التشبيه.
لكن، قبل كل شيء، كان السبب الحقيقي هو الشخص الذي جاءت به الفتاة برفقتها——
سوبارو: «——إنه مزيَّف، متنكرٌ بزي الإمبراطور.»
سوبارو: «————»
فينسنت: «————»
ولكن——
والسبب في أنَّه استطاع استخدام لفظ كامورو لوصفها، يعود تحديدًا إلى ذلك الشخص الذي دخل الآن.
نسي سوبارو أن يتنفَّس، واتَّسعت عيناه على اتساعهما، كردَّة فعل غريزية؛ فقد أسكره حضور إنسانٍ بالغ الجمال إلى حد يطغى على الوعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان جالسًا بكل ثقة، يحيط به ثلاثة رجال يبدون كحرسٍ شخصي، مظهر مألوف ذو شعر أسود ونظرة شرسة—— وبعبارة أخرى، كان ذاك وجه شخص كان من المفترض أن ينتظره في النزل: إيبل.
يورنا: «——اليوم لدينا الكثير من الضيوف، أليس كذلك؟»
قالت تلك الكلمات امرأة طويلة القامة، وهي تضيق عينيها الزرقاوين اللوزيَّتين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وما إن عادت، حتى انحنت برأسها الكبير ذي القرنين أمام سوبارو، والإمبراطور المزيَّف، ورفاقهما. ثم، وقد فتحت الباب في صدر القاعة، قالت: «تفضلوا بالدخول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جسدها الممشوق الطويل التفَّ بكيمونو زاهٍ ذي زخارف زهرية، وشعرها الذي يتدرَّج من الأبيض إلى البرتقالي عند الأطراف رُبط بعناية وأناقة.
وتزيَّن شعرها كانزاشي مصوغة من عظام وقرون حيوانات، ومعها حُلِيُّ شعرٍ أخرى من أنيابٍ وحراشف تُبهج عينَ كل ناظر.
غير أنَّها تبقى مجرَّد زينة، جمالًا تصنعه الأيدي.
ولكي يُستعرض سحرها حقًّا، لا بدَّ من الشخص المعروض، ومن نقاء جوهره الداخلي.
وفي هذا المقام، رفعةُ مَن ترتدي الكيمونو أمرٌ لا يورث شكًّا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن من المستحيل أن يكونوا قد التقوا به هنا. ولهذا السبب تحديدًا جاء سوبارو ورفاقه إلى قلعة اللازورد القرمزي كمبعوثين من دونه. بعبارة أخرى، وجوده هنا، رغم أنَّه مستحيل، يعني——
يورنا: «————»
وهكذا، أعلنت صراحةً عن كامل نواياهم.
فتنتها باهرة وهي تُحرِّك قوامها الرشيق بحلاوةٍ واطمئنان.
ولمساتُها الرصينة، وإيماءاتها التي تراعي عينَ المتلقِّي، على الرغم من الخمول الذي يخيِّم قليلًا على الأجواء، بدت ومضاتٍ من الحل الأمثل لفن اجتذاب النظر.
وزاد من أثر خطوها المتهادي ذي الإيقاع الخاص تلك الذُّيولُ الثعلبية التي بدت أكبر من جسدها النحيل—— تسعةُ أذنابٍ وبرى.
ومع كون شعرها مرفوعًا في عُقدة، وازدحامه بالكانزاشي، وبين حُلِيِّه آذانٌ حيوانيةٌ منتصبة، تسلَّل إلى ذهنه، كعبق الخمر، أنَّها ثعلبية فاتنة في كيمونو.
يورنا: «مرحبًا بكم في قصري، لقد قطعتم شوطًا طويلًا.»
ميديوم: «كما تعلمان… ما زلت لا أفهم تمامًا، لكن… هل ذلك الإيبل تشين شخص مختلف عن إيبل تشين الذي نعرفه؟» آل: «أوه، بلى. لستِ مخطئة. فالحقيقي يفترض أن يكون جالسًا في النزل بالمدينة، ينتظرنا حتى نعود، أليس كذلك؟ لهذا نحن في ورطة…» ميديوم: «ألن يكون هذا سيئًا؟ بسبب خطة ناتسومي؟» سوبارو: «أنا؟ ماذا فعلتُ… آه.»
ثم جلست في صدر القاعة على المقعد العلوي، ومدَّت ساقيها الطويلتين المرنتين، وأسندت جسدها إلى مِسند الذراع. مدت يدها، فتلقَّفت الفتاةُ الكامورو التي رافقتها كيِسِرو مطليًّا بالذهب بين أناملها الشاحبة.
أضرمت السيِّدة الجميلة طرفَ الغليون، وابتسمت ابتسامةً آسرة، فيما ملأت رئتَيها بالدخان الأرجواني الصاعد.
