قصة جانبية: حكايات من روسيا (6)
القصة الجانبية: حكايات من روسيا [6]
“الجنود أولئك يمكنهم تقبيل مؤخرتي إن كانوا يظنون أنهم نظّفوا [فلاديفوستوك]. لم يكن تنظيفهم أكثر من زاوية أو اثنتين. المدينة كانت تعجّ بالزومبيات. اضطررت للبقاء أطول هناك لأصطاد الحمر منهم.”
❄️∘˚。⋆☃⋆。˚∘❄️
“وماذا حدث لأولئك الناس؟” سألت.
قمت بتقييد الزومبيّين ذوي الأعين الحمراء، عديمي الأطراف، على سطح المبنى، وتركْتُ [جي-أون] لتراقبهم.
كان من الطبيعي أن تنشأ مشاكل حين يُحشر أحد عشر مئة شخص في مكان لم يُصمّم إلا لثلاثمئة. بل لكان من الغريب والموحي بالريبة لو لم يحدث شيء. لا بد أن السكّان اشتكوا من قلة الطعام، وضيق المكان، والسرقات، والمشاكل الشخصية.
أما ذاك الذي فجّرت رأسه، فقد مات بالفعل، ولا حاجة لأخذه إلى المختبر. أما أتباعي، فقد أمرتهم بالتهام الزومبيات الألفين الذين ملأوا الساحة. وبعد أن أنهيت كل شيء، توجّهت إلى الطابق الرابع من السوبر ماركت. كان الناجون يحدّقون بي بدهشة وذهول، ويبدو أنهم رأوا كل ما حدث من خلال النوافذ.
“هاه؟”
قال الرجل كثيف اللحية:
“بالمناسبة، عم… [هان-سول] أخبرني أن شيئًا ما حدث هذا الصباح أثناء غيابي.”
“ما الذي تكونه بحق الجحيم؟ أأنت زومبي؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يكن لدينا خيار في ذلك الوقت. كنا نعلم أن إطلاق النار عليهم كان أقلّ وحشية من طردهم خارجًا.”
أجبت:
أجبت:
“وما عساني أكون غير ذلك؟”
“السيد [لي هيون-دوك]!”
“إنك كائن مختلف تمامًا… فريد، متفوّق. هل أنا متوهم؟ هل أحلم بكل هذا؟”
Arisu-san
تمدّدت لأفكّ بعض التشنّج من كتفيّ وقلت:
ذلك الذي وثقت به، والذي حاول أن يعيدني إلى الإنسانية، بدا لي الآن ككتلة من الجليد.
“نعم، نعم، فقط ابدأ في جمع أمتعتك.”
“…”
لكنه لم يتحرك، بل استمر بالتحديق فيّ بذهول. رمقته بنظرة متجهمة.
“السيد [لي هيون-دوك]… لا تُظهر هذه النظرة. لو كنتُ مكانه، لاتّخذت القرار ذاته.”
“ألستَ من قال إنك تريد الذهاب إلى المختبر؟ اجمع أغراضك لنغادر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لكنهم أطلقوا النار على الناس. على ناجين، وليس على زومبيات. كيف تبرر ذلك؟”
“هل… هل يمكننا حقًا الذهاب معك؟”
“طبعًا. بل وجدت أربعة.”
“نعم، ما دمتم تستعدّون قبل أن أغيّر رأيي. لكن عليكم أن تَعِدوني بألّا تُحدِثوا ضجّة، وألا تتسببوا بأي مشكلة. هذا شرط لا نقاش فيه.”
“…”
“بالطبع! بل أعدك أننا لن نزعجك مطلقًا. أقسم بذلك!”
Arisu-san
ضحكت بخفة وقلت:
“إنك كائن مختلف تمامًا… فريد، متفوّق. هل أنا متوهم؟ هل أحلم بكل هذا؟”
“إذن، اجمعوا أنفسكم جميعًا وتجمّعوا في الطابق الأول.”
وصلنا إلى المختبر مع انبلاج الفجر. كانت [إلينا] قد استيقظت مبكرًا، ورأتنا أثناء تنزّهها الصباحي. كان مركز الأبحاث ممتدًا على مساحة شاسعة، وكان بالإمكان ممارسة الرياضة ضمن أسوار الحماية التي كانت تحيط بالمركز والمرافق العسكرية المجاورة له. وكان هناك مدرج طائرات يسمح بإقلاع وهبوط طائرات الشحن.
ثم صعدت إلى السطح لأطمئن على حال أسراي الثلاثة. لم يتمكنوا – ولا يمكنهم – التسبب بأي فوضى، بما أنهم بلا أطراف ومقيّدون. حملتُهم على كتفيّ استعدادًا للنزول. لكنهم بدأوا بالصراخ والضجيج، يطلقون شتائم عنصرية دون تفكير.
❄️∘˚。⋆☃⋆。˚∘❄️
ولإسكاتهم، اضطررت إلى حشو أفواههم بالصخور وتقييد رؤوسهم حتى لا يتمكنوا من تحريكها. شددت وثاقهم حتى انقطع الدم عن رؤوسهم، وكنت على يقين أنهم، بهذه الحالة، لن يستطيعوا تحرير أنفسهم أبدًا.
“ألستَ من قال إنك تريد الذهاب إلى المختبر؟ اجمع أغراضك لنغادر.”
بعد بُرهة، تجمّع الناجون الروس في الطابق الأول. أمرتُ أتباعي بحملهم بين أذرعهم. جعلت كل بالغ يحمل طفلًا، ثم أمرتُ كل واحد من المتحوّلين من الدرجة الأولى أن يحمل أحد الزوجين. وأخيرًا، أوكلت إلى أحدهم حمل الطفل المتبقي، وهكذا أصبحنا مستعدّين للعودة إلى المختبر.
دفعتُ تابع [دو هان-سول] بأقصى ما أستطيع ليُعلِم من في المختبر أنني عثرت على زومبيّين ذوي أعين حمراء. نظر إليّ الرجل كثّ اللحية بتوتر، وكأن فكرة أن يحمله كائن متحوّل لا تزال تثير غرابته.
دفعتُ تابع [دو هان-سول] بأقصى ما أستطيع ليُعلِم من في المختبر أنني عثرت على زومبيّين ذوي أعين حمراء. نظر إليّ الرجل كثّ اللحية بتوتر، وكأن فكرة أن يحمله كائن متحوّل لا تزال تثير غرابته.
“أنا فقط… لا أعرف. هناك شيء غير مريح… لا أستطيع تحديده.”
“هل من الضروري أن نتحرك بهذه الطريقة؟” سألني.
هزّت رأسها.
أجبته:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يكن لدينا خيار في ذلك الوقت. كنا نعلم أن إطلاق النار عليهم كان أقلّ وحشية من طردهم خارجًا.”
“ستعرف لماذا… قريبًا. لماذا لا بد أن نتحرك بهذه الطريقة.”
رفعتُ حاجبيّ، وابتسم هو بهدوء.
ابتسمت، وتوهّجت عيناي الزرقاوان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يكن لدينا خيار في ذلك الوقت. كنا نعلم أن إطلاق النار عليهم كان أقلّ وحشية من طردهم خارجًا.”
“لا ينبغي أن يصيب هؤلاء الناس أي أذى”، أمرتُ أتباعي. “سأقتل أيًّا منكم إن أسقطهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا، بدأتُ أربط الخيوط ببعضها. تذكّرت لقائي الأول مع [تومي] وقائد الجيش الروسي في مطار [جيمبو]. لقد بدا حينها كالمهووس باللقاحات، حتى أنه لم يكن مستعدًا لمسامحة أحد يجرؤ على محاولة الاستيلاء عليها.
كياااااااا!!!
“هل تقول إنه كان من العدل أن يُقتل الجنود والباحثون بدلًا عنهم؟”
“سأتحرك بهدوء. تأكدوا من أن لا أحد يتعثر.”
“هل هم ناجون من [أوسوريسك]؟”
كنت أخشى أن يتعثر بعض الأتباع إن ركضنا بأقصى سرعة، بما أنهم لا يستطيعون استخدام أذرعهم.
Arisu-san
ومع ذلك، انطلقتُ عائدًا إلى المختبر بسرعة لا تؤذي قدميّ، وقلبي أخفّ من حين جئتُ إلى [أوسوريسك].
قال الرجل كثيف اللحية:
❄️∘˚。⋆☃⋆。˚∘❄️
“…”
استغرقت الرحلة إلى [أوسوريسك] مني ساعة واحدة، لكن استغرقنا ما يقارب الأربع ساعات في طريق العودة إلى المختبر. فقد اضطررت إلى استرجاع أتباع [دو هان-سول] الذين كانوا واقفين في أماكنهم، كل أربعين كيلومترًا، يتلقّون ويُرسِلون الإشارات. كما كان عليّ أن أقطع أطراف الزومبيّين ذوي العيون الحمراء في كل مرة تُعاود أطرافهم النمو، وكأنني أقصّ الأغصان الزائدة من الأشجار.
مسّدت جبيني برفق، وكان [دو هان-سول] قد بقي صامتًا طوال الحديث، لكنه نطق أخيرًا:
وصلنا إلى المختبر مع انبلاج الفجر. كانت [إلينا] قد استيقظت مبكرًا، ورأتنا أثناء تنزّهها الصباحي. كان مركز الأبحاث ممتدًا على مساحة شاسعة، وكان بالإمكان ممارسة الرياضة ضمن أسوار الحماية التي كانت تحيط بالمركز والمرافق العسكرية المجاورة له. وكان هناك مدرج طائرات يسمح بإقلاع وهبوط طائرات الشحن.
تلقّيت جوابه كضربة على الوجه. لم أستطع أن أصدّق ذلك. فجأة، شعرت وكأن الشخص الذي أعرفه لم يعد هو نفسه. بدا لي غريبًا. خذلني.
ومع هذا، فالنقاش حول مدى اتساع المجمع لم يكن ذا فائدة.
“هل أُصبتَ بشيء؟”
لوّحت [إلينا] بيدها حين رأتني.
“ما الذي تفعله هنا؟”
“السيد [لي هيون-دوك]!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، نعم، فقط ابدأ في جمع أمتعتك.”
تأمّلتها عن كثب، ولاحظت [أليوشا] خلفها، يلهث بصعوبة. يبدو أنه انضمّ إليها في تمرينها الصباحي، لكنه لم يكن يملك اللياقة الكافية. تمدّد [أليوشا] بجانب [إلينا] كأنه جثة، وتمتم بكلمات روسية لم أفهمها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يكن لدينا خيار في ذلك الوقت. كنا نعلم أن إطلاق النار عليهم كان أقلّ وحشية من طردهم خارجًا.”
لكن لم يكن هناك حاجة للفهم. فقد قرأت كل شيء من ملامح وجهه المنهك. سرعان ما خرج [تومي] و[دو هان-سول] من المختبر. يبدو أنهما سمعا صوت [إلينا]. ما إن وقعت عينا [تومي] على الزومبيات التي كنت أحملها، حتى ركض نحوي وقد اتّسعت عيناه.
ألقى [تومي] نظرة على الناجين، ثم تمتم بشفتيه:
“هل وجدتهم؟ أولئك ذوو الأعين الحمراء؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يكن لدينا خيار في ذلك الوقت. كنا نعلم أن إطلاق النار عليهم كان أقلّ وحشية من طردهم خارجًا.”
“نعم. و… وجدت بعض الأشخاص أيضًا.”
ومع ذلك، لم أكن أعلم كيف أهدّئ تلك المشاعر المتضاربة التي تموج بداخلي.
أمرتُ أتباعي المتحوّلين أن يُنزِلوا الناجين الذين كانوا يحملونهم. بدت على الجميع آثار الإرهاق، ولم يكن غريبًا، فهم لم يذوقوا طعم النوم طوال الليل. بل ربما لم يكن الأمر متعلقًا فقط بقلة النوم. لعلّ الرحلة الليلية العنيفة قد تركت أثرها فيهم.
“…”
ألقى [تومي] نظرة على الناجين، ثم تمتم بشفتيه:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالطبع! بل أعدك أننا لن نزعجك مطلقًا. أقسم بذلك!”
“هل هم ناجون من [أوسوريسك]؟”
“ما الذي تفعله هنا؟”
“نعم.”
“أنا فقط… لا أعرف. هناك شيء غير مريح… لا أستطيع تحديده.”
“لست واثقًا إن كان قرارًا صائبًا أن نحضر ناجين إلى هنا، بالنظر إلى وضعنا الحالي.”
صوت مقبض الباب يُفتح. دخل [كيم هيونغ-جون] وهو يبتسم.
“أعتذر لأنني اتّخذت القرار وحدي. لكن… لم أستطع أن أتركهم خلفي.”
“طبعًا. بل وجدت أربعة.”
كان محقًا. لم أعد القائد بعد الآن، بما أننا لم نعد في كوريا. كان دوري أن أساعد [تومي]، و[أليوشا]، و[إلينا] ليُركّزوا على أبحاثهم.
كان محقًا. لم أعد القائد بعد الآن، بما أننا لم نعد في كوريا. كان دوري أن أساعد [تومي]، و[أليوشا]، و[إلينا] ليُركّزوا على أبحاثهم.
أشحت بنظري متجهّمًا، وتنهد [تومي] ثم راح يتأمل الناجين الواقفين خلفي. تقدّم الرجل كثيف اللحية، وألقى أسلحته على الأرض، ثم تكلّم:
“هل أُصبتَ بشيء؟”
“إن سمحتم لنا بالبقاء، سنفعل أي شيء تطلبونه منا. أرجوكم… لا تطردونا.”
كان محقًا. لم أعد القائد بعد الآن، بما أننا لم نعد في كوريا. كان دوري أن أساعد [تومي]، و[أليوشا]، و[إلينا] ليُركّزوا على أبحاثهم.
يبدو أنه ظنّ أن [تومي] هو القائد هنا. وما إن خلع أسلحته، حتى فعل الآخرون مثله، وراحوا جميعًا يترجّونه بصوت واحد. وقف [تومي] حائرًا، يحكّ رأسه، لا يعرف كيف يرد. عندها، اقتربت منه [إلينا] التي كانت تراقب الموقف بصمت.
لكن لم يكن هناك حاجة للفهم. فقد قرأت كل شيء من ملامح وجهه المنهك. سرعان ما خرج [تومي] و[دو هان-سول] من المختبر. يبدو أنهما سمعا صوت [إلينا]. ما إن وقعت عينا [تومي] على الزومبيات التي كنت أحملها، حتى ركض نحوي وقد اتّسعت عيناه.
قالت:
لم أعرف ماذا أقول. أدركت أخيرًا أن الشعور المزعج في داخلي نشأ من حقيقة أنني حاولت إصدار حكم على شيء لم أشهده بنفسي. لم أفهم لماذا لم أتوصل إلى تلك النتيجة البديهية من البداية.
“دعهم يبقون، يا [تومي].”
“شغب؟ تقولين شغبًا؟”
“هاه؟”
لكن لم يكن هناك حاجة للفهم. فقد قرأت كل شيء من ملامح وجهه المنهك. سرعان ما خرج [تومي] و[دو هان-سول] من المختبر. يبدو أنهما سمعا صوت [إلينا]. ما إن وقعت عينا [تومي] على الزومبيات التي كنت أحملها، حتى ركض نحوي وقد اتّسعت عيناه.
“ماذا عسانا أن نفعل؟ هل سنرميهم للخارج؟ هل سنتركهم ليموتوا؟”
تمدّدت لأفكّ بعض التشنّج من كتفيّ وقلت:
“لكن كيف لنا أن نثق بهم…”
“هل تقول إنه كان من العدل أن يُقتل الجنود والباحثون بدلًا عنهم؟”
“معهم أطفال، [تومي]. أستطيع أن أخبرك بأنهم ليسوا أناسًا سيئين، فقط من كونهم لم يتخلوا عن أطفالهم، حتى في عالم مثل هذا.”
“أعتذر لأنني اتّخذت القرار وحدي. لكن… لم أستطع أن أتركهم خلفي.”
عضّ [تومي] شفتيه، وبدت ملامحه مشوّشة. لاحظت [إلينا] أنه يُفكر، فاستمرت في إقناعه.
أجبته:
“نحن لسنا في أزمة غذاء كما كنا في الماضي”، تابعت. “لا سبب لرفضهم. تلك الأحداث… أعمال الشغب التي فجّرها الضحايا، أصبحت جزءًا من الماضي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لوّحت [إلينا] بيدها حين رأتني.
قلت بتلقائية:
ترجمة:
“الضحايا؟”
مسّدت جبيني برفق، وكان [دو هان-سول] قد بقي صامتًا طوال الحديث، لكنه نطق أخيرًا:
هزّت رأسها.
“في النهاية… إنها كانت أعمال شغب. وكان لا بد لأحدهم أن يتعامل معها.”
“كان أحد المباني يُستخدم كملجأ سابقًا. لكنه أُغلق بسبب أعمال الشغب التي أثارها الناجون.”
استغرقت الرحلة إلى [أوسوريسك] مني ساعة واحدة، لكن استغرقنا ما يقارب الأربع ساعات في طريق العودة إلى المختبر. فقد اضطررت إلى استرجاع أتباع [دو هان-سول] الذين كانوا واقفين في أماكنهم، كل أربعين كيلومترًا، يتلقّون ويُرسِلون الإشارات. كما كان عليّ أن أقطع أطراف الزومبيّين ذوي العيون الحمراء في كل مرة تُعاود أطرافهم النمو، وكأنني أقصّ الأغصان الزائدة من الأشجار.
“شغب؟ تقولين شغبًا؟”
“أنا فقط… لا أعرف. هناك شيء غير مريح… لا أستطيع تحديده.”
نعم.
“معهم أطفال، [تومي]. أستطيع أن أخبرك بأنهم ليسوا أناسًا سيئين، فقط من كونهم لم يتخلوا عن أطفالهم، حتى في عالم مثل هذا.”
“لقد بُني الملجأ ليستوعب ثلاثمئة شخص فقط، لكن حين ارتفع العدد إلى ألفٍ ومئة، صار من الصعب السيطرة عليه.”
راقبت وصوله من نافذتي، ثم تمدّدت مجددًا على سريري أحدّق في السقف. كنت أعلم أنني لست غاضبًا، لكن شعورًا مزعجًا ظلّ عالقًا في صدري منذ الصباح.
كان من الطبيعي أن تنشأ مشاكل حين يُحشر أحد عشر مئة شخص في مكان لم يُصمّم إلا لثلاثمئة. بل لكان من الغريب والموحي بالريبة لو لم يحدث شيء. لا بد أن السكّان اشتكوا من قلة الطعام، وضيق المكان، والسرقات، والمشاكل الشخصية.
كان من الممكن أن يتحوّل المجمّع إلى فوضى عارمة، بلا قانون، بلا نظام. وقد اختبرت ذلك بنفسي في [سيؤول]. في هذا العالم، حيث البقاء للأقوى، كانت الإنسانية شيئًا نادرًا. كنت أعلم أن هذا المكان كان سيتحوّل إلى إحدى الجحور التي كانت تسكنها الكلاب في [سيؤول].
قطّبتُ حاجبيّ وأنا أتصوّر حال ذلك الملجأ.
ضحكت بخفة وقلت:
“وماذا حدث لأولئك الناس؟” سألت.
“ماذا عسانا أن نفعل؟ هل سنرميهم للخارج؟ هل سنتركهم ليموتوا؟”
أجابت [إلينا] بهدوء مدهش:
“راهن أنك فكرت فورًا في [منظمة الناجين] حين سمعت كلمة ‘ضحايا’. لكن فكّر بها من زاوية أخرى: ماذا لو كانوا كلابًا؟ هل ستظل ترى أن [تومي] مخطئ؟”
“تم إطلاق النار عليهم جميعًا.”
ذلك الذي وثقت به، والذي حاول أن يعيدني إلى الإنسانية، بدا لي الآن ككتلة من الجليد.
تسمرتُ في مكاني، فاغر الفم، ونظرت إليها، فراحت تعقّب بوجهٍ متجهم:
مسّدت جبيني برفق، وكان [دو هان-سول] قد بقي صامتًا طوال الحديث، لكنه نطق أخيرًا:
“السبب في وجود هذا المكان هو تطوير اللقاحات والعلاجات. أما الملجأ، فكان إضافة لاحقة. ولكن حين ثار الناجون… هل تظنّ أن الجنود كانوا سيقفون مكتوفي الأيدي ويتفرجون؟”
ما الذي يمكن أن يكون خير فعل؟
“…”
“هل وجدتهم؟ أولئك ذوو الأعين الحمراء؟”
“لقد قتلوهم جميعًا، لأنهم ببساطة لم يريدوا المخاطرة بأي تسريب. لكن أظن أن العدالة قد لحقت بهم، إذ ظهرت الزومبيات بعد يومين فقط من المجزرة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تخيل ماذا كان سيحدث لهذا المكان لو لم نقضِ على أولئك الذين أثاروا الشغب؟”
أخيرًا، بدأتُ أربط الخيوط ببعضها. تذكّرت لقائي الأول مع [تومي] وقائد الجيش الروسي في مطار [جيمبو]. لقد بدا حينها كالمهووس باللقاحات، حتى أنه لم يكن مستعدًا لمسامحة أحد يجرؤ على محاولة الاستيلاء عليها.
قالت:
آنذاك، بدت لي تصرفاته طبيعية، لأن مستقبل البشرية كان بين يديهم. أما الآن، فقد فهمت أخيرًا السبب الحقيقي وراء ذلك التصرّف: اللقاح كان المبرر الذي استندوا إليه لتبرير المجزرة التي ارتكبوها.
“نعم، ما دمتم تستعدّون قبل أن أغيّر رأيي. لكن عليكم أن تَعِدوني بألّا تُحدِثوا ضجّة، وألا تتسببوا بأي مشكلة. هذا شرط لا نقاش فيه.”
قطّبتُ حاجبيّ، ونظرت إلى [تومي]:
“…”
“[تومي]… ما قالته [إلينا]… هل كل ذلك صحيح؟”
ترجمة:
لم يجب في البداية، بل ظلّ صامتًا. حدّقتُ فيه دون أن أحرّك ساكنًا، حتى قال أخيرًا، بملامح مضطربة:
ضحكت عندما أدركت أن الأمر كان أوضح مما ظننت. نهضتُ وابتسامة واسعة ترتسم على وجهي، ونظرت إلى [كيم هيونغ-جون].
“لم يكن لدينا خيار في ذلك الوقت. كنا نعلم أن إطلاق النار عليهم كان أقلّ وحشية من طردهم خارجًا.”
“…”
“هل كنتَ شريكًا في اتخاذ ذلك القرار؟ أم أن القائد الروسي هو من قرّر وحده؟”
أما ذاك الذي فجّرت رأسه، فقد مات بالفعل، ولا حاجة لأخذه إلى المختبر. أما أتباعي، فقد أمرتهم بالتهام الزومبيات الألفين الذين ملأوا الساحة. وبعد أن أنهيت كل شيء، توجّهت إلى الطابق الرابع من السوبر ماركت. كان الناجون يحدّقون بي بدهشة وذهول، ويبدو أنهم رأوا كل ما حدث من خلال النوافذ.
أجاب:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تم إطلاق النار عليهم جميعًا.”
“وافقتُ عليه.”
لكنه لم يتحرك، بل استمر بالتحديق فيّ بذهول. رمقته بنظرة متجهمة.
تلقّيت جوابه كضربة على الوجه. لم أستطع أن أصدّق ذلك. فجأة، شعرت وكأن الشخص الذي أعرفه لم يعد هو نفسه. بدا لي غريبًا. خذلني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم. و… وجدت بعض الأشخاص أيضًا.”
رأت [إلينا] ملامح الحيرة على وجهي، فقالت:
كان سؤالها صعب الإجابة. لم يكن بوسعي أن أدينهم ببساطة لأنهم قتلوا أناسًا.
“السيد [لي هيون-دوك]… لا تُظهر هذه النظرة. لو كنتُ مكانه، لاتّخذت القرار ذاته.”
“في النهاية… إنها كانت أعمال شغب. وكان لا بد لأحدهم أن يتعامل معها.”
“أعذريني؟”
قلت بتلقائية:
“[تومي] كان مدير الأبحاث. كان يؤدي عمله وحسب. هدفنا، وما يزال، هو القضاء على الفيروس. أما الناجون الذين وقفوا في طريقنا، فلم يكونوا مختلفين عن الزومبيات في شيء.”
“سأتحرك بهدوء. تأكدوا من أن لا أحد يتعثر.”
“…”
“بالمناسبة، عم… [هان-سول] أخبرني أن شيئًا ما حدث هذا الصباح أثناء غيابي.”
“تخيل ماذا كان سيحدث لهذا المكان لو لم نقضِ على أولئك الذين أثاروا الشغب؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هاه؟”
كان سؤالها صعب الإجابة. لم يكن بوسعي أن أدينهم ببساطة لأنهم قتلوا أناسًا.
دفعتُ تابع [دو هان-سول] بأقصى ما أستطيع ليُعلِم من في المختبر أنني عثرت على زومبيّين ذوي أعين حمراء. نظر إليّ الرجل كثّ اللحية بتوتر، وكأن فكرة أن يحمله كائن متحوّل لا تزال تثير غرابته.
كان من الممكن أن يتحوّل المجمّع إلى فوضى عارمة، بلا قانون، بلا نظام. وقد اختبرت ذلك بنفسي في [سيؤول]. في هذا العالم، حيث البقاء للأقوى، كانت الإنسانية شيئًا نادرًا. كنت أعلم أن هذا المكان كان سيتحوّل إلى إحدى الجحور التي كانت تسكنها الكلاب في [سيؤول].
“نعم، ما دمتم تستعدّون قبل أن أغيّر رأيي. لكن عليكم أن تَعِدوني بألّا تُحدِثوا ضجّة، وألا تتسببوا بأي مشكلة. هذا شرط لا نقاش فيه.”
ومع ذلك، لم أكن أعلم كيف أهدّئ تلك المشاعر المتضاربة التي تموج بداخلي.
“الجنود أولئك يمكنهم تقبيل مؤخرتي إن كانوا يظنون أنهم نظّفوا [فلاديفوستوك]. لم يكن تنظيفهم أكثر من زاوية أو اثنتين. المدينة كانت تعجّ بالزومبيات. اضطررت للبقاء أطول هناك لأصطاد الحمر منهم.”
مسّدت جبيني برفق، وكان [دو هان-سول] قد بقي صامتًا طوال الحديث، لكنه نطق أخيرًا:
“هاه؟”
“لنَدخُل الآن. أظنّ أن علينا جميعًا أن نأخذ بعض الوقت لترتيب أفكارنا، ثم نلتقي الليلة لنناقش الأمر مجددًا. لقد طلبت من السيد [كيم هيونغ-جون] أن يعود. لنتابع الحديث حين يعود الجميع.”
القصة الجانبية: حكايات من روسيا [6]
سلّمت الزومبيّين المقيّدين لـ[دو هان-سول]، وعدتُ إلى السكن قبل أي أحد. وحين كنت أسير، عادت إلى ذهني عبارة قديمة: “نقيض العدالة ليس الشر، بل شكل آخر من العدالة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم، نعم، فقط ابدأ في جمع أمتعتك.”
تراءى لي حينها أن الخط الفاصل بين الصواب والخطأ بات أكثر ضبابية من أي وقت مضى.
“لا ينبغي أن يصيب هؤلاء الناس أي أذى”، أمرتُ أتباعي. “سأقتل أيًّا منكم إن أسقطهم.”
ذلك الذي وثقت به، والذي حاول أن يعيدني إلى الإنسانية، بدا لي الآن ككتلة من الجليد.
دفعتُ تابع [دو هان-سول] بأقصى ما أستطيع ليُعلِم من في المختبر أنني عثرت على زومبيّين ذوي أعين حمراء. نظر إليّ الرجل كثّ اللحية بتوتر، وكأن فكرة أن يحمله كائن متحوّل لا تزال تثير غرابته.
ما الذي يمكن أن يكون خير فعل؟
❄️∘˚。⋆☃⋆。˚∘❄️
وما الذي يُعدّ شرًّا مطلقًا؟
“…”
على الأقل، كان بوسعي الإجابة على هذا السؤال.
“دعني أطرح عليك سؤالًا يسهل الفهم. الضحايا هنا… هل كانوا ناجين؟ أم كلابًا؟”
❄️∘˚。⋆☃⋆。˚∘❄️
❄️∘˚。⋆☃⋆。˚∘❄️
عاد [كيم هيونغ-جون] إلى المختبر حين كانت الشمس في كبد السماء.
تمدّدت لأفكّ بعض التشنّج من كتفيّ وقلت:
راقبت وصوله من نافذتي، ثم تمدّدت مجددًا على سريري أحدّق في السقف. كنت أعلم أنني لست غاضبًا، لكن شعورًا مزعجًا ظلّ عالقًا في صدري منذ الصباح.
“هل كنتَ شريكًا في اتخاذ ذلك القرار؟ أم أن القائد الروسي هو من قرّر وحده؟”
نقرة.
قال الرجل كثيف اللحية:
صوت مقبض الباب يُفتح. دخل [كيم هيونغ-جون] وهو يبتسم.
“دعني أطرح عليك سؤالًا يسهل الفهم. الضحايا هنا… هل كانوا ناجين؟ أم كلابًا؟”
“ما الذي تفعله هنا؟”
ألقى [تومي] نظرة على الناجين، ثم تمتم بشفتيه:
“وماذا تتوقع؟ أستريح.”
تسمرتُ في مكاني، فاغر الفم، ونظرت إليها، فراحت تعقّب بوجهٍ متجهم:
“هاه، يعني تتهرّب بحجّة أنك أتيت بثلاثة زومبيات ذوي أعين حمراء؟ هكذا إذن؟”
كنت أخشى أن يتعثر بعض الأتباع إن ركضنا بأقصى سرعة، بما أنهم لا يستطيعون استخدام أذرعهم.
“هل وجدتَ شيئًا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أرأيت؟ الأمر ليس بهذه البساطة.”
“طبعًا. بل وجدت أربعة.”
كان محقًا. لم أعد القائد بعد الآن، بما أننا لم نعد في كوريا. كان دوري أن أساعد [تومي]، و[أليوشا]، و[إلينا] ليُركّزوا على أبحاثهم.
قفزتُ واقفًا، اتّسعت عيناي بدهشة. جلس [كيم هيونغ-جون] على الكرسي المقابل لي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نقرة.
“الجنود أولئك يمكنهم تقبيل مؤخرتي إن كانوا يظنون أنهم نظّفوا [فلاديفوستوك]. لم يكن تنظيفهم أكثر من زاوية أو اثنتين. المدينة كانت تعجّ بالزومبيات. اضطررت للبقاء أطول هناك لأصطاد الحمر منهم.”
عاد [كيم هيونغ-جون] إلى المختبر حين كانت الشمس في كبد السماء.
“هل أُصبتَ بشيء؟”
“ألستَ من قال إنك تريد الذهاب إلى المختبر؟ اجمع أغراضك لنغادر.”
“أأنتَ قلق؟ كنتُ برفقة [مود-سوينغر]، ولم يكن هناك أي أزرق العينين.”
“ستعرف لماذا… قريبًا. لماذا لا بد أن نتحرك بهذه الطريقة.”
“…”
“هل أُصبتَ بشيء؟”
“بالمناسبة، عم… [هان-سول] أخبرني أن شيئًا ما حدث هذا الصباح أثناء غيابي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسمت، وتوهّجت عيناي الزرقاوان.
تنهدت، وأشحت بوجهي. لم أكن أرغب في الحديث. راقب ملامحي، ثم قال:
“سأتحرك بهدوء. تأكدوا من أن لا أحد يتعثر.”
“هيّا، سمعتُ كل شيء.”
“هاه، يعني تتهرّب بحجّة أنك أتيت بثلاثة زومبيات ذوي أعين حمراء؟ هكذا إذن؟”
“هل أتصرف بغرابة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل وجدتَ شيئًا؟”
“لا. لست غريبًا، و[تومي] ليس غريبًا كذلك.”
“هاه؟”
“…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد بُرهة، تجمّع الناجون الروس في الطابق الأول. أمرتُ أتباعي بحملهم بين أذرعهم. جعلت كل بالغ يحمل طفلًا، ثم أمرتُ كل واحد من المتحوّلين من الدرجة الأولى أن يحمل أحد الزوجين. وأخيرًا، أوكلت إلى أحدهم حمل الطفل المتبقي، وهكذا أصبحنا مستعدّين للعودة إلى المختبر.
رفعتُ حاجبيّ، وابتسم هو بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما كان ذلك من العادات السيئة التي اكتسبتها بعد أن قدت الآخرين لفترة طويلة. كنتُ دائمًا مطالبًا بمعرفة كل شيء، وبأن أكون أول من يحكم على أي موقف. ظننت أنني تركتُ نفسي القديمة في [جزيرة جيجو]، لكن العادات التي اكتسبتها خلال الرحلة بقيت عالقة بي.
“في النهاية… إنها كانت أعمال شغب. وكان لا بد لأحدهم أن يتعامل معها.”
قفزتُ واقفًا، اتّسعت عيناي بدهشة. جلس [كيم هيونغ-جون] على الكرسي المقابل لي.
“لكنهم أطلقوا النار على الناس. على ناجين، وليس على زومبيات. كيف تبرر ذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا، بدأتُ أربط الخيوط ببعضها. تذكّرت لقائي الأول مع [تومي] وقائد الجيش الروسي في مطار [جيمبو]. لقد بدا حينها كالمهووس باللقاحات، حتى أنه لم يكن مستعدًا لمسامحة أحد يجرؤ على محاولة الاستيلاء عليها.
“ولِمَ لا؟ نحن نعيش في عالم تموت فيه إن لم تقتل. وأنت تعرف ذلك أكثر من أي أحد، يا عم.”
“…”
“…”
تسمرتُ في مكاني، فاغر الفم، ونظرت إليها، فراحت تعقّب بوجهٍ متجهم:
“هل تقول إنه كان من العدل أن يُقتل الجنود والباحثون بدلًا عنهم؟”
دفعتُ تابع [دو هان-سول] بأقصى ما أستطيع ليُعلِم من في المختبر أنني عثرت على زومبيّين ذوي أعين حمراء. نظر إليّ الرجل كثّ اللحية بتوتر، وكأن فكرة أن يحمله كائن متحوّل لا تزال تثير غرابته.
لم أجد إجابة. اكتفيت بعضّ شفتيّ وتدلي رأسي. تنهد [كيم هيونغ-جون].
نعم.
“أرأيت؟ الأمر ليس بهذه البساطة.”
دفعتُ تابع [دو هان-سول] بأقصى ما أستطيع ليُعلِم من في المختبر أنني عثرت على زومبيّين ذوي أعين حمراء. نظر إليّ الرجل كثّ اللحية بتوتر، وكأن فكرة أن يحمله كائن متحوّل لا تزال تثير غرابته.
“أنا فقط… لا أعرف. هناك شيء غير مريح… لا أستطيع تحديده.”
لكن لم يكن هناك حاجة للفهم. فقد قرأت كل شيء من ملامح وجهه المنهك. سرعان ما خرج [تومي] و[دو هان-سول] من المختبر. يبدو أنهما سمعا صوت [إلينا]. ما إن وقعت عينا [تومي] على الزومبيات التي كنت أحملها، حتى ركض نحوي وقد اتّسعت عيناه.
“ببساطة، لأنك لا تثق به بما يكفي.”
رفعتُ حاجبيّ، وابتسم هو بهدوء.
“هاه؟”
كياااااااا!!!
“لا تثق بـ[تومي] كما ينبغي، يا عم.”
صوت مقبض الباب يُفتح. دخل [كيم هيونغ-جون] وهو يبتسم.
سكتُّ. أنا… لا أثق به؟ لم يكن ذلك صحيحًا. نعم، كنت أشعر ببعض التوتر حياله، لكن… هل يعني ذلك أنني لا أثق به؟
صوت مقبض الباب يُفتح. دخل [كيم هيونغ-جون] وهو يبتسم.
غطّيت وجهي بكفّي، وبقيت صامتًا. بعد لحظة، قال [كيم هيونغ-جون]:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تخيل ماذا كان سيحدث لهذا المكان لو لم نقضِ على أولئك الذين أثاروا الشغب؟”
“دعني أطرح عليك سؤالًا يسهل الفهم. الضحايا هنا… هل كانوا ناجين؟ أم كلابًا؟”
ما الذي يمكن أن يكون خير فعل؟
“لا أستطيع أن أجيب. لم ألتقِ بهم قط.”
كان من الممكن أن يتحوّل المجمّع إلى فوضى عارمة، بلا قانون، بلا نظام. وقد اختبرت ذلك بنفسي في [سيؤول]. في هذا العالم، حيث البقاء للأقوى، كانت الإنسانية شيئًا نادرًا. كنت أعلم أن هذا المكان كان سيتحوّل إلى إحدى الجحور التي كانت تسكنها الكلاب في [سيؤول].
“لهذا السبب قلت إنك لا تثق به.”
“هاه؟”
“هاه؟”
“…”
“لأنك لم ترَ ما حدث بعينك، لا تملك الحق في الحكم على [تومي].”
“نعم.”
“…”
قفزتُ واقفًا، اتّسعت عيناي بدهشة. جلس [كيم هيونغ-جون] على الكرسي المقابل لي.
“راهن أنك فكرت فورًا في [منظمة الناجين] حين سمعت كلمة ‘ضحايا’. لكن فكّر بها من زاوية أخرى: ماذا لو كانوا كلابًا؟ هل ستظل ترى أن [تومي] مخطئ؟”
“هل أُصبتَ بشيء؟”
لم أعرف ماذا أقول. أدركت أخيرًا أن الشعور المزعج في داخلي نشأ من حقيقة أنني حاولت إصدار حكم على شيء لم أشهده بنفسي. لم أفهم لماذا لم أتوصل إلى تلك النتيجة البديهية من البداية.
“لأنك لم ترَ ما حدث بعينك، لا تملك الحق في الحكم على [تومي].”
ربما كان ذلك من العادات السيئة التي اكتسبتها بعد أن قدت الآخرين لفترة طويلة. كنتُ دائمًا مطالبًا بمعرفة كل شيء، وبأن أكون أول من يحكم على أي موقف. ظننت أنني تركتُ نفسي القديمة في [جزيرة جيجو]، لكن العادات التي اكتسبتها خلال الرحلة بقيت عالقة بي.
“تعلم؟ [هوانغ جي-هيي] أخبرتني أن أتحدث إليك إن واجهتني أي مشكلة. الآن، فهمتُ السبب. شكرًا لك، يا رجل.”
ضحكت عندما أدركت أن الأمر كان أوضح مما ظننت. نهضتُ وابتسامة واسعة ترتسم على وجهي، ونظرت إلى [كيم هيونغ-جون].
“شغب؟ تقولين شغبًا؟”
“تعلم؟ [هوانغ جي-هيي] أخبرتني أن أتحدث إليك إن واجهتني أي مشكلة. الآن، فهمتُ السبب. شكرًا لك، يا رجل.”
“…”
“على الرحب والسعة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الضحايا؟”
ابتسمت، وتوجهت نحو المختبر.
تأمّلتها عن كثب، ولاحظت [أليوشا] خلفها، يلهث بصعوبة. يبدو أنه انضمّ إليها في تمرينها الصباحي، لكنه لم يكن يملك اللياقة الكافية. تمدّد [أليوشا] بجانب [إلينا] كأنه جثة، وتمتم بكلمات روسية لم أفهمها.
كان عليّ أن أعتذر لـ[تومي] قبل أي شيء آخر.
أجابت [إلينا] بهدوء مدهش:
❄️∘˚。⋆☃⋆。˚∘❄️
“وافقتُ عليه.”
ترجمة:
مسّدت جبيني برفق، وكان [دو هان-سول] قد بقي صامتًا طوال الحديث، لكنه نطق أخيرًا:
Arisu-san
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لقد بُني الملجأ ليستوعب ثلاثمئة شخص فقط، لكن حين ارتفع العدد إلى ألفٍ ومئة، صار من الصعب السيطرة عليه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد بُرهة، تجمّع الناجون الروس في الطابق الأول. أمرتُ أتباعي بحملهم بين أذرعهم. جعلت كل بالغ يحمل طفلًا، ثم أمرتُ كل واحد من المتحوّلين من الدرجة الأولى أن يحمل أحد الزوجين. وأخيرًا، أوكلت إلى أحدهم حمل الطفل المتبقي، وهكذا أصبحنا مستعدّين للعودة إلى المختبر.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات