956 الأميرة والفارس
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
وحين يهدئ ضجيج المدينة، كان الرجل يقود أميرته إلى أعماق الليل كفارس. هناك، حيث لا سخرية ولا ازدراء. كان ذلك عالمهما الصغير الآمن.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“ما هذا؟”
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
“هل تبدّلت الأشياء بين طرفي الشارع؟” ضيّق عينيه. لم يطل المكوث. غادر مسرعاً نحو الطرف الشرقي. ومع تقدّم الليل، قلّ عدد المارة. بدا أن أسطورة الأميرة صحيحة.
Arisu-san
“هل القلعة هي المبنى الأطول عند الطرف الشرقي؟ كيف تبدو الأحذية الكريستالية؟ وأين تخفيها الأميرة؟” تساءل لاعب آخر بحذر.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل بلغت الحادية عشرة؟” أومأ الأخ الأكبر. استدار ليغادر، لكنه بعد خطوات قليلة التفت نحو هان فاي بقلق. “إن لم تجد مكاناً تختبئ فيه، يمكنك المجيء إلى كوخنا الخشبي عند الطرف الغربي من الشارع. رغم أنه قذر، لكنه آمن.” ثم ركض واختفى في أحد المتاجر.
.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كلما اتجه الشارع غرباً، ازداد قذارة. لكن الغريب أن الرائحة النتنة تخفّ.” شعر هان فاي بالحيرة. فقد كان الركام مكدّساً في الطرف الغربي، لكن مصدر الرائحة بدا وكأنه يأتي من الشرق. وبينما كان يفكر، ركض صبيّان يحملان أوعيةً مكسورة. بدا أنهما شقيقان. أحدهما في الثانية عشرة تقريباً، والآخر في السادسة. كان الأخ الأصغر متوتراً وهو يتبع أخاه، وعيناه تتحركان في كل اتجاه.
شارع السلام كانَ شارعاً تجارياً. تنوعت المتاجر على طوله. وحتى في منتصف الليل، عجٌ المكان بالحركة. لكن كلّما اتجه الشارع غرباً، ازداد ظلاماً وقذارة. وقف هان فاي عند الطرف الغربيّ الأقصى للشارع. نظر إلى الزقاق الممتدّ نحو الظلام وإلى المجنون المقيّد إلى العمود.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل بلغت الحادية عشرة؟” أومأ الأخ الأكبر. استدار ليغادر، لكنه بعد خطوات قليلة التفت نحو هان فاي بقلق. “إن لم تجد مكاناً تختبئ فيه، يمكنك المجيء إلى كوخنا الخشبي عند الطرف الغربي من الشارع. رغم أنه قذر، لكنه آمن.” ثم ركض واختفى في أحد المتاجر.
“ما اسمك؟ أين عائلتك؟ من قيدك هنا؟”
خرجت عربة يقطين ذهبية ضخمة يجرّها عدد من الخيول السوداء. جلس فارس بلباس أسود قاتم فوق الحصان الأضخم. كان مهيباً، رهيباً. يحمي الأميرة مهما كلّف الأمر.
المجنون لم يُبدِ أنه يفهم سؤال هان فاي. استمرّ في الصراخ. ومع تزايد انفعاله، قفز نحو هان فاي فاهتزّت السلاسل بعنف.
“ما هذا؟”
“كلما اتجه الشارع غرباً، ازداد قذارة. لكن الغريب أن الرائحة النتنة تخفّ.” شعر هان فاي بالحيرة. فقد كان الركام مكدّساً في الطرف الغربي، لكن مصدر الرائحة بدا وكأنه يأتي من الشرق. وبينما كان يفكر، ركض صبيّان يحملان أوعيةً مكسورة. بدا أنهما شقيقان. أحدهما في الثانية عشرة تقريباً، والآخر في السادسة. كان الأخ الأصغر متوتراً وهو يتبع أخاه، وعيناه تتحركان في كل اتجاه.
.
بدا أن الصبيين عانيا كثيراً. كانا أنضج من أقرانهما. وضعا الأوعية المليئة ببقايا الطعام أمام المجنون. ارتمى الأخير على الأرض كالحيوان وبدأ يلتهم الطعام. بدا أنه لا يحصل إلا على وجبة واحدة يومياً، ولم يهتم إن كان الطعام فاسداً أم لا.
كانا يطعمان القطط السوداء السائبة في الطرقات. صنع الأب خواتم من أغطية علب الألمنيوم. صقل شظايا الزجاج المكسور ليحوّلها إلى جواهر. قصّ الأقراص المدمجة ليصنع منها فساتين براقة كفساتين الأميرات.
لاحظ الصبيان وجود هان فاي. ارتابا في البداية، لكن حين رأيا أنه لم يؤذِ المجنون، خفّ حذرهما. وبعد أن انتهى المجنون من الأكل، ذهب الأخ الأصغر ليجمع الأوعية، بينما اقترب الأكبر من هان فاي. “لا تبدو وكأنك من هذا الشارع.”
“أنا لا أكذب. والدي مسجون هنا لأنه أساء إليها ذات يوم.” انطفأت عينا الصبي. “كان والدي أحد مديري هذا المكان. وبعد أن جاءت الأميرة، دفعته إلى الجنون. استخدمته كعبرة لترهب بقيّة التجار.”
“هل تعرف كل من يسكن هذا الشارع؟”
انتظر هان فاي حتى منتصف الليل. عندها فُتحت بوابة القصر. تحوّل الشارع كله في لحظة. صار كل شيء حالماً.
هزّ الأخ رأسه. “أريد فقط أن أنبّهك لتجد مكاناً تختبئ فيه سريعاً، لأنه بعد منتصف الليل، ستحرقك الأميرة حياً إن بقيت في الشارع.”
“هذه أول مرة لكما في شارع السلام. الأميرة لا تعرف عنكما. بعد خروجها من قلعتها عند منتصف الليل، يمكننا التسلّل وحرق أحذيتها الكريستالية المفضّلة.” قال الأخ الأكبر بصوت منخفض. لولا سمع هان فاي الحاد، لما التقط كلماته.
“الأميرة؟”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“هي مالكة هذا الشارع. امرأة مجنونة مهووسة بالزينة. تستولي على كل ما تقع عليه عيناها. جميع التجار يكرهونها، لكن لا أحد يجرؤ على الاعتراض.” همس الصبي.
هزّ الأخ رأسه. “أريد فقط أن أنبّهك لتجد مكاناً تختبئ فيه سريعاً، لأنه بعد منتصف الليل، ستحرقك الأميرة حياً إن بقيت في الشارع.”
“هذا الشارع لا يبدو أنه يرتبط بأي أميرة.”
المجنون لم يُبدِ أنه يفهم سؤال هان فاي. استمرّ في الصراخ. ومع تزايد انفعاله، قفز نحو هان فاي فاهتزّت السلاسل بعنف.
“أنا لا أكذب. والدي مسجون هنا لأنه أساء إليها ذات يوم.” انطفأت عينا الصبي. “كان والدي أحد مديري هذا المكان. وبعد أن جاءت الأميرة، دفعته إلى الجنون. استخدمته كعبرة لترهب بقيّة التجار.”
لم يكن في الكوخ سوى نعال نسائية. الثياب القديمة كانت وردية وبيضاء. كما وُجدت ألعاب يدوية كثيرة. الأسرة فقيرة، لكن المالك كان يحب ابنته. لم يستطع شراء ألعاب لها، فصنعها بيديه. لم يملك شيئاً يخصه، لكن إن ضحكت طفلته، كان يكتفي.
“أخي، يجب أن نذهب. أوشكت الساعة.” قال الأخ الأصغر. بدا أنهما مرتبطان بمهمة أخرى.
“ما هذا؟”
“هل بلغت الحادية عشرة؟” أومأ الأخ الأكبر. استدار ليغادر، لكنه بعد خطوات قليلة التفت نحو هان فاي بقلق. “إن لم تجد مكاناً تختبئ فيه، يمكنك المجيء إلى كوخنا الخشبي عند الطرف الغربي من الشارع. رغم أنه قذر، لكنه آمن.” ثم ركض واختفى في أحد المتاجر.
“ما هذا؟”
“الأخوان يبدوان طيبين، لكن الأخ الأكبر يتصنّع بوضوح. لقد أخفى عني حقيقة مهمّة.” كان هان فاي بارعاً في التمثيل، ورأى بسهولة زيف أدائه. ولأجل الحقيقة، تجنّب الرجل العاري ودخل الكوخ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل سيكون في القلعة أشباح؟” ظلّ اللاعبون قلقين.
الكوخ كان بسيطاً للغاية. جدرانه مشقّقة. بدا أن مالكه جامع قمامة أو مهووس بالتكديس. مع مرور الوقت، تراكمت رائحة كريهة خانقة داخله.
“أنا لا أكذب. والدي مسجون هنا لأنه أساء إليها ذات يوم.” انطفأت عينا الصبي. “كان والدي أحد مديري هذا المكان. وبعد أن جاءت الأميرة، دفعته إلى الجنون. استخدمته كعبرة لترهب بقيّة التجار.”
“الأخوان ووالدهما المجنون يعيشون هنا؟ لكن لماذا لا يبدو المكان وكأنه منزلهم؟”
“هذا ليس كابوسك وحدك، بل كابوسنا جميعاً. لن نتحرر إلا بقتل الأميرة.” جاء صوت مألوف من إحدى الغرف. كان ولدا المجنون في الداخل.
لم يكن في الكوخ سوى نعال نسائية. الثياب القديمة كانت وردية وبيضاء. كما وُجدت ألعاب يدوية كثيرة. الأسرة فقيرة، لكن المالك كان يحب ابنته. لم يستطع شراء ألعاب لها، فصنعها بيديه. لم يملك شيئاً يخصه، لكن إن ضحكت طفلته، كان يكتفي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأميرة؟”
“الأشياء هنا تخص فتاة. لماذا قال الصبيان إن هذا منزلهم؟ لكن ملابسهما توحي فعلاً بأنهما يعيشان هنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل ينتمي هذا الكابوس إلى طفلة؟ أهذا هو عالمها الخيالي؟”
كان لدى هان فاي سؤالان. الأول: القمامة كلّها في الطرف الغربي، لكن رائحة الحريق تأتي من الشرق. الثاني: هذا الكوخ مليء بأغراض فتاة، ومع ذلك قيل إن صبيين ورجلاً مجنوناً يقطنونه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كلما اتجه الشارع غرباً، ازداد قذارة. لكن الغريب أن الرائحة النتنة تخفّ.” شعر هان فاي بالحيرة. فقد كان الركام مكدّساً في الطرف الغربي، لكن مصدر الرائحة بدا وكأنه يأتي من الشرق. وبينما كان يفكر، ركض صبيّان يحملان أوعيةً مكسورة. بدا أنهما شقيقان. أحدهما في الثانية عشرة تقريباً، والآخر في السادسة. كان الأخ الأصغر متوتراً وهو يتبع أخاه، وعيناه تتحركان في كل اتجاه.
“هل تبدّلت الأشياء بين طرفي الشارع؟” ضيّق عينيه. لم يطل المكوث. غادر مسرعاً نحو الطرف الشرقي. ومع تقدّم الليل، قلّ عدد المارة. بدا أن أسطورة الأميرة صحيحة.
“أميرة وأحذية كريستالية… هذا الكابوس يشبه الحكايات الخيالية.” تمتمت لاعبة.
توقّف هان فاي عند المتجر الذي دخله الأخوان. ألقى نظرة عابرة. كان ذلك الفندق الوحيد في الشارع، من ثلاث طوابق. وبينما كان موظف الاستقبال منشغلاً، تسلّل هان فاي.
هزّ الأخ رأسه. “أريد فقط أن أنبّهك لتجد مكاناً تختبئ فيه سريعاً، لأنه بعد منتصف الليل، ستحرقك الأميرة حياً إن بقيت في الشارع.”
“هذا ليس كابوسك وحدك، بل كابوسنا جميعاً. لن نتحرر إلا بقتل الأميرة.” جاء صوت مألوف من إحدى الغرف. كان ولدا المجنون في الداخل.
لم يتزوج قط. في أحد الأيام عثر على طفلة رضيعة متخلى عنها. مع أنه لم يكن قادراً على إطعام نفسه، قرر أن يتبنّى هذه الصغيرة البريئة. لم يجرؤ على تركها في المنزل وحدها، فكان يحملها معه إلى العمل. وعندما كبرت قليلاً، صنع لها مقعداً خاصاً يثبت فوق شاحنة جمع القمامة البرتقالية خاصته.
“ماذا سنفعل؟”
“أميرة وأحذية كريستالية… هذا الكابوس يشبه الحكايات الخيالية.” تمتمت لاعبة.
“هذه أول مرة لكما في شارع السلام. الأميرة لا تعرف عنكما. بعد خروجها من قلعتها عند منتصف الليل، يمكننا التسلّل وحرق أحذيتها الكريستالية المفضّلة.” قال الأخ الأكبر بصوت منخفض. لولا سمع هان فاي الحاد، لما التقط كلماته.
كانا الوحيدين في الشارع. دوّى ضحك الأميرة من عربة اليقطين الذهبية. وما إن ابتعدت، تسلّل هان فاي إلى القصر. كان داخله فاخراً كظاهره. تزدان الأروقة بالكنوز والجواهر. تجاهلها كلها، ركض في الممر. “الرائحة تزداد كثافة. مصدرها خلف هذه اللوحة!”
“أميرة وأحذية كريستالية… هذا الكابوس يشبه الحكايات الخيالية.” تمتمت لاعبة.
ضربت الحوافر الأرض، فتسرّبت اللعنات إليها. خرجت الأميرة مع فارسها لبدء دورية الليل.
“هل القلعة هي المبنى الأطول عند الطرف الشرقي؟ كيف تبدو الأحذية الكريستالية؟ وأين تخفيها الأميرة؟” تساءل لاعب آخر بحذر.
.
“الأحذية الكريستالية ستكون في أعمق غرفة. تلك الغرفة تخبّئ ماضي الأميرة المظلم. هي ليست جميلة كما تبدو، بل وحش قبيح مهووس.” تحدث الأخ الأكبر بجدية. “تذكروا هذا: نقطة ضعف الأميرة الوحيدة هي النار. وحدها النار تستطيع إحراق كل ما تحبّه وقتلها.”
“حسناً. سنبدأ بعد منتصف الليل!”
“هل سيكون في القلعة أشباح؟” ظلّ اللاعبون قلقين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل ينتمي هذا الكابوس إلى طفلة؟ أهذا هو عالمها الخيالي؟”
“القلعة كلها مسكن الأميرة وفارسها الأسود. لا يفترقان أبداً. سيخرجان معاً عند منتصف الليل. في تلك اللحظة، سيثور التجار في الشارع ليشغلوها ريثما تتحركون!” بدا أن الأخ الأكبر يضمر كراهية شديدة للأميرة.
“هل تبدّلت الأشياء بين طرفي الشارع؟” ضيّق عينيه. لم يطل المكوث. غادر مسرعاً نحو الطرف الشرقي. ومع تقدّم الليل، قلّ عدد المارة. بدا أن أسطورة الأميرة صحيحة.
“حسناً. سنبدأ بعد منتصف الليل!”
هزّ الأخ رأسه. “أريد فقط أن أنبّهك لتجد مكاناً تختبئ فيه سريعاً، لأنه بعد منتصف الليل، ستحرقك الأميرة حياً إن بقيت في الشارع.”
ارتفعت وقع خطوات. انسحب هان فاي بسرعة قبل أن يُكتشف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ضجيج شارع السلام، التجار والمارة، حتى الأميرة والقلعة… كلّها تبدو زائفة. لكن هذه الغرفة المحترقة حقيقية.” أدرك هان فاي أن كل ما في الشارع محض أوهام خلقتها صاحبة الكابوس. هذه الغرفة المحترقة وحدها هي الواقع. أعاد اللوحة الزيتية مكانها وبقي داخل الغرفة السوداء. تفحّص المكان، ثم حفر تحت الرماد فاستخرج صندوقاً صدئاً.
غدا شارع السلام فارغاً. أغلقت معظم المتاجر. احتاج نصف ساعة فقط لينتقل من الصخب إلى الخراب. وصل هان فاي إلى الطرف الشرقي ورأى قلعة الأميرة. مبنى ضخم على الطراز الغربي، جدرانه بيضاء. ومنه انبعثت الرائحة الحادة لاحتراق القمامة!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأميرة؟”
“يبدو كقصرٍ فاخرٍ. لماذا تنبعث منه هذه الرائحة؟”
لم يكن في الكوخ سوى نعال نسائية. الثياب القديمة كانت وردية وبيضاء. كما وُجدت ألعاب يدوية كثيرة. الأسرة فقيرة، لكن المالك كان يحب ابنته. لم يستطع شراء ألعاب لها، فصنعها بيديه. لم يملك شيئاً يخصه، لكن إن ضحكت طفلته، كان يكتفي.
لم يتسلّل هان فاي إلى الداخل مباشرة. بل أقنع صاحب متجر صغير ليسمح له بالمكوث. قال له إنه يمكن أن يبقى ما شاء.
“هل تبدّلت الأشياء بين طرفي الشارع؟” ضيّق عينيه. لم يطل المكوث. غادر مسرعاً نحو الطرف الشرقي. ومع تقدّم الليل، قلّ عدد المارة. بدا أن أسطورة الأميرة صحيحة.
انتظر هان فاي حتى منتصف الليل. عندها فُتحت بوابة القصر. تحوّل الشارع كله في لحظة. صار كل شيء حالماً.
“هل تعرف كل من يسكن هذا الشارع؟”
خرجت عربة يقطين ذهبية ضخمة يجرّها عدد من الخيول السوداء. جلس فارس بلباس أسود قاتم فوق الحصان الأضخم. كان مهيباً، رهيباً. يحمي الأميرة مهما كلّف الأمر.
كانا الوحيدين في الشارع. دوّى ضحك الأميرة من عربة اليقطين الذهبية. وما إن ابتعدت، تسلّل هان فاي إلى القصر. كان داخله فاخراً كظاهره. تزدان الأروقة بالكنوز والجواهر. تجاهلها كلها، ركض في الممر. “الرائحة تزداد كثافة. مصدرها خلف هذه اللوحة!”
ضربت الحوافر الأرض، فتسرّبت اللعنات إليها. خرجت الأميرة مع فارسها لبدء دورية الليل.
المجنون لم يُبدِ أنه يفهم سؤال هان فاي. استمرّ في الصراخ. ومع تزايد انفعاله، قفز نحو هان فاي فاهتزّت السلاسل بعنف.
“هل ينتمي هذا الكابوس إلى طفلة؟ أهذا هو عالمها الخيالي؟”
كانا الوحيدين في الشارع. دوّى ضحك الأميرة من عربة اليقطين الذهبية. وما إن ابتعدت، تسلّل هان فاي إلى القصر. كان داخله فاخراً كظاهره. تزدان الأروقة بالكنوز والجواهر. تجاهلها كلها، ركض في الممر. “الرائحة تزداد كثافة. مصدرها خلف هذه اللوحة!”
كانا الوحيدين في الشارع. دوّى ضحك الأميرة من عربة اليقطين الذهبية. وما إن ابتعدت، تسلّل هان فاي إلى القصر. كان داخله فاخراً كظاهره. تزدان الأروقة بالكنوز والجواهر. تجاهلها كلها، ركض في الممر. “الرائحة تزداد كثافة. مصدرها خلف هذه اللوحة!”
“ما هذا؟”
دخل هان فاي معرض القصر. توقّف فجأة. أمامه لوحة زيتية ضخمة. كانت تُصوّر سندريلا ترتدي حذاءها الكريستالي، متشوقة لموعدها. أزاح اللوحة، فكشف عن إطار باب متفحّم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأميرة؟”
“ما هذا؟”
غدا شارع السلام فارغاً. أغلقت معظم المتاجر. احتاج نصف ساعة فقط لينتقل من الصخب إلى الخراب. وصل هان فاي إلى الطرف الشرقي ورأى قلعة الأميرة. مبنى ضخم على الطراز الغربي، جدرانه بيضاء. ومنه انبعثت الرائحة الحادة لاحتراق القمامة!
دخل عبر الباب. تغيّرت عيناه. الغرفة خلف اللوحة كانت شبيهة بالكوخ الخشبي الذي عاش فيه الصبيان والمجنون. كل القمامة المخزنة كانت محترقة. وبين الأنقاض، وجد حذاء، حذاء نسائي لونه زهري، وكانَ نصف محترق.
كان لدى هان فاي سؤالان. الأول: القمامة كلّها في الطرف الغربي، لكن رائحة الحريق تأتي من الشرق. الثاني: هذا الكوخ مليء بأغراض فتاة، ومع ذلك قيل إن صبيين ورجلاً مجنوناً يقطنونه.
“ضجيج شارع السلام، التجار والمارة، حتى الأميرة والقلعة… كلّها تبدو زائفة. لكن هذه الغرفة المحترقة حقيقية.” أدرك هان فاي أن كل ما في الشارع محض أوهام خلقتها صاحبة الكابوس. هذه الغرفة المحترقة وحدها هي الواقع. أعاد اللوحة الزيتية مكانها وبقي داخل الغرفة السوداء. تفحّص المكان، ثم حفر تحت الرماد فاستخرج صندوقاً صدئاً.
ضربت الحوافر الأرض، فتسرّبت اللعنات إليها. خرجت الأميرة مع فارسها لبدء دورية الليل.
في داخله وُجدت أوراق تبنٍّ محروقة وألبوم صور قديم. الصفحات الصفراء سجّلت حياة رضيعة معاقة ذهنياً.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
كان “الأب” رجلاً قصيراً هزيلاً أعرج. عامل نظافة في الشارع، مسؤول عن تنظيف شارع كلِين.
كانا يطعمان القطط السوداء السائبة في الطرقات. صنع الأب خواتم من أغطية علب الألمنيوم. صقل شظايا الزجاج المكسور ليحوّلها إلى جواهر. قصّ الأقراص المدمجة ليصنع منها فساتين براقة كفساتين الأميرات.
لم يتزوج قط. في أحد الأيام عثر على طفلة رضيعة متخلى عنها. مع أنه لم يكن قادراً على إطعام نفسه، قرر أن يتبنّى هذه الصغيرة البريئة. لم يجرؤ على تركها في المنزل وحدها، فكان يحملها معه إلى العمل. وعندما كبرت قليلاً، صنع لها مقعداً خاصاً يثبت فوق شاحنة جمع القمامة البرتقالية خاصته.
“هذا الشارع لا يبدو أنه يرتبط بأي أميرة.”
كانا يطعمان القطط السوداء السائبة في الطرقات. صنع الأب خواتم من أغطية علب الألمنيوم. صقل شظايا الزجاج المكسور ليحوّلها إلى جواهر. قصّ الأقراص المدمجة ليصنع منها فساتين براقة كفساتين الأميرات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ماذا سنفعل؟”
لقد كانا سعيدين. كانا كل شيء لبعضهما البعض.
الكوخ كان بسيطاً للغاية. جدرانه مشقّقة. بدا أن مالكه جامع قمامة أو مهووس بالتكديس. مع مرور الوقت، تراكمت رائحة كريهة خانقة داخله.
وحين يهدئ ضجيج المدينة، كان الرجل يقود أميرته إلى أعماق الليل كفارس. هناك، حيث لا سخرية ولا ازدراء. كان ذلك عالمهما الصغير الآمن.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“الأحذية الكريستالية ستكون في أعمق غرفة. تلك الغرفة تخبّئ ماضي الأميرة المظلم. هي ليست جميلة كما تبدو، بل وحش قبيح مهووس.” تحدث الأخ الأكبر بجدية. “تذكروا هذا: نقطة ضعف الأميرة الوحيدة هي النار. وحدها النار تستطيع إحراق كل ما تحبّه وقتلها.”
كانا الوحيدين في الشارع. دوّى ضحك الأميرة من عربة اليقطين الذهبية. وما إن ابتعدت، تسلّل هان فاي إلى القصر. كان داخله فاخراً كظاهره. تزدان الأروقة بالكنوز والجواهر. تجاهلها كلها، ركض في الممر. “الرائحة تزداد كثافة. مصدرها خلف هذه اللوحة!”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات

 
		 
		 
		 
		