جلست في موضع الشرف، تنظر من علٍ إلى ضيفها—— إمبراطور فولاكيا الجالس أدناه.
يورنا: «أسلوبي، تقول؟ ماذا تقصد بذلك؟»
جسدها الممشوق الطويل التفَّ بكيمونو زاهٍ ذي زخارف زهرية، وشعرها الذي يتدرَّج من الأبيض إلى البرتقالي عند الأطراف رُبط بعناية وأناقة. وتزيَّن شعرها كانزاشي مصوغة من عظام وقرون حيوانات، ومعها حُلِيُّ شعرٍ أخرى من أنيابٍ وحراشف تُبهج عينَ كل ناظر. غير أنَّها تبقى مجرَّد زينة، جمالًا تصنعه الأيدي. ولكي يُستعرض سحرها حقًّا، لا بدَّ من الشخص المعروض، ومن نقاء جوهره الداخلي. وفي هذا المقام، رفعةُ مَن ترتدي الكيمونو أمرٌ لا يورث شكًّا.
يورنا: «————»
ارتجفت كتفا سوبارو بدهشة حين وُجِّه غضب كافما إليهم. فضَّل لو تُرك وشأنه بعيدًا عن دائرة الانتباه، لكن ذلك كان أملًا بعيد المنال. ومع ذلك، حين يُسألك أحد، فهناك دائمًا مجال لاستغلال الموقف.
مهابتُها وزينتُها، وطريقةُ كلامها، وكيف ترتدي الكيمونو كاشفةً كتفيها النحيلين، مع حضور الكامورو إلى جانبها، كلُّ ذلك أيقظ في ذهن سوبارو لفظتي “غانيـة” و”محظيَّة”.
وبالطبع، لم يطأ سوبارو ماخورًا قط، ولم يرَ مومسًا بعينه؛ إنما هي معارف استقاها من دراما تاريخية وأعمال تتناول عصورًا سالفة، ولم يخطر له غيرها.
——لا، القول إنَّ الألفاظ خانته مبالغة.
فهنا، لا ريب أنَّ ثمَّة كلمةً أخرى أصدق وصفًا لها: أجل، هي جميلة، وأجل، تتصرَّف كما تتصرَّف الغواني؛ غير أنَّ ذلك كلُّه يجيء بعد مرتبتها بوصفها السابعةَ بين الجنرالات التسعة السماويين——
فلو كان حاضرًا، لاندلع الصدام الحاسم لتحديد مَن هو الإمبراطور الحقيقي لفولاكيا.
؟؟؟: «——يورنا ميشيغوري.»
فجأة، كان من كسر حدة التوتر هو فينسنت فولاكيا—— الإمبراطور المزيَّف نفسه. وما إن نطق، حتى تراجع كافما، الذي كان قد اشتد انفعاله، على الفور. ومع أن الصوت والوجه مألوفان، شعر سوبارو بانقباض في أحشائه. فحتى مع إدراكه أنه مزيَّف، فإن إحساس الرهبة كان حقيقيًا تمامًا.
المرأةُ الفاتنة التي أطلت، يورنا ميشيغوري—— نُوديت باسمها، فحوَّلت نظرها إلى الرجل الذي نطق به.
على أرضية الخشب، ارتكزت الأعين على زرقتي عيني يورنا، وكان هناك الإمبراطور المزيَّف——
آل: «أتريد أن نجرِّب حظَّنا ونرى النتيجة؟» سوبارو: «لو كان بوسعنا أن نعيد الكرة من جديد، لكان ذلك خيارًا ممكنًا… لكن ما يخيفني أكثر هو تطوُّر لا نستطيع الرجوع منه. لذا، أرجوك، لا تقدم على أي تصرُّف طائش.» آل: «أجل، أجل.»
يورنا: «نعم، تمامًا. هذا صحيح، لكن رأسي ما زال على عنقي. وفوق ذلك، يبدو أنك لا تصحب معك ذلك الفتى المزعج اليوم.»
وسنسميه فينسنت تمييزًا له عن إيبل، وهو هو بعينه.
يورنا: «أسلوبي، تقول؟ ماذا تقصد بذلك؟»
سوبارو: «طبعًا… الصوت نفسه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عوارض وسقالات من مواد وأنماط متنافرة شُدَّت معًا، وفي وسطها القلعة التي تتناوب ألوانها المتلألئة بين الأحمر القاني والأزرق اللامع، فريدة في شكلها بين معالم مدينة الشياطين. مدينة لا يمكن فهمها إلا بذوقٍ فني خاص.
لم تصدر سوى بضع كلمات قليلة، لكن الصوت كان حقًا صوت إيبل.
يبدو أن الشبه لم يكن في المظهر فحسب، بل في الصوت أيضًا. غير أنَّه ما دام المظهر منسوخًا، فالتشابه في الصوت أمر طبيعي، ولهذا لم يكن ثمَّة ما يدعو للدهشة.
بل إنَّ ما أذهل سوبارو حقًا هو مشهد فينسنت ويورنا يتقابلان وجهًا لوجه.
كانا يتبادلان النظرات في صمت، وصورتهما تفيض بهاءً كلوحة فنية.
ميديوم: «كما تعلمان… ما زلت لا أفهم تمامًا، لكن… هل ذلك الإيبل تشين شخص مختلف عن إيبل تشين الذي نعرفه؟» آل: «أوه، بلى. لستِ مخطئة. فالحقيقي يفترض أن يكون جالسًا في النزل بالمدينة، ينتظرنا حتى نعود، أليس كذلك؟ لهذا نحن في ورطة…» ميديوم: «ألن يكون هذا سيئًا؟ بسبب خطة ناتسومي؟» سوبارو: «أنا؟ ماذا فعلتُ… آه.»
؟؟؟: «جنرال الدرجة الأولى يورنا… أليس هذا السلوك نوعًا من قلة الاحترام؟ ما الذي تفكرين فيه؟»
جمال ساحر لامع، وإمبراطور ذو هيئة مهيبة تجمع بين الوقار والعظمة في توليفة تكاد تكون سحرية… أيُّ حدثٍ سيخلِّده التاريخ من هذا اللقاء في ذلك اليوم؟
هل سيمهِّد هذا اللقاء للحب، أم سيقود إلى سفك الدماء؟ ذلك ما ستحدِّده اللحظات المقبلة.
يورنا: «آه، إن صدق ظني بأن مشاعري قد بلغتكم، فصدري يخفق من الحماسة. أرجو أن تغفروا لي.»
سوبارو: «… ما الغرض من قدومهم أصلًا؟»
آل: «لا أصدِّق… هل تلك الفتاة خططت للتمرُّد فقط لتجذب انتباه إيبل تشان؟»
لم يكن هدف وفد فينسنت من القدوم إلى مدينة الشياطين واضحًا بعد.
كان ردُّ الفعل على لقائهم بيورنا هو ما يتصدَّر الأولوية، لكن بالنسبة لغرض الزيارة—— ما الذي يدفعه للقدوم إلى إحدى الجنرالات التسعة السماويين التي ما فتئت تتمرَّد؟
إن كان يلعب دور الإمبراطور الحقيقي، فلا بد أن لديه ما يمنحه الشرعية. ولكن، لِمَ قد ترحِّب يورنا بالإمبراطور، وهي على خلاف معه، وتستقبله في القصر؟
ولو قال أحدهم إنَّ مكانتها لا تسمح لها بالرفض، لكان هذا كل ما في الأمر.
وبعد أن أخرس خادمه والضيف غير المدعو معًا، عاد فينسنت ليسأل يورنا مجددًا. في مواجهة السؤال وعلوِّ النبرة، أغمضت يورنا عينيها قليلًا. رفعت الـ«كيسيرو» برفق إلى فمها، ودعت الدخان البنفسجي المتماوج إلى رئتيها، ثم أطلقته بنعومة، مانحةً جوابها زخمًا مبالغًا فيه. ارتجَّت وجنتا كافما قليلًا من ضيقٍ جرَّاء إبقاء الإمبراطور منتظرًا مرة أخرى.
يورنا: «يا للعجب، يا صاحب السمو، لقد مرَّ زمن طويل.»
بدت المدينة ككعكة زفاف عشوائية لا رابط بين أجزائها، وكأن الفوضى رُسمت فوق الفوضى——
وبينما كان سوبارو غارقًا في أفكاره، ابتسمت يورنا أمامه، وعيناها تميلان إلى الأسفل عند الأطراف، وهي تضع الكيِسِرو في فمها. ثم أطلقت نفسًا من دخان أرجواني، وأغمضت عينًا واحدة بوقاحة، وقالت:
يورنا: «يشرفني أن أرى طلعتكم البهية. مهما دعوتكم إلى مدينة الشياطين، لم تجيبوا يومًا.»
فينسنت: «دعوة، تقولين؟.»
سوبارو: «أعتذر، لكن لديَّ اقتراح جديد. يبدو أننا في المكان الخطأ، وهناك أشياء من الأرجح أنه لا ينبغي لنا سماعها. نرغب بالتراجع والذهاب إلى…»
من دون أن يعلِّق على وقاحتها في الإيماءة والدخان، عقد فينسنت حاجبيه استياءً.
ثم شبك ذراعيه النحيلتين، وهو يربِّت بأصابعه على مرفقيه، وقال بعد تفكير:
فينسنت: «أكان حشدك الجيوش ضدِّي بين الحين والآخر هو دعوتك؟ إن كان الأمر كذلك، فالرد واضح.»
يورنا: «نعم، تمامًا. هذا صحيح، لكن رأسي ما زال على عنقي. وفوق ذلك، يبدو أنك لا تصحب معك ذلك الفتى المزعج اليوم.»
وبينما كان آل يسحب ميديوم إلى الخلف، أومأ سوبارو بجانبِه بوجهٍ جاد. لقد وجد نفسه في مواجهة خصمٍ غير متوقَّع—— بل أسوأ اصطدام يمكن تخيُّله. ومع مجريات الأحداث، كان من حسن الحظ أنَّ إيبل لم يكن برفقتهم في هذه اللحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فينسنت: «يورنا ميشيغوري… ما الذي تفكرين فيه؟»
فينسنت: «————»
يورنا: «آه، إن صدق ظني بأن مشاعري قد بلغتكم، فصدري يخفق من الحماسة. أرجو أن تغفروا لي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم تنحنحت يورنا وضحكت بخفوت. لكن صوتها المليء بالإغراء وابتسامتها لم ينجحا في زعزعة تعبير فينسنت.
كماله في أداء دور الإمبراطور المزيَّف كان مبهرًا، ومع ذلك، فقد كان سوبارو قلقًا من نبرة يورنا——
يورنا: «نعم، تمامًا. هذا صحيح، لكن رأسي ما زال على عنقي. وفوق ذلك، يبدو أنك لا تصحب معك ذلك الفتى المزعج اليوم.»
عن الشغف في عينيها وكلماتها تجاه فينسنت.
كافما: «لست أتحدث عن ذلك! أنتم هناك، أنتم!»
لم يكن تبادلهما سوى كلمات قليلة، لكن في عينَي سوبارو، الاثنين——
ميديوم: «إيه؟ إيبل تشين؟ ما الذي تفعله هنا… مغه.» آل: «هووه، كل شيء بخير يا ميديوم تشان. آل تشين موجود هنا.»
آل: «لا أصدِّق… هل تلك الفتاة خططت للتمرُّد فقط لتجذب انتباه إيبل تشان؟»
سوبارو: «————»
سوبارو: «ردُّ فعل رائع يا آل.» آل: «أجل، حتى أنا أرغب في أن أربِّت على كتفي إعجابًا بردَّة فعلي الأسطورية… لكن ذلك الرجل كان مفاجئًا أكثر من اللزوم، أليس كذلك؟»
سوبارو: «… أتمنى حقًا أنك مخطئ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ربما كان الكيمونو الأنيق غير المتوقع، وزينة الشعر البديعة، هما ما أطلق في ذهنه ذلك التشبيه. لكن، قبل كل شيء، كان السبب الحقيقي هو الشخص الذي جاءت به الفتاة برفقتها——
بدا أن آل قد وصل إلى نفس الاستنتاج الذي وصل إليه سوبارو، فأحدثت كلماته صوت اصطكاك أضراس الأخير.
كان يفضِّل لو أن أحد أعظم محاربي الإمبراطورية لم يكن ممَن يحرِّكون الجيوش بدافع ضغينة شخصية، كما كان من الصعب أن يتصور وجود أحدٍ يضمر مشاعر ود تجاه إيبل، بينما الأخير لا يراه حتى إنسانًا.
ذلك كان السبب الرئيس في شدِّ سوبارو لوجنتيه، لكن كان هناك ما هو أهم—— الدافع الذي حملهم على طلب مقابلة يورنا منذ البداية.
قالت يورنا كلماتها بنبرة متراخية، فما كان من الرجل الذي قدَّم نفسه باسم كافما إلا أن استشاط غضبًا. حدَّق بها وهو يشير بيده نحو سوبارو ورفاقه الذين كانوا يشاهدون الموقف في صمت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد كانت محاولة لجذب انتباهها تحت شعار: “إيبل يثير غيظي”، على افتراض أن ذلك لن يؤثر في أي شخص موالٍ لإيبل.
فإن صدقت الهواجس المزعجة لدى سوبارو والبقية، فالأمر لن يكون مُسليًا ليورنا على الإطلاق.
ومع ذلك، فقد أدخلت مجموعته إلى القصر، بل وجعلتهم يجلسون إلى جانب وفد فينسنت نفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هذا قلَّل من التشتت في مجرى أفكاره، وأتاح له التفرغ لاختيار الخيارات الأجدر بالتنفيذ.
؟؟؟: «جنرال الدرجة الأولى يورنا… أليس هذا السلوك نوعًا من قلة الاحترام؟ ما الذي تفكرين فيه؟»
رجل ذو شعر قصير منتصب، تتدلَّى منه خصلات طويلة كضفائر؛ بدا في العمر مقاربًا لفيـنسنت، وربما أكبر قليلًا. ارتدي عباءة بلون الرمال فوق درع خفيف أسود، ووجهه وبنيته يوحيان بحدة كالسلك المشدود. عيناه الثاقبتان تحدِّقان في يورنا كأنهما تتهمانها.
يورنا: «هممم؟»
بضحكة صغيرة ونبرة واثقة، أشارت يورنا إلى سوبارو ورفاقه بذقنها. وللمرة الأولى، وجَّه فينسنت وعيه نحو مجموعة سوبارو، لا بد أنه رأى أن وراء تبادل الكلمات السابق سببًا يتجاوز نزوة يورنا.
مهابتُها وزينتُها، وطريقةُ كلامها، وكيف ترتدي الكيمونو كاشفةً كتفيها النحيلين، مع حضور الكامورو إلى جانبها، كلُّ ذلك أيقظ في ذهن سوبارو لفظتي “غانيـة” و”محظيَّة”. وبالطبع، لم يطأ سوبارو ماخورًا قط، ولم يرَ مومسًا بعينه؛ إنما هي معارف استقاها من دراما تاريخية وأعمال تتناول عصورًا سالفة، ولم يخطر له غيرها. ——لا، القول إنَّ الألفاظ خانته مبالغة. فهنا، لا ريب أنَّ ثمَّة كلمةً أخرى أصدق وصفًا لها: أجل، هي جميلة، وأجل، تتصرَّف كما تتصرَّف الغواني؛ غير أنَّ ذلك كلُّه يجيء بعد مرتبتها بوصفها السابعةَ بين الجنرالات التسعة السماويين——
وبينما كان سوبارو ورفاقه منشغلين بالقلق من غموض الموقف، واصل وفد الإمبراطور حوارهم.
وبدلًا من فينسنت، الذي التزم الصمت، كان صاحب الشعر الأصفر المائل إلى الأخضر –ويبدو حارسًا شخصيًا لفيـنسنت– هو مَن جعل حاجبي يورنا يرتفعان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بمعنى آخر، إما أنَّ الحرس الثلاثة الذين اصطحبهم يملكون قوَّة باهرة، أو أنَّه أعدَّ تدابير أخرى خفيَّة.
رجل ذو شعر قصير منتصب، تتدلَّى منه خصلات طويلة كضفائر؛ بدا في العمر مقاربًا لفيـنسنت، وربما أكبر قليلًا.
ارتدي عباءة بلون الرمال فوق درع خفيف أسود، ووجهه وبنيته يوحيان بحدة كالسلك المشدود. عيناه الثاقبتان تحدِّقان في يورنا كأنهما تتهمانها.
وبينما كان آل يسحب ميديوم إلى الخلف، أومأ سوبارو بجانبِه بوجهٍ جاد. لقد وجد نفسه في مواجهة خصمٍ غير متوقَّع—— بل أسوأ اصطدام يمكن تخيُّله. ومع مجريات الأحداث، كان من حسن الحظ أنَّ إيبل لم يكن برفقتهم في هذه اللحظة.
يورنا: «وأنت… يا مَن مع صاحب السمو، أنت…؟»
إن صدَّقوا كلام إيبل، فإن عرش الإمبراطور لم يكن أبدًا مهدَ سلام. إيبل نفسه لم يكن يغلق عينيه معًا في العلن قط، دائم الحذر من يدٍ قد تمتد لاغتياله وهو نائم. فإذا كانت هذه طبيعة الإمبراطور الحقيقي، فحتى ذلك الإمبراطور المزيَّف لن يُقدِم على الظهور أمام العامة دون حماية جدِّية.
يورنا: «بالطبع، أنا دائمًا أفكِّر بصاحب السمو… بصاحب السمو إمبراطور فولاكيا.»
كافما: «أنا كافما إيرولوكس. أُمرت بمرافقة صاحب السمو. كنت أعتزم الاكتفاء بدور الحارس… لكن أسلوبك مقزِّز.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يورنا: «أسلوبي، تقول؟ ماذا تقصد بذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كافما: «كل شيء!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فينسنت: «دعوة، تقولين؟.»
قالت يورنا كلماتها بنبرة متراخية، فما كان من الرجل الذي قدَّم نفسه باسم كافما إلا أن استشاط غضبًا.
حدَّق بها وهو يشير بيده نحو سوبارو ورفاقه الذين كانوا يشاهدون الموقف في صمت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يورنا: «——اليوم لدينا الكثير من الضيوف، أليس كذلك؟»
كافما: «لماذا تريدين من الأساس وجود آخرين هنا! هذا قصرُك، لكنه في الوقت نفسه أرضٌ تابعة للإمبراطورية… هل نسيتِ تلك الحقيقة؟!»
فينسنت: «————»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان جالسًا بكل ثقة، يحيط به ثلاثة رجال يبدون كحرسٍ شخصي، مظهر مألوف ذو شعر أسود ونظرة شرسة—— وبعبارة أخرى، كان ذاك وجه شخص كان من المفترض أن ينتظره في النزل: إيبل.
يورنا: «بالطبع لم أنسَ. أنا أنتمي لصاحب السمو.»
ميديوم: «كما تعلمان… ما زلت لا أفهم تمامًا، لكن… هل ذلك الإيبل تشين شخص مختلف عن إيبل تشين الذي نعرفه؟» آل: «أوه، بلى. لستِ مخطئة. فالحقيقي يفترض أن يكون جالسًا في النزل بالمدينة، ينتظرنا حتى نعود، أليس كذلك؟ لهذا نحن في ورطة…» ميديوم: «ألن يكون هذا سيئًا؟ بسبب خطة ناتسومي؟» سوبارو: «أنا؟ ماذا فعلتُ… آه.»
كافما: «لست أتحدث عن ذلك! أنتم هناك، أنتم!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فتنتها باهرة وهي تُحرِّك قوامها الرشيق بحلاوةٍ واطمئنان. ولمساتُها الرصينة، وإيماءاتها التي تراعي عينَ المتلقِّي، على الرغم من الخمول الذي يخيِّم قليلًا على الأجواء، بدت ومضاتٍ من الحل الأمثل لفن اجتذاب النظر. وزاد من أثر خطوها المتهادي ذي الإيقاع الخاص تلك الذُّيولُ الثعلبية التي بدت أكبر من جسدها النحيل—— تسعةُ أذنابٍ وبرى. ومع كون شعرها مرفوعًا في عُقدة، وازدحامه بالكانزاشي، وبين حُلِيِّه آذانٌ حيوانيةٌ منتصبة، تسلَّل إلى ذهنه، كعبق الخمر، أنَّها ثعلبية فاتنة في كيمونو.
سوبارو: «هاه!؟ نحن؟!»
ارتجفت كتفا سوبارو بدهشة حين وُجِّه غضب كافما إليهم. فضَّل لو تُرك وشأنه بعيدًا عن دائرة الانتباه، لكن ذلك كان أملًا بعيد المنال.
ومع ذلك، حين يُسألك أحد، فهناك دائمًا مجال لاستغلال الموقف.
سوبارو: «آمم… هل نحن نعكِّر صفو شيء ما؟ إن كان الأمر كذلك، سنعود في يوم آخر…»
سوبارو: «آمم… هل نحن نعكِّر صفو شيء ما؟ إن كان الأمر كذلك، سنعود في يوم آخر…»
لسبب ما، حاولت يورنا إبقاء مجموعة سوبارو في المكان، بينما بدا أن كافما يوافق سوبارو على موقفه. وعلى الرغم من أن وجوده إلى جانب الإمبراطور المزيَّف يجعله عدوًا، فإن كلماته وتصرفاته كانت نزيهة إلى درجة جعلته يبدو الحليف الوحيد في هذا الموقف.
يورنا: «سيكون ذلك مشكلة. وقتي في اليوم محدود، وإن فاتكم اليوم، فلا أعلم متى ستكون هناك فرصة أخرى.»
يورنا: «————»
سوبارو: «طبعًا… الصوت نفسه.»
كافما: «لا تُبقِيهم هنا! الفتيات أيضًا على الأرجح يشعرن بالحرج!»
وبعد أن أخرس خادمه والضيف غير المدعو معًا، عاد فينسنت ليسأل يورنا مجددًا. في مواجهة السؤال وعلوِّ النبرة، أغمضت يورنا عينيها قليلًا. رفعت الـ«كيسيرو» برفق إلى فمها، ودعت الدخان البنفسجي المتماوج إلى رئتيها، ثم أطلقته بنعومة، مانحةً جوابها زخمًا مبالغًا فيه. ارتجَّت وجنتا كافما قليلًا من ضيقٍ جرَّاء إبقاء الإمبراطور منتظرًا مرة أخرى.
سوبارو: «نعم، نعم، هذا صحيح.»
يورنا: «مرحبًا بكم في قصري، لقد قطعتم شوطًا طويلًا.»
لسبب ما، حاولت يورنا إبقاء مجموعة سوبارو في المكان، بينما بدا أن كافما يوافق سوبارو على موقفه.
وعلى الرغم من أن وجوده إلى جانب الإمبراطور المزيَّف يجعله عدوًا، فإن كلماته وتصرفاته كانت نزيهة إلى درجة جعلته يبدو الحليف الوحيد في هذا الموقف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الأصل، يُشير لفظ “للازورد” إلى اللون الأزرق، لذا فإن اقترانه بـ “القرمزي” يبدو متناقضًا. لكن نظرة واحدة إلى واجهة قلعة اللازورد القرمزي كفيلة بإقناع أيِّ ناظر أنَّ الوصف دقيق.
ولكن——
ورغم أنَّها لم تدرك التفاصيل، فقد فهمت جوهر المشكلة، وأشارت مباشرة إلى صُلب المسألة. عبوس سوبارو حين وجد نفسه موضع الإشارة تحوَّل فورًا إلى استيعابٍ تام لقلقها.
فينسنت: «يورنا ميشيغوري… ما الذي تفكرين فيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فينسنت: «————»
لم تصدر سوى بضع كلمات قليلة، لكن الصوت كان حقًا صوت إيبل. يبدو أن الشبه لم يكن في المظهر فحسب، بل في الصوت أيضًا. غير أنَّه ما دام المظهر منسوخًا، فالتشابه في الصوت أمر طبيعي، ولهذا لم يكن ثمَّة ما يدعو للدهشة. بل إنَّ ما أذهل سوبارو حقًا هو مشهد فينسنت ويورنا يتقابلان وجهًا لوجه. كانا يتبادلان النظرات في صمت، وصورتهما تفيض بهاءً كلوحة فنية.
فجأة، كان من كسر حدة التوتر هو فينسنت فولاكيا—— الإمبراطور المزيَّف نفسه.
وما إن نطق، حتى تراجع كافما، الذي كان قد اشتد انفعاله، على الفور.
ومع أن الصوت والوجه مألوفان، شعر سوبارو بانقباض في أحشائه.
فحتى مع إدراكه أنه مزيَّف، فإن إحساس الرهبة كان حقيقيًا تمامًا.
على الأقل، كان ينبغي إيجاد وسيلة لتجاوز الموقف دون استفزاز الإمبراطور المزيَّف ورفاقه، ومعرفة الغاية الحقيقية من زيارتهم. لماذا اختار الظهور في كيوس فليم في هذا التوقيت بالذات؟ ثمَّ إنَّ المشهد، وإن كان الواقع مغايرًا، يوحي وكأنَّ الإمبراطور نفسه قد جاء.
فينسنت: «أجيبي. ما الذي تفكرين فيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «——لا، الحكم ما زال مبكرًا.»
وبعد أن أخرس خادمه والضيف غير المدعو معًا، عاد فينسنت ليسأل يورنا مجددًا.
في مواجهة السؤال وعلوِّ النبرة، أغمضت يورنا عينيها قليلًا.
رفعت الـ«كيسيرو» برفق إلى فمها، ودعت الدخان البنفسجي المتماوج إلى رئتيها، ثم أطلقته بنعومة، مانحةً جوابها زخمًا مبالغًا فيه.
ارتجَّت وجنتا كافما قليلًا من ضيقٍ جرَّاء إبقاء الإمبراطور منتظرًا مرة أخرى.
فالحجر المستخدم بوفرة في أساس القلعة وهياكلها كان، كما يوحي الاسم، من اللازورد الخالص. ذلك الجَوهَر يشعُّ بلمعان أزرق عميق، تتخلَّله دوَّامات قرمزية كقطرة دم تتساقط ببطء في الماء، حتى إنَّ هذا اللازورد الأزرق البديهي كان، بين حينٍ وآخر، يكتسي بوهجٍ أحمر يشبه دم الحياة.
يورنا: «بالطبع، أنا دائمًا أفكِّر بصاحب السمو… بصاحب السمو إمبراطور فولاكيا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فينسنت: «————»
بدا أن آل قد وصل إلى نفس الاستنتاج الذي وصل إليه سوبارو، فأحدثت كلماته صوت اصطكاك أضراس الأخير. كان يفضِّل لو أن أحد أعظم محاربي الإمبراطورية لم يكن ممَن يحرِّكون الجيوش بدافع ضغينة شخصية، كما كان من الصعب أن يتصور وجود أحدٍ يضمر مشاعر ود تجاه إيبل، بينما الأخير لا يراه حتى إنسانًا. ذلك كان السبب الرئيس في شدِّ سوبارو لوجنتيه، لكن كان هناك ما هو أهم—— الدافع الذي حملهم على طلب مقابلة يورنا منذ البداية.
الفتاة ذات القرنين: «——لقد وصلت يورنا ميشيغوري ساما.»
يورنا: «ههه، لا تمنحني تلك النظرات الباردة. لكني متأكدة أن صاحب السمو سيسعد أكثر لو أنك خفَّضت من قدر الضيوف هناك قليلًا، أليس كذلك؟»
وبينما كان آل يسحب ميديوم إلى الخلف، أومأ سوبارو بجانبِه بوجهٍ جاد. لقد وجد نفسه في مواجهة خصمٍ غير متوقَّع—— بل أسوأ اصطدام يمكن تخيُّله. ومع مجريات الأحداث، كان من حسن الحظ أنَّ إيبل لم يكن برفقتهم في هذه اللحظة.
بضحكة صغيرة ونبرة واثقة، أشارت يورنا إلى سوبارو ورفاقه بذقنها.
وللمرة الأولى، وجَّه فينسنت وعيه نحو مجموعة سوبارو، لا بد أنه رأى أن وراء تبادل الكلمات السابق سببًا يتجاوز نزوة يورنا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولقطع هذا المنحى السيئ للأحداث، تنحنح سوبارو قائلًا «أحم» استعدادًا لكلمة يوبِّخهم بها،
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم تنحنحت يورنا وضحكت بخفوت. لكن صوتها المليء بالإغراء وابتسامتها لم ينجحا في زعزعة تعبير فينسنت. كماله في أداء دور الإمبراطور المزيَّف كان مبهرًا، ومع ذلك، فقد كان سوبارو قلقًا من نبرة يورنا——
سوبارو: «أعتذر، لكن لديَّ اقتراح جديد. يبدو أننا في المكان الخطأ، وهناك أشياء من الأرجح أنه لا ينبغي لنا سماعها. نرغب بالتراجع والذهاب إلى…»
لم يكن هدف وفد فينسنت من القدوم إلى مدينة الشياطين واضحًا بعد. كان ردُّ الفعل على لقائهم بيورنا هو ما يتصدَّر الأولوية، لكن بالنسبة لغرض الزيارة—— ما الذي يدفعه للقدوم إلى إحدى الجنرالات التسعة السماويين التي ما فتئت تتمرَّد؟ إن كان يلعب دور الإمبراطور الحقيقي، فلا بد أن لديه ما يمنحه الشرعية. ولكن، لِمَ قد ترحِّب يورنا بالإمبراطور، وهي على خلاف معه، وتستقبله في القصر؟ ولو قال أحدهم إنَّ مكانتها لا تسمح لها بالرفض، لكان هذا كل ما في الأمر.
قوطعت كلمات سوبارو فيما كان ينحني عند خصره محاولًا مغادرة المكان بأدب. ولاحظ، للحظة وجيزة، عيني يورنا خلف سحابة الدخان البنفسجي، ولمع فيهما بريق طفولي؛ وهنا تمتم في نفسه «أوه» مدركًا أنه ارتكب هفوة.
يورنا: «عجبًا، يا له من قول مفعم بالخوف.»
قوطعت كلمات سوبارو فيما كان ينحني عند خصره محاولًا مغادرة المكان بأدب.
ولاحظ، للحظة وجيزة، عيني يورنا خلف سحابة الدخان البنفسجي، ولمع فيهما بريق طفولي؛ وهنا تمتم في نفسه «أوه» مدركًا أنه ارتكب هفوة.
فينسنت: «————»
لو كان سيعود أدراجه، لكان عليه أن يحسم أمره منذ أن وقعت عيناه على وجوه الواقفين أمامه.
لقد أساء التقدير، وانتهى به الأمر إلى الندم—— لأن…
ميديوم: «إيه؟ إيبل تشين؟ ما الذي تفعله هنا… مغه.» آل: «هووه، كل شيء بخير يا ميديوم تشان. آل تشين موجود هنا.»
وفي خضم أفكاره، أطلقت ميديوم، التي ما زال آل يغطي فمها، أنينًا مكتومًا.
يورنا: «سمعت من تانزا… جئتم إلى هنا لتغويني كي أصبح عدوة لصاحب السمو الإمبراطور الجليل، أليس كذلك؟»
لسبب ما، حاولت يورنا إبقاء مجموعة سوبارو في المكان، بينما بدا أن كافما يوافق سوبارو على موقفه. وعلى الرغم من أن وجوده إلى جانب الإمبراطور المزيَّف يجعله عدوًا، فإن كلماته وتصرفاته كانت نزيهة إلى درجة جعلته يبدو الحليف الوحيد في هذا الموقف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وهكذا، أعلنت صراحةً عن كامل نواياهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فينسنت: «دعوة، تقولين؟.»
كانت قد أُجبرت على التراجع دون تفسير، وفوق ذلك أُطبق فمها؛ لذا كان من الطبيعي أن تبدو مستاءة. أفلتها آل وهو يكرر معتذرًا: «آسف، آسف.»
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